- منظور فراي ستارلايت -
مر بعض الوقت منذ بلوغي أرض الإمبراطورية ، بضع ساعات لاكون دقيقا .
لاكون صريحا ، منذ تناسخي داخل جسد فراي ستارلايت لم اتجول كثيرا قط داخل أرض الإمبراطورية ، لذلك لا املك الكثير من الذكريات داخل هذا المكان اطلاقا ..
فمعظم حياتي هنا قد قضيتها اما داخل المعبد ، أو بأرض الكابوس .. لذلك يمكن القول أن قدمي كانت تطأ الآن اراضي جديدة تماما لاول مرة ..
اينما ذهبت ، كنت اجد العديد من البشر الذين حاولوا النجاة بكل ما اوتو من قوة .. بشر ضعفاء لا حول ولا قوة لهم .
اعداءهم كانوا جثثا متحركة حركتها قدرة شيطان الرتبة 13 الاعلى ، جيبيتو ..
بالإضافة لتلك الجثث ، رأيت حضورا شيطانيا يرافقها .. شياطين حقيقية ، بجلود رمادية و قرون طويلة و اعين غائرة .
شياطين بدائية بمعنى آخر ..
هم كانوا اقوياء بمعايير البشر العاديين الذين لم تكن لهم من طريقة للقتال ضد هذا النوع من الاعداء ..
لكن امامي .. هم لم يكونوا سوى مجموعة عوائق تافهة تقف بطريقي ..
*سلااش!!*
من حين لآخر ، و تحت جناح الظلام ..
كان وهج بنفسجي هادر يتردد من حين لآخر ، جاعلا المنطقة باكملها تهتز ، بعد ذلك مباشرة ستتحول الجثث و الشياطين لقطع و اشلاء متناثرة ..
البشر الهاربون كانوا يتوقفون دوما ، غير مستوعبين لما كان يحدث ، محاولين معرفة هوية منقذهم ..
لكنني كنت اغادر فور قتلي للشياطين ، فلم يكن لدي الوقت الكافي لتوجيههم و قيادهتم لمكان آمن ..
سيكوم عليهم النجاة بمفردهم ..
"توهم نفسك بأنك تركتهم بمفردهم .. لكنك انقذتهم للتو من تلك الشياطين ."
تردد صوت نايملس داخل عقلي ، معارضا افكاري ..
"كل ما في الامر ان اصطدمت بهم بشكل عشوائي ، ليس و كأنني اتيت من اجل انقاذهم .." قمت بالرد بايجاز ، ليضيف نايملس مرة أخرى .
"إذا حياة البشر لا تعني لك الكثير ؟ أظن أن هذا ما تحاول اقناع نفسك به ."
"مالذي تعنيه ؟"
اخذ نايملس بضع ثواني طويلة ، قبل أن يوضح كلامه لي بصوته البارد و العميق ذاك الذي لم اعتد عليه حتى الآن ..
"قتلك لتلك الجثث سيجعل الشخص الذي يحركها يتنبه بأن شيئا ما خاطئا يحدث على هذه الجبهة .. بمعنى آخر انت خاطرت رافعا نسبة معرفة الاعداء بانك موجود هنا ."
قدرة جيبيتو تعطيه سيطرة كاملةً على الجثث التي يقوم باحيائها .. بمعنى آخر ، عندما تسقط احد تلك الجثث سيتنبه على الفور ..
نايملس اخبرني سابقا الا اقاتل الى أن نجد آدا ، لكنني تجاهلت نصائحه و ابدت كل شيطان صادفته بطريقي ..
"تصرفاتك هذه قد تحول دون انقاذ شقيقتك ... لقد خالفت تعليماتي ، لذلك و من الان فصاعدا ستقاتل بالطريقة التي امليها عليك دون اعتراضات ."
قال نايملس كلماته الاخيرة هذه بحزم ، جاعلا اياي اتجهم .
"أي طريقة هي هذه التي تتحدث عنها بالضبط ؟"
سألت فضوليا ، ليجيبني نايملس بالاجابة التي جعلت اعبس تلقائيا ..
"من الآن فصاعدا يمنع عليك استخدام الاورا الخاصة بك .. و يسمح لك فقط باورا الثقب الأسود للقتال ."
لقد سمعته بوضوح ، و لم يكن لي سوى أن اتوقف عن التوغل داخل أرض الإمبراطورية بمجرد سماعه ..
"هل انت جاد الآن ؟ انا لا أستطيع استخدام اورا الثقب الأسود بشكل لا نهائي مثل الاورا العادية .."
"لهذا سيكون عليك الاعتياد عليها ، فهي سلاحك الوحيد أمام الشياطين الاشد قوة بما أن المراحل المتقدمة من تأقلم الظلال لا تزال مغلقة ."
"ابتداءا من الآن ، يمنع عليك استخدام اورا الظلام و الظل .. فقط الثقب الاسود ."
أكد نايملس اوامره ، بينما التزمت أنا الاخر الصمت ..
اورا الثقب الاسود تحرق الاورا الخاصة بي بمعدل سريع جدا يتجاوز الظلام و الظلال بكثير ..
يمكن القول انها تستنزفني اسرع ب 50 مرة من الاورا العادية ..
إذا ما لم اعتمد على سواها بالقتال ، فانا لن أستطيع الصمود لساعة واحدة حتى رغم مخزون الاورا من الفئة SSS الخاص بي ..
فقط مالذي يفكر به نايملس بحق الجحيم ؟
مهما تمعنت بالامر ، هو لم يبدو منطقيا لي قط .. لكنني كنت مضطرا لاتباع اوامر نايملس ما إذا اردت الحصول على مساعدته أكثر مستقبلا ..
لذلك و ببطء .. تبددت الاورا البنفسجية من حولي ، و حل مكانها وهج مظلم نجمي .. لاورا الثقب الاسود .
على الفور شعرت بقوتي تتضاعف عدة مرات ، لكن بالمقابل ازداد الضغط علي كثيرا ..
عندما لا اكون بحالة Dark Ascension التي تجعل جسدي يعطي مردودا مساويا لمن هم بالفئة SSS ..يصبح من الصعب تحمل قوة الثقب الاسود بحالتي العادية التي توازي الفئة SS فحسب ..
"ناهيك عن انقاذ آدا .. انا لن أستطيع ايجادها من الأساس إذا ما تحركت مستعملا هذه القوة .."
اورا الثقب الاسود كانت اشبه بالورقة الرابحة التي اخزنها لاقوى الاعداء .. هي ليست بالشيء الذي اعتمد عليه طوال الوقت ..
"طريقة التفكير هذه هي ما تجعلك غير قادر على التطور و تجاوز حدودك ، عقلية الخاسرين ."
تردد صدى كلمات نايملس داخل عقلي ، بينما تم سحبي الى داخل الفراغ المظلم المتواجد بالداخل ..
"انت تملك قدراتي ذاتها ، الاورا الخاصة بي ، طريقة قتالي .. و جسدا خارقا يتجاوز الذي كنت املكه بالماضي .. بوجود كل هذه القدرات بداخلك .. التعامل مع مجموعة من الشياطين العلوية التافهة يفترض ان يكون بغاية السهولة ."
داخل الفراغ المظلم ، عدت الى اعمق نقطة داخل وعيي الداخلي .. هناك وقف نايملس واضعا اذرعه خلف ظهره بينما توهجت اعينه من خلف قناعه بضوء قاتم ..
"بذروتي ، كنت قادرا على استعمال اورا الثقب الأسود بشكل لا نهائي ، طوال الوقت .. كنت أستطيع القتال مستعملا اياه للابد لو تطلب الامر ، اتعلم ما هو السبب ؟"
كان هذا سؤالا مفاجئا يستحق التفكير حقا ..
"لان مخزون الاورا اللعين الخاص بك كان لا نهائيا ؟"
كانت هذه هي الاجابة الوحيدة التي جاءت على بالي ، و لا يبدو انها اعجبت نايملس قط .
"لا وجود لشيء كمخزون اورا لا نهائي ، الا لو تواجدت قدرة كاسرة لحدود العالم تتيح لصاحبها الحصول على واحد .. رغم أنني لم ارى حالة كهذه من قبل .."
"مخزون الاورا الخاص بي لم يكن الاعلى يوما .. بالواقع .. لم اكن من ضمن افضل 10 حتى عندما يتعلق الامر بسعة الاورا ."
قال نايملس ، متلاعبا بشعلة اورا فوق قبضته ..
"ملك الشياطين أغاروث على سبيل المثال قد امتلك مخزون اورا يتجاوز خاصتي باضعاف .. لكنه كان يتعرض للاستنزاف قبلي اثناء معركتنا .."
رغم ان نايملس امتلك مخزون اورا أصغر بكثير من أغاروث ، الا ان ملك الشياطين كان يستنزف الاورا الخاصة به بشكل اسرع بكثير من نايملس ..
"السر .. يكمن بالتحكم ."
من حول نايملس ، تشكلت دائرة ، محيطها الدائري اضاء بقوة متشكلا على هيأة موجات من الاورا .. بدت مثل مياه بحر هائج دارت بشكل مستمر حول نفسها معيدةً تشكيل نفسها بكل مرة ..
امواج الاورا لم تهدأ قط مهما دارت و دارت .. بل و بدا و كأنها تصبح اعنف ..
"أغاروث كان أعلى مني من حيث مخزون الاورا .. لكنني كنت افضل بكثير عندما يتعلق الامر بالتلاعب و التحكم .. عن طريق التحكم بالاورا و استعاب قيمتها بشكل كامل ، سيتيح لك هذا جعل استهلاك الاورا الخاص بك ينخفض كثيرا ... لدرجة شبه معدومة .."
امامي ، تم الكشف عن مشهد مذهل .
نايملس كان يحرق الاورا بسرعة هائلة ، ما يستهلك مخزون الاورا الخاص به .
لكن ذلك المخزون كان يمتلئ مجددا بشكل شبه تلقائي ما يجعله يبدو و كأنه لم يستعمل أي اورا قط ..
و هذا ما تمثله تلك الدائرة الغريبة ..
الاورا التي تغادر جسد نايملس سرعانما تعود اليه على الفور ما يجعله قادرا على استعمالها من جديد مرارا و تكرارا ..
بمعنى آخر ، كلما اطلق نايملس هجمة ما ، هو يقوم سرا باعادة امتصاص قوتها بداخله من الفراغ و الهواء من حوله ..
لوهلة ، تبدو العملية بسيطة ، لكنها لم تكن كذلك قط .. بل تعتبر شيئا مستحيلا لان لا احد قط يستطيع فعل المثل ..
بدا و كأن نايملس يملك تحكما مطلقا بكل الاورا من حوله ..
هو يجعلها تتحرك بشكل دائري .. بمعنى آخر هي ستظل موجودة دوما ولن تتبدد قط ، هكذا هو يستطيع القتال بشكل لا نهائي .
إذا ما كان مخزون الاورا الخاص بنايملس 1000 ، بينما خصمه 10000 .... فبعد القتال لوقت طويل ، سينخفض مخزون خصمه ليصى ال 0 في النهاية .
لكن مخزون نايملس سيظل دوما 1000 ..
"مذهل .."
هربت هذه الكلمة من فمي بشكل لا ارادي ، تعليقا على مرأيت ..
فقط .. كيف تمكن من تطوير شيء كهذا ؟
و كيف يفترض بي بالضبط اتقان طريقة التحكم هذه ؟
"أنت تستطيع استعمالها ايضا ، فراي ستارلايت .. فالاورا من حولك تنجذب اليك بشكل مشابه تماما لي .."
قارئا افكاري .. ابعد نايملس مخاوفي ..
"تعلمها لن يكون مستحيلا عليك ، مادمت تحاول بكل ما لديك ."
بسماع ذلك ، لم يكن لي سوى ان التزم الصمت لبعض الوقت قبل ان اومئ بحزم ..
ما اراني اياه نايملس قبل قليل لم يكن سوى تذكير بسيط لي .. أن الماثل امامي مهما بدا ناقصا و محروما من معظم قطع ذاته .. هو يظل المحارب العظيم الذي هز السماوات ذات يوم ..
بوجود وحش كهذا خلفي .. احسست أنني أخيرا سأكون قادرا على تغيير مصيري ضد اعدائي ..
متبعا تعمليماته .. بدأت استخدم اورا الثقب الأسود بشكل مستمر دون غيرها ، بينما حاولت بجد تعلم طريقة التحكم بالاورا الغريبة تلك التي حفرت بداخلي من قبله ..
و هكذا .. استمرت رحلتي داخل الإمبراطورية ، بحثا عن آدا ..
كلما توغلت أكثر ، كنت اصطدم بالمزيد و المزيد من جحافل الاعداء ..
من بينهم ، قاتلت بعض الشياطين العليا التي ظهرت امامي ..
شيطان الرتبة 32 العليا ، ڤالاك ، الرتبة 28 دانتاليان .. و العديد غيرهم .
الاول كان يستخدم الظلال ، و الثاني امتلك قدرة غريبة تجعله يتلاعب بالعقول و يسطير عليها .
لكنني ابدتهما بسهولة ، خصوصا انني استخدم اورا الثقب الاسود بشكل مستمر الآن .
لاكون صريحا ، لقد عانيت الامرين للسيطرة على اورا الثقب الاسود بشكل مستمر .. لكن طريقة النايملس قد اعطت مفعولا و لو كان قليلا ..
كنت حاليا احرق الكثير من الاورا ، ولا استعيد سوى 30% منها بالكاد باتباع طريقة التحكم الغريبة هذه .
هذه كانت نسبة تافهة جدا مقارنة بنايملس الذي يستطيع استعادة 99% من القوة التي يطلقها .
لكن ككبداية ، كنت جد راضي بهذا القدر .
هذا يعني انني بدون وعي مني ، قد ازددت قوة ..
نظرا لكوني حالة شاذة ، لم يكن هنالك من طريقة لقياس قوتي الحالية بشكل صحيح ..
على الورق ، انا بالفئة SS .. لكن و باطلاق كل قدراتي و اسلحتي ، اصبح بالمستوى SSS ..
لكنني اجهل اين اتواجد بالضبط بتلك الفئة ..
سنو ليونهارت كان مشابها لي من هذا الصدد ..
هذا يرجع لكونه هو المجيئ الثاني ل Pure Vessel بينما اعتبر انا الآخر وعاءا لنايملس .
هذه عوامل اتاحت لنا تجاوز اقراننا ، و كسر ميزان القوة ..
قوتي كانت تتزايد ، لكن ذلك لم يساعد قط على ايجاد آدا و كارمن .. و هذا ما اثار حفيظتي ..
اثناء ترحالي داخل أرض الإمبراطورية المحترقة ، قابلت العديد من الناجين .. من بينهم سمعت أن ابطال الجيل القديم قد عادوا و قادوا عددا كبيرا من البشر و حمايتهم .
كن بينهم ، قام نوفا ستارلايت .. سلفي بانقاذ معظم افراد عائلة ستارلايت الذين كانوا مع آدا و كارمن ..
رغم ذلك ، اختي لم تكن مع الناجين لان اسمها هي و كارمن ظل يظهر باللون الاحمر داخل واجهة النظام خاصتي ..
فقط .. اين هم بحق الجحيم ؟
بدأت اخسر اعصابي و هدوئي كلما طال الامر ، لكن نايملس كان يكبحني بكل مرة مشيرا إلى أن الغضب لن يفيد باي شيء الآن ..
لقد كان عديم مشاعر سابقا ، لذلك يستطيع دوما اتخاذ افضل القرارات مهما كان الموقف .. على الرغم من تلوثه ببعض مشاعري الان .
بهذا الوقت بالذات .. كنت قد بدأت افكر حقا بما يمكن أن يكون قد جرى ..
هل لربما آدا موجودة بين قبضتي ويسكر الان ؟
الهذا ذكرها عندما قاتلته رفقة سنو ؟
لكن عند التفكير بالامر ، وجدت هذا الاحتمال ضئيلا بما ان ويسكر كان موجودا بقارة الالتراس طوال الوقت .. و لم اشعر قط أن ادا تعرضت للهجوم من قبل شيطان ..
لطالما كنت متأهبا لمساعتدها بمجرد حدوث أي شيء لها ، لكن انشغالي بالمعركة ضد ويسكر قد حال دون ذلك ..
فقط .. مالذي حدث بالضبط ؟
محاولا ايجاد اجابة ، جاء صوت نايملس معطيا اياي تلميحا مهما .
"الذي هاجم آدا ستارلايت لم يكن بشيطان .. بل بشري ."
بسماع هذه الكلمات ، اضاءت اعيني بينما توقفت عن الجري بدون هدف .
"بشري .."
من قد يفعل شيئا كهذا ؟
بشري من الالتراس ؟
او ..
"بشري من الإمبراطورية .."
بشري .. يمتلك حقدا تجاه اختي آدا .. أو تجاه كارمن .
واقفا وسط حقول المنازل المدمرة لاحدى المدن الإمبراطورية .. جاءني ادراك مفاجئ جعلني ادرك طريقي بالفعل ..
ثم بلمح البصر .. اضاء جسدي بضوء بنفسجي استعدادا للقيام بعملية الانتقال الآني ..
"لقد وجدت ضالتي .."
تاركا غبارا نجميا خلفي .. اختفيت من وسط المدينة المدمرة .. و ظهرت بمكان مختلف تماما ..
مكان مألوف لم ازره منذ امد بعيد ..
بمجرد ظهوري امام البوابة .. وجدت نفسي انظر الى ذلك المكان الذي تدمر بدوره جراء هجمات الالتراس و الشياطين المستمرة ..
"المعبد .. "
اسواره كانت نفسها .. كل شيء كان نفسه .
لكنه بدا فارغا جدا الآن ، و كانه أرض اشباح لا غير .
ببطء ، خطوة تلوا الاخرى دخلت الى الداخل .
بطريقي ، مررت بالكثير من الاماكن المألوفة .. اماكن الدراسة ، ميادين التدريب .. و اقامة النخبة التي عشت بداخلها لسنتين ..
تحت جناح الليل ، بدات الامطار تتهاطل ، جاعلةً الارض الكئيبة امامي تظلم أكثر ..
"لم اتوقع قط أن اعود لهذا المكان بهذه الطريقة .."
قلت ساخرا ، بينما تشكلت ابتسامة ساخرة على وجهي ..
رؤية كل هذه الاماكن المألوفة اثارت الذكريات حقا .. لكنني لم اطل الانغماس بصور الماضي ..
فحاضري كان اهم بكثير ..
واصلت التوغل ، و نزلت الدرج الذي قاد الى مكان مختلف تماما ..
الى السجن الذي تواجد تحت لرض المعبد .. سجن تم زجي به بالماضي عندما حاولت الانتحار و تدمير كل شيء ..
صوت اقدامي التي نزلت الدرج كان الشيء الوحيد المسموع بالمكان .. لكنني لم اكن الشخص الوحيد الذي تواجد هنا .
فانا كنت اعلم بالفعل .. ان من ابحث عنهم موجودون هنا بالفعل ..
و ما هي سوى ثواني معدودة لابلغ هدفي ، و يظهر امامي الشخص الذي لم اتوقع قط ان يكون هو الجاني ..
باعماق المعبد .. جالسا امام باب واسع و عريض ، كان ذلك الشخص بالانتظار ..
شعره كان ابيض نقيا .. حتى عند جلوسه ، هو بدا طويلا حقا ، اطول مني بكثير ..
مرتديا جلبابا ابيض ، و مرتديا نظارة قراءة مستديرة .. كان لا يزال يظهر انتماءه للكنيسة التي سقطت منذ وقت طويل ..
اعينه السوداء حدقت بي مباشرة ، قبل ان يبتسم لي .
"وصلت أخيرا .. فراي ستارلايت."
"انت .. مايكا ستارلايت .."
نطقت اسمه بهدوء .. لم يسبق لي رؤية وجهه من قبل ، لكنني كنت على دراية به بالفعل ، ناهيك عن الشبه الكبير بالملامح بينه و بين والدته ..
"ابن كارمن .."
هذا لم يكن سوى الابن الوحيد الذي حظيت به كارمن في حياتها ..
هذه الحقيقة لوحدها كانت السبب الوحيد الذي جعلني لا اقطع رأسه تلك .. و افصلها عن بقية جسده ..
"اين هم ؟" سألت بنفاذ صبر ..
على ما يبدو ، هو كان ينتظر هذا السؤال بالذات ما جعله يبتسم فاتحا الباب من خلفه ..
"من هذا الطريق ."
اشار مايكا للداخل .. بينما تقدمت بخطوات ثقيلة .
"احذر .. اشعر بوجود قوة غريبة على الجانب الآخر ."
"اعلم ."
جاء تحذير نايملس ، و قد كنت ملما بالفعل عن ما كان يتحدث عنه ..
مايكا لم يكن سوى مقاتل تافه في الفئة SS ..لكن شيئا ما لم يكن في محله .. فالاورا المشؤومة التي شعرت بها لم تكن مزحة ..
ببطء ، اضاءت اعيني بوهج هادر ..
بمجرد التأكد من حالة آدا و كارمن .. لادمرن هذا المكان رفقة كل من يتواجد بداخله ..
كنت قد اتخذت قراري بالفعل .. الدماء ستراق الليلة بكل تأكيد .
...
...
...
لدعم الكاتب ماديا :
PayPal : mohamedmazino134@gmail.com
الديسكورد بخانة الدعم .