بمكان ما بقارة الالتراس .. و في احد أكثر الزوايا ظلمة و كآبة ..
شهد المكان تجمعا فريدا ، عندما تجمع موكب من الشياطين ، و الاسماء الكبيرة لدى الالتراس ... كلهم مصطفين خلف ويسكر الذي وقف بالمقدمة ..
بجانبه ، كان الرتبة 13 جيبيتو حاضرا رفقة بياتريس و العديد من الاسماء الأخرى ..
"انه هنا ." قائلا بابتسامته السامة المعتادة .. تطلع ويسكر نحو الافق ، و ما هي سوى ثواني معدودة قبل أن ينزل عمود مظلم من السماء .. مزلزلا الأرض بعنف ..
شعاع الظلام ذاك قد نزل بسرعة و قوة بالغة ، و حضوره جعل موجة من الاورا العنيفة تضرب المكان بحيث انه لم يتكبد عناء اخفاء هالته ..
من داخل ستار الظلام ، خرج الشيطان خطوة تلوا الأخرى ، متجها ناحية ويسكر الذي استقبله بنفس الابتسامة ..
لقد كان شيطانا مألوفا ، بأربع قرون و وجه مشوه ، اعين بنفسجية غائرة ، و عباءة من الاورا السوداء ترفرف من خلفه .. لكن هذه المرة ..
هو ارتدى درعا اسودا مرعبا ، غطى معظم جسده ما جعل شكله يبدو أكثر مهابة و جبروتا ..
بمجرد وصوله ، انحنى معظم الحاضرين ما عدا ويسكر ، مقدمين احترامهم .
"نرحب بالمعقد العاشر .. جيش الرجل الواحد زيبار ."
بطبيعة الحال ، ذلك لم يكن سوى زيبار الرتبة العاشرة .. لكن هذه المرة ..
هو لم يكن نسخة .. بل الصفقة الحقيقية ، زيبار بجسده الاصلي الذي ارتدى درع كاتارينا العظيم ..
حضور الحقيقي كان مختلفا تماما عن النسخة ، لدرجة أن الهواء من حوله قد اصبح اثقل من فرط هالته ..
كان حضوره مختلفا تماما عن ويسكر ، فرغم ان الرابع كان اقوى .. الا انه يميل لاخفاء هالته و قوته على عكس زيبار الذي ترك كل شيء يتسرب للخارج .
"اخذ منك الامر وقتا طويلا لتأتي ، زيبار .. هل كان الوضع صعبا لهذه الدرجة عليك هناك في الاعلى ؟"
سأل ويسكر مخفيا سخريته بين كلماته ، من جهة أخرى ، رد زيبار بهدوء غير آبه بطريقة حديث ويسكر .
"أنت على دراية تامة بأن الوضع الحالي شائك .. حضوري مهم جدا داخل الجيش لذلك لا أستطيع الغياب لوقت طويل "
شد زيبار قبضته ، مضيقا اعينه الحادة التي ركزت على ويسكر .
"لننهي الامر باسرع وقت ممكن ، فالحرب قد بدأت بالفعل ضد العظماء ." قال زيبار بحزم محاولا حث ويسكر على تسريع عملياتهم فوق كوكب الأرض .
فبينما يتحدثون ، المقعد الأول كريمزون رفقة الرتبة الثانية اغاريس و الخامسة مارڤاس قد اصطدموا بمجموعة من العظماء بالفعل ، رفقة وفود من اجناس اخرى رائدة مثل البانثيون ..
الأرض الغريبة التي ظهرت وسط الكون الشاسع قد جذبت انظار كل المخلوقات المهيمنة بالعالم .. و الآن بات كل واحد منهم يحاول فرض سيطرته على تلك الأرض و معرفة خباياها .
زيبار يعتبر جنرال حرب مهم جدا بفضل قدرته .. روح التناسخ ، فهو يستطيع صنع جيش كامل بنسخه .
"لا داعي للقلق ، فأنا اعتزم انهاء الامر قريبا ." اغمض ويسكر اعينه لبضع ثواني .. قبل ان يفتح عين الملك لوحدها .
قدرته الاشد قوة قد عادت من جديد بعدما استعملها سابقا ضد فراي و سنو ، لذلك يمكن القول ان الرتبة الرابعة استعاد معظم قوته بالفعل ..
ويسكر قاتل فراي و سنو و هزمهم ، ثم جابه ادير من طائفة الظلال و هزمه ايضا .. رغم ذلك لم يخرج باي اصابات تذكر ، ما عدا عين الملك التي دخلت فترة تهدئة ..
ذلك لم يكن سوى دليل بسيط على مدى قوة الرتبة الرابعة ، و الأن ... جاء العاشر ايضا .
و ليس هذا فحسب ..
فبينما كان زيبار يحدث ويسكر بينما انحنى الجميع من حولهم ، بدا و كأن اولئك الاثنان هما الوحيدان اللذان يستحقان الوقوف هناك ، فحتى جيبيتو كان ادنى منهما بكثير ..
و هذا ما اعتقده زيبار بدوره .. لكن اعين الرتبة العاشرة العليا قد بدأت تتوسع تدريجيا من الصدمة .. عندما شعر باورا مدمرة تتشابك مع خاصته .. بل و تطغى عليه ايضا ..
اورا نقية ، و مبهرجة على عكس تلك المظلمة الخاصة به ..
زيبار رفع قبضته على الفور مستديرا ناحية تلك الاورا استعدادا للقتال ، لكن ويسكر اوقفه مشيرا الى انه لا داعي لذلك ..
في تلك اللحظة ، وطأت قدم رجل معين المكان .. رجل ارتدى رداءا أسود بسيطا فوق درعه الاسود القديم و البالي ..
شعره كان اسود طويلا ، و اعينه سوداء غائرة .. بدا بحالة رثة حقا ، لكن الضغط الذي اصدره لم يكن بمزحة ..
برؤية كيف تقدم ناحيتهم .. بل ناحية جيبيتو بدون مقدمات ، ايقن زيبار ان ذلك الرجل ليس عدوا ، لكنه لم يستطع سوى أن يحدق به مصدوما ..
"أين وجدت هذا الوحش ؟" قال زيبار ، متفاجئا بصدق .. بينما ضحك ويسكر بخفة مستمتعا بردة فعله .
"مذهل اليس كذلك ؟ هذا هو آبراهام ستارلايت ، والد فراي ستارلايت الذي قاتلته منذ سنين طويلة .."
بسماع هذا .. بدأ زيبار يربط الخيوط .
هو يعلم أن ويسكر قد عانى امام بشري بالماضي البعيد .. لكنه بقرارة نفسه لم يكن يصدق ذلك بشكل كامل ، لا وجود لبشري يشكل خطرا على الرتب العشر العليا بنظره ..
زيبار طوال الوقت اعتقد ان الخصم الحقيقي الذي سبب اضرارا لويسكر لم يكن سوى محارب طائفة الظلال .. المهندس جيرمان .
لكن برؤية ابراهام .. تحطم هذا الاعتقاد بشكل كامل .
"هذا الرجل .. انه اقوى مني ." قال زيبار معترفا .. قبل ان يلتفت ناحية جيبيتو الذي بدأ يضحك غير قادر على احتواء ضحكته ..
"اتخبرني ان هذا الوحش وقع بين يدي جيبيتو ؟"
أومأ ويسكر .
"هذا صحيح ."
بتأكيد ويسكر ، تجهم زيبار .. فإذا ما استخدم جيبيتو تلك الجثة ، هو سيتمكن من محاربة الرتب العليا و المطالبة برتبة متقدمة ..
ويسكر قرأ افكاره هذه بوضوح ، لذلك سرعانما ربت على كتفه بخفة .
"لا داعي للقلق ، فآمون لن يسمح له حتى لو حاول ."
كلمات ويسكر الاخيرة هذه جاءت على شكل اورا جعلت زيبار الوحيد الذي يسمعها .
بذكر آمون .. زيبار لم يقل شيئا فهو يعلم مدى صدق هذه الكلمات ...
آمون ... الرتبة رقم 11 الاعلى ، و مضيف الكابوس ..
هو لم يكن سوى رقم 11 ، لكن لسبب ما .. اسمه حمل وزنا ثقيلا جعل معظم الشياطين حذرة منه .. و السبب بسيط .
متذكرا الشيطان المقنع ، تنهد زيبار .
آمون .. الشيطان الملقب بالجوكر ، هو لم يكن بالشيطان العادي اطلاقا ، و رغم كونه في الرتبة 11 الا ان ذلك لا يعكس قوته الحقيقية مطلقا .. فالسبب الحقيقي الذي يجعله يظل دوما بتلك الرتبة .. هو اختبار أي كان من يحاول دخول العشر الاوائل . بحيث انه لا يسمح لمن لا يملكون المؤهلات بدخول الترتيب العالي ..
بفضل ذلك .. ظلت الرتب العشر العليا دون تغيير لسنين طويلة ، و بقي آمون بالرتبة 11 ... لكن قوته الحقيقية مجهولة لدى معظمهم .. خصوصا و انه هو الآخر يشارك قدرة ما مع اغاروث على غرارهم ..
"بالحديث عن آمون .. سيأتي هو الآخر للأرض قريبا ، و بهذا سننهي الصراع هنا للابد ."
اومأ ويسكر ، بينما تم تأكيد الخطة مرة أخرى .
"من الأن فصاعدا ، ستبدأ عملية ابادة طائفة الظلال ، و بقايا نايملس .. مهمتنا قتلهم جميعا خصوصا القديس جيرمان .. و استعادة فراي ستارلايت و اعادته معنا لهيلموند ."
قال ويسكر ، مرددا الهدف من الغارة القادمة ..
هجوم شامل سيدمرون به اعداءهم ..
زيبار كان موافقا على الخطة ، لانها ستضع حدا للصراع فوق كوكب الأرض للابد .
"سنهاجم فراي ستارلايت بكل قوتنا .. و عندما ينهار لن يكون امام طائفة الظلال من خيار سوى التحرك من اجل مساعدته .. إذا ما دمرناهم اجمعين ، فلن يكون لجريمان من خيار سوى ان يخرج بنفسه ، حينها ستكون نهايته ."
ويسكر الرتبة الرابعة ..
زيبار ، الرتبة العاشرة ..
الوحش المعاد ايقاظه .. ابراهام ستارلايت ..
محرك الجثث .. ثاناتوس ، جيبيتو .
الغارة القادمة قدر لها ان تكون كارثية تماما ..
الهدف كان فراي ، و كل من يقف من خلفه ...
"لنبدأ إذا .. عملية الابادة ."
بأمر من الرتبة الرابعة ، انطلقت مجموعة الوحوش تلك مستهدفة فراي .. الذي كان لا يزال يبحث عن اخته بالجانب الآخر من العالم ..
...
...
...
بالعودة لجانب الإمبراطورية ..
وصل فراي ستارلايت الى المعبد .. الأرض التي قضى سنين طويلة بداخلها .
هناك ، وجد شخصا غير متوقع بالانتظار ..
مايكا ستارلايت ، ابن كارمن الذي توارى عن الانظار لوقت طويل جدا ..
متبعا إياه .. دخل الاثنان لاعمق نقطة من المعبد ..
هناك ، تواجدت حجرة كبيرة كانت اشبه بساحة معركة ، الساحة تواجدت خلق حائط زجاجي فصل مكان مايكا و فراي عن الساحة ..
بمجرد بلوغهم ذلك المكان .. توقف فراي مكانه بعدما وجد أخيرا ما كان يبحث عنه ..
فبداخل الساحة .. كان هنالك امرأتان تستلقيان ارضا بمنتصفها ..
الاولى فتاة شابة ببداية العشرينات .. آدا ستارلايت ، و الأخرى لم تكن سوى كارمن ستارلايت ..
كلاهما كانتا نائمتين .. بدون أي اصابات أو اضرار ..
برؤيتهما ، تجمد فراي للحظة ، قبل ان يخطو خطوة أخرى محاولا الاندفاع ناحيتهما ..
لكن مايكا الواقف بجانبه قد اوقفه فورا ..
"لو كنت مكانك .. فلم اكن لأخطوا خطوة أخرى ، يا فراي ستارلايت ."
بمساع ذلك .. تجمد فراي مكانه .
ليس لان مايكا اوقفه ، بل لان نايملس قد نبهه بوجود شيء غريب ..
مستديرا ببطء ناحية مايكا ، توهجت اعين فراي بشكل مرعب بينما تسربت نية قتله بالمكان ..
"مالذي فعلته ؟"
سأل فراي بنبرة باردة طعنت بمايكا كالخناجر ..
مايكا و بدون وعي منه .. هو تراجع خطوة بعيدا عن فراي ، بينما تصبب عرقا من فرط نية القتل تلك .
رغم انه حافظ على ابتسامته .. إلا أنه بالكاد بقي متزنا امام فراي الذي قتل مئات الآلاف بالفعل ..
هو كان يعلم ان الماثل امامه يستطيع قتله بلمح البصر ، و دون أن يدرك حتى .. لذلك حاول البقاء متزنا قد المستطاع ..
من جهة أخرى ، فراي كان يحاول فهم الوضع الحالي ..
آدا و كارمن بدتا بخير .. لكن أسماءهما كانت تتوهج بالاحمر داخل واجهة النظام .
بمعنى آخر .. لابد من وجود خطب ما ، و هذا ما اراد معرفة حقيقته من خلال مايكا .
هذا الأخير تنفس الصعداء ، بينما توهج جسده ببطء مستحضرا بعض الاورا ..
لكن موجة مدمرة من الاورا المظلمة النجمية قد قيدته على الفور محاصرةً اياه من كل الجهات ..
مايكا تجمد مكانه ، محاطا بذبذات اورا الثقب الأسود من كل مكان على بعد ميليمترات فقط من جسده ..
"فالتختر حركتك القادمة بعناية ، فهي قد تكون الاخيرة لك ."
حذر فراي بنفاذ بصبر ، بينما شد مايكا قبضته ..
"انت حقا وحش ... كما وصفوك بالضبط ." رد مايكا ، بينما شرع بالضحك .
في تلك اللحظة .. تضخمت الاورا الخاصة به مشلكةً مجسما غريبا خلف ظهره ..
المجسم تضخم و تضخم ، الى ان تشكل على هيأة ميزان أسود عملاق بمكيالين ..
بكل جانب ، تواجدت كتلة من الاورا .. احدهما كانت صغيرة و بسيطة ، و الأخرى كبيرة و قوية ..
كل كتلة من الاورا قد ارتبطت بخيوط معينة مع شخص معين ..
الكتلة الصغيرة امتدت خيوطها متصلة بآدا ، اما الكبيرة ، فبكارمن ..
برؤية ذلك .. اظلم وجه فراي تلقائيا ..
"مالذي يعنيه هذا ؟"
بسماع ذلك ، رد مايكا بينما تضخمت ابتسامته .
"ما رأيك بلعب لعبة بسيطة معي .. لورد ستارلايت ."
تقدم مايكا ببطء و حذر ، بينما حلق الميزان من خلف ظهره بالهواء ..
"لعبة نراهن فيها على ارواح الناس ."
قال مايكا ، بينما اشار للجانب الآخر من الحائط الزجاجي ..
"انظر هناك ، اتعلم ما يتواجد على الجانب الآخر ؟ انها اختك ، رفقة عاهرة لعينة لا تستحق الحياة ."
قال مايكا ، مظهرا لمحة من الحقد و الكراهية بين كلماته .. خصوصا الجزء الاخير .
"كما ترى ، لقد ربطت ارواح كل من آدا ستارلايت ، و كارمن بهذه الاداة .. الميزان ."
"انها اداة رائعة اتاحت لنا الفرصة للقيام بمثل هذا العرض !" صرخ مايكا بصوت عالي ، بينما تجهم فراي أكثر و أكثر ..
"مالذي تهدي به بحق الجحيم "
"لالا .. فراي ستارلايت ، لا انصحك بمهاجمتي الآن فالامر لن ينتهي بالشكل الذي يرضيك ."
قال مايكا على عجل بعدما ايقن أن فراي سيهاجمه بأي لحظة الآن ..
"كما اسلفت الذكر ، هذا الميزان يتيح لي ربط الارواح به ، و الحكم عليهم بشكل عادل و مناسب .. تلك الساحة خلف الزجاج امامك اصبحت اشبه بقاعة محاكمة ..
المتهمون ، هم كارمن ستارلايت ، و آدا ستارلايت .. المحاكمة لن تنتهي سوى في حال اذانة احدهما ..
المذنب .. سيموت ، و الفائز .. سينجو ، بسيط اليس كذلك ؟" قال مايكا ضاحكا قبل ان يوضح الشروط بشكل ادق .
"بمجرد استدعائي اياهما ... ستستيقظ كل من آدا و كارمن ، و تبدأ المحاكمة .. و سيكون عليهما القتال هناك داخل تلك الساحة ، الفائزة منهما ستنجو ، و الخاسرة تموت كما اسلفت الذكر ...
طبعا .. في حال ما خطى دخيل داخل الساحة ، ستلغى المحاكمة ، و يقتل الميزان كليهما ... و في حال وفاة حامل الميزان ، سيموتان أيضا .. لذلك اسف يا فراي ، لكن لا تستطيع قتلي .. ليس بعد !"
كلما تكلم مايكا أكثر ، كانت اعين فراي تظلم أكثر و أكثر ..
داخل عقله .. كان فراي قد قتل مايكا عشرات الكرات بالفعل .. لكنه لم يجرؤ على الاستخفاف بما قاله مايكا ..
هذا الأخير رأى انه لا يزال قطعة واحدة .. موقنا ان فراي لن يهاجمه .. تشجع ، و واصل بصق هرائه ..
"لنتراهن .. فراي ! لنتراهن حول هوية من سيخرج حيا من المحاكمة ! ايها اختك ! ام والدتي !"
صرخ مايكا بجنون مرة أخرى ، ما اثار حفيظة فراي .
"لماذا بحق الجحيم قد تفعل شيئا كهذا ؟ لوالدتك .. و لعائلتك .."
فراي لم يفهم .. من اين خرج له مايكا بالضبط و بحوزته اداة كتلك ..
مايكا كان يضحك بجنون .. لكنه سكت بمجرد سماع سؤال فراي ..
"لماذا تقول ؟ لماذا افعل هذا بوالدتي ؟"
سكت مايكا لوهلة ، قبل ان تتشكل ابتسامة قذرة على وجهه .
"و لماذا لا افعل ؟"
انقلب وجه مايكا لشيء أكثر بشاعة ، بينما تجهم أكثر و أكثر .
"لماذا لا احاول قتل تلك العاهرة ؟ فالعالم سيكون مكانا افضل بكثير بدونها ! كل ما تستحقه تلك العاهرة هو الموت و لا شيء سواه !"
صرخ مايكا بجنون مرة أخرى ، و ترك مشاعره تسيطر عليه لوهلة ..
"ما تلك المراة سوى عاهرة حقيرة .. رمت ابنها باول فرصة .. رمتني تاركةً اياي اتخبط منذ صباي .. كنت وحيدا احاول النجاة داخل عائلة ستارلايت .. و بمجرد بلوغي ، بحثت عنها .. لانها والدتي ، اتعلم مالذي قالته لي عندما وجدتها لاول مرة بعد كل تلك السنين ؟"
"لقد قالت انني كنت مجرد غلطة ! مجرد خطأ جاء من علاقة عابرة ! هاها ! نعم ، انا هو ابن كارمن ستارلايت العظيمة ، التي تفتح ساقيها لكل من هب و دب ."
انفجر مايكا .. و كأن مشاعر مكبوتة لسنين قد ارتفعت للسطح ..
"تلك العاهرة احبت ابراهام .. والدك ، لكن العظيم ابراهام لم يكن ليحب عاهرة مطلقا .. لذلك لم يهتم بها ، لهذا لم يكن للعاهرة سوى ان تتخبط من رجل لآخر في محاولة لارضاء اهوائها .. ! تاركة ابنها يتخبط غير آبهة لمصيره .. فوجودي لم يكن سوى تذكير بأحد اخطائها الكثيرة .!"
كان مايكا على وشك قول المزيد ، لكن فراي اخرسه بموجة من الضغط الغير مسبوق ..
"لست مهتما بسماع هرائك ولا احقادك ، بل اريد ان اعرف .. لماذا بالضبط اقحمت اختي بانتقامك اللعين "
رغم ان ضغط فراي كان ساحقا ، الا ان مايكا وقف امامه دون خوف هذه المرة .
"لماذا ؟ اتسأل حتى ؟!
تلك العاهرة تخلت عن ابنها لسنين طويلة ، ثم ماذا ؟ بدأت تعتني بك انت و اختك ، تحميكما و انكما انتما هما أبناؤها ! مالذي يفترض بي ان افكر به بالضبط عندما ارى ذلك ؟ هاه ؟!"
بسماع هذا .. تذكر فراي كل المرات التي ساعدته فيها كارمن طيلة حياته .. قائلة انه دين ارادت رده لوالده ..
كارمن كانت هناك دوما .. و انقذته عدة مرات أيام ضعفه .. لولاها ، لكان ميتا منذ زمن طويل .
هي كانت اشبه بالاخت الكبرى باعين فراي ، لكن لمايكا ..
بدا و كأن والدته استبدلته ببساطة ، مع ابناء الرجل الذي احبته .
"تلك العاهرة مهووسة بآبراهام ... لدرجة انها تحاول اخذ ابنائه بعدما لم تستطع الحصول عليه هو .. هوسها هذا المثير للشفقة ، كون كتلة القذارة التي تراها راقدة هناك ."
"هذه المرأة لا تستحق شيئا سوى الموت ولا شيء سواه ! هنا و الآن ، سأكشف لك عن معدنها الحقيقي ! اهاها !!"
باشارة من يده .. ضربت موجة من الاورا .. جاعلةً كلا من آدا و كارمن تستيقظان تواليا بشكل سحري ..
ثم فوق رأسهما .. ظهر مؤقت غريب بينما سمع الجميع صوتا آليا .
"5 دقائق قبل بداية الاعدام ."
شد مايكا قبضته ، بينما ضحك باصقا مشاعره المكبوتة .
"لديهما 5 دقائق للقتال .. إذا لم تمت احداهما قبل انقضاء تلك المهلة ، سيتم اعدامهما معا .. و الان يا فراي ، انظر كيف ستخرج تلك العاهرة الوانها الحقيقية ."
"اراهنك انها و بأيديها القذرة تلك ، ستقوم بذبح اختك ! لماذا ؟ لانها مخلوق اناني لا يحب سوى نفسه !!!!"
مايكا كان مقتنعا تماما بهذا .. فالمرأة التي لم تحب ابنها ، لن تحب أي شيء آخر بالحياة ..
"ما قولك !! با فراي !!!!!" واصل مايكا استفزاز فراي .. الذي ظل متجمدا مكانه .. يشد قبضاته الى ان سالت منها الدماء ..
داخل وعيه .. هو تواصل مع حليفه المقنع ..
"نايملس .. اما من طريقة لالغاء هذه الاداة اللعينة ؟!"
سأل فراي بغضب ، لكن نايملس التزم الصمت لبضع ثوان .. قبل ان يرد ..
"ذلك غير ممكن ... لانها ليست بالاداة العادية التي يمكن لبشري وضع يديه عليها .."
رد نايملس ، بعدما بدأ يدرك امرا مهما .
من جهة أخرى ، تعمقت ابتسامة مايكا ، بينما غاص داخل حبل افكاره.
' انت لن تستطيع الغاءها يا فراي ، لانك لا تعرف من اعطاني إياها بالمقام الاول .
لقد قضيت سنين داخل الكنيسة احاول ايجاد طريقة للانتقام ، لكن الكنيسة لم تمنحني ما اردت .. بل الشيطان ويسكر من فعل !! هذه اداة من شيطان علوي لا تستطيع التعامل معه يا فراي ، بذلك انسى امر الغائها ، او تدميرها .'
حدق مايكا ناحية فراي ، ثم كارمن تواليا .
'انت لا تدرك حجم الفخ الذي وضعت نفسك فيه ، كارمن اقوى بكثير من آدا لذلك ستكون هي الناجية بطبيعة الحال .. و بما انها ستقتل اختك ، انت ستقوم بقتلها على الفور و تنهي حياتها أيضا .. بهذه المرحلة ، انا لا اهتم لو قتلتني انا ايضا .. لا اهتم ما دمت اثبت لك و للعالم اجمع ، ان تلك المرأة ليست سوى عاهرة انانية لا تفكر سوى بنفسها .. بمجرد اثبات ذلك ، و رؤيتك تقتلها بيديك انت الذي اعتبرته ابنا لها أكثر مني .. حينها سأموت بسرور .'
ضحك مايكا ، بعدما جهز السيناريو منذ امد بعيد .
'لكن تلك لن تكون نهايتك .. بمجرد قتلك للجميع هنا .. ستبدأ معركتك الحقيقية ضد الشياطين التي تتجه لهذا المكان الآن !! معاناتك لا نهاية لها يا فراي ، و معركتك لم تبدأ بعد حتى !'
بينما تعمقت ابتسامة مايكا .. صرخ مرة أخرى.
"الآن!!! ما هو رهانك يا فراي!! فالمحاكمة قد بدأت !!"
تزامنا مع كلماته ..
وقفت كل من آدا و كارمن ... محدقتين بالساعة و العد التنازلي ..
كلاهما ادرك ما كان يحدث بالفعل عن طريق الاداة .. و لم يتبقى لهما من شيء .. سوى القتال ..
آدا حدقت بالزجاج الذي اخفى مايكا و فراي لوهلة ... قبل ان تستدير ناحية كارمن ..
هذه الأخيرة ، كانت تحدق بها بوجه خالي من التعابير ..
"كارمن .." نطقت آدا باسم المرأة التي ساعدتها لوقت طويل من حياتها .
من جهة أخرى ، شدت كارمن قبضتها قبل ان تتجه ناحية آدا بخطوات ثقيلة ..
اللعبة كانت قاسية .. و هذه لم تكن سوى .. البداية .
...
...
...
لدعم الكاتب ماديا :
PayPal : mohamedmazino134@gmail.com
الديسكورد بالدعم .