"أخيرا !" توسعت ابتسامة زيبار عندما تحقق ما كان يصبوا اليه بعد عناء .

فراي ستارلايت اظهر مستوى تخطى توقعاتهم بكثير ، لكن و رغم هذا العائق الغير متوقع .. هو نجح رفقة جثة ابراهام بتحقيق ما كانوا يصبون إليه منذ البداية .

المهندس .. جيرمان قد ظهر بنفسه داخل ساحة المعركة أخيرا بعدما كان يختبئ طوال الوقت بالظلال .

هو كان هنالك .. يقف بالقمة محدقا بهم من الاعلى بأعيه الزرقاء تلك ...

عندما تلاقت اعين زيبار مع تلك الخاصة بذلك الرجل ، هو شعر ببعض التوتر الذي جاء خارج ارادته ..

فهو عاش لوقت طويل بما يكفي ليشهد جيرمان بقمة مستواه و ما كان قادرا عليه وقتها .

لكن سرعانما هدأ زيبار من نفسه ممسكا بفراي بيد واحدة بعدما فقع صدره باليد الاخرى ..

جيرمان الآن ليس سوى شبح لما كان عليه ذات يوم ، هو أكثر من تضرر وعاءه داخل طائفة نايملس جمعاء ، لانه ظل يعمل على خطة معينة منذ مئات .. بل آلاف السنين ..

يستحيل عليه القتال بشكل صحيح حتى .. لذلك التعامل معه لن يكون مشكلة ..

و حتى و لو لم يكفوا هم .. زيبار لم يكن قلقا ، و السبب ظهر سريعا .

ببطء ، بدأ المكان يظلم بينما تشكل حبر أسود قذر بالهواء متجمعا فوق بعضه البعض معلنا وصول شيطان قذر آخر ..

جيرمان رفع اعينه بهدوء من زيبار و آبراهام مركزا اياها ناحية خصمه المباشر الذي كان ينتظر وصوله ..

و ما هي سوى ثواني معدودة لتتشكل تلك القذارة على هيأة ويسكر الذي خطى داخل ساحة المعركة بنفسه و ابتسامته القذرة تلك لا تزال مرسومة على وجهه ..

"نتقابل مجددا .. يا كلب نايملس ." حيا ويسكر نظيره بطريقته الخاصة بينما طار بهدوء فوق حفرة الدمار التي نتجت عن معركة فراي ستارلايت ضد كل من زيبار و آبراهام .

"أنت لا تعلم كم كان سحبك للخارج امرا مرهقا بعد كل تلك السنين ، انت تجيد الاختباء حقا لدرجة أنني لم اجدك حتى بوجود عين الملك بحوزتي .. لك ثنائي على هذا "

ويسكر كان صادقا بكلماته ، فهو لم يستطع ايجاد جيرمان قط طيلة فترة تواجده بالارض .. ازرق العينين كان قادرا على الهرب من قبضته دوما و احباط خططه دون الحاجة للظهور بشكل مباشر .

جيرمان كاشفا عن وجهه ... سرعانما رفع زوايا فمه بشكل طفيف مبتسما بوجه الشيطان .

"وفر كلمات المديح تلك ، فلا حاجة لي بأن يثني علي شيطان .. " قال جيرمان بينما ازال رداءه الاسود الممزق الذي غطى به جسده لوقت طويل ..

برؤية ذلك ، توسعت ابتسامة ويسكر .

"ماذا لدينا هنا ؟ هل افهم انك تود القتال ؟ بهذا الجسد المتهالك ؟ هيهيهي " ضحك ويسكر مسلطا الضوء على كل تلك الشقوق و الكسور التي ملأت جسد جيرمان .

المهندس كان هو الوعاء المثالي الذي صنعه نايملس

.. ذروة تلاعب هذا الأخير بقانون الحياة و الموت..

فجسد جيرمان الحالي صنع ليكون مماثلا تماما لجسده القديم .. بل و اقوى حتى ..

لكن الزمن لم يكن رحيما به ، و نايملس هو الوحيد الذي يستطيع اصلاح جسده .. لان اعضاء طائفة نايملس جميعهم لا يملكون القدر على التلاعب بقانون الحياة ..

فامتلاكه كان شرطا لتدب الحياة بأجسادهم ..

جيرمان لم يرد .. ما جعل ويسكر يتقدم ناحيته ببطء .

"أنت تعلم انك لا تملك الفرصة هنا يا تابع نايملس .. ليس بقوتك الخاصة على الاقل ."

قال ويسكر بينما توهجت عين الملك ..

ويسكر توقع ان يخرج جيرمان بعدما هددوا باخذ فراي لهيلموند .. ذلك كان مكانا لا تصله ايادي المهندس اطلاقا لذلك لم يكن له من خيار سوى التدخل .

لكن ويسكر ظن بصدق ان جيرمان سيحضر معه بعض الدعم على الاقل ..

ماقتلوا طائفة الظلال البشر .. و لربما المحاربون الاشد قوة مثل ادير ..

لكن جيرمان جاء بمفرده دون أي شخص آخر .. و هذا ما اثار حيرة ويسكر .

جيرمان لم يكن غبيا ، لقد اظهر بأكثر من مناسبة انه يستطيع اللعب على نفس مستوى ويسكر عندما يتعلق الامر بالتخطيط .. لذلك كان لابد من كشف ما يحاول ازرق العينين القيام به .

و لتحقيق ذلك .. نوى ويسكر ان يبدأ الهجوم بنفسه ..

"انت وحدك هذه المرة .. تابع نايملس ، و حتى البشري الذي اعتمدت عليه بالماضي قد بات عدوك الآن ، أخبرني .. مالذي ستفعله الآن ؟"

اقترب ويسكر ، بينما تقدم كل من زيبار و آبراهام بوقت واحد .. زيبار كان لا يزال يمسك بجسد فراي الدموي بين قبضة يده .

من جهة اخرى ، تراجع جيبيتو ببطء مشاهدا من بعيد بعدما تمكن من جر آدا معه ..

هو لم يستطع لمسها بسبب الحاجز الغريب الذي حماها .. لذلك قام بنقلها هي و الحاجز دفعة واحدة عن طريق تشكيل شبكة اورا عملاقة احاط بها بواسطتها ..

آدا كانت بالكاد واعية بينما سال الدم من جبهتها و فوق وجهها بشكل غزير .. لكن اعينها الميتة تلك الفاقدة للامل كانت النقطة الابرز بعدما رأت والدها و اخاها يتقاتلان حتى الموت .

ثم رأت فراي من بعد ذلك يخسر .. و يتعرض للبطش من قبل اعدائه ..

جيرمان ظهر بالنهاية .. لكن لوحده هو بدا ضئيلا جدا مقارنة باعدائه ..

ويسكر لم يطل الانتظار ، فسرعانما استحضر كما مهولا من الاورا المظلمة مطلقا إياها ناحية جيرمان بسرعة مرعبة ..

الهجمة كانت مرعبة تماما و قد حملت القوة الكاملة لويسكر ..

شعاع الاورا بلغ جيرمان بسرعة ، ثم بشكل سحري ..

تبعثرت الاورا المظلمة بكل مكان من حول جيرمان دون أن تقترب من جسده حتى ..

ما حدث جعل كلا من ويسكر و زيبار يضيقان اعينهما ... فهما فشلا بمعرفة ما فعله جيرمان من الأساس ولا كيف صد الهجوم ..

"يبدو انك لا تزال قادرا على خوض معركة لائقة على الاقل ." قال ويسكر بينما بدأ جسده يتوهج باورا مظلمة شديدة القوة .

من ناحية أخرى ، استعد زيبار هو الآخر للانضمام ..

"احذر يا تابع نايملس ، ففتاك الذي تقدره كثيرا بقبضتي الآن! " قال زيبار رافعا جسد فراي امامه ليقابل به المهندس .

"أنت حقا قاسي ! تجعله يقاتل لحدوده ثم تظهر بالنهاية مستغلا جهوده بالكامل ، هذا يجعلني اتساءل من هو السيد و من التابع بالضبط ! "

"انها لعلاقة معقدة هذه التي تمتلكانها ، الا توافقني الرأي ؟ اخبرني ! فراي ~"

همس زيبار بجانب اذن فراي الذي كان بالكاد واعيا ..

باعينه التي فتحها بالكاد .. هو ادارهما ناحية جيرمان الواقف بعيدا عنه ..

فراي كان لا يزال يقاوم موجة الالم المبرح التي عانى منها .. لكن و رغم ذلك قد استطاع الحفاظ على قوة عقلية كافية لفهم الموقف و التركيز على جيرمان .

باعين فراي .. هو لم يحمل تجاه ذلك الرجل شيئا سوى الازدراء و الكراهية .. لكن و بنفس الوقت كان هنالك القليل من الاحترام قد نشأ بقلبه تجاه جيرمان ..

احترام للرجل الذي كرس حياته بأكملها في سبيل سيده .. مقاتلا لوحده بالظلال لوقت طويل جدا ضد الشياطين .

لكن و الآن بالذات .. فراي لم يستطع مسامحته مطلقا ..

فجيرمان هو من سمح بوقوع جثة والده آبراهام بيد ويسكر .

المهندس كان الملام .. و لا أحد آخر ..

فراي اراد قولها له .. لكنه لم يحضى بالفرصة ..

"انت من تسبب بهذا لوالدي .."

انت .. من سلمته للشياطين ، جاعلا اياه يقاتل ضد الأشخاص انفسهم الذين مات في سبيل حمايتهم ..

فراي لم ينطق بهذه الكلمات ، لكن جيرمان فهمه بدون الحاجة اليها .. فتلك الاعين الخاصة بفراي كانت كفيلة بنقل الرسالة.

و كرد ، جيرمان لم يفعل شيئا سوى الضحك بهدوء و كان هذا تصرفا غير معتاد منه .. خصوصا بموقفه هذا ..

من جهة اخرى .. ازداد ضغط الاورا المحيط بهم لما فجر ويسكر قوته الكاملة .

"ما الخطة الآن يا تابع نايملس ؟! مالذي ستفعله بموقفك هذا ؟! مالذي حضرته ؟ مالذي تمكله بين يديك بالضبط لتستعمله ضدي ؟!"

صرخ ويسكر بصوت عالي ، محاولا حث جيرمان على اخراج اوراقه بعدما حاصره تماما ..

لكن جيرمان لم يبدي أي رد فعل يذكر بل عدل وقفته استعدادا للقتال .

"لا خطط هذه المرة يا شيطان الرتبة الرابعة .. فنحن الآن سنقاتل بعضنا البعض حتى الموت .. لكن و بنهاية هذا اليوم ، انت و شيطان الرتبة العاشرة لن تغادرا هذا المكان احياء .. هذا كل ما أستطيع قوله لك الآن ."

قال جيرمان .. بينما توهج جسده بضوء ازرق سماوي .

"سلح نفسك ... فالمعركة قد بدأت بالفعل ."

تزامنا مع كلمات جيرمان هذه .. تغير كل شيء داخل ساحة المعركة .. لدرجة أن الهواء نفسه اصبح اثقل ، و وجه ويسكر قد انقلب لاول مرة متخليا عن ابتسامته ..

فالقوة التي ابرزها جيرمان لم تكن مزحة مطلقا ..

"مستحيل .. الا يفترض ان وعاءه محطم ؟"

حاول ويسكر الانكار .. لكن مستوى القوة الذي شعر به من جيرمان كان شبيها جدا لما امتلكه المهندس بذروته ..

"كيف ؟" تساءل الشيطان ..

هو قاتل جيرمان و ابراهام بالماضي .. وقتها المهندس ضعيفا جدا لدرجة انه لم يستطع فرض معركة حقيقية لولا مساعدة ابراهام له ..

اذا كيف انقلب كل شيء الآن ؟

في تلك اللحظات .. اغمض جيرمان اعينه بينما رن صوت عميق داخل ذاكرته ..

كان ذلك عندما التقى جيرمان برجل معين قبل يوم واحد من بداية المعركة الحالية ..

رجل ؟ لا ..

ذلك لم يكن رجلا ، بل وحش .

جيرمان كان هناك .. مرتديا رداءه الاسود المعتاد ، لكن الأرض التي وقف فوقها لم تكن مألوفة .. و السماء نفسها قد اختلفت ..

"جيرمان ، يا صديقي القديم .. اتساءل ما إذا كان ما نقوم به يحمل و لو ذرة فائدة .."

نبرة صوت المتكلم كانت عميقة جدا .. و صدى صوته تردد بكل مكان ..

ثم ببطء ، ضرب صوت الحوافر التي خطت فوق الأرض بنفس الوقت ..

"لقد قاتلنا لوقت طويل .. و أنهكنا الزمن تاركا اثره علينا ."

صوت الحوافر العملاقة التي ضربت الأرض إستمر لبعض الوقت .. ثم توقف أخيرا عندما بلغ ذلك الشيء جيرمان .

المهندس ببطء رفع رأسه ، لانها كانت الطريقة الوحيدة ليستطيع بها النظر في اعين نظيره ..

الماثل امامه لم يكن بشريا .. و لم يكن مخلوقا عاديا بكل تأكيد ..

فهو مشى على اربع ، ذلك كان النصف السفلي من جسده ، اما العلوي .. فقد بدا مثل الرجل العادي بجثة عملاقة و اذرع ضخمة .. و جسد مغطى بدرع مهترئ .. و رأس غطته خوذة حديدية .. بينما تطاير شعره الاحمر الطويل من خلفه .. مخلوق يشبه القنطور بشكل عجيب ..

لقد كان عملاقا بشكل مرعب ... لدرجة ان طوله قد تجاوز العشر امتار ..

ذلك الوحش وقف امام جيرمان بينما اضاءت اعينه من تحت خوذته بضوء اصفر شديد السطوع ..

من جهة اخرى .. طار جيرمان ببطء ليبلغ نفس مستوى النظر مع ذلك الوحش .

"ما نقوم به له معنى يا صديقي .. له معنى بكل تأكيد ، لان هذه هي مشيئة السيد الذي اخترنا جميعا اتباعه ."

أمام ذلك الوحش .. جيرمان بدا لطيفا حقا لدرجة انه ابتسم بلطف امامه ، لان الماثل امامه كان الوحيد الذي لربما عانى بنفس قدر جيرمان في سبيل تحقيق ما يحاولون فعله ..

"فولغور .. أنا آسف ، فقد جئتك اليوم طلبا لمعونتك ."

"انا على دراية على ذلك بالفعل ، فلطالما كان هذا هو الحال " رد فولغور بصوت عالي ..

لا .. بل كان ذلك صوته العادي الذي صدر بهذا الشكل جراء حجمه الهائل ..

فولغور .. الذي لقب بالكوكب ، هو كان مميزا .

لانه و على عكس مقاتلي طائفة الظلال الاخرين ، هو لم يمت اطلاقا ، و لم يعده نايملس ..

بل هو اختار اتباعه منذ البداية بعدما فتن به .. لذلك و على عكس كل مقاتلي الطائفة الاخرين ..

هو كان يملك جسده الاصلي .. و قوته الاصلية ..

"سأنضم اليك بمعركتك هذه .. لذلك اياك و الخسارة يا جيرمان ."

مد فولغور يده .. اليد التي اشعت بضوء عظيم انار العالم اجمع غاسلا جسد جيرمان بها بالكامل ..

"شكرا لك .. يا صديقي القديم ."

جيرمان فتح اعينه من جديد في تلك اللحظة ، و امامه كان يتواجد ويسكر ، و من تحته زيبار .

"هنالك الكثير من الاشياء على المحك .. و الكثير و الكثير مما يجب أن يتم القيام به .. و ان يتم انهاؤه ."

"لكن الشيء الوحيد الذي اريده الان ، هو أن اعطي هذا الجسد قتالا لائقا .. مثل الايام الخوالي ."

قال جيرمان بالبتسامة .. بينما تفجرت هالته بشدة لدرجة ان موجة صقيع عجيبة ضربت المنطقة باكملها ..جالبة برودة و قشعريرة هزت كيانات كل الحاضرين ..

لوهلة .. جيرمان لم يعد يبدو مثل ذلك المهندس المكسور الذي حطمه الزمن ..

بل هو الآن كان القديس .. سان جيرمان الذي ارعب الشياطين ذات يوم !

مستشعرا الخطر .. مد زيبار يده حاملا فراي ناحية جيرمان .

"لا تغتر بنفسك يا تابع نايملس! فما تريده موجود بين يدي بالفعل !! "

هدد زيبار .. مستعملا فراي كورقة ضغط ..

"انت لا تملك فرصة للفوز هنا !!" صرخ شيطان الرتبة العاشرة العليا ، ليأتيه الرد عندما ظهرت ابتسامة شريرة على وجه جيرمان .

"فقط من تظنوني بحق الجحيم ؟ من تعتقد انك تكلم حاليا ؟ يا شيطان الرتبة العاشرة .. و يا ويسكر ." قال جيرمان بنبرة ثقيلة .. مطلقا قنبلة من العيار الثقيل .

"يستحيل ان افشل أو اعجز برؤية ما تستطيع عينك التافهة تلك رؤيته .. سجل كلماتي هذه يا ويسكر .."

في تلك الاثناء .. اضاءت نافذة غريبة أمام وجه فراي الذي بالكاد كان واعيا ..

اشعار النظام ذاك قد جاء من العدم حاملا معه كلمات جعلت اعين فراي تتوسع شيئا فشيئا ..

*دينغ !*

*جاري عملية المزامنة ..*

*96%*

*97%*

*98%*

*99%*

و كأنه يرى هذه الارقام .. ضحك جيرمان بصوت عالي .. منهيا كلامه

"مهما فعلت ، و مهما حاولت يا ويسكر .. سأسبقك بخطوة للامام دوما .. و كل ما يستطيع امثالك فعله .. هو مطاردة ظهري لا غير !"

بين ضحك المهندس .. و عبوس ويسكر .. انتهى الامر أخيرا ..

*100%*

*تمت المزامنة .*

ضرب هذا الاشعار ..ثم ..

*سلاااش !!!!*

من مكان غير متوقع ... هناك بالاسفل .

سمع الجميع صوت السيف الذي قطع اللحم .. و سمعوا بوضوح صوت انسكاب الدماء ...

الاعين كلها ركزت على مكان واحد .. اعين حملت العديد من المشاعر .. و لعل ابرزها ، هو الصدمة ..

فمن العدم .. ضرب سيف الضوء ذاك بلا رحمة قاطعا يد زيبار .. اليد التي كانت تحمل فراي ..

يد الشيطان قطعت بلا رحمة ، امام دهشته و مفاجأته ..

غير قادر على فهم ما حدث .. حاول زيبار الالتفاف لمعرفة الحقيقة ، فإذا بموجة قوة هادرة جاءت على شكل ركلة صاروخية ترسله طائرا بعنف ليصطدم بالجانب الآخر تماما من حفرة الدمار ..

و الفاعل ... لم يكن سوى ذلك الرجل الذي لم يكن شيئا حتى الان سوى آلة قتل لا تعرف الرحمة ..

"انتهت المزامنة .. اسم المستخدم : آبراهام ستارلايت"

اعين فراي توسعت دون وعي منه ، بينما حدق بظهر ذلك الرجل الذي وقف امامه الآن حاميا اياه ..

فالشخص الذي هاجم زيبار قبل قليل لم يكن سوى ابراهام .

هذا الاخير كان معطيا ظهره لابنه الساقط خلفه .. ابراهام كان لا يزال نفسه ..

آلة القتل المرعبة .. لكن لسبب ما ، هو بدا مختلفا تمامة الان ..

باعين دامعة .. تحامل فراي على نفسه محاولا الوقوف ..

"ابي .."

ناداه بصوت خافت جدا .. محاولا جعله يستدير ناحيته ..

اراد رؤية وجهه .. اراد رؤية وجه ابراهام ..

اراد ان يعرف .. هل لا يزال نفسه الوجه الخالي من المشاعر ؟ وجه آلة القتل التي لا ترحم ؟ و التي هاجمته بدون مقدمات ؟..

فراي حاول مد يده نحوه لكن لم يقوى على الحركة كثيرا نظرا لحالته .. ثم ماهي سوى لحظات معدودة ليستدير ابراهام ناحيته ..

ببطء .. لكن بثبات .. ليرى أخيرا فراي وجه والده ..

عندها ، بدا و كأن الزمن ذاته قد تجمد و توقف عن المضي قدما .. عندما ابتسم الاب لابنه .. ابتسامة دافئة و لطيفة جعلت الالم يهرب بعيدا ..

"انا لا أعرف ما يحدث بالضبط .. و لا أفهم الوضع الحالي جيدا ايضا .."

"لكنني سعيد حقا برؤيتك .. يا بني ."

مد ابراهام واضعا يده فوق رأس ابنه ..

فراي في تلك اللحظة شعر بعالمه ينقلب رأسا على عقب .. فوالده تكلم ، و والده تعرف عليه ..

لابد أن آبراهام كان محتارا أكثر من أي شخص آخر ، فاخر ذكرى له كانت الموت بعد قتال ويسكر .

لكن نجم عائلة ستارلايت كان سريع البداية .. و استطاع فهم الموقف بسرعة مذهلة ..

كما انه لم يحتج لشخص لكي يخبره .. بأن ذلك الشاب امامه ، هو ابنه ..

هو علم فورا انه هذا هو فراي .. و قد لمح آدا هي الأخرى بالفعل ..

لهذا و بهذه اللحظة بالذات .. و على الرغم من كلماته المريحة التي اعطاها لابنه .

ابراهام ستارلايت كان بأوج غضبه .

غضب كان اعداءه الشياطين على وشك تحمله ..

أمام فراي الذي واصل التحديق بوالده بأعين محمرة .. و جانب الشياطين المصدوم ، خصوصا ويسكر الذي انقلب وجهه تماما ..

آبراهام ستارلايت .. قد عاد ، لكن بشكل فعلي هذه المرة .

جيبيتو كان أكثر المتضررين .. فهو فقد سيطرته على جنديه الخارق تماما .. فروح ابراهام فازت بسهولة ضد سيطرة الشيطان ..

كانت تلك صدمة مدوية .. صدمة كان جيرمان الوحيد تهيأ لها مسبقا .

"لعلك اخذت الجسد .. لكن الروح كانت معي دوما ."

قال جيرمان .. مستعدا للقتال .

"انت لن تفوز يا ويسكر .. لان قوة سيدي موجودة معي ."

"ايها اللعين .." اشتاط ويسكر غضبا ، بينما اندفع ناحية جيرمان .

من جهة اخرى .. عاد زيبار من جديد ليجد ابراهام امامه ..

معركة مدوية كانت على وشك الاندلاع .. و طائفة الظلال قد قلبت الطاولة بشكل مذهل ضد الشياطين العلوية .

الأن .. كل شيء تغير ، و لم يتبقى سوى القتال حتى الموت لمعرفة من هو المنتصر ..

لكن الشيء الاكيد .. أن طائفة الظلال جاءت هذه المرة بنية قتل الشياطين العلوية.. لتذكير العالم مرة أخرى بمن يكون اتباع نايملس الذي قادوا الحرب العظمى بالماضي ..

بهذا .. بلغ الصراع ذروته اخيرا .. و تصادمت الاساطير بنية التهام بعضها البعض .

..

..

..

لدعم الكاتب و العمل ماديا :

PayPal : mohamedmazino134@gmail.com

2025/12/02 · 247 مشاهدة · 2890 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2025