أضواء المعبد كانت شديدة السطوع أجل ..
لكن مهما بلغت شدة الضوء الذي تسلطه على مكان ما ، كان من المقدر أن يترك بعد الزوايا المظلمة هنا و هناك ..
داخل أحد أزقة المعبد ، مكان فارغ تماما لم تتواجد به سوى الفئران ..
صوت حذائها ذو الكعب العالي قد أثبت جنسها بالفعل .. هي كانت تمشي وحيدة لكن بدا و كأنها قد عرفت طريقها داخل هذه الأزقة المظلمة ..
و بالفعل بعد الإنعطاف عدة مرات و النزول تحت الأرض ، وجدت نفسها داخل قاعة واسعة ..
هناك بذلك المكان كان ينتظرها ..
"أتيت أخيرا .."
شاب في 17 من عمره .. بشعره الاشقر البلاتيني و أعينه الذهبية ، ملابسه لم تكن مناسبة لمكانته لكنها كانت أكثر راحة له ..
الأمير إيغون فاليريون ..
إبتسامته بدت مخيفة وسط كل تلك الظلمة ..
الفتاة أمامه لم تكن مسرورة على ما يبدو برؤيته .. و لم تحاول إخفاء ذلك ..
"أين هم ؟"
"على رسلك .. لماذا التعجل ؟"
تقدم ايغون بخطوات بطيئة نحوها ..
"لا يزال الليل طويلا أمامنا اليس كذلك ؟ عزيزتي سيلينا .."
الفتاة أمامه لم تكن سوى الساحرة سيلينا ..
أعين هذه الأخيرة القرمزية قد حدقت ببرود في الأمير أمامها...
"لقد قمت بجانبي من الصفقة بالفعل .. إيغون ، فالتعد والدي الآن"
لم تستطع الساحرة الشابة إخفاء هالتها أثناء النطق بهذه الكلمات .. في الحقيقة هي أرادت مهاجمته ..
لكنها كانت تعلم أن نهايتها ستحل في تلك اللحظة ..
بعد كل شيء .. من يدري ماذا كان يخفي إيغون بظلاله ..
"قمت بجانبك من الصفقة تقولين ؟ هل هذا صحيح ؟"
عضت سيلينا شفتها بعنف برؤيتها كيف كان ايغون يعبث معها ..
سيلينا كانت شديدة الهدوء في العادة ، لكن عندما دخل والداها على الخط هي لم تستطع الحفاظ على أعصابها .
"إنه فراي ستارلايت! لقد أخبرتك مرارا و تكرارا .. هو الشخص الذي تبحث عنه .. مالذي تريده أكثر من ذلك ؟"
بالفعل .. المهمة التي كلفها ايغون بها هي مراقبة السنوات الأولى و معرفة من هو المجهول X الذي كان يبحث عنه ..
و يمكن القول أن سيلينا كانت الوحيدة التي أنهت عملها بشكل صحيح ..
من ناحية أخرى إبتسامة إيغون لم تختفي تماما..
"أتساءل عن مدى صحة كلامك .. سيلينا .. أليس ما تقولينه هو مجرد إستنتاجات خرجتي بها من تلقاء نفسك ؟ أعني لماذا سأصدق أن فردا ضئيلا من أمثال فراي قد ينجح بقتل ساحر في الفئة S ؟"
شدت سيلينا قبضتها بشدة لدرجة أن أظافرها كانت تحفر داخل جلدها الهش .. هي لم تكن تملك الوقت لهذا الهراء .. لكنها كانت مجبرة على مسايرة إيغون ..
"إنه هو بكل تأكيد .. الطريقة التي وقف بها ضد هايزنبيرغ في الفئة SS- ، و نجاته من المعركة التي جرت داخل عائلة مونلايت.."
أخذت سيلينا بضع ثواني لترمي بدليلها الاقوى..
"و الأهم من ذلك .. عندما لمسني فراي بعد قفزنا من القطار .. أنا لم أستطع إستعمال سحري .. و كأن قوة ما تبطله فور محاولتي حشدي له .. "
كلمات سيلينا الأخيرة كانت مؤثرة أكثر من غيرها ..
إذا ما صدقت بكلامها .. فهذا يعني أن فراي يملك طريقة من نوع ما لإبطال السحر .. و بما أنه تجرأ على الوقوف أمام شخص في الفئة SS- فمالذي سيمنعه من مواجهة من هو في الفئة S خصوصا عندما يكون هذا الأخير ساحرا؟
إتضحت الصورة تماما .. فراي هو من قتل كاي لوك و أحبط خطط إيغون ..
هذا الأخير أومأ برأسه بسعادة ..
"أجل .. هذا صحيح تماما .."
أضاء وجه سيلينا أخيرا بالمقابل ..
"إذا.."
بضحكة خافتة طمأنها إيغون ..
"لا داعي لكل هذا القلق ، لقد كنت أعبث معك فقط سابقا... بعد كل شيء كنت شبه متأكد من أنه ال X الذي أبحث عنه .."
تفاجأت سيلينا من كلمات الأمير ..
هل بطريقة ما هو كان يعرف بأن فراي من قتل كاي لوك لكنه إحتاج فقط إلى دليل ملموس لتأكيد شكوكه ؟ و سيلينا فقط تولت إحضار ذلك الدليل ؟
لكن أي من هذا لم يكن يهم الآن..
ما يهم هم والديها ولا شيء آخر..
إيغون كان يعرف بالفعل بما كانت تفكر الساحرة الشابة أمامه .. لذلك هو لوح بيده فقط ..
"أحضرهم .."
من خلف إيغون ، أشعلت المشاعل ، و ظهر رجل ملثم بالأسود .. من خلفه تم سحب زوجين كانو يبدون في الأربعينيات من عمرهم .. والد و والدة سيلينا ..
بإشارة من إيغون تم إطلاق سراحهما ..
من جهة أخرى ركضت سيلينا ناحيتهم ..
"سيلينا !"
ركض الإثنان هما الاخران ناحية إبنتهم الوحيدة ..
"أبي .. أمي .. أنتما بخير .. أنتما بخير!! .. أنا .."
يبدو أن الساحرة الشابة لم تستطع تمالك نفسها عندما بكت بأحضان والديها ..
من خلفهما شاهد إيغون بنفس الابتسامة ..
"ياله من منظر بديع اليس كذلك ؟"
"..."
كلماته كانت تجاه الملثم الواقف بجانبه لكن هذا الاخير لم يقل أي شيء و كأنه أبكم .
إستمرت العائلة السعيدة بعناقهم الطويل لبعض الوقت .. إيغون واصل المشاهدة لكن الملل بدأ يظهر على وجهه شيئا فشيئا...
بدا و كأنه ينتظر حدوث شيء ما ..
"لماذا تأخذ كل هذا الوقت لملاحظة الامر ؟ اليست الساحرة الأفضل ؟"
تنهد إيغون ..
و بالفعل .. بعد بضع دقائق أحست سيلينا بشيء خاطئ ..
"مالذي ؟"
بملاحظة جسد والدتها بدقة أحست بطاقة تنبعث منها .. قوة سحرية ..
بدون سابق إنذار قامت سيلينا بتمزيق ملابس والدتها بهلع ..
والدتها ذعرت قليلا لكن إبنتها لم تهتم بل فقط مزقت الجزء العلوي من ملابسها تماما ..
من جهة أخرى توسعت إبتسامة إيغون..
"أخيرا.."
إتسعت أعين سيلينا عندما وجدت ما كانت تخشاه ..
على ظهر والدتها ، نقشت دائرة دموية برموز شديدة التعقيد ..
يبدو أن أمها كانت تحاول إخفاء الامر .. لكنها لم تستطع..
نفس الدائرة كانت مرسومة على ظهر والدها الذي ادار رأسه جانبا ..
"إبنتي .. أنا آسف.. حقا حقا .. آسف.."
كانت الدائرة السحرية رفيعة المستوى و شديدة التعقيد
... حتى هي لم تفهم شيئا مهما نظرت إليها..
لذلك إلتفتت إلى المعني بالأمر ..
"إيغون ! ايها اللعين .. مالذي يعنيه هذا ؟!"
برؤية الفتاة التي كانت تصرخ في وجهه .. أجاب إيغون بلا مبالاة ..
"همم كيف أصف الامر ؟ .. قنبلة موقوتة ربما ؟"
فجأة بدون سابق إنذار تشكلت كرة نارية عملاقة ٱمام راحة يد سيلينا...
على الفور أطلقتها ناحية الأمير..
لكن و قبل أن تصل الكرة النارية ، تم صدها بيد واحدة بواسطة الملثم الذي كان يقف قبل لحظات بجانب إيغون...
هو لم يكتفي بذلك ، بل أطلق ضغطا خانقا من الاورا قمع به سيلينا التي إرتجفت بمجرد الشعور به ..
'ما هذا ؟ هذا الضغط .. أعلى من الفئة S ..'
عانت سيلينا الامرين.. و لم تستطع التحرك حتى أمام ذلك الضغط ..
"توقف توقف .. ستقتل والديها أيها الغبي "
بضربة من إيغون ، توقف الملثم و سحب هالته بطاعة ..
أخذت سيلينا نفسها قبل أن تنفجر بإيغون من جديد ..
"لماذا ؟ لماذا ؟! الم أقم بدوري بالفعل ؟"
أومأ ايغون ..
"نعم ، قمتي بعملك بأكمل وجه "
"أتمزح معي .. إذا لماذا وضعت هذا الشيء بأجسادهم ؟"
"لقد قمتي بعملك بأكمل وجه .. أداة رائعة مثلك تستحق أكثر من ذلك.. سيلينا .."
"ماذا ؟"
لم تعد تفهم سيلينا أيا من الهراء الذي كان يحدث من حولها ، لكن إيغون كان كريما بما فيه الكفاية ليشرح لها ..
"ظننت أذكى من ذلك .. لكن لا بأس .. كما قلت من قبل أداة رائعة مثلك لا تستعمل مرة واحدة.. أنت افضل من ذلك .."
بمعنى آخر.. ايغون سيستخدم سيلينا اكثر مستقبلا ..
كما أن شخصا حذرا مثله لن يخاطر بإطلاق سراحها .. من يدري متى ستنقلب ضده .. أو تأتي اليه من أجل الإنتقام ..
هو كان بحاجة لضمانات ..
أزال إيغون قفازه الابيض الذي كان يرتديه .. مظهرا ظهر يده لسيلينا ..
هذه الأخيرة فهمت على الفور ما كان يحدث ..
نفس الدائرة السحرية كانت مرسومة هناك فوق ظهر يده ..
"إنه الزناد"
أكد إيغون شكوكها بالفعل ..
"بأمر مني .. أستطيع نسف والديك متى ما أردت .. تعلمين ماذا يعنيه هذا اليس كذلك ؟"
من جديد.. سقط يأس خانق فوق أكتاف سيلينا .. لتتذكر من جديد من كان الشخص أمامها ..
بابتسامته التي لم تسقط منذ البداية ضحك ايغون ..
"أتطلع للعمل معك أكثر.. سيلينا "
هذه الأخيرة و برؤية كم كان ايغون وحشيا تذكرت شيئا ما ..
إذا كان يعاملها بهذه الطريقة هي التي نجحت بالمهمة .. إذا.. ماهو مصير الآخرين الذين فشلو ..
"إكزيفر .."
زميلها الساحر الآخر..
"مالذي حدث له ؟؟"
لم تستطع سيلينا منع نفسها من السؤال ..
بالمقابل هز إيغون كتفيه ..
"لا شيء.."
كان من الغباء قتله ..
لكن ..
"حسنا.. أنا لم أفعل له أي شيء .. لكنه كان يستحق أن يعاقب .. لذلك .."
ضحك ايغون بينما استدار مغادرا ..
"لقد قتلت أحد والديه ... و تركت الآخر رهينة لدي .. ربما بهذه الطريقة سيبدل المزيد من الجهد مستقبلا اليس كذلك ؟ "
غادر إيغون...
و ترك الساحرة الشابة خلفه .. عندما ظنت أنها تحررت من قبضتيه .. عرفت أنها كانت ساذجة ..
الآن لا خيار امامها سوى أنتظار أمره القادم ..
دون أن تدرك .. أصبحت عبدة لدى الأمير .. إيغون فاليريون..
...
...
...
-منظور فراي ستارلايت-
اليوم الأول داخل المعبد منذ عودتي ..
كنت متخلفا عن الآخرين بشهر كامل من التدريب ..
ليس هذا فحسب .. سأكون مضطرا لمواجهة من هم بالسنوات العليا .. في إختبار لا أعلم عنه شيئا ..
كنت بحاجة إلى إنهاء إستعداداتي من أجل الفيكتورياد..
و قد بدأت أتساءل بجدية إذا كنت أملك ما يكفي ..
مهاراتي التي خزنتها حتى الآن..
خطوات الشبح
أعين الصقر
التعالي
الإنبعاث ..
هذه مهارات جهزتها في المقام الأول من أجل التعامل مع بطل الرواية سنو ..
ما عدا الإنبعاث الذي كنت مترددا باستعمالها في البداية نظرا لشدة قوتها و أعراضها الجانبية القوية ..
تساءلت بجدية ما إذا كانت المهارات الأخرى كافية ..
لم أملك الوقت من أجل محاولة الحصول على مهارة اخرى إضافية ..
لذلك لا خيار امامي سوى الاعتماد على هذه المهارات رفقة اسلوب ال 10 آلاف خطوة من الظل ..
كان هذا كل ما أستطيع الاعتماد عليه بما أن المهارة الغامضة التي حصلت عليها من النظام كانت لا تزال غير نشطة ..
رقصة الظلال 0/7...
تنهدت بضعف بينما خرجت من غرفتي مرتديا ملابس المعبد ...
"لا بأس .. حتى لو قتلني الامر... سأنجح "
ذهبت إلى الصفوف الدراسية بأفكار مثقلة ..
و بينما كنت أسير شارد الذهن .. فإذا بي أتفاجأ بأحدهم يصفع ظهري بقوة ..
لقد شعرت به قادما من بعيد .. لكنني لم أتوقع قيامه بشيء كهذا ..
"لقد عدت أخيرا! شهر كامل يا رجل "
"مرحبا دانزو .. من أين لك كل هذه الطاقة منذ الصباح "
"هذا ما يجب أن يكون عليه الرجل .. إنه أنت الذي يتصرف كالمخنثين "
"ها أنت ذا مع هذا الوصف ثانية .."
"إنها غلطتك بالكامل .. وجهك ذاك لا يساعد .."
ظننت أنني أبدو مخيفا الآن بشعري الأبيض و ملامحي الجديدة .. لكن دانزو على ما يبدو له رأي آخر ..
سرت رفقة دانزو بينما إندمجنا مع بقية الطلاب ..
"مضى بعض الوقت منذ أن حضرت صفوف المعبد .."
بعد إدلائي بهذه الملاحظة ، إستوقفني دانزو على الفور ..
"اه .. يبدو أنك لم تسمع عن الامر بعد ، لكن لا يوجد صفوف صباح اليوم .."
"ماذا تعني ؟"
أجابني دانزو بينما واصلنا السير ..
"اليوم سيعلنون عنه .. أعني الإختبار الذي سيكون بوابة الفيكتورياد."
بمرجد سماعي لكلمات دانزو توقفت مكاني ..
"اليوم ؟"
"اجل.."
تفاجأت بحق ..
هل حقا سأحصل على الاجابة بهذه السرعة ؟
يبدو أن الفيكتورياد سيبدأ أبكر من المعتاد هذه المرة ..
بمجرد التفكير بالأمر أنا لم أستطع منع تلك الرعشة التي حملت مزيجا من المشاعر المختلطة ..
الاثارة و الترقب .. و الخوف ..
إنها قريبة ... اقرب من أي وقت مضى ..
...
...
...
قادني دانزو إلى مدرج عملاق تم إنشاؤه مؤخرا على ما يبدو ..
بالداخل وجدت عدد هائلا من طلاب المعبد ..
كلهم كانو ينتظرون الإعلان الكبير الذي سيحدث بعد قليل ..
و على ما يبدو ، سيتم إذاعة ما سيحدث الآن لكل الإمبراطورية..
"بحقك .. كيف لم أعلم بأن مثل هذا الحدث قادم ؟"
سانسا لم تقل شيئا .. هل كان هذا نوعا من الدعابة ؟
بمجرد دخولنا إتجهت رفقة دانزو ناحية المقاعد التي جهزت لنا ..
و إذا بي أرى بعض الوجوه المألوفة هناك ..
من بعيد ، لاحظت صديقي المغتال غوست الذي فعل المثل هو الآخر و أعطاني إيماءة قصيرة فقط ..
كل الفصل A كان بالقرب منه... على رأسهم جلس الشخص الذي قدر له أن يكون العقبة الاكبر أمامي .. سنو ..
بدا و كأنه نفس الشخص منذ آخر مرة .. لكنني كنت متأكدا من أنه أصبح أقوى بالفعل ..
من ناحية أخرى كان الفصل B حاضرا بالقرب مني .. كانو جميعا كما جرت العادة .. ما عدا ذلك الشخص الذي بدا مختلفا هذه المرة ..
راغنا كلود .. بدا كئيبا تماما..
لاحظ دانزو الامر لذلك شرح بعبوس ..
"راغنا .. لقد مات والده بالغارة ضد الالتراس التي حدثت مؤخرا .. وقد كان وقع الامر ثقيلا عليه.."
أومأت ..
إسحاق كلود .. بعد موت هذا الأخير كان الامر صعبا على راغنا ..
أعني عندما تم قطع البث مؤخرا كان
جانب الإمبراطورية مكتسحا للالتراس .. تخيل كيف استقبل راغنا بعد ذلك خبر وفاة والده ..
كان الامر صعبا عليه خصوصا و أنه لا يعرف ما جرى هناك .. لا يعرف حتى من هو قاتل والده .. لورانس ..
قررت أن أبقى بعيدا عنه .. فوضعه لا يعني لي شيئا بعد كل شيء ..
ما كان يهمني .. هو ما سيتم إعلانه قريبا ..
و ردا على أفكاري ..
تقدم أساتذة المعبد الجدد فوق المنصة أسفله معلنين عن الحدث الضخم الذي طال إنتظاره ..