هذا الفصل بالإضافة إلى القادم هو جائزة الفائز بمسابقة التوقعات ياسين ، الفصل يتحدث عن ماضي سنو ليونهارت . لذلك أتمنى أن ينال على اعجابكم .
السنين تمر الواحدة تلوا الأخرى ، لتحمل بين طياتها قصصا مختلفة .
بعضها سيبقى في الظلام ، و لربما لن يروى أبدا ..
فما يوجد في الظلام من الأفضل أن يبقى في الظلام .
لكن أحيانا .. ستخرج تلك القصص إلى الضوء لتروي لنا قصة كفاح أخرى.
...
...
...
الإمبراطورية ذلك المكان الفسيح الذي حمى ما تبقى من البشرية عندما تكالبت كل تلك الكوارث على أسوارها .
بينما كان الاساطير من أمثال آبراهام ستارلايت و مايكار فاليريون يبنون حكايتهم . عاش الآخرون في سلام بعيدا عن تلك المعمعة .
في ليلة ممطرة ، عصفت فيها الرياح بكل ما تواجد أمامها.
ليلة كئيبة ظلماء لم تنرها سوى تلك الرعود التي زلزلت السماء من حين لآخر.
بعيدا عن كل المدن و القرى ، سار رجل بمفرده بوجه كئيب حاملا طفلا بين يديه .
صوت بكاء ذلك الطفل لم يتوقف إطلاقا ليتناغم مع صوت البرق في الأعلى .
الرجل الكئيب بأعينه المتعبة قد القى نظرة على ذلك الطفل البكاء ذو الشعر الأبيض .
"لا تنام و لا تتعب ، لا تأكل ولا تشرب .. يالك من طفل ممسوس "
سار الرجل بخطوات متعبة ، لسبب ما هو بدا يائسا حقا.
"لعل هذا سيكون بمثابة كفارة على أرواحهم البائسة "
شيئا فشيئا ، ظهر شكل ذلك المبنى العملاق على مد البصر لأعين الرجل المتعب.
"لا فائدة من رثاء الموتى ، لكن على الأقل يمكننا محاسبة الأحياء ."
عندما إقترب الرجل المتعب من ذلك المكان ذو الهيكل المظلم الذي وقف شامخا بين العواصف و الأمطار .
ظهرت تلك اللافتة فوق الباب الحديدي لذلك المكان الكئيب .
"ميتم يوسيفكا"
ببطء وضع الرجل الطفل أرضا أمام بوابة الميتم ، بينما القى بنظرة أخيرة عليه .
تاليا ، هو إستدار مغادرا .
سار بثبات إلى أن دخل تلك الغابة التي جاء منها .
بأعين كئيبة ، هو اخرج تلك السكينة الصدئة ممسكا اياها بكلتا يديه .
بابتسامة حزينة هو اقحم تلك السكينة داخل حلقه راشا دماءه التي إمتزجت بمياه الأمطار .
"لعل هذا ، سيكون كفارة لكل تلك الذنوب "
مات الرجل .
و عاش الطفل بينما لم يتبقى شيء سوى صوت بكائه .
ما حدث حتى الآن ، قد تم رؤيته من قبل تلك الأعين.
رجل غريب يرتدي رادءا اسود برزت من بين فجواته بنيته الجسدية القوية ، و نظارة القراءة المستديرة فوق عينه اليمنى .
ببطء ، هو حمل الطفل بين ذراعيه بينما لم يهتم للرجل الميت.
كل ما كتب داخل بطانية الطفل الباكي ، كان اسمه .
"سنو ليونهارت"
الطفل الذي قدم قربانا لروح يوسيفكا .
...
...
...
مرت الأيام ، و السنين .
و كبر الطفل .
ميتم يوسيفكا كان مكانا آوى الكثير من الأطفال .
أطفال وجدوا انفسهم دون آبائهم بسن صغيرة جدا.
من بين اولئك الأطفال ، هو كان مميزا .
شاب بشعر أبيض و أعين ذهبية بملامح لطيفة .
كان طفلا جميلا حرك قلوب كل من رآه .
"سنو ليونهارت"
جالسا فوق كرسيه و متكئا على طاولته.
حدق سنو رفقة الكثير من الأطفال بتلك السيدة التي كانت تعلمهم مختلف الامور داخل فصل مدرسي صغير .
علمتهم كيف يكتبون ، و كيف يقرأون .
أولئك الأطفال قد إعتبروا ذلك الميتم عالمهم ، عالم تنتهي حدوده عند تلك الاسوار الحديدية .
لكنهم لم يمانعوا البقاء فيه ، فقد كانوا سعداء بما لديهم بالفعل.
جميعهم نظروا بسعادة إلى تلك المعلمة التي علمتهم و ربتهم و أعطتهم كل شيء بتلك الحياة .
نائبة المدير ، أو ببساطة .. "الأخت آناليز"
صحيح انهم نادوها بالأخت بطلب منها ، لكن معظمهم رآها مثل أمهم بالفعل .
خصوصا الشاب صاحب الأعين الذهبية الذي لم ينظر إلى أي أحد سواها .. حتى عندما كانت الكثير من الأعين عليه .
عندما تنتهي الحصص ، كان يلتقي جميع أطفال الميتم داخل ساحة عملاقة للعب أو الاستراحة و قضاء وقتهم .
كثيرا ما كان البعض يتوافدون على سنو ليونهارت.
بعمرهم ذاك الذي لم يتجاوز العاشرة حتى ، كانوا يعيشون طفولتهم كما يجب غارقين وسط أحلام وردية .
مثل أن يحصلوا على عائلة من الخارج ، عائلة حقيقية.
أو شيء ابسط من ذلك حتى .. مثل الوقوع بالحب .
كان الأطفال سذجا من تلك الناحية ، و يمكنك معرفة ان معظم فتيات الميتم مفتونات بسنو الذي بدا اشبه بملاك سائر فوق الأرض.
و هذا ما أثار غيرة و حنق الذكور منه لذلك كثيرا ما ستراهم يحاولون مشاجرته .
كانت تلك هي طريقتهم الطفولية من أجل البروز ،" عن طريق ابراح الطفل الجميل ضربا سنثبت اننا أهم منه ".
لكن الواقع كان عكس الخيال ، فسنو ليونهارت الصبي النحيل الذي بدا أجمل من الفتيات قد سحق كل من اقترب منه.
حركات جسده كانت شيئا غير مفهوم لمن هم بسنه و كأنه ولد خبيرا بفنون القتال .
كل من تعرض لذلك الفتى قد أكل التراب في النهاية.
و بهذا تم تحطيم جميع خططهم ، بل جاءت بنتائج عكسية زادت من شعبية سنو ليونهارت أكثر و أكثر.
عندما ينتهي ذلك الشجار المرير كان سنو يبقى مكانه و كأنه ينتظر شيئا ما .
و بالفعل ، ما هي إلا ثواني ليأتي حراس الميتم لتوبيخهم ثم اخدهم إلى مكتب نائبة المدير
و هذا ما كان ينتظره ذلك الفتى بفارغ الصبر .
الأمر دوما ما ينتهي بهم بالتعرض للتوبيخ من تلك السيدة.
الأخت آناليز كانت امرأة ناضجة بشعر أحمر ناري و اعين بنفسجية بدت شبيهة بالجواهر التي كانت محمية بتلك النظارات التي ارتدتها على الدوام بسبب ضعف نظرها .
ملامحها كانت لطيفة جدا ، لذلك حتى عندما وبختهم فالأمر لم يبدو كذلك حقا .
كلما إنتهت منهم كان الجميع يغادر ماعداه .
"مالامر ؟ أنت تستطيع المغادرة "
سنو هز راسه بينما بقي بالقرب.
"أريد البقاء و المساعدة "
كثيرا ما كان يفعل ذلك ، آناليز كانت تحاول أحيانا جعله يغادر بالقوة لكنها دوما تستسلم له.
طيلة الساعات التالية و عندما يقوم باقي الأطفال باللعب ، هو كان يقضي وقته يحوم حول نائبة مدير الميتم .
كان يبذل جهده سواءا عن طريق جلب الوثائق الصحيحة لها أو مساعدتها بامور ابسط.
الأشياء التي قد تصيب أي طفل بالملل كانت موضع ترحيب لسنو مادامت من أجل تلك السيدة .
آناليز و عندما كانت تنهي اعمالها هي تمسد شعر سنو آخذة إياه بالقرب .
"أنت طفل لطيف حقا .. سنو "
"..."
"تذكر دوما ، يجب أن تكون طفلا جيدا و مطيعا على الدوام و ستحصل دوما على ما تريد "
سنو أومأ على كل كلمة بينما أجاب بصوت خافت .
"نعم ، أمي "
للحظة ، آناليز تجمدت بعد الكلمة الأخيرة قالها سنو ..
"لا يا سنو ، لا يجب أن تناديني بذلك .. ناديني فقط بالأخت كما يفعل الجميع أو نائبة المدير"
بدت و كأنها تعاتبه ، لكن نظرتها الحنونة و ابتسامتها الخافتة قد خانوها تماما ما جعل كلماتها دون معنى .
سنو ليونهارت كان يرى آناليز كوالدة له.
كانت كل شيء بالنسبة له بحيث أنه وجدها بجانبه منذ أيام صباه .
لم يكن يملك أي اصدقاء ، لسبب ما هو كان متباعدا عن الجميع.
لذلك حقا هو أحب الوقت الذي قضاه مع تلك السيدة ، كان يسد فراغ كونه دون عائلة بواسطتها .
في النهاية هو غادر مكتب آناليز ، عندما خرج من هناك هو إصطدم دون قصد بذلك الرجل الذي كان خلف الباب .
سنو الصغير قد سقط أرضا ، ما اصطدم به بدا مصنوعا بالحديد لا اللحم .
رجل يرتدي رداء الكهنة ، بشعر أسود طويل اشعث و نظارة القراءة المعتادة فوق عينه التي احتوت على ندبتين ..
"المدير "
كان ذلك الشخص هو مدير ميتم يوسيفكا.
بيده الكبيرة هو ربت على رأس سنو بخفة .
تلك اليد بدت و كأنها قادرة على سحق رأسه ذاك بسهولة ، لكنه لم يفعل .
"كن مطيعا و اذهب للعب مع الآخرين"
بصوت عميق هو تكلم و اعينه على سنو .
هذا الأخير أومأ بشدة بينما هرب بعيدا .
"حاضر "
المدير نظر إليه لبعض الوقت ، قبل أن يدخل مكتب آناليز .
المدير كان شخصا لا يظهر كثيرا داخل الميتم .
بدا مخيفا لكنه تعامل بلطف مع الجميع .
لكنه سنو ليونهارت ببساطة لم يستطع تقبله ، فكلما إلتقاه كان كل شعر جسده يقف مرسلا إليه شعورا مريرا .
لقد كان خائفا منه . لكن الأمر لم يؤثر على حياته كثيرا
روتينهم اليومي كان عاديا ، يستيقظون مبكرا ، يدرسون ، يلعبون ، ثم يخلدون إلى النوم مبكرا .
الشيء الوحيد الغير اعتيادي كان ذلك اليوم من الأسبوع عندما يتم جمعهم من أجل ذلك الفصل الطبي .
قيل لهم انهم جميعا مرضى ، لذلك و بشكل دوري هم يجتمعون داخل تلك القاعة الفسيحة بينما يتم حقن تلك المادة الحمراء داخل عروقهم.
كلما رآها سنو ، شعر بأن ما يتم حقنه بداخله .. كان ببساطة دما .
دم لم يعرف مصدره .
لكن الأخت آناليز كانت من يحقنه ، هو كان مؤمنا بها بشكل أعمى ..
أنها لن تقوم بمنحه شيئا قد يؤذيه .
لذلك هو تلقى تلك الحقن عن طيب خاطر بينما امتزج ذلك السائل بدمه .
أحيانا كان الكثير منهم يبيت داخل مشفى الميتم عندما عانوا من بعض الأعراض .
لكن سنو لم يعاني من أي منها رغم انه احس بالتغييرات على جسده .
وقتها هو تساءل كثيرا عن ذلك الشيء الذي اصبح جزءا منه الآن.
مرت الايام..
سنو عاش نفس الروتين اليومي لوقت طويل ، لم يكن يملك الكثير من العلاقات لكنه كان شديد الملاحظة.
هو لاحظ ..
كيف غادر الأطفال الواحد تلوا الآخر..
كيف كانوا عمليا محتجزين داخل الميتم ، و كيف انهم لم يتجاوزوا تلك الحواجز الحديدية التي احاطت بهم .
أيضا كان هناك ذلك الجانب من الميتم الذي تم منعهم من بلوغه .
الأراضي المحظورة .
كل تلك كانت امورا جعلت من عالمهم المثالي معيبا جدا .
مالذي كان يحدث خلف ظهورهم ؟ و هل درى العالم في الخارج عنهم حتى ؟
سنو كان يتساءل أحيانا.
هو إكتسب القدرة على التلاعب بالاورا منذ سن صغيرة و قد كان موهوبا جدا.
لكن النظام التعليمي في الميتم قد قيده بشدة و كأنه لا يريده أن يصبح أقوى اطلاقا ..
عزاءه الوحيد ، كان الوقت الذي أمضاه مع نائبة المدير آناليز .
الفضول كان ينمو كل يوم داخل قلب الفتى الشاب .
خصوصا مع الإختفاء المتكرر لاطفال الميتم .
بمرحلة ما ، اصبح ذلك يحدث كثيرا بينما جاء اطفال جدد بكل مرة .
المعلمون هناك قالوا بأنه تم تبنيهم ، أو نقلهم لاماكن أفضل.
كثيرون اعتبروهم محظوظين .
لكن هل كانوا كذلك حقا ؟
خصوصا عندما كانوا يختفون تزامنا مع عودة المدير .
لاحقا ، و مع بلوغه سن العاشرة .
أصبح سنو يعامل و على أنه مميز بجانب فئة قليلة من الاطفال في سنه .
بذلك الوقت ، شكوكه زادت كثيرا بشأن الميتم و تلك المواد التي حقن جسده بها .
لكنه لم يملك الكثير بين يديه .
كل ما إمتلكه كانت السيدة آناليز التي بوجودها كان في غنى عن اي شيء اخر.
بكل مرة كانت دوما تعانقه هامستا بتلك الكلمات في اذنه.
"كن فتا جيدا و مطيعا ، حينها سيكون كل شيء بخير "
السيدة آناليز منحته ذات مرة قلادة .
قلادة فضية مع حمامة جميلة رمزت للحرية .
كان نفسه شعار الميتم .
لكن ، هل كان حرا حقا ؟
سنو الصغير عرف انه لم يكن .
فضوله كان يزيد كل يوم ، من أجل معرفة الحقيقة .
لقد بدأ يسأم من كل ذلك البكاء عندما يغادر أحد الأطفال دون قول كلمة ..
لكن كلمات آناليز كانت رادعا له ..
"كن فتى جيدا و مطيعا سنو ، عندها كل شيء سيكون بخير "
لكن إلى متى كانت تلك الكلمات ستواصل ردعه ؟
ليس لوقت طويل ..
بأحد الليالي المقمرة ، سنو تسلل من غرفة نومه تاركا الأطفال يغطون بنوم عميق .
رغم محدودية تدريبهم ، إلا أن سنو كان يستطيع التلاعب بالاورا بحرية لذلك و بخطوات سريعة هو تحرك بسلاسة داخل الميتم .
كانت المنطقة المحظور عليهم دخولها تقع بالجانب الغربي من الميتم ، لذلك كان عليه أن يمر عبر الكثير من أجل الوصول إلى هناك .
الميتم كان عبارة عن مدينة صغيرة بالفعل .
لكن سنو كان موهوبا بالفطرة و ما هي إلا بضع دقائق ليصل ذلك الجانب المظلم من الميتم .
مشى الطفل خطوة تلوا الأخرى.
كان المكان مظلما ، و موحشا .
شيئا فشيئا هو دخل أحد القاعات بنهاية الطريق ، قاعة فسيحة مضيئة بأضواء خضراء إنبعثت من داخل زجاجات مخبرية كبيرة .
فور دخوله لذلك المكان ، متلهفا لمعرفة الحقيقة بعدما قتله الفضول هو اصطدم بمشهد لم يتوقعه .
المكان كان عبارة عن مختبر قديم به عدد كبير من الادوات الحادة التي لطخت بالدم ، بينما كانت الاسرة دموية هي الأخرى.
سنو شعر بالرعب من ذلك لوحده ، لكن ما حذب انتباهه بشكل خاص كانت تلك الزجاجات العملاقة في الأمام.
هو اقترب منها شيئا فشيئا ، لكنه تجمد في النهاية قبل أن يصل إليها.
بعد كل شيء هو تعرف على ما يوجد بداخلها ..
إرتجف الطفل بشدة و هو يحاول استعاب ما رآه .
داخل الزجاجات الأسطوانية الشكل ، تواجدت أعضاء بشرية دموية بالداخل .
تلك الاطراف و الأيادي و الارجل لم تكن ما اخافه ، بل شيء آخر تماما .
كانت الرؤوس البشرية المقطوعة ، التي حفظت بعناية في الداخل .
هم لم يكونوا أصدقاءه .. مجرد رفاق له داخل الميتم لكنه عاش معهم لوقت طويل جدا لذلك يستحيل أن لا يتعرف عليهم .
تلك كانت رؤوس أطفال اخرين قد عاشوا معه تحت سقف واحد .
ذلك المشهد المرعب للرؤوس المبتورة و رائحة الدم الشديدة كان كثيرا على طفل مثل سنو ليونهارت الذي عاش بطريقة مسالمة حتى الآن .
هو لم يستطع حتى الصراخ بشكل صحيح ، بل فقط ارتجف دون توقف بينما شعر بقلبه يكاد ينفجر داخل صدره.
حدسه اخبره بانه يجب أن يهرب ، و يغادر الآن.
لكنه لم يكن يستطيع التفكير بمنطقية في تلك اللحظة لذلك بدلا من العودة ادراجه هو هرب إلى الأمام متعمقا بذلك المكان المحرم .
في النهاية هو بلغ أحد الغرف .
غرفة كانت رائحة الموت و الدم تنبعث منها بشكل مكثف .
مالذي كان يحدث بذلك الميتم ؟ تجارب على البشر ؟ فقط أي نوع من المرضى العقليين قد انشأ ذلك المكان؟
الإجابة كانت تقبع خلف الباب .
الباب كان مفتوحا جزئيا ، لذلك كل ما فعله سنو الصغير كان دفعه قليلا ملقيا بنظرة على ما وجد بالداخل .
الغرفة كانت مظلمة تماما ولا يوجد بها سوى مصباح واحد نزل من السقف و أضاء مركزها.
في ذلك المكان ، و فوق سرير صغير كانت ترقد طفلة لم تبلغ الثامنة من عمرها حتى .
امامها كان يقف ذلك الرجل الذي أخافه لوقت طويل .
مدير الميتم ..
الطفلة كانت لا تزال على قيد الحياة ، لكن الضوء قد إختفى من عينيها منذ وقت طويل بالفعل .
بهذه المرحلة يمكنك سماع صوت أسنان سنو الذي إرتعش كما لم يفعل من قبل .
المدير قد إستدار ناحيته ببطء .
الفتاة امامه كانت نصف مأكولة بحيث أن النصف الأيمن من صدرها و معدتها قد اختفى بالكامل بينما نزفت دون توقف .
دماؤها كانت تملؤ وجه المدير و ملابسه .
ذلك المدير و من بين الندوب فوق عينه اليمنى قد ظهرت اعين اخرى حمراء مضيئة نظر بها ناحية سنو .
هذا الأخير قد سقط أرضا عندما لم تتحرك قدماه ..
بصوت عميق تكلم المدير ..
"سنو ، اه اللعنة .. مالذي تفعله هنا"
كان سنو مميزا ، لذلك تعرف عليه المدير على الفور .
هو مسح فمه بكمه بينما سار ناحيته .
مع كل خطوة كان قلب سنو يغرق أكثر..
"ل-لا !"
المدير قد إقترب سرعة .
"لا تأتي !"
المدير لم يتوقف بل ركع ممسكا بوجه سنو بكلتا يديه الدمويتين ملطخا اياه بدم الطفلة المسكينة .
اعين المدير ركزت على سنو بالقرب ..
سنو قد شعر بانفاس المدير الدموية تلمس جلد وجهه ..
بصوته العميق ، تحدث المدير ثانية..
"أنت لم ترى شيئا أليس كذلك ؟ سنو ليونهارت"
"م-ماذا ؟"
تردد سنو عندما كان عقله لا يزال يحاول استعاب ما رآه .
"أنت لم ترى شيئا و لم تسمع أي شيء"
المدير قد عانق سنو ، ليتلطخ هذا الأخير بالدم هو الآخر.
"أنت طفل مطيع ، الست كذلك ؟"
"..."
بقي سنو صامتا .
لم يستطع نطق أي كلمة ، هو احس بأن الشيطان نفسه يعانقه ..
"أجبني "
الشيطان أراد إجابة منه .
لكن الفتى الصغير لم يقوى على نطق كلمة .
"أجبني!!"
بصرخة مرعبة زعزعت كيان سنو الصغير ، هذا الأخير أجاب بجسد مرتعش.
"أجل !"
"جيد "
تراجع المدير قليلا ..
"جيد جدا ، كل ما رأيته اليوم .. مجرد كابوس "
بلكمة سريعة ضربت بطن سنو .. هذا الأخير شعر بعالمه ينقلب رأسا على عقب .
"مجرد حلم سيء "
سقط سنو مغشيا عليه بينما بقي المدير ينظر إليه.
ذلك الفتى كان مهما جدا لهم ، لا يمكنهم تحمل خسارته .
والا لكان هو الموجود الآن فوق تلك الطاولة بدل الفتاة .
عندما يحين الوقت ، كان يخطط لاطلاق سراحه بالفعل .. لكن الوقت لم يحن بعد.
بعد فترة قصيرة ، جاءت سيدة مألوفة إلى تلك الحجرة .
المدير كان قد انتهى من إلتهام الطفلة المسكينة بالفعل بينما نظف نفسه .
بمجرد وصول آناليز ، هو أشار ناحية سنو .
"أعيديه إلى مكانه و إحرصي على السيطرة عليه بشكل صحيح "
"إعتذاراتي لسيادتك ، لم أتوقع أن يكون هذا الطفل من يخالف القوانين .. هو مطيع جدا بالعادة "
إنحنت آناليز ، بينما توجه المدير ناحيتها ممسكا بكتفها .
"لا بأس ، تأكدي من أن لا يحدث هذا مرة ثانية ."
"أمرك "
نظر الإثنان لبعضهما البعض قبل أن يأخذ كلاهما الآخر بعناق شديد غارقين وسط الملذات بينما رقد سنو هناك بجانبهم.
ذلك الطفل قد غرق بالظلام .