"صحن آخر!!"
صرخ دانزو طلبا للمزيد بعدما أنهى طبقه من الطعام الحار .
"واحد آخر ؟ منذ متى أصبحت تحب المأكولات الحارة لهذه الدرجة ؟"
متكئا على مرفقه ، سأل فراي الذي لم يكد ينهي طبقه الأول حتى.
"أنت السبب هنا ، لماذا لا تأكل سوى الحار ؟"
سأل دانزو بعدما طور عادة جديدة لمزاحمة فراي بطعامه.
"لم اطلب منك أن ترافقني .. أما عن سبب أكلي للحار كثيرا ."
إبتسم فراي بعدما عادت له بعض الذكريات القليلة التي يمكنه أن يقول بفخر أنها كانت ذكريات جيدة.
"لنقل انني افتقد صديقا كثيرا ما اعد هذا النوع من الطعام "
"العجوز شاهين ؟" سأل دانزو و المرق يتقاطر من فمه ..
"لا تزال تتذكره إذا "
"بالطبع ، لقد زرته معك بضع مرات .. أتساءل إلى أين ذهب ذلك العجوز الغريب ."
تذكر دانزو الاطباق الغريبة التي اعدها العجوز .. لم يكن ما اعده معروفا اطلاقا لذلك قليلا ما نال الزبائن .
لكن طعامه لم يكن سيئا حقا .. بالحقيقة لقد كان فريدا من نوعه .
"أفترض أنه يواصل حياته بمكان ما .. لم اره منذ وقت طويل لكنه ترك لي هذه العادة السيئة "
اشار فراي لطعامه الحار عندما قال ذلك .
"لنتمنى أن ينجو .. الوضع متأزم بسبب الحرب القادمة ."
"أجل ، سمعت أن بعض المناوشات تحدث بالفعل على الحدود .."
مرت بضعة أسابيع على عودة فراي من رحلته إلى لوندور .
بينما واصل حياته داخل المعبد ، كانت الإمبراطورية تمر بتقلبات مستمرة ذهابا و ايابا مع الكيان المسمى الالتراس .
"الحرب قد تندلع باي لحظة "
كثيرا ما تم ترديد ذلك بين زعماء النقابات و اولئك من كانوا بالاعلى ...
الحرب تأتي بالكثير من الخصوصيات .. مدمرة لعامة الشعب .. لكنها مفيدة لبعض الاطراف الخاصة .
فصل الموت و الدمار ذاك لم يكن بسيطا كما بدا من بعيد .
"بفضل ذلك اصبحت تدريبات المعبد مكثفتا اكثر من أي وقت مضى ."
"حقا ؟"
سأل فراي دون اظهار أي تعبير على وجهه ، من جهة أخرى ضرب دانزو ظهره منزعجا.
"أنت تزعجني يا رجل ، هل اصبحت قويا لدرجة عدم شعورك بالفرق ؟"
مؤخرا .. تألق بعض الافراد كثيرا متجاوزين اقرانهم .
لعل فراي ستارلايت رفقة سنو ليونهارت هم الابرز ..
خصوصا فراي.
منذ أن عاد شعره أبيض اللون كما كان ذات يوم .. اصبح مختلفا تماما ..
لم يره أحد يخسر قط .. ولا حتى ضد المدربين .
في الحقيقة .. هم لم يروه يتعرق حتى ..
مظهرا تطورا استثنائيا بوقت قصير .. كثيرا ما تمت مقارنة فراي الآن بآبراهام ستارلايت دون وعي منهم.
لكن فراي لم يتفق مع ذلك التقييم اطلاقا .
"أنت تبالغ .. "
وجه اللورد الشاب لعائلة ستارلايت بالكاد كان يبدي أي ردود افعال كبيرة مع كل ما يحدث من حوله ما جعل دانزو ينزعج .
"أنت تفعلها مرة أخرى .. تمنحني ذلك الاحساس و كأنك رجل عجوز قديم .. اظهر المزيد من الطاقة اللعينة !"
بضربة أقوى بكثير اطلقت صدا بالمكان .. دانزو ضرب ظهر فراي باقصى ما لديه .
فراي لم ينزعج من ما فعله دانزو .. بل ضحك بهدوء بعدما بالكاد هزته تلك الضربة .
"لست العجوز هنا يا دانزو .. أنت فقط من لم ينضج بعد "
بعبوس .. حدق دانزو بفراي المبتسم امامه ..
"لم أعد أفهمك يا فراي ستارلايت ، هل أناديك المخنث ؟ أو العجوز ؟ فالتثبت على حالة واحدة عليك اللعنة "
تذمر دانزو من التغيير المستمر الذي يبديه فراي من وقت إلى آخر دون مقدمات ..
"يمكنك مناداتي بفراي فحسب كما يفعل الآخرون"
"و كأنني سافعل "
تحدث الاثنان دون توقف اثناء تناولهما الطعام .. اصبح هذا روتينا يوميا بالفعل .
أحيانا ينضم غوست و سنو لهم .. و حتى سانسا كانت تأتي من وقت لآخر لكن لم يتواجد سواهما اليوم .
"بالتفكير بالأمر .. أصبحت الاميرة تحوم من حولك كثيرا مؤخرا .. هل لربما لم يكن حبك من طرف واحد ؟"
سأل دانزو مستذكرا الاشاعات التي افادت بأن فراي معجب بسانسا .
هذه الاخيرة غادرت المعبد لبعض الوقت قبل أن تعود لاحقا بتغيير كبير على ملامحها هي الأخرى و كأنها النسخة الانثى من فراي .
"نحن مجرد اصدقاء "
قال فراي مفكرا بسانسا.
الأميرة اصحبت قريبة منه مؤخرا بالفعل بعد كل ما عايشه معها ، لكنه لن يتمادى ابدا لتسمية ما بينهما بالحب .
سانسا لم تكن من الفتيات اللواتي قد يقعن بحب احدهم لمجرد انقاذه لها .. لكن ذلك كان كافيا لجعل علاقتهما اقوى مما كانت عليه بكل تأكيد .
"أصدقاء هاه .."
دانزو بحركة سريعة قام بمعانقة فراي بيد مقربا وجهه ناحيته.
"إسمع .. بما أن الاميرة على جانبك الجيد لما لا .. تعرف .."
"ماذا ؟" سأل فراي غير قادر على معرفة ما اراده دانزو .. هذا الأخير واصل .
"سيكون من الجيد لو ذهبنا جميعا للمبيت معا مرة أخرى .. لكن هذه المرة فكرت بدعوة الفتيات .. مهلا لما تضحك ؟!"
توقف دانزو عندما وجد فراي يضحك مبديا رد فعل أقوى نسبيا من العادة .. لربما كان دانزو الوحيد الذي جعله يبدي ردود افعال كذه مؤخرا .
"تريد الفتيات هذه المرات هاه ؟ لكن ما مدى جرأتك لتفكر بجلب الاميرة إلى منزلك ؟"
سأل فراي بينما انخفضت اكتاف دانزو دون وعي منه ..
"أنت محق .."
"لا تفكر بكلمات دايمن كثيرا .. هو مختلف عنا "
بعد كل شيء ، دايمن فاليريون يبدو و كأنه في ال 30 بالفعل من عمره.
"معك حق .. لم يكن علي أن افكر بدعوة سانسا .."
قال دانزو مستسلما ..
"دعوتي إلى ماذا ؟"
تجمد دانزو على الفور عندما اخترق صوت انثوي اذنيه من الخلف .
لم يرد أن يستدير حتى لرؤيتها ، اما فراي فعلى ما يبدو قد انتبه لها منذ البداية ..
"مرحبا سانسا "
رحب بها دون أي مقدمات بينما جلست الأميرة إلى جانبه .
"اهلا .. هل كنتما تتحدثان عني ؟"
"إطلاقا !" قال دانزو بصوت مرتفع جعل معظم من تواجد بالمطعم ينظر اليهم ..
"هذا مريب .." سانسا التي رأت الكذب بوجهه لم تصدق ذلك.
"يريد دعوتك إلى حفلة مبيت جماعية "
وجه دانزو تحول إلى قبر عندما بادر فراي لقول الحقيقة دون مقدمات ..
"حفلة مبيت ؟ مثل تلك عندما يجتمع الجميع بمنزل واحد و يفعلون تلك النشاطات ؟"
"بالضبط .. أفترض انك لم تكوني بواحدة من قبل يا اميرة "
دانزو حدق ذهابا و ايابا بين فراي و سانسا غير مستوعب أن صديقه قد فضحه بعد .. و الاسوء كان حقيقة تجاوب الأميرة معه.
"لأكون صريحة .. لم أفعل "
"هل تريدين فعلها ؟"
سأل فراي بينما هزت الأميرة رأسها .
"انا لا أستطيع مغادرة المعبد ، غير أنني لا أريد التورط معه "
"مؤسف ..سمعتها يا دانزو"
حصل دانزو على رفض قاطع ما جعله يتقوقع مكانه دون قول أي كلمة ..
"أيا كان يا رجل .. لم أعد اعلم شيئا بعد الآن"
ضحك فراي على حالة صديقه بينما طلب كلاهما طبقا آخر فقط لكي لا تتناول سانسا الطعام بمفردها .
عم الهدوء لبعض الوقت ما عدا لدانزو الذي كان يتمتم تحت انفه لاعنا فراي الذي قال كل تلك الكلمات و كأنها لا شيء.
من جهة أخرى فراي ركز على سانسا .
"هل هنالك شيء ما على وجهي ؟"
سأل بينما تفاجأت سانسا من دقة ملاحظته المرعبة ..
"لا-لا شيء .."
اجابت مرتبكة بعدما رفع فراي رأسه ملقيا بنظرة عليها .
..
..
سانسا فاليريون: B
نقاط المودة الحالية : 70 .
الافكار الحالية : أصبح شديد الملاحظة .. لا أستطيع قراءة وجهه ..
إبتسم فراي بعد قراءته لافكار الأميرة .. وجه البوكر الخاص به اصبح متقنا لدرجة أن حتى سانسا بقدرتها الغريبة على قراءة الوجوه لم تعد تعمل عليه ..
"لست معتادة على هدوئك هذا .. هل أنت بخير ؟ لربما حدث شيء ما "
أعين سانسا السوداء الجديدة قد التقت مع تلك الخاصة بفراي الذي اجاب فورا .
"أنا بأفضل حال "
بدا مرتاحا حقا عندما قال ذلك ..
ملقيا بنظرة من حين لآخر على افكار سانسا و دانزو .
فراي لم يكذب حقا .
متقبلا لذاته .. وصل إلى نقطة لم يعد يشعر فيها بأي ضغط ولا أفكار غير ضرورية .
راميا بكل شيء خلف ظهره و مركزا فقد على ما يوجد أمامه .
أصبح فراي يعيش حياته على اكمل وجه مدركا أنها قد
تنتهي بأي لحظة .
...
...
...
لاحقا من ذلك اليوم ، خرج فراي لوحده متجولا داخل شوارع المعبد .
أصبحت التنين عليه أكثر بكثير مؤخرا بعد الزيادة المفاجئة بقوته ، لذلك تفادى القيام بأي شيء مشبوه ما جعل ايامه هادئة تماما .
لعل التموج الوحيد الذي عكر ذلك الهدوء هو الكلمات التي كتبت بواجهة النظام ..
و الأمر هنا يتعلق بالمهمة الجديدة التي تدرجت بين قائمة المهام .
*مهمة رئيسية : النجاة من المطاردة (10000 نقطة انجاز )
فراي لم يستطيع فهم المقصد من المطاردة .. لكن الجائزة لم تكن بمزحة فهي مساوية لما عرضته المهمة النهائية بالماضي ما يعني انها لم تكن سهلة اطلاقا...
"هناك عاصفة قادمة .."
هل هي من الألتراس التي توشك الحرب على الإندلاع ضدهم ؟
أم من الكنيسة التي بدأت تنعزل شيئا فشيئا عن بقية الإمبراطورية ؟
أو لربما عدو خارجي لا يراه حتى ..
تتعدد الخيارات و الخطر نفسه بكل الحالات .
...
...
...
بعيدا عن الإمبراطورية ..
بالجانب الآخر من العالم و بأحد مدن الدم الأعلى الخاصة بالألتراس ..
مكان مختلف تماما عن بقية السهول المقفرة خارج حدوده .
مدينة بلغت من التطور ما يمكن مقارنته بالعاصمة بلغراد نفسها ...
خارج سلسلة المباني و ناطحات السحاب الشاهقة تلك .. تواجدت قلعة معزولة عن بقية المدينة .
و تلك كانت المعقل الرئيسي لأحد لوردات الالتراس الاربعة .. حامل الاثير ، غافيد ليندمان .
هذا الأخير مرتديا بدلته الانيقة كالعادة بتسريحة شعره المربتة مرتديا نظارات قراءة جعلته يبدو مثل رجل نبيل ذكي واصل مراقبة الشاب من وراء حاجز زجاجي صلب وقاه من ما كان يحدث بالداخل .
القلعة اليوم لم تكن هادئة كما جرت العادة ، فصوت صراخ ذلك الشاب الذي بالكاد يمكن التعرف عليه قد ملأ أركانها ركنا ركنا ..
المقنع V حامل سيف ضوء القمر قد تخبط بعنف محتجزا وسط بحر من النار السوداء التي واصلت ابتلاعه حارقة اياه من الداخل و الخارج .
أمام ذلك النوع من العذاب فيني لم يستطع القيام بشيء سوى الصراخ إلى أن اختفى صوته تدريجيا .
الحالة المزرية التي بلغها قد أثبتت مقدار الوقت الذي قضاه الشاب داخل ذلك الجحيم الأسود .
غافيد ليندمان قد راقب كل ذلك بدون أي عاطفة تذكر منتظرا الحصول على النتيجة النهائية التي ارادها .
"كم أنت قاسي يا ليندمان"
جاء صوت ثالث من ركن مظلم جعل أعين غافيد التي لم تركز سوى على V تتدحرج ناحية مصدر الصوت .
من زاوية مظلمة .. خرج رجل دخيل ضخم الجثة بابتسامة مرعبة على وجهه ..
الضمادات السوداء قد غطت جسده بالكامل من الأسفل الى الاعلى مخفية ما تواجد تحتها .. لكنها لم تنجح قط باخفاء تلك الأعين الحمراء ...
"غفارديول ... "
بحذر استدار غافيد ليندمان واضعا يده فوق مقبض سيفه .
"أتتخذ وضعيتك هذه ضد مجرد إيمبيريل ايها اللورد العظيم ؟ "
سخر غفارديول بضحكة بدت اشبه بهسهسة الافاعي بينما لم يتأثر غافيد بكلماته ..
"مالذي جاء بك ؟"
"جئتك اليوم كرسول .. لإخبارك أن العملية ستبدأ قريبا "
"هل قطعت كل هذه المسافة من أجل هذا فحسب ؟"
بالعادة كان غافيد ليندمان سيركل غفارديول خارجا بسرعة .. لكنه إلتزم الحذر هذه المرة بعدما شعر بالهالة المتفجرة لغفارديول . الهالة التي كانت مساوية له هو الذي بلغ الفئة SS .
"مما سمعت ، فقد ظهر كازيس فاليريون التالي داخل الإمبراطورية" قال غفارديول ملقيا بنظرة على V الذي كان يعاني خلف الحاجز .
"أنا ملم بذلك " اجاب ليندمان باختصار بينما واصل غفارديول .
"كما أن آبراهام ستارلايت الجديد قد ظهر هو الآخر "
"..."
لم يقل غافيد أي شيء ..
ٱما غفارديول الذي يفترض بتلك الاخبار أن تكون سيئة له .. فلم ينزعج اطلاقا .. بل بالأحرى كان متحمسا .
كلاهما فكرا بنفس الشيء ..
'سنو ليونهارت و فراي ستارلايت ؟ لا تهم إمكانياتهم طالما يتم قتلهم بمهدهم .'
"لكن كم هو أمر مؤسف .. الإيمبيريل الخاص بك لا يستطيع دخول هيلموند هيهي "
ضحك غفارديول ساخرا بينما استعرض هالته ..
هالة مقاتل في الفئة SS .
غافيد ضيق عينيه بالوحش الماثل امامه .
ببلوغه الفئة SS أصبح غفارديول بمستوى اللوردات و الهولو بالفعل معلنا انه الامبيريل الاقوى .
و كل ذلك يعود لسبب واحد يكمن بذلك القرن الذي تواجد بمؤخرة رأسه .
غفارديول و كأنه قرأ أفكار ليندمان .. ترك رسالة معينة فوق طاولة قريبة قبل أن يغرق ببطء داخل ظله .
"فلا تحزن كثيرا ايها اللورد العجوز ، لقد صنعنا من مواد مختلفة... هذا كل شيء "
تاركا كلماته تلك .. اختفى غفارديول تماما .
"شيطان لعين .."
لعن غافيد ليندمان قبل أن يمسك بالرسالة واضعا اياها داخل معطفه قبل أن بعود ل V ..
غفارديول كان ولازال علامة استفهام كبيرة ، فقوته التي زادت بسرعة مهولة قد تركت علامات استفهام كبيرة ..
فمنذ اقل من سنة واحدة هو كان S فحسب .. فكيف اخترق بهذه السرعة ؟
الجواب يكمن بحقيقة انه نصف شيطان و نصف بشري ..
هجين ..
هيلموند هي عالم الشياطين و كوكبهم الأم .. البشر دون الفئة SSS لن يستطيعوا النجاة هناك و لو لدقيقة .
لكن الأمر يختلف بالنسبة لمن لديهم دم شيطان .
و هنا كانت النقطة الحاسمة ..
على غرار لوندور .. فالوقت هناك في هيلموند يمر بشكل مغاير تماما .
"الإمبراطورية ستخسر هذه المرة .."
قال غافيد بوجه فارغ
.
لماذا ؟
"فالختم الذي يفتخرون به .. قد تحطم منذ وقت طويل .."
الحاجز الذي تركه كازيس فاليريون.. تحطم لقطع بالفعل .
بعبارة أخرى .. لم يعد هنالك مهرب بعد الآن .. الأرض حرفيا قد عادت أمام فم الوحش .
و هذا ما إستغله غفارديول الذي تدرب بهيلموند لوقت طويل قبل أن يعود للأرض.. مخترقا الفئة SS ..
معلنا أن اهوال حرب حدثت قبل أكثر من 300 سنة .. قد تتكرر قريبا جدا ..
...
...
...
اليوم 29 من تحدي 30 يوم اللعين.
بقي يوم واحد فقط ..
روابط الدعم بالاسفل .