188 - الرقص على أنغام الشيطان

-منظور فراي ستارلايت-

أتساءل متى بدأ الأمر ؟

نقطة التحول التي غيرت كل شيء و عبثت بمصير البشر قاطبة ..

أفترض أن الأمر بدأ عندما عاد فينيكس رفقة الامير و غوست بعد 7 ساعات كاملة قضاها ثلاثتهم يستكشفون المدينة المعزولة التي وجدناها سابقا .

بمجرد وصولهم ، أخبرنا فينيكس عن مدينة الاشباح التي لم تسكنها أي نفس بشرية .. و كيف تم إفراغها قبل وصولنا .

الخبر السيء كان حقيقة أن مدينة بذلك الحجم لم تحتوي على اي شيء مفيد يذكر قد يساعد مجموعتنا على النجاة فوق أرض الألتراس الجهنمية ..

لكن الامر لم يكن بدون معنى بشكل كامل بحيث أننا قررنا المكوث داخل تلك المدينة بالوقت الحالي ، فعلى ما يبدو أحد المباني قد احتوى على بعض الاسرة و على الملابس النظيفة على الأقل ..

الاستقرار داخل المدينة لبعض الوقت لم يكن بالفكرة السيئة بحيث أنها كانت منطقة مغلقة تماما ما يتيح لنا الرد في حال حدوث أي شيء غير متوقع ..

هذا ما قرره فينيكس بالوقت حالي و هنا انتهى تقريره ..

لكن لسبب ما .. تعابير وجهه الكئيبة قد اثارت علامات استفهام عديدة ، و كأنه قد رأى شيئا لم يكن يجب عليه رؤيته .. شيء مأساوي قادر على جعله يصنع وجها كهذا .

فينيكس قرر اخفاء الأمر رفقة غوست و الامير من أجل تفادي تحطيم الحالة المعنوية للمجموعة أكثر مما هي محطمة بالفعل .

لكن و لسوء حظه ، فقد رأيت كل شيء بالفعل ..

مستعملا قدرة منظور اللاعب الثالث و مستفيدا من نقاط مودة غوست التي بلغت 50 بالفعل .. كنت اتجول معهم منذ البداية دون أن يعلموا بذلك .

و هذا ما جعلني ارى ما رأوه ..

عقود الجيل الثالث ، شياطين .. و حقيقة أن الختم قد كسر بالفعل ..

مدركا لكل تلك الحقائق المروعة ، أخفيت الأمر ببراعة تحت تعابير وجهي الباردة .. لكن عميقا بالداخل ، كنت مرتبكا بدوري ..

لم تكن مسألة التهجين و البوابات التي فتحت من جديد هي المشكلة ، فأنا أعلم عن هذه الأشياء منذ وقت طويل بما أنني كتبت عنها ذات يوم ..

المشكلة كانت بالتوقيت ..

إنهم مبكرون .. مبكرون جدا بشكل مرعب ..

هذه اشياء لا يفترض أن تظهر إلا بعد نهاية الحرب القادمة ضد الألتراس ، اي بعد عدة سنوات من الآن..

لكن بطريقة ما ، انتهى بنا الأمر إلى القفز بالاحداث كثيرا لدرجة بلوغ مرحلة فتح البوابات بالفعل .

على هذا المنوال ، هذه لم تعد حربا ، بل لعبة قمار .

لعبة سنضطر فيها لرفع ايادينا و الدعاء .. أن لا يخرج شيء مروع من تلك البوابات التي فتحت مرة أخرى ..

كيف لا و أي شيطان من المقاعد ال 15 الاعلى يكفي لابادة كل قوات الامبراطورية بمفرده ؟

لا خيار امامنا سوى التمني أن لا تكون الأرض .. الكوكب الصغير الذي يقع بنهاية العالم جذابا لهم .

على أي حال .. سرحت بافكاري كثيرا لدرجة أنني لم استعد نفسي إلا بعد بلوغ سور المدينة الفارغ ..

فينيكس توقف عن عمد فوق الاسوار..

"فاليذهب الجميع إلى مركز المدينة و احصلوا على قسط من الراحة .."

"ماذا عنك ؟"

سأل اخوة الصنلايت الذين ظلوا ملتصقين بفينيكس طوال الوقت معربين عن رغبتهم بالبقاء قريبين منه قدر الامكان ..

"سأبقى هنا فوق السور في حال حدوث شيء ما "

"إذا سنبقى معك !"

رفع فينيكس حاجبا و هو ينظر إلى كل من ايفان و سكاريت اللذان ارادا البقاء معه ..

من الواضح انهما سيكونان مجرد اوزان ثقيلة تبطؤه ، لكنه لم يستطع رفض ابناء عمه لسبب ما .

"لا انصحكما بالبقاء معي هنا ، لكنني لن امنعكما .. "

بمجرد رؤية الطريقة التي عاملهما بها ، كان من السهل استنتاج وجود شيء ما بين افراد عائلة الصنلايت ..

لكن ذلك لم يكن مهما بالوقت الحالي .

"أمتأكد من هذا ؟ أستاذ فينيكس .. أنت بوضوح الاقوى بهذه المجموعة إذا اتى الوقت و لم تكن بافضل حالاتك فستكون كارثة "

تولي الحراسة بمفرده و عدم الحصول و لو على القليل من النوم قد يكون قرارا سيئا..

لكن فينيكس هز راسه باصرار .

"لا بأس ، لا تستخف بحيوية مستيقظ من الفئة SS .. أستطيع الاستمرار لاسبوع بهذه الحال قبل أن تنفذ طاقتي ! "

رده جعلني غير قادر على قول أي كلمة اضافية .

فينيكس كان ينوي حقا أخذ كل شيء حتى النهاية ..

يمكنني رؤية الراحة تظهر بشكل جلي على وجوه بعض الطلاب الذي اعتمدوا عليه بشكل كامل .

لكن ذلك لم يكن بالأمر الجيد ، هذه الأرض واسعة و العدو يحيط بنا من كل مكان .. ماذا سيحدث لو تم فصل فينيكس عنا بطريقة ما ؟

تلك ستكون النهاية للكثيرين ..

اردت قول شيء ما بهذا الصدد ، لكنني سرعانما إلتزمت الصمت نظرا لوضعي المتذبذب داخل المجموعة ..

بالتالي ، قررت المضي قدما فحسب بالوقت الحالي .

...

...

...

بعد تركنا لفينيكس و أبناء عمومته ، اتجه بقيتنا نحو مركز المدينة .. المبنى الاداري الذي وجدوا به الجثث تحديدا .

كان الامر مثيرا للسخرية ، كيف أننا سننام بنفس المكان الذي تواجدت به كل تلك الجثث بالاسفل .

لكن فينيكس حرق كل الجثث بالاسفل لذلك لم تكن هنالك من طريقة لايجاد أي دليل على وجودهم ..

"يوجد ماء نظيف ، اغطية و اسرة بهذا المكان .. فاليختر الجميع ما يناسبه و يخدم نفسه بنفسه "

قال غوست باختصار بعدما ارشدنا إلى المكان الصحيح .

بمجرد أن تأكد الجميع من كلامه بدأوا على الفور يثيرون الضجيج بشأن الامر و السعادة تملؤ وجوههم ..

ماء للاستحمام ، و مكان نظيف للنوم .. حقيقة انهم لن يضطروا للمبيت بالخارج كانت مفرحة جدا لهم ، خصوصا الفتيات.

"مالذي يثيرون كل هذه الضجة من اجله ؟ نحن بالكاد انهينا يومنا الأول هنا "

أومأت موافقا دانزو على ما قاله ، لم يكن من الواقعي المبالغة لهذه الدرجة من أجل يوم واحد .

"أحقا هؤلاء الاطفال هم النخبة التي تعتمد عليهم البشرية ؟!"

واصل دانزو التذمر ما جعلني اضحك لا اراديا .

"أنا و انت بمثل عمرهم كما تعلم "

"انظر الى هذه "

اشار دانزو للعضلة ذات الرأسين اللتان كانتا اشبه بعبوات اللحم فوق ذراعيه ، اضافة لعضلة الصدر و البطن و جسده الضخم ..

"أتشبِه هذه القوة الضاربة باولئك الحمقى ؟"

"..."

لم اعرف ما أقول.. دانزو كان يملك وجهة نظر فشعره الرمادي و بشرته الشاحبة بالاضافة الى كل تلك الندوب ..كلها اموره جعلته يبدو اكبر سنا ..

"معك حق .. أنت تبدو أكبر من فينيكس نفسه يا صديقي العزيز "

رغم أنه لم يكن الوحيد ، فدايمن الذي تجرد من ملابسه امام الجميع من أجل الاستحمام لم يكن اقل شأنا .. ولا راغنا المنعزل ..

"مازلت قادرا على اعطاء المزيد"

شد دانزو قبضته بينما تصلبت تعابير وجهه .

"هل هنالك ما يشغل بالك ؟"

تفاجأ دانزو من سؤالي للحظة قبل ان يتنهد ..

"هل من السهل قراءتي لهذه الدرجة ؟"

"ابدا .. لكنني أمضيت معك ما يكفي من الوقت لاعرف هذا القدر على الأقل"

بعد سنتين كاملتين .. لم يعد من الصعب علي فهم دانزو دون الحاجة لنظام المودة حتى .

دانزو جلس متكئا على الحائط بجانبي بينما حدق بالسقف ..

"الأمر لا يستحق أن اتحدث عنه حقا .. أنا فقط .. "

فتح دانزو راحة يده لتتشكل الاورا حولها على هياة رمز تنين فضي دائري ..

"بالكاد تمكنت من الصمود بالمعركة الاخيرة .. رغم أن خصومنا كانوا ضعفاء إلا أن الدرع قد استنزفني بالكامل .. مقارنة بي ، دايمن فاليريون لم يذرف قطرة عرق واحدة "

صر دانزو اسنانه طاحنا اياها بينما صرح برغبته المكبوتة ..

"أريد أن أصبح أقوى"

"أنت قوي بالفعل"

"هيه ... لا أريد سماع هذا منك ايها العبقري"

" عبقري .."

رددت الكلمة بهدوء مستوعبا أن نظرة الآخرين لي قد تغيرت كثيرا ..

"هل حقا ابدوا كواحد ؟"

سألت دون وعي بينما اجاب دانزو .

"أجل ، أنت عبقري لا يستطيع مجرد موهوب مثلي سوى محاولة اللحاق به "..

كان لكلام دانزو عدة معاني .. و ليس مجرد كلام فارغ ..

دانزو هو أكثر شخص اعرفه بذل مجهودا بحياته .. تدرب ليل نهار و حاول صقل نفسه قدر الامكان ..

لكن رغم ذلك .. كثيرا ما يتم تخطيه من قبل أشخاص اخرين يندرجون تحت مفهوم العبقري ..

عباقرة ولدوا بقدرات هائلة تجعلهم يتخطون الموهوبين امثال دانزو بجهد أقل بكثير ..

أفترض أنني بطريقة ما بدأت أندرج تحت مسمى العبقري ..

لكنني لم أحب أن يتم مناداتي بتلك الكلمة .. بعد كل شيء ما هذه القوة التي أبهرت الاخرين دوما إلا شيء مستعار ..

دون وعي مني .. تحسست قناع النايملس المظلم الذي اخفيه داخل ملابسي ..

أنا الذي يستعير قوة ليست ملكه من الأساس ، و دانزو الذي بنى قوته من ال 0 بمجهوده الخاص ..

لم أكن أملك الحق لاسمي نفسي بالعبقري امامه ..

"لكنني لن استسلم !"

متجاهلا اياي انا الذي غرقت بافكاري مرة أخرى ، نهض دانزو من جديد باعين مشتعلة ..

"إذا لم يكن ما اقوم به كافيا .. إذا ساضاعف الجهد الذي ابذله فحسب !"

للحظة .. وقفت مندهشا منه و الطريقة التي يستطيع بها المضي قدما دوما ..

بموهبة قد لا تجعله يصل الفئة SS حتى ... لا يزال يريد النضال و مجابهة العباقرة من امثال دايمن فاليريون الذي ولد بكل شيء ..

من هذه الناحية ... وجدت نفسي معجبا حقا به ..

"أنت رائع حقا يا رجل .."

"لا داعي لتخبرني بذلك فأنا أعلم بالفعل"

بابتسامة .. انضممت إليه بطريقنا ناحية مرشات الاستحمام .. كنت سعيدا حقا بوجود شخص مثله بجانبي كصديق .. وجوده انقذني بأكثر من طريقة .

...

...

...

حل الليل .. بقي فينيكس فوق الاسوار يحرسها ، اما بقية الطلاب فقد توزعوا بشكل عشوائي داخل طوابق مبنى الادارة الغريب آخذين غرفا لانفسهم ..

كان المكان هادئا تماما .. و مظلما جدا ..

بينما كان الجميع نياما ، تم كسر الصمت عبر صوت خطوات احدهم داخل الرواق المظلم ..

خطوة بخطوة .. تقدم شاب ارتدى جلبابا اسود ممسكا بالحائط بينما سعل من وقت لآخر ..

الشاب بشعره الاصفر ... الساحر اكزيفير آدمز و بوجه شاحب سار بهدوء واضعا هدفا معينا بين عينيه ..

"اللعنة عليك .."

الساحر الشاب .. ممسكا بالجدار بجانبه بيد ، و صدره المنكمش بيد أخرى بدا و كأنه يعاني حقا ..

"أنا ألعنك "

واصل اكزيفير اللعن قبل ان تنتابه نوبة من السعال الحاد التي جعلته يتقيأ كل ما تواجد داخل معدته إضافة الى دمه الذي بهث لونه الأحمر تماما ..

"اللعنة عليك .."

بوجه شاحب .. حاول اكزيفير المواصلة .

"ما الأمر ؟ .. اكزيفير ؟"

توقف الساحر الشاب على الفور عندما قاطعه صوت مألوف جعله بقمة الغضب ..

الكلمات الاخيرة صدرت من شاب آخر وقف بنهاية الرواق الظلم ينظر إلى اكزيفير باعينه الذهبية التي اضاءت بشدة ...

"هل كنت تبحث عني ؟"

"ايغون ! ارغغ"

صرخ اكزيفير باسم إيغون قبل أن يسقط من جديد متقيئا الدم غير قادر حتى على الكلام بشكل صحيح ..

"ما الأمر اكزيفير ؟ لطالما اعتقدتك شخصا قذرا لكن أن تتقيأ أحشاءك امامي هكذا ؟ ياللقذارة هيهيهي "

ضحك الامير ساخرا و كأنه توقع قدوم ايكزيفير اليه ..

هذا الأخير تقيأ الدم بغزارة بينما شحبت عيناه الضبابيتان اللتان لم تعودا قادرتين على النظر إلى إيغون بشكل صحيح بعد الآن..

صوت سعاله تسبب بالكثير من الضجيج ما جعل باقي طلاب النخبة ياتون مسرعين ..

تم اشعال الاضواء على الفور ما كشف عن منظر الساحر المنزري الذي واصل التقيؤ و اعينه لا تزال على إيغون بينما واصل محاولة قول شيء ما ..

"ايكزيفير!!"

ركضت سيلينا اولا متبوعة بايميليا ثم باقي الطلاب الآخرين ..

"مالذي يجري له ؟ لماذا هو هكذا ؟!"

صرخت سيلينا و هي ترى العروق السوداء تتلوى تحت جلد ايكزيفير بالاضافة الى الدم الذي تقيأه ..

على الفور تدخلت ايميليا ممزقة ملابس ايكزيفير كاشفة عن صدره .. و هنا كانت الصدمة ..

صدر الساحر الشاب تحول الى الاسود تماما بينما تعفن الجرح بشدة مصدرا قيحا اسود اللون ..

"ماهذا ؟! أنا واثقة أنني عالجته !"

تلك كانت اثار العضة التي تعرض لها اكزيفير بوقت سابق من طرف احد البشر المتحولين .

يفترض ان القوة المقدسة قد طهرت الجرح بالكامل .. لكنه بطريقة ما و بأقل من يوم اصبح بحالة اسوء ..

بدأت ايميليا تصب قوتها المقدسة على الفور محاولة علاجها ، لكن وجهها اظلم تدريجيا عندما لم تستطع علاج الاصابة مهما حاولت ..

"مالذي يجري..؟"

مهما حقنت من القوة المقدسة.. لم يحدث شيء .

و هنا تدخل الامير ..

"لا فائدة .. فقد تسرب الدم الشيطاني الى قلبه من تلك العضة .. هي مجرد مسألة وقت قبل أن يصبح مثل البشر المتحولين الآخرين"

"دم شيطاني ؟"

"مستحيل! لابد من طريقة لانقاذه !"

صرخت سيلينا على إيغون على الفور ، ما جعله يهز اكتافه ..

"سيكون من دواعي سروري أن أسمعك تخبريننا بتلك الطريقة "

لم تستطع سيلينا الاجابة ، لكن ايميليا بتعبير حازم واصلت صب القوة المقدسة رافضة الاستسلام ..

سنو هو الآخر تدخل مستدعيا سيف الفيرميثار.

"سيفي يحمل كمية هائلة من القوة المقدسة بداخله .. قد يساعدك "

أومأت ايميليا بينما واصلت العلاج بينما اضاءت قوتها رفقة سنو المكان بأكمله ..

كانت قوتهم شديدة لدرجة أن الجميع قد احس بالتعب و الارهاق يذهب بعيدا بينما شفيت أصغر الجروح ببقايا تلك القوة .. الجميع ما عدا ايكزيفير نفسه .

فالقوة المقدسة مضادة للقوة الشيطانية .. لا الدم ..

أعين الساحر ظلت مركزة على إيغون..

مغمورا بضوء ايميليا .. تذكر الساحر الشاب كل المآسي التي خاضها حتى الآن .

عاش ايكزيفير طفولته بسعادة مغمورا بحب والديه .. ثم اكتشف لاحقا موهبته الفائقة بالسحر ما جعله يبرز بين اقرانه و يتم ارساله إلى المعبد .

هناك التقى بالكثير من الاصدقاء الذين كانوا كأخوة له.. حياته كانت سعيدة حقا ، لكن كل شيء قد انقلب منذ خيانة كاي لوك و وقوعهم بيد الامير الشيطاني .. إيغون فاليريون .

هذا الأخير مهددا إياهم بآبائهم أعطاهم مهمة اكتشاف الشخص الذي خرب خططه ..

الشخص الذي أتم تلك المهمة كان سيلينا ، بالتالي تمكنت من إنقاذ والديها ..

لكن ماذا عن ايكزيفير ؟ ..

إيغون لم يكن رحيما به .. الامير قرر معاقبته .

لكنه لم يكن غبيا ليقتل كلا والديه متخلصا من كل اوراقه التي ضغط بها على اكيزيفير ..

بالتالي مارس الامير الاعيبه المعتادة ، و قرر قتل أحد والديه ..

لا يزال ايكزيفير يتذكر ذلك اليوم ..

مكمما و مربوطا بكرسي خشبي ، جاءه إيغون بابتسامته المعتادة بينما جر الحراس كلا والديه الحبيبين ..

"ايكزيفير اوه ايكزيفير .. لقد خذلتني حقا هذه المرة .."

لقد فشل .. لذلك كان يجب أن يعاقب بطبيعة الحال ...

الساحر الشاب ارتعد خوفا يومها .. قلقا من أن يقتل إيغون والديه ..

لكن الامير لم يكن سويا بما يكفي ليقتلهما مباشرة ..

"لنلعب لعبة ! ايكزيفير !"

هكذا سماها .. لعبة .

"الآن أنا سأقتل أحد والديك ، و اترك الآخر يعيش "

قال إيغون جملته بمرح غير آبه باكزيفير الذي حاول الانقضاض عليه من على كرسيه إلى أن وقع من مكانه .

"يالك من وقح يا اكيزيفير.. دعني انهي كلامي!"

بركلة سريعة اعاده إيغون إلى مكانه ..

"كما كنت أقول ، سأقتل أحد والديك .. لكنني محتار ايهما يجب أن اقتل .."

امسك إيغون بكلا والدي ايكزيفير على حدة و هما يرتجفان بين يديه ..

"لذلك قررت أن أجعلك الشخص الذي يختار .. ايكزيفير.."

بجركة سريعة من يده ازال إيغون الكمامة من على فم الساحر المرعوب ..

"م-ماذا ؟"

كانت تلك هي أول كلمة سألها ايكزيفير مصدوما بمجرد تحريره من الكمامة ، أما إيغون فقد انفجر ضاحكا بينما صرخ .

"إختر ! ايكزيفير! من يموت ؟! و من يعيش ؟!!"

سحب إيغون سكينا رفيعا متلاعبا به بمهارة واضعا اياه تارة على عنق والدته ، و تارة أخرى على رقبة والده .

"إختر !!"

صرخ إيغون بجنون بينما بكى ايكزيفير..

"لا تقتلهما ! ارجوك !! اقتلني أنا بدلا منهم !"

ناشد الساحر الامير لكن هذا الأخير هز رأسه بخيبة امل .

"ليس هكذا يتم لعب الالعاب .. ايكزيفير .. يجب أن تختار !"

اقترب إيغون ممسكا به من رقبته بينما صرخ بجنون .

"إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! "

"ارجوك .. توقف .. لماذا تفعل هذا بي ؟ اقتلني انا ! ارجوك !"

"إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! إختر! "

وسط صراخ إيغون و ضحكه .. و دموع ايكزيفير و معاناته ..

رسمت لوحة سوداوية راح ضيحتها بشر لم يفعلوا شيئا بحياتهم سوى العيش بسلام ..

بعد عدة دقائق من الجنون التام .. هدأ إيغون أخيرا بعدما فقد كل حماسه و أصابه الملل ..

"لا تريد أن تختار إذا هاه ؟"

"أقتلني .."

"فهمت "

تراجع إيغون بخطوات سريعة ليستقر خلف والد ايكزيفير ممسكا به من رقبته و ساحبا رأسه إلى الخلف ..

بابتسامة مرعبة ، مرر إيغون السكين على رقبة والد ايكزيفير لتنفجر نافورة الدم صابغة وجه اكزيفير بالأحمر ..

صرخت الأم باكية على زوجها ، بينما تجمد ايكزيفير غير قادر على فهم ما كان يحدث ..

باشارة من يده .. دخل على الفور الحراس ساحبين جثة الوالد الميت و اخذين ام ايكزيفير بعيدا ما ترك الساحر الشاب و الامير بمفردهم .

"تذكر جيدا .. ايكزيفير ، أنا لا أحب الفاشلين .."

ربت إيغون على رأس الساحر المصدوم بينما تمتم بجانب اذنه .

"اياك و الفشل مرة أخرى ، فمن يدري ما قد يصيب امك المسكينة .. اتفهمني ؟"

مات والده امامه .. لكنه لم يستطع فعل شيء اطلاقا فأمه كانت لا تزال بين يدي إيغون.

أمام الامير .. أحس الساحر المسكين باليأس الحقيقي .

و بآخر لحظات حياته.. هاهو يستلقي بلا حول ولا قوة بينما ضحك عليه الامير الذي قتل أحد والديه و أخذ الآخر رهينة ..

تحسر ايكزيفير متأسفا على حياته البائسة ..

' لم أعش حياة افخر بها .. و لم أحقق أي شيء يجعلني افخر بنفسي '

لم يعد قادرا على الكلام بعد الآن بعدما ملأ الدم و القيؤ حلقه ..

'تسببت بغباء بموت والدي ، و تركت امي بفم وحش اسوء من الشيطان ..'

لقد فشل بهذه الحياة .. فشل تماما ..

'قتلت والدي .. لذلك سألعنك '

'أبكيت والدتي جاعلا اياها أرملة الزمن .. لذلك سألعنك '

'دمرت حياتي .. عذبتني .. قتلتني .. لذلك سألعنك '

متجاهلا الكل من حوله ..

رفع ايكزيفير يده نحو إيغون باعين ميتة مجمعا كل سحره ..

كل قوته ، جوارحه .. و معاناته ..

كل شيء.. صبه بتعويذة واحدة .. لعنة مشؤومة شحذها طيلة هذا الوقت .. فقط من أجل هذه اللحظة .

'أنا ألعنك !!'

اخر قوة إمتلكها بحياته .. أطلقها على شكل لعنة قاتلة مستهدفا بها قلب الامير الشيطان ..

السحر كان عديم اللون .. و لم ينتبه له أحد .

لكن إيغون شعر بالسهم يصيب قلبه ما جعل تعابير وجهه تتجمد للحظة متفاجئا بنظال ايكزيفير الأخير.

كانت هذه لعنة قاتلة ..

لعنة لا يمكن ازالتها إلا بواسطة السحرة نفسهم ، هنا منعزلين عن العالم لم تكن هنالك من طريقة لايغون لكي ينجو فلا شخص ينقذه .

'على الأقل .. سآخذه معي '

هذه كانت افكار ايكزيفير .. بموت الامير ستتحرر والدته و صديقته سيلينا أخيرا من قبضة إيغون.

لافظا أنفاسه الأخيرة .. القى ايكزيفير بنظرة أخيرة على الامير ..

أراد أن يراه مرعوبا .. خائفا من الموت .. اراد أن يذيقه بعضا من المعاناة التي جعله يعيشها حتى الآن ..

أن يحطم ذلك الامير المتعجرف الذي ظن العالم كله يسير كما يريد هو .

لكن الواقع لم يكن رحيما باكيزيفير .. حتى النهاية ..

فما رآه لم يكن لا غضب الامير .. و لا خوفه .

بل نفس تلك الضحكة الشيطانية التي رمقه بها ذات يوم لما قتل والده .

في تلك اللحظة .. رأى ايكزيفير لعنته القوية و هي تتحطم إلى قطع عاجزة عن الفتك بقلب إيغون الذي تمكن بطريقة ما من صد اللعنة بسهولة ..

منصدما مما رآه .. واصل الساحر المسكين التحديق بايغون الذي حرك شفتيه دون أن يخرج أي صوت لكي لا يسمعه الآخرون..

لكن ايكزيفير فهمه جيدا بما أنه كان يحدق بشفتيه ..

"سأعتني بها جيدا .. أمك "

ا

نفتحت اعين الساحر المسكين على مصرعيهما ..قبل أن تعود تدريجيا إلى حالتها الطبيعية بعدما أصبحت فارغة تماما ..

إنطفأ ضوء القوة المقدسة بعدما لم يعد هنالك داعي لها بعد الآن بينما ابتعد الجميع عن اكيزيفير الذي رقدت جثته الباردة ارضا ..

بأعين فارغة .. واصل التحديق بالفراغ و تعبير متألم على وجهه أثبت أنه لم يحصل على الخلاص حتى بمماته ..

بتلك الطريقة .. و بين طلاب النخبة الآخرين .

مات اكيزيفير آدمز متأثرا بإصابته السابقة .. معلنا عن سقوط الروح الأولى ..

عدد الطلاب المتبقين : 20 .

...

...

...

لمن يريد دعم الرواية ماديا :

Paypal: mohamedmazino134@gmail.com

كل 5 دولار تصل = نزول فصل جديد على الفور باليوم الموالي ..

اراكم الفصل القادم ..

2024/12/03 · 201 مشاهدة · 3273 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2024