- حفلة الشاي -
كان من المثير للسخرية كيف تواجدت حديقة بديعة زينتها الورود بمختلف الأشكال و الانواع وسط قارة ماتت أراضيها و أضحت مجرد صحراء مقفرة .
لطالما كانت حديقة الساحرة علامة استفهام فارقة ، و مكانا يحلم به معظم البشر داخل قارة الالتراس .
لكن قلة هم الذين سمحت لهم بياتريس بالدخول .
من بينهم ، العجوز سايمن كان أكثر من زارها بفضل إهتماماتهم المشتركة التي جعلتهما قادرين على الجلوس لساعات طويلة دون ملل يتحدثون عنها .
سايمن جالسا أمام طاولة اللعب الخاصة ببياتريس قد ظل ينتظر طوال الوقت و لم يغادر مكانه قط ..
بقي وجهه ثابتا مغمضا عينيه و كأنه بانتظار شيء ما ..
و لحسن حظه ، إنتظاره لم يطل كثيرا ..
صنع سايمن ابتسامة بينما فتح أعينه لينظر إلى السيدة ذات الشعر الأسود الطويل و البشرة البيضاء التي جلست امامه مرتدية فستانا انيقا باللون الأسود و الارجواني ..
بدت منزعجة جدا عندما حدقت به بأعينها البنفسجية..
"حسنا حسنا ، ماذا لدينا هنا ؟ كيكيكي .. يبدو أن أحدهم قد فشل فشلا ذريعا "
سخر سايمن من بياتريس التي إتكأت على يد واحدة فوق الطاولة بينما نظرت بعيدا عابسة .
"لا ، لقد نجحت الخطة بشكل مثالي ."
"هوه ؟ إذا لماذا لم تأتي بجسدك الآخر ؟ أليس المفضل عندك ؟"
"..."
ظلت بياتريس ساكتة بينما إحمر وجهها تدريجيا مبعدة وجهها أكثر و أكثر .
"قت..."
تمتمت بيارتيس بكلمات غير مفهومة تحت انفاسها غير راغبة بأن يسمع أحد ما قالته .
"تكلمي بصوت عالي يامرأة ، تعلمين أن سمعي ضعيف "
"قُتلت ."
"أعلى "
ضغط سايمن أكثر ما دفع بياتريس لتنفجر بوجهه .
"قُتلت ! ماتت تلك النسخة اللعينة ! هل أنت سعيد الآن !؟"
"كيكيكيكي .. هذا غير متوقع حقا أن تخسر عزيزتنا بياتريس بعد كل ذلك التباهي و الخطط المثالية "
"لم أخسر .. اللعبة لاتزال مستمرة "
ضحك سايمن مستغلا الفرصة للسخرية من بيارتيس فمثل هذه الفرص لا تأتي إلا مرة بالعمر ..
"أتساءل بشأن ذلك ... إذا من فعلها ؟ هل هو فينيكس ؟ لست مستغربا فهو قوي جدا و يستطيع الفوز ضد معظم اللوردات و الهولو "
"لم يكن فينيكس "
صرحت بياتريس بأن الخصم الذي هزمها لم يكن معجزة عائلة الصنلايت ما جعل مانوس يتوقف عن الكلام محدقا بها مع بعض المفاجأة على وجهه ..
"أتخبرينني أنكِ خسرت أمام احد أطفال الإمبراطورية ؟"
أومأت ببياتريس ..
"هذا صحيح "
تأكيدها على الامر زاد مين حيرة سايمن مانوس ..
"أعلم أن نسخ الهومونكلوس لا تستطيع القتال بنفس قوة الجسد الاصلي ، لكن أن تخسر أمام مجرد طفل .. "
"إنه ليس مجرد طفل عادي "
إبتسمت بياتريس و هي تتذكر مجريات القتال الذي جمعها بفراي ..
"إسمه فراي ستارلايت ، عندما يقاتل بكل قوته يستطيع مقارعة من هم بالفئة SS .. كما أنه يملك العديد من القدرات الغريبة "
إتكأت الساحرة على كرسيها بعدما توصلت إلى ادراك كامل للمجاهيل التي كانت تحيرها منذ بعض الوقت .
"يستطيع الغاء السحر بطريقة ما .. سحري الذي لا يستطيع أحد بهذا العالم قمعه قد إختفى تماما بمجرد إقترابي منه .. هذا بالإضافة إلى إثنين من السيوف المشتعلة و هجمات فتاكة تستطيع مسح منطقة بأكملها .."
سكتت بيارتيس لبضع ثواني بنظرة ذات مغزى قبل أن تتابع ..
"على الارجح ، هو من أوقف فخ الانتقال الآني بالسابق "
"على حد علمي ، لا وجود لطريقة يمكن بها التلاعب بمسار النقل الآني من داخل البوابة نفسها "
أومأت بياتريس على ما قاله سايمن .
"هذا ما كنت أظنه بدوري ، لكننا مخطئون على ما يبدو "
هل فعلها بأداة من نوع ما ؟
حتى لو كان ذلك صحيحا ، فلا وجود لأداة كهذه من الأساس ..
"هذا مزعج حقا ، لقد ظهرت موهبة خارقة اخرى داخل الإمبراطورية"
إذا كان قادرا على إظهار هذا المستوى بعمره الحالي ، فإلى أي مدى يمكن أن يصل الشاب المسمى فراي ستارلايت بالمستقبل ؟
لربما سيصبح كارثة من عيار آبراهام ستارلايت ..
بينما فكر سايمن بتلك الافكار المظلمة ، إنتبه إلى بياتريس التي كانت تبتسم دون وعي منها ..
"هاي .. ما خطب إبتسامتك اللعينة هذه ؟"
"آه أعذرني "
قامت بياتريس بضبط نفسها على الفور ..
"سيطر علي الحماس للحظة ، بعد كل شيء و بوجود مقاتل من عياره ستصبح اللعبة اكثر متعة !!"
ضحك مانوس فور سماعه لمنطق بياتريس الاعوج ..
"أنتِ مجنونة حقا كيكيكي"
"بل أنت الوقح "
عبست بيارتيس من جديد بينما عبثت بالعابها الموجودة فوق الطاولة ..
"لكنني خسرت الكثير اليوم ، لقد أحببت تلك الدمية كثيرا .. كانت الاجمل و الاقوى"
"إنه خطأك بالكامل ، كان عليك الذهاب بجسدك الحقيقي فحسب .. فمهما بلغت قوة الهومونكلوس فلن يستطيع استعمال اقوى تعاويذك السحرية "
بتنهيدة طويلة ، عدلت بياتريس رقعة الشطرنج الغريبة خاصتها .
"أعلم أنني كنت سأفوز لو إستعملت جسدي الحقيقي ، لكنني لن افعل"
حملت الساحرة المجنونة قطعة شطرنج على هيأة ملكة حركتها بوجه سايمن و تعبير ساخر يعتليها .
"لن أسمح لك برؤية جسدي الحقيقي مهما حاولت أيها العجوز المنحرف اللعين "
"باه ! و من يريد رؤية جسدك القذر ؟ إهتمامي كله منصب على دماك .. "
"و هذا ما يجعلك منحرفا "
تجادل سايمن و بياتريس لساعات مظهرين علاقتهم الغريبة التي لا يمكن معرفة ما إذا كانت صداقة أم شيئا آخر تماما ..
سايمن لم يجرؤ مطلقا على تعدي حدوده مع الساحرة التي لم تظهر له بشكلها الحقيقي قط ..
بعد كل شيء .. كم عدد المستيقظين الذين يستطيعون النجاة من ساحرة مستوى SS+ مثلها ؟
هذه كانت افكار الهولو ، سيد الدمى سايمن مانوس و هو ينظر إلى الساحرة اللعوبة التي لم تتحرك مطلقا سوى من أجل ارضاء أهوائها ..
و لسوء حظهم .. أصبح أطفال الإمبراطورية هم لعبتها الجديدة التي منحتها كل إهتمامها ..
...
...
...
السهول المقفرة لقارة الالتراس ..
الأرض التي جمعت كل مظاهر الحياة الادنى لارض أكلها الجوع و الموت ..
داخل تلك الأرض الملعونة و تحت جناح الليل .. كان هنالك وميض غريب لشيء إختفى مرارا و تكرارا ليظهر بمكان مختلف بكل مرة .
"خطوة الفراغ.."
واصل سنو نطق اسم مهاراته قاطعا مسافات طويلة جدا بتعبير متصلب على وجهه ..
حدثت كل شيء بسرعة لدرجة أنه لم يستطع فعل أي شيء ..
الهجوم الكاسح الذي تعرضوا له ، و إفتراقهم بشكل عشوائي داخل قارة الالتراس.
سنو أدرك بوضوح كم كان الوضع سيئا ، خصوصا بوجود حلقات ضعف داخل فصل النخبة .. أشخاص لن ينجو بمفردهم مطلقا ..
"لابد أن يكونوا بالقرب .."
مستعملا خطوة الفراغ ، واصل سنو البحث عن رفاقه دون دليل متسائلا ما إذا كانوا قد إتخذوا القرار الصحيح بذلك الوقت ..
لكنه لك يستطع فعل شيء حيال ذلك ، مواجهة كل جيش الألتراس بمفردهم لهو ضرب من الجنون و تذكرة مجانية نحو فنائهم ..
حاول بطل الكنيسة البقاء متفائلا قدر المستطاع رغم أنه كان يجري كالمجنون لساعات و لم يجد أي مظهر من مظاهر الحياة حتى الآن ، و هذا ما جعله يتساءل ما إذا كانت قارة الالتراس مجرد مكان فارغ أكثر وحشية من أراضي الكابوس..
و على ما يبدو ، ضياعه هذا لم يستمر لوقت طويل ..
بعد الانتقال آنيا عشرات المرات مرارا و تكرارا ..
توقف سنو عندما لمح و أخيرا شيئا آخر ما عدا الاراضي المقفرة ..
"خيمة ؟"
تساءل سنو و هو ينظر الى تلك الخيمة العملاقة التي ظهرت له بالافق ، محاطة بالعديد من الاعلام التي رفرفت بقوة بسبب الرياح العاتية ..
بعد الاقتراب بما يكفي ، إكتشف أنها لم تكن خيمة واحدة ، بل العشرات منها مصطفة حول بعضها البعض ما كون مدينة كاملة من الخيم الشبيهة بتلك الخاصة بالسيرك ..
محاطة بالأعلام السوداء اللون .. وجد سنو لافتة بمقدمة المكان كتب عليها اسم المدينة ..
"بلاك فلاغ ؟"
كان الإسم مناسبا نوعا ما ، لكن ما فاجأ سنو بشكل خاص هو ما رآه داخل المدينة نفسها ..
مدينة بلاك فلاغ التي كانت عرضة للرياح على الدوام قد شهدت و لأول مرة تواجد ما يمكن تسميته بالسكان ..
بشر حقيقيون احياء .. ليسوا متحولين أو مشوهين .. بل بشر تنقلوا بنشاط بين المحلات و مختلف الاماكن بين الخيم و أسوار المدينة التي لم تكن سوى انقاض متراكمة فوق بعضها البعض ..
سنو قام باخفاء نفسه على الفور بواسطة عباءة سوداء كان قد نهبها بالسابق من أحد جثث الالتراس ليتسلل ببراعة بينهم ..
أولوية سنو كانت ايجاد رفاقه الذين قد يكون أنتهى بهم الامر داخل المدينة ..
أما اذا لم ينجح ، فيستطيع على الأقل محاولة الوصول لدليل حول بوابات النقل الآني بعيدة المدى التي يستطيعون العودة بها إلى الديار .
تمكن سنو من الاندماج بسهولة بين الحشود التي ذهبت تارة و جاءت تارة أخرى ..
بدا كل شيء عاديا داخل اعينه الذهبية التي ركزت على كل صغيرة و كبيرة ، فقط مجرد سكان من البشر يعيشون حياتهم وسط القفار .
ظن سنو أنه وجد اخيرا مكانا طبيعيا داخل بؤرة الموت هذه ، رافعا آماله ..
لذلك تسلل بسرعة إلى الخيمة التي كانت أكبر من غيرها محاولا العثور على دليل ما ..
تمكن من الدخول بسهولة ، لكن أول ما إصطدم به و بمجرد دخوله المكان كان صوت الهتاف العالي الذي ظهر من العدم رفقة الاضواء القوية التي سلطت من الاعلى ..
تفاجأ سنو من الحشد الجماهيري الهائل الذي وجده بداخل الخيمة التي عزلت الصوت بشكل كامل عن الخارج بطريقة سحرية ..
كان الناس هنا كاشفين عن وجوههم عكس أولئك بالخارج نظرا لعدم وجود أي رياح أو زوابع رملية هنا ما جعله يتمعن بملامحهم بشكل افضل ..
سواءا الرجال أو النساء .. كانوا نحيلين ، ببشرة جافة و ملامح خشنة بدا و كأنهم جميعا يعانون من مرض عضال ما ..
أما تركيزهم فقد كان منصبا على النقطة المركزية التي أحاطوا بها على شكل دائرة .
هناك تواجدت حلبة ضخمة سلطت الأضواء عليها .
بداخلها حدثت معركة دموية جعلت سنو يضيق عينيه ..
إثنان من الرجال العمالقة العراة الذين لم يرتدوا أي شيء حاملين زوجا من الحراب الضخمة التي تطاحنوا بواسطتها بكل وحشية ..
العملاقان تبادلا الضربات بعنف محطمين بعضهم البعض غير آبهين للدفاع .. بل مركزين بشكل كامل على الهجوم إلى أن صبغت دماؤهم الحلبة بعنف بينما تحولوا إلى مجرد عجينة دموية متحركة من شدة الضرب ..
مع كل ضربة تبادلها العملاقان ... كانت الجماهير تهتف بصوت عالي دافعين اياهم للقتال بوحشية أكبر ..
و ماهي إلا بضعة دقائق ليسقط أحد العمالقة ارضا ميتا بعد نزال دموي مرعب .. بينما صرخ الآخر بعنف معلنا فوزه ..
بمجرد انتهاء النزال ، سلط الضوء بشكل أقوى على مركز الحلبة عندما ظهر رجل غريب يضع قناعا أسود مرتديا ملابس بدت شبيهة بتلك الخاصة بالسيرك فاتحا كلتا يديه للجمهور ..
"سيداتي سادتي ! لقد إنتهى النزال ! هل تعلمون مالذي يعنيه هذا ؟"
بمجرد أن سأل بواسطته صوته الذي ضخمه بواسطة الاورا ..
زُلزل المكان لما صرخ الحاضرون بصوت واحد ..
"وقت الطعام !!"
تزامنا مع صرختهم تلك .. رمى المقنع المقاتل الضخم الذي خسر بسهولة عاليا بالهواء .. ساحبا شفرة حادة تلاعب بها بسرعة مذهلة محولا العملاق الا قطع من اللحم التي سقطت بأماكن متفرقة من المكان بينما تهاطل دمه على شكل أمطار قرمزية ..
بمجرد سقوط تلك الاعضاء البشرية ارضا .. إنقلب المكان رأسا على عقب عندما تدافع الحاضرون فيما بينهم محاولين الحصول عليها
يد ، ساق ، أمعاء .. صدر حتى الوجه ..
تقاتل الجميع فيما بينهم محاولين التهام اطراف بشرية و كأنها وجبة فاخرة لدرجة أن البعض قاتلوا من اجلها ..
كل ذلك حدث أمام أعين سنو الذي شاهد كل شيء بوجه مظلم ..
"هذا لم يكن نزالا .."
بعد ملاحظة كل شيء داخل الحلبة .. فهم سنو ما كان يحدث أخيرا ..
"هؤلاء الناس جاؤوا هنا رغبة بالحصول على طعامهم .."
بتلك اللحظة .. علم سنو كم كان ساذجا ..
تناول اولئك الناس اللحم البشري بنهامة .. ثم بمجرد نفاذ الكمية ، تقاتلوا فيما بينهم عندما لم يستطيعوا سد جوعهم ..
سواءا رجال أو نساء ..
قاتلوا و أكلوا بعضهم البعض مثل الوحوش .
ثم عندما إنتهوا من تناول الطعام أخيرا متسخين بدمائهم الخاصة ، بدأوا يحتفلون و كأن شيئا لم يكن ..
أكلوا .. و شربوا و غنوا بسعادة و وحشية ..
حتى أنهم مارسوا الجنس فيما بينهم على العلن غير آبهين بأي شيء من حولهم .
حفاة عراة ..
و كأنهم ..
"حيوانات .."
شعر سنو باليأس من البشر لأول مرة بحياته .. مدركا أنه لن يجد أي شيء ببؤرة الفساد هذه .. إستدار مغادرا غير راغب بالنظر الى أولئك الهمج أكثر من ذلك .
لكنه توقف بمنتصف الطريق عندما رأى شيئا لم يستطع تركه يمر ..
كان بخير مع الرجال و النساء .
لكن الأمر لم ينتهي هنا ..
بمجرد محاولته الابتعاد و الخروج .. تفاجأ سنو من رؤية رجل ضخم الجثة اشبه بالخنزير يمسك بطفل بدا و كأنه لم يتجاوز السادسة من عمره طارحا اياه ارضا و مبرحا اياه ضربا ..
كان الطفل ضئيلا و منكمشا ما جعل أمر ملاحظته داخل كل ذلك الحشد امرا مستحيلا ..
صوت صراخ الطفل المعذب لم يكن مسموعا مطلقا وسط كل ذلك الضجيج و الفوضى ما تركه تحت رحمة الخنزير الذي واصل ضربه .
"هاي"
توقف الرجل السمين فجأة عندما ظهر سنو على جانبه الايمن ..
"هاه ؟ مالذي تريده ايها الوغ اررررغغغ "
بلكمة واحدة بواسطة ظهر قبضته ..
أرسل سنو الخنزير طائرا جاعلا رقبته تدور 360 درجة قاتلا اياه ..
"لقد أفسدت الأمر.. "
إنحنى سنو محاولا مساعدة الطفل .. إستطاع بطل الكنسية تجاهل كل شيء حتى الآن لكنه لم يستطع تجاهل طفل واحد ..
"هل أنت بخير ؟"
مد يده محاولا مساعدة الطفل الذي نهض بالكاد متباكيا بينما لم يغطي جسده العاري شيء سوى عباءة بيضاء متسخة ..
"ش-شكرا لك سيدي "
ماسحا دموعه و الدم من على وجهه وقف الطفل مرة أخرى بينما أومأ سنو ..
"أين عائلتك ؟"
الطفل هز رأسه على هذا السؤال ..
"لا .. لا أهل "
"لا تعلم إذا"
تنهد سنو بينما نفض الغبار و القذارة من على عباءة الصبي ..
"مالذي سأفعله معك الآن ؟ انظر إلى حالتك المزرية "
تكلم سنو متأسفا على حالة الصبي .. تواصل هذا إلى أن نفض الغبار على رمز معين رُسم و طُبع فوق العباءة البيضاء التي إرتداها الصبي ..
رمز واحد جعل الهواء نفسه يتجمد بينما أظلم وجه سنو ..
"س-سيدي ؟!"
تفاجأ الصبي خائفا من التغيير المفاجئ لسنو الذي شد عباءة الطفل بشدة ..
أعينه ركزت على رمز الحمامة التي فردت أجنحتها محلقة بحرية ..
تلك الحمامة كانت تعني الكثير لسنو .. بعد كل شيء هي موجودة على القلادة التي لم ينزعها من رقبته قط ..
"يوسيفكا .."
نطق سنو بالاسم بينما تفاجأ الصبي ..
"سيدي .. أنت تعرف عن ميتمنا ؟"
كلمات الصبي لم تزده سوى يقينا ..
"مستحيل .."
بأعين ذهبية توهجت بعنف .. نهض من مكانه مترنحا ..
"لا يفترض أن يكون هنا .."
الميتم ..
ميتم يوسيفكا الذي بحث عن لسنين طويلة داخل الإمبراطورية ..
"لماذا هو هنا عند الألتراس ؟!"
بغضب .. صر سنو على أسنانه بعدما اكتشف حقيقة صادمة ..
ذلك يعني أن اللعين إبن العاهرة هنا !
"هاي أيها الوسيم .. مالذي تفعله وحدك ؟"
غضب سنو جعله أعمى لدرجة أنه لم ينتبه لأولئك الرجال الذين أحاطوا به بالفعل ..
"أنت لست من هنا .. من أين أتيت ؟"
وضع رجل عضلي يده حول رقبة سنو العابس بينما ضحك ..
"حسنا ذلك لا يهم .. لماذا لا تأتي و تلعب معنا قليلا ؟"
"يدك "
تحدث سنو ببرود ..
"ماذا ؟"
"أبعد يدك القذرة عني "
أمام التهديد و نية القتل التي صبها الشاب الذي بدا ضعيفا .. عبس الرجل مضيقا قبضته على سنو ..
"لديك فم قذر على عكس وجهك .. سأعلمك درسا لن ..."
*بووم!*
أمام أعين الرجال الآخرين .. و الصبي الذي شاهد بأعين مفتوحة على مصرعيها ..
بضربة واحدة .. تحول الرجل العضلي إلى مجرد غبار دموي انفجر بعيدا بواسطة السيف المضيء الذي ظهر بيد سنو من العدم ..
"لم أرد أن أجلب أي أنظار قد تصعب من وضعي و وضع اصدقائي"
*بووم !*
"لكنني غيرت رأيي "
بتلويحة أخرى ..
تحول بقية الرجال إلى نفس السحابة الدموية منفجرين بعيدا ..
"ستموتون جميعا هنا !"
بحالة غضب عارم لا يرحم ..
إنقض سنو على جميع الحاضرين ..
إنقلبت حفلة المجون تلك رأسا على عقب عندما تحطمت كل الاضواء التي أضاءت المكان ، ما جعله مظلما تماما وسط صيحات الاستغراب و عدم الفهم للالتراس ..
الشيء الوحيد الذي أضاء وسط تلك العتمة .. كان سيف الفيرميثار الابيض و تلك الاعين الذهبية التي توهجت بعنف ..
سنو مزق الجميع بدون إستثناء و كأنه حاصد أرواح قد حل عليهم جميعا جالبا العقاب لهم ..
إنتشر صوت الصراخ المصحوب بالفوضى داخل المكان عندما حاول الألتراس تدارك الموقف ، لكن سنو كان اشبه بالشبح الذي مزقهم دون رحمة ..
شعر الجميع بالرعب مما حدث ما دفعهم للهرب بشكل فوضوي داهسين بعضهم البعض ..
لكن سيف الفيرميثار كان سريعا جدا بتمزيقهم مانعا اياهم من الهرب أو الرد حتى ..
صبغت الدماء الأرض باستمرار .. سنو قتل معظمهم ، اما البقية فقد دهسوا بعضهم البعض حتى الموت أثناء محاولتهم الهرب ..
سيطر الغضب على سنو بشكل كامل .. مدركا أن الرجل الذي بحث عنه ذات يوم قد أصبح قريبا منه أكثر أي وقت مضى ..
أصبح اعمى بشكل كامل منغمسا بالدم و الموت ممزقا الجميع بوقت قياسي ..
عندما أضاء المكان مرة اخرى .. كان سنو يقف وحيدا وسط الحلبة و الدماء تغمره .. محاطا بعدد مرعب من الجثث التي تم تمزيقها بعنف شديد ..
بوجه مظلم .. إبتعد غير قادر على البقاء بذلك المكان الذي أصبح مجرد بؤرة للموت ..
بتلك اللحظة .. و بين الجثث ، لمح سنو شيئا جعله يعض شفتيه بعنف ..
غضبه .. و تعطشه للدم من السابق قد جعلاه يفشل بملاحظة الطفل المسكين الذي دهسه الحشد سابقا حتى الموت عندما حاولوا الهرب ..
على الاغلب .. مات الطفل و هو يصرخ دون أن يسمعه أحد ..
"مالفرق بيني و بينه إذا ؟"
بين الخنزير الذي ضربه .. و سنو الذي جلب اجله ..
أيهما كان أسوء ؟
"اللعنة .. "
لعن سنو بينما بحث داخل القاعة ..
"أين قائدهم ؟"
المقنع من السابق ..
أراد سنو القتال و نسيان كل شيء فحسب ..
الانغماس بالدم و رمي كل شيء خلفه .. كل تلك المشاعر التي دفنها بعيدا و أوقظت مجددا ..
أراد التخلص من كل شيء .
لكن أمله خاب عندما رأى صاحب القناع ممزقا و مرميا بمكان جانبي من الحلبة ..
لقد ق
تله دون أن يدرك سابقا ..
"فقط إحترقوا بالجحيم .. "
إستعمل سنو عنصر النار ليحرق المكان بأكمله بينما غادر ببطء و الدم يملؤ جسده ..
إحترقت الخيمة الاكبر ما جعل الألتراس يلتفون حولها بهلع متفاجئين من النار التي نشبت من العدم ..
أما سنو قد غادر بهدوء من أمام الجميع دون أن يجرؤ أي منهم على الاقتراب منه ..
و كيف يفعلون أمامه هو الذي أطلق نية القتل الخانقة تلك ..
سنو بحث عن معلومات تفيده هو و رفاقه ..
لينتهي به الأمر إلى الوصول لحقيقة من نوع آخر تماما ..
...
....
.....
فصول التحدي: 4 من 50 .
سنحرق التحدي بالكامل بهذا الارك!!
للدعم المادي :
بايبال : mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي :
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم ..
اراكم الفصل القادم.