يمر الوقت بشكل سريع في العادة .

لكن الأمر كان مختلفا تماما بأراضي الالتراس القاحلة ..

خصوصا لطلاب النخبة الذين تفرقوا بشكل عشوائي داخل القارة المظلمة .

كل واحد منهم قد خاض رحلته الخاصة هنا بالجانب الآخر من العالم ..

الألتراس هي مجرد كلمة تصف أولئك المتعصبين الشيطانيين الذين خانوا البشرية ذات يوم و باعوا أرواحهم للشياطين ..

هنا ، عاش معظم البشر ذوي الدم الادنى حياة مزرية جردتهم من كل مظاهر التحضر و الكرامة تاركة إياهم يتخبطون بجنون كالكلاب .

طلاب النخبة قد إحتكوا أخيرا مع أعدائهم الازليين الذين لطالما هاجموهم .

مَن سينجو مِن بؤرة الموت هذه سيكتسب من الخبرة الكثير بكل تأكيد ، هذا في حال نجاتهم من الأساس..

فمن يدري ما ستؤول إليه لعبة الساحرة التي بدأت بالتقدم أخيرا ؟

من بينهم ... و بليلة زينها القمر الذي برز أخيرا بعدما إنقشعت الغيوم ..

بمكان منعزل من أرض الموت .. جالسا فوق كومة من الجثث الدامية التي قطعت و مزقت أوصالها ..

نظف الامير المارق نصله الملطخ بالدم الأسود و الأحمر على حد سواء بنفس ابتسامته المعتادة .

إيغون و بمجرد نقله عشوائيا سابقا وجد نفسه بين كتيبة من البشر المتحولين الذين حاولوا تمزيق لحمه على الفور ، لكنه تمكن من قتلهم جميعا بسهولة .

الامير لم يغادر مكانه مطلقا ، بل إستمر هناك جالسا لساعات و كأنه ينتظر شيئا ما ..

و بعد ساعة أخرى ... حدث التغيير الأول عندما رفع إيغون رأسه بابتسامة ينظر إلى أحد الزوايا المظلمة ..

"علي أن أعترف .. لم يجعلني أحد أنتظر لهذه الدرجة من قبل "

إيغون وجه كلامه إلى العجوز الذي ظهر مرتديا ملابس سوداء رثة التي يمكن تلخيصها باليكمونو البالي و السروال القديم تحته الذي ربط سيف الكاتانا به .. حافي القدمين بشعره الأسود الطويل الاشعث تقدم الى الضوء واقفا وجها لوجه مع الامير ..

"آسف ، لكنني لا أفقه شيئا عن هذه المواعيد الخاصة بالناس المهمين "

ضحك العجوز بينما سحب شرابه المعتاد من داخل سرواله ..

"أنا آكل عندما اشعر بالجوع ، أشرب عندما اشعر بالعطش .. أنام عندما اتعب و أقاتل عندما اضطر ، لكنني أعترف انني كنت سآتي ابكر لو كنت أميرة فاتنة بدلا من هذا ايها الامير المارق "

أكمل العجوز السكير جملته بضحكة طويلة بينما إبتسم إيغون جالسا القرفصاء ينظر اليه من فوق كومة الجثث ..

"هذه طريقة فريدة للعيش حقا ، القيام بما تريد وقتما تريد خصوصا عندما تملك القوة التي تتيح لك تحقيق شيء كهذا .. لورد ميرغو "

"ما أنا إلا مجرد نقطة بهذا الكون الشاسع .. قوتي ضئيلة جدا ولا تستحق الحديث عنها "

بدا ميرغو لورد القفير المظلم غير مبالي كعادته ، اما إيغون فواصل التحديق به باهتمام و كأن أعينه قد رأت شيئا مختلفا عن الصورة النمطية للعجوز السكير ..

"علي القول أنني معجب بحكمتك هذه لورد ميرغو ، لكنني أتساءل .. هل هذا كل شيء ؟"

"مالذي تعنيه ؟"

"لا يمكنك خداع عيني بسهولة ، أعلم أنك أكثر بكثير مما تدعيه .. أنت مميز "

"أنت تبالغ بتقديري .. "

هز ميرغو رأسه بنفس تصرفاته الخرقاء المعتادة ، لكن أعينه الحادة قد رأت إيغون بضوء مختلف ..

الوصف الذي إستعمله على لورد الألتراس العجوز يمكن استعماله على إيغون نفسه .. فذلك الشاب قد أخفى الكثير تحت وجهه الملكي ذاك .

"لندخل بصلب الموضوع ، أثق أنك تملك ما تعرضه علينا "

أومأ إيغون ..

"بالطبع ، كان الأمر ليحدث بشكل اسرع لو لم تتأخر بياتريس كل هذا الوقت "

"تلك المرأة المجنونة؟ للأسف ستكون هي المسؤولة على التعامل معكم فأنتم جزء من لعبتها بالفعل "

بياتريس التي ظهرت من العدم و لم تكن لا لورد ولا هولو قد إمتلكت الكثير من النفوذ بين صفوف الألتراس على ما يبدو ..

"أفترض أن الإمبراطورية و والدي الغبي قد تحركوا أخيرا ؟ والا لما أخذتم كل هذا الوقت من أجل التعامل مع مجرد أطفال من فصل النخبة "

ضحك ميرغو من الطريقة التي وصف بها إيغون بقية زملائه رغم انه كان واحدا منهم بدوره ، لكنه اكد أن توقع الامير صحيح بالفعل .

"إنه كما قلت تماما .."

بنبرة ثقيلة ، اعلن ميرغو .

"الحرب قائمة بالفعل بالجانب الشرقي من القارة .. الإمبراطورية هاجمت بقوة من أجل مواهبها الشابة "

لأول مرة منذ سنين طويلة جدا ، أصبحت الإمبراطورية هي الطرف المهاجم بالحرب بعدما نجح الألتراس باستدراجهم إلى ارضهم ..

"هل من المناسب اذا ان تضيع وقتك معي هنا بينما تتعرضون للهجوم على حد قولك ؟"

"لا داعي للقلق فقد أطلقنا عليهم وحشا جائعا لن يهدأ حتى يقوم بافتراسهم جميعا .. وحش إسمه البونتيف سوليڤان ، بالإضافة إلى إثنين من الهولو الآخرين و المادام آي التي إنضمت اليهم "

"الحرب متأججة لهذه الدرجة ؟"

حك إيغون شعره صانعا وجها أظهر إهتمامه بما كان يجري بالجانب الآخر من القارة ..

"لن أسميها بالحرب ، هي أشبه بلعبة "

بعد كل شيء ، ما حدث الآن قد كان مفتعلا و مخططا له بالفعل .

"أتفق معك بهذا "

حدق إيغون بالمسافة خلف ميرغو حيث لمح شيئا آخر ..

"الآن بما أن الجميع هنا ، يمكننا البدأ بالفعل"

تزامنا مع كلمات إيغون ، ظهر رجل آخر من الظلام مرتديا بذلته الفاخرة و معطفه الطويل بينما تبعه مجموعة من الرجال الآخرين الذي ظلوا واقفين بالخلف ..

ميرغو كان أول من قام بتحية زميله بين الحاضرين .

"لورد ليندمان ، مرحبا بك بهذا المستنفع الموحل "

"ميرغو .."

عابسا ، تخطى غافيد ليندمان نظيره ميرغو مركزا على إيغون .

"لننهي الأمر بسرعة ، هل المفاتيح معك ؟"

أومأ إيغون .

"لا داعي للإستعجال ، فكل شيء جاهز .. رغم أنني أستطيع ضمان مفتاحين فقط "

"لقد حصلنا على بقية المفاتيح بالفعل .."

أجاب ليندمان مخرجا أداة غريبة من داخل ردائه ذات شكل سوار معدني ..

"إستعادت المادام آي المفتاح الخاص بعائلة مونلايت ، بينما جلب لنا ضيف معين الخاص بستارلايت "

بمجرد ذكره للمفتاح الثاني ، تقدم عجوز معين من بين الرجال الذين تبعوا غافيد منحنيا له ..

"أقدم خدماتي للدم الاعلى "

العجوز صاحب الشعر الأبيض الطويل و اللحية البيضاء النقية لم يكن بالغريب على إيغون الذي ضحك ساخرا ..

"حسنا حسنا .. انظروا ماذا لدينا هنا ؟ أليس هذا هو الأسد الخالد لعائلة ستارلايت ؟ هيهيهي .. "

العجوز لم يكن سوى ليونايدس ستارلايت ، الرجل الذي ادار ظهره لكل شيء بمجرد أن خسر أمام آدا ..

"ليونايدس ستارلايت قد قدم خدماته للدم الاعلى مثبتا جدارته بالفعل ، لذلك سيكون له ما أراد "

"أشكر سيادتك "

منحنيا ، لم يظهر ليونايدس وجهه قط ..

"بفتت الأسد الخالد ؟ كان يجب أن تتم تسميتك بالقطة الخالدة "

لم يفوت إيغون الفرصة للسخرية من ليونايدس العجوز الذي زمَّ شفتيه مقاوما اذلال الامير له ..

"أخبرني ! ليونايدس ، ما هو شعورك و وجهك ملطخ بالتراب هكذا بعدما أدرت ظهرك لعائلتك ؟ هل شعرت بالفخر ؟ "

"..."

لم يقل ليونايدس أي شيء ، لكن لغة جسده التي قرأها إيغون بسهولة قد حكت الكثير ..

"تافه قذر منهزم ، جزء الخلود هو الشيء الصحيح الوحيد بلقبك ايها القطة التي عاشت ل 150 سنة لكنها فشلت بهزيمة فتاة صغيرة هيهيهي "

ضحك إيغون بصوت عالي بينما ارتعش ليونايدس..

حاول سيد شيوخ عائلة ستارلايت السابق الرد عن طريق سحب سيفه بوجه إيغون ، لكن موجة الضغط التي أرسلها غافيد ليندمان قد دفنته ارضا بمكانه .

"مالذي كنت على وشك فعله الآن ؟ ليونايدس ؟"

بأعين قرمزية و نية قتل مرعبة .. جمد غافيد نظيره ليونايدس..

"خالص إعتذاراتي .."

راكعا مكانه ، عض العجوز القديم لستارلايت شفتيه بشدة بينما لعن وضعه المزري هذا ..

"نعم ! هكذا تماما ! إركع جيدا فالركوع يناسبك "

"هذا يكفي ."

بنفاذ صبر ، أوقف غافيد المهزلة مظهرا السوار الثاني بجانب الأول ..

"إستعدنا سوار عائلتي ستارلايت و المونلايت بالفعل ، يستحسن أن يكون كلامك صحيحا.. إيغون فاليريون "

أومأ إيغون متجاهلا التهديد الخفي بكلام غافيد .

"هناك اربعة مفاتيح ، تم توزيعها على العوائل الثلاث الكبرى بالإضافة إلى العائلة الحاكمة كما ذكرت سابقا "

سحب إيغون هو الآخر مفتاحين شبيهين بالذين حملهما غافيد ليندمان ..

"تمكنت من الحصول على مفتاح فاليريون بالإضافة إلى الخاص بعائلة الصنلايت التابعة لي بالفعل.. ما يجعل كافة القطع جاهزة "

لم يستطع غافيد اخفاء رغبته بتلك المفاتيح التي أظهرها إيغون ...

فبواسطة هذه الاساور ، سيتمكنون من تحريره أخيرا ..

بابتسامة ، أكد إيغون مرة أخرى ..

"منذ 17 سنة ، إنتهت حرب الضوء بعد هزيمة آبراهام ستارلايت لنظيره .. الشيطان البشري الخالد دراغوث "

"لكن و على عكس ما ظنه الجميع ، فدراغوث .. المقاتل الوحيد بهذا العالم الذي إستطاع مقارعة ابراهام ستارلايت لم يمت .. بل لا يزال حيا إلى يومنا هذا !"

دراغوث .. حامل سيف المونلايت السابق و الملك الذي حكم الألتراس ..

"لم يستطع أحد بالامبراطورية ولا حتى والدي مايكار قتله بعدما اكتشفنا أمره ، لذلك تم إحتجازه داخل سجن سري خصيصا له ، مغلق بواسطة 4 مفاتيح ."

و الأن ، تم جمع تلك المفاتيح لأول مرة .

"كل ما عليكم فعله الآن ، هو القيام بدوركم فحسب "

ما قاله إيغون كانت حقائق سرية يجهلها الجميع ما عدا قلة مختارة فقط ، فحتى لوردات العوائل الذين تم منحهم المفاتيح من أجل حمايتها يجهلون حقيقة أن الوحش الذي يحرسونه هو دراغوث نفسه ..

دراغوث كان مميزا ، فعلى عكس شيطان الرتبة 19 أستاروث الذي قاد الالتراس حاليا ، دراغوث بشري ..

بشري من الألتراس وُلد بين القذارة مثلهم ، و تسلق بين جبال الجثث و الموت هذه إلى أن بلغ ما بلغه .. و اصبح المتعاقد الوحيد الذي تمكن من كسر عقده الشيطاني و التحرر تماما من سيطرة الشياطين .

كان رمزا هنا داخل قارة الالتراس .. و لم يتقبل أحد حقيقة موته أمام ابراهام ستارلايت..

لذلك لم يستطع القدماء من امثال غافيد ليندمان تجاهل احتمال كونه لا يزال على قيد الحياة ..

"أنت غريب حقا ، أيها الامير المارق "

قاطع ميرغو ما كان يحدث بينما حدق بايغون و المفاتيح التي يحملها ..

"أعلم أننا نعقد صفقة هنا ، و قد أوفيت بجانبك منها بالفعل .. لكنني لا أفهم ، الست تخاطر كثيرا بالفعل ؟"

"هوه ؟ و كيف أخاطر بالضبط ؟"

لم يتراجع إيغون أمام ميرغو الذي اقترب منه ..

"كمثال ، الا تظنني أستطيع أخذ مفاتيحك هذه منك بسهولة و الغاء الأمر برمته فحسب ؟"

أمام إثنين من لوردات الألتراس و أتباعهم ، مالذي يستطيع الامير فعله لوحده ؟

كيف سيرد على تهديد كهذا ؟

إيغون لم يبدي أي رد فعل يذكر ، بل فقط اتكأ على يد واحدة يحدق بهم بنفس الابتسامة ..

"يمكنك التقدم و المحاولة ، حينها ستدرك الإجابة ."

رد إيغون جعل ميرغو يضحك بصوت عالي من غير قصد ، أما غافيد ليندمان فقد حدق من الخلف فحسب بالامير الذي أخذ مكانا اعلى منهم مخاطبا اياهم من بتعالي منذ البداية.

"مثير .. مثير حقا ايها الامير المارق "

تساءل ميرغو و هو يشعر بنفسه جاهلا لأول مرة منذ أن وطأت أقدامه الأرض ..

مالذي إمتلكه هذا الامير الغريب ليكون واثقا هكذا أمام إثنين من اللوردات الذين يستطيعون قتله بضربة واحدة ؟

أي خطة مثالية ، و أي ضمانات تلك التي جعلته قادرا على التعالي بهذه الطريقة أمامهم ؟

في تلك اللحظة .. لمح ميرغو شيئا معينا ..

هنا بهذا المكان المظلم و الليلة المقمرة .. أضاء القمر المكان لينعكس ضوءه بشكل مباشر على إيغون الجالس فوق كومة الجثث ..

جسد إيغون الهزيل و الضئيل ، قد عكس ظلا عملاقا على الأرض أسفله .. ظل من حجمه إستطاع إحتواء كل من ميرغو و غافيد بداخله ..

كان من الممكن أن يكون ما قاله إيغون مجرد كلام فارغ ، لكن لم يتقدم أحد لإختبار مدى صحته ..

"سنقوم بجانبنا من الصفقة "

تحدث غافيد هذه المرة بنبرة باردة ..

"سعيد بسماع ذلك "

أومأ إيغون برضى راميا مفاتيحه إلى غافيد الذي أمسكهم بسهولة .

"غافيد ليندمان ، سيفك هو ما سيقطع خيط القدر هذا و يفتح بابا مختلفا تماما .. لم تعد مضطرا للتراجع بعد الآن "

"..."

لم يقل غافيد ليندمان أي شيء ، بل إستدار مباشرة مغادرا المكان بينما تبعه الجميع بمن فيهم ليونايدس ، أما ميرغو فقد بقي لوقت أطول بالقرب من إيغون .

"إذا ؟ ما هو شعورك أيها الامير بعدما مر كل شيء كما خططت تماما ؟"

ردا على ذلك هز الامير أكتافه من غير مبالاة ..

"لا أشعر بأي شيء خاص "

و كأن هذه كانت النتيجة المحتمة منذ البداية ،

لم يكن هنالك أي معنى للتفكير بوجود إحتمالية الفشل ..

منذ البداية ، علم إيغون أن كل شيء سيسير كما أراد ..

ميرغو وجد نفسه فضوليا حقا بشأن الامير ..

'هذا المستوى من الثقة .. فقد مالذي يخبؤه تحت أكمامه ؟'

بالوقت الحالي .. قرر لورد القفير المظلم البقاء بالقرب لاكتشاف السر وراء ذلك القناع الذي إرتداه إيغون فاليريون .

"لكنني أتساءل حقا .. هل ستتمكنون من انهاء جانبكم من الصفقة يا ترى ؟"

هذه كانت معاملة متساوية تماما ، إيغون أعطاهم المفتاح لتحرير وحش من عيار دراغوث ..

بالمقابل ، ما يريده إيغون هو شيء من نفس العيار على الأقل ، ميرغو لم يكن قلقا بهذا الشأن .

"لا داعي للقلق ، أنا و ليندمان سنتكفل بالأمر "

تزامنا مع كلامه ، قام باخراج قنينة الشراب الخاصة به مرة أخرى محاولا الارتشاف منها ليجدها فارغة ..

"نفذ الشراب .. هل قلت انني و ليندمان سنتكفل بالأمر ؟ ما قصدته هو أن ليندمان سيتكفل بالأمر!"

رمى ميرغو المسؤولية عن أكتافه باول فرصة سانحة كعادته ..

"أمتأكد ؟ سيموت لو ذهب لوحده "

"هممم .. أنت محق على الارجح ، لكن من يدري مالذي قد يحدث ؟ فليندمان جدي هذه المرة "

"أتطلع للعرض الذي ستقدمونه إذا "

قفز إيغون من جبل الجثث مغادرا المكان بعدما انهى كل أعماله هنا ..

كلماته الأخيرة كانت بمثابة الوداع بالفعل ، لكن ميرغو إستوقفه مرة أخيرة ..

"أنت جشع جدا ايها الامير المارق و طموحك يناطح السماء ، ألم تكن الإمبراطورية كافية لك ؟"

لم يتوقع ميرغو سماع اجابة على سؤاله الأخير ، بحيث أنه طرحه بدافع العبث فحسب ..

لكن الامير قد إستدار ناحيته بينما تلاشت ابتسامته و كأنه سمع واحدا من اغبى الاسئلة على الاطلاق ..

"و ما المميز بطموح يجعلني أرغب بشيء تافه مثل الأرض ؟"

تاركا إياه مصعوقا من الإجابة الغير متوقعة .. غادر إيغون المكان أخيرا باحثا عن بقية طلاب النخبة .

"هذه الأرض ملعونة أكثر مما ظننت .."

تذمر ميرغو قبل أن يختفي هو الآخر..

بذلك اليوم ، داخل أراضي الكابوس المقفرة ..

تم عقد واحدة من أكثر الصفقات الشيطانية بتاريخ الإمبراطورية ..

الصفقة التي سترمي بظلالها على المستقبل ..

...

...

...

منذ النقل العشوائي .. مرت الأيام الواحدة تلوا الأخرى بعشرات المتغيرات الجديدة بكل مرة ..

بحث طلاب النخبة عن بعضهم البعض .. معظمهم فعل

بينما قرر البعض الآخر التحرك منفردين محاولين النجاة بطريقتهم الخاصة ..

من بينهم و بليلة ممطرة ، وصل فراي أخيرا إلى أحد المدن التي تواجدت داخل السهول المقفرة ..

كان فراي مدركا بالفعل لكيف عاش الألتراس الذين إنقسموا لقسمين .

دم أعلى ، و دم أدنى ..

الدم الاعلى ، صفوة الجيل الثاني الذين تمكنوا من إستيعاب دماء الشياطين مشكلين أقل من 10% قد عاشوا بالمدن الكبرى التي شهدت من التطور و الازدهار ما قد يتعدى الإمبراطورية نفسها .

لكن الباقي .. الدم الادنى الذين لم يستطيعوا استعاب الدم الشيطاني ، فقد عاشوا حياتهم اما كمتحولين ، أو بشر منبوذين سلبت منهم كل مظاهر الحياة الكريمة .

فراي واقفا أمام سور أحد تلك المدن المنبوذة .. كان قد قضى الأيام القليلة الماضية بحثا عن زملائه المفقودين ..

أما الآن ، فعاجزا عن الاشاحة بأنظاره عن مقدمة البوابة واصل التحديق عاجزا عن الإتيان بأي رد فعل ، لذلك قام بإخفاء رأسه تحت غطاء عباءته بينما دخل المدينة ..

"لقد أبليتم حسنا بالصمود حتى الآن .."

بهدوء .. واصل التقدم إلى أن توغل كثيرا بداخل المدينة التي بينت بالحجارة و الطوب فقط ..

فراي قفز فوق المباني الواحدة تلوا الأخرى ليلاحظه أناس تلك المدينة و هو يحلق فوق رؤوسهم ..

واصل التقدم إلى أن بلغ مركز المدينة ..

واقفا فوق مبنى أكبر نسبيا من غيره ، حدق ببرود بكل ما قبع بالاسفل .. ثم إستدعى سيوفه بعدما نال كفايته ..

لم يشعر فراي بأي شيء إزاء ما رآه ، لكن لسبب ما .. بقيت صورتهم محفورة بذهنه لبعض الوقت .

صورة تلك الرؤوس المقطوعة التي علقت عند بوابة المدينة و كأنها نوع ما من القطع الفنية التي زينت المكان .

على الاغلب ، أجسادهم قد أكلت بالفعل من الرقبة إلى القدمين .

أما الرؤوس ، فقد علقت عند البوابة ما أثبت أن أهل هذا المكان قد كانوا يفتخرون بما حققوه بهذه الطريقة..

"جان دوفر ، و كايل ووكر "

هذه كانت أسماءهم ..

حاشية فيريث التافهين الذين لم يدرك فراي أنهم كانوا لا يزالون على قيد الحياة حتى ..

لكنه الآن تأكد من موتهم ..

سخر فراي بينما تشقق جلده الذي غطته هالة بنفسجية تضخمت مع كل ثانية تمر ..

"ماتوا مأكولين .."

رغم أنهم لم يكونوا سوى أتباع تافهين لشرير من الدرجة الثالثة ذات يوم ..

لكنهم يبقون مجرد أطفال بالنهاية .. اطفال تعيسوا الحظ إنتهى بهم الأمر بالتورط بمسار بطل القصة الفوضوي .

"لا أستطيع تغيير أي شيء .. لكن على الأقل ، سأرسل أبناء العاهرة الذين فعلوا

بكم هذا إلى الجحيم "

دون أي ذرة رحمة أو شفقة ..

إنفجرت الاورا البنفسجية لتجتاح المدينة بأكملها ماحية مفجرة إياها عن بكرة أبيها .

عمود الاورا الهائل قد امتد عاليا ممزقا السماء بينما تم محو كل شيء من حوله شاملا رؤوس كل من جان و كايل الموتى ..

"الإنبعاث"

تلك هي آخر كلمة سمعها سكان المدينة قبل أن يتحول كل شيء إلى الظلام ..

عدد طلاب النخبة المتبقين : 18 .

...

...

...

عدد فصول التحدي: 5 من 50 .

للدعم المادي :

بايبال : mohamedmazino134@gmail.com

للدعم المعنوي :

.التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم .

اراكم الفصل القادم.

2024/12/16 · 334 مشاهدة · 2825 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2024