مالذي يفصل بين الحياة و الموت ؟
مالفرق بين البشر و الحيوان ؟
في الواقع ، الفروقات واضحة جدا و معروفة بالفعل .
لكن عندما تعلق الأمر بأرض ملعونة خضعت لقانون الغابة و التمييز الذي أنصف قلة مختارة بينما ترك الباقي ليعيشوا الجحيم .
فهنا داخل قارة الالتراس ، قانون الغابة هو الحاكم .
المعارك الطاحنة حتى الموت قد كانت شائعة بالفعل ..
و فقط القوي من سينجو حتى النهاية .
...
...
...
"لا تتوقف ! لا وقت لدينا للقتال !"
"دعني أمزقهم عليك اللعنة!!"
محاصرين بين مجموعة كبيرة من الاعداء ..
شق رجلان طريقهما مخترقين كل شيء بعدما إشتدت المطاردة عليهما ..
دانزو قد كان بالمقدمة مرتديا درعه الفضي الذي غلف جسده بالكامل ، مستعملا كل قوته قام بلكم جدران المباني الواحدة تلوا الأخرى مخترقا البيوت و المنازل رفقة راغنا الذي إستعمل رمحا عظيما بنفس حجمه ..
من جهة أخرى ، هاجمهم الألتراس دون توقف طيلة الأيام القليلة الماضية ..
"هلموا إلي ايها الملاعين !"
تضخمت الرياح بشدة حول رمح راغنا الذي ارسل سلاشات الرياح الواحدة تلوا الأخرى قاطعا مطارديه بعنف جاعلا دماءهم القذرة تصبغ الأرض .
رغم أنه قد قطع الكثير منهم ، إلا أن المزيد و المزيد منهم قد ظهر منذ أن وقع رفقة دانزو بالفخ الذي نصب لهم هنا داخل مدينة الألتراس القاحلة هذه ..
راغنا اصر على القتال ، لكن دانزو قد أجبره على الهرب معه جارا إياه بالقوة ..
"أخبرتك أن لا تتوقف عن الركض تبا لك !"
"دعنا نجهز عليهم !"
"هذا ما يريدونه ايها الاحمق !"
بعدما اشتد الحصار عليهم ، اطلق دانزو هالته التي ضخمت عضلات جسده بشدة ، قوة متفجرة قد إمتصها درع التنين الفضي بالكامل .
"مناورة الضوء : قبضة تحطيم السماء !!"
لكم دانزو بكل قوته التدميرية التي عززها درع التنين الفضي موجها هجومه نحو أرض المدينة الصلبة مفجرا المكان باكمله .
القوة التدميرية لضربة دانزو كانت كافية لتتسبب بزلزال شعر به كل اهل المدينة بينما مسح هجومه العديد من المنازل و البيوت رفقة الألتراس الذين تجمعوا من حولها محاصرين اياهم .
ثم مستغلا ستار الدخان و الغبار الذي تسبب به هجومه ، إختفى كل من دانزو و راغنا عن الانظار تاركين الألتراس يحاصرون حفرة كبيرة فارغة .
سرعانما بدأ الألتراس يصرخون بغضب بمجرد ادراكهم لهرب فريستهم ..
اثاروا ضجة هائلة فيما بينهم لدرجة أن البعض منهم قد شرع بمهاجمة رفاقه .
"جدوهم !!"
"إبحثوا عنهم !!"
تدافع الألتراس فيما بينهم بجنون منطلقين كالكلاب المسعورة سعيا خلف فرائسهم التي فرت منهم .
بدأت المطاردة تشتد بالفعل على تلك المرحلة ..
لكن الفريسة لم تهرب بعيدا كما كانوا يعتقدون..
دانزو و ببراعة بعد تفجيره المكان ، قام بالاندفاع على الفور إلى أحد المباني رفقة راغنا مختبئين تحت انوف الألتراس الذين لم يشعروا بوجودهم قط ..
متخفين داخل قبو المبنى القديم ، و بمجرد تجاوزهم مرحلة الخطر ..
قام دانزو بلكم راغنا على الفور جاعلا إياه يضرب الحائط بعنف و الغضب يعتريه ..
"مالذي دهاك هناك ؟! القتال ؟ إبادتهم ؟ من تحسب نفسك يابن العاهرة ؟!"
ممسكا براغنا من ردائه رافعا اياه ، توهج دانزو بصديقه الذي كان أول من التقاه منذ النقل العشوائي ..
راغنا كان ساخطا هو الآخر ..
"تريد الهرب ؟ إذا اهرب بمفدرك !"
محررا نفسه من قبضة دانزو ، صرخ راغنا هو الآخر غير آبه من أن يتم إكتشافهم .
"ألم تسمع ما قاله أولئك الملاعين ؟ أتتظاهر بأنك أصم الآن ؟ أخبرني! دانزو !"
"..."
لم يقل دانزو أي كلمة بينما واصل راغنا .
"لورانس يا دانزو .. إنه لورانس ! قائدهم اللعين هو لورانس ! هذا هو إسم الشخص الذي قتل والدي !"
تذكر دانزو على الفور وقت الغارة التي شنتها الإمبراطورية على الألتراس ، اليوم الذي مات فيه إسحاق كلود والد راغنا ..
لاحقا ، تم إخبارهم ان الشخص الذي فعلها كان وحشا يسمى لورانس .. إسم سمعه مرة أخرى هنا على ألسنة مطارديهم ..
منذ أن ظهر الإسم مرة أخرى ، اصبح راغنا مجنونا تماما .. لكن على عكسه فدانزو قد بقي عقلانيا
"إذا ؟ مالذي تريد فعله ؟ "
"الذهاب و قتل إبن العاهرة الداعر بالطبع !!"
"و كيف ستفعلها ؟" سأل دانزو ببرود ..
كإجابة ، طعن راغنا برمحه الضخم عميقا داخل الأرض مرسلا عاصفة هوجاء هزت المكان .
"لدي رمح والدي .. رمح العاصفة وينيد ، لأقتلنَّ إبن العاهرة اللعين به !"
حاملا واحدا من الرماح الاسطورية الخمسة .. رمح العاصفة وينيد من الفئة S+ الذي تركه له والده .
كان راغنا معولا على الانتقام بالفعل ، لكن دانزو قد أمسك به بقوة من مؤخرة رأسه مواجها اياه وجها لوجه .
"إستمع لي !"
مخضعا صديقه الهائج بالقوة ، تحدث دانزو بنفاذ صبر .
"من برأيك قاتل المدعو لورانس بذلك اليوم ؟"
"..."
"والدي ! و والدك ! .. أبي مرتديا درع التنين الفضي اللعين هذا ، و والدك حاملا رمح العاصفة اللعين ذاك الذي تفتخر به !"
"مقاتلان من الفئة S+ مدججان بالسلاح لم يقدرا عليه ! مالذي تأمل تحقيقه بقوتك المثيرة للشفقة هذه ؟!"
لم يستطع دانزو منع نفسه من لكم راغنا بينما واصل .
"الانتقام جيد ! بل هو الأفضل! ، لكن ما تنوي عليه ليس إنتقاما ، بل هو إنتحار ايها الداعر اللعين !"
لهث دانزو بشدة محاولا ثني راغنا عن الغباء الذي كان ينوي القيام به ..
لقد كان واعيا بالأمر ، فلو كان والده هو الذي مات بذلك اليوم بدلا من والد راغنا لربما لم يكن دانزو ليتمالك نفسه بهذه الطريقة .
لكن و رغم ذلك ، كان عليه إيقافه .
"تمالك نفسك يا رجل .. هل هذا ما سيريده والدك ؟ أن تموت بغباء من بعده ؟"
"و مالذي تعرفه أنت ؟!!"
*بووم !!*
لكم دانزو وجه راغنا مرة أخرى ممسكا به بشدة.
"ما أعرفه هو أنك ستموت لو ذهبت ، و بما انني هنا فلن أسمح لك بذلك حتى لو عنى الأمر إبراحك ضربا هنا و جرك مغميا معي .. لذلك أما أن تتوقف عن هذا الجنون ، أو أدفنك هنا و الآن عليك اللعنة !"
ردا على تهديد دانزو ..
أمسك راغنا برمح العاصفة وينيد بشدة بينما صر على اسنانه بغضب متوهجا بدانزو الذي واصل النظر إلي بوجه جدي ..
لكن المواجهة لم تحدث مطلقا .. فراغنا سرعانما خفف من قبضته من حول رمحه ، من جهة أخرى قام دانزو بتركه ..
منهزما و خائبا .. جلس راغنا على الفور خافضا رأسه نحو الأسفل ..
"مالذي علي فعله ؟ دانزو ؟ قاتل أبي قريب .. قريب جدا .. الشخص الذي سلبه مني قريب أكثر من أي وقت مضى .. لربما لن تتاح هذه الفرصة مرة أخرى.."
كل ما حدث حتى الآن قد كان مجرد حادث ، فلولا ذلك الفخ لما كانت أقدامهم ستطأ هذه القارة حتى مماتهم .
لكن العالم يصبح مكانا صغيرا جدا أحيانا ، و هاهو راغنا أمام قاتل والده .
"مالذي علي فعله الآن ؟"
تساءل كثيرا ، ثم جاء الجواب من دانزو .
"عش يا راغنا .. عش "
نازعا درع التنين الفضي ، جلس دانزو هو الآخر مقابلا لصديقه بهدوء .
"متأكد من أن هذا ما كان سيريده والدك .. عش و أنموا أقوى ، ثم إسعى مرة أخرى من أجل إنتقامك "
"..."
تلك كانت آخر الكلمات التي تبادلها كلاهما ، ملتزمين الصمت سارحين داخل افكارهم الخاصة ..
إختبأ كلاهما بهدوء منتظرين مرور الخطر قبل أن ينطلقا مرة أخرى..
...
...
...
10 أيام داخل قارة الالتراس ..
لم تكن تلك بالفترة الطويلة ، لكنها كانت كافية لحدوث الكثير ..
خصوصا عندما نفذت موارد طلاب النخبة بسرعة مرعبة ، فهم لم يكونوا جميعا وحوشا بأجسام غريبة لا تجوع و لا تتعب .
للبشر حدودهم ، البعض سينهار على هذا الوقت بالفعل ..
لكن أولئك الاثنين قد كانا إستثناءا بكل تأكيد ..
"هاي ، هل وجدت أي شيء ؟"
سأل دايمن فاليريون بينما فتش أحد مباني الألتراس الادارية التي إكتشفها بالصدفة سابقا .
"توقف عن السؤال و ركز على البحث "
"أحتاج لفعل شيء ما حيال طريقة كلامك هذه "
كان غوست يبحث هو الآخر ماسحا المكان برمته متجاهلا الجثث الكثيرة من حوله ..
بعدما وجدا بعضهما البعض ، إنتهى الأمر بغوست و دايمن إلى تشكيل فريق غريب معا قبل أن يقررا اختراق المكان بحثا عن أي ادلة تقودهم إلى الهروب و العودة إلى المنزل .
لكن النتيجة لم ترضيهم مطلقا .
"لا فائدة ، فكل ما يوجد هنا يتحدث عن عمليات نقل دم لعينة و تجارب لا أفقه بها شيئا "
لعن دايمن راكلا خزانة حديدية مرسلا اياها تطير بالقوة ..
"سيكون علينا التحرك "
غوست هو الآخر لم يجد شيئا ..
"هل تقترح أن نبحث عن الآخرين ؟"
أومأ غوست .
"هذا صحيح "
"لاكون صريحا ، معظم أولئك الحمقى مجرد أثقال ستقوم بإبطائي فحسب .. غوست اومبرا ، هل أنت متأكد من رغبتك بالبحث عنهم ؟"
سار دايمن بهدوء محدقا بغوست ..
"ألست مغتالا ؟ ظننت المغتالين يتحركون بمفردهم "
لم يمانع دايمن بأن يكون غوست بفريقه .
فهذا الأخير كان قويا و مفيدا بأكثر من طريقة .
لكن لا يمكن قول الامر نفسه على البقية ..
لو كان الأمر بيده ، لقام دايمن بتشكيل فريق خاص بالذين يعترف بهم فقط راميا الحثالة بعيدا .
لكن حتى هو لم يكن مجنونا لفعل شيء كذلك بشكل مباشر ..
طامعا بأن يشاركه غوست افكاره تلك ، قام القاتل الصامت بشكل مفاجئ برفع مرفقه بوجه دايمن مظهرا وشما مضيئا كانت الساحرة سيلينا قد تركته عليه ..
"أحد رفاقنا قريب من هنا ، لذلك فالنذهب و نجده "
متجاهلا كلام دايمن تماما .. ركز غوست على أولوياته دون القاء اي اعتبار له ..
خصوصا بعدما اضاء وشم الساحرة ..
الوشم هو نفسه الذي استعملته سيلينا عليهم سابقا من أجل اتمام عملية النقل الآني ..
بمجرد انتقالهم ، عمل الوشم كرادار بحيث أنه يتوهج كلما اقترب طلاب النخبة من بعضهم البعض .
بهذه الطريقة التقى راغنا و دانزو سابقا ، ثم غوست و دايمن الآن..
هذا الأخير تنهد مستسلما بعدما فقد الأمل من غوست ..
"أيا كان ما تقوله .. "
بهدوء ، خرج كل من غوست و دايمن من المبنى ..
كان الجو ليلا بالفعل ، و كانت الشوارع فارغة تماما بشكل مخيف .. لكنها لم تؤثر على ذلك الثنائي مطلقا ..
غوست محدقا بالقمر الذي اضاء السماء .. القمر نفسه الذي شاهده جميع من بهذا العالم من اماكن متفرقة ..
تساءل حقا عن مصير الآخرين.
"لقد قلت أن المغتال يتحرك بمفرده .. دايمن فاليريون"
أمام غوست الذي بدأ يتحدث من تلقاء نفسه ، توقف دايمن يحدق به بوجه فارغ .
"و ماذا في ذلك ؟"
"أنت مخطئ .. فنحن المغتالون لا نقاتل بمفردنا أبدا.."
واصل غوست السير عاكسا افكاره التي نادرا ما أخرجها للعلن ..
"المغتال يقيم دوما موقفه و يتخذ القرارات الاكثر منطقية و الأفضل للنجاة ، كل ما في الأمر هو أنني لم ارى أي أفضلية بالبقاء معك لوحدنا يا دايمن فاليريون"
"..."
لم يقل دايمن أي شيء ، فهو كان مدركا أن غوست محق .
"لكن لا داعي للقلق ، فالتصفية التي تريدها قد تتحقق من تلقاء نفسها "
إندهش دايمن للحظة من كيف فهمه غوست بشكل كامل ..
ما اراده دايمن حقا هو فريق مكون من الاشداء فقط دون أي معيقات ..
و على ما يبدو ، لربما سيتكون ذلك الفريق من تلقاء نفسه استنادا لما قاله غوست .
فقارة الألتراس ستدفعهم لذلك الطريق بطريقة أو بأخرى ..
بضحكة متكومة ، عبر دايمن عن اعجابه ..
"اتعجب كيف تستطيع قول أفكاره بهذه السهولة .. غوست اومبرا"
القاتل الصامت لم يكن يهتم كثيرا .
فعدد من اراد انقاذهم بهذا العالم قد كانوا قلائل بالفعل ..
خصوصا لشخص مثله اعتاد على دفن رفاقه .
لم يكن هنالك أي شيء سيحرك القاتل الآن ..
...
...
...
بعيدا عن غوست و دايمن المتمردين ..
تخبطت فتاة وحيدةً داخل أحد ازقة الألتراس مخفية نفسها بالكامل طوال الوقت ..
ثم من حين لآخر ، كانت تغطي جسدها هالة خضراء زاهية تعالج بها نفسها المنهكة كل مرة ..
بهذه الطريقة ، أمضت مرشحة القديسة ايميليا آتاراكس ايامها مؤخرا ..
بعدما نفذ الطعام و الشراب منها ، لم يكن امامها سوى هذه الطريقة من أجل النجاة .
خصوصا باراضي الألتراس القاحلة ، قلا حيوان يمكن ذبحه من أجل الحصول على لحمه ، و لا نبات يزرعونه فيجنون خضاره .. ولا حتى ماء يسقون انفسهم به ..
فلم يكن لهم من لحم سوى لحم البشر و دم الشيطان القذر ليعيشوا ايامهم ..
ايمليا آتاراكس بدأت تبلغ حدودها بالفعل وحيدة بعدما لم تستطع التحرك للبحث عن رفاقها خوفا مما كان يتربص بها ..
"إلاهي .. أعني على معضلتي هذه "
صلت ايميليا من كل قلبها ، أن ينير حاكمها الطريق من اجلها ، أو أن يجدها أحد رفاقها .
أي واحد منهم سيفي بالغرض..
أي شيء ما عدا هذه الوحدة الموحشية التي عاشتها ، غير قادرة على النوم حتى .. تعذبت الفتاة الصغيرة بمفردها ..
فحتى قوتها المقدسة قد بلغت حدودها ..
ثم بمجرد انتهاءها من الدعاء الخاص بها ، سمعت ايميليا صوت بكاء يصدر من بعيد .
صوت طفل صغير ..
ترددت مرشحة القديسة لثانية خوفا من مغادرة مخبئها ، لكنها استجمعت شجاعتها اخيرا بعدما لم يتوقف صوت البكاء ..
"لابد أن هذه علامة من الحاكم "
معتبرة صوت البكاء الذي بدأ بمجرد انتهائها من دعائها علامة .. قررت ايميليا التوجه نحوه على الفور .
واصلت التوغل إلى ان بلغت احد الزوايا المظلمة ..
هناك جلس طفل بدا في الخامسة من عمره بالكثير يبكي بحرقة ..
ايميليا امسكت فمها على الفور محدقة برعب بذلك الطفل الذي قطعت كلتا يديه بينما تم ربطه فوق احد الكراسي لينزف حتى الموت
مباشرة بعد ذلك ، سارعت ناحيته مطلقة قوتها المقدسة محاولة انقاذه ..
"تماسك !"
واصلت ايميليا صب قوتها ، لكنها كانت ضعيفة جدا نظرا لحالتها ما جعل اصابة الطفل لا تتحسن مطلقا ليواصل الطفل البكاء بصوت اعلى ..
"إلاهي .. مالذي يجب علي فعله "
وجدت ايميليا نفسها بطريق مسدود ، محاولة ايجاد شيء ما تساعد الطفل به ..
ثم بمجرد أن إستدارت فإذا هي تتجمد مكانها عندما وجدت ذلك الرجل الذي جفت جفونه و تقرح جلده إلى أن ظهر عظمه يحدق بها بفضول و هو على بعد سنتمترات منها ..
سرعانما تشكلت ابتسامة مرعبة على وجه الرجل بمجرد رؤيته لوجه ايميليا ..
"كنت اعرف!"
صرخ بجنون مادا يده مبعدا رداء ايميليا الاسود كاشفا عن شعرها الاخضر و وجهها الذي اخفته تحته ..
"كنت اعرف انك ستأتين !!"
صرخ الرجل القذر بجنون ، اما ايميليا المرعوبة فقد اطلقت موجة من قوتها المقدسة التي رمت به بعيدا .
لكنها لم تستطع ايذاءه مطلقا ..
"إبقى بعيدا !!"
من بين يديها النحيلتين ، اطلقت ايميليا شعاعا آخر من القوة المقدسة محطمة جسد الرجل المخيف بقوة.
لكن ليس بما يكفي لقتله ..
"عليك اللعنة!! لقد قطعت يدي إبني فقط من اجلك ! لماذا تتصرفين هكذا!!"
صرخ الرجل بجنون اما ايميليا فقد زادت خوفا و يقينا من اضطرارها لقتله ..
لكنها لم تكن مقاتلة من الأساس ، كما أن قوتها قد ضعفت كثيرا بعدما تعرضت للتجويع و الاستنزاف طيلة الأيام السابقة .
ثم من العدم ..
ظهر رجل ثاني ، و ثالث و رابع من زاوية الزقاق الضيق ..
بين الطفل الذي صرخ باكيا إلى ان جفت دموعه و دمه ..
و بين الرجال الذي تقرحت اجسادهم ملتصقة بعظامهم ..
قاومت ايميليا مشكلة حاجزا بينها و بينهم ..
أولئك الرجال الذين بدوا اشبه بالشياطين من الشياطين انفسهم قد تخبطو بالحاجز بكل قوتهم بينما سال لعابهم و هم ينظرون الى ايميليا ..
ضربوا الحاجز بشدة إلى ان نزفت اذرعهم و اقدامهم ..
مخرجين السنتهم بينما توهجت اعينهم بالأحمر ..
رأت ايميليا حاجزها يتصدع ببطء ..
"إلاهي .."
ظهرت الشقوق الواحدة تلوا الأخرى ..
"الاهي !!"
سقطت الدموع من على وجهها بينما ارتعش جسدها بدون وعي منها و هي ترى ذلك المشهد عندما تهافتت الوحوش مصطدمة بحاجزها ..
الآن .. كان هنالك العشرات منهم بالفعل ..
ثم من العدم ..
سقطت ايميليا ارضا عندما انقض عليها الشخص الوحيد الذي لم تعتبره عدوا ..
الطفل مبتور اليدين قد قفز عليها بينما عض كتفها الايسر بعنف غارزا اسنانه بداخلها ..
ايميليا التي لطالما قاتلت من الخلف بعيدا عن كل الاذى و الألم لم تكن معتادة على هكذا أحاسيس ..
لذلك لم يكن امامها سوى الصراخ من الألم متناسية الجاجز الذي حماها حتى الآن ..
ثم كما ينكسر الزجاج الهش .. إنفجر الحاجز تاركا تلك الوحوش تتقدم ..
مثل الحيوانات ، انقضوا جميعا فوق ايميليا الساقطة ارضا ممزقين ملابسها على الفور بينما ثبتوها ارضا بالقوة محطمين عظام اذرعها و ساقيها غير سامحين لها بالهرب ..
عندما ضربتها موجة الألم المبرح تلك التي لم تشعر بمثيلها من قبل .. لم يكن أمام ايميليا خيار سوى الصراخ يجنون ..
من جهة اخر أخرى ، تهاتف عليها الرجال بجنون لدرجة انهم تقاتلوا فيما بينهم من اجلها ..
ثم اخيرا ..
شعرت مرشحة القديسة بألم لا يطاق قد جاء من الاسفل غير مستوعبة أنه تم إنتهاكها بالفعل ..
بتلك اللحظة .. رنت كلمات معينة ببالها المحطم ..
"إذا جاءتهم الفرصة ، فسيتناوبون على اغتصاب جثتك الواحد تلوى الآخر ..."
بجسد محطم ، و وحوش تناوبت على اغتصابها مرارا و تكرارا ..
تساءلت ايميليا للحظة بعدما لم تعد تستطيع الصراخ ولا البكاء بعد الآن ..
بعد ساعات طويلة ..
تساءلت ..
لماذا يحدث هذا لها ؟
كانت فتاة مطيعة ، مخلصة ، مؤمنة .
قامت بكل واجباتها ، و عاشت بطريقة مستقيمة ..
قال الاسقف ذات مرة .. أن المؤمنين لن يعانوا مطلقا بحياتهم ..
إذا لماذا ؟
لماذا منيت بنهاية كهذه ؟
قوتها المقدسة لم تنقذها ، و لم ياتي احد ليفعل .
داخل ذلك الزقاق المظلم ..
تم إنتهاكها مرارا و تكرارا إلى أن ماتت بتلك الزاوية المظلمة ..
ثم كما كان متوقعا منهم .. واصلت تلك الوحوش ما بدأت به حتى بعلمهم أن فريستهم قد ماتت مغتصبين جثتها و كل أخلاقيات الحياة معها ..
بزاوية مظلمة من هذه الأرض الملعونة ..
سقطت روح معذبة أخرى ..
...
...
...
عدد فصول التحدي: 10 من 50 .
أنهينا 1 على 5 من التحدي ، بفصول طويلة و متماسكة أكثر من آخر تحدي نواصل المضي قدما !!
للدعم المادي:
Paypal: mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي:
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم.
اراكم الفصل القادم.