أراضي الدم الاعلى - كايلد .
هنا بمركز القارة و قلبها النابض ..
تحت السماء التي إتخذت صبغة حمراء متأثرة بالشمس التي غربت ببطء ..
بمشهد عجيب لا يمكن تفسيره ، بُنيت مدينة كانت بمثابة العاصمة لهذه الأرض الملعونة .
الصحاري و الاراضي القاحلة قد احاطت بها من كل جهة محاصرة اياها ، لكن و بمجرد الاقتراب من العاصمة كايلد ، كانت الارض القاحلة تتحول بشكل تلقائي إلى ارض خضراء مفعمة بالحياة ، لدرجة أن الهواء نفسه قد اختلف بينهما ..
بين الحياة و الموت ، تواجد حاجز شفاف رفيع غير مرئي فصل بينهما عازلا أرض الدم الاعلى عن بقية القذارة .
لم يكن هنالك أي أوجه للتشابه بين المدن التي تخبط بها فصل النخبة و هذه العاصمة المزدهرة المسماة كايلد ..
تميزت المدينة بناطحات السحاب و البنيان المتطور و الأجواء الحيوية .
أما ناسها ، فقد بدوا مثل طبقة نبيلة من العصر الفيكتوري الذين تجولوا باناقة داخل الشوارع النظيفة التي شيدت لهم .
هنا بكايلد ، عاش الدم الاعلى ، أولئك البشر القلائل الذين تمكنوا من إستيعاب الدم الشيطاني ليتم إختيارهم و يغادروا الجحيم المقفر الذي ولدوا به .
كان الأمر مرعبا حقا .. كيف إمتلكت الاقلية كل ما رغب به الملايين من الناس بالخارج الذين لم يفصل بينهم شيء سوى حاجز رفيع ..
بأحد زوايا العاصمة كايلد ، منطقة فارغة لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها ، تم بناء قلعة مظلمة كبيرة بدت مثل حصون القرون الوسطى .
هذه هي القلعة التي عاش بها الرجل الاقدم بين لوردات الألتراس الحاليين .. غافيد ليندمان.
هذا الأخير ، واقفا خلف نافذة زجاجية هشة حدق بالظاهرة الغريبة التي كانت تحدث بالجانب الآخر .
تلك الغرفة قد كانت المكان الاكثر امانا و تحصينا داخل القلعة ، مصنوعة من معدن رمادي شديد الصلابة ..
لكن ذلك المعدن قد ذاب بسرعة مرعبة جراء النيران السوداء التي حرقت المكان باستمرار ..
النيران صدرت بستمرار من جسد شاب واحد بالكاد بلغ الثامنة عشرة من عمره ..
شاب لم يعد قادرا على الصراخ بعد الآن ، بل فقط جلس منهارا بينما ابتلعته النيران المظلمة ببطء ..
سيف ضوء القمر الخاص به كان مرميا بجانبه بعدما لم يعد حامله قدرا على التمسك به بعد الآن ..
في تلك اللحظة ، بدى المقنع V فارغا للغاية مستسلما و تاركا كل شيء بهذه الحياة بينما زحفت النيران فوق جلده ..
حواسه تبلدت تماما لدرجة أن لم ينتبه حتى لغافيد الذي فجر النافذة بالإضافة الى الحائط الذي فصل بينهما شاقاً طريقه نحوه .
رفع V رأسه محدقا باللورد الذي إتبعه و هو يتقدم ، أعينه الحمراء قد كانت ميتة تماما .. أما النار السوداء فقد هاجمت ليندمان على الفور .
لكن هذا الأخير لم يتوقف بل إخترقها بالقوة غير آبه لجسده الذي إحترق بسببها .. فتلك النيران لم تكن عادية .
غافيد لم يتوانى ، بمجرد بلوغه ل V قام بتوجيه لكمة صاروخية لوجه الفتى جاعلا اياه يتراجع أكثر و أكثر داخل بحر النار التي أنتجها جسده .
"ماذا تخال نفسك فاعلا ؟ ڤيني ؟"
ممسكا بالإيمبيريل الخاص به ، مستعملا كل قوته من أجل مقاومة تدفق النيران من حوله تحدث غافيد معززا صوته بالاورا .
"هل هذا كل شيء ؟ هل هذا كل ما لديك لتقدمه ؟"
اعاد غافيد سيف ضوء القمر ببطء إلى V .
"نحن بشر نبذنا هذا العالم ، بشر أضطررنا لتحمل خطايا آبائنا من قبلنا ، و أجدادهم من قبلهم .. ولدنا هنا فوق هذه القارة المظلمة و عشنا حياتنا كلها بين أرض الحياة و الموت هذه "
"بدماء قذرة تجري بعروقنا ، لم نعد ننتمي للبشر الذي بنوا امبراطوريتهم و رفضونا ، ولا ننتمي للشياطين الذين رأونا كمجرد فئران تجارب فاستعبدونا ."
ممسكا بوجه V ، إلى أن إحترقت يده و تفحمت .. رفض ليندمان تركه حتى النهاية ..
"ماذا نكون نحن ؟ مجرد عبيد يعيشون و يموتون وفقا لنزوات و اهواء كيانات إحتقرت كل ذرة من كياننا ؟"
بينما عكس ليندمان معتقداته .. أطلق جسده اورا قوية جدا طردت النيران مقاومة اياها بينما زاد من شدة قبضته على V .
"آستاروث ليس ملكنا ، و لا قائدنا .. "
"شيطان قذر لن يحدد مصيرنا ، نحن من نفعل .."
"الامبراطورية ليست أفضل منا ، ولا بشرا أكثر منا .."
"لن تحكم الامبراطورية علينا ، و لن يقرروا مصيرنا .. نحن من سنفعل !!"
كلمات غافيد بلغت V الذي إستعاد البعض من البريق داخل اعينه القرمزية ..
بصعوبة .. تمتم الشاب المُعذب بكلمات قليلة ..
"سيدي .. سيد ليندمان."
"قاومه ! إجعله ملكا لك !"
صرخ غافيد بصوت أعلى ، أما V فترنح بصعوبة ..
"لا أستطيع .. أنا لا أستطيع! .. إنه قوي جدا !"
إنتحب V بعدما لم يعد يستطيع ردع تلك النار لوقت أطول .
"أنا لا أستطيع ... لا أستطيع تحقيق ما فعلته أنت و السيد دراغوث .. "
"أنظر إلي .. ڤيني من سباردا .."
مطيعا أوامره .. حدق V مرة أخرى بغافيد الذي تحولت أعينه للاسود تماما بعدما أضطر لاخراج كل قوته من أجل مقاومة النيران ..
"انت الأول ، أول من يحصل على عقد كهذا .. عقد من الفئة SSS "
"قوة شيطان الرتبة الخامسة الاعلى مارڤاس .
كيان يقف على قمة هذا العالم !"
قوة أحد الوحوش الذي قيل أن نيرانه تكفي لحرق الشمس نفسها ..
"لقد خدمنا لوقت طويل ، و إنتظرنا لوقت أطول .. ما ستراه و ما ستعيشه سيجعلك ترغب برمي حياتك جانبا بأي لحظة .. لكن تذكر .. أنت سيد مصيرك "
"هذه القوة التي تقتلك ببطء ، النار التي تحرق روحك و تستهلكك من الداخل .. كلها ستصبح ملكا لك ."
"إحني رأسك اذا اضطررت ، قم باخفاء قوتك إذا إحتجت .. تحمل كل شيء ، لكن لا تدع احدا يقرر مصيرك بدلا منك .."
"لا تخسر نفسك .. V .."
واضعا سيف ضوء القمر بين يديه .. تراجع غافيد ليندمان ببطء بعدما لم يعد يستطيع مقاومة تلك النيران المستعرة بعد الآن .
أما V .. فبإيماءة طويلة مستخدما اورا سيف ضوء القمر التي ابتلعت كل انواع الاورا الأخرى ، بدأ على الفور باحتواء النيران التي انتجها جسده ..
المقنع تمكن من حشد ارادته للقتال مرة أخرى داخل الجحيم الأسود الذي كان فيه. .
"ولدنا هنا فوق قارة الالتراس ، قُدر لنا أن نتحمل أخطاء أجدادنا و نعيش بهذا العالم الذي حاصرنا من كل مكان "
فقط الألتراس من سيفهمون الألتراس ..لن يستطيع أي أحد آخر إدراكهم..
وسط بؤرة اليأس تلك ..عاش كل واحد منهم حياته بطريقته الخاصة ..
...
...
...
- 10 أيام منذ إفتراق فصل النخبة -
بعد ساعات طويلة قضوها بمفردهم ، متبعين علامة الساحرة سيلينا فوق أيديهم التي كانت بمثابة الدليل ..
تخبط طلاب النخبة بحثا عن بعضهم البعض ، متجاوزين العقبات الواحدة تلوا الأخرى .
فينيكس صنلايت كان الشخص الاكثر نشاطا بعدما جرى كالمجنون بكل مكان بحثا عن الآخرين..
كفاحه المرير قد جعله ينجح بايجاد بعضهم ، لكن ليس جميعهم..
مجتمعين داخل أحد خيام الألتراس البدائية التي إقتحموها سابقا .
جلس فينيكس بالمركز محدقا بالجميع من حوله ..
الاقرب منه بطبيعة الحال قد كانا أبناء عمه ، التوأم سكارايت و إيفان صنلايت اللذان كانا محظوظين بما فيه الكفاية ليجدهم أولا بعدما تم نقلهم بالقرب منه .
أما ثاني من وجدهم فقد كان ثنائيا آخر جمع بطل الكنيسة الذي بدا عابسا منذ أن وجده رفقة حفيدة المدير السابق .. لارا كروفت ..
أعين هذه الأخيرة لم تفارق سنو مطلقا ، فبعدما كانت تكافح من أجل النجاة فإذا به يظهر امامها عندما كان مشغولا بإبادة أحد مخيمات الألتراس التي صودف تواجدها بها .
سنو من الطريقة التي جرى بها بكل مكان قد أثبتت أنه كان يحاول العثور على شيء ما .
لكن من رد فعله البارد برؤيتها ، أدركت لارا كروفت أن هدف سنو لم يكن ايجاد رفاقه بل شيء آخر تماما رفض اخبارها بما يكون ..
بالقرب منهم تواجد ثلاثة اشخاص .. دايمن و غوست بالاضافة الى داون بولاريس الذي وجدوه عندما كانوا يستكشفون المنطقة من حولهم .
الغريب في داون بولاريس لم يكن نجاته لوحده فحسب ، بل ايجاده بعض الطعام حتى وسط سلسلة الصحاري تلك ! دون أي اصابات او مشاق تذكر..
ثم عندما سئل كيف فعلها ، كانت اجابته مبهمة تماما ..
"لدي موهبة عديمة الفائدة أبانت عن فائدتها أخيرا .."
بابتسامة حزينة ، ذكر داون بولاريس موهبته الغريبة التي ولد بها ..
يمكن القول أنها قدرة أكثر منها موهبة ..
شيء لم يصدق الآخرون وجوده حتى ..
"الناجي الأخير : أينما حل و ارتحل ، و مهما كان خصمه و أعداءه .. سيكون الناجي الأخير هو آخر من يحكي حكاية الاموات "
بجانب موهبته بالسلاح ، ولد داون بقدرة غريبة جعلته ينجو دوما مهما كان الموقف الذي يوضع به ..
شيء لم يصدقه بنفسه ..
لكن سلسلة الأحداث الاخيرة قد بدأت تظهر العكس ..
و هذا ما جعل داون يتساءل ..
"هل حقا علي أن أكون سعيدا بقدرة كهذه؟"
أن ينجو هو بينما يموت الجميع من حوله ..
لربما سيكون مضطرا لخوض مصير أسوء من الموت بهذه الطريقة ..
بهذه الافكار الكئيبة ، إنعزل داون عن البقية ..
بجانبهم ، تمكن دانزو و راغنا من النجاة هما الآخران بعدما هربوا بنجاح من المطاردة التي فرضت عليهم .
واصل فينيكس احصاء الناجين متجها لفريق الفتيات اللواتي كن آخر من وجدهن ..
سيرس مونلايت ، سانسا فاليريون و ادريانا هايجيفورن .. وجد ثلاثتهن معا بحيث أن سانسا و سيرس قد كانتا أول من التقى ثم انضمت لهم ادريانا لاحقا ...
و أخيرا ، الساحرة سيلينا التي ظهرت من العدم بمجرد إلتقائهم ..
سيلينا كانت الشخص الذي وضع العلامات عليهم بالمقام الأول ، لذلك إختبأت ببراعة إلى أن تجمع الجميع معا ما جعلها تستطيع الانتقال آنيا لمكانهم بعدما أصبح هناك ما يكفي من الاورا خاصتها متراكما بالمكان ..
بالإضافة لسيلينا ، وصل الامير إيغون فاليريون إلى المكان نفسه بمفرده دون أي عناء يذكر خاتما القائمة بأكملها.
فينيكس بوجه أظلمت تعابيره ، أعلن بعدما لم يعد هنالك أي آخرون ..
"14 شخصا فقط ..؟"
شعر فينيكس بالصداع عندما فكر بأن هنالك احتمالية عالية ليكون عدد اللطلاب الموتى أكثر من 5 طلاب الآن ..
و مازاد الطين بلة ، كانت كلمات سيلينا التالية ..
"لقد وضعت علامة على جميعكم ، العلامة السحرية لن تزول بمجرد أن أضعها إلا بحالات نادرة جدا ، مثل موت الشخص الذي ترتبط به العلامة "
بتردد بعدما وُجهت انظار الجميع إليها .. أعلنت سيلينا ..
"أستطيع الشعور بكل حاملي العلامة ، ولا يوجد حاليا سوى 16 شخصا فوق هذه القارة يحملونها .."
14 منهم الطلاب الحاضرون ، و فينيكس هو الشخص رقم 15 .. ما يعني ..
بدأ الجميع يدرك حقيقة ما حدث ..
"غير الحاضرين هنا .. لم يتبقى سوى شخص واحد على قيد الحياة."
بكلماتها الأخيرة ، قضت سيلينا على أي أمل بأن يعود كل الطلاب الذين تم نقلهم أحياء ..
بمكان ما فوق قارة الالتراس ، ماتوا جميعا بمفردهم دون أن يساعدهم أي أحد ..
جميعهم .. ما عدا شخص واحد ..د
أخبار كهذه جعلت الجو العام بين طلاب النخبة يصبح اسوء و أسوء بعدما تكرر موت رفاقهم ..
هذه المرة ، هم لن يستطيعوا دفنهم بشكل صحيح حتى .. هذا ما إذا تركوا جثثا أساسا ..
"سيلينا .. هل تستطيعين الانتقال آنيا لمكان الطالب الأخير ؟"
سأل فينيكس بوجه متعب بينما هزت سيلينا رأسها ..
"للأسف .. لا أستطيع فعل ذلك ، شرط النقل الآني لمهارتي هو أن يتواجد ما يكفي من الاورا الخاصة بي بالمكان الذي أرغب بالانتقال إليه .. و هذا الشرط بالكاد تحقق عندما إجتمعتم جميعا هنا .."
"فهمت .. لكن يمكنك تحديد مكانه على الأقل اليس كذلك ؟"
ترددت سيلينا كثيرا هذه المرة ايضا قبل أن تجيب ..
"ذلك غير ممكن .. العلامة تدل على المكان الذي يتواجد به العدد الاكبر و الاقرب .. بالتالي .."
"هو فقط من يستطيع إيجادنا .. أهذا ما تحاولين قوله ؟"
"أجل .. أنا آسفة حقا .."
"لا بأس .. لقد قمتِ بدورك فحسب "
وضع فينيكس يده فوق رأس سيلينا مجبرا نفسه على الابتسام ..
"أنا من يتحمل مسؤولية ما حدث حتى الآن .."
على الرغم من أنه كان مضطرا لفعلها نظرا للموقف الذي تعرضوا له ، إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة أنه المسؤول بصفته الاقوى بالمجموعة و أستاذهم ..
"سأجد الناجي الأخير بنفسي .. فاليبقى الجميع هنا "
"لا جدوى .. استاذ فينيكس ، هذه قارة كاملة كما تعلم .. كيف ستجده ؟"
أراد فينيكس الذهاب بمفرده ، لكن إيغون اوقفه كالعادة بما انه الشخص الوحيد الذي استطاع مجادلته دون قيود .
"سيحاول الطالب الأخير الوصول الينا بما أنه يستطيع الشعور بمكاننا .. كل ما علي فعله هو مسح المنطقة من حولنا إلى أن أجده .. من يدري ، لربما أتمكن من إنقاذه "
بعدما مات العديد من الطلاب بالفعل ، أراد فينيكس انقاذ ما يمكن انقاذه باي وسيلة ممكنة ..
"لا داعي لتذهب .. استاذ فينيكس ، فالناجي الأخير معروف بالفعل"
كان دايمن فاليريون من تقدم هذه المرة.
"إنه فراي ستارلايت بكل تأكيد "
"..."
لم يقل فينيكس أي شيء ، فهو الآخر كان يعتقد ذلك بدوره ..
"دايمن محق ، أعرف ما يقدر عليه فراي .. إذا اخرج كل ما لديه فلا يوجد الكثير من الأشخاص القادرين على قتله بين الألتراس"
وقف سنو الذي التزم الصمت حتى الآن هو الآخر مشاركا بالحديث .
"سيصل فراي إلى هذا المكان عاجلا لم آجلا ، لذلك بدلا من الذهاب و البحث عنه أقترح إنتظاره هنا بينما يخرج الاقوى بيننا للبحث عن دليل حول البوابات "
قام سنو بترشيح نفسه على الفور بطبيعة الحال .. غير راغب بالبقاء بالمكان نفسه طوال الوقت ..
أفكاره هذه قد كانت واضحة لفينيكس الذي إكتشف ما كان يهدف اليه سنو .
"آسف ، لكن لا أستطيع المخاطرة بحياة طالب آخر .. سيبقى الجميع هنا ، إذا كان هنالك من شخص سيخرج فسيكون أنا"
سنو غير قادر على اخفاء غضبه قام بوضع يده على سيفه بعدما بدأ يفكر بجدية أن ينفذ ما أراد بالقوة ..
كان على وشك إتخاذ خطوته الأولى ، لكن لارا كروفت التي تشبثت بكتفه قد منعته ..
"لا تفعل ..سنو "
بعدما عاشت معه لوقت طويل منذ أن تبناه جدها .. كانت لارا كروفت أكثر من قادرة على توقع تصرفات سنو .
لكن هذا الأخير لم يكن بمزاج يسمح له بتحملها هذه المرة .
بحركة سريعة من يده ، قام برميها بعيدا بسهولة .
"لا وقت لدي لأضيعه هنا"
هناك شخص فوق هذه الأرض الملعونة .. شخص بحث عنه لوقت طويل و أراد قتله بشدة .
و الآن عثر أخيرا على دليل يقوده إليه .
لم يستطع سنو ترك الفرصة تضيع .
كان يعلم أنه يملك ما يكفي من القوة ، و هنا بداخل قارة الاعداء ، لم يمانع سنو إطلاق هيأة ملك الحرب دون قيود .
حتى لو نال منه التعطش اللامتناهي للدم .. مادام يقتل أعداءه فسيكون راضيا .
مرسخا أفكاره المتمردة تلك ، قام سنو بخطوته الاولى راغبا بالاندفاع و الانطلاق بمفرده .
"خطوة الفر .."
قبل أن ينشط قدرته ، تم حظر سنو تماما من قبل قبل شخصين ظهرا بالوقت نفسه .
"لا جدوى مما تحاول فعله .. سنو ليونهارت .."
"لقد بدأت أسأم من مجالستكم أيها الانتحاريون الداعرون .. إلا تستطيعون الجلوس بهدوء فحسب ؟!"
غوست الذي وقف امامه وجها بوجه ، و دانزو الذي طوقه من الخلف بقوته الجسدية العالية ..
وجد سنو نفسه محاصرا تماما ..
"دعاني أذهب .."
"لن نفعل "
إستهزأ دانزو مسخرا المزيد من القوة داخل ذراعيه .
"أستطيع إمساك جسدك الضئيل هذا طوال اليوم"
"لا أريد أن أؤذيكما .."
تكلم سنو ببرود بينما بدأ جسده يطلق المزيد و المزيد من الاورا ..
غوست و دانزو كان يعرفان لأي مدى يمكن أن تصل قوة بطل الكنسية ، لكنها لم ينويا التراجع .
"هذا يكفي .. سنو ليونهارت .."
واضعا يده فوق كتف سنو بعدما ظهر من العدم ..
قام فينيكس بانهاء المعركة قبل أن تبدأ ..
"يمكنك المضي قدما و المحاولة ، لكن أخبرني يا بطل الكنيسة .. هل تظن أنك تستطيع تجاوز جميع من هنا لوحدك ؟"
وجها لوجه مع فينيكس ..
وقف سنو جامدا مكانه بينما تضاربت الافكار داخل عقله ..
"حدد أولوياتك بشكل صحيح سنو ليونهارت .. لا تتخذ قرارا تندم عليه لبقية حياتك "
"..."
لم ينطق بطل الكنيسة بأي كلمة ، لكنه سحب هالته بينما خضع بالقوة أخيرا ما جعل دانزو يتركه ..
'قرار لا أندم عليه ..'
سنو الذي جلس بهدوء دون القيام بأي حركة تساءل كثيرا ما إذا كان أي من المسارات المتاحة له صحيحا ؟
عميقا داخل قلبه ..
شعر بأن ايا ما كان سيقرره الآن ، سيجعله يندم مستقبلا بغض النظر عن النتيجة ..
فهنا بأرض كهذه ، لم تكن هنالك من إجابة صحيحة و أخرى خاطئة ..
خصوصا عندما يكونون ضائعين داخل القارة بعدما لم يجدوا أي دليل يقودهم إلى المنزل بعد ..
لكن ذلك كان على وشك التغير قريبا ..
فبعدما هدأت الأمور أخيرا و عاد الهدوء الذي خيم عليهم مرة أخرى ..
تقدمت سيرس مونلايت حاملة أداة غريبة بين يديها ..
"بشأن البوابات و طريق العودة للديار ، أظننا وجدنا شيئا قد يكون مفيدا "
رفقة كل من سانسا و آدريانا ، عرضت سيرس ما وجدن عندما تم نقلهن آنيا ..
فينيكس ممسكا بالأداة التي كانت على شكل كرة تساءل حقا ما إذا كان هذا ما ظنه ..
"هل هذا ..."
"خريطة سحرية !"
تدخلت سيلينا على الفور بمجرد أن رأت الاداة ..
"هذه الادوات تحتوي دوما على مجسمات تشبه الخرائط .. تستعمل من أجل تحديد الاماكن والمناطق بشكل عام .."
"هل يمكنك تشغيلها ؟" سأل فينيكس بينما أومأت سيلينا بشدة ..
"أستطيع ، هي تعمل بالسحر فحسب لكنها لا تتطلب الكثير .."
متلاعبة بالاورا خاصتها حاقنة اياها بداخل الكرة ، ظهرت الدوائر السحرية المعقدة من حولها قبل أن تحلها سيلينا بسهولة و تشغل الكرة ..
عملت الاداة على الفور مطلقة مجسما عملاقا ثلاثي الابعاد تشكل فوق رؤوسهم على هيأة خريطة حية ..
إنعكس كل شيء داخل اعين جميع طلاب النخبة الذين حدقوا بذلك المجسم الذي أعطاهم لمحة كاملة عن قارة الألتراس ..
"القارة باكملها هنا .."
كانت الخريطة مفصلة جدا لدرجة انها ارتهم اماكن المدن و كل شيء .. لكن تركيز سيلينا كان على شيء واحد فقط..
تلك الاشياء التي بدت مثل الاعمدة البيضاء التي إنتشرت بشكل متفرق باماكن عديدة من الخريطة ..
"بوابات النقل الآني .."
مهربهم الوحيد من أرض الجحيم هذه قد كان واضحا امامهم .
عدد البوابات كان كبيرا ، لكن معظمهم تواجد بداخل مدن كبيرة ظهرت بشكل مميز على الخريطة ، بطبيعة الحال تلك كانت مدن الدم الاعلى ..
لكن ما لفت انتباه سيلينا هو بوابة كانت قريبة جدا من مكانهم..
بوابة قديمة تواجدت بمنطقة جبلية منعزلة ..
"يمكننا الهرب .. "
تمتمت سيلينا دون وعي بينما عاد الامل لطلاب النخبة الآخرين بعد سلسلة الكوارث التي حدثت لهم مؤخرا ..
"إذا وصلنا لتلك البوابة ، سأتمكن من إعادتنا للديار .."
اشارت سيلينا للبوابة التي تواجدت على بعد ما يقارب ال 100 كيلومتر منهم مخفية بين الجبال ..
بهذا حصل طلاب النخبة على طريق واضح أخيرا بدل التجول بشكل عشوائي..
"عمل رائع .. سيرس مونلايت ، لكن كيف وجدتن هذه الاداة بالضبط ؟"
سأل فينيكس بشك بعدما لم يكن مقتنعا بأن يكونوا محظوظين لهذه الدرجة ..
"الفضل يعود لآدريانا ، فهي من وجدتها سابقا قبل لقائنا .."
اشارت سيريس إلى أدريانا التي إنكمشت مكانها بمجرد أن سقطت أعين الجميع عليها ..
"ك-كنت محظوظة فحسب .."
تحدثت آدريانا بتردد بينما هز فينيكس رأسه .
"إفخري بنفسك ، آدريانا فحظك هذا قد يكون السبب بإنقاذنا جميعا "
إستدار فينيكس بعد ذلك ناحية سيلينا التي كانت لا تزال تحلل الخريطة.
"ما إحتمال أن تكون الخريطة مزيفة ؟"
"يستحيل أن تكون مزيفة ، هناك توقيع سحري على هذه الاداة يظهر أنها قد صنعت من سنين طويلة .."
أكدت سيلينا أن الاداة كانت حقيقية تماما ما جعل الجميع يشعر ببعض الراحة بعدما كانوا خائفين أن يكون كل ذلك وهما .
"لنذهب إذا ! لا وقت نضيعه !"
صرخت سكارايت بحماس غير قادرة على اخفاء رغبتها العارمة بمغادرة المكان ، لكن سانسا قاطعتها على الفور ..
"نذهب ؟ إلى أين ؟"
الأميرة التي التزمت الصمت معظم الوقت لم تسكت هذه المرة ..
"لا يزال هنالك شخص واحد لم يصل بعد أنسيتِ ؟ نحن لن نغادر من دونه "
أعلنت سانسا يقينا بينما عبست سكارايت ..
"فراي ستارلايت .."
كان الجميع مقتنعا أن الطالب الأخير الناجي لم يكن سوى فراي..
بعض الحاضرين لم يكونوا مرتاحين لفكرة البقاء و الانتظار من اجله ، لكن صوتهم كان ضعيفا جدا ليعبروا عن أفكارهم تلك .
"الاميرة محقة ، نحن لن نتحرك حتى يصل إلى هنا "
بعدما قرر فينيكس ، لم يعد هنالك أي مجال للاعتراض ، خصوصا عندما لم يفعل الامير نفسه ذلك ..
بالتالي قرر الجميع الانتظار من أجل فراي .
لكن سيلينا بشكل خاص لم تستطع قول أي شيء ، بل حدقت بهم بصمت ..
هي الوحيدة التي علمت الحقيقة ، لكنها لم تستطع قولها بتهور ..
'فراي ستارلايت قد يكون ميتا بالفعل .. و هو ليس الناجي الأخير '
لقد رأت بعينيها ما حدث سابقا .. فراي اوقف النقل الآني بنفسه و بقي بمفرده محاصرا بجيش الألتراس و الساحرة التي جاءت معهم ..
بالتالي ، هو لم يحمل علامتها من الأساس لانه قام بمسحها بالفعل ..
فراي ستارلايت قوي ، لكن ليس قويا بما يكفي لينجو من وضع كذاك ..
بعبارة أخرى ، ايا كان الشخص الاخير .. فهو ليس بفراي ستارلايت ..
هذا ما اردات سيلينا قوله ، لكنها تحفظت عنه حتى النهاية ..
...
...
...
الناجي الأخير ..
حامل العلامة الاخيرة..
في الواقع لم يكن ذكرا .
بل فتاة واحدة وجدت نفسها وحيدة محاصرة داخل منطقة تعرضت بها للهجوم باستمرار ..
كلانا ستارلايت ، الناجي الأخير الذي انتظره الجميع ..
بجسد مصاب بشدة متحاملة على نفسها بعشرات الجروح العميقة و دمائها التي فقدت الكثير منها لدرجة أن شعرها الابيض قد صبغ بالاحمر ..
حرقت كلانا نجومها الخمس حتى آخر قطرة من الاورا مستعملة كامل امكانيات اسلوب غبار النجوم من أجل النجاة .
لكن مهما قتلت من الاعداء ، جاء المزيد منهم بكل مرة ..
لم يعد سيفها يستطيع التحمل بعد الآن بعدما فقد حدته تماما ...
محاطة بالمزيد من الاعداء الذين طاردوها مرارا و تكرارا طيلة الأيام الماضية .
بلغت كلانا حدودها اخيرا ..
"هذه هي النهاية إذا ؟"
المطاردة التي فرضها عليها الألتراس جعلتها لا تقترب مطلقا من أصدقائها الذين اشارت اليهم العلامة ، لتدرك انها لن تتلقى أي مساعدة فهم كانوا بعيدين جدا ..
أمام عشرات الألتراس المتوحشين الذين مدوا أيديهم اليها .
وضعت كلانا سيفها على رقبتها ناوية مغادرة الحياة بنفسها بدل أن يتم تدنيسها على يد اولئك الوحوش..
متقبلة مصيرها مستعدة للموت ..
فمات الجميع سواها ...
جالسة مكانها غير قادرة على الوقوف .. حدقت كلانا مندهشة من زوبعة السلاشات المظلمة التي عصفت بكل الألتراس محولة اياهم إلى اشلاء بسهولة ..
مثل الشبح .. ظهر هناك وسط ساحة المعركة الدموية بينما حدق بها ..
"هل أنت بخير ؟"
من بين جميع طلاب النخبة .. وجدها الوحيد الذي لم يكن يملك اي علامة ..
"فراي .."
بهذه الطريقة ، إجتمع آخر ناجيان من فصل النخبة ..
...
....
.....
عدد فصول التحدي: 11 من 50
للدعم المادي:
Paypal: mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي :
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم..
بالفصل القادم سندخل المئوية الثانية لنا بالقصة .. قطعنا شوطا طويلا ..
اراكم الفصل القادم.