- منظور فراي ستارلايت -
10 أيام منذ إفتراقي عن فصل النخبة..
كانت الأيام الاخيرة حافلة بالأحداث ، الحرب بدأت بشكل رسمي بين الإمبراطورية و الألتراس بعد معركة خليج شيزكلار ، المعركة التي إنتهت بخسارة الامبراطورية.
ثم بدون اي دليل .. كنت مجبرا على التجول بشكل عشوائي داخل أراضي العدو بحثا عن رفاقي بفصل النخبة ، أثناء محاولتي لتحقيق ذلك مررت بالعديد من المستعمرات البدائية الخاصة بالدم الادنى .
رأيت بأم عيني و عشت واقعهم المظلم ، و كيف ساهمت البيئة المحيطة بيهم و الحياة التي أجبروا على عيشها لصنع وحوش بجلد بشري .
قارة الالتراس التي ضمت الملايين من البشر كانت بمثابة حقل تجارب حي للشياطين التي إستغلتهم على أكمل وجه.
البشر جنس متكيف ، يمتاز بالقدرة على التأقلم مع ايا كان الوسط الذي يتم وضعهم فيه .. بالتالي كانوا هم الهدف الامثل لتلك التجارب الفظيعة ..
بعد العيش بينهم ، و قتل الآلاف منهم دون توقف طيلة الأيام الأخيرة كنت بدأت أسأم من الأمر برمته ..
ثم عندما ظننت أنني سأواصل بهذه الطريقة لوقت أطول ، إلتقيت بها .
"كلانا .."
حاملا إياها بين ذراعي بينما إندفعت بعيدا بين الجبال ، حاولت العثور على مخبأ مناسب بأسرع وقت ممكن ..
تنفس كلانا ستارلايت كان ضعيفا جدا بينما احمر وجهها بسبب حمى شديدة أصابتها ..
كل ذلك نتيجة تلك الاصابات التي منيت بها ..
جرح عميق بالجانب الايمن من بطنها ، أفترض انها طعنت هناك.. ايا كانت الاداة التي طعنت بها فقد إخترقتها إلى أن خرجت من ظهرها .
كان هنالك واحد اخر مشابه بالجانب الايمن من صدرها لكنه لم يكن بنفس السوء ..
بجانب الاصابة الاكثر خطورة ، توزعت على جسدها عشرات الاصابات و الجروح الأخرى بالإضافة الى الكدمات نتيجة التعرض للضرب المستمر ..
نجاتها لعشرة أيام كاملة بمستوى قوتها و حالتها هذه هو معجزة بحد ذاته ..
لكن بما أنني هنا الآن ، لم أكن سأسمح لها بالموت بهذه السهولة .
"فراي .."
بضعف ، كانت تفتح كلانا عينيها محاولة الكلام من حين لآخر ..
"لا تتكلمي ، ركزي على إيقاف النزيف لاطول وقت ممكن .."
"فالتتركني فحسب .. هووووف .. لن أستطيع النجاة بإصابات كهذه "
"..."
لم أعطي اي رد ...
كنت اعلم أن الأمر صعب عليها بما فيه الكفاية ، و لربما هي تهلوس فقط من الحمى التي أنتجها جسدها اثناء محاربته للموت الذي زحف ببطء نحو قلبها .
رؤيتها بهذه الحالة المزرية لم تساعد بشيء سوى جعلي أتذكر مرة أخرى كم كنت مختلفا ..
فإصابات كهذه التي جعلتها بهذه الحالة كانت ستشفى بشكل تلقائي لو كنت أنا من تعرض لها ..
نحن بشر ، بنفس الانتماء و نفس العائلة .. عائلة ستارلايت.
لكننا كنا مختلفين جدا ..
"لن أسمح لك بالموت .. ليس بهذه السهولة "
بعد القفز بسرعة فائقة بين المرتفعات الجبلية لما يقارب الساعة ، وجدت المخبأ المثالي أخيرا بعدما لمحت كهفا صغيرا رصدته بفضل عين الصقر خاصتي ..
لذلك و بدون مقدمات ، توجهت الى الداخل على الفور ..
"لن يجدنا الألتراس هنا "
بعدما تأكدت اننا بأمان حاليا ، وضعت كلانا بهدوء فوق الأرض بينما مزقت ثيابها كاشفا عن إصاباتها التي بدأت تتعفن بالفعل ..
"فالتبقي معي .."
أبقيت كلانا واعية لاطول وقت ممكن بينما جمعت الاورا حول يدي اليسرى بكميات هائلة لدرجة أنها أضاءت بضوء بنفسجي لامع انار الكهف ..
مطلقا العنان لاورا الفئة SSS دون قيود ، وضعت يدي فوق بطن كلانا حارقا إصابتها و جاعلا قوتي تتخلل جسدها ..
كلانا لم تستطع منع نفسها من الصراخ بعدما احست بكل جسدها يحترق لدرجة أن عروقها قد أضاءت بنفس الضوء البنفسجي ..
"ركزي ! كلانا !"
واصلت ضخ الاورا دون قيود بينما ساعدتها على تنشيط اسلوبها القتالي و نجومها الخمس مرة أخرى .
من أجل تحقيق ذلك كنت بحاجة لها واعية لتتمكن من إستعمال الاورا بشكل صحيح ..
العملية إستمرت لوقت أطول بكثير مما توقعت ، فعندما إنتهيت أخيرا من حقن قوتي بداخلها كانت السماء قد أظلمت بالخارج ..
اما كلانا فقد فقدت الوعي بمجرد إنتهائي من تزويدها بالاورا بعدما نزفت كلا من العرق و الدم أثناء العملية برمتها .
لكن من الناحية الاجابية ، تمكنت من انعاش جسدها على الأقل بحيث انها لم تعد تفتقر للاورا بعد الآن..
تاليا ، قمت بتنظيف جروحها ثم خياطتها مرة أخرى ..
لم ادرس الطب ولا مرة بحياتي ، تجربتي كلها كانت نابعة من رؤية والدي ينظف جروحي عدة مرات عندما كنت صغيرا .
لذلك يمكن القول أن ما قمت به بالكاد يمكن إعتباره إسعافا ، لكنني تمنيت أن يكون ذلك كافيا لانقاذها حاليا .. خصوصا و أن البشر بهذا العصر أقوى بكثير مما كانوا عليه قبل مفهوم الاورا ..
لحسن الحظ ، اصبح تنفسها مستقرا تدريجيا لاحقا ما جعلني أتنفس الصعداء أنا الآخر ..
بعدما تأكدت من أنها تجاوزت مرحلة الخطر بالفعل ، قمت بوضع الرداء الذي كنت أستعمله من أجل التخفي فوق جسدها بينما تراجعت بعيدا إلى مدخل الكهف ..
بهذا الوقت هنا بين سلاسل الجبال هذه و النجوم التي اضاءت السماء الكئيبة .. كان الوضع مسالما جدا ..
...
...
...
عندما إستيقظت كلانا مرة أخرى ، كان الصباح قد حل مرة أخرى ما عنى اننا دخلنا باليوم 11 رسميا ضائعين هنا بأراضي الالتراس ..
بالكاد تمكنت كلانا من رفع الجزء العلوي من جسدها بعدما إنتابتها موجة حادة من الصداع الشديد .
لكن ما عدا ذلك ، لقد تمكنت من تحريك جسدها بسلاسة مرة أخرى لدرجة أنها قد إندهشت من الطريقة التي تعافت بها ..
و هذا ما قادها لتنظر إلي ..
"إستيقظتِ اخيرا .. كيف إصاباتك ؟"
إفتتحت الحديث بنفسي محاولا تجاوز الجو الغريب الذي نشأ بيننا منذ بدأت أعالجها ، لحسن الحظ تجاوبت معي بسهولة بعدما تفحصت جسدها ..
"أنا بخير .. بفضلك .."
غير مستوعبة كيف تعافت بهذه السرعة ، واصلت كلانا تفحص جسدها خشية أن يكون كل شيء حلما .
"جراحي لم تكن بالإصابات التي قد تشفى بيوم واحد .. و لا 10 ايام حتى .. كيف فعلتها ؟"
"لم أقم بالشيء الكبير ، قمت بحرق جروحك اولا بواسطة قوتي ثم قمت باعادة تنشيط دورة الاورا لديك ، و اخيرا نظفت الجرح و اعدت خياطته .. "
شرحت العملية برمتها و كأنها أسهل شيء بهذه الحياة بينما نظرت إلي كلانا باستغراب .
"اعادة تنشيط دورة الاورا .. هل هذا ممكن حتى ؟"
"أليس هذا ما يفعله أولئك بالكنيسة عادةً ؟"
فتحت كلانا فمها للمجادلة بعدما شبهت ما فعلته بتأثير القوة المقدسة الخاص بالكنيسة ، لكنها سرعانما أغلقت فمها مرة أخرى ..
"أنت مذهل يا فراي ... آسفة لأنني كنت عبئا ثقيلا عليك ، و شكرا لك لإنقاذ حياتي"
شكرتني كلانا من العدم مظهرة ابتسامة دافئة مختلفة تماما عن تلك اللعوبة التي كثيرا ما كانت تظهرها لي بالماضي ..
ابتسامتها ، رفقة نافذة النظام التي إنبثقت بوجهي من العدم جعلاني ارفع حاجبا مستغربا مما رأيته ... خصوصا بعد رؤية نقاط المودة الخاصة بها ..
"لا داعي لشكري ، أي شخص آخر من فصل النخبة كان ليفعل المثل "
تخطيت الشكليات على الفور قبل أن اذهب اليها ..
"الأهم من ذلك .. كلانا ، أنت تملكين علامة سيلينا اليس كذلك ؟"
بمجرد طرحي لهذا السؤال ، أظهرت كلانا إستغرابها ..
"أجل ، يفترض اننا جميعا نملك العلامة نفسها "
كاشفة عن ذراعها الايمن لي ، ظهر توقيع سيلينا السحري الذي أصدر ضوءا خافتا أثبت أنه كان نشطا ..
"لماذا تسأل عن العلامة يا فراي ؟ يفترض انك تملك واحدة بدورك "
"..."
لم أعلم كيف أخبرها أنني تخلصت من العلامة بنفسي و لم أنتقل آنيا معهم بذلك اليوم .
لكن و نظرا للوضع الحالي ، أدركت أنه لا فائدة من اخفاء الأمر ..
"أنا لا أملك أي علامة سحرية .."
تغير وجه كلانا تدريجيا بسماعها لذلك .
"هذا مستحيل إذا كيف .. لحظة .. أنت لم تهرب من تلك المدينة ؟!"
أومأت بالايجاب ما جعلها تجن أكثر ..
"مستحيل! هل بقيت وحيدا هناك ضد ذلك الجيش ؟! إنتظر .. و نجوت رغم ذلك ؟!"
في الحقيقة ، كنت أنوي مواجهتهم جميعا بمفردي بالفعل .. لكن ذلك لم يحدث ..
"ذلك الجيش كان مزيفا .. إنها خدعة صنعتها تلك الساحرة .."
"خدعة ؟"
"أجل .. مجرد وهم "
"إذا كل ما مررنا به حتى الآن .. كان من أجل لا شيء ؟"
بعد سلسلة الحقائق التي شاركتها معها الواحدة تلوا الأخرى ، أمسكت كلانا برأسها مرة أخرى بعدما عاد لها الصداع..
النقل العشوائي الذي ظن الجميع أنه الحل الوحيد للنجاة ، كان من أجل لا شيء ..
بل بسببه مات العديد من الطلاب بالفعل و هذا ما أدركته منذ أن إستعملت منظور اللاعب الثالث على الآخرين و إكتشفت ذلك بعدما تجسست على إجتماعهم الأخير ..
كلانا لم تتقبل الامر بسهولة و ما هي الا ثواني لتبدأ بالسعال مرة أخرى بعدما بدأ جسدها يشكوا جوعه و عطشه منذ أن انهت كل الموارد التي كانت تحملها معها ..
برؤيتي لذلك ، قمت باخراج كل ما لدي على الفور معطيا كل الماء و الطعام الذي خزنته حتى الآن لها ..
بعدما منحتها حصتي الكاملة التي لم أستعمل منها شيئا ، رفضت كلانا في البداية ..
"لا أستطيع قبول هذا .. ماذا سيحدث لك لو أخذت كل طعامك "
"لست بحاجة اليه "
اجبت على الفور بينما دفعت به نحوها أكثر ..
جسدي كان مميزا بالفعل ، النجاة لبضعة أسابيع على الاورا وحدها لم يكن بالشيء الكبير..
لم تستطع كلانا التراجع بعد الآن بحيث انها شربت و تناولت الماء و الطعام بنهم ..
"لكن يا فراي .. كيف عثرت علي بدون أي علامة ؟"
بعد النقل العشوائي ، اصبح دليلنا الوحيد نحو بعضنا البعض هو علامة الساحرة .. و كانت هي الطريقة الوحيدة لنجد بها الآخرين..
"إيجادي لك كان مصادفة ، الحظ وحده ما قادني اليك "
كنت ابحث عنهم بنشاط طيلة الأيام العشر الاخيرة أعبر من مخيمات و مدن الألتراس الواحدة تلوا الأخرى إلى أن وجدت كلانا ...
"الحظ إذا هاه ؟"
"ماذا عنك ؟ لماذا لم تجتمعي بالاخرين حتى الآن ؟"
بما أنها كانت بخير الآن ، بدأت بطرح الاسئلة التي كنت بحاجة لإجابتها ، و هذا كان اولها .
"لقد حاولت .. لكنني لم أستطع فعلها .."
تنهدت كلانا عابسة بعدما تذكرت الأيام الماضية ..
"مالذي حدث بالضبط ؟"
"انها سلسلة الجبال اللعينة هذه "
أشارت كلانا إلى الخارج باصبعها بينما سردت لي ما حدث حتى الآن .
"سلسلة الجبال هذه تمتد لمسافة مئات الكيلومترات ، و هي أرض كابوس بحد ذاتها بحيث أنها تعج بمخلوقات الكابوس التي ستظهر بمجرد تعمقك بالداخل .."
أصغيت باهتمام لما قالته كلانا ..
كانت هذه المرة الأولى التي أسمع فيها بوجود أرض كابوس اضافية غير تلك التي اعرفها بالفعل ..
"قطع سلسلة الجبال أمر مستحيل ، كما أنه يأخذ وقتا طويلا جدا حتى و لو نجحنا بطريقة ما بتخطي كل مخلوقات الكابوس ، لكنني وجدت طريقا يسمح بتخطي كل تلك العقبات بأمان ."
"يوجد معبر آمن يسمح بتخطي أرض الكابوس بأكملها دفعة واحدة ، بحيث انه يحتوي على تمرير سحري يتيح الانتقال على الفور من هذه الجهة إلى الجهة الأخرى .."
" لكن المشكلة أن ذلك المعبر هو قاعدة للالتراس بحد ذاته .. فبمجرد إقترابي منه وجدت الألتراس ينتظرون .. ثم طاردوني لأيام و الباقي تعرفه بالفعل "
دعمت كلانا كلامها برسم تقريبي فوق الأرض شرح ما كانت تقوله بحيث أنها رسمت سلسلة الجبال هذه و المعبر بالوسط على شكل خط رفيع قطعها بالمنتصف ..
"سيكون علينا الالتفاف حول الجبال بطريقة ما ، فالطريق الذي تشير اليه علامة سيلينا يقبع خلفها "
قالت كلانا ما إستنتجته حتى الآن بوجه فارغ ، لكنني قاطعتها على الفور .
"لن نلتف حول الجبال .. بل سنعبر مباشرة من البوابة الامامية ."
"عذرا ؟"
صرخت كلانا على الفور محاولة التظاهر بأنها سمعت الأمر بشكل خاطئ ..
لكنني أكدت كلامي ..
"سنعبر من قاعدتهم تلك .. حتى لو عنى الأمر هدمها فوق رؤوسهم ."
"فراي .. أتعي ما تقوله ؟ ذلك المكان يعج بهم !"
"أعلم ذلك بالفعل ... لكن لا خيار أمامنا إذا ما أردنا بلوغ الآخرين "
بعد كل شيء ، هم عثروا على طريق العودة إلى المنزل بالفعل ..
إذا تأخرنا كثيرا و حاولنا الالتفاف حول سلسلة الجبال قد نخاطر بضياع هذه الفرصة ..
بالتالي قررت الذهاب عبر الطريق المباشر ..
"سنذهب بمجرد أن تتعافي بشكل كامل "
قلتُ بحزم ما جعل كلانا تعبس تلقائيا ، شبح ما حدث طيلة الأيام الماضية لا يزال يطاردها حتى الآن و ها انا ذا أطلب منها العودة إلى ساحة المعركة مرة أخرى ..
لكن لم يكن لدينا اي خيار .
"في حال ما حدث أي شيء .. كلانا ، أريدك أن تتركِ القتال لي .. إذا تحتم عليك الهرب فاهربي ، أريدك أن تفكري بمصلحتك أولا دوما إتفقنا ؟"
"..."
لم تقل كلانا أي شيء ، جافلة مكانها لم تستطع سوى أن تومئ برأسها خصوصا عندما كنت بهذا القرب منها .
بهذا حسم الأمر ، و رسمنا طريقنا بالفعل .
...
...
...
أخذ الأمر من كلانا 24 ساعة أخرى لكي تتعافى بما فيه الكافية لتتحرك مرة أخرى..
بتلك الليلة ، خرجنا متجهين نحو المعبر الذي تحدثت عنه سابقا ..
كنا نلبس عباءات سوداء غطت اجسادنا بالكامل من اجل التخفي ، خصوصا كلانا التي لففت كل ما لدي من ملابس اضافية حولها جاعلا فقط اعينها تظهر قليلا من الاعلى ..
بعد كل شيء .. لو رآها همج الألتراس فسيتهافتون عليها حتى و لو لم يدركوا انها عدو .
"سنحاول التسلل ، إذا امكن أريد تجنب القتال قدر المستطاع "
"حسنا .."
التسلل بين صفوف الدم الادنى لم يكن بالمهمة الصعبة ، فدفاعاتهم هشة و معظمهم ضعفاء ما جعلني متأكدا من مقدرتي على المرور ..
و ماهي إلا دقائق لنبلغ مدخل المعبر ..
توقعت رؤية نفس الجدران الهشة الدفاعية لأراضي الألتراس البدائية ، فإذا بي أتفاجأ بشيء مختلف تماما ..
بين الجبال ، تم بناء باب عظيم الحجم وقف منتصبا هناك .. بمدافع سحرية و عشرات الحراس من الاعلى..
الباب كان يفتح من حين لآخر سامحا لبعض الألتراس بالدخول ..
لكن ما أثار إنتباهي بشكل خاص لم يكن البنيان الفاخر و لا الهالة التي أرسلها ذلك الحصن الغريب .
بل كان الألتراس انفسهم ..
تلك الهالات .. وجوههم الحيوية التي لم تختلف عنا نحن من جاء من الامبراطورية .. و أجسادهم التي تنضج بالقوة المتفجرة ..
بعبوس أدركت الحقيقة ..
"هؤلاء ليسوا بدم أدنى "
هم مختلفون تماما عن علف المدافع الذي كنت أواجهه طيلة الأيام الماضية ، بل لا تجوز المقارنة بينهم من الأساس ..
هؤلاء هم القوة الحقيقية للالتراس ، المتعاقدون الشيطانيون الذين يملكون دماء الشياطين تجري بعروقهم ..
"الدم الاعلى.."
تمتمت تحت انفي دون وعي بينما انكرت كلانا بشدة ..
"هذا مستحيل! كنت هنا منذ بضعة أيام فقط ، لكنني لم أرى أيا منهم ."
شعرت كلانا بالذعر عندما أدركت أن ما يتواجد امامها هم القوة الحقيقية للالتراس ما جعلها تتراجع دون وعي عدة خطوات للخلف ....
"لنتراجع "
ارادت الهرب ، لكنني أمسكت بيدها على الفور ما جعلها تنظر إلي حائرة.
"سنواصل المضي قدما "
"لكن !"
"ثقي بي "
ضغطت عليها بحزم بينما تقدمت إلى الأمام ممسكا بيدها جارا إياها معي ..
"فراي .. توقف "
خطوة بخطوة ، كنا نقترب من البوابة العملاقة إلى أن ظهرنا بشكل كامل امامهم .
إذا ارادوا الآن ، فهم يستطيعون قصفنا بالمدافع السحرية الموجودة بالقمة ..
لكنهم لم يفعلوا بعد ما اثبت انهم لا يعلمون
باننا اعداء .
ثم بعد التقدم أكثر ، ظهر الحراس الذين حرسوا البوابة من الخارج ..
رجلان باجساد عملاقة حاملين سيوف عظيمة خلف ظهورهم مطلقين هالتهم بشكل ساحق ..
"فراي توقف !!"
ناشدتني كلانا مرة أخرى ، خصوصا عندما احست بهالات الفئة S خاصتهم ..
رأيت الرعب بعينيها ، لكنني لم اتوقف حتى النهاية ..
وجها لوجه مع الدم الاعلى..
كنت مستعدا لدخول البوابة ..
...
....
......
عدد فصول التحدي: 12 من 50 .
لدعم العمل ماديا: ( في حال ما رأيت انه يستحق )
Paypal: mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي:
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم..
بلغنا المئوية الثانية رسميا ..
انه طريق طويل قطعته الرواية..
اراكم الفصل القادم.