203 - خطة اللورد ستارلايت

سواءا الألتراس ، أو الإمبراطورية..

عاشت القارتان وقتا مهما جدا من تاريخهما الممتد لمئات السنين ..

فبعد سلسلة من الأحداث المدوية التي حدثت مؤخرا بين معركة طاحنة إنتهت بفوز الألتراس داخل خليج شيزكلار ، أو النظام القديم الذي عاد من تحت التراب ليحكم بقوة من جديد ..

مثل قطع الدومينو ، تساقطت القطع الواحدة تلوا الأخرى بأحاجم أكبر بكل مرة ..

مجرد عملية إختطاف واحدة كانت كافية لجعل العالم بأكمله ينقلب رأسا على عقب ..

المستقبل ضبابي جدا ، و لا أحد يعلم ما ستؤول إليه الأمور .

لكن الشيء الاكيد ، هو أنه لن يعود كما كان أبدا ..

...

...

...

-الجزيرة المقدسة صقلية-

جنة أتباع الكنيسة و عبدة حاكم الضوء ..

ارض مباركة ملأتها الخيرات بشلال ازرق من الماء النقي الذي نزل من السماء مغديا كل ما فيها ..

كانت الجزيرة المقدسة ارضا أشبه بالجنة التي مُنحت فقط للمؤمنين الحقيقيين بحيث أن الكنسية لا تسمح للناس العاديين بدخولها ..

بهذه الطريقة بقي المكان هادئا و مقدسا دوما ..

لكن الحال تغير اليوم ، عندما اهتزت الأرض بعنف و وقف اتباع الكنيسة يحدقون بلا حول ولا قوة عاجزين عن فعل أي شيء إزاء ما كان يحدث امامهم ..

*بوووم!!*

دوى صوت انفجار مرعب عندما تحطمت بوابة الكاثيدرائية الرئيسية للكنيسة بينما زحف شخص ما من بين حطامها ..

الاسقف الاعلى للكنيسة ، جوزيف بلاتير سعل بشدة عندما حاول النهوض من جديد لكنه بالكاد إستطاع الوقوف بشكل صحيح ..

أحس بلاتير بخط الدم الذي نزل من حافة فمه ، و الضرر الداخلي المرعب الذي تعرض له بمجرد ضربة واحدة من ذلك الرجل الذي ظهر فوق جزيرته من العدم ..

"سير آلون .."

نطق بلاتير باسم الشخص الذي جعله بتلك الحالة ، سير آلون العجوز الذي مشى نحوه ببطء متكئا على عصا خشبية قديمة ..

خلفه وقف كل من أوليفر خان و الخادم غاس الذان رافقاه ..

محاطين بالمطران و الكهنة من حولهم بالإضافة إلى كل مؤمني الكنيسة ..

شاهد الجميع بصمت ما كان يحدث غير قادرين على القيام بأي حركة بعدما دفنهم السير آلون بهالته المتفجرة جاعلا اياهم يشاهدون بأعين دموية ..

"ظننت أنني رسمت حدودك ذات مرة يا بلاتير "

بركلة سريعة لم يستطع بلاتير ذو الفئة SS لمحها مطلقا ..

وجد رئيس الاسقف نفسه يصطدم بالحائط المجاور محطما اياه من سرعة الاصطدام ..

"إنعزلت بنفسك داخل جزيرتك تتآمر ضد أبناء جلدك .. تدس أفكارك المسمومة بداخل عقولهم مستعملا إسم حاكمك اللعين .. "

بلاتير من جهة أخرى قام ببصق المزيد من الدم بينما وقف بصعوبة مرة أخرى ..

"نحن الكنيسة .. أتباع حاكم الضوء الأتقياء ، عشنا حياتنا كلها نتبع مشيئته .. لا يحق لأحد التشكيك بذلك حتى لو كنت أنت أيها الامبراطور الحديدي .. حاكم الضوء هو قائدنا الوحيد .."

محاولا البقاء متماسكا قدر الامكان أمام أتباعه ، لعن جوزيف بلاتير من كل اعماق قلبه .

'كان حيا يختبئ كل هذا الوقت إذا ..'

السبب الذي جعل الكنيسة لا تقوم بأي خطوات كبيرة حتى الآن داخل الإمبراطورية ، كانت خوفا من أن يظهر هذا الرجل مرة أخرى ..

لن يتعجب بلاتير لو كان هو السبب وراء ذكر حاكم الضوء لعائلة فاليريون قبل الألتراس بأولوية الابادة ..

سير آلون ، الإمبراطور الحديدي منزعجا مما سمعه حتى الآن ، صر على اسنانه قبل أن يطلق صرخة مدوية حطمت كل الزجاج المبهرج للكاتدرائية مفجرا طبلات اذن جميع الحاضرين ..

"حاكم الضوء!!!!"

غير قادر على التحكم بغضبه و هالته المتفجرة ، جعل السير آلون معظم الحاضرين يركعون من شدة الضغط المسلط عليهم ..

"عندما إختار حاكمك المنافق بطله ، ذكرني ماذا كان اسمه ؟"

ممسكا ببلاتير من رقبته ، واصل السير آلون بصق كلماته اللاذعة بوجه بلاتير و كل اتباع الكنيسة ..

"فاليريون! كازيس فاليريون!!!"

يد السير آلون كانت اشبه بقاذفة الصوابيخ هي الأخرى على غرار ابنه ، وهذا ما أثبته بالطريقة التي قذف بها بلاتير بسرعة مرعبة جاعلا اياه يصطدم بكل اتباعه الذين أمسكوا به بالكاد ..

"منذ البداية ، بنيتم ديانتكم اللعينة هذه من لا شيء .. فحتى حاكمكم لم يختر أيا منكم "

"لربما لم يبصر ابني الغبي ما تحيكه تحت عباءتك البيضاء الملطخة بالدم تلك ، لكنني أستطيع رؤيته بنظرة واحدة.. بلاتير "

"متمسكين بحجتكم الواهية ، مستعملين إسم حاكمكم لفعل ما تشاؤون فوق هذه الأرض التي بناها الرجال ، و عاش فوقها الرجال .. و مات من اجلها الرجال !!!"

فجر السير آلون قوته غير قادر على كبح نفسه بعد الآن ..

ليس بعدما رأى الحال الذي آلت إليه الإمبراطورية ..

"قلتم أنكم أتباع حاكم الضوء الاتقياء ، إذا أين هو حاكمكم ؟!"

*بووووم !!!*

انفجرت الكاثيدرائية القديمة التي بنيت منذ سنين طويلة جدا بعدما لم تتحمل ضغط رجل واحد ..

"ها أنا ذا أدمر كل ما بنيتموه ذات يوما كافرا بما تدعون ، لماذا لا يأتي حاكمكم و يقتلني إذا ؟ .."

"سأخبركم السبب ، فما حاكم الضوء هذا إلا سراب أعميتم به أتباعكم و كل الناس من حولكم "

ضاغطا على الزناد عن عمد ، بدأ اتباع الكنيسة يصرخون بصوت واحد محاولين تحطيم هالة السير آلون بعدما كفر بحاكمهم..

لكن الإمبراطور الحديدي لم يتأثر بأي من ذلك ، بل زاد هالته فحسب معيدا اياهم إلى الأرض بالقوة ..

"الحاكم الوحيد فوق هذه الأرض.. "

"هو أنا ولا أحد سواي !!!"

ممسكا به أمام رعاياه ، جر السير آلون أسقف الكنيسة بلاتير وراءه بينما غادر المكان رفقة كل من اوليفر خان و غاس .

"من الآن فصاعدا ، ستتحرك الكنيسة وفقا لأوامري .. لن تختبؤوا بعد الآن داخل جزيرتكم اللعينة .. ليس و أنا على قيد الحياة ."

"لا حق لك !" صرخ بلاتير ، لكن السير آلون لكمه على الفور مجبرا اياه على التزام الصمت .

"بل لي كل الحق ! . إما هذا أو الموت هنا "

فارضا زخمه و نظامه ..

آخذا القوة الأعلى داخل الكنيسة كأسير له ..

غادر السير آلون الجزيرة المقدسة بعدما عاث فيها من الخراب الكثير ..

أوليفر خان متبعا الإمبراطور الحديدي ، لم يستطع سوى أن ينبهر بما كان يراه ..

' بيوم واحد .. بسط سيطرته على الكنيسة بأكملها ..'

العجوز القديم كان سريعا جدا عندما تعلق الأمر بقيادة الإمبراطورية ..

مخاطبا اوليفر خان دون أن يستدير مواصلا المشي ، حدد السير آلون هدفه التالي بالفعل ..

"قلتم بتقريركم أن عائلة ستارلايت هي الوحيدة التي تحتفظ بقوتها الكاملة حتى الآن أليس كذلك ؟"

أومأ اوليفر خان على الفور ..

"هذا صحيح ، عندما شنت الإمبراطورية الحرب دون مقدمات كانت عائلة ستارلايت الوحيدة التي رفضت الهجوم بعدما رفض لوردهم الحالي الأمر "

"جيد جدا ، إذا فالتحضر لي هذا اللورد على الفور "

"أمرك"

إندفع اوليفر خان على الفور منفذا الاوامر التي تلقاها ..

المقنع وجد نفسه مضطرا لتحمل الامبراطور الحديدي الذي إستيقظ من سباته الآن..

بالسابق اراد الاندفاع مع الآخرين للحرب و محاولة إنقاذ الأميرة ، لكن اللورد الحالي لعائلة ستارلايت قد أوقفته مقنعة اياه بالبقاء ..

لم يعلم اوليفر خان ما ستؤول اليه الأمور من الآن فصاعدا ، لكنه كان متأكدا من أن فرصتهم الوحيدة تتمثل بالامبراطور الحالي .. السير آلون ..

...

...

...

مقاطعة كاستلفينيا - قلعة الإمبراطور -

داخل حجرة عملاقة مفروشة ببساط احمر و جدران زينها اللون الذهبي .

كانت الاجواء شديدة التوتر ، أما تلك السيدة التي واصلت ضرب الأرض بقدمها فلم تزد الأمور سوى سوءا

...

"فالتهدئي يا كارمن "

تحدثت آدا بعبوس بعدما سئمت من الصوت الذي استمر لبعض الوقت الآن ..

"آسفة آسفة ... أنا فقط لا أشعر بأنني بخير "

تنهدت كارمن متكئة على الحائط ..

سواءا هي أو آدا ، ارتدى كلاهما اللباس العسكري الخاص بعائلة ستارلايت الذي غلب عليه الابيض و الاسود ..

"لماذا كل هذا التوتر ؟ يفترض أن أكون عديمة الخبرة هنا لا انت "

"أنت تتحدثين هكذا لأنك لا تعرفين الإمبراطور الحديدي .."

حدقت آدا باهتمام نحو كارمن ..

امرأة بعمر كارمن ستارلايت لم تكن لتتوتر بسهولة فقد عاشت لوقت طويل يؤهلها لرؤية الكثير من الاشياء و عيش العديد من التجارب .

رؤيتها بهذه الطريقة جعلت آدا تتساءل حقا ..

"أي نوع من الناس هو السير آلون ؟"

"إنه وحش قديم ، أشبه بديكتاتور مجنون دون قلب .."

"هل هو مرعب لهذه الدرجة ؟"

أومأت كارمن ..

"الكثير يناديني بالمرأة العجوز الآن ، لكن السير آلون كان عجوزا بالفعل عندما كنت لا أزال مجرد رضيعة العب بالمهد .."

"رؤيته مجددا الآن بنفس الوجه و نفس ذلك الحضور المتعجرف توترني لسبب ما "

إنهمكت كارمن بالتفكير بذلك الامبراطور الحديدي الذي وحد العوائل الكبرى ذات يوم متناسية موقفهم الحالي بالكامل .. لكنها سرعانما تذكرت بعد فوات الاوان ..

"آه .. آسفة آدا ، لا يفترض بي نقل توتري اليك خصوصا عندما تكونين على وشك اللقاء به "

"لا بأس .. انا بخير "

تنهدت آدا هي الأخرى محاولة البقاء هادئة قدر الامكان ..

السير آلون تركهم ينتظرون لساعة كاملة حتى الآن منذ أن قام باستدعائهم للمثول أمامه ..

كانت آدا متأكدة من أن هذه أحد طرق الضغط النفسي التي مارسها الإمبراطور الحديدي عليهم ، لذلك لم تسمح لنفسها بالانكسار بسهولة .

ثم بعد بضع دقائق أخرى ، إنفتح الباب و ظهر اوليفر خان مجددا ..

"الامبراطور مستعد لرؤيتكم ، فالتتبعوني من فضلكم "

بعدما حانت ساعة الحقيقة ..

نهضت آدا من مكانها مكتفية بإيماءة موجزة كرد على اوليفر .

خطوة بخطوة ..

مشت كل من آدا و كارمن خلف اوليفر متجهين ناحية غرفة الملك الذي استيقظ من سباته ..

كلما تقدموا أكثر داخل الرواق الذي ادى ناحية القاعة الإمبراطورية .. إستشعر ثلاثتهم الهالة الساحقة التي ازدادت مع كل خطوة ..

الضغط كان قويا بشكل خاص على آدا التي بدأت تفقد هدوءها تدريجيا ..

خصوصا عندما يكون الرجل الجالس بانتظارها وحشا عاش بنفس زمن أجدادها..

"لا داعي للذعر .. آدا ستارلايت"

بعدما إشتد عليها الضغط ، قام أوليفر خان بنشر هالته مغطيا على آدا المتوترة ..

"أنت اللورد ستارلايت الآن ، لديك كل الحق للوقوف هنا أمام الإمبراطور .. لقد قطعت طريقا طويلا بالفعل"

بمجرد قوله لتلك الكلمات ، نشرت كارمن هالتها هي الأخرى من حول آدا ..

"اه .. كان يفترض بي فعل هذا قبل أن يفعل هو .. اللعنة "

حكت كارمن رأسها مستاءة من الطريقة التي قام اوليفر بعملها ..

"أيا كان .. آدا ، انا سيئة عندما يتعلق بخطابات التحفيز .. فقط قومي بما كنت تفعلينه حتى الآن ذلك سيكون كافيا "

"كارمن .."

برؤية الناس الذين دعموها ، و مستذكرة الطريق الذي مرت به حتى الآن و الشخص الذي ارادت انقاده ..

إبتسمت آدا من جديد بينما تقدمت إلى الأمام بعزم متجدد .

"شكرا لكما .."

أومأ اوليفر خان برأسه بمجرد تأكده من جاهزية آدا ، ليفتح الباب الذي قادهم إليه ..

جالسا فوق العرش الذي اعتاد مايكار فاليريون الجلوس عليه ..

كانت الاجواء داخل القاعة مظلمة باضواء خافتة ما جعل اعين السير آلون تبرز بشدة بفضل الضوء الذهبي الذي اصدرته ..

بمجرد رؤيتهم للامبرطور الحديدي امامهم ، إنحنى الجميع بوقت واحد ..

"نحيي الإمبراطور !"

أعين الجميع كانت مسلطة على السير آلون ، لكن اعين هذا الأخير قد ركزت بشكل كامل على آدا ..

"إذا أنت هي اللورد الحالي لعائلة نوفا ستارلايت ؟ .. علي أن اقول انني مندهش قليلا "

تحدث السير آلون بلا مبالاة بينما رفعت آدا رأسها غير متأثرة بالتهكم بكلامه ..

"هذا صحيح ، أنا هي اللورد الخامس لعائلة ستارلايت .. آدا ستارلايت"

قالت آدا كلماتها بحزم محاولة ترسيخ مكانتها أمام الإمبراطور الحديدي الذي تهكم على مستوى قوتها المتواضع مقارنة بمنصبها .

"هوه ؟ هل هذا صحيح ؟"

ضحك السير متكئا على عصاه التي ضرب الأرض بها مرسلا موجة من الرياح التي عصفت بالمكان .

"أخبريني إذا .. لورد ستارلايت ، لماذا عائلتك هي الوحيدة التي نجت من بين كل العوائل الأخرى ؟ هل تعمدت عدم إرسال قواتك إلى الحرب ؟"

غير متأثرة من النبرة العدائية للسير .. أومأت آدا ستارلايت برأسها ..

"هذا صحيح ، عائلة ستارلايت رفضت المشاركة بهذه الحرب منذ البداية و إكتفينا بالدعم من الخلف فحسب "

رفع السير آلون حاجبه كرد فعل على صراحة اللورد الضعيف الماثل امامه بينما ضغط أكثر ..

"و ما السبب وراء ذلك ؟ إعلمي أن اجابتك ستحدد مصير عائلتك بأكملها "

كلمات السير آلون كانت مدعومة بقوته الكاملة التي ارسلت قدرا مرعبا من الهالة ..

حتى كارمن صاحبة الفئة SS- قد عانت لتحمل تلك الهالة الجبارة ، فما بالك بآدا ستارلايت التي كانت الهدف الاساسي للسير آلون ..

حاولت آدا التماسك قدر المستطاع قبل ان تستجمع شتات نفسها و تبدأ الكلام ..

"مع كامل إحتراماتي للعائلة الحاكمة ، لكن عائلة ستارلايت قد إنخرطت بهذه الفوضى منذ البداية ليس من اجل شن الحرب على الألتراس .. بل من أجل إنقاذ الأشخاص الذين تم إختطافهم من المعبد قبل 10 أيام من الآن ."

"شن الحرب بشكل أعمى ملتقطين الطعم الذي رماه العدو لنا هو مجرد غباء محض خصوصا عندما يكون مصير أولئك المختطفين بين أيديهم .. عندما تم رفض حجتي هذه لم يكن أمامي الخيار سوى سحب قواتي و التمركز بالخلف لكي لا تذهب عائلة أخرى كضحية للفخ الذي نصبه الألتراس "

أخذت آدا ثانية ملتقطة أنفاسها ، ما جعل السير آلون يمسك بقيادة المحادثة مرة أخرى ..

"أفهم من كلامك أنك تملكين خطة لانقاذ المختطفين اليس كذلك ؟"

نهض السير آلون من مكانه قبل أن يصرخ بغضب ..

"ساذجة!!!"

جفلت آدا على الفور بعد التعرض للمزيد من الضغط الهائل للامبراطور الحديدي ..

"سمعت أن أخاك الوحيد عالق بين المختطفين ، كيف تنوين إنقاذه هو العالق بمكان ما داخل قارة كاملة لا تعرفين مكانه بها حتى .. لربما هو ميت بالفعل .."

"بل هو حي !"

كانت آدا هي التي صرخت هذه المرة ما جعل السير آلون ينظر إليها مطالبا إياها بتوضيح كلامها ..

آدا اشارت لكارمن التي أومأت على الفور مخرجة أداة على شكل مجسم سحري ..

بمجرد تفعيل الأداة ، ظهرت خريطة ثلاثية الابعاد داخل القاعة .. خريطة عرضت تفصيلا دقيقا للكوكب بأكمله ..

"لقد أجبرتني هذه الحياة على العيش مع أخ غريب الاطوار يخفي عني الكثير من الاسرار "

مشت آدا ناحية الخريطة بينما واصلت التحدث و هي تنظر إلى مكان معين منها ..

"دوما ما عاد أخي الوحيد إلى المنزل بجسد ملأته الجروح ، بروح منهكة أثقلتها الهموم إلى أن إشتعل رأسه بالشيب بينما لم يبلغ العشرين من عمره حتى .."

"كل ذلك كان يحدث عندما أكون بعيدة عنه غير مدركة لما يقاسيه .. لذلك كأخت له لم يكن أمامي من خيار سوى القيام بشيء يجعلني أتأكد الا يأتي اليوم الذي يموت فيه أخي الوحيد بمكان لا اراه .."

مشيرة الى الخريطة ، تحديدا علامة حمراء أومضت باستمرار بمكان معين غرب قارة الالتراس أعلنت آدا ..

"أخي حي يرزق ، عالق بمكان ما هناك بغرب قارة الالتراس"

بعد عودته من لوندور ، أجبرت آدا اخاها فراي على زرع اداة سحرية موصولة بقلبه مباشرة جعلت عداد حياته يظهر عندها دوما ..

ذلك كان الضمان الوحيد لآدا ستارلايت التي تركها فراي على اعصابها دوما ، و هذا السر وراء حفاظها على رباطة جأشها حتى الآن على الرغم من اختفاء أخيها داخل قارة الاعداء ..

"أستطيع التأكيد أيضا أن الالتراس لا يحتجزونه حاليا ، فأخي كان يتنقل بجنون داخل القارة طيلة الأيام العشر الاخيرة !"

"إنهم احياء هناك يقاتلون من أجل ايجاد طريق العودة للديار يا سيدي ! ، فكيف تريد مني المشاركة بحرب خاسرة بدل جمع كل ما لدي من قوة و محاولة إنقاذهم ؟!"

برؤية كيف وقفت أمامه فتاة ضعيفة لم تبلغ ربع عمره حتى ..

مقدمة حجتها بشجاعة ، محققة بذلك ما لم يفعله من هم أقوى منها ..

لم يستطع السير آلون منع نفسه من الضحك .

علا صوت ضحكه داخل المكان وسط استغراب الجميع ..

ضحك العجوز القديم لأول مرة منذ عودته إلى الإمبراطورية التي لم تقدم له شيئا سوى الهموم ..

"جيد جدا ! لورد ستارلايت!"

قفز السير آلون من مكانه بينما تقدم و عصاه تضرب الأرض بكل مرة ..

"لم أتوقع أن أجد شخصا مؤهلا وسط كومة القمامة التي تركها إبني خلفه .."

ملقيا بنظرة على الخريطة التي عرضتها آدا و المعلومات القيمة التي قدمتها ..

أومأ السير آلون راضيا بينما خطى بخطوات سريعة نحو الأمام ..

"إتبعيني .. لورد ستارلايت"

متجاوزا اياها ، امر الإمبراطور الحديدي آدا باتباعه ما جعلها ترتبك ..

"الى أين يا سيدي ؟"

"خطتك ممتازة .. لورد ستارلايت"

مواصلا الكلام دون النظر خلفه .. أوضح السير آلون مقصده.

"لقد قمت بعمل جيد ، لكنك تفتقرين للقوة القتالية للتي تسمح لك بالذهاب و انقاذ اخيك أليس كذلك ؟"

مسلطا الضوء على الأمر برمته ..

أومأت آدا..

كانت اللورد الحالي لعائلة ستارلايت تنوي إستعمال الإمبراطور مايكار فاليريون بقوته القتالية المتفجرة . لكن هذا الأخير قد ذهب إلى الحرب و إختفى دون مقدمات

.

و الآن بعدما ظهر السير آلون ، تمنت آدا أن تنجح هذه المرة و هذا ما حدث بالفعل .

"خطتك تستحق العمل بها ... لورد ستارلايت هذا ما احاول قوله "

"لكن من أجل إتمام ذلك ، سنحتاج لبعض الأشداء الذين تركوا سلاحهم منذ زمن طويل .. "

غادر السير آلون متبوعا بكل من كارمن و آدا و المقنع اولفير خان خلفهم متجهين إلى مكان آخر تماما ..

"حان وقت إيقاظ العهد القديم بالكامل "

...

...

...

عدد فصول التحدي: 15 من 50 .

من أجل الدعم المادي:

Paypal: mohamedmazino134@gmail.com

من اجل الدعم المعنوي :

التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم.

شكر خاص:

شكرا للاخت هناي التي دعمت الرواية ماديا ب 25 دولار ، و الاخ حمزة الذي اضاف 3 دولار أخرى ، بارك الله بكما و ان شاء الله الرواية تبقا دوما عند حسن ظنكم .

اراكم الفصل القادم.

2024/12/28 · 552 مشاهدة · 2760 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2025