أرض الألتراس ..

بين سلاسل الجبال التي وصلت لنهايتها ، بعيدا عن مدينة الدمى التي تم محوها من الوجود ..

ممسكا بصدره محاولا سد الحفرة الدموية التي لم ترد أن تشفى بيد ، و متمسكا بالحائط بيد أخرى ..

سار فراي ستارلايت بجسد مكسور ، و روح متعبة خطوة بخطوة و مسار من الدم خلفه ..

البياض من عينيه قد تحول للاحمر الآن بسبب الدم ما جعله لا يرى ما أمامه بشكل صحيح ..

الألم المبرح الذي عايشه لم يكن بالشيء الذي قد يتحمله بشري ..

لكن رغم ذلك .. فراي لم يسقط مطلقا ..

"لا أزال واقفا .."

تحدث بصعوبة .. محاولا منح نفسه القوة بينما لهث بشدة بعدما اصبح التنفس مهمة صعبة بحد ذاته بعدما استنشق من الدخان و الغازات السامة الكثير ..

"لم أسقط بعد .."

شعر فراي بالمرارة داخل قلبه ، لقد قطع شوطا طويلا جدا ..

من مجرد فتى لا يعرف كيف يحمل السيف ذات يوم ..

إلى محارب يستطيع الخروج من معارك حياة أو موت ضد من هم في الفئة SS ..

عندما كان فراي ينظر إلى الخلف ، استطاع رؤية ذلك الطريق الدموي الذي أضطر للمضي من خلاله حتى الآن ..

طريق صبغ بالدم و الألم .. ألم لا يزال يرافقه .

مستنشفا الهواء من حوله بصعوبة ..

حدق فراي بالسماء متألما ..

كان الليل قد حل بالفعل الآن معلنا بداية الليلة ال 14 داخل أرض الألتراس ..

رغم أن هذه الأرض كانت بعيدة كل البعد عن الديار .. إلا أن القمر و النجوم اعلاه هم نفسهم الذين لطالما أناروا طريقه ..

بعد التخبط لوقت طويل ، تمكن فراي من الخروج بشكل تام من حدود مدينة الدمى ما جعله يسقط منهارا متكئا على جدار الجبل العالي من خلفه .. مختبئا هناك بين الشقوق .. شعر برأسه ينمل ببطء ..

لقد أصبح قويا حقا ، و قد ادرك ذلك بنفسه ..

فاز بالمعركة ، و خرج حيا رغم الحصار الهائل الذي فرض عليه ..

لقد قدم كل ما استطاع تقديمه ، لكن إلى أين قاده كل ذلك ؟

"لا شيء تغير .. لا شيء على الاطلاق"

لا يزال يتخبط عالقا بين خيوط القدر الذي تمت حياكته له من طرف أشخاص اخرين ..

لقد ماتت كلانا ، رامية بحياتها من اجله ما جعل روحه مقيدة بالاغلال اكثر مما كانت عليه ..

ما حدث جعل فراي يتساءل ، من أجل ماذا كان يقاتل حتى الآن ؟

مهما زادت قوته ، و مهما حاول ..

"هل سيكون مقدرا لي العيش بينما ارى الناس من حولي يموتون .. دون أن أقدر على فعل أي شيء ؟"

كان فراي مؤمنا بأنه لن يستطيع إنقاذ الجميع ، الفكرة نفسها لم تكن واقعية ..

لكن عدد الذين أرادوا إنقاذهم قد كان صغيرا جدا ..

فقط بضع أشخاص يعدون على الاصابع ..

لو إستطاع انقاذهم ، فسيكون راضيا ..

رغم ذلك ، و مهما زادت قوته ..

إلا أنه لا يزال يخسرهم ..

فراي شعر بالخوف .. من أن يتكرر ما حدث مع كلانا و يحدث لبقية الأشخاص المهمين له ..

ما يجعل كل ذلك الدم و العرق اللذان سكبهما بدون أي معنى ..

مفكرا بكل ذلك ..

شعر فراي بجسده ينهار ، و ارادته تنهار هي الأخرى بعدما أثقلت عليه الحياة ..

رغب بشدة أن يغلق أعينه الدموية فحسب و ينام تاركا كل خلفه ..

كل ذلك الألم ، كل تلك المعاناة .. و يغرق بالظلام فحسب .

لكنه لم يفعل ..

فاتحا عينيه بالكاد ، أعين فقدت الكثير من ضوئها .. إبتسم فراي بحزن محاولا تدوير الاورا بداخل جسده و إجباره على أن يتجدد بمفرده ..

"لن أسقط .."

معاناة من هذا المستوى لم تعد كافية لاسقاطه بعد الآن ..

بعدما خاض غمار كل أنواع للجحيم حتى الآن ، جحيم صقل روحه و عقله بالقوة جاعلا إياها اكثر برودا بكل مرة ..

لم يعد فراي ستارلايت الشاب نفسه بعد الآن ..

" لن أخسر .. لن أهزم مرة أخرى .."

غطى فراي جسده البارد الذي فقد الكثير من الدم بعباءة سوداء كبيرة بينما بقي جالسا يحاول علاج نفسه ..

يفترض أن يفقد الوعي بالفعل بحلول هذا الوقت بالعادة ، لكنه لم يفعل ..

باعين نصف مفتوحة ، و وعي بالكاد استجاب لما حوله ..

بقي فراي مستيقظا منعزلا بنفسه مثل حيوان مفترس جريح يلعق جروحه ..

"لن أخسر مرة أخرى .."

تلك كانت الكلمات الوحيدة التي قالها من حين لآخر و كسر الهدوء من حوله بها ..

مستعملا إياها كوقود يحافظ به على نفسه ..

واصل فراي المضي قدما ..

هنا تحت القمر المكتمل أعلاه .. إنعكس نضاله المرير داخل تلك الأعين الزرقاء الزجاجية ..

"هذا صحيح .. فراي ستارلايت"

واقفا فوق قمة أحد الجبال يحدق به من بعيد .. راقب أزرق العينين فراي حتى النهاية ..

"إياك و الإستسلام .. فأنا بانتظارك "

حركت الرياح رداء المهندس الأسود ما جعله ينظر بعيدا ..

"بالجانب الآخر .. أنا أنتظرك "

"ستعاني ، ستنزف .. و ستخسر .. مرارا و تكرارا .. إلى أن يصبح الموت مبتغاك .. ستشعر بأنك خسرت كل شيء ، و بأن قوتك لم تعد تكفي بعد الآن.. لكن إياك و الإستسلام "

بين فراي الذي عاش حياته يجري داخل نفق مظلم متمسكا بخيط رفيع عرض الشعرة من ضوء الامل ..

و رجل آخر عاش حياته بأكملها من أجل هدف واحد ولا شيء سواه ..

تكلم المهندس بكلمات رنت بجانب اذن فراي الجريح ..

"أقتل الشاب بداخلك يا فراي .. "

"أقتل الشاب الضعيف الذي يعاني أمام كل تحدي يواجهه .. أقتل ضعفك ، و دعه يولد .."

"دعِ الوحش يولد .. فراي ستارلايت "

بعالم مظلم كهذا الذي عاشوا فيه ، الطريقة الوحيدة لهزيمة الوحوش الذين حكموه من الأعلى بقبضة من حديد و قوة لا يمكن لبشري تخيلها .. هي أن تصبح وحشا بدورك ..

فراي كان مدركا لكل ذلك بالفعل ..

لكن لم يستطع سوى أن يتساءل ، عن أي ثمن هذا الذي يجب عليه دفعه من أجل بلوغ ذلك ..

بهذه الطريقة ..

مانعا نفسه من النوم ، محافظا على وعيه بالقوة ..

قضى فراي وقته يعالج جروحه بعد النسكة التي تعرض لها.

...

...

...

ماتت كلانا ستارلايت ، و مات معها آخر دليل كان سيوصل فراي إلى بقية رفاقه ..

لكن ذلك لم يكن كارثيا على فراي وحده ..

بل اصدقائه أيضا الذين صدمتهم سيلينا بخبر فقدانها للاشارة الخاصة بتوقيعها السحري ..

بمعنى آخر ، كانت تخبرهم بأنه قد مات ببساطة ..

ردود الافعال إختلفت من شخص لآخر ..

هناك أولئك الذين تقبلوا موته على الفور من امثال سكارايت صنلايت ، و هنالك من لم يبدي أي رد فعل يذكر و كأن الامر لم يعني له الكثير مثل لارا كروفت ..

او ايغون فاليريون الذي ضحك ببساطة بعدما سمع بالخبر ..

ثم هنالك الفئة التي لم تتقبل الأمر مكذبين اياه على الفور .. و هم مجموعة فراي نفسها ..

بهذه الاراء المتضاربة ، وصل مخيم فصل النخبة إلى طريق مسدود ..

بعدما قضوا عدة أيام ينتظرون من أجل فراي ، ها هو الان يصدمهم بخبر موته ...

فينيكس صنلايت كان من أكثر الأشخاص الذين رفضوا الذهاب و تركه خلفهم ..

لكن الآن و بعدما أصبح احتمال موت فراي عاليا جدا ..

لم يكن معجزة عائلة الصنلايت ليغامر ب جميع الطلاب المتبقين من أجل أمل مزيف ..

فقد فعل كل ما يستطيع فعله بالفعل من أجله.

و الآن ، حان الوقت للمضي قدما ..

و هذا ما حدث بالفعل ، فبعد مناوشات عديدة بين طلاب النخبة ، اعلن فينيكس صنلايت..

"سنغادر "

بعد موازنة خياراته ، لم يرد فينيكس المخاطرة أكثر من ذلك خصوصا عندما يملك بين يديه الطريق الذي قد يقودهم للمنزل ..

قرار فينيكس كان نهائيا و قد جلب الراحة للكثير من طلاب النخبة ..

لكن من جهة اخرى .. لم يكن البعض موافقا على هذا القرار ..

"استاذ فينيكس ، ارجوا أن تعيد النظر بقرارك "

كان دانزو اول من تقدم بشجاعة معترضا على قرار فينيكس ..

"لا أفقه الكثير بأمور السحر الغبية هذه ، لكنني أجد انه من الغباء إعتبار اختفاء اشارته علامة على موته .. هنالك الكثير من الاحتمالات الأخرى الممكنة "

" اتفق مع دانزو "

تقدم سنو هو الآخر غير قادر على تجاهل فراي ..

"أعلم ما يقدر فراي على فعله .. هو أقوى مني و لن يموت بسهولة "

محاولين إثناءه عن قراره ، حاول كلاهما لكن دون فائدة ففينيكس قد حسم قراره ..

"آسف ، لكنني لا أستطيع المخاطرة بحياة 15 طالبا من أجل أمل زائف "

كان قراره نهائيا ..

"إذا فالتهربوا من هذا المكان بالفعل ، لديكم الحرية لفعل ما تشاؤون ، لكنني أملك الحرية لفعل ما أشاء أنا الاخرى "

لكل واحد الحق بتقرير مصيره ، هذا ما كانت سانسا تحاول قوله ..

"أؤمن أن فراي لا يزال بمكان ما هناك بالخارج ، لذلك سأبقى هنا و أنتظره "

مظهرة إستعدادها للبقاء باللخلف ، شاركها كل من سنو و دانزو رغبتها هم الآخران بينما أراد البقية المغادرة ..

لكن فينيكس لم يكن معجبا بما سمعه ، فقد قال أنه لن يدع أي طالب خلف ظهره بالفعل ..

لكن و قبل أن تتفاقم الأمور ، علا صوت ضحك إيغون الذي كسر التوتر ..

مجبرا الجميع على الإلتفات نحوه ..

أظهر إيغون فاليريون وجهه العابث مرة أخرى ساخرا من منطقهم ..

"يالكم من مجموعة منافقين .. جميعكم "

متهما إياهم بالنفاق ، واصل ايغون سرد الحقائق التي رأتها عيناه ..

"أنظروا إلى الطريقة التي ترفضون بها المغادرة حتى بمعرفتكم أن احتمال وفاته عالي جدا بالفعل .. هو صديقكم لذلك يمكنني أن افهم ما تحاولون فعله .. لكن ما أفهمه هو سبب نفاقكم اللعين هذا .."

"بما أن فقدان علامة الساحرة لم يعد معيارا يمكن الحكم به بعد الآن ، فلماذا حكمتم ان الطلاب الأربعة الآخرين موتى بالفعل بمجرد فقدان العلامات الخاصة بهم ؟ هيهيهيهي .. ياله من منطق مدهش "

مسلطا الضوء على التناقض الواضح الذي وقعوا به ، ترك إيغون الآخرين عاجزين عن الرد على الحجة التي قدمها ..

"بأي حق تريدون البقاء بالخلف الآن و انتظاره ؟ انتظار ماذا ؟! فهو ميت بالفعل"

قال إيغون كلماته بابتسامة ، على الرغم من أن افكاره الداخلية عاكست ما قاله ..

فهو يعلم بالفعل أن فراي لن يموت بهذه السهولة فقد حاول قتله عدة مرات بالفعل و لم يقدر ..

لكن رغم ذلك ، لم يحتج إيغون لسبب كي يواصل الاعبيه التي طالت الجميع من حوله ..

غير أن فينيكس لم يكن ليسمح لهم بالبقاء مطلقا .

"كلام الامير صحيح ، لا يجب أن تبقوا هنا من أجل انتظاره فأنتم جميعا لا تصلحون لامر كهذا "

تحدث غوست أخيرا بعدما التزم الصمت لوقت طويل ، واقفا بالزاوية بعيدا عن الجميع كما فعل حتى الآن ..

أرادت سانسا و الآخرون الاعتراض على ما قاله ، لكنه لم يسمح لهم بل واصل كلامه على الفور .

"لا يجب أن تبقوا هنا .. فشخص واحد يكفي ، و ذلك الشخص هو أنا"

الوحيد الذي يملك من مهارات التخفي الكثير ... مهارات تسمح له بالعيش لاطول وقت ممكن داخل أرض الألتراس ..

"مهاراتي كمغتال هي الأفضل لمهام كهذه ، سأحبث عنه و سأجده مهما كلف الأمر ثم سنعود كلانا للديار .. ثقوا بي و غادروا هذا المكان فحسب "

مناشدا إياهم ..

أوضح غوست اومبرا إستعداده للبقاء وحده هنا من أجل البحث عن فراي ..

منذ البداية ، لم يكن غوست سوى ظل ، و على الظل أن يتبع الضوء الخاص به دوما ..

و ذلك الضوء لم يكن أي شخص سوى فراي نفسه ..

"غوست اومبرا .. أنا آسف لكنني لن اسمح لك بالذهاب "

واقفا امامه مطلقا هالته المتفجرة ، منع فينيكس نظيره غوست من الذهاب لأي مكان ..

لكن غوست هز رأسه فحسب ردا على ذلك ..

"المعذرة ، أستاذ فينيكس .. لكنني لا أحتاج اذنك .. كما انك تسيء فهم أمر ما "

بتلك اللحظة ، تحول جسد غوست إلى مجرد مجسم مظلم مصنوع من الظل بينما ذاب ببطء ناحية الأرض مختفيا بداخلها ..

"لقد غادرت هذا المكان منذ وقت طويل بالفعل ، و ما هذا سوى نسخة ظلية مني .. بحلول الآن سيكون جسدي الحقيقي بعيد جدا عنكم "

مفاجئا الجميع من حوله ..

تمكن غوست من خداعهم جميعا بعدما إنسل من تحت انوفهم و ما كان ذلك الشاب الذي رأوه امامهم سوى نسخة منه ..

قدرات التخفي لذلك الشاب قد كانت هائلة جدا لدرجة انها تركت فينيكس في حيرة من امره غير قادر على ادراك الوقت الذي خدعه فيه ..

فهم لم يعلموا أن غوست قد غادر المكان منذ بضعة أيام بالفعل قبل أن يسمع بأمر فقدان العلامة حتى ..

لقد كان السباق للتحرك .. اسرع من أي شخص آخر .

كل ذلك من أجل ايجاد فراي ستارلايت.

...

...

...

بينما بلغ فصل النخبة مرحلة مصيرية من الماطردة التي تعرضوا لها داخل أرض الألتراس ..

كان العالم أجمع يمر بتغيير مستمر قد بدأ منذ عملية اختطافهم ..

فبعد معركة مدمرة داخل خليج شيزكلار ، المعركة التي انتهت بفوز الألتراس و هزيمة الإمبراطورية ..

رغم الانتصار ، إلى أن الشيطان آستاروث قد تعرض لهزيمة ساحقة ضد الامبراطور مايكار فاليريون ..

الرجل الذي كاد يقتله لولا تدخل بياتريس التي أنقذته بالنهاية ..

لعن آستاروث بشدة بعدما تعافى أخيرا من اصاباته مستغلا حيوية الشياطين العالية التي إمتلكها ..

رغم أنه لم يستعد قوته بشكل كامل بعد ، إلى أن جسده تعافى بما فيه الكفاية ليقاتل بقوة من جديد ..

و هذا ما دفعه للعودة إلى مقره ..

البرج الذي بناه له الألتراس بالعاصمة كايلد و إعتبره آستاروث مركزا له ..

بعدما تعرض للاهانة سواءا من مايكار أو بياتريس التي تعمدت السخرية منه ..

وجد آستاروث نفسه بحالة مزرية بعدما كاد يفقد عقله و يتملكه الجنون لاعنا اليوم الذي جاء فيه الى الارض ..

"اين انت بحق الجحيم ؟ سيد ويسكر .."

متسائلا بغضب ..

واصل آستاروث السير داخل البرج متجاوزا المدخل و متجها ناحية عرشه .. مستذكرا أول ايامه فوق الكوكب المسمى بالارض ..

شيطان الرتبة ال 19 العليا آستاروث هو أحد الشياطين الموالية لأحد الشياطين العظماء .. الرتبة 4 ويسكر ..

بحثا عن هذا الأخير ، جاب آستاروث العالم بجثا عنه متبعا خطاه الخطوة تلوا الأخرى ..

ثم بعد سنين من البحث ..

وصل آستاروث إلى الأرض التي يفترض بأن البوابات التي ادت إليها قد ختمت بالماضي البعيد ..

لكن آستاروث وجدها مفتوحة بعدما دمر احدهم الختم بالقوة و تركها مفتوحة مرة أخرى ..

أثر ويسكر كان ينتهي هنا فوق الأرض ، فهي المكان الأخير الذي شوهد شيطان الرتبة الرابعة الاعلى به ..

و هذا ما جعل آستاروث في حيرة من امره ..

أين ذهب ويسكر ؟ و مالذي حدث له ؟

تساءل كثيرا ..

ثم عندما اراد محاولة البحث عنه مرة أخرى ، جاء أمر من الاعلى جعله المسؤول عن كوكب ضعيف مثل الأرض ..

أمر يشاع أن الذي أصدره هو اغاروث نفسه ما جعله غير قادر على المغادرة بعد الآن ..

و هاهو ذا الآن ..

يتعرض للاهانة الآن من المخلوقات التي إعتبرها مجرد كائنات دنيوية تافهة ..

غير قادر على فهم أين ذهب ويسكر ، ولا السبب الذي جعل آغاروث الخامل يعاود الظهور مانحا إياه امرا كهذا .

كلها اشياء جعلته بحيرة من امره ، غير قادر على استعاب ما أرادته أو فكرت به تلك الكيانات الأعلى التي رأت ما لا يستطيع رؤيته ..

ثم عندما بلغ عرشه الذي بناه له البشر ..

توقف آستاروث ..

هنا دخل الحجرة المظلمة التي كانت بمثابة منزله الجديد ..

حدق الشيطان ناحية عرشه الذي سلط الضوء عليه ..

بل ناحية الشخص الجالس فوقه ..

رجل ببدلة سوداء و معطف طويل .. ممسك بسيفه متكئا عليه يحدق به بأعين باردة ..

"مالذي يعنيه هذا ؟ غافيد ليندمان ؟!"

مطلقا هالته بغضب ، ناحية لورد الألتراس الذي جلس على عرشه غير مبالي به ..

إهتز المكان نتيجة هالة الفئة SS + التي سلطها الشيطان ..

موجها اياها ناحية غافيد ليندمان الذي نهض من مكانه ببطء بينما أظلمت عيونه ..

ثم من العدم ..

تم دفع هالة آستاروث بعيدا بواسطة هالة أخرى مساوية لها ردت الضغط عليه محاولة دفعه بعيدا ..

هالة قوية جعلت آستاروث يوسع عينيه غير مستوعب لما رآه ..

"الفئة SS+ ؟!"

"تبدو متفاجئا .. آستاروث"

سحب غافيد ليندمان الاثير من غمده بينما ظهرت علامات سوداء حول عينيه..

"لابد أن الأمر مهين لك ، أن يجلس أحد التافهين الذين إحتقرتهم أكثر من أي شيء آخر فوق عرشك .. محاولا كسر هيمنتك "

"منذ متى ؟!"

سأل آستاروث غير مستوعب لحجم الهالة التي أبرزها الرجل الذي يفترض أن يكون اضعف منه بكثير ..

"منذ البداية .. آستاروث"

كاشفا عن ساعده مبرزا الوشوم التي شقت جلده ..

"كسر العقد ؟!!"

كاشفا عن قوته الحقيقية ..

جعل غافيد ليندمان نظيره استاروث غير قادر على قول أي كلمة اضافية ..

كسر العقد ..

هي حالة نادرة شبه مستحيلة ، الوحيد الذي وصل اليها بالماضي البعيد هو دراغوث .. الرجل الذي قاتله ابراهام ستارلايت..

دراغوث كان الوحيد الذي استطاع كسر عقده و التحرر من سيطرة الشيطان الذي تعاقد معه ما جعله قادرا على إستعمال قوته بحرية غير مضطر لاتباع اوامر الشياطين بعد الآن .

لهذا السبب ، لطالما عومل دراغوث كالبطل هنا بين الألتراس ، بعدما حقق المستحيل و اصبح مصدر الامل لهم ..

البشري الوحيد الذي تحرر من عبودية الشياطين .

يفترض أن يكون الوحيد ..

لكن ها هو شخص آخر يظهر الآن ..

غافيد ليندمان هو الآخر قد قهر العقد الخاص به ..

مخفيا قوته طوال هذا الوقت ، منتظرا اللحظة المناسبة ليتحرر من الشيطان الذي حاول التحكم بمصيره ..

"لقد كنت امامك طوال الوقت ، آستاروث .. لكن غرورك منعك من ملاحظة الامر غير مستوعب أن مخلوقا تافها قد صعد بالفعل بما فيه الكفاية ليقف بنفس المنصة معك "

آستاروث بوجه غاضب ، سخر على الفور من كلمات غافيد ليندمان..

"نفس المنصة معي ؟ هل تظن أن اختراقك الفئة SS+ يكفي لوحده لكي تقف بنفس العالم معي ؟ يالك من ساذج "

حتى داخل الفئة SS+ .. هنالك فرق كبير بين شخص بلغها و آخر بذروتها ..

لكن غافيد ليندمان لم يأبه بذلك ..

"إكشف عن نفسك .. الاثير "

"فالتمت !"

مغطيا نفسه بكمية مرعبة من اورا البرق ، اندفع آستاروث نحو غافيد بسرعة مرعبة محاولا قتله بهجوم. واحد ..

لكن غافيد ليندمان لم يتزحزح من مكانه ..

بل كشف عن سيفه الخفي الذي ظهر للعلن أخيرا..

سيف ذهبي بنصل فضي مذهل ..

"هيأة الشبح "

مطلقا هيأة سيفه الاقوى ..

أصبح غافيد ليندمان منيعا تماما ..

آستاروث بمجرد اقترابه منه ، ظن أنه قد فاز بالفعل ..

فإذا به يتفاجأ من يده التي كانت على وشك اختراق قلب غافيد تمر من صدر هذا الأخير دون لمسه ..

و كأنه حاول لمس شبح .. و ليس بشري من لحم و دم ..

لم يعد يملك غافيد ليندمان أي هياة مادية ، فقد مر آستاروث من خلاله غير

قادر على لمسه ..

ثم بمجرد تجاوزه ، استدار غافيد ليندمان على الفور ناحية آستاروث ملوحا بسيفه ..

"لطالما إحتقرتم البشر .. معتبرين اياهم مجرد تجارب لكم تفعلون بها ما تشاؤون .."

بأعين إكتنفها السواد ، و هالة متفجرة من المستوى SS+ ..

لوح غافيد ليندمان بسيفه شاقا صدر آستاروث الذي لم يفهم ما حدث إلا بعد تساقط دماءه السوداء ارضا ..

"أرني الآن ما ستفعله الآن .. عندما تموت على يد أحد اولئك البشر !!!"

في تلك اللحظة.. بدأت معركة غير متوقعة بين لورد الألتراس و الشيطان..

...

...

...

عدد فصول التحدي: 19 من 50.

للدعم المادي:

Paypal:mohamedmazino134@gmail.com

للدعم المعنوي :

التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم..

اراكم الفصل القادم ..

2025/01/01 · 539 مشاهدة · 3077 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2025