الإمبراطورية..
أرض البشر الأخرى التي لم تلوث بدماء الشياطين القذرة ..
بعدما كادوا ينقرضون ذات يوم ، هاهم الآن اعادوا جزءا من تاريخهم الممحي بعدما قاموا ببناء قارة بأسوار عالية كانت بمثابة الحدود بينهم و بين بقية العالم الملوث .
بعد سنين طويلة مرت منذ الحرب القديمة .. شهدت الامبراطورية فترة مهمة جدا من تاريخها بعدما خسروا المعركة ضد الالتراس مما ادى لفقدانهم جزءا كبيرا من قوتهم القتالية ..
تلك كانت صدمة مدوية خصوصا لشعبها الذي عاش اياما مظلمة ، فكم من إمرأة إنتظرت عودة زوجها الذي إختفى تاركا اياها ارملة الاحلام ..
و كم من طفل إنتظر النمو بين احضان والديه اللذان ذهبا إلى الحرب فأصبح يتيما ..
و كم من حلم و طموح يتخلله الامل قد تحول إلى كابوس من اليأس بعدما انقلب الواقع رأسا على عقب ..
السير آلون فاليريون قد عاد محاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه ..
لكن الوقت لا يرحم احدا ، فهل سينجح الإمبراطور الحديدي بتحقيق ما عجز عنه إبنه ؟
المستقبل وحده الكفيل بالاجابة على ذلك ..
...
...
...
- الإمبراطورية ، منطقة الحدود الشمالية - آشينا -
هنا بمنطقة متجمدة هطلت بها الثلوج دون توقف .. مكان لا تظهر به الشمس إلا نادرا ..
كانت منطقة آشينا الشمالية التي شاركت الحدود مع العاصمة بلغراد من الاعلى مكانا موحشا و فارغا معظم الوقت نظرا لتضاريسها و مناخها الصعب ..
فهذه المنطقة اصبحت مكانا تبنى فيه السجون مثل سجن الالكتراز أو يسكنها الاقلية ممن لم يجدوا مكانا لهم بالامبراطورية خصوصا عندما تشارك الحدود مع أرض الكابوس الشمالية التي تقع اعلاها مباشرة ..
مضى 15 يوما منذ إختطاف فراي و رفاقه ..
الاختطاف الذي سبب كل هذه الفوضى التي عصفت بالعالم حاليا..
و هذا ما دفع السير آلون للقدوم لهذا المكان الموحش و الكئيب ..
العجوز الحديدي قاد الطريق رفقة كل من اوليفر خان و آدا ستارلايت و كارمن الذين رافقوه ..
بعد السفر و البحث بالمنطقة المتجمدة لعدة أيام ، لم يجد الرباعي ظالتهم ..
لكن السير آلون لم يبدي أي علامات على الانزعاج ..
بينما اقتحم اربعتهم الغابة المتجمدة باشجارها التي إتخذت حلة بيضاء من كثرة الثلوج المتساقطة عليها ..
وجدت آدا ستارلايت نفسها مضطرة للسؤال ..
"إعذر سؤالي الساذج هذا ، لكن مالذي نبحث عنه هنا بالضبط ؟"
قال السير آلون انهم بحاجة لإيقاض بقايا العهد القديم من أجل تحرير فراي و معه من ورطتهم .
لكن الأيام مرت بسرعة شديدة و الوقت نفذ منهم ، آدا كانت عصبية جدا لدرجة أنها تفقدت اشارة حياة اخيها عدة مرات طيلة الأيام الماضية ...
خصوصا عندما اصبحت اشارته ضعيفة جدا قبل يوم واحد ما أثبت أنه مصاب بشدة على الأقل ..
"لا داعي للإستعجال لورد ستارلايت ، لو كانت هنالك طريقة أسرع لقمت بها بالفعل. "
"المعذرة "
أدركت آدا أن سؤالها غبي استنادا على رد السير آلون الذي لم يكن يتعمد التأخير ..
"اعلم أن أخاك مهم لك ، لكنني بحاجة لك بافضل حالاتك يا لورد ستارلايت .. لا تدعي مشاعرك تسيطر عليك"
"سأضع ذلك بعين الاعتبار "
"جيد جدا "
بينما حاور آدا ستارلايت ، كان السير آلون يواصل ارسال هالته مستكشفا المكان بكل مرة ..
"نحن نقترب من أرض الكابوس الشمالية"
تحدث أوليفر خان هذه المرة بعدما كان يلاحظ المنطقة من حوله ..
كارمن عبست هي الأخرى بمجرد ذكر منطقة الكابوس الشمالية ..
"أليست هي المنطقة التي يتواجد بها أحد أسياد الكابوس ؟"
أومأ اوليفر خان .
"أجل ، الآبيس واتشر موجودون هناك "
من بين أسياد الكابوس الثلاث ، حراس الهاوية هم الاكثر غموضا من بينهم جميعا ..
فهم لم يكونوا كيانا واحدا ، بل مجموعة كبيرة شبيهة بالفرسان ..
الفرق الوحيد بينهم و بين البشر هو بنيتهم الجسدية القوية و طولهم الذي يتجاوز الثلاثة امتار ..
ما عدا ذلك ، لو رآهم أحد من بعيد سيظن انهم مجرد فرسان بشريين عاديين ..
"الا بأس بالتعمق أكثر ؟ "
"لا مشكلة ، قوة مجموعتنا القتالية أكثر من كافية للتعامل معهم "
اكد أوليفر خان انهم كانوا أكثر من قادرين على مواجهة حراس الهاوية في حال ما هاجموهم ..
على الرغم من أن معظم القوة القتالية التي تحدث اوليفر عنها تتلخص في السير آلون نفسه ذروة الفئة SS+ ..
"لا داعي للقلق بشأن حراس الهاوية"
توقف السير آلون عن المشي بينما إرتسمت ابتسامة واسعة على وجهه ..
"لقد وصلنا "
بمجرد قوله لذلك ..
ضرب السير آلون الأرض بعصاه التي ارسلت وهجا ذهبيا اجتاح المكان مثل الموجة ما جعل مشهدا غريبا يتشكل أمام اعينهم ..
فموجة السير آلون جعلت المساحة امامهم تنكسر و كأنها قطعة من الزجاج ..
شاهد جميع الحاضرين الواقع ينقلب رأسا على عقب بعدما تم الكشف عن الوهم من حولهم أخيرا ..
بمجرد أن كسر الحاجز الغريب الذي لم يشعر به اي من اوليفر خان و كارمن ..
تفاجأ الجميع برؤية انفسهم يقفون بمكان مختلف هذه المرة ..
"أرى أنهم لا يزالون يجيدون إخفاء انفسهم "
تحدث السير آلون بينما قام بالخطوة الأولى داخل الأرض التي كشفوا عنها حديثا ..
لقد كان المكان نفسه ، لكنه مختلف جدا ..
فعلى عكس الارض المسالمة سابقا ..
تفاجأت آدا ستارلايت و من معها برؤية الفوضى العارمة التي اصابت المكان الجديد امامهم ..
فعلامات القتال و بقع الدم و الجثث كانت منتشرة بكل مكان من حولهم بينما ازداد المكان كآبة أكثر و أكثر ..
محدقين بجثث الفرسان المشؤومة التي ترامت بكل مكان من حولهم سواءا في الأرض أو فوق الأشجار ..
أيقن الجميع امرا مهما ..
"هؤلاء هم الابيس واتشر .."
اكد السير آلون شكوكهم دون أن يلتفت إلى الخلف ..
"حراس الهاوية هم صداع و ألم بالمؤخرة ، لقد سببوا لي الكثير من المتاعب طوال فترة حكمي للامبراطورية .. فهم عبارة عن جيش بحد ذاته ناهيك عن أن قائدهن بالفئة SS+ .."
مواصلين التقدم إلى الأمام ..
تغيرت تعابير كل من اوليفر خان و كارمن عندما احسا بهالات قوية تنبعث من بعيد ..
"لهذا السبب كان علي فعل شيء ما بشأنهم قبل أن يسبووا كارثة للامبراطورية ، وهكذا شكلت حراسا لحراس الهاوية انفسهم "
بعد مسيرة طويلة ، خرج السير آلون و من معه أخيرا من الغابة الكئيبة ليجدوا انفسهم يقفون أمام حقل واسع امتد للافق ..
كان الحقل فارغا جدا ، فلم يتواجد شيء به ما عدا ذلك المنزل الخشبي البسيط الذي بني بعناية أمام الغابة التي خرجوا منها ..
صوت قطع الخشب كان الشيء الوحيد المسموع هنا بهذا المكان الفارغ رفقة صوت صفير الرياح الباردة التي لطمت وجوههم ..
واقفين هناك خلف السير آلون ، حدق الجميع بذلك الرجل الذي واصل قطع الخشب دون اعطائهم اي انتباه ...
ارتدى الرجل لباسا أسود اشبه بالكيمونوا الذي نادرا ما رأوه بحياتهم ، كانت ملابسه مهترئة و قديمة اما شعره فقد كان هو الآخر اسود طويلا و أشعثا ..
بلحية خفيفة و سواعد قوية ..
واضعا سيفا بجانب خصره مثل الساموراي ..
وقف الرجل هناك يقطع الحطب الواحدة تلوا الأخرى ..
كان السير آلون هو الشخص الذي تولى كسر الصمت الغريب الذي نشأ بينهم و بين الرجل الذي اعطاهم ظهره ..
متخذا الخطوة الأولى إلى الامام ، كان صوته صاخبا كعادته ..
"أراك مازلت وقحا كما كنت دوما .. ألن تاتي و تحيي إمبراطورك يا قديس السيف"
بمجرد ذكر السير آلون للقب الذي اعتاد الناس مناداته به .. توقف الرجل عن قطع خشب الأشجار معيدا يده التي حملت الفأس الى الأسفل ..
عندما التفت ناحيتهم ، تمكن الجميع من رؤية اعينه شديدة السوداء و وجهه الهادئ ..
"سير آلون .. أرى أنك لازلت ترفض الموت حتى الآن رغم مرور كل تلك السنين "
"هيه .. يمكن للموت أن يحصل علي عندما يستحقني "
اجاب السير آلون بنفس ابتسامته المتعجرفة ، اما قديس السيف المزعوم ..
فقد واصل فعل ما كان يفعله حاملا الخشب الذي قطعه بعيدا ناحية منزله ..
"هل أتيت لزيارتي الآن بعد كل تلك السنين ؟ عليك أن تعذر وقاحتي فمنزلي المتواضع لا يستطيع احتمال عددكم الكبير أنت و ضيوفك "
مشاهدين الحوار الغريب الذي دار بينهما ..
لم تستطع آدا و من معها فعل شيء سوى مشاهدة ذلك الرجل الغريب ذو الملابس المهترئة ..
بدا نحيلا جدا و ضعيفا فالهالة القوية التي احسوا بها سابقا لم تكن تصدر منه ..
لكن طريقة معاملة السير آلون له اثبتت أن المظاهر خادعة جدا ..
"أنا بحاجة لمساعدتك مرة أخرى بعد .. ڤيندريك "
دخل السير آلون بالجد مباشرة معربا عن السبب الحقيقي الذي جعله يأتي طول الطريق إلى اقصى شمال الإمبراطورية ..
ڤيندريك لم يبدي أي رد فعل بل واصل العمل فحسب .
"مساعدتي ؟ أي مساعدة ؟"
مرتبا الخشب قطعة فوق الأخرى .. رفض ڤيندريك النظر إلى اعين السير آلون..
"أما يكفيك ما قدمته لك حتى الآن ؟ لقد إستللت سيفي من اجلك ، و قمت بخوض الحروب من اجلك ، و التآمر من اجلك ، و القتل من اجلك .. ثم أمضيت ما تبقى من حياتي احرس الإمبراطورية من الآبيس واتشر .."
إستدار ڤيندريك ناحية السير بأعين متعبة ..
"أخبرني .. مالذي تريده بعد ؟ بعد كل تلك السنين الظلماء .. إلى أين تريد أن تصل ؟"
السير آلون لم يبدي أي تغيير على ملامح وجهه القديم .. لكن اعينه كانت كفيلة باظهار مدى تعاطفه و تفهمه لڤيندريك الذي قاتل بجانبه لسنين طويلة ..
"انا بحاجة لسيفك .. و بحاجة إليها .. الى ميليسنت "
بمجرد ذكر اسمها ، توسعت أعين ڤيندريك للحظات قبل أن يستدير بغضب ..
"فالتعد إلى القبر الذي صنعته لنفسك ذات مرة .. سير آلون ، فلا هذا الزمن زماننا و لا الوقت وقتنا .. لقد قدمنا كل ما بأيدينا بالفعل "
"ليس بعد "
اجاب السير آلون بهدوء أمام ڤيندريك الذي ضحك ساخرا ..
"حتى الموت إذا ؟ ايها العجوز الحديدي الملعون "
لعن ڤيندريك قبل أن يستل سيفه بسرعة مذهلة مرسلا قوسا مرعبا من اورا الرياح ناحية السير آلون الذي رفع راحة يده موقفا الضربة التي سببت انفجارا من الرياح عصف بكل الموجودين خلفه ..
"فالتغادر .. سير آلون ، فنحن لا ندين لك بأي شيء "
"..."
لم يقل السير أي كلمة ، لكنه رفض التحرك من مكانه و هذا ما جعل ڤيندريك يرفع سيفه بوجهه ..
"لا تزال جشعا حتى اواخر سنين حياتك "
"أنا آسف .. لكن هذا هو نوع العالم الذي نعيش به يا ڤيندريك "
خطى السير آلون خطوة إلى الأمام مفجرا هالته الخارقة أمام وجه ڤيندريك ، بنفس الوقت استعد كل من اوليفر خان و كارمن للقتال بعدما بدأت الاوضاع تذهب جنوبا ..
"هلم الي إذا ايها العجوز اللعين "
سواء ڤيندريك أو السير آلون ..
استعد الاثنان للقتال ، قتال كان سيسبب كارثة على الارجح ..
لكنهما توقفا على الفور عندما تكون حاجز عملاق بينهما منعهما من التقدم أي خطوة أخرى ..
"هذا يكفي يا ڤيندريك "
تحول انتباه الجميع ناحية المنزل الخشبي الذي إنفتح بابه مظهرا إمرأة بدت في الخمسينات من عمرها ، بشعر وردي مربوط بمشبك ذهبي و رداء شبيه بالجلباب حول جسدها ..
أوقفت المرأة كلاهما بحركة من عصاها السحرية الطويلة التي كانت بمثابة عصا المشي الخاصة بها بنفس الوقت ..
"لا يحق لنا الشكوى يا ڤيندريك ، خصوصا أمامه هو الذي قاتل لوقت أطول منا ، و ضحى باشياء أكثر بكثير إلى أن لقبه الناس بالامبراطور الحديدي "
"ميليسنت .."
نظر كل من ڤيندريك و ميليسنت إلى بعضهما البعض ، نظرة واحدة كانت كفيلة بجعل قديس السيف يعيد سيفه إلى غمده بينما تراجع ناحية زوجته ..
ميليسنت هي الأخرى فتحت بابها أمام ضيوفها الاوائل منذ سنين طويلة ..
"تعالوا و ادخلوا إلى الداخل ، فقد كنت بانتظاركم بالفعل "
بعد اللقاء المتوتر بالبداية ، انتهت الأمور بشكل غريب عندما دخل الجميع إلى ذلك المنزل الخشبي الصغير ..
مجتمعين حول طاولة وضعت أمام مدفأة قديمة ..
قدمت ميليسنت كوبا من القهوة الساخنة لآدا ستارلايت بعدما لاحظت معاناة هذه الأخيرة من البرد الشديد ..
"خذي يا عزيزتي ، هذا المكان ليس جيدا لفتاة صغيرة مثلك .."
متفاجئة من مراعاة السيدة امامها ..
أمسكت آدا الكوب من يدها بامتنان ..
"ش-شكرا لك سيدتي "
"لا داعي لذلك "
ضحكت ميليسنت بخفة بينما تذمر السير آلون.
"أي آداب هي هذه التي جعلتك تقدمين ضيافتك لشخص واحد فقط متجاهلة إمبراطورك"
الشخص الوحيد الذي حصل على المشروب الساخن هي آدا فقط ، و قد كان هذا تصرفا غريبا من ميليسنت التي عادت للجلوس أمام السير آلون وجها لوجه بينما وقف ڤيندريك بجانبها .
"عجوز قديم مثلك لا يحق له الشكوى عندما يتم الاعتناء بالشباب الذي سيحملون المشعل لاحقا "
لم يقل السير آلون أي شيء ردا على ذلك فقد أدرك بالفعل السبب الذي جعلها تعتني بآدا فقط دون غيرها ..
فعلى عكس الآخرين الذين كانوا جميعا بالفئة SS- و أعلى ..
جسد آدا لم يكن ليتحمل طويلا هنا بارض الكابوس المتجمدة و هذا ما دفع ميليسنت لاعطائها البعض من المشروب الذي وضعت به سحرها سرا ..
"إذا ؟ مالذي أصاب هذه الإمبراطورية و جعلك تتكبد عناء العودة .. سير آلون ، هل مات إبنك ؟"
لم تكن ميليسنت تعرف الكثير عن مايكار .. لكنها تعلم أنه محارب قوي لن يهزم بسهولة ..
وجود السير آلون امامها عنى أن شيئا كبيرا قد حدث ..
هذا الأخير تولى الشرح بختصار جاعلا كلا من ميليسنت و ڤيندريك يكسبان رؤية شاملة على الوضع الحالي ..
اوليفر خان هو الآخر ساعد بتقديم معلومات اضافية بكل مرة ما جعل الأمر اسهل بكثير ليتدارك العجزة ما فاتهم ..
"باختصار .. تم اختطاف أقوى جيل للامبراطورية ما ادى إلى حدوث معركة خسرها ابنك و جعله مفقودا رفقة معظم قوات الامبراطورية ؟"
أومأ السير آلون بالايجاب بينما وجه خط بصره ناحية ڤيندريك ..
"تلميذتك حاملة الكلايمور من بين المفقودين هي الأخرى"
سماع أن تلميذته التي تحمل السيف نفسه الذي إستعمله ذات يوم مفقودة جعلت ڤيندريك يعبس تلقائيا بينما أومأت ميليسنت ..
"أفهم من هذا أنك بحاجة الى مساعدتنا من اجل انقاذهم جميعا ."
أومأ السير آلون..
"هذا صحيح .. ميليسنت ، أثق أن اخراج بعض الفتيان الضائعين فوق قارة أخرى ليس بالامر الصعب عليك انت من كنتي تلقبين بالساحرة القرمزية ذات يوم .. كما اننا نملك موقعهم بالفعل .."
مشيرا لآدا ستارلايت التي شغلت اداة التعقب خاصتها على الفور مظهرة خريطة ثلاثية الابعاد ..
ظهرت نقطة حمراء مضيئة فوق قارة الالتراس كشفت عن مكان فراي ستارلايت الذي كان ثابتا بمكانه لا يتحرك ..
"كل ما عليك فعله هو إعادتهم إلى هنا بواسطة سحرك .."
بمجرد قوله لذلك .. تنهدت ميليسنت بينما قامت بهز رأسها ..
"أنت تسيء فهم شيء ما .. سير آلون ، فالسحر لا يعمل بهذه الطريقة "
"نحن السحرة لا ننقل الناس عشوائيا كما تظن ، فمن أجل استعمال النقل الآني نحن بحاجة لارسال كمية معتبرة من الاورا الخاصة بنا إلى المكان الآخر الذي نرغب بالانتقال اليه .. "
مستعمعا الى كلامها ، قاطع السير آلون ..
"هل إرسال قوتك إلى قارة الالتراس امر بهذه الصعوبة ؟"
كرد على ذلك السؤال ، نفت ميليسنت ..
"بل هو أمر سهل على من هم بمستواي ، المشكلة بالعدو نفسه "
بمجرد ذكرها للعدو .. زاد انتباه الجميع ناحيتها تلقائيا ..
"السحرة دوما ما يقومون بنشر مجالهم الخاص حول ساحة المعركة التي يدخلون لها من أجل فرض هيمنتهم .. و هنا المشكلة ."
"الألتراس يملكون ساحرة قوية جدا قامت بنشر مجالها ليغطي على معظم القارة بأكملها ..لا ادري كيف تمكنت من تحقيق ذلك ، لكنها ساحرة أقوى مني بكل تأكيد "
الانتقال آنيا إلى قارة الالتراس اصبح امرا مستحيلا بسبب بياتريس التي ستحبط أي محاولة يقوم بها سحرة الامبراطورية و هذا ما يفسر فشل امثال لوك فاليريون بالماضي عندما حاولوا الانتقال إلى قارة الألتراس ..
بسماعم لهذه المعلومات .. ظهرت علامات الحيرة على جميع الحاضرين بمن فيهم السير آلون الذي تنهد منزعجا ..
"هل اذهب بنفسي فحسب ؟"
ڤيندريك كان الشخص الذي تدخل ردا عليه ..
"ستكرر خطأ إبنك لو فعلت ذلك "
أومأت ميليسنت هي الأخرى ..
"لا شك انك المقاتل الاقوى لدى الامبراطورية.. سير آلون ، لكن ذهابك بغباء إلى أرض العدو سيجعلهم يسرعون من خططهم فحسب "
ضمت ميليسنت يديها مستذكرة بعض الذكريات القديمة قبل أن تفتح فمها ثانية بتصميم قوي بادي على وجهها ..
"على الرغم من أن ساحرة الألتراس قوية .. إلا أنني أملك تعويذة قد تكون قادرة على كسر دفاعاتها "
بمجرد قولها لذلك .. عاد الامل لآدا و من معها على الفوى بينما رفع السير آلون حاجبه لانه تعرف على السحر الذي تتحدث عنه ..
"السحر النجمي ؟"
أومأت ميليسنت .
"هذا صحيح ، بذلك السحر الغامض الذي وجدناه بالماضي البعيد .. سأتمكن من اختراقها "
"لكن و على حد علمي .. ذلك السحر يحتاج لاسابيع لكي تتمكني من إستعمال جزء منه ! و هذا وقت لا نملكه بين ايدينا "
السحر النجمي لم يكن بالشيء الذي صنعه البشر ..
ميليسنت تمكنت من تعلم البعض منه ، لكن حتى ساحرة عظيمة مثلها تحتاج لايام عديدة لكي تتمكن من القائه ..
أيام لم تكن متاحة لهم ، خصوصا عندما يكون فراي و من معه بخطر الموت بأي لحظة ..
ميليسنت التزمت الصمت لبعض الوقت بينما نظرت ناحية ڤيندريك الذي أومأ لها قبل أن تستدير مرة أخرى ناحية السير آلون ..
"لقد جهزت السحر النجمي بالفعل منذ وقت طويل .. خصيصا لهذا اليوم "
سماعه لتلك الكلمات ، حتى السير آلون اظهر المفاجأة على وجهه غير مستوعب لما سمعه ..
"كيف ؟"
"اخبرتكم بالفعل .. لقد كنت انتظر وصولكم "
محدقة بهم جميعا .. سردت ميليسنت حقيقة مرعبة كان لها ردود فعل مختلفة ..
"سبب عبوسنا انا و ڤيندريك ليس سلسلة الاخبار المظلمة التي سردتموها علينا ، بل لانها تتطابق تماما مع ما قاله لنا ذلك الشخص "
"أكنتم تعلمون بالفعل ؟"
أومأت ميلينست. .
"قبل سنتين من الآن .. ظهر هنا ، رجل غريب اخفى نفسه برداء اسود لدرجة أن اعينه الزرقاء كانت الشيء الوحيد البارز منه .."
"يومها قاتلناه كلانا انا و ڤيندريك مستعملين قوانا الكاملة .. لكنه طغى علينا بسهولة مستعملا قدرات لم نستطع استعابها ليومنا هذا .."
"بمجرد انتهاء المعركة .. ارانا ذلك الرجل مستقبلا غريبا .. مستقبل حيث تحدث عملية الاختطاف و تخسر الإمبراطورية المعركة ضد الألتراس.. ثم يعود الامبراطور الحديدي و يأتي الينا رفقة وجوه جديدة طالبا منا المساعدة "
مع كل كلمة قالتها ميليسنت .. ازداد الجميع حيرة ..
كانت آدا الوحيدة التي تعرفت على هوية ذلك الشخص الذي حكت عنه ميليسنت ..
"هل هذا يعني ؟!"
"هذا صحيح .. سير آلون .. لقد ارانا ذلك الكيان المستقبل ما جعلنا مستعدين لهذا اليوم بالذات .. يوم لم نتوقع أن يأتي حقا لكننا لم نستطع تجاهله .."
مؤكدة على ذلك .. جعلت الساحرة القرمزية الجميع يدرك امرا مهما ..
"هناك لعبة خفية تجري من حولنا.. سير آلون ، قوى و تيارات خفية تلعب بنا و كأننا قطع شطرنج بين ايديهم لدرجة انهم يستطيعون معرفة المستقبل الذي ينتظرنا "
بوجوه اظلمت تعابيرها ادرك الجميع الحقيقة ..
"نحن لسنا وحدنا "
...
...
...
عدد فصول التحدي: 21 من 50
للدعم المادي:
Paypal: mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي :
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم.
اراكم الفصل القادم