- منظور فراي ستارلايت -

1 ضد 1000 .

مع كل خطوة أخطوها ناحيتهم ، كانت نفس الفكرة تظهر داخل رأسي مرارا و تكرارا ..

1 ضد 1000 !!! .

تضاربت المشاعر بداخل قلبي ، بين قلق و خوف على رفاقي الذين كانوا يموتون ببطء بمكان ما بعيدا عني .

وبين تلهف و قلق ، بالإضافة إلى شكوك راودتني ..

كنت أعلم أنني بحاجة إلى التصدي لهم بأي وسيلة كانت ، لو لم افعل سيفتكون بكل واحد من اصدقائي ..

فحتى لو فاز رفاقي بمعاركهم ، سيكونون مستنزفين بشدة ما سيجعلهم غير قادرين على النجاة من جيش كهذا ..

1 ضد 1000 !!!

إقتربت منهم بهدوء من الخلف ..

غير مدركين لوجودي ، واصلوا السير بانتظام ساحبين معهم تلك المدافع السحرية العملاقة ، اسلحة دمار شامل جهزوها من أجل الفتك بنا .

الصوت الوحيد المسموع وسط السهل المقفر حاليا كان صوت ضرب اقدامهم للأرض ..

لكن ذلك لم يكن صحيحا ، فقلبي الذي نبض دون توقف حاليا قد كان اشد واعلى منهم أجمعين ..

ممسكا بباليرون الرعب الاسود ، و ذابح الشياطين الدارك سيستر.

مستجمعا كل انفاسي .. مخرجا سحابة من الهواء الساخن من داخل رئتاي ..

هدأت نفسي قدر المستطاع ..

1 ضد 1000 ..

'هل أستطيع فعلها ؟'

تساءلت بصدق ، محدقا بالدارك سيستر ..

'انا واثق من أن والدي كان ليفعل ..'

بمجرد تفكيري به ، رأيت شبحه يتمثل أمامي ..

أبراهام ستارلايت..

والدي الذي حلق داخل عالم آخر تماما من القوة ..

عندما كان ينظر إلي بأعين الشبح تلك ، كنت أدرك تماما ما كان يحاول قوله ..

'لازال امامك طريق طويل ..'

بابتسامة متكلفة ، ضحكت ضحكةً جوفاء ، مدركا أنني لازلت بالبداية فقط ..

لكنني كنت مضطرا لفعلها ، فإذا لم افعلها أنا ، من سيفعل ؟

بتصميم شديد ، مستحضرا كل الاورا المظلمة التي سبحت بداخلي .

جاعلا جسدي بأشد حالاته تأهبا ..

شققت طريقي إليهم ..

"هذه ليست 1 ضد 1000 ، بل هي 1 ضد 1 ، لكن ل 1000 مرة !!"

اليوم ، سيعلم الجميع من هو فراي ستارلايت..

...

...

...

كانت المواجهة على وشك البدأ ، معركة إنتحارية بامتياز ..

بالجانب الآخر من العالم ، داخل الإمبراطورية ..

جلست ميليسنت فوق حقل الثلج مغمضة عينيها ، و ما هي إلا لحظات معدودة لتظهر وجها عابسا تخلله القلق ..

"مالذي يدور بعقله بحق الجحيم ؟!"

عبوسها لاحظه الجميع من حولها على الفور ، بما أنها الوحيدة القادرة على إخبارهم بما يحدث هناك بالجانب الآخر من العالم ..

"مالأمر ؟"

سأل السير آلون الذي كان جالسا امامها يحشد الاورا الخاصة به مجهزا نفسه ، ميليسنت لم تعرف ما تقول .

لكنها قررت إخبارهم على اية حال ..

بعدما راقبت تحركات فراي ستارلايت فوق الخريطة حتى الآن ، ادركت شيئا مهما ..

"فراي ستارلايت على وشك التصادم مع العدو "

قائلة بوجه قلق مشددة على النقطة التي اثارت حيرتها ..

"لكن هنالك الكثير منهم .. الكثير لدرجة أنني لا أستطيع تحديد عددهم ، لكنهم بالمئات على الأقل .."

بمجرد سماعهم لذلك ، تغير الجو السائد بينهم على الفور، لم يعرف أي منهم مالذي فكر به ذلك الشاب مطلقا ..

...

...

...

جيش الألتراس الذي حمل ضم نخبة الدم الأعلى ..

كانوا منظمين ، مجهزين بدروع سوداء بنقوش حمراء ، و اسلحة فتاكة أظهرت إستعدادهم التام للمعركة . و هذا هو جيش اللورد ميرغو التابع لمنطقة نوكرون الجنوبية ..

خطوة بخطوة ، تحركوا للامام مستهدفين حياة طلاب النخبة ..

بمؤخرة الجيش ، تحرك جندي بثبات و بدون تعب ولا كلل ..

بكثير من الافكار التي راودته من حين لآخر ، كيف ستنتهي هذه المهمة ؟ متى سيعود للديار ؟ مالذي يخطط قادتهم لهذه الحرب التي إندلعت بالفعل ؟

بما أنه أحد النخبة ، وجد نفسه منخرطا دوما بهذه الأحداث الاكثر اهمية ..

يميل الجنود امثاله للموت مبكرا بالحروب شديدة القسوة ..

لكنه لم يكن قلقا كثيرا ، فقد تواجد بمؤخرة التشكيلة ما يجعله بعيدا كل البعد عن المعركة الحقيقية ..

إذا أراد العدو الوصول اليه ، فسيكون عليه قتل حميع رفاقه ال 1000 من امامه ..

لهذا لم يكن قلقا مطلقا ..

"اتساءل متى سينتهي الأمر"

من تحت خوذته المظلمة ، حدق الجند بالسماء بتعبير فارغ على وجهه ، ثم عندما أنزل رأسه بلا مبالاة ، فإذا به يتفاجأ بايجاد شخص إضافي من خلفه .

لكنه كان الجندي الأخير ، لذلك لم يكن الأمر منطقيا ..

عند امعان النظر ، وجد أنه أمام شاب بدا في 18 من عمره بالكثير ، بشعر أبيض و أعين مظلمة ..

حاملا إثنين من السيوف المظلمة ، أدرك الجندي أن الفتى امامه ليس حليفا .

واضعا يده فوق سيفه ، سارع محاولا التخلص منه على الفور ..

لكنه بالكاد أمسك بمقبض سيفه ، قبل أن يسقط ارضا بقوة ..

"هاه ؟ هل خسرت بالفعل ؟"

تساءل الرجل ، ثم عندما رأى جسده لا يزال واقفا لكن مقطوع الرأس .

أدرك ساعتها أنه قد مات بالفعل ..

...

...

...

" الأول"

بضربة واحدة ، أسقط فراي ستارلايت أولى ضحاياه ..

هجومه المفاجئ جعل الجنود الآخرين من حوله ينتبهون ، و ما هي إلا لحظات معدودة قبل أن يستلوا سيوفهم مهاجمين إياه بكل قوتهم ..

محركا اياديه بسرعة شديدة ، أصبح فراي مثل الرسام الذي امسك بفرشاة لونت أرض الألتراس التي أصبحت بمثابة لوحة الرسم له..

لكن هذا الفنان المسمى فراي ستارلايت لم يستعمل من الألوان سوى الأحمر .

بضربة واحدة ، قطع إثنين من الجنود الآخرين إلى نصفين مواصلا التقدم .

"ثلاثة "

مستشعرين ضغط الاورا ، ما جعلهم يعلمون بوجود خطب ما ..

بدأ الجيش يدرك وجود فراي ..

هذا الأخير صد سيوف اعدائه بينما واصل قطعهم بضربة واحدة بكل مرة ..

"الرابع ، الخامس "

تزامنا مع افكاره تلك ، ضرب صوت البوق بعنف مصدرا صوت انذار مرعب جعل الجيش باكمله يتوقف ..

اما فراي ، فلم يستطع سماع ذلك الصوت من الأساس ..

بتركيز شديد ، و حواس حجبت عنه كل شيء غير ضروري ..

لم يكن قادرا على رؤية ولا سماع أي أحد سوى العدو امامه ..

احاط به الاعداء من كل جهة مهاجمين اياه بسرعة شديدة ، مستعملين مختلف العناصر من أجل النيل منه ..

فراي صدهم بسهولة بينما قطعهم بسرعة فائقة ..

ضرباته كانت عشوائية جدا ، فكان يقطع رؤوس البعض ، و يشق صدور البعض الآخر.

أحيانا ، وجد نفسه يطقع خصومه لنصفين ..

مستشعرا دماءهم الحارة فوق يديه ، بينما دغدغت رائحة الدم أنفه ..

أدرك فراي أنه لا مجال للعودة بعد الآن ..

"عدو ! لقد ظهر عدو بالمؤخرة !!"

"نضموا التشكيل ! إنه مجرد رجل واحد ! تخلصوا منه !"

صاح الجنود على بعضهم البعض بينما تذمر الاقوياء الموجودون بالمقدمة ..

"مالذي يثيرون هذه الجلبة عليه ؟ هل عجزوا عن التعامل مع شاب واحد ؟"

القائل كان أحد نخبة الالتراس في الفئة SS- ، منزعجا من الفوضى التي كانت تحدث بمؤخرة جيشه و خائفا من أن ينزعج لورانس الذي مشى بلا مبالاة امامهم ..

لم يدرك قائد الجيش حينها أن كارثة حلت عليهم..

...

...

...

- منظور فراي ستارلايت -

هناك الكثير من المشاعر التي ستخالجك داخل ساحة المعركة ، اشياء لن تختبرها إلا إذا رميت بنفسك اليها ..

الادرنالين الذي دفع جسدي إلى الأمام ..

دم العدو القذر الذي إلتصق بجسدي ، التعب الذي بدأ ينال من عضلات ذراعي من شدة التلويح بالسيف

.

"هوووووف"

مخرجا البخار الساخن من داخل رئتاي بشدة كل مرة ، واصلت قطعهم جميعا بينما جريت كالمجنون داخل ساحة المعركة..

الاجرام السماوية كانت تتشكل باستمرار فوق رأسي راشقة اياي بكل أنواع الهجمات بعيدة المدى ، من جهة أخرى طاردني المبارزون و حاملوا الرمح باستمرار ..

*سلاش !!*

بضربة واحدة ، كنت ارسل أيا من يقترب مني إلى الجحيم .

"يجب أن اقتل كل واحد منهم بضربة واحدة "

إذا لم افعل ، و نجى خصمي للضربة الثانية ، فسأجد الآخرين قد إستغلوا الفرصة لمحاصرتي بالفعل و النيل مني ..

*سلاش !!"

تطاير الدم و اللحم المقطوع بكل مكان ..

"لا يجب أن ادعهم يحصارونني "

مواصلا الجري بجنون مرسلا السلاشات المظلمة الواحدة تلوا الأخرى ..

وجدت نفسي قد قتلت العديد منهم بالفعل ..

مواصلا الهرب من الانفجارات و النيران ، متجنبا السيوف و الرماح ..

قطعتهم الواحد تلوا الآخر ..

و ما هي إلا دقائق لاجد نفسي مغطى بالدم و القذارة من الشعر إلى اخمص القدمين ..

المفارقة العجيبة كانت أن ذلك الدم لم يكن دمي .

بل دم اعدائي الذين قتلتهم الواحد تلوا الآخر ..

شعرت بحر شديد داخل صدري ، نار حارقة جعلت اعضائي الداخلية تكاد تحترق ، فلم يكن لي من خيار سوى فتح فمي ساحبا المزيد من الاوكسيجين من حولي ، نافخا اياه على شكل بخار حار امتزج مع رذاذ الدم المتناثر من اعدائي .

"هوووووف*

كم قتلت منهم بالفعل ؟

*سلاش!!!*

"اسرع !!!"

قمت بصدهم الواحد تلوا الآخر ، قاطعا اياهم بكل مرة .

رأيت افواههم تتحرك ، لكنني لم أستطع سماع أي شيء .

لربما كانوا يصرخون ، صرخة أخيرة قبل أن يغادروا هذا العالم ..

"أسرع !!"

تركت الصور اللاحقة فقط من خلفي ، متحركا باقصى سرعة إستطاع هذا الجسد الوصول اليها ..

لقد تعرضت لعشرات الهجمات بكل مرة ، لكنني تمكنت من صدهم جميعا ..

و كأنني ارى المستقبل ، كان صد كل شيء بغاية السهولة ..

اساليبهم القتالية ، تحركاتهم ..

شعرت و كأنني رأيتها جميعها من قبل ..

بوهج أسود شبيه بالظل ، تحركاتي لم تكن مفهومة لأي منهم .

كانت سريعة جدا ، دقيقة جدا .. و شديدة القوة .

ضربة واحدة ، قتل مؤكد !!

لم يشعر جيش الألتراس بانهم يواجهون مجرد فتى في 18 من عمره ، بل فنان قتالي عاش لمئات السنين كاسبا من الخبرة ما يجعله قادرا على صد أي شيء ترميه به ..

لكن ذلك كان بعيدا كل البعد عن الحقيقة ..

*رقصة الظلال : 3/7*

اقطع من اليمين ،تفادى من اليسار .

اقفز ، إستدر .. تفادى للامام ، اسرع !

أقوى !

و كأن شبحا ما يقودني داخل ساحة المعركة ..

وصل ذهني الى حالة تركيز شديدة ، منفصلا عن الواقع بشكل تام ..

"أسرع!!"

كم مر من الوقت ؟

"اسرع !!!"

كم قتلت منهم ؟

لم أكن اعلم ..

لكن عندما كنت اتوقف من حين لآخر لكي انظر خلفي ، كنت ارى ذلك المشهد الدموي المرعب الذي كان صنيع يداي ..

رؤوس مقطوعة ، امعاء متناثرة و مسكوبة ..

صدور مشقوقة ، اطراف مرمية بكل مكان ..

بركة من الدم الاحمر القرمزي التي تشكلت بفضل دماءهم جميعا ..

"لقد قتلت الكثير .."

ثم عندما اعدت بصري للامام ، وجدت جنود الالتراس لا يزالون يتوافدون نحوي باعداد مرعبة غطت مجال بصري بالكامل ..

"و لا يزال هنالك الكثير .."

مستنشقا المزيد من الهواء .. واصلت الهجوم ..

محدقا يمينا و يسارا ، اعين الصقر حركت عيوني بشدة داخل محجرهيما محاولا رصد كل اعدائي ..

*هوووووووووف*

مواصلا اخراج البخار الساخن الدموي ، تابعت القتل ..

"لا تتوقف !"

يجب أن أسرع ..

تلك الصور لا تزال تظهر أمامي ..

مشاهد لهم و هم يقاتلون حتى الموت ..

"أسرع !!!*

من دون أن ادرك ، تحول البياض داخل مقلة عيني للاحمر الدموي بينما خسرت احساسي بالواقع تماما .

عندما لم اعد قادرا على قتلهم بضربة واحدة بعد الآن ، أدركت أنني بلغت اقواهم بالفعل .

محاطا بالعديد من مقاتلي الفئة S ، محاربون اشداء امطروني بالهجمات المدوية ..

شعرت بجسدي يغلي ..

كان درعي خانقا و ثقيلا جدا ، فقمت بفكه و رميه بعيدا ..

وجهي أصبح ملطخا بشدة بالدماء ، فحاولت مسحه بمرفقي ، لاجد أن مرفقي هو الآخر مغطى بالمزيد من الدماء ..

الغربان واصلت النزول من السماء ، آكلة تلك الجثث التي تركتها لها بسعادة ..

نعيق الغربان ، رائحة الدم ، و حرارة الحرب ..

تحولت ساحة المعركة لبركة كبيرة من الدم ، دماء الجثث التي تاركمت فوق بعضها البعض باستمرار ..

اصبح اعدائي اشد قوة مع كل هجمة ..

رقصة الظلال جعلتني اصد كل شيء رموه علي ، لكن بعض الهجمات الاكثر سرعة قد نالت مني من حين لآخر ..

لكنني لم أشعر بأي شيء ..

أعيني كلها كانت منصبة عليهم ..

"أقتلهم !!"

بسرعة أكبر ..

"أقتلهم جميعا !!"

لقد سمعت صوت صراخ ما ، عندما رأيتهم يفتحون أفواههم ظننت أن الصوت قادم منهم ..

لكن حتى بضربي لرقابهم ، صوت الصراخ لم يهدأ قط ..

ثم عندما امعنت النظر ، علمت أنني أنا من كان يصرخ ..

صرخة حرب ، عويل معركة شاقة ..

و تعطش للدماء لم اشعر بمثيله من قبل ..

الدماء اصبحت انهارا من تحت قدماي ..

متبادلا الضربات بسرعة شديدة مع أقوى مقاتليهم ، ادركت أن النهاية لازالت بعيدة جدا ..

فمقاتلوهم لا يزالون يتوافدون نحوي مع كل ثانية تمر ..

هذا ما يعنيه 1 ضد 1000 .

واصلت الجري كالمجنون ، نال مني التعب ، لكنني لم اتوقف ..

هناك بذلك المكان ، طاردت شبحه ..

شبح والدي الذي إجتاح جيش الألتراس بسرعة أكبر مني ، و قوة أعظم بكثير ..

محاولا اللحاق بظله ، رأيته يلتفت إلي من حين لآخر ..

"أمامك الكثير .. الكثير و الكثير "

بابتسامة دموية ، و جسد يكاد ينفجر .. واصلت المضي للامام ..

"أنا أعلم "

اعلم أنني بعيد جدا ..

لكنني لن اتوقف..

لن اسقط ..

لن يلمس هذا الظهر الأرض مهما كلف الأمر!!

"هووووووووووووووف "

اورا الظلام و الظلال قد تألقت بشكل أقوى من أي وقت مضى ، سافكا دماء الألتراس الواحد تلوا الآخر ..

جيش نوكرون العظيم وجد نفسه بحالة غريبة لم يسبق لها مثيل ..

"حاصروه ! واصلوا الهجوم !!"

صرخ الكثير منهم ..

"إنه مجرد رجل واحد ! سيتعب في النهاية!!"

حضر بعضهم المدافع السحرية من أجل اطلاقها ، لكنهم لم يستطيعوا استعمالها ..

فقد كنت قريبا جدا منهم بالفعل ، بهذه البساطة ، لم يعد هنالك أي فائدة لأسلحة الدمار الشامل تلك .

لقد قتلت الكثير منهم ..

الكثير حقا ..

عندما توقفت مرة أخرى ، وجدت جسدي بحالة مزرية ..

بعشرات الجروح ، الحروق ، الكدمات ..

كل انواع الاصابات ..

مصبوغا بالاحمر ، اختلطت دمائي بدماءهم ما جعل شعور الحرق يزيد مع كل ثانية تمر ..

لكنني لم أعطي أي إعتبار للإصابات ..

سيشفى هذا الجسد ..

لطالما فعل ..

و سيفعل ..

"هلموا إلي !! جميعكم !!"

كان الأمر جنونيا تماما ..

سرعة تمزيقي لهم لم تكن منطقية لهم مطلقا ..

زوبعة من السيوف هي تلك التي إجتاحتهم ..

قوة طاغية ، و امكانيات جبارة ..

ادرك الالتراس ، انهم يقاتلون وحشا حقيقيا ..

بالجانب الآخر من العالم ..

بأعين مفتوحة على مصرعيها ..

بقيت ميليسنت تحدق بالفراغ مكذبة حواسها التي اعطتها نظرة تقريبية على ما كان يحدث هنا .

"لوحده ، قتل كل هذا العدد ؟ .."

لم يكونوا ضعفاء ..

هؤلاء هم الدم الأعلى..

انهم نخبة الجنود الذي يمكنك الاعتماد عليهم باية حرب..

لكن خصمهم كان قويا جدا .

اصبح السحرة بدون فائدة بعدما نشطت مضاد السحر منذ بداية المعركة ، المتلاعبون بالموجات لم يستطيعوا لمسي بسبب سرعتي ..

المبارزون و المقاتلون قريبوا المدى خسروا جميعا أمامي بفضل قدرة رقصة الظلال التي صدت اي كان ما رموه علي ..

مهما فعلوا ، و مهما حاولوا ، سيقوم سيفي بذبحهم جميعا ..

"وحش"

صاح احدهم ..

"إنه وحش !!!"

وحش حقيقي سلطته الحياة عليهم ..

ثم ما هي سوى لحظات قليلة ، ليغطي ظل عملاق على ساحة المعركة ..

عندما إصطدمت بي تلك القبضة العملاقة قاذفةً اياي بقوة شديدة .. أدرك الجميع أن الوحش الآخر قد اتى ..

الغول .. لورانس.

"اهاهاهاها ، واحد آخر! المزيد من فصل النخبة ! محارب أكثر قوة !!"

بهيأة وحشية تجاوز طولها ال 6 امتار ، و هالة مدمرة بلغت الفئة SS ..

وقف لورانس هناك مثل العملاق بين جنوده ، تلك العين الواحدة حدقت بي بتعطش شديد للدماء ..

لكنه لم يدرك أنه كان ينظر إلى الصورة اللاحقة التي تركتها خلفي فحسب .

فباقل من لحظة واحدة ، كنت أمامه بالفعل ..

"10 آلاف خطوة من الظل: السراب "

بوقت قياسي ، فجرت ألف نسخة سيوفها بلورانس ممزقة لحمه الصلب ذاك بسهولة .. اللحم نفسه الذي عجز راغنا عن خدشه حتى ..

صرخ لورانس بشدة ، لكن جسده تجدد بسرعة مرعبة ليصبح مخلوقا أشد قبحا و بشاعة ..

مطلقا العديد من المجسات الحمراء ، هاجم الغول بعشوائية مدمرا ساحة المعركة باكملها ، غير مفرق لا بين عدو ولا صديق ..

كانت المجسات سريعة جدا و شديدة القوة لدرجة أنها حولت اجساد كل من لمستهم الى مجرد عجينة دموية ..

رغم ذلك ، وجدت نفسي اندفع نحوه مرة أخرى ..

بكلتا سيوفي ، مزقت كل مجساته القذرة بسرعة مرعبة جاعلا دماءه السوداء تمتزج بتلك الحمراء الخاصة بجنوده ..

مقطعا اياه باستمرار ، واصل لورانس الصراخ ليتغير شكله مرارا و تكرارا بشكل مرعب بكل مرة ..

متحولا إلى هيأة بشعة بعشرات الافواه ..

حاول الغول ابتلاعي و هذا ما حدث بالفعل ، فقد اطبقت افواهه الكثير تلك علي مصدرة صوت تحطم مرعب هز المكان ..

*سلاش!!!!*

ثم باقل من ثانية ، انفجرت عشرات الاقواس البنفسجية من داخل تلك الافواه ممزقة اياها لقطع صغيرة ..

بأعين دموية ، اندفعت نحو الغول مقطعا اياه لشرائح بكل مرة ..

دماء لورانس السوداء تساقطت بغزارة ، لكن واصل التجدد بكل مرة متخذا هيأة جديدة تصادم معي بواسطتها ..

بابتسامته المرعبة تلك ، واصل الوحش الصراخ ..

مشكلا عشرات القبضات و الافواه العملاقة ، واصل الغول مهاجمتي من كل مكان ..

لورانس لم يكن عاديا ..

هو أحد الشياطين الهجينة التي تملك أعلى نسبة نقاء بينهم جميعا ..

على عكس الآخرين مثل غفارديول و ميرغو الذين كانوا نصف شيطان و نصف بشري ..

فلورانس اشبه ب 80% شيطان و 20% بشري .

هذا ما جعله وحشا حقيقيا بغاية الخطورة ، بقدرات تجدد شبه فورية ..

كان خصما صعبا ..

لكن ذلك لم يعني الكثير لي ..

هجماته تركتني بالعديد و الكثير من الاصابات . و هذا ما جعله يبتسم بشكل اوسع متذوقا دمائي ..

"هل أنت سعيد لانك استطعت اصابتي ؟"

ببرود ، و نية قتل عارمة ، توعدته بينما واصلت تقطيعه ..

"لست الوحيد القادر على التجدد "

لثانية ، كان جسدي مليئا بالجروح و الاصابات الدموية التي اثقلت كاهلي ..

لكن بالثانية الموالية ، بدأت تلك الجروح المزرية تتعالج من تلقاء نفسها بالفعل ..

من جهة أخرى ، زدت من سرعة هجومي عدة مرات محاولا اياه إلى قطع لحم مفروم .

"لنرى من سيكون أسرع"

*سلاش !!!!*

مرسلا الاقواس المظلمة الواحدة تلوا الأخرى بجنون ..

دمرت جسد الغول دون توقف ، جاعلا دمه الأسود يتساقط باستمرار ..

"سيوفي ، أو تجدد الخارق ذاك !!"

سواءا أنا ، أو لورانس ..

صرخ كلانا بشدة مهاجمين بعضنا البعض ..

وحش هادر تجاوز طوله 6 امتار ، ضد رجل واحد مزق لحمه دون توقف ..

مزلزلا الارض ، واصلت الافواه العملاقة تحاول التهامي بينما زاد حجم لورانس أكثر و أكثر مع كل مرة اقطعه فيها ..

بصرخة هزت السماء ، رماني الغول باقصى ما لديه غير آبه بجنوده الذي راحوا ضحية هجماته ..

من جهة أخرى ، وجدت نفسي اقفز بكل مكان مخرجا الاورا المظلمة دون توقف من داخل سيفي ..

واصلت قطعه مرارا و تكرارا ..

بسرعة فائقة ، و قوة لا متناهية ..

واصلت تدمير جسده شبه الخالد ذاك .

بعدما هاجمني من كل مكان ، بعشرات الافواه و المجسات الهائلة ..

ادرك الغول أنه بموقف غير مؤاتي اطلاقا ، و هذا ما جعله يصرخ باعلى صوت إستطاع اخراجه ..

"هاجموه !!!! جميعكم !!!"

آمرا آخر ما تبقى من جنوده ، طالبهم بالهجوم ..

كانوا جميعا من القادة شديدي القوة ، لكنهم هربوا سابقا خشية أن يعلقوا بهجوم الغول ..

لكن ها هو الآن يطلب منهم العودة ..

"لكن .. سيدي .."

جادل البعض ، فإذا بلورانس يصرخ بصوت أعلى مواصلا الهجوم علي .

"اقتلوه الآن أو سأقتلكم بنفسي!!!"

مسلطا نية قتله المجنونة عليهم ، وجد ما تبقى من جنود الألتراس انفسهم يهاجمون متدخلين بساحة القتال المرعبة تلك ، التي إجتاحتها الافواه العملاقة و المجسات القاطعة ..

اشتعلت سيوفهم بالاورا الواحد تلوا الآخر محاصرين اياي رفقة المجسات ..

كانوا جميعهم فوق الرتبة S ما جعل التصدي لهم رفقة لورانس مهمة مستحيلة ..

*بوووم !* ×10 !!

وجدت نفسي اصدهم جميعا بنفس الوقت مهاجما اياهم متسببا بعاصفة من السيوف ..

فإذا بي اتفاجٱ بمجسات لورانس التي مرت من خلال اتباعه قاتلةً اياهم و ممزقة الجانب الايمن من جسدي دون سابق انذار ..

لورانس واصل الهجوم ..

غير آبه باتباعه ، مستعملا اياهم كدروع لحم إنتحارية قامت بإلهائي ..

مواصلين الصراخ بوجوه مرعبة اظهرت خوفهم الشديد ، وجدت نفسي اتعرض للهجوم من كل مكان .

صددت الكثير منهم ، لكن العديد قد وجد طريقه نحو جسدي الذي تشبع بالاصابات ..

تدفقت دمائي بغزارة بكل مكان بينما شعرت بأحشائي تكاد تتدفق من مكانها ..

إصاباتي كانت عميقة جدا ..

طاعنين سيوفهم بداخل جسدي ، رفقة لورانس الذي هاجم من خلالهم ..

وجدت نفسي اهوي ببطء إلى الخلف ، بينما سقط جسدي نحو الأرض ..

لكن و قبل أن يلمس ظهري الأرض ..

وجدت نفسي اتماسك بطريقة ما ..

على بعد سنتمترات من الأرض المصبوغة بالدم و القذارة ..

اوقفت جسدي بالقوة ..

بأعين دموية ، و جسد ممزق تماما بمجسات و سيوف اخترقته دون توقف ..

دفعت بنفسي للامام واقفا من جديد ..

"لن أسقط !!!"

لن اهزم ..

لن اسقط ..

لن اسمح لنفسي بذلك ..

ليس و تلك المشاهد تتكرر أمام عيناي..

مشاهد لدانزو الذي نزف بقدري .. بل لربما أكثر مني بمكان بعيد عني ..

" لن اسقط!!"

بصرخة مدوية ، نشرت كلا سيوفي مبعدا اياهم بينما ظهرت الخطوط البنفسجية فوق جسدي من كل مكان ..

"الإنبعاث !!!"

باقل من ثانية واحدة ، اظلم المكان بأكمله ..

ثم بالثانية الموالية ..

إجتاحت الاورا البنفسجية المكان مفجرة اياه تماما مبتعلة جنود الألتراس و لورانس من خلفهم ..

عمود الاورا الهائل قد صعد للمساء مزلزلا الأرض ماسحا آخر ما تبقى من جنود الألتراس ، و محطما جزءا كبيرا من جسد لورانس الذي صرخ بصوت وحشي هز المكان بينما قفز بعيدا عن مدى الانفجار ..

لكنه سقط ارضا بعنف عندما اصطدمت به على هيأة نيزك اسود مدمر ..

"لن تذهب إلى أي مكان !!!"

ملوحا بسيوفي باقصى سرعة استطعت ابرازها ..

مزقت لحمه القذر ذاك دون توقف ..

امتزج صوت صراخي بعوليه المتألم ..

لقد حاول مهاجمتي بواسطة مجساته ، لكنني مزقتها جميعها رفقة جسده ..

واقفا فوقه ..

واصلت قطعه و تدميره ..

بسرعة أكبر..

بقوة أكبر ..

هجماتي كانت اسرع بكثير من تجدد الخارق ذاك ..

ثم بعد أقل من دقيقة واحدة ..

انفجر جسد الغول أخيرا كاشفا عن ذلك الشاب الهزيل الذي تخبط عند قدماي ..

واقفا فوق بركة من الدم الاحمر و الأسود ، بجسد دموي مدمر بالكامل ..

حدقت بلورانس الذي بدأ يصرخ خائفا مخرجا كلمات غير مفهومة من فمه ..

بعدما قطعت اذرعه ، و سيقانه ..

لم يعد الغول قادرا على التجدد ..

"ايا ..ايايايايايايا !!"

واصل الشيطان القذر الصراخ ..

صراخ آلم أذناي ، لذلك و بدون سابق انذار ..

قطعت رأسه بهجوم واحد .. جاعلا آخر دمائه تمتزج بالارض ..

"هذه هي .. هووووووف .. النهاية .."

ترنحت بصعوبة غير قادر على الوقوف ..

متكئا على سيوفي ..

مشت ببطء داخل حقل الجثث و انهار الدم من حولي..

مبتعدا عن

حفرة الدمار و الجحيم ..

سرت بعيدا بجسد متهالك ، و روح متعبة ..

"علي بلوغهم .."

كان علي الاسراع ..

"يجب أن اصل اليه .."

دانزو ..

"يجب أن اساعده .."

بالكاد أستطعت الرؤية أمامي ..

مترنحا ... متعبا .. محطما ..

"لقد نجحت .."

لقد فعلتها ..

"لقد هزمت 1000 رجل .."

لقد نجحت ..

محاولا التماسك ..

توقفت عن المشي ، بوجه متعب ، و أعين غير مصدقة ..

حدقت به ..

ذلك الرجل العجوز الذي ظهر امامي ..

بملابس رثة ، و سيف وحيد ..

رجل عجوز حدق بي بعدم تصديق .

"ماذا تكون أنت ؟"

لقد سألني .. واضعا يده فوق غمد سيفه ..

هذه الحياة ، هذا القدر ..

بمجرد انتهائي من معركتي القاسية تلك ، قد وضعوني بلا رحمة امامه ..

أمام ميرغو ، لورد القفير المظلم ..

لورد الألتراس الذي وقف هناك بيني و بينهم ..

هذه الحياة استمرت بمحاصرتي من كل مكان .. حتى النهاية..

يتبع ..

...

...

...

عدد فصول التحدي: 27 من 50

للدعم المادي:

Paypal:mohamedmazino134@gmail.com

للدعم المعنوي:

التعليق و دخول الديسكورد ..

ساكون أكثر من سعيد بدعمكم لقاء الجهد المبذول ..

اراكم الفصل القادم..

2025/01/09 · 518 مشاهدة · 3861 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2025