سانسا ضد أدريانا ، أو بتعبير آخر ، دمية بياتريس ..

المعركة بلغت نهايتها بالفعل ، فسانسا بعد بلوغها لهيأة الدرع الخاصة بسيرس إكتشفت أنها لن تستطيع المحافظة عليها لوقت طويل .

على عكس جليد سيرس ، ظلال سانسا كانت أشد قوة بكثير و إستهلكت قدرا كبيرا من قدرة التحمل الخاصة بها ، بالتالي علمت الأميرة انها مضطرة لإنهاء المعركة باسرع وقت ممكن .

لكن بياتريس لم تسمح لها بالقيام بأي حركة ، محاصرة إياها تماما.

واصلت الساحرة رشقها بمختلف القذائف و السيوف و الرماح ..

من كل الجهات ، لم تترك لها أي ثغرة للهجوم ..

"أنت على وشك الخسارة .. يا صديقتي العزيزة "

سخرت بياتريس عن عمد مواصلة قصف سانسا .

الاميرة شكلت شرنقة من حول جسدها بواسطة اجنحة الظل خاصتها ما جعلها تصد كل هجمات بياتريس .

على الرغم من أن الهجوم لم يخترق دفاعها بعد ، الا أن قدرة تحملها لم تكن لا نهائية ، كانت مجرد مسألة وقت قبل أن يتم اختراق دفاعها .

مدركة لذلك ، عمل عقل سانسا بسرعة كبيرة محاولة التوصل لطريقة تتعامل بها مع بياتريس ..

الساحرة كانت ذكية جدا ، و قاتلت دوما ما الحفاظ على مسافة بينها و بين خصومها ..

بلوغها ليس سهلا حتى بقدرات سانسا المعززة بالدرع التي زادت قوتها و سرعتها كثيرا ..

"احتاج لمحو المسافة بطريقة ما .."

تحت سماء الليل المظلمة ، كانت مدافع بياتريس السحرية الشيء الوحيد الذي اضاء ساحة المعركة ..

في تلك اللحظة أدركت سانسا شيئا مهما كانت قد تناسته منذ بعض الوقت ..

فهنا بالظلام ، تكون ظلالها بأقصى حالتها قوة ..

مستذكرة قتالها الهائج ضد فراي ستارلايت و اوليفر خان ..

جعلت الاميرة ظلالها تدور من حولها بشدة بينما إندفعت نحو الأرض بسرعة فائقة ..

"أتحاولين الهرب ؟ إلى أين ؟"

ضحكت بياتريس بينما جعلت قذائفها تتبع سانسا على الفور ..

هذه الأخيرة طارت نحو الأرض دون توقف ما جعلها عرضة للقذائف من الاعلى .

بياتريس لم تفهم سبب قيامها بذلك إلا بعد فوات الاوان و اختفاء الاميرة تماما داخل الأرض بشكل سحري ..

"إختفى وجودها تماما .."

تذمرت بياتريس بعدما لم تعد تشعر بوجود سانسا مطلقا .

الاميرة اختفت بشكل سحري داخل الأرض المظلمة التي ابتلعتها الظلال ..

"هذه أحد القدرات الممنوحة لي من الشياطين التي تعبدونها بكل إخلاص "

رغم أن وجودها قد إختفى بالكامل ، إلا أن صوت سانسا كان لا يزال مسموعا داخل ساحة المعركة من كل مكان ..

"ما دام هنالك ظلام ، فسأتمكن من التنقل بحرية داخل ساحة المعركة بأكملها !"

مواصلة البحث عنها ، تفاجأت بياتريس بوجود سانسا يعاود الظهور مرة أخرى ، لكن فوق رأسها هذه المرة مستغلة زاوية مظلمة أعلى البوابة ..

بوجودها فوق بياتريس مباشرة ، تشكلت يد مظلمة عملاقة حول ذراع سانسا اليمنى ، لتطلقها على الفور ناحية بياتريس محاولة سحقها بالارض ..

"قدرة مزعجة .."

بحركة من يدها ، شكلت بياتريس درعا عملاقا فوق رأسها ليصد يد الظل التي ابرزتها سانسا .

اليد المظلمة ضربت الدرع بعنف شديد ، لكن درع بياتريس كان صلبا بما فيه الكفاية .

"لا فائدة من هذه الحيل معي "

تزامنا مع كلمات بياتريس تلك ..

إلتفت كل المدافع السحرية و السيوف نحو الأعلى مستهدفة سانسا مرة أخرى ، لكن هذه الأخيرة لم تتراجع ..

"بل أسلحتك تلك هي عديمة الفائدة "

بتلك اللحظة ..

تفاجٱت بياتريس بكل أسلحتها النارية تتحطم الواحدة تلوا الأخرى ، بواسطة شفرات مظلمة إنبثقت من كل الزوايا المظلمة الموجودة بساحة المعركة ..

مادام هنالك ظلام ..

ستتمكن سانسا من الهجوم عبره بحرية و إطلاق شفراتها القاطعة دون توقف من خلاله ..

تلك كانت هي القدرة التي أرعبت العديد من قادة الامبراطورية ذات يوم ..

لكن الساحرة بشكل خاص قد تعرفت على تلك القوة ..

"نسخة مقلدة من ظل الملك .. ياللسخافة "

"هذه القوة السخيفة ستكون السبب وراء نهايتك !"

سانسا زادت من سرعتها مشكلة يدا عملاقة أخرى حول ذراعها الايسر ايضا..

دامجة كلتا الذراعين العملاقتين معا ، دارت الظلال حول بعضها البعض بسرعة شديدة مشكلين مثقابا لولبيا عملاقا إخترق درع بياتريس بالقوة ..

"لقد كنت الاقرب لك أكثر من أي انسان آخر .. و صديقتك الوحيدة ، لكنني فشلت بملاحظة ما كنت تخبئينه تحت تصرفاتك الخجولة تلك "

مشكلة المزيد و المزيد من الشفرات المظلمة ، واصلت سانسا الضغط على بياتريس ..

لطالما تفاخرت سانسا بقدرتها على قراءة الناس أكثر من أي شخص آخر ، لكنها فشلت رغم ذلك برؤية الوجه الحقيقي لادريانا ..

لو لاحظت مبكرا ، لربما كانت ستتمكن من تجنب كل هذه الكوارث التي حلت بهم .

لكنها لم تفعل ، على الرغم من أنها كانت تشك تلقائيا بكل من يقترب منها ..

إلا أنها اسقطت تلك الشكوك عن ادريانا التي ظهرت امامها بمظهر الفتاة الخجولة و البريئة .

و الآن ، هاهي تدفع ثمن ذلك ..

"لقد فات الاوان لتغيير ما حدث بالفعل ، لكن على الأقل سأقوم بقتلك هنا!!"

مستجمعة كل قوتها ، ارادت سانسا تقطيع ادريانا و قتلها على الفور .

لكن بياتريس لم تسمح بذلك..

مستعملة سحرها مرة أخرى ، تشكلت دائرة من الضوء حول جسدها كانت بمثابة الدرع الذي صد كل الشفرات المظلمة ..

"قدراتك قوية حقا ، فهي مستمدة من ظل الملك بعد كل شيء .. لكن .."

بضحكة خبيثة ، رفعت بياتريس إصبع سبابة يدها اليمنى نحو السماء ..

"ظلالك ضعيفة جدا يا سانسا .. لا تزالين غير قادرة على اخراج قوتك بشكل صحيح حتى .. ياللعار "

فوق إصبع بياتريس ، تشكلت نقطة من النار المتقدة .. لتتضخم تلك النطقة بسرعة مرعبة متخذة هيأة شمس مصغرة أضاءت المكان بشدة ..

"إحرقيهم من إجلي !"

ضوء الشمس كان شديدا جدا ، لدرجة أنه أبعد كل الظلام من على ساحة المعركة ..

"لو كان هذا ظل الملك حقا ، لما إستطاع ضوء تافه كهذا تدميره ، لكنك مجرد نسخة مقلدة يا سانسا كيكيكي "

المقارنة نفسها لم تكن صحيحة من الأساس ..

فظل الملك كان قويا جدا لدرجة أن الأمر يحتاج لقوة حاكم الضوء بنفسه لكي يتمكن من صده ..

ناهيك عن قوة دمية بياتريس ..

الفرق كان كبيرا جدا ..

و الآن بعدما تم القضاء على ظلامها بالكامل ، رفعت بياتريس يدها بوجها سانسا ..

"وداعا "

قالت الساحرة كلمتها مطلقة شعاع اورا هادر إبتلع سانسا بالكامل ، و واصل الاندفاع إلى أن دمر الأرض أسفلها ..

شعاع الاورا كان قويا جدا ، و بياتريس كانت واثقة من أنه يكفي للتعامل مع سانسا ..

لكنها تفاجأت من الواقع قد كان مغايرا تماما .

فهي لم تستوعب ما حدث إلا بعد إختراق سيف غريب على هيأة ظل بطنها .. بينما ظهرت سانسا من خلال شعاع الاورا بعدما تحملته بقوة بواسطة درعها ..

على الرغم من أن نصف درع الظل قد تبدد تماما ، بالإضافة إلى جسدها الذي تعرض للاصابة بشدة .

إلا أن سانسا تمكنت من بلوغ بياتريس أخيرا ، طاعنة شفرتها المظلمة داخل جسد الساحرة ..

"تمكنت من بلوغك أخيرا .."

تنفست سانسا بصعوبة ، وجها لوجه مع الساحرة و سيفها المظلم مستقر داخل بطنها ..

كانت تلك هجمة مدمرة يفترض ان تكون قد سببت ضررا هائلا لبياتريس ..

لكن هذه الأخيرة لم تبدو متألمة مطلقا ، بل واصلت الابتسام بسعادة .

"عمل جيد .. سانسا"

مادحة اياها بصدق ، رفعت الساحرة راحة يدها بوجه الاميرة مرة أخرى مطلقة شعاعا آخر من الاورا المدمرة مرسلة سانسا نحو الأرض بعنف ..

الأميرة صرخت متألمة بينما تحطم جسدها ارضا و تبدد الظل من حولها بشكل كامل ..

ساقطةً ارضا .

لهثت الاميرة بجسد دموي و هي تحدق ببياتريس التي نزعت سيف الظل من داخل جسدها ..

"مؤسف جدا لك ، لكن هذا الجسد ليس مثل البشر الآخرين "

على الرغم من أنه نزف دما أحمر مثلهم ، إلا أن جسد ادريانا لم يكن سوى دمية من الأساس ..

لم يكن ليموت بهجوم كذاك ..

و هذا ما أدركته سانسا متأخرة ..

بينما تخبطت الأميرة ارضا ، نزلت بياتريس بهدوء من السماء بينما تبددت الشمس التي قامت باضاءة المكان معيدة كل شيء للظلام ..

"لقد قاتلت جيدا يا سانسا ، لم اتوقع أن تنجحي بإصابتي من الأساس .. مؤسف أن الأمر سينتهي هنا "

واضعة اصبعها حول وجه سانسا ..

تشكلت النار من جديد حول بياتريس بينما إستعدت لقتل الأميرة ..

"لم تكوني سوى مجرد منتج معيب لبذرة شيطان تجريبية .. إنتهى بك الأمر بالفشل بمهمتك و مواصلة العيش حتى الآن مستعملة قوة الشياطين .. تجربة فاشلة من أمثالك كان يجب أن تموت منذ وقت طويل بالفعل "

إستعدت الساحرة لقتل سانسا و محو جسدها بالكامل مرة و إلى الأبد ..

"سأتولى تنظيف هذه القذارة "

برؤية تلك القوة التي كانت على وشك تدميرها بالكامل ، أغمضت الاميرة عينيها ببطء متأملة نهاية هذه المعركة ، بينما قالت كلماتها الأخيرة بهدوء ..

"أجل ، كان من المفترض أن أموت منذ وقت طويل.."

منذ أن تم إختطافها بالماضي البعيد ..

أو يوم قتالها ضد اوليفر و فراي ..

"لكنني نجوت .. و سأواصل النجاة "

تزامنا مع كلماتها تلك ، و قبل أن تطلق بياتريس هجومها .. إنسكبت الدماء مرة أخرى هذه المرة ، عندما إنبثقت عشرات مجسات الظلال من ظل بياتريس مخترقة جسدها بقوة رافعية إياه نحو السماء ..

سانسا هي الأخرى نهضت من جديد بصعوبة ، محدقةً بجسد ادريانا الذي اخترقته عشرات اعمدة الظل المظلمة ..

"أخيرا .. تمكنت من إضعافك بما فيه الكفاية .."

تحدثت سانسا بصعوبة ، بينما ظهرت الحيرة على وجه بياتريس ما دفعها لتسأل ..

"كيف ؟! كيف استطعت وضع ظلالك هناك ؟!"

ذلك لم يكن منطقيا ..

قوة سانسا قد نفذت تماما ، و بياتريس كانت فطنة جدا لدرجة أنه يستحيل أن تضع سانسا قوتها داخل ظلها دون أن تنتبه ..

في تلك اللحظة ، إبتسمت الأميرة بصعوبة ..

"لدي أخ قذر ، حاول دوما أن يضع أياديه القذرة علي مرسلا إلي بيادقه الواحد تلوا الآخر .. جاعلا الجميع من حولي عدوا محتملا "

منذ الطفولة ، تعلمت سانسا أن تشك بجميع من يقترب منها بسبب إيغون الذي لطالما حاول قتلها أو جعل حياتها صعبة..

لذلك و منذ اكتسابها لقدرة الظلال ، و الحادثة التي أدت بفيريث لمهاجمتها بالماضي البعيد ..

أصبحت سانسا تضع قوتها تضع قوتها سرا داخل ظلال المقربين منها ، ليس فقط لمهاجمتهم ، بل حمايتهم ايضا إذا ما جاءت الضرورة ..

"وضعت ظلالي داخل ظلك منذ زمن طويل بالفعل .. على الرغم من أنني لم أتوقع أن ينتهي بي الأمر لاستعمالهم بهذه الطريقة معك ... ادريانا "

معلقة بالسماء ، و عشرات الاشواك المظلمة تخترق جسدها ، أومأت بياتريس بابتسامة .

"فهمت .. لهذا السبب لم أشعر بهم حتى النهاية ، لقد خبئتهم منذ وقت طويل بالفعل .. حركة جيدة "

برؤيتها تتحدث بلا مبالاة ، حتى بوجود كل تلك الاصابات على جسدها ..

أصبحت سانسا حذرة تلقائيا ، اما بياتريس فتنهدت بتأسف منزعجة من الوضع الحالي برمته ..

"آه .. يا إلاهي ، علي التوقف عن إرخاء دفاعي بمجرد ظني أن المعركة قد إنتهت .. هذه المرة الثانية التي يتحدث بها هذا لدماي العزيزة"

كلام بياتريس العرضي جعل سانسا تنتبه لشيء مهم .

"دمى ؟"

سألت الاميرة بعبوس بينما عادت بياتريس لابتسامتها المعتادة ..

"لقد خسر هذا الجسد و سيموت قريبا .. لنعتبره تعادلا إذا .. سانسا ."

"ما الذي تتحدثين عنه بالضبط ؟ و مالذي قصدته بالدمى ؟"

سألت الأميرة على عجل ، لكن بياتريس لم تصغي لها مطلقا ، بل قامت بالضحك بخبث ..

في تلك اللحظة ، هنا أمام البوابة ..

توهجت الأرض من تحت اقدام سانسا بدون سابق انذار بعدما فعلت بياتريس أحد افخاخها السحرية التي زرعتها داخل ساحة المعركة رفقة فخ البوابة ..

برؤية ذلك ، حاولت الأميرة الهرب على الفور ..

لكن الاوان كان قد فات بالفعل ..

"آسفة يا سانسا ، لكنك لست الوحيدة التي أبقت اوراقها الرابحة حتى النهاية "

تزامنا مع كلمات بياتريس ..

انبثق سعاع رفيع من الضوء من العدم .

مجرد عمود بسيط من الضوء .. لكنه اخترق صدر سانسا بلا رحمة صانعا حفرة دموية تجاوز قطرها ال 20 سنتيمتر ..

شعاع الضوء اخترق جسدها بالكامل إلى أن خرج من ظهرها ما جعل الحفرة فارغة تماما مطلة على ما تواجد خلفها مباشرة ..

متأثرة باصابتها المرعبة تلك ..

غادرت الحياة أعين سانسا على الفور ، لتسقط ارضا و هي تحدق ببرود نحو السماء و الدماء تسيل دون توقف من داخل الحفرة الدموية المتواجدة على صدرها .

تزامنا مع ذلك ، سقط جسد ادريانا هو الآخر بعدما اختفت الظلال متأثرة بما حدث لسانسا ..

أعين ادريانا كانت فارغة هي الأخرى بعدما مات جسدها هي الأخرى ..

ليستلقي كلاهما جنبا إلى جنب .. تحدقان بسماء الليل الفارغة ..

بدمائهما التي إنهمرت دون توقف ..

كانت تلك هي اشارة النهاية لمعركة صعبة بين ساحرة ماكرة و اميرة قاتلت حتى النهاية ..

سانسا فاليريون vs ادريانا ..

انتهت هذه الجولة .. بالتعادل و موت كلاهما ..

...

...

...

إنتهت معظم المعارك بالفعل ..

و لم يبقى سوى القليل لإسدال الستار على الجولة الاخيرة ..

بمكان ما داخل ساحة المعركة العملاقة ..

جلس دراكسلر فوق صخرة صلبة ، و سيفه مستقر ارضا بجانبه ..

ممسدا شعره البرتقالي ، تنهد فارس بياتريس المختار بملل محدقا بساحة المعركة المدمرة امامه ..

"ذلك اللعين .. لقد هرب حقا .."

بعد القتال لوقت طويل ، اظهر غوست اومبرا مستوى عاليا بالفعل شكل خطورة حقيقية على دراكسلر الذي ظن أنه وجد خصما جديرا ..

لكن عندما بلغت المعركة ذروتها ..

تسلل غوست ببراعة شديدة منسحبا بعدما اطلق هجوما غريبا شديد القوة ، قطع جانب دراكسلر الايمن ..

هذا الاخيرة ، مسح بعض الدم من جرحه متذوقا اياه ..

"لقد نال مني ذلك الفتى حقا .. غوست اومبرا.."

واضعا سيفه خلف ظهره ، إستدار دراكسلر مغادرا المكان ..

"سأتذكر اسمك يا فتى "

قرر فارس بياتريس المغادرة ، خصوصا بعدما احس باورا مرعبة كانت تصدر من معركة جرت بالقرب منهم ..

مقاتل الألتراس الغريب لم يرد التورط مع ذلك النوع من الوحوش بعد الآن ..

...

...

...

تزامنا مع مغادرة دراكسلر ..

ظهر غوست اومبرا بعيدا جدا عنه ، ممسكا بجدران الجبل بجانبه ، و جسده مصاب بعدد مرعب من الجروح الهائلة..

غوست حاملا زوج الخناجر المظلمة التي جلبها من لوندور .. تنهد بصعوبة مجبرا نفسه على مواصلة المشي ..

"ذلك الرجل ... كان قويا جدا .."

دراكسلر .. كانت هذه المرة الأولى التي يرى بها رجلا كهذا ..

قوته طرحت عدة علامات إستفهام داخل عقله ، فهي إستمرت بالتضخم إلى أن كادت تبلغ الفئة SS على نهاية قتالهم ..

"لو إستمررت بقتاله .. لغادرت هذه الحياة بالنهاية .."

حتى بعد ضربه بواسطة قاطع الفضاء الخاص به ..

بالكاد استطاع غوست قطع جانب خصمه الايمن ..

مدركا أنه لن يفوز ، انسحب القاتل الصامت من ساحة المعركة ، بينما ركز كليا على البحث عن رفاقه ..

لقد كان مصابا بشدة ، لدرجة أنه شعر بالدوار من شدة الدم الذي خسره ..

المغتالون من أمثاله لم يكونوا مناسبين للقتال المباشر ، على الرغم من أنه كان قويا جدا .. إلا أنه مدرك لحدوده بالفعل..

"علي ايجاد الآخرين بسرعة "

مواصلا ذكر تلك الكلمات ..

تقدم غوست أكثر و أكثر ، مستمرا بالمشي غير مدرك لمحيطه ..

ثم بعد المشي لدقائق معدودة ..

خرج غوست أخيرا إلى مجال مفتوح جعل السهل المقفر يظهر امامه ..

لكن بمجرد بلوغه ذلك المكان ، وجد القاتل الصامت نفسه متجمدا مكانه يحدق بفم و اعين مفتوحة ، نحو ذلك المشهد المرعب ..

صوت نعيق الغربان الشديد ، كان الصوت الوحيد الذي إستطاع سماعه بهذا المكان رفقة صرير الرياح ..

رائحة الدم خنقت انفه بشدة ، حتى هو المعتاد عليها وجد نفسه منزعجا من شدتها ..

أمامه ..

كانت الارض ممزقة و مدمرة عدة مرات لدرجة أن الحفر العملاقة قد كانت منتشرة بكل مكان ..

فوقها مباشرة ، ترامت أشلاء الموتى بكل مكان منقوعة بدمهم الذي أصبح بمثابة بحيرة دموية عملاقة من كميته الهائلة..

بذلك المكان ، لم يكن هنالك شيء سوى الموت ..

مئات .. بل لربما تجاوزوا الالف حتى ..

"أي معركة هي تلك التي قد تخلف هذا القدر من الدمار ؟ من بحق الجحيم تقاتل بهذا المكان ؟!"

سٱل غوست دون وعي بينما سار ببطء شديد ناحيتها محاولا الاقتراب أكثر ..

في تلك اللحظة ، تجمد مكانه عندما رأى رجلا واحد يسير ببطء مبتعدا عن مستنقع الدم ذاك ..و جسده مصبوغ بالاحمر ..

في البداية لم يتعرف عليه .

لكن بعد امعان النظر به ..

تعرف غوست أخيرا على زوج السيوف المظلمة تلك ..

...

...

...

-منظور فراي ستارلايت -

لقد خسرت الاحساس بالواقع من حولي ..

بعدما غرقت مرة أخرى داخل الظلام ..

أصبح وعيي فارغا تماما ، غير قادر على إستعاب أي شيء ..

أتذكر انني قاتلت بكل ما لدي ، حملت سيوفي و جررت جسدي المتعب هذا داخل ساحة المعركة ..

قاتلت ، قاتلت و قاتلت ..

لقد فعلت كل ما بوسعي ، جريت بكل مكان كالمجنون ..

لقد حاولت .. لكنني خسرت ..

لقد خسرت ضد ميرغو ..

هذه هي آخر ذكرى لي قبل أن يرمي بي الظلام بعيدا ..

يفترض أنني ميت ..

لكنني أعلم أن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة ، فهم لن يسمحوا لي بالموت و الهرب بسهولة ..

أنا اعلم ..

أعلم انني مازلت حيا ، هذه الحياة لن تتركني اذهب ..

لذلك لم يكن أمامي من خيار سوى الانتظار ..

إلى أن يرميني هذا الظلام الحالك نحو الواقع مرة أخرى ..

شعرت به يلتف حولي بشدة ، معانقا إياي .

"آه .. كم أريد أن أنام "

أردت أن اغادر إلى عالم الاحلام ، و أرمي كل شيء خلف ظهري ..

لكنني لم أكن محظوظا بما فيه الكفاية ليحدث ذلك ..

فما هي إلا ثواني معدودة لاخرج من الظلام .. إلى الضوء مرى أخرى ..

...

...

...

لقد فتحت عيني مرة أخرى ، لاجد مشهدا مألوفا أمامي ..

ساحة المعركة المدمرة ..

و طعم الدم الحلو و المر بفمي ..

جسدي كان بحالة مزرية كعادته ..

لكن خصمي لم يكن بأي مكان أمامي ...

بالواقع ، لقد غادرت ساحة المعركة بالفعل ..

"هل إنتهت المعركة بالفعل ؟"

أين هو ميرغو ؟ كم من الوقت مر ؟

مالذي حدث لرفاقي ؟

عشرات الاسئلة راودتني دون توقف ..

رغم أنني كنت مصابا بشدة ، إلا أنني شعرت بجسدي قادر على اعطاء أكثر من ذلك بكثير ..

و كأن قوتي لم تتناقص مطلقا ..

ثم بعد التخبط بجنون ، شعرت بذلك الملمس البارد فوق وجهي ..

ما جعلني ارفع يدي لا إراديا ملتمسا إياه ..

في تلك اللحظة ، شعرت بذلك المعدن الأسود البارد ..

بألف جثة خلفي ، و بحر دموي امتد بعيدا لامسا ساقاي ..

وقفت هناك ، غير مدرك انني كنت ارتدي ذلك القناع طوال الوقت ..

بهدوء .. نزعته من فوق وجهي ..

بتلك اللحظة ، ظهر قناع النايملس أمام عيني بشكل جلي ..

لم أتألم مثل آخر مرة ، بل بالعكس ..

كان عقلي ساكنا جدا ..

لكنني لم أستطع سوى أن أحدق بذلك القناع بوجه فارغ ..

الطعم المر تزايد باستمرار داخل فمي ، جاهلا بما فعلت ..

و هذا ما دفعني لأسأل ..

"من أنا ؟"

من أكون ؟

ثم بتلك اللحظة ..

نادى علي صوت اعرفه ..

"فراي!!"

ظهر من بعيد ، بحالة مزرية هو الآخر ..

لقد كان غوست .

...

...

...

عدد فصول التحدي: 33 من 50 .

للدعم المادي:

Paypal:mohamedmazino134@gmail.com

للدعم المعنوي:

التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم.

اراكم الفصل القادم

2025/01/15 · 517 مشاهدة · 3053 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2025