- منظور فراي ستارلايت -

"غوست .."

ظهر صديقي المغتال أمامي ، لقد كان مصابا و بحالة يرثى لها هو الآخر ..

لكن رؤيته جلبت بعض السعادة إلى قلبي ، سعادة مصحوبة بقلق شديد بعدما تذكرت أمر الآخرين الذين لا أزال اجهل ما حدث معهم حتى الآن ..

"كنت أعلم انك لن تموت يا فراي "

ظهرت الراحة على وجه غوست هو الآخر مبرزا تعابير وجه نادرا ما يظهرها للاخرين ..

"لن أموت يا صديقي ، كن متيقنا من ذلك "

بهذا الكون الشاسع ، أنا آخر شخص يفترض بهم القلق عليه من هذه الناحية ..

غوست كان سعيدا برؤيتي ، لكن أعينه لم تفارق بحر الجثث من خلفي ..

و هذا ما دفعه ليسأل عن ذلك حائرا ..

"هل أنت من فعل هذا ؟"

مخفيا قناع النايملس ، لم ارد أن ألتفت لما تواجد خلفي ، بل تطلعت للامام فقط ..

"قمت بصد أحد جيوشهم هنا ما أكسبنا بعض الوقت ، لكن علينا التحرك بسرعة فسيأتي المزيد منهم عاجلا أم آجلا "

بوجود غوست ، عثرت أخيرا على دليل يقودني إلى الاخرين ، بفضل علامة الساحرة التي لا تزال معه ..

"لنتحرك بسرعة ، علينا ايجاد الآخرين قبل فوات الاوان!"

بعد حالة الفراغ التي دخلتها مؤخرا ، إستعدت إدراكي بالواقع أخيرا متذكرا ما حدث ، و السبب الذي دفعني للقتال بجنون ..

رفاقي ، خصوصا دانزو ..

جميعهم واجهوا وحوشا شديدي القوة ما جعلهم قريبين من الموت أكثر من أي وقت مضى ..

غوست شاركني افكاري ، لذلك لم نطل البقاء ، بل إندفعنا على الفور مستدلين بعلامة الساحرة التي معه ..

بنفس الوقت ، فتحت واجهة النظام ، طمعا باستعمال منظور اللاعب الثالث التي ترددت عن استعماله حتى الآن خوفا من أن ارى واقعا أليما لست جاهزا لمواجهته ..

بقلب تسارع نبضه ، حدقت بقلق ناحية واجهة النظام التي اضاءت أمامي بضوء ازرق ..

...

...

...

إسم المضيف :فراي ستارلايت (روح مزدوجة)

الوظيفة : مبارز

الموهبة : SS

المستوى الحالي : A

القوة : A -

السرعة : A+

الرشاقة : A

القدرة على التحمل : S

الأورا : SSS

السحر : -

[ فن المبارزة مستوى 6] (تم كسر الحد ، يستطيع المستخدم بلوغ المستوى السابع الان )

المواهب : {المبارزة} ، {التلاعب بالأورا} ، {المناعة ضد السموم}

الأسلوب القتالي : 10 آلاف خطوة من الظل

المهارات :

عين الصقر (فئة A)

خطوات الشبح (فئة A)

الإفتتان (فئة D)

التعالي (فئة S)

الإنبعاث (فئة SS)

القدرات:

رقصة الظلال 3/7 .

مضاد السحر المستوى الثاني .

نقاط الإنجاز الحالية : 0 .

مهمة رئيسية : النجاة من المطاردة (10 آلاف نقطة انجاز )

المهمة نهائية : ؟؟؟

...

...

...

عرض النظام إحصائياتي كالعادة ، قوتي التي شهدت زيادة كبيرة عن آخر مرة رأيتها بها ..

لكنني لم أهتم مطلقا بتلك الإحصائيات ، فتركيزي كان منصبا تماما على ركن نظام المودة ..

بذلك المكان ، تواجدت 3 أسماء أومضت بضوء أحمر ..

دانزو سماشر .

سانسا فاليريون

سنو ليونهارت ..

إستعملت قدرة منظور اللاعب الثالث على ثلاثتهم دون توقف ، لكن مهما حاولت التعمق بهم ، لم اجد سوى السواد ..

فبمجرد تفعيل المهارة عليهم ، تظلم الشاشة أمامي على الفور و لم أستطع فعل شيء حيال ذلك مهما حاولت ..

ذلك الظلام المشؤوم زادني توترا أكثر و أكثر ، عاجزا عن التفكير بشكل صحيح بدأت الافكار المشؤومة تنال مني ..

لقد مضى وقت طويل بالفعل منذ قاتلت ضد ذلك الجيش و ميرغو ..

وقت كافي لتنتهي كل المعارك ، ما يعني أن كل شيء قد انتهى بالفعل..

إذا مالذي عناه ذلك السواد ..

هل هم فاقدون للوعي فحسب ؟ ، أو أنهم ..

بمجرد ظهور الاحتمالية الاكثر ترجيحا داخل عقلي ..

شعرت بالصداع من التفكير بالأمر لوحده ..

بقبضة مشدودة ، إندفعت بكل قوتي مطالبا غوست بالإسراع أكثر ..

"علينا إيجادهم بسرعة .. بأسرع وقت ممكن !"

غير آبه بجسدي المتعب من كثرة القتال ، تحاملت على نفسي محاولا إعطاء المزيد ..

على طول الطريق ، حاولت مرارا و تكرارا استعمال منظور اللاعب الثالث عليهم .

لكن بدون جدوى ..

مهما حاولت ، لم يختفي ذلك الظلام مطلقا و هذا ما زادني قلقا ..

خوفا من أن يكون ما ينتظرني بالنهاية مجرد جثث مترامية ..

مجرد التفكير بالأمر جعلني اكاد أفقد نفسي بالفعل ، فكيف ستكون ردة فعلي إذا ما تحولت تلك التخيلات المظلمة إلى واقع ؟

"لا تموتوا .."

بدون وعي ، بدأت أفكاري تخرج من فمي بصوت عالي ..

غوست سمعني ، مدركا لما كنت افكر به .

إندفع القاتل الصامت امامي بسرعة أكبر مستدلا بعلامة الساحرة ..

"سنجدهم يا فراي ، هم اقوياء جدا و لن يموتوا بسهولة"

قال غوست تلك الكلمات ، لكنني كنت أعلم أنه لم يصدق ما قاله ..

لربما كانت مواساة منه لي .

لكنها لم تغير أي شيء ..

بحواسي كلها مركزةً على ما تواجد أمامي ، أدركت اننا دخلنا ما يشبه الانفاق داخل أحد الجبال الاكبر حجما ..

بإمعان النظر ، كان المكان مشابها لساحة المعركة التي رأيت دانزو يقاتل بها ، ما جعل بعض الامل يظهر من العدم مضيئا كتلة السواد البائسة هذه ..

"غوست ! هل أنت متأكد من أن العلامة تقودك إلى هذا المكان ؟!"

كإجابة على سؤالي المتعجل ، رفع غوست يده مظهرا علامة الساحرة التي توهجت بخفة .

"أجل ، هنالك واحد من رفاقنا هنا بكل تأكيد "

تأكيد غوست جعل الأمل يزيد ..

إذا كانت علامة الساحرة مفعلة ، فهذا يعني أن دانزو لا يزال حيا ..

لا يزال يتنفس بمكان ما داخل هذه الكهوف المظلمة ..

بمعرفة ذلك ، لم أستطع كبح نفسي بعد الآن ..

"أي إتجاه تقودك العلامة ؟!"

سألت بصوت عالي بينما اشار غوست إلى الاتجاه المرجوا مرتبكا ..

اصبعه اشار إلى حائط النفق ..

كان هذا الجبل مليئا بالانفاق المتشعبة التي ظلت تتشابك فيما بينها ..

إذا استمررنا بالانعطاف كل مرة ، فلن نصل باي وقت قريب ..

مدركا لذلك ، اخرجت سيوفي مطلقا قوتي من جديد ..

بموجة مظلمة من الاورا ، دمرت الحائط امامنا مفجرا اياه بينما صنعت طريقنا بالقوة ..

"لنذهب !"

واصلت تفجير الجبل دون توقف ، حافرا نفقا جديدا بداخله بينما تبعني غوست عن قرب موجها اياي نحو الطريق الصحيح ..

"قد ينهار المكان على هذا المنوال يا فراي"

حذر غوست خوفا من أن يتم دفننا أحياء بهذا المكان ، لكنني لم أهتم لذلك مطلقا .

"سنصنع طريقنا بطريقة أو بأخرى ! يجب أن نصل إليه بأسرع وقت ممكن .."

لقد بذلت كل ما بوسعي ، اخرجت كل القوة التي إمتلكتها مقاتلا حتى الرمق الأخير ..

لذلك أرجوك .. دانزو ..

أرجوك ..

أصمد هناك ، ولا تمت ..

كانت تلك امنيتي الوحيدة ..

...

...

...

- منظور دانزو سماشر -

إسمي هو دانزو ..

لست بالرجل المعقد ، ولا المميز ..

إذا ما سألتني ، سأقول أنني عادي جدا .

كانت والدتي تحب الرجال الاقوياء ، و هذا ما جعلها تتزوج بوالدي الذي بنظري لطالما كان المعنى الحقيقي للقوة ..

من جهة أخرى ، كنت مجرد طفل احب والدته .

لقد احبت والدي لقوته ، لذلك و منذ سن صغير ..

تدربت بجد ، محاولا اكتساب تلك القوة لإثارة إعجابها ..

لربما بهذا العالم ، كانت هي الشخص الوحيد الذي أردت أن أحصل على الإعتراف منه ..

لكنها ماتت مبكرا جدا ، و لم تمنحني الوقت لأحصل على ذلك ..

والدي كان قويا ، لكنه لم يستطع منع موتها بقوته تلك ..

و هذا ما جعلني أتساءل ذات يوم ..

أي نوع من القوة أنا بحاجة لأبلغ لكي أنجو بهذا العالم ؟

الجواب ، كان الكثير ..

لذلك تدربت ، و تدربت .. و تدربت ..

بعد وفاة أمي ، والدي إعتنى بي و منحني كل وقته ، وقد كنت ممتنا له على ذلك ..

لقنني القيم ، و علمني كيف أكون رجلا لا يخون رفاقه و لا يكسر كلمته مهما حدث ..ولا يستسلم مهما رمت الحياة من عوائق أمامه .

كل تلك القيم هي ما صنعت الشخص الذي أكونه حاليا ..

رغم أنني إصطدمت بحاجز الموهبة بالنهاية ، إلا أنني لم أتوقف .. و واصلت المضي قدما ..

بنيت قوتي من ال 0 ، و قد كانت ملكي وحدي ولا أحد غيري ..

لقد كانت شيئا بنيته بيدي ، شيء افخر به طوال حياتي ..

لكن تلك القوة التي بنيتها طوال حياتي ، قد خانتني بالنهاية .. ما جعلني ادرك أنني كنت لا أزال داخل ساحة المعركة ..

عندما فتحت أعيني الدموية بالكاد ، وجدت أن تلك القبضة العملاقة المظلمة لا تزال تنزل على جسدي محطمة اياه أكثر و أكثر ..

"آه .. تذكرت الآن"

لازلت داخل ساحة المعركة ..

ضد ذلك الوحش المسمى غفارديول ..

أمام ذلك النوع من الوحوش ، لقد خسرت تماما ..

درع التنين الفضي قد تحطم تماما ..

أما جسدي .. فلم ارد أنظر اليه بعد الآن .. بل يجب أن اقول لم أستطع أن انظر اليه ..

بنهاية القتال ، رأيت غفارديول يشق صدري بالقوة فاتحا اياه ..

الألم كان شديدا .. شديدا جدا لدرجة أنني فقدت الوعي عدة مرات ..

لقد تساءلت ، لما لم أمت ؟

هل منحتني صلابتي بعض الوقت الاضافي ؟

لكن الألم كان شديدا جدا ..

لقد تحطمت عظامي ، و شُقَ صدري ..و أظلم عالمي ..

لقد خسرت ..

خسرت تماما ..

تلك الذكريات التي روادتني سابقا لوالدتي ... و والدي .

هل هذا ما يسمونه بآخر لحظات حياة الإنسان ؟

عندما ترى شريط حياتك يمر أمام عينيك ؟

هل هذا يعني ..

أنني أموت الآن ؟

هل سأموت ؟

هل أنتهى امري؟

تساءلت بصدق بعدما إختفى الألم بشكل مفاجئ .. ما جعلني ادرك أنني خسرت إحساسي بالواقع ..

لقد كان هذا العالم قاسيا ..

مجبرة إياي على مواجهة حائط بهذا الإرتفاع ..

حائط موهبتي التي جعلتني عاجزا هكذا ، ضد ذلك الوحش غفارديول ..

بأعين دموية ، بقيت احدق بالفراغ ..

مدركا أنني سأموت حقا ..

إنتظرت النهاية بهدوء ، فلم يعد بيدي ما أستطيع تقديمه ..

لقد أخرجت كل ما لدي بالفعل ، لكنني لم أستطع خدشه حتى ..

ثم لم يكن أمامي من خيار سوى الجلوس بهدوء بانتظار النهاية .. بابتسامة مريرة ..

واصلت التحديق بعيدا ..

لأكون صادقا ، لقد تمنيت حقا أن يظهر أحدهم من العدم و ينقذني من محنتي هذه ..

لم أتصور يوما أن أبلغ من الضعف ما يجعلني أتطلع لغيري ، لكن ها أنا ذا ..

لقد إصطدمت بالواقع بالفعل ..

لكن أمنيتي الانانية هذه لم تكن لتتحقق ، فمهما إنتظرت .. لقد كنت بمفردي تماما هنا ..

ثم لم يكن أمامي من خيار سوى إغلاق عيني .. بينما أظلم كل شيء ..

"آه .. والدي سيكون حزينا حقا .."

أبي .. رفاقي ..

أنا آسف .

...

...

...

لقد مضى الكثير من الوقت ..

القتالات الفردية قد إنتهت جميعها بالفعل ، بنتائج مختلفة بين فائز و خاسر ..

و بين من نجى ، و من مات ..

فراي و غوست ..

بعدما حفر كلاهما بجنون داخل سلسلة الجبال تلك ..

أخذ منهما الأمر دقائق طويلة جدا من أجل الوصول ..

مع كل ثانية تمر ، فراي شعر بدقات قلبه تتسارع دون توقف مع إقترابهم منه ..

فراي الذي هبثت مشاعره و برد قلبه ، قد كان الآن قلقا أكثر من أي وقت مضى بعدما إقترب من أحد القلائل الذين يستطيعون اثارة مشاعره تلك ..

دانزو ..

كان رجلا أعطاه الكثير ، و لم يطلب أي شيء منه في المقابل ..

ذلك أحد القلائل الذين إهتم لهم حقا من كل قلبه ..

"دانزو .."

إنتظار فراي لم يطل ..

سواء هو ، أو غوست ..

بلغ كلاهما ساحة المعركة أخيرا ، لكن العدو لم يكن بأي مكان يمكنهما رؤيته ..

بدلا من ذلك ، كل ما تواجد امامهما كان كهفا مدمرا تماما نتيجة المعركة التي حدثت بداخله ..

ثم بنهاية الكهف ..

بحفرة عملاقة داخل جداره الصلب ..

رقد هناك رجل واحد مألوف ..

شاب يعرفونه جيدا ..

أعين الصقر جعلت فراي يراه بوضوح حتى من مسافته تلك ..

دانزو .. بجسد محطم تم تدميره بلا رحمة من طرف غفادرويل ..

صدر مشقوق ، و وجه دموي ..

درع محطم إلى شظايا ..

و دم إنهمر بكل مكان ..

ذلك كان هو ..

لقد كان صديقهم ..

سواءا فراي ، أو غوست ..

إندفع كلاهما بجنون ناحيته ..

بأوجه قلقة مذعورة ..

تمسكا به ببطء ، غير قادرين على تقبل الواقع المر ..

لقد كان بحالة مزرية ..

حالة دموية لدرجة أن بعض الضربات التي تلقاها قد كشفت عظامه ..

فراي شعر بالغضب يتملكه .. لكن القلق تغلب على ذلك الشعور بشكل أقوى بكثير ..

"دانزو .."

بصوت مرتجف ، قال إسمه ..

لكن في تلك اللحظة ، صرخ غوست الذي تفقد جسد صديقه المحطم ..

"إنه يتنفس !!!!"

"ماذا ؟"

سأل فراي غير قادر على إستعاب ذلك ، ليكرر غوست ما قاله بصوت عالي ..

"إنه يتنفس يا فراي ، إنه حي !!!"

اخذ الأمر من فراي بضعة ثواني ليستوعب ..

دانزو حي..

على عجل ، حاول غوست علاج صديقه بما يقدر عليه ، بينما مد فراي يده ملتمسا صدر دانزو الدموي ..

في تلك اللحظة ، سمع صوت نبض خفيف اعاد الحياة له ..

"إنه حي !"

غير مصدق ..

كان كلاهما هو و غوست مثل المجانين متمسكين بجسد صديقهم ..

"إنه حي !!!!!!"

"علينا مساعدته .."

مرتبكا ، غير قادر على التفكير بشكل صحيح حتى بينما أدمعت عيناه ..

سلط فراي الاورا خاصته من الفئة SSS داخل يده واضعا إياها فوق صدر دانزو ، محاولا تنشيط الاورا بداخل جسد صديقه و مساعدته ..

لكن بمجرد محاولته القيام بذلك ، أظلم وجه فراي ..

"قنوات الاورا .. مركزها .. كل شيء محطم .."

فراي ادرك ..

دانزو أصبح مشلولا ..

لن يتمكن من القتال ولا المشي حتى بعد الآن..

لكنه لا يزال حيا ..

عقل فراي اصبح ساخنا ..

مالذي حدث ؟

كيف نجى صديقه ؟

هل أخطأ خصمه و لم يقم بقتله ؟ بدلا من ذلك إكتفى بجعله مشلولا ؟

إذا كان ذلك صحيحا ، فقد كان حزينا لدانزو ..

لكنه لم يهتم بذلك كثيرا ..

ما كان مهما أكثر من أي شيء آخر كان حقيقة أن صديقه لا يزال حيا ..

لكن مهما حاول .

لم يستطع فراي إبعاد ذلك القلق الذي نال من قلبه ..

و كأن شيئا ما خاطئا يحدث ..

غفارديول ..

هل حقا ترك ذلك الرجل صديقهم حيا ؟

أراد الاكتفاء بتصديق ذلك ..

لكن ذلك الشعور المشؤوم الذي تضخم داخل قلبه زاد بشكل محموم ..

محدقا بصديقه الفاقد لوعيه ، لم يلاحظ فراي إشعار النظام الذي أضاء بجانبه منذ بعض الوقت الأن .

ثم بعد بضع ثواني .. رأى فراي تلك العلامة أخيرا ..

النظام الذي واصل الوميض مطالبا إياه بفتحه ..

فراي أدرك أن شيئا ما قد حدث، و لم يكن له من خيار سوى الإمتثال ..

ثم ببطء ، فتح واجهة النظام مجددا ..

لقد كان نفسه ..

كل شيء نفسه ..

ما عدا واحد ..

بأعين مفتوحة ، و قلب كاد ينفجر داخل صدره ..

قال فراي ما رآه ..

"المهمة .... النهائية ؟"

لقد ظهرت هناك ، المهمة التي أصبحت فارغة بعلامات إستفهام منذ فوزه بالفيكتورياد ..

...

...

...

المهمة الرئيسية : النجاة من المطاردة (10 الاف نقطة انجاز )

المهمة النهائية : أنقذ ، أو أقتل دانزو .

الجائزة : 15 الف نقطة انجاز ، مهارة لقطة الشاشة (فئة SS)

عقوبة الفشل : موت جميع الشخصيات الرئيسية.

المهلة : شهر واحد .

وصف المهمة :

- تم زرع بذرة الشيطان الكاملة داخل دانزو سماشر ، عليك التعامل معه قبل أن يتم تنشيطها و إطلاق العنان للوحش الساكن بداخله .

...

...

...

بينما إنشغل غوست بعلاج دانزو ..

واصل فراي قراءة تفاصيل تلك المهمة مرارا و تكرارا .

المهمة النهائية التي لطالما كانت مخفية ، قد ظهرت أخيرا ..

فراي شعر بكل شيء من حوله يهتز .. بأعينه مركزة على شيء واحد لا غير ..

*بذرة الشيطان الكاملة*

الكاملة ..

فراي عرف ما يعنيه ذلك ..

على عكس سانسا ، التي بالكاد استطاع انقاذها لان ما تواجد بداخلها لم يكن سوى نسخة تجريبية ..

البذرة الكاملة النهائية لم يكن هنالك من علاج لها ..

لقد كتب الرواية ، و عرف ذلك أكثر من أي شخص آخر ..

بذرة الشيطان الكاملة لا يمكن علاجها مطلقا ، لأن العلاج غير موجود ببساطة ..

و لا حتى قوة حاكم الضوء نفسه تستطيع علاج دانزو ، فالبذرة الكاملة تندمج مع الجسد مباشرة ..

الطريقة الوحيدة للتعامل معها هي واحدة لا غير .

و قد كانت مذكورة بالمهمة نفسها ..

انقذ ، او اقتل ..

أو أقتل ..

أقتل ..

أقتل دانزو ..

لقد كان النظام واضحا معه ، ما جعل فراي يكاد يجن ..

بجسد مرتعش .. أدرك فراي واقعه المظلم ..

"أتطلب مني قتل الشخص الذي فعلت كل شيء من أجل إنقاذه ؟"

مجرد التفكير بالأمر جعل فراي بحالة فراغ كامل ..

لكنه لم يدع نفسه يستبق الأحداث ..

"لا .. النظام لم يطلب مني قتله .."

كلمات النظام كانت واضحة ..

أنقذه .. أو أقتله ..

بما أنه طلب منه إنقاذه ، فهذا يعني أن هنالك من طريقة ..

"لابد من وجود واحدة .."

و الحل ، لن يكون بأي مكان سوى النظام نفسه ..

متجاهلا كلا من غوست و دانزو ، عبث فراي بنظامه دون توقف بشكل محموم ..

"لابد أن النظام يعرف الاجابة .. لكن الأمر يتطلب الكثير من نقاط الانجاز .. نعم .. لابد من ذلك"

متمسكا بالامل حتى النهاية ، إستعمل فراي قدرة الكتابة من أجل معرفة الجواب .. و كمية نقاط الانجاز التي يجب عليه جمعها ليعالج صديقه ..

"كيف أدمر بذرة الشيطان الكاملة دون قتل الوعاء ؟"

سأل فراي بعدما وصل لطريق مسدود ، عاقدا كل أمله على النظام ..

و هذا الأخير اجابه على الفور ..

توقع فراي أن يرى تلك الإجابة التي تقول له انه لا يملك ما يكفي من نقاط الانجاز .. لكن ذلك لم يحدث ..

فالإجابة كانت مختلفة جدا ..

...

...

...

- لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بنقاط الانجاز .

هذا النوع من الأسئلة يتطلب قدرة سؤال النظام .

"سؤال النظام !؟"

تذكر فراي ستارلايت على الفور تلك القدرة ..

الجائزة التي حصل عليها بانهاء المهمة النهائية الاولى و الفوز بالفيكتورياد ..

سؤال النظام يجعله قادرا على سؤال المهندس أي سؤال ، و سيكون ازرق العينين مجبرا على الاجابة ..

لكن في تلك اللحظة ..

تذكر فراي أنه إستعمل تلك القدرة بالفعل من أجل السؤال عن الكيفية التي يستطيع بها العودة لعالمه ..

لقد أهدرها بالفعل ..

مدركا لذلك ..

حدق فراي بالجملة الاضافية التي ظهرت داخل واجهة النظام ..

- لقد تم تحذيرك -

بمجرد قراءتها ..

تذكر فراي على الفور ما قاله له المهندس بذلك اليوم ..

لقد أخبره ..

الا يتسرع و يستعمل قدرة سؤال النظام ، فالمستقبل يحمل الكثير من المتغيرات ..

لقد قالها له بالحرف الواحد ..

ستندم .. ستندم لو إستعملتها الان ..

(تم ذكر التحذير بالفصل 134 الذي يحمل عنوان الانهيار ، و هو نفسه الفصل الذي اكتشف به فراي حقيقة العالم .. الصورة ادناه من الفصل نفسه)

لكن فراي لم يستمع ، و أهدرها بكل الاحوال ..

لقد ظن أن المهندس كان يقصد بالندم أن فراي لن يستطيع تحمل حقيقة أنه لا يستطيع العودة لعالمه ..

لكن الحقيقة كانت مختلفة جدا ..

فراي ، بوجه مظلم و تعابير مرعبة .

وضع يده فوق وجهه بغضب مستوعبا الأمر أخيرا ..

"منذ البداية .. كان يعلم أن هذا ما سيحدث "

محدقا بصديقه ، الذي أصبح مصيره معلقا بين يدي فراي تماما ..

مدركا أنه رغم كل ما فعله ..

كل تلك القرارات ، و القتالات .. والمعارك .. و النضال بجنون محاولا التحرر ..

"كل شيء كان بدون فائدة .."

في النهاية ، فراي لا يزال يسير بذلك الطريق الذي بناه له ازرق العينين ..

"كل شيء ، كان بلا فائدة .."

مواصلا الترديد ..

إختلط كل شيء على فراي الآن ..

رغم كل جهوده ، إلا أنه لا يزال يرقص على راحة يد المهندس ..

"كل شيء كان بلا معنى .."

لم يعد يستطيع انقاذ دانزو ..

الطريقة الوحيدة لانهاء الأمر ، كانت بقتله ..

أن يقتل صديقه ..

"ستندم "

تكررت تلك الكلمة التي قالها المهندس ذات يوم داخل رأس فراي ..

"ستندم "

الجحيم لم يبدأ بعد ..

و ما هذه سوى البداية ..

"ستندم "

أشد ندم ..

فراي ستارلايت ..

بقدر محتوم ، بخيوط متشابكة حول روحه قيدته تماما ..

وجد نفسه الآن مضطرا لمواصلة السير بذلك الطريق ، مجبرا على قتل صديقه .. الشخص نفسه الذي بذل كل شيء من أجل إنقاذه ..

بين دانزو المحتضر ..

و بقية رفاقه الذين لا يزال يجهل ما حدث لهم ..

و مصيره المحتوم الذي فرض عليه و لا يزال مجبرا على السير به ..

إنهار فراي ستارلايت غير قادر على معرفة ما يجب عليه فعله بعد الآن ..

منهارا بجانب صديقه الراقد ، تحت أعين غوست الذي لم يفهم ما أصابه ..

وجه فراي روى الكثير ..

رواية لشخص بلغ من المعاناة لدرجة أن لم يعد يعرف ما يجب عليه فعله بعد الآن ..

لقد كان الأمر مؤلما .

مؤلما جدا .

...

...

...

صورة تقريبية لشكل دانزو سماشر :

نحن الآن نعيش ذروة المجلد الثاني ، لذلك اتمنى ان تستمتعوا بها .

...

...

...

عدد فصول التحدي: 34 من 50 .

للدعم المادي:

Paypal: mohamedmazino134@gmail.com

للدعم المعنوي:

التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم.

اراكم الفصل القادم.

2025/01/16 · 522 مشاهدة · 3391 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2025