- منظور سانسا فاليريون -
في البداية ، كان هنالك الكثير من الدم .
لقد كنت ساذجة حقا ، باعتقادي أنني فزت ببساطة ضد أدريانا ..
كان الامر مثيرا للسخرية ، كيف أنها طبقت نفس الاستراتيجية الخاصة بي ، مستغلة ارخائي لدفاعي بالنهاية ظنا مني أنني إنتصرت ..
هجومها كان دقيقا جدا ، و لم يكن هنالك أي شيء أستطيع فعله إزاء ذلك ..
لقد تم تدمير قلبي تماما ، بالإضافة إلى بعض الاعضاء الداخلية الأخرى الاساسية بجسم الإنسان ..
نتيجة لذلك ، فقدت الكثير و الكثير من الدم بينما تم رمي وعي إلى الظلام .
لأكون صادقة ، لقد إعتقدت بصدق أنها النهاية ، فلم يكن هنالك من طريقة لكي ينجو بها بشري من ضرر كذاك الذي تعرضت له .
لكن لسبب ما ، بينما غرقت ببطء داخل الظلام ..
أحسست بأن الخيوط التي تربطني بالحياة لم تقطع تماما بعد ..
كلما ذهب وعيي ابعد و ابعد ، أصبح ذلك الظلام بمثابة سائل لزج زحف فوق جلدي ، متشبثا بي بشدة ..
لربما أهلوس الآن ، بلحظات حياتي الأخيرة قبل أن يتم جرفي إلى مكان آخر تماما داخل غياهب الموت ..
لم يكن لدي الكثير مما أندم عليه ، فما أنا سوى فتاة بشرية كان يفترض بها أن تموت منذ زمن طويل جدا ، لكن قدر لي النجاة بجهود غيري ..
حتى الآن ظننت أنني يجب أن أعيش من أجل تكريم جهودهم و التضحيات التي قدموها من أجل ..
خالي اوليفر ، و فراي ..
لكنني خسرت ضد آدريانا ..
كان الأمر مثيرا للشفقة ، لكنني قدمت كل ما لدي بذلك القتال ..
نسخت هيأة الدرع الخاصة بسيرس ، استعملت الظلال بشكل مكثف حتى عندما كانت ترفض الخضوع لسيطرتي بشكل كامل .. و فكرت بخطة مثالية كانت أكثر شيء استطاع عقلي الوصول له ..
رغم ذلك ، كان الموت هو النتيجة النهائية التي إنتظرتني ..
لربما لو كنت قادرة على التحكم بقوتي مثل ذلك الشيطان ، لهزمت آدريانا بسهولة ..
لقد كنت واعية بقتالي ضد فراي و اوليفر ذات يوم ، و رأيت ما مدى القوة التي تستطيع تلك الظلال إبرازها .
لكنني لم أستطع محاكاة ذلك مهما حاولت ، و نتيجة لذلك ..
إنتهت حياتي ، و ها أنا ذا هنا بالظلام .
لكن و بينما طفى جسدي بسلام هناك بذلك المكان ، إنتابني شعور مرير بأنني لست وحيدة ..
عندما فتحت عيني ، لم أكن قادرة على رؤية اي شيء بالبداية ..
لكن سرعانما إعتدت على الظلام ، و أصبحت ارى من خلال ذلك اللون القاتم .
هنا ببحر الظلال ، رغم الهالة اللزجة التي زحفت فوق جلدي ، إلا أنني شعرت بالسكينة و الراحة أخيرا ..
و كأن عدت إلى المكان الذي أتيت منه .
لو كان الموت مريحا و لطيفا هكذا ، فلا أظنني سأمانع الموت بهذه الطريقة ..
بقيت على هذه الحال لعدة دقائق طويلة لم أستطع إحصاءها بعدما فقدت إحساسي بالزمن بهذا المكان ..
لكن و أثناء تواجدي بذلك المكان ، أحسست بقوى الظلال تلتف من حولي بشكل أقوى بكل مرة ، و كأنها تتلاعب بروحي محتجزة إياها بهذا المكان ..
ثم عندما بلغت أشدي ..
تمكنت من رؤيته أخيرا ..
في الواقع ، لقد كان يطفوا أمامي هو الآخر منذ البداية ، لكن لسبب ما لم ادرك وجوده ..
كان المكان مظلما ، لذلك لم أستطع التعرف على ملامحه ، لكن تلك القرون الطويلة التي زينت رأسه مثل التاج قد كانت واضحة لي بشكل كامل ، ما جعلني أخرج باستنتاج واحد لا غير ..
"شيطان .."
عندما حدق كلانا بالآخر ، لم يكن بوسعي سوى تذكر ذلك الكيان الذي سيطر على جسدي ذات مرة ..
و هذا ما جعل تعابير وجهي تظلم تلقائيا ..
' هل سيتم السيطرة على جسدي مرة أخرى من قبله ؟! '
و كأنه يقرؤ أفكاري ..
بدأ الشيطان يضحك بصوت عالي ، بينما ارتعش جسده بشكل واضح ..
"لا ، لن أسيطر على جسدك "
صوته كان مخيفا حقا ، بنبرة خشنة تناسب تخيلاتي التي صنعتها عن الشياطين .
لكن الاهم منذ ذلك ، هو قرأ أفكاري ..
"مالذي سيحدث لي من الآن فصاعدا ؟"
لم يكن لي من خيار سوى السؤال ، خصوصا عندما لم أستطع فعل أي شيء بهذا المكان..
لقد كنت تحت رحمته تماما ..
لكن الشيطان هز رأسه فحسب ..
"بوسعي الإجابة على سؤالك ، لكن يجب أن تعرفي شيئا مهما بالبداية "
آخذا بضع ثواني من الصمت .
إبتسم الشيطان بينما اضاءت اعينه البنفسجية ..
"بهذا المكان المظلم ، لا يوجد سوى شيطان واحد هنا ، و هو أنت يا سانسا فاليريون."
بسماع ذلك ..
لم أستطع فعل أي شيء سوى التحديق به ، غير قادرة على استعاب ما قاله ..
"لا تنظري إلي بهذه الطريقة ، فأنا لست شيطانا حقيقيا من الأساس ، بل مجرد وهم صنعه عقلك .. كيكيكيكي ، أنت مجنونة حقا يا سانسا فاليريون"
"مالذي تتحدث عنه بحق الجحيم؟"
بعبوس ..
بدأت ابتعد عن ذلك الشيطان الخسيس ..
"أنت هو الكيان ذاته الذي حاول أخذ جسدي ذات يوم ، أتدعي الآن انك مجرد وهم ؟ من تخادع الآن بالضبط ؟"
لم يكن هنالك من طريقة لأصدق أي شيء يقوله ذلك الشيء ، و كأنه قرأ افكاري .
تنهد الشيطان بانزعاج ..
"لا يوجد شيء كهذا يا سانسا ، لقد تم قتل الإرادة المتواجدة داخل بذرة الشيطان منذ زمن طويل بواسطة فراي ستارلايت."
بينما حلق من حولي ، تحدث الشيطان بنفس الابتسامة ..
"لكن على الرغم من قتله للارادة الموجودة داخل البذرة بطريقة ما ، إلا أنه فشل بتدميرها تماما .. فهي تحتوي على جزء من قوة عظيمة جدا .. لن تكفي بعض القوة المقدسة التافهة لتدمير ذلك "
على الرغم من أن بذرة الشيطان الموجودة داخل جسد سانسا لم تكن سوى منتج تجريبي فاشل ..
إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة أنها إمتلكت جزءا من قوة ظل الملك ..
"البذرة استمرت بالتواجد داخل جسدك ، ما جعلك قادرة على الاستمرار باستعمال قوتك .. لكن جانبك البشري كان يعيق تلك القوة "
بابتسامة واسعة ، تحدث الشيطان محدقا بجسدي و كأنني نوع ما من الكيانات الغامضة التي أراد إستكشافها ..
"جانبي البشري أعاق قوتي ؟"
سألت محاولة استعاب ما كان يقوله ، بينما أومأ لي بالإيجاب ..
"هذا صحيح ، لهذا السبب لم تعودي قادرة على إستعمال قدراتك بشكل صحيح "
دون أن أعلم ..
كان هنالك حرب تحدث داخل جسدي بشكل مستمر ، بين جانب بشري لخص ما كنت عليه .. و بذرة شيطانية تواجدت بالداخل ناصبة مكانا لنفسها ..
بمعنى آخر ، مادمت بشرية .. فلم أكن ساقدر على التحكم بتلك القوة مطلقا .
مؤكدا افكاري .
أومأ الشيطان بابتسامة..
"و لكن ، لقد مات ذلك الجانب البشري على أي حال "
مشيرا إلى الأمر الأهم ، جاءني ادراك مفاجئ ..
"مالذي تعنيه ؟"
هل أنا ميتة ؟ أم حية ؟ أم شيء ما بينهما ؟
مالذي حدث بالضبط ؟!
جامعا يديه ، أخذ الشيطان بعض الوقت ليجيب ..
"لقد ماتت سانسا البشرية بالفعل ، لا يوجد شك بذلك ."
"إذا ؟!"
بتنهيدة طويلة ، منزعجا من حقيقة انه مضطر للشرح ..
تكرم ذلك الشيء باخباري بما حدث أخيرا ..
"لقد مات جانبك البشري عندما تم تفجير قلبك ، لكن بدلا من قلبك .. هنالك عضو آخر معين داخل جسدك أخذ على عاتقه مهمة ابقائك على قيد الحياة ، متخذا نفس وظائف قلبك ، و مغيرا تركيبة جسدك بشكل كامل .. أنت تعلمين عما أتحدث أليس كذلك ؟"
سائلا إياي بنفس الابتسامة ، أدركت على الفور ما كان يتحدث عنه ..
"بذرة الشيطان .."
"بالضبط "
مواصلا الطيران من حولي ، هو اشار لبحر الظلمات الذي كنا نسبح بداخله ..
"البذرة أصبحت بمثابة قلبك ، ناسجة خيوطها داخل جسدك و معيدة بناءه من الصفر .. لتصبحي كيانا آخر تماما قادرا على إبداء تلك القوة الموجودة بداخلها "
"لون دمك لن يصبح أحمرا بعد الآن ، بل سيكون أسودا فاسدا ، تركيبة جسدك لن تظل نفسها بعد الآن ، بل ستصبحين شيئا آخر تماما .. شيء كرهته بشدة .. بعبارة أخرى ، شيطان "
مشيرا إلي باصبع يده الرفيع ... قالها مرة أخرى ..
"أنت الشيطان الوحيد هنا يا سانسا فاليريون"
"شيطانة كاملة ، وحش يتغدى على قوة الحياة تماما مثلهم ، كيان خبيث يستمتع بالقتل و التعذيب و التدمير .. هذا ما ستصبحين عليه ."
مستمعة لتلك الكلمات ..
شعرت بجسدي يرتعش مع كل كلمة قالها ، لكن لم يكن هنالك أي نبض داخل صدري ، ما أكد أنني فقدت قلبي بالفعل ..
لقد ماتت سانسا البشرية ، و الآن لم يتبقى سوى الشيطان .
لم أستطع تقبل الحقيقة ، لكن لسبب ما ..
شعرت بأن كل ما قاله حقيقي ..
فبينما تحدث كلانا هنا داخل هذا المكان ، كانت تلك المادة المظلمة تجري بداخل جسدي بالفعل ..
كان علي تقبل الحقيقة ..
بأن جانبي البشري قد مات بالفعل ..
و هذا ما دفعني لطرح ذلك السؤال لا اراديا ..
"مالذي سيحدث لي من الآن فصاعدا ؟"
على ذلك السؤال ، هز الشيطان اكتافه ..
"لا أعلم ، كما قلت من قبل .. لقد قتل فراي ستارلايت بطريقة ما الارادة بداخل البذرة ، بينما ماتت سانسا البشرية بتلك المعركة ... لكنك لا تزالين هنا تتحدثين معي .. لربما هذه علامة جيدة تعني بأنك ستكونين الطرف المسيطر ؟"
كان من الصعب تحديد ما سيحدث ، لكن شيئا واحدا قد كان مؤكدا ..
"بين هذا و ذاك ، أيا كانت الشيطانة التي ستستيقظ قريبا بهذا العالم ، تأكدي من أنك لن تكوني الشخص نفسه بعد الآن ، سانسا فاليريون ماتت بالفعل .. و ما سيعيش هو مجرد بقايا منها .. يقودها وعي و رغبة عارمة للقتل و التدمير "
ذلك ما يعنيه العيش كشيطان .
مخلوقات خبيثة خلقت لتجلب الموت و الدمار اينما حلت و اينما ارتحلت ..
على عكس البشر المهجنين الذين ظهروا بجانب الالتراس ..
كنت سأتحول لشيطان كامل .
بدون أي صلة تجمعني بالبشر بعد الآن ..
مدركة لكل ذلك ، وجدت نفسي ارتعش بشدة ، عندما حاولت تخيل ما سيحدث من الآن فصاعدا .
خوفا من أن تقترف يداي اثما عظيما يرمي بظلاله علي .
أصبحت اخاف الآن من الحياة أكثر من الموت ..
ثم بتلك اللحظة ..
و كأنهم يسخرون مني .
جرفني تيار الظلام بعيدا معلنا أن الوقت قد حان ، لإسدال الستارة على بشرية عاشت حياتها تتخبط الظلام ، و تسليط الضوء الآن على شيطانة قدر لها التخبط بواقع أشد ظلاما من السواد ..
بهذه الطريقة ، تم جرفي بعيدا عن الواقع بينما واصل ذلك الشيطان الضحك حتى النهاية ..
...
...
...
كما قال ذلك الشيطان تماما ، لقد فتحت تلك الاعين مرة أخرى ..
عندما حدقت سانسا فاليريون بالعالم مرة أخرى ، تغيرت رؤيتها له بشكل كامل الآن ..
بزوج من القرون الطويلة المنبثقة من مقدمة رأسها ، و جسد غريب لم تستطع اكتشاف خباياه ..
وجدت سانسا نفسها تقف أمام جيوش الالتراس التي توافدت عليهم .
(هيأة سانسا الحالية شبيهة جدا بأحد شخصيات tbate)
أمام كل تلك الاعداد ..
أعينها المظلمة قد كانت هادئة جدا .
"أنا متأكدة من أن شيئا ما كان يثقل كاهلي قبل قليل .. لربما كان خوفا ؟ أو قلقا ؟ أو لربما حزنا .."
لقد كانت عاجزة عن تذكر أي نوع من المشاعر قد إنتابها قبل قليل ..
و كأن كل ذلك الارتعاش و الخوف سابقا لم يكن سوى حلم سيء بعيد المنال ..
لكن الآن و بهذه اللحظة ، محاطة بالاعداء .
ابتسمت سانسا ببطء ..
"لا أعلم مالذي كنت عليه بالضبط ، لكن و في هذه اللحظة .. العالم يبدو جميلا جدا ، و فاتنا جدا .."
مستشعرة كل ذرة من الاورا التي تراقصت من حولها ..
توهج جسد سانسا بشدة ، محاطلا بهالة مظلمة هائلة شديدة القوة ..
ممتصة قوة الحياة نفسها من الأرض و الهواء و كل شيء من حولها ..
واصلت سانسا فرض ضغط مرعب جعل الفراغ نفسه يهتز ، بعدما اصبحت الآن شيطانا كاملا ، اصبحت قادرة على ابداء تلك القوة المظلمة بشكل كامل أخيرا ..
ثم بدون سابق انذار ، و باقل من ثانية واحدة .
بدأت المجزرة بالفعل ..
بمجسات مظلمة عملاقة زحفت بكل مكان و بسرعة شديدة لا تكاد العين المجردة تتابعها ..
حولت سانسا كل جنود الألتراس امامها إلى غبار دموي ، منهية حياتهم بلمح البصر ..
المجسات المظلمة بدأت تزحف و كأنها مخلوق حي ، مبتلعة كل شيء بطريقها مواصلة سحق كل الارواح المسكينة التي تواجدت بطريقها .
مع كل رجل ميت ، و كل روح غادرت هذا العالم ..
كلما سفكت الدماء ..
كان جسد سانسا يرتعش لا إراديا ، بينما شعرت باثارة غير مسبوقة ..
و نار شديدة تجتاح صدرها ..
بابتسامة واصلت التوسع أكثر و أكثر ..
ضحكت سانسا بشدة مواصلة تحريك تلك الظلال و كأنها تعزف الحان الموت موجهة اياهم لقتل المزيد و المزيد ..
"اهاهاهاهاهاهاهاهاهاها.."
صوت ضحكها هز ساحة المعركة ، لفتاة مجنونة استمتعت بالقتل بشدة .. بينما واصل جسدها الارتعاش دون توقف ..
واصلت سانسا امتصاص الاورا من حولها دون توقف ، بينما توهجت بذرة الشيطان بداخل جسدها بعدما اصبحت بمثابة القلب لها ، ما جعلها قادرة على ابداء ظلال أشد قوة بكثير من السابق ..
كانت قوتها عظيمة جدا لدرجة أن الظلال غطت ساحة المعركة باكملها ..
لم تكن سانسا تهتم بأي شيء بعد الآن ..
كل ما إستطاعت تذكره ، كان حقيقة أن الالتراس اعداء يجب أن يموتوا ..
لذلك طبقت تلك الافكار ببساطة ، منهية حياتهم الواحد تلوا الآخر ..
سانسا اصبحت وجودا هائلا داخل ساحة المعركة ، و هذا ما جعل الاعداء يركزون عليها الآن بعدما سفكت دماء الكثير منهم ..
من بين الاعداء جميعا ، تحرك رجل بسرعة شديدة مندفعا اليها بعدما تحرر من سجن السير آلون بفضل قدرة الشبح خاصته ..
من العدم ..
ظهر غافيد ليندمان أمام سانسا فاليريون التي واصلت الضحك بنفس الجنون ..
لورد الألتراس ادرك ما كانت عليه بمجرد القاء نظرة واحدة على تلك القرون المرعبة ، فقد كانت شيئا رآه كثيرا بالفعل ..
لذلك و بكل قوته ، قام بقطعها بواسطة الاثير ..
"فالتمت ايها الشيطان اللعين !"
ضربة غافيد كانت سريعة جدا و قد استهدفت جانب سانسا الايمن ..
لذلك و كدفاع منها ، رفعت سانسا مرفقها أمام السيف من أجل صده ..
برؤية جسدها النحيل ذاك .
كان من المفترض أن يقطعها سيف غافيد ليندمان لنصفين بسهولة ..
لكن بدلا من صوت تقطيع اللحم ..
سمع كل من بساحة المعركة صوت اصطدام المعادن بدلا من ذلك ..
في تلك اللحظة ، أظلم وجه غافيد ليندمان عندما وجدت سيفه عالقا داخل ذراع سانسا اليمنى بعدما لم يستطع سوى قطع بضع سنتيمترات منها ..
بينما تسرب الدم الأسود من ذلك الجرح ، حدق كل من سانسا و غافيد ببعضهم البعض ..
جسد سانسا كان صلبا ..
صلبا لدرجة مروعة جعلت ليندمان يتساءل أي نوع من الاجساد كان ذاك ..
الدم الأسود واصل التسرب ، لكن سانسا لم تهتم .
بل بنفس الابتسامة المجنونة ، مدت يدها محاولة اختراق صدر غافيد ..
هذا الأخير حول نفسه إلى هيأة الشبح على الفور ، جاعلا تلك اليد تمر من خلاله ..
ثم على الفور ، تراجع بعيدا عنها ممسكا بسيفه ..
لكنه تجمد مكانه عندما وجد تلك الظلال تحيط به من كل مكان بلمح البصر ..
على الفور ، تشكلت مئات الشفرات المظلمة التي طارت بسرعة لحظية محاولة قطع جسده .
غافيد ليندمان وجد نفسه يدخل هيأة الشبح بشكل كامل بينما واصلت الشفرات المظلمة تمزيق المكان الذي وقف به دون توقف ..
غير قادر على الحركة من مكانه ..
إحتجزته سانسا بوابل من الهجمات التي اتت من كل مكان ..
هجماتها كانت تخرج من أي زاوية مظلمة تواجدت داخل ساحة المعركة بشكل سحري ، حاملة في طياتها قدرا مرعبا من القوة التدميرية ..
"لنرى الى متى ستتمكن من المحافظة على تلك الهيأة .. "
ضحكت سانسا باستمرار ، محاصرة غافيد تماما ..
هذا الأخير وجد نفسه محاصرا تماما ، غير قادر على الاتيان بأي خطوة ..
فبمجرد الغائه لقدرته ، كانت تلك الشفرات ستمزقه على الفور ..
ثم تزامنا مع معضلته تلك ..
ظهر شخص ثالث بالسماء اعلاهم .
"لقد نجوت إذا يا سانسا ، أفترض أن حتى التجارب الفاشلة من امثالك يمكنها بلوغ هذا القدر "
بعدما عادت إلى ساحة المعركة هي الأخرى ..
رفعت بياتريس عصاها متلاعبة بسحرها مرة أخرى ..
"أنيري هذا العالم من اجلي "
بحركة واحدة ..
شكلت بياتريس شمسا عملاقة فوق ساحة المعركة ، شمس شديدة السطوع القت بضوءها على المكان و مبعدة ظلمات الليل ..
"ما ظلامك سوى مجرد ظلال ضعيفة .. نسخة مقلدة لا فائدة منها "
قوة سانسا كانت تأتي من اظلام .
فبمجرد ابعاد ظلالها ، لن تستطيع ابراز تلك الهجمات مرة أخرى ..
بياتريس عولت على محق ظلالها كما فعلت بالسابق ..
لكن هذه المرة كانت مختلفة تماما .
فبدون سابق انذار ، التف ظل عظيم حول شمس الساحرة العملاقة ، مبتلعا إياها بالكامل تحت انظار بياتريس المتفاجئة ..
"ها أنت ذا ، العاهرة ادريانا !!!"
سانسا واصلت الضحك بجنون ، بينما إنبثقت اجنحة مظلمة عظيمة من خلف ظهرها ، لتطير على الفور ناحية بياتريس ..
"كنت أبحث عنك يا أدريانا !"
سرعة سانسا كانت هائلة لدرجة أن بياتريس الساحرة بالكاد تمكنت من لمحها ..
ثم بدون سابق انذار ، اخترقت يد سانسا صدر الساحرة بعنف شديد ، صانعةً بذلك حفرة عملاقة داخل جسد الساحرة ..
"لدي دين ارده لك .. عزيزتي ادريانا "
ضحكت سانسا بجنون ، بينما اختفى جسد بياتريس تماما ..
"يالك من فتاة ملعونة يا سانسا فاليريون ، من توقع أن تتحولي إلى هيأة شيطانية كهذه "
تحدثت بياتريس مظهرة إشمئزازها من سانسا بينما ظهرت بعيدا عنها ..
لكن في تلك اللحظة ، إخترقت يد نحية ظهر بياتريس لتخرج من صدرها ..
متفاجئة من سانسا التي ظهرت خلفها ..
قامت هذه الأخيرة بامساك بياتريس بشدة بينما واصلت الضحك بجانب اذنها ..
"ماخطب وجهك المشمئز هذا ؟ فأنا و أنت نملك نفس الدماء تجري بعروقنا .. نحن شياطين ملعونة أولسنا كذلك ؟اهاهاها "
مستعملة ظلالها ، مزقت سانسا جسد بياتريس مرة أخرى ، يختفي جسد الساحرة تزامنا مع ذلك و تظهر بمكان آخر تماما .
لكن بمجرد فعلها لذلك ، كانت سانسا تنتقل آنيا لمكانها على الفور و تقتلها مرة أخرى مباشرة..
كانت سانسا تخرج من العدم بكل مرة ، ما جعل الغضب يتملك بياتريس التي لم تستطع التعامل معها ..
ثم بعد تكرر الامر عدة مرات ..
ادركت بياتريس حقيقة مرعبة ..
عندما نظرت إلى ساحة المعركة من الاعلى رأته أخيرا .
ذلك الظل العملاق الذي غطاها بالكامل ، جاعلا من المكان حديقة القتل الخاصة بسانسا ..
هذه الأخيرة قاتلت بياتريس و هاجمت غافيد ، و قتلت الألتراس بنفس الوقت .. ما جعلها وحشا هائلا قلب الموازين مرة أخرى لجانب غير معلوم .
بياتريس وجدت نفسها مصدومة من تلك القوة العظيمة التي أبداها خصمها ..
فتلك الظلال شبيهة جدا بها ..
"انها اضعف بكثير منها ، لكنها مماثلة لها .. مماثلة لظلال ڤاين .."
كانت تلك هي قوة ظل الملك الحقيقية ..
تحت انظار فراي و بقية فصل النخبة .
شهد الجميع قوة تلك الشيطانة المولودة حديثا ، ما جعلهم يستوعبون ما مدى قوتها .
في تلك اللحظة ، لا شك بأن سانسا كانت الاقوى داخل فصل النخبة ، جاعلة من نفسها كارثة حقيقية حلت على الألتراس..
...
...
...
عدد فصول التحدي: 40 من 50 .
للدعم المادي:
Paypal: mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي:
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم..