-منظور فراي ستارلايت -

بالكاد مر يومان منذ هروبنا من أرض الألتراس الملعونة ، لكنني وجدت نفسي أصل طريقا مسدودا بالفعل عندما تعلق الأمر بانقاذ دانزو ..

جالسا على أحد كراسي المعبد ، أحدق بأحد بالبحرية الصغيرة التي تواجدت بداخله .. وجدت نفسي أسرح بعيدا بأفكاري ..

يبدو أن عبوسي قد ازعج اوريل التي كانت تجلس بجانبي ، و هذا ما دفعها للسؤال ..

"فراي ، إعذر سؤال ، لكن كيف تأكدت أن صديقك يملك فوة شيطانية بداخله ؟"

بسماع ذلك السؤال ، وجدت نفسي انظر اليها لبضع ثواني طويلة ، قبل أن استدير بعيدا مرة أخرى بتنهيدة مثقلة ..

لم يكن هنالك من طريقة لاشرح لها عن النظام ، حتى لو كانت اوريل التي دوما ما ساعدتني دون أي مقابل ..

"لنقل أنني أملك طرقي .."

معطيا اجابة غامضة ، لا يبدو أن اوريل اعجبت بإجابتي ، لكنها لم ترد تكذيبي دون داعي على ما يبدو ..

كانت مراعية جدا ..

"هل نعود لاحقا و نجرب قوتي المقدسة عليه مرة أخرى ؟"

كإجابة على ذلك ، هززت رأسي نافيا .

"لا داعي لذلك ، لقد قمتي بما يكفي بالفعل يا اوريل "

بما أن قوة مقدسة نقية مثل خاصتها لم تكتشف البذرة ، كنت متأكدا من أن باقي الموجودين بالكنيسة لن تكون لهم فائدة أيضا ما جعلني اسقطهم ..

"مالذي تنوي فعله الآن اذا ؟"

"أنا لا أعلم "

لقد كنت بالظلام تماما هذه المرة ، غير قادر على ايجاد الطريق مهما حاولت..

أوريل ارادت المساعدة ، كنت اقدر ذلك حقا..

كواحدة من البطلات الرئيسيات لروايتي القديمة ، كنت أعلم أن كل ما فعلته حتى الآن نابع من لطفها الزائد ، فلو وجدت شخصا يحتاج للمساعدة هي لن تتردد أبدا بمساعدته ..

حتى كلامها السابق عن رد الدين و ما إلى ذلك ، هو لم يكن سوى طريقة منها لتجعلني لا أشعر بأنها تقوم بكل ذلك دون مقابل .. كانت مراعية حقا ..

دون وعي مني ، وجدت نفسي اصنع نفس ابتسامة ..

القديسة اوريل ..

اميرة عائلة المونلايت الباردة ، سيرس ..

الساحرة سيلينا ..

الإيمبيريل ماريا ..

و المعجزة .. أودري .

لكل واحدة من البطلات الرئيسيات الخمس شيء فريد تتميز به عن الأخرى ، بامكانيات كبيرة تجعلهن قوة عظمى بالمستقبل ..

خصوصا الأخيرة بينهن ..

"أودري .."

بالتفكير بها ، لربما لو كانت هنا لتمكنت من مساعدتي بانقاذ دانزو بواسطة قدراتها القوية الممنوحة لها ..

لكنها لم تكن ستظهر باي وقت قريب ، و لم يكن لي من طريقة لبلوغها ، فهي ليست على هذا الكوكب من الأساس ..

مدركا لكل ذلك ، لم يزدني الأمر سوى يأسا ..

برؤية كمية الكآبة التي احاطت بي مثل الهالة القاتمة ، حاولت اوريل تغيير الموضوع ..

"مالذي ستفعله من الآن فصاعدا ؟"

متحدثة عن الحرب الجارية حاليا بيننا و بين الألتراس ، سلطت الضوء على المستقبل ..

"سمعت أن الامبراطور الحالي يحاول جاهدا انقاذ المفقودين بمعركة الخليج ، بمجرد نجاحه بذلك .. من المتوقع أن تندلع الحرب مرة أخرى بشكل اشد هذه المرة "

السير آلون فاليريون ..

عجوز قديم شديد القوة ، بخبرة واسعة و قدرات كثيرة تجعله على نفس المستوى مع دراغوث ..

أوريل كانت تسألني بشكل غير مباشر ، ما إذا كنت انوي المشاركة بتلك الحرب ..

و اجابتي على ذلك كانت بسيطة ..

"أنا لا أعلم"

لم تكن لدي مشكلة بالعودة إلى تلك القارة و القتال حتى يتعب جسدي ، لربما كنت سأجد بعض الخلاص لو فعلت .. و البحث عن ابن العاهرة الذي فعل هذا بدانزو ..

لكنني لم اشعر باي رغبة لفعل لذلك حاليا ، كل ما اردته حاليا كان إنقاذ صديقي الراقد داخل مستشفيات نقابة التنين الفضي ..

بدون وعي مني ، كنت أرتعش كلما ظهرت تلك الفكرة ، و ذلك السؤال ببالي ..

'ماذا لو انتهت ال 30 يوما بأكملها ، و لم أستطع انقاذه ؟'

وقتها ، سأكون مضطرا لقتله ..

بيدي هاتين..

محدقا بتلك الايادي ، لم أستطع تقبل الأمر مهما حاولت..

النظام كان يحاول قيادتي لتلك اللحظة .. و هي أكثر ما حاولت الهرب منه ..

بهذه الطريقة ، أمضيت معظم وقتي سارحا بعيدا بفضاء الافكار السلبية ..

جالسا بهدوء بجانب اوريل ، غير قادر على قول أي كلمة ..

لكن كل ذلك قد تغير بعد بضع دقائق ..

عندما وصلتني رسالة مفاجئة من غوست ..

بمجرد إطلاعي عليها ، وجدت نفسي اقفز من مكاني على الفور ..

"مالأمر ؟"

سألت اوريل بحيرة بينما اجبت على الفور ..

"دانزو ... لقد إستيقظ "

كانت مفارقة عجيبة ، بحيث اننا كنا موجودين عنده منذ اقل من ساعة ..

عندما كنت انظر اليه و هو بتلك الحالة ، فاقدا للوعي ..

إعتقدت لبرهة بأنه سيبقى على تلك الحال لوقت طويل ..

لكنه كسر توقعاتي تلك على الفور ، مستيقظا منذ اليوم الثاني ..

كنت متفاجئا ، لكن اوريل بدت و كأنها توقعت الامر بالفعل ..

"لقد عالجت معظم اصاباته بقوتي المقدسة ، بعدما اصبح وضعه مستقرا الآن لم يكن من المستبعد استيقاظه المبكر .."

على الرغم من ذلك ، اوريل لم تستطع انقاذه من الشلل ، أو جعله يستعيده قدرته على إستعمال الاورا ..

لكنني كنت ممتنا لها على أي حال ..

بهذه الطريقة ، وجدت نفسي اعود إلى نقابة التنين الفضي على عجل ..

عندما وصلنا إلى ذلك المكان ، وجدت الكثير من الاوجه المألوفة هناك ..

"فراي .. وصلت أخيرا"

لقد كان سنو ..

رفقة كل من غوست ، و داون ..

كانت هذه المرة الأولى التي اراهم منذ افتراقنا أمام البوابة ..

"لماذا لم تدخلوا بعد ؟"

سألت على عجل ، بعدما كانوا جميعا متمركزين عند بوابة الاستقبال ..

"بهذا الصدد .. يبدو أن زعيم النقابة يقوم ببعض الفوضى حاليا "

تحدث سنو بنصف ابتسامة ..

يبدو أن آدم سماشر لم يستطع تمالك نفسه بعدما استعادة إبنه الوحيد وعيه ..

شعر الآخرون بالراحة أيضا ، ظنا منهم أنه قد نجا بالفعل و تجاوز مرحلة الخطر ..

كنت آخر الواصلين رفقة اوريل التي جاءت بارادة منها رغبة بتفقد دانزو لمرة أخيرة ..

لكننا لم ننتظر طويلا ، بمجرد معرفة آدم سماشر بوجودنا قام باستقبالنا بحفاوة ..

عندما ظهر ذلك الرجل ذو الجسد العملاق ، ممسكا بيدي بواسطة قبضته العملاقة .. شكرني زعيم نقابة التنين الفضي بنفسه و الدموع متشكلة بزوايا أعينه الحادة ..

"شكرا لك .. شكرا حقا .. شكرا "

الشكر كان موجها لي و لاوريل خاصة الواقفة بجانبي ..

كنا بمثابة المنقذين لابنه بالنسبة له ..

لكن أمام كلمات الشكر تلك ، لم أستطع سوى أن اعطي إيماءة جوفاء ..

آدم سماشر لم يطل الامر ، و سرعانما سمح لنا برؤية ابنه ..

ثم جاءت اللحظة المنتظرة بعد ذلك مباشرة ..

بمجرد دخولنا لغرفته ، عادت رائحة الدواء اللاذعة لدغدغة انفي مرة أخرى ..

لكن سواءا أنا ، أو الآخرون ..

تجمد جميعنا عند الباب ، بينما حدقنا بذلك الشخص الراقد فوق السرير ..و هذا ما جعل صمتا محرجا ينشأ بيننا ..

"مالأمر ؟ تبدون و كأنكم رأيتم شبحا "

كان هو الشخص الذي بادر بالحديث ، بابتسامة ضعيفة ، و أعين بهالات سوداء غائرة ..

مستعيدا لوعيه ، حدق لنا من على سريره غير قادر على تحريك جسده ..

لذلك إقترب الجميع منه على الفور محيطين به ..

"سعيد برؤية واعيا مرة أخرى.. دانزو "

بادر سنو بالحديث معه ، بينما اتبع الجميع خطاه ، حتى غوست الصامت بالعادة قد تبادل بعض الكلمات المشجعة معه ..

لكن من بينهم جميعا ، وجدت نفسي اجلس بالخلف صامتا احدق به بفراغ ..

حتى النهاية ..

واصل دانزو الحديث بابتسامة ، بنبرة هادئة بعيدة كل البعد عن تلك الحادة التي اعتاد الحديث بها ..

بالكاد قادرا على رفع النصف الاعلى من جسده بعدما اصبح مشلولا ، كان ضعيفا .

ضعيفا جدا ..

لم يكن نفس دانزو الحيوي الذي اعرفه ..

إختفت تلك الهالة المتفجرة تماما ، و استبدلت باخرى فاترة لشخص مريض قد يموت بأي لحظة ..

لابد أن الآخرين قد شعروا بنفس مشاعري هذه ، لكنهم بدلوا جهدهم من أجل الحديث معه بشكل طبيعي .. فلابد أن دانزو نفسه هو أكثر المتضررين بحالته تلك ..

تلك الابتسامة التي اظهرها لنا أخفت الكثير ، لربما حسرة..

حزن ، غضب ..

بليلة و ضحاها ، تحول من ذلك المحارب الفخور ، إلى مجرد مريض مقعد لا يستطيع الحراك ..

كنت قادرا على التعرف على كل تلك المشاعر المظلمة التي نشأت داخل قلبه ، بفضل نظام المودة ..

و ذلك لم يزدني سوى احتراما له ، كيف أنه واجه جميعنا بابتسامة ، رغم الالم الذي نخر قلبه ببطء ..

أي إرادة حديدية تلك التي امتلكها ، جاعلة اياه قادرا على مواصلة المضي قدما حتى بحاله هذه ..

نظام المودة جعلني اشارك ألمه ..

لقد كانت مشاعر خانقة لا تطاق ، جلبت الهم لصدري ..

لذلك لم أستطع الادلاء باي كلمة ، مواصلا الجلوس بعيدا احدق به فقط ..

بعدما احاط به الجميع لبعض الوقت ، قامت اوريل بحثهم على عدم الاطالة معه نظرا لوضعه ..

ثم قامت بوضع قوتها المقدسة لمرة أخيرة ، معالجة اياه بشكل كامل من كل اصاباته الداخلية ..

يمكن القول أن قوة اوريل قد كانت فعالة جدا ، فبمجرد استعمالها لها ، استعاد دانزو وعيه و اصبحت بشرته الباهتة تبدو صحية مجددا ..

ثم عندما إنتهى وقت الزيارة ، نهض الجميع مغادرين .

لكن وجدت نفسي ابقى مكاني ، بينما طلبت منهم المغادرة اولا ..

"سألحق بكم فيما بعد يا رفاق "

قلت ذلك باقتضاب ، ما جعلهم يفهمون أنني أردت الاختلاء معه ..

لقد كانوا متفهمين جدا ، لذلك لم يترددوا بتحقيق رغبتي تلك ..

ثم بمجرد أن فرغت الغرفة ، وقفت مجددا بينما اقتربت من دانزو ، لاجلس بكرسي قريب منه ..

"مر بعض الوقت يا رجل "

"اجل ... اظنها 15 يوما ؟ لربما أكثر.."

تحدث دانزو بابتسامته الباهتة باستمرار ، على عكس الآخرين الذي كانوا معا معظم الوقت ..

كنت بعيدا عنهم لوقت طويل طوال فترة تواجدنا داخل قارة الالتراس ما جعل لقاءنا هذا يبدو و كٱنه قد حدث بعد وقت طويل ..

"لا تنظر إلي بهذه الطريقة يا فراي ، فأنا لا أزال هنا "

بعدما اصبحنا لوحدنا ، قال دانزو الكلمات التي كانت تجول بداخل صدره كابتا إياها .

لربما حاول الجميع أن يكونوا طبيعيين معه قدر المستطاع ، لكن الاعين كانت قاتلة احيانا .

فنظرة الشفقة ، و الاسى تلك التي رمقناه بها قد كانت أشد تأثيرا عليه من أي شيء آخر ..

"أنا اعلم يا صديقي ، فحتى بحالتك هذه أنت لا تزال أقوى مني"

تحدثت بابتسامة صادقة ، مشيرا إلى ثابته الشديد رغم المشاعر السلبية الخانقة التي عبثت بعقله طوال الوقت ..

من هذه الناحية ، كنت مطمئنا من أن دانزو لن يقدم على شيء مثل الانتحار ..

"لقد كان هذا قدري ، و مالي سوى أن ارضى به بحلوه و مره .. لكنه مؤلم حقا .."

"توقف .."

مقاطعا اياه ، لم ادعه يتحدث عن ضعفه ..

"آسف ، لكنني لا أريد سماع ذلك .. "

لم أرغب بسماع آلامه ، أو أسفه و حزنه ..

لربما يجعلني ذلك صديقا سيئا حقا ، لكنني اردت الحفاظ على صورته القوية تلك ، و لم ارد التعمق كثيرا بهذه النسخة الضعيفة التي اصبح عليها .

كنت متأكدا من أن ذلك سيكون أكثر راحة لكلينا ، فإذا اراد الشكوى ، كنت متأكدا من أن والده آدم سماشر سيكون الانسب لذلك ..

"أنت أناني حقا يا فراي "

تنهد دانزو متعبا ، بينما ابتسمت نصف ابتسامة أنا الآخر ..

"آسف ، لكن أنا ذلك النوع من الحثالة .. لم يكن عليك التقرب مني منذ البداية إذا لم يعجبك الأمر "

دانزو هز رأسه بعبوس ، بينما جلس بشكل أكثر استقامة دون وعي منه محاولا الرد علي ..

"لقد صدقت بكلمة واحدة و هي انك حثالة ، لا أزال اتذكر كيف كانوا يبرحونك ضربا داخل عائلة مونلايت "

"لكنني هزمتهم بالنهاية على اي حال"

"بمساعدة مني بالطبع "

دون وعي منا ، بدأنا نتحدث عن الماضي ، مبتعدين بذلك لبعض الوقت عن الواقع و الحاضر الأليم ..

كان الأمر منعشا لكلينا ..

سواءا أنا مَن حملت مِن الهموم الكثير .

أو دانزو الذي رثى حاله بهدوء داخل قلبه ..

منذ البداية ، لم اكن مضطرا لسماعه يشكوا مطلقا ، فقد شاركته مشاعره تلك بواسطة النظام بالفعل ..

لم ارد أن ابدوا مغرورا و اقول انني أفهم ألمه .

لكن على الأقل ، لقد تجرعت لونا من الوان الألم التي عانى منها ..

على الرغم من تحذير اوريل أننا لا يجب أن نزعج المريض ، إلا أنني جلست مع دانزو لوقت طويل حقا ..

منذ قدومي لهذا العالم ، كان هو على الارجح أكثر من نجح بجعلي أتحدث بهذا القدر ..

ثم بعد ساعة كاملة ، سكت كلانا ..

مدركين أن الوقت قد حان لفض تلك المحادثة الفارغة ، لكن الممتعة التي كانت بمثابة مهرب من الواقع ..

في تلك الدقائق من الصمت الطويل ، حسمت امري محدقا به بجدية ..

"دانزو .. هل شعرت بشيء غريب داخل جسدك مؤخرا بعد استيقاظك ؟"

كان سؤالا غريبا ذاك الذي طرحته ..

دانزو لم يقل أي شيء لبعض الوقت ، بل فقط تبادل النظرات معي بصمت .. قبل أن يكسره بنفسه ..

رافعا يديه ، غير قادر على تحريك جسده بشكل صحيح .. ابتسم لي ..

"لا شيء على الاطلاق ، لدرجة أنني لا أشعر بقدماي .. لقد اصبحت مجرد نصف رجل الآن "

ضحك دانزو بخفة ، بينما لم اقل أي شيء غير قادر على الضحك تجاه نكتة كتلك ..

دانزو حدق بي بنفس الابتسامة لبعض الوقت ، قبل أن يحول نظره بعيدا نحو السقف ..

"في الحقيقة ، أظن أن الشيء الوحيد الذي إختلف بداخلي حاليا هو تلك الافكار المظلمة التي نشأت داخل قلبي .."

بمجرد قوله لذلك ، وجدت نفسي اركز معه بشكل لا ارادي .

"مالذي تعنيه ؟"

كإجابة على ذلك ، سرد لي دانزو افكاره الحقيقية ..

"عندما افكر بالمعركة ضد ذلك الرجل ، أجد نفسي ألعن الواقع .. و ألعن حظي و قدري اللذان أوقعاني ضده "

كان من الممكن أن يواجه دانزو اي خصم آخر ، لكن بياتريس جعلته يقاتل غفارديول الغامض من بين الجميع ، ما كتب نهاية لعمره هناك ..

"اعلم ان هذه حجة الضعفاء ، فأنا لم أخسر إلا لضعفي .. لكن لا أستطيع سوى التفكير بهذه الطريقة الآن دون وعي مني .. بينما تتآكلني هذه المشاعر المظلمة "

ظهر الحزن بتلك الاعين الخاصة به بشكل جلي ، أما أنا ..

فلم يكن لي سوى التزام الصمت ..

لا أعلم ما إذا كانت تلك الافكار المظلمة التي تحدث عنها ناتجة من البذرة ، لكنني كنت متأكدا من أن دانزو لا يزال يجهل وجودها بشكل كامل ..

برؤيته هكذا ..

أردت إنقاذه مهما كلف الأمر ، بأي ثمن كان ..

أردت ابقاءه حيا ، فشخص مثله كان بمثابة صمام الامان الذي حافظ على جزء انساني مني لم ارد ان اخسره ..

لم أستوعب يوما قيمة دانزو بحياتي ..

لكنني بدأت افعل الآن دون وعي مني ..

غير مدرك أن تلك المشاعر قد تصبح ألما لا يطاق لاحقا ..

ثم بعد الحديث أكثر قليلا ، نهضت من مكاني مودعا اياه بينما غادرت المكان ..

تاركا اياه خلفي ..

غادرت نقابة التنين الفضي بذلك اليوم ، بافكار مختلفة غير قادر على معرفة ما يجب عليه فعله ..

لم أشعر بالوقت يمر مطلقا ، و لم استعد إحساسي بالواقع إلا بعد بلوغي المنزل المرة اخرى عائدا لقصر عائلة ستارلايت ..

بعد تبادل بعض الكلمات الجوفاء مع الجميع من حولي ، بما في ذلك آدا و كارمن ..

كثيرا ما كنت أختلي بنفسي وحيدا داخل غرفتي التي اظلمت بعدما غربت شمس النهار .

جالسا فوق سريري ، كنت اخوض حربا داخل عقلي المحموم ، بحثا عن الخلاص ..

ثم بعد بضع دقائق أخرى..

حدقت بزاوية الغرفة المظلمة بابتسامة ، بينما تحدثت بهدوء ..

"أعلم انكِ هنا ، فالتظهري نفسك"

بدوت كأنني احدث الحائط للتو ، لكن ما هي إلا ثواني ليشتد الظلام ، بينما ظهرت تلك القرون السوداء من العدم ، رفقة سانسا التي خرجت من الظلام مرتدية فستانا أسودا ناسب تلك الاعين المظلمة و القرون الطويلة ..

"احسنت صنعا بملاحظتي "

قالت سانسا بابتسامة ، بينما نفيت برأسي ..

"لم أكن سأفعل لو لم تسمحي لي بذلك "

و كانت تلك حقيقة أيضا ..

قدرات التخفي الخاصة بسانسا داخل الظلام قد كانن مجنونة تماما ما يجعل ملاحظتها امرا شبه مستحيل ..

الأميرة الشيطانة تحولت إلى شيء آخر تماما بوقت وجيز ..

لكن مشاعري نحوها لم تتغير مطلقا ، ما جعلها تحوم من حولي كثيرا ..

بهذه الطريقة ، جلس كلانا جنب إلى جنب فوق سرير الملعب العملاق الذي كثيرا ما كنت اعود اليه..

...

...

...

شكر خاص: شكرا للاخ فويد (مرتحل) على دعمه المستمر للتحدي ، بعدما دعم ماديا مرة أخرى منصبا نفسه كأكبر داعم بتحدي ال 50 يوما .. بارك الله بك و بمالك صديقي و ادامك انا ..

إجمالي دعم تحدي ال 50 يوم: 265$

عدد فصول التحدي: 44 من 50 .

للدعم المادي:

Paypal: mohamedmazino134@gmail.com

للدعم المعنوي :

التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم.

2025/01/26 · 458 مشاهدة · 2682 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2025