- منظور فراي ستارلايت -
بليلة اليوم الثاني منذ عودتنا إلى الديار ، جاءت شيطانة لزيارتي ..
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بقليل ، لذلك يمكن القول أن هذا لم يكن بالوقت المناسب لتظهر أمامي..
لكنني لم أستطع قول ذلك لها ..
بإلقاء نظرة عليها ، كانت تجلس بهدوء بجانبي بينما حدقت بالسقف سارحة الذهن ..
لعل الشيء الذي لم أستطع ازاحة عيني عنه حتى الآن ، هو تلك القرون المظلمة الشيطانية ..
بدون وعي ، أصبح عيني تميل للتحديق بهم كل مرة أنظر إليها ..
"أنت تحدق كثيرا "
تدحرجت أعين سانسا بخفة داخل محجريهما ، محدقة بي بابتسامة أثبتت انها لم تكن تنظر إلى السقف ..
"آسف "
"لا داعي لتعتذر ، أنا الاخرى ابقى أحدق بهم كلما نظرت إلى نفسي بالمرآة "
لمست سانسا قرنها الايمن ، ما أثار فضولي ..
"الا تستطيعين إخفاءهم فحسب ؟ كما فعلت مع الاجنحة "
كإجابة على هذا السؤال ، هزت سانسا رأسها نافية .
"ذلك غير ممكن ، الاجنحة مصنوعة من الاورا المظلمة ، لكن هذه القرون عبارة عن عضو حي من جسمي الآن .. مثل أي عضو آخر"
قطعهم لم يكن خيارا ، بالواقع ..
شعرت أن كمية كبيرة من الاورا الخاصة بها تتمركز بذلك المكان ..
كنت لا أزال أحاول التعود على هيأتها الشيطانية الجديدة ، و بالمثل ..كانت لا ازال تفعل هي الأخرى .
"كيف جرت الأمور مع الامبراطور الجديد ؟"
بدون مقدمات ، سألت السؤال الذي جال ببالي بعض الوقت ..
"آه .. جدي ، أفترض أنه يرغب بقتلي حاليا "
بضحكة ساخرة ، تحدثت سانسا بدون مبالاة .
"كان عليك رؤية تعابير وجهه عندما اكتشف أن حفيدته الوحيدة قد تحولت لشيطان ، كان مضحكا حقا"
على الرغم من أن سانسا لم تبالي بالأمر ، إلا أنني وجدت نفسي احدق بها بجدية ما لفت انتباهها مرة أخرى ..
"مالأمر ؟ هل لربما أنت قلق علي ؟"
"نوعا ما .. أعني ، إنه السير آلون فاليريون بعد كل شيء "
لن يكون من المبالغة القول أنه أقوى SS+ فوق الكوكب حاليا بجانب دراغوث ..
أن يستهدف شخص كهذا حياتها ، الامر لم يكن مضحكا اطلاقا ..
"لا داعي للقلق ، ليس و كأنه سيحاول قتلي على الفور فالقلعة الإمبراطورية لا تزال بحالة فوضى حاليا غير قادرين على الخروج بقرار بشأني .. كما أنه سيكون عليهم الامساك بي أولا إذا ما ارادوا قتلي "
بنقرة خفيفة على الهواء ، تسببت سانسا بعاصفة من الرياح التي هزت الغرفة ..
"لا تنسى أنني قوية جدا الآن ، اراهن أنني سأحصل على مركز جيد لو ذهبت إلى الشياطين الآن.. الشيطان العلوي سانسا ، ذلك لقب جيد أليس كذلك ؟"
ضحكت سانسا ، مظهرة لا مبالاتها بكل ما كان يحدث من حولها ..
غير مهتمة باي شيء ، كانت تفعل ما يحلوا لها فقط غير آبهة بمحيطها ..
وجدت نفسي اتعرف على جوانب جديدة ، من سانسا الشيطانة التي كانت مختلفة تماما عن تلك الاميرة الكئيبة ..
"أنت تفكر بأنني أصبحت مختلفة الآن اليس كذلك ؟"
وكأنها قرأت افكاري ، لم أستطع الانكار ..
"لا أستطيع الانكار .."
قلت متنهدا بضعف ..
"أنا لم أعش حياتي بمنظور الشياطين من قبل ، لذلك لا أعرف كيف هو الأمر .. أفترض أنها تجربة غير سارة "
قلت محاولا مراعاتها ، لكنها نفت كلامي مرة أخرى ..
"أبدا ، بالواقع أن تكون شيطانا يعطي شعورا جيدا "
"ماذا ؟" قلت دون وعي ..
"التحول لشيطان يجعلني أعيش على الاورا المحيطة بي ، جسدي اصبح مصنوعا منها عمليا .. لم اعد بحاجة للأكل ، أو إستعمال الحمام مطلقا ، لم اعد أتعرق بينما أصبح جسدي قويا جدا لدرجة أنني أستطيع ثني الحديد بيدي !"
مستعرضة فوائد التحول إلى شيطان ، وجدت نفسي احدق بسانسا غير قادر على اعطاء أي رد إزاء الأمر..
ما جعلها تنزل إلى رأسها للاسفل محدقة بالارض ..
"حسنا .. هذا لا يغير حقيقة أنني تحولت إلى وحش ، بامتصاصي المستمر للاورا من حولي سأجلب الموت الآن لاي كان المكان الذي اذهب اليه "
تلك كانت حقيقة ، فلهذا السبب يعتبر الشياطين مخلوقات خبيثة .
بامتصاصهم المستمر للاورا ، مات الكوكب الذي عاش به الشياطين ما جعلهم مخلوقات تغزوا العالم باستمرار بحثا عن طاقة الحياة التي حافظت عليهم احياء
.
الشياطين يمكنها العيش للابد ، شرط أن تتغدى على قوة الحياة باستمرار و هذا ما جعلهم بحالة حرب مع كل ما هو حي ، سانسا اصبحت واحدة منهم الآن ..
كنت أعلم بكل ذلك بالفعل .. لكن ..
"لا أظن أن مجرد شيطان واحد سيجلب الموت لنا "
قلت بجدية ..
"أراهن انه يمكنك امتصاص ما تريدين من اورا هذا الكوكب لآلاف السنين و لن يحدث أي شيء "
قد يبدو كلامي هذا كمواساة لها هو الآخر ، لكنها كانت الحقيقة..
سبب جلب الشياطين للموت اينما ارتحلوا يعود بالمقام الأول لاعدادهم الكبيرة ، لو كانت لوحدها ..
"لو كنت لوحدي ، تلك لن تكون مشكلة .. هذا ما تحاول قوله ؟"
قرأت سانسا افكاري مرة أخرى بينما ضحكت ..
"قد تكون محقا يا فراي ، لكن هذا يقودنا لأمر آخر"
مقربة وجهها مني ، وجدت نفسي اتراجع قليلا دون وعي .
"بعدما أصبحت اعيش عليها الآن ، صرت قادرة على الشعور بكمية الاورا الهائلة تلك التي تخفيها بداخلك "
تحدثت سانسا و كأنها تنظر إلى وجبة فاخرة وليس بشري ، ما جعلني اعبس بشكل تلقائي ..
لقد إكتشفت للتو أمر بحر اورا الفئة SSS الخاص بي بسهولة شديدة ..
"لقد كان سرا إذا ؟"
سألت الأميرة بخفة بينما تنهدت متجاوزا الأمر ..
"لا .. لقد كنت استعملها على الجميع مؤخرا لذلك افترض أنها مسألة وقت حتى يعلم الجميع عنها"
أومأت سانسا ..
"لن أسألك من أين حصلت عليها ، لكنك تبدو مغريا جدا بالنسبة لي حاليا لدرجة أنني قد أقتلك دون وعي مني "
"ارجوا الا تفعلي ذلك "
"أنا أمزح ، لا داعي لصناعة هذا الوجه "
بمجرد قولها لذلك ، استلقت سانسا فوق السرير مستعملة ركبتي اليمنى كوسادة جاعلة إياي غير قادر على قول أي كلمة ..
هي حقا كانت تفعل ما يحلو لها فحسب ..
"أتعلم يا فراي ، بعدما أصبحت واحدة منهم .. إكتشفت أن الشياطين يفضلون المشاعر السلبية الصادرة من المخلوقات الاخرى ، مثل الحزن .. الغضب ، الكره .. البغض .. نحن نشعر بكل هذه الاحاسيس بوضوح و هي تعطي شعورا جيدا حقا .. على عكس تلك الاجابية مثل السعادة و ما إلى ذلك .."
نائمة بحضني ، تحدثت سانسا بينما حدقت بي من الأسفل ..
المعلومة التي ذكرتها لم تكن بالجديدة علي ، لكنها لم تنهي كلامها بعد على ما يبدو ..
محدقة بي بهدوء ، و كأنها ترى أكثر مما اظهر وجهي البشري .
تحدثت سانسا ..
"أنت كتلة كآبة متحركة يا فراي"
في تلك اللحظة ، إستوعبت ما كانت تحاول قوله ..
"ارى أنك اصبحتِ قادرة على رؤية الكثير الآن ، ما يتعدى تعابير الوجه " قلت بضحكة جوفاء ، بينما لم تظهر سانسا أي تعبير ..
"مشاعرك السلبية هذه تجعل التواجد من حولك ممتعا ، ذلك يسعدني تارة ، و يؤلمني تارة أخرى .. مالذي يثقل قلبك لهذه الدرجة ؟"
سألت سانسا سؤالا وجيها .
لكنه كان سؤالا يحمل العديد من الاجابات التي لم أقوى على اخراجها من فمي ..
فقد كنت محاصرا من جبهات كثيرة ..
بين ملك شياطين جبار يراقبني باستمرار ، و مهندس لعين يصر على تحويل حياتي لجحيم ..
أو صديق وجدت نفسي مخيرا بين انقاذه أو قتله ..
عندما إلتزمت الصمت لوقت طويل ، نهضت سانسا رافعة رأسها بهدوء من على حضني .. بينما اظهر وجهها بعض الحزن ..
"إنه دانزو اليس كذلك ؟"
قالت اسمه من العدم ما جعلني اتفاجأ ، لانصدم أكثر بكلماتها التالية ..
"ياله من مصير قاتم ذاك الذي تعرض له ، لم اتوقع يوما أن أرى شخصا آخر عداي يحمل نفس تلك البذرة الخبيثة بداخله "
بمجرد ذكرها لكلمة البذرة ..
وجدت عقلي يتجمد لثانية ، قبل أن أمسك بها على الفور بشكل محموم ..
"أنت تعرفين عن الأمر ؟!"
برؤية انفعالي ، أومأت سانسا بهدوء .
"أجل ، لقد كنت قادرة على الشعور بها داخله منذ البداية ، قد يكون نسخة أكثر كمالا مني لكننا أتينا من نفس الأصل "
بمجرد قولها لذلك ، ظهرت احتمالية جديدة ..
طريق جديد قد يكون مفتاح عبور ذلك الجدار الذي إصطدمت به عندما حاولت انقاذه ..
و للمرة الثالثة ، قرأت سانسا أفكاري هذه ما جعلها تجيبني قبل أن أذكر الأمر محطمة آمالي بمهدها ..
"أعلم ما تفكر به .. فراي ، لكنني آسفة .. فأنا لن اقدر على مساعدته "
بمجرد قولها لذلك ، مثل طفل أخذت الحلوى منه ..
وجدت نفسي اتراجع عنها قليلا بحسرة ..
"لقد إندمجت تلك البذرة مع جسده بشكل كامل ، و الآن هي مجرد مسألة وقت قبل أن تسيتقظ الإرادة الموجودة بداخلها .. كل ما يمكنني فعله حاليا هو قمعها الى أن يحين الوقت فحسب .."
على ما يبدو ، سانسا قد تسللت إلى المكان الذي تواجد به دانزو بالفعل سابقا ..
مستعملة قوتها ، كل ما استطاعت فعله هو المحافظة على جانبه الانساني لاطول وقت ممكن ..
لكن عندما يحين الوقت ، كان مقدرا لدانزو أن يصبح ذلك الوحش ..
في تلك اللحظة ، أدركت أخيرا من أين جاءت مهلة الشهر ..
لقد كانت من سانسا ..
هذه الأخيرة حدقت بي ببعض الحزن الظاهر على وجهها ..
دانزو كان صديقا فريدا بعد كل شيء ، حتى بالنسبة لها هي التي لم تكن تتحدث معه كثيرا إلا مؤخرا ..
"أظنك مدرك للامر بالفعل ، لكن إذا انتهت المهلة فسنكون مضطرين ل .."
"أعلم ذلك .."
اجبت على الفور غير سامح لها بقول الكلمة ..
لربما ذهبت سانسا إليه من أجل هذا السبب ، لكنها لم تستطع قتله ببساطة ، جاعلة إياه يعيش لاطول وقت ممكن كدانزو البشري الذي لطالما عرفناه ..
بلمح البصر ، ظهر امل طفيف ، ثم مات و إنطفأ بنفس سرعة ظهوره ..
لا أعلم ما إذا كانت قد شعرت بخيبة أملي تلك ، أو شيء آخر ..
لكن سانسا نهضت من مكانها ، معانقة إياي ما جعل وجهي مدفونا بداخل صدرها ..
كانت قبضتها قوية جدا ، ما جعلني ادرك أنني لن أستطيع التحرر منها حتى لو حاولت ..
لذلك وجدت نفسي اذهب مع التيار فقط ..
جسدها كان قويا جدا ، لكن ناعما جدا بنفس الوقت ما خلق تباينا غريبا ..
لقد تجنبت أعينها عن قصد ، لكنها واصلت التحديق بي حتى بهذه الحالة ..
ثم عم الهدوء ..
سانسا لم تعد تملك قلبا ، لذلك كان صوت نبضي هو الوحيد المسموع حاليا ..
ثم بعد بضع ثواني ، كسرت سانسا الصمت مرة أخرى ..
"عندما تحولت إلى شيطان ، أظن أن جزءا كبير مني قد رفض الأمر .. لذلك حاولت الانتحار ببساطة داخل ساحة المعركة و قتل الكيان القذر الذي أصبحت عليه "
مستذكرة ما حدث بنهاية قتالنا ضد الألتراس ..
تذكرت كيف واجهت سانسا كلا من بياتريس و غافيد ليندمان لوحدها ، غير آبهة لما قد يحدث لها ..
بذلك الوقت بدت مستمتعة جدا ، لكن من توقع أن مثل هذه الافكار كانت تجول بداخلها .
"كنت أعلم أن شيطانا لا يستطيع العيش بين البشر ، فحتى أوليفر قد رمقني بتلك النظرة المتألمة بمجرد رؤيته لي "
لربما اخفى قناعه تعابير وجهه الحقيقية ، لكن سانسا اصبحت قادرة على قراءة تلك المشاعر من الاعين فقط ..
الاعين التي أصبحت تنظر إليها على انها وحش ..
"على الرغم من ذلك ، كنت أنت الوحيد الذي لم ينظر إلي بتلك الطريقة .. أريد أن أعرف السبب "
"لماذا لم أعاملك على أنك وحش ؟ "
ضحكت بخفة ، متذكرا ما حدث ..
ليس و كأنني فعلتها عن عمد ..
"يستحيل أن أعاملك هكذا يا سانسا ، بعد كل شيء الوحش الوحيد هنا .. هو أنا"
إذا كانت سانسا شيطانة ، فجسدي هذا لم يكن بشريا مطلقا هو الآخر ..
بقوى عجيبة ، و احتمالية تواجد كيان خارق بداخلي .
كنت مناسبا لوصف الوحش أكثر منها ..
لهذا السبب لوحده ، لم أغير معاملتي لها .
لأنني لا أملك الحق لذلك ببساطة ..
لا اعلم ما مقدار ما عرفته سانسا من أفكاري هذه ، لكنها لم تسأل ..
لربما أرادت مني أن أخبرها بنفسي ذات يوم ..
لذلك اكتفينا بذلك العناق ، لقد شعرت بأننا كنا على وشك فعل شيء ما ، خصوصا عندما التقت اعيننا مرة أخرى .
لكن كلانا قد إمتنع نظرا للوضع الراهن .. و ما كان على المحك ..
اظنها كانت مراعية لي ، و إلا لفعلت ما ارادت فحسب .
ثم بعد ذلك ، عم صمت محرج إلى أن اطلقت سراحي أخيرا ..
لكسر ذلك الصمت ، بادرت بالحديث مدركا اننا قضينا وقتا طويلا بالفعل منذ قدومها ..
"سأتحدث مع اختي لاحقا عن الأمر ، يمكنك البقاء هنا بالوقت الراهن "
بما أنها كانت تواجه خطر تلقي غضب السير آلون ، رأيت أنه سيكون من المناسب إخفاؤها عن بمنزل ستارلايت ..
"هل أنت متأكد من ذلك ؟ قد تجد نفسك معرضا لغضب جدي في حال ما وجدني هنا"
ضحكت سانسا مرة أخرى مستعيدة شخصيتها اللعوبة تلك ، بينما لم ابالي انا الآخر بالسير آلون ..
لقد كنت أملك ملك الشياطين بنفسه يتربص بي طوال الوقت ، مالذي سيغيره إضافة السير آلون للقائمة ؟
"لا بأس ، يمكننا القلق بشأن ذلك عندما يحين الوقت "
"فهمت ، افترض أنه علي شكرك إذا "
"على ماذا ؟ كل ما سأفعله هو منحك غرفة بهذا المنزل فحسب "
بمجرد قولي لذلك ، ضيقت سانسا اعينها ..
"هممم .. غرفة أخرى اذا "
"أجل ، غرفة أخرى" قلت بحزم .
مدركا لما كانت تحاول فعله ، بادرت باخراجها من هناك قبل فوات الاوان ، فسينتهي بي الامر للقيام بشيء لا يحمد عقباه لو استمرت بالبقاء معي بنفس الغرفة .. كنت متأكدا من ذلك ..
"حسنا إذا "
بابتسامة واسعة ، نهضت سانسا من مكانها مغادرة بينما ازدادت شدة الظلام من حولها مبتلعا إياها ببطء .
"لكن تذكر يا فراي ، الجدران بدون فائدة أمامي ~"
بتلك الطريقة ، اختفت سانسا تماما داخل الظلام ..
واضعا يدي فوق وجهي ، تنهدت بخفة ..
"لقد وضعت يدها على قدرة مزعجة حقا "
مستلقيا فوق سريري الواسع جدا بالنسبة لشخص واحد .
ايقنت أن الوقت قد تأخر كثيرا ، بعدما امضيت ساعات طويلة مع الأميرة الشيطانية ..
لذلك اغلقت عيني محاولا النوم ببساطة ، مدركا أن هنالك الكثير ينتظر أنه انهيه بالمستقبل .
بتلك الليلة ، أستطعت الحصول على بعض النوم ، على عكس الارق الذي نال مني مؤخرا ..
تواجد سانسا كان مفيدا حقا هذه المرة ..
بهذه الطريقة ، فقدت وعي تماما لينتهي يوم آخر..
...
...
...
المهلة النهائية : 27 يوما .
...
...
...
مرت الايام بعد ذلك بسرعة ..
كنت اذهب لزيارة دانزو كلما اتتني الفرصة باستمرار ..
لكن مهما نظرت إليه ..
هو لم يعد نفس الشخص مطلقا ..
لقد تحول من ذلك الرجل الحيوي ذو الطاقة المتفجرة ، إلى شخص مريض مقعد شديد الضعف و الهدوء .
بقدر ما الأمر مؤلما لدانزو نفسه ، كان مؤلما لي أنا الآخر..
لكنني حاولت اخفاء مشاعري تلك عنه قدر المستطاع ، بينما جهزت نفسي للخطة الاخيرة التي إستطاع عقلي القدوم بها ..
إنتظرت جسدي حتى يتعافى بشكل كامل ، و هذا ما جعل 5 ايام أخرى تطير بسرعة البرق ..
لكن الآن و بعدما عدت لأوج قوتي ، جاء الوقت للقيام بالخطوة الموالية ..
مجهزا عتادي بالكامل ، و خاتما بعديا احتوى بداخله على كل ما إستطعت حزمه معي ..
وقفت وحيدا فوق جبال اوكلاس الشرقية ، مطلا على أرض الكابوس أمامي ..
بعدما جربت كل ما كان بيدي ، أيقنت أن الجواب الذي ابحث عنه غير موجود ببساطة هنا بين البشر ..
لإنقاذ دانزو ، احتجت إلى قوة مختلفة تماما .
قوة موجودة بكوكب آخر غير هذا الكوكب ..
محدقا بنافذة النظام .. أكدت ما كنت أحاول القيام به ..
"أنت لن تجيبني كيف أستطيع انقاذ دانزو ، لكنك سترشدني إلى الطريق الذي به سأغادر هذا الكوكب "
مستعملا كل ما لدي من نقاط انجاز ، عقدت العزم على الانطلاق برحلة نحو المجهول ، بحثا عن طريق يقودني لانقاذ دانزو ..
الوقت هنا بالأرض يسير بشكل ابطأ بكثير من الكواكب الأخرى ، و هذا ما أيقنته منذ الرحلة إلى لوندور ..
لذلك لم اكن قلقا كثيرا بشأن المهلة النهائية ..
بعدما وجدت طريقتي للتحايل على النظام .
إنطلقت وحيدا بين غابات الكابوس ، متجها إلى طائفة الظلال التي كانت بمثابة نقطة الانطلاق ..
أيا كانت الإجابة التي بحثت عنها .
كنت متأكدا من أنني سأجدها بذلك المكان ..
داعيا من كل قلبي أن يكون مستقبلي مغايرا و لو قليلا لذاك المظلم الذي رسم من أجلي..
...
...
...
عدد فصول التحدي: 45 من 50 .
بقي 5 فصول فقط .. الوقت يمر بسرعة . هذا التحدي لن يكون الأخير ، إذا كنت تفضل وتيرة التنزيل السريعة هذه .. فتستطيع بدأ تحدي جديد بنفسك عن طريق الدعم ، لمن إستطاع إليه بطبيعة الحال
للدعم المادي:
Paypal:mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي:
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم..
اراكم الفصل القادم .