-منظور فراي ستارلايت -
"هوووف"
آخذا نفسا عميقا ، إرتشفت بعض الماء جالسا فوق جذع أحد الأشجار ..
بمجرد تبليلي لحلقي الجاف ، مسحت الدم الذي علق بي أثناء القتال بينما القيت بنظرة سريعة نحو الاسفل ..
هناك بذلك المكان ، تواجدت كميات مرعبة من جثث مخلوقات الكابوس التي هاجمتني بالطريق ..
لقد مرت 5 أيام منذ إنطلاقي بهذه الرحلة نحو طائفة الظلال ..
لقد إستغرقت وقتا أطول من العادة بعدما تحتم علي الذهاب بالطريقة الصعبة ، قاطعا أرض الكابوس بأكملها من جانب إلى آخر ..
"أفترض أن والدي قد فعل هذا هو الآخر ذات يوم "
لكن الفرق بيننا كان شاسعا ، فهو قد أضطر لمواجهة أحد سادة الكابوس بذلك الوقت ، بفضل ذلك أصبح الطريق معبدا أمامي الآن ..
بعد رحلة طويلة ، كنت على وشك بلوغ طائفة الظلال بالفعل .. الطائفة التي ستكون بمثابة نقطة الانطلاق بالنسبة لي ..
إذا ما أردت إنقاذ دانزو ، فأنا مضطر لمغادرة الأرض من أجل البحث عن طريق لإنقاذه ..
فببضع أيام كنت قد أيقنت بأنني لن اجد ضالتي بين البشر ..
غير راغب بمواجهة مصير يجبرني على قتل واحد من اعز اصدقائي ، وجدت نفسي مقبلا على مغامرة لا أعلم ما ينتظرني بها مطلقا ..
كل ما أعرفه هو أنني بحاجة للاسراع ..
قافزا من شجرة إلى أخرى ، بينما جريت بسرعة شديدة و وهج بنفسجي يلف جسدي ..
إخترقت أرض الكابوس الشرقية بالغا الهدف أخيرا ..
إذا ما أردت مغادرة الأرض ، فالطائفة هي الطريقة الوحيدة ..
فلازلت ضعيفا جدا لاغادر بنفسي ، لذلك كنت مضطرا للجوء إلى النظام ككل مرة ..
بمجرد مغادرتي للأرض ، أفترض بأن آدا ستصاب بالذعر ، فالجهاز الذي ربطته بقلبي لن يعمل لها بعد الآن.
"آسف يا آدا .. لكنه الخيار الوحيد ."
على عكس كل الرحلات التي قمت بها حتى الآن ، كانت هذه عشوائية جدا ..
فلا النظام قد فرضها علي ، ولم اعلم اي شيء عما ينتظرني بالجانب الآخر ..
إحتمال الموت كان عاليا جدا ، فرغم أنني أعتبر قويا بمعايير الأرض ، إلا أنني لا أزال مجرد حشرة أمام اولئك الموجودين بالاعلى ..
مجرد نقطة صغيرة جدا وسط كون شاسع يحمل بطياته الكثير من الاهوال .
من أجل إنقاذ دانزو ، سأكون بحاجة على الارجح لأحد تلك الوحوش التي إمتلكت قوة تنافي العقل ، ما يعني أنني مضطر للاحتكاك بهم بطريقة أو بأخرى ..
بهذا الصدد ، لم يكن لي من خيار سوى الدعاء أن انجح بطريقة ما ، و اعود بالوقت المناسب ..
ثم بعد بضع ساعات أخرى من الجري دون توقف ، منعزلا تماما بافكاري تلك .
وجدت نفسي قد بلغت المكان المنشود بالفعل ..
"الجبل الأسود"
بداخل ذلك المكان ، بنيت الطائفة الغامضة ذات يوم بيد البشر ، لتصبح لاحقا مقرا لغير البشر ..
بخطوة تلوا الأخرى..
قمت بصعود الدرج الرخامي ، متجها نحو الاعلى ..
توقعت أن اجدها فارغة كالعادة ، فقد إعتدت على هذا الأمر الآن ..
لكن و على عكس توقعاتي ..
وجدت نفسي اتوقف عن صعود الدرج بالقرب من القمة ، بعدما تمكنت من لمحهما أخيرا ..
"انتما .."
بقمة الدرج ، وقف كلاهما مثل الحراس ..
تمثالان ، أولهما بوجه ضاحك ، و الآخر بوجه حزين بدا و كأنه على وشك البكاء .
سمايلي و ساد كانا حاضرين هناك ، بينما ارسلت اجسادهم ضغط الاورا المظلمة ..
"الفئة SS .."
ضيقت عيني على كليهما ..
بالسابق ، لم أكن اقدر مطلقا على معرفة المدى الحقيقي لقوتهما ، لكن الآن بعدما بلغت مستوى مقاربا لهما أصبحت قادرا على تقدير قوتيهما بشكل صحيح ..
"كنتما تتساهلان معي يا رفاق "
خجلت من نفسي نوعا ما ، فقد تدربت معهما لسنة كاملة لكنني لم اتمكن من تمييز الأمر سوى الآن ..
متأهبا آخذا اقصى درجات الحذر ، اقتربت من كليهما ..
هل يقفان هناك كحراس للمكان ؟ ام انهما هنا من أجلي ؟
لم أكن قادرا على التأكد من الإجابة ، فتلك التماثيل لم تعكس أي مشاعر تذكر من فجوات أعينهم التي اضاءت بضوء بنفسجي ..
" هل ستسمحان لصديق قديم بالمرور ؟ "
قائلا تلك الكلمات بحذر ، كنت قد جهزت نفسي للتطاحن معهما لو تطلب الأمر ..
على عكس الماضي ، إمتلكت الآن ما يؤهلني لهزيمتهما على الرغم من انها ستكون معركة شاقة .
لكن مخاوفي قد كانت بلا فائدة ..
بعد بضع ثواني من الاجواء المتوترة ، حدق كلاهما بالآخر قبل أن يبتعدا مفسحين الطريق لي لكي أمر بهدوء ..
محدقا بهما بشك ، تساءلت ما إذا كانوا حقا سيسمحون لي بالمرور بهذه السهولة ..
واقفا بينهما ، حدقت بكل واحد منهما على حدة ..
"أنتما لن تهاجماني بمجرد أن أدير ظهري لكما اليس كذلك ؟"
"..."
سؤالي قابله صمت كئيب منهما ، لكن اعينهما تلك قد نظرت إلي بطريقة مزعجة ..
و كأنهما يقولان لي .. فالتغرب عن وجهنا بالفعل .
"ياللوقاحة "
متجاهلا اياهما ، دخلت الطائفة معيدا انتباهي اليها .
في تلك اللحظة ، تجمدت مكاني محدقا بالمكان بأعين مفتوحة على مصرعيها ..
"مالذي حدث هنا بحق الجحيم ؟!"
رافعا رأسي إلى السماء ..
رأيت ناطحات السحاب المظلمة تخترق السماء ، مبنية بنفس ذلك المعدن الأسود الذي لم اعرف اصله من فصله ..
كان هنالك مئات المباني الجديدة ، بينما أصبحت الطائفة أكبر بعدة مرات من آخر مرة رأيتها بها ..
"لم يمضي سوى شهرين بالكاد .."
رغم ذلك ، تحول المكان إلى مدينة عملاقة بدلا من طائفة ..
بدا المكان مثل حصن مظلم للورد شرير عاش بالقرون الوسطى ما جعلني استدير نحو التماثيل مرة أخرى..
"هل انتما من بنى هذا ؟"
"..."
كرد ، حدق بي كلاهما بصمت ، قبل أن يستديرا بعيدا غير آبهين بي ..
"أفترض انني لن أحصل على أي إجابات منهما .."
فاقدا الامل منهما ، خطوت أولى خطواتي داخل المكان ..
متأملا ذلك البنيان الجديد ، وجدت مفسي منبهرا بالمكان ..
بنفس الوقت ، شعرت ببعض الرهبة منه ..
تلك الهالة المظلمة التي سلطتها الطائفة قد جلبت القشعريرة لجسدي ، مانحة اياي إحساسا ينذر بالسوء ..
"مالذي يحاولون بناءه بهذا المكان ؟"
هل هي مدينة ؟ نوع ما من الطوائف الكبرى ..
لكنها لم تبدو كذلك مهما نظرت إليها ..
الطريقة التي بنيت بها .. بدت و كأنها ...
"حصن "
مثل القلعة المنيعة ، ايا كان من بنى هذا المكان .
بدا و كأنه يحضر لحرب ما ، جاعلا من المكان بغاية الصلابة معززا اياه باستمرار ..
محاولا تجاهل كل ذلك ..
إستعملت نصيحة النظام التي قادتني إلى هنا ، راغبا بمواصلة الخطة التي اتيت من اجلها ..
على الرغم من الشعور السيء الذي نما بداخلي ، الا أنني اردت تجاهله قدر المستطاع و مغادرة المكان بسرعة ..
نصيحة النظام المباشرة قادتني إلى هنا ، لكن و على غير العادة ..
العائق الذي يفترض أن تضعه لي لم يظهر ما جعلني مرتابا حول الأمر..
على الرغم من ذلك ، لم أملك الخيار سوى المتابعة ..
خطوة بخطوة ، تخطيت المباني الواحد تلوا الآخر..
ثم بعد بضع دقائق أخرى ، بلغت المعبد الذي بدأ منه كل شيء مرة أخرى ..
"هنا حصلت على هذا الجسد الغريب رفقة باليريون ، و هنا غادرت إلى لوندور لأول مرة"
على الرغم من ذلك ، المعبد كان مختلفا بشكل كبير عن آخر مرة رأيته بها .
ببوابة عملاقة تجاوز طولها العشر أمتار ..
أصبح المكان اضخم بكثير من آخر مرة رأيته بها ، بزخارف غريبة مظلمة نقشت فوق سطحه .
واقفا أمام الباب ، دفعت بكل قوتي إلى الأمام فاتحا اياه ..
راغبا برؤية ما أخفاه لي بالجانب الآخر .
الباب كان ثقيلا جدا ، لكنني تمكنت من فتحه بسهولة مسلطا الضوء على ما تواجد بالداخل..
كان المكان مظلما تماما و فارغا ..
لكن و على عكس المرة الأخيرة..
وجدت المذبح الذي إستلقيت فوقه ذات يوم موجودا هناك مرة أخرى ، بينما جلس رجل مألوف بأعين زرقاء و ملابس سوداء غطت جسده بأكمله هناك محدقا بي ..
"أتيت أخيرا"
هو قال بهدوء شديد ، لكن من جهة أخرى ..
و بأعين محقنة بالدماء ، وجدت نفسي قد إستللت سيوفي بغضب بينما غطت جسدي هالة بنفسجية متفجرة استعدادا للانقضاض باي ثانية .
"إبن العاهرة !!"
كنت على وشك تحطيم الأرض و قذف نفسي نحوه بكل قوة إستطاع جسدي حشدها .
لكن و بأقل من ثانية واحدة ، سقط ضغط جبار من العدم على اكتافي جاعلا اياي أتجمد مكاني ..
ضغط اورا عظيم كان أقوى ما واجهت بحياتي ، جاعلا إياي اتجمد مكاني غير قادر على الاتيان بأي حركة .
محدقا بتلك الاورا الزرقاء التي احاطت بالمهندس ، ادركت أن ذلك الضغط يصدر منه ..
"ألم تتعلم أي شيء مما حدث آخر مرة ؟"
قائلا بنفس النبرة الباردة ، نهض ازرق العينين من مكانه بهدوء بينما سار نحوي مسلطا تلك الاورا الجبارة ..
"أنت تعلم أنك لا تستطيع هزيمتي "
"فالتطبق فاهك اللعين ذاك !"
مقاوما اياه ، حاولت التحرك بطريقة أو بأخرى .
لكن بدون فائدة .
الاورا المظلمة خاصتي كانت اشبه بنقطة سوداء بسيطة أمام بحر القوة المطلقة التي سلطها ذلك الرجل .
محدقا به وجها لوجه ..
حاولت تهدئة نفسي قدر المستطاع ، ساحبا هالتي ببطء ..
بالعادة لم أكن لأستطيع تمالك نفسي امامه ، لكن الأمور قد تغيرت الأن بعد كل ما قاسيته ..
رغم أنني اردت بشدة تمزيق وجهه الغامض ذاك ، إلا أن الوقت لم يكن مناسبا ..
فأنا لا أملك من القوة ما يتيح لي تحقيق ذلك ، ناهيك عن أنني كنت متأكدا من أنه لن يهاجمني ، فابن العاهرة هذا هو أكثر من يريدني حيا بعد كل شيء ..
لذلك و ببطء ، قمت بتهدئة نفسي تحت انظار اعينه الزرقاء تلك .
"لا بأس بهذا القدر"
قائلا بهدوء ، قام هو الآخر بسحب هالته ، سامحا لي بالتقاط انفاسي أخيرا ، ما جعلني ادرك الفرق الساحق بالقوة بيننا مرة أخرى ..
فأمام ذلك النوع من القوة ، نسيت كيف اتنفس حتى ..
أما المهندس ، فقد تجاهلني بينما سار بعيدا متجاوزا إياي مغادرا المعبد .
"إلى أين أنت ذاهب ايها اللعين ؟"
قافزا من مكاني ، لحقت به على الفور ..
لربما هذه أطول مدة قضيتها بنفس المكان مع ازرق العينين الداعر ، لم ارد أن أسمح له بأن يختفي بهذه السهولة .
لكن و على عكس توقعاتي ، هو لم يذهب إلى أي مكان ..
بحركة من يده الوحيدة ، رأيته يستعمل قوته التي غطت الطائفة بأكملها ، لتظهر بعد ذلك المزيد من المباني المظلمة من العدم .
في تلك اللحظة ، إكتشفت أخيرا الاجابة عن سؤالي السابق حول هوية من قام ببناء هذا المكان .
محدقا به من الخلف ، وجدت نفسي أكن له عددا مرعبا من المشاعر المعقدة ، لعل ابرزها تلك الكراهية الشديدة التي جعلتني ارغب بقتله على الفور ..
لكن و بنفس الوقت ، كنت أملك عدد مرعبا من الأسئلة التي لا إجابة لها .
أسئلة كنت متأكدا من أنه يملك الإجابة لها ..
"فالتسأل إذا ما أردت السؤال ، فهذه هي فرصتك "
و كأنه قرأ افكاري ، تحدث ازرق العينين مواصلا العبث بالمكان ما جعلني اضحك دون وعي ..
"هذا غير متوقع إطلاقا ايها المهندس اللعين ، منذ متى و أنت كريم هكذا ؟"
قلت باقتضاب بينما بقي المهندس ساكتا .
هو لم يملك أي سبب ليكذب علي ، فلو أراد الهرب مني فلن أستطيع ايجاده مهما حاولت .
بعدما فتح لي الباب ..
وجدت عشرات الاسئلة تتراكم بداخل رأسي ، كلها أسئلة أردت معرفة إجابتها بأي طريقة كانت ..
لكن و من بينها جميعا ..
سألت السؤال ، الذي من أجله جئت إلى هذا المكان بالمقام الأول ..
"كيف أنقذ دانزو ؟"
سألت بحزم ، معطيا للأمر الاولوية المطلقة ..
المهمة النهائية طالبتني بإما قتله ، أو إنقاذه ..
إذا كان هنالك من طريقة ، كنت متأكدا من أن ابن العاهرة هنا هو من يعرفها .
مترقبا الإجابة ، اخذ ازرق العينين بضع ثواني ليجب سؤالي .
"لا يوجد إجابة محددة لسؤالك هذا ."
بمجرد سماع ذلك ، تلوت العروق كالديدان فوق جبهتي بعدما اعتراني الغضب مرة أخرى .
"مالذي تعنيه بحق خالق الجحيم ايها الداعر اللعين ؟! الست أنت من قال أن سؤالا كهذا يحتاج إلى قدرة سؤال النظام ؟ و أنني سأندم على استعمالها بذلك الوقت ؟!!"
صرخت دون وعي مني حانقا ..
يفترض أنه يملك الإجابة على سؤالي ، فقد قالها بنفسه بواجهة النظام بذلك اليوم .
لكن المهندس لم يبدي أي رد فعل ، بل إستدار نحوي بهدوء .
"أرى أنك تسيء فهم شيء ما ، فراي ستارلايت"
محدقا بي ببرود ، كلماته التالية كانت محيرة لي أكثر من أي شيء آخر .
"أتظن أنني أنا من إبتكر النظام الذي كنت تستعمله حتى الآن ؟"
مستمعا لكلماته تلك ، وجدت نفسي اعقد حاجبي بينما اجبت سؤاله بسؤال .
"مالذي تتحدث عنه ؟"
"فالتستيقظ من أوهامك بالفعل ، فلا توجد طريقة تتيح لي منحك قوة كتلك "
مواصلا قول ذلك الهراء المحير لي ، وجدت نفسي أحصل على المزيد من الاسئلة بدل الاجوبة التي اردت ، ما دفعني للصراخ دون وعي مني ..
"مالذي تعنيه بحق الجحيم ؟! إذا لم تكن أنت الداعر الذي فعل كل هذا إذا من ؟!!"
"تلك القوة كانت بداخلك منذ البداية ، كل ما فعلته هو جعلها على شكل واجهة نظام ليسهل عليك استخدامها .. هذا كل ما في الأمر ، ما النظام سوى قوتك الخاصة بك ، هذا كل شيء "
مع كل كلمة يقولها ، كان هنالك صداع غريب يعصف بي .
لالا .. هذا مستحيل ..
هنالك الكثير من الثغرات ..
النظام هو قوة كانت بداخلي منذ البداية ؟
إذا كيف إستطاع التدخل بها من الأساس .
"أي هراء هو هذا الذي تحاول جعلي أصدقه ؟! ألم تكن أنت من اصدرت المهام ؟ ألست أنت من اعطاني الإجابة على سؤالي عندما فزت بالفيكتورياد ؟!"
واصلت الصراخ ، بينما اجاب المهندس بهدوء مواصلا بناء الطائفة.
"لست أنا من يصدر لك المهام "
"مالذي ؟!"
"اما بالنسبة لسؤال النظام ، فكل ما في الأمر أنني كنت أعرف الإجابة بذلك الوقت لذلك جعلني النظام اخبرك بها ، على عكس سؤالك الحالي الذي لا أملك إجابة واضحة له "
كلماته كانت اشبه بمطرقة واصلت ضرب رأسي دون توقف ..
في تلك اللحظة ، بدأت اتذكر ملاحظات النظام الساخرة ، المهام الغريبة .. كل شيء .
واضعا يدي فوق وجهي بتعابير اظلمت تدريجيا ، بدأت أستوعب أمرا مهما ..
"ذاك لم يكن المهندس .."
"يبدو أنك ادركت الأمر أخيرا"
تزامنا مع كلماته تلك ، سقطت ارضا بدون وعي جالسا هناك بعدما فتحت على نفسي جبهة جديدة تماما ..
"إذا لم تكن أنت .. إذا من ؟"
سألت مؤة أخرى ، يفتح المهندس فمه متحدثا ..
"لن اجيب"
"ماذا ؟"
"لما المفاجأة ؟ أخبرتك أنني سأستمع لأسئلتك ، لكنني لم أقل أنني سأجيب جميعها "
بسماعي لذلك الهراء مرة أخرى ، و نظرا للوضع الحالي .
وجدت نفسي استدعي سيوفي غير قادر على تمالك غضبي ..
"أنت حقا ابن عاهرة ايها المقاول البناء اللعين ، المهندس الداعر لقب مناسب لك حقا !"
مفجرا الأرض من تحت قدمي ، ظهرت امامه بسرعة شديدة ، مستعدا لتفجيره بكل ما لدي من قوة ..
"فالتذهب أنت و هراءك اللعين إلى الجحيم !"
ملوحا بسيفي ، قطعت نحوه بسرعة شديدة ، سيفي كان على بعد شعرة من قطعه ..
لكن و في تلك اللحظة ..
تجمد الزمن بشكل غريب .
بينما تحرك المهندس لوحده واضعا يده التي توهجت بضوء ازرق شديد القوة فوق صدري .
"فالتنم قليلا ، لربما سيساعدك هذا على تصفية ذهنك ."
على الرغم من تجمد الزمن نفسه من حولي ، إلا أنني سمعت كلماته تلك بوضوح .
ثم بدون سابق انذار ، ارسلت قبضة المهندس موجة مدمرة من الاورا التي عصفت بجسدي ، جاعلة إياي اطير مصطدما بجدار المعبد محطما اياه لدرجة أنني اخترقته من الجانب الآخر ..
راقدا ارضا هناك بالداخل ، بمجرد ضربة واحدة ..
رماني المهندس بضربة واحدة جاعلا مفقدا اياي الوعي دافنا اياي بغياهب الظلمات ..
فرق القوى كان هائلا جدا بيننا .
...
...
...
لا أعلم كم بقيت فاقدا للوعي ، لكن عندما إستيقظت مرة أخرى وجدت أن الظلام قد حل بالخارج بالفعل .
بخطوات ثقيلة ، خرجت من المعبد متضررا نفسيا أكثر مما كنت جسديا ..
ثم بمجرد خروجي ، وجدت المقاول اللعين لا يزال هناك يقوم ببناء الطائفة ..
واقفا هناك امامه ، ادركت أن وقتي مع ازرق العينين لم ينتهي بعد ..
"يالك من مهندس مقاول ملعون "
...
...
...
هذا الفصل برعاية احلام العصر لفراي المسكين
عدد فصول التحدي: 46 من 50 .
للدعم المادي:
Paypal: mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي:
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم
بقي 4 فصول فقط على نهاية التحدي 💀