- منظور فراي ستارلايت -
بعدما خيم الليل ، وجدت نفسي أقف هناك أمام المهندس مثل الابله ..
هذا الأخير واصل بناء الطائفة موسعا إياها بشكل أكبر و اكبر ..
لقد ظننت أنني سأجده قد إختفى بمجرد إستيقاظي ، لكنه رمى بتوقعاتي هذه عرض الحائط ..
منذ تناسخي بجسد فراي ستارلايت ، كان هذا أطول قضيته مع المهندس اللعين حتى الآن..
لكن رغم ذلك ، هو لم يهتم بي كثيرا ، بل واصل بناء الطائفة فحسب بطريقة سحرية لم افهم منها شيئا .
"ما الكارثة التي تحاول بناءها بهذا المكان ؟!"
سألت دون وعي مني ..
اما المهندس الذي كان مدركا لوجودي ، فقد اجاب بهدوء .
"إنه من أجل المستقبل . "
المستقبل ..
محدقا بظهره ، أدركت أن ازرق العينين يحاول فعل شيء ما هنا بلعبه للعبة الاسئلة هذه معي ..
بالعادة كان الأمر يتطلب مني المرور بالجحيم نفسه لكي يجيب لي سؤالا واحدا بعد عناء طويل .
لكن ها هو الآن يخبرني بانه سيجيب أسئلتي من العدم .
على الرغم من أنه سيمتنع عن بعضها ، كما أنني لم أكن واثقا من مدى صحة المعلومات التي سيعطيها لي ..
بعد كل شيء ، هو يستطيع الكذب بأي لحظة من أجل خدمة مصالحه الخاصة .
رغم ذلك ، قررت رمي مشاعري جانبا بالوقت الحالي و الخروج بأكبر قدر ممكن من المعلومات..
"هل حقا تعرف المستقبل ؟ "
كان هذا سؤالا يؤرقني لبعض الوقت ، لم أستطع الهرب من تحكم المهندس حتى الآن بسبب هذه النقطة تحديدا فهو يستطيع التنبؤ بكل ما أعرفه بقدرته اللعينة تلك ..
"هذا صحيح ."
المهندس أكد الأمر..
"هل لهذا السبب أريت أجزاءً منه لأختي آدا ؟ بالإضافة إلى أشخاص آخرين ؟"
المهندس أومأ مرة أخرى .
"هذا صحيح أيضا "
"لماذا تفعل هذا ؟"
"لصنع المستقبل الذي أريده "
"و أي مستقبل هو هذا ؟ "
"لن اجيب "
إمتنع مرة أخرى ، ما جعلني اجلس ارضا بينما دخلت بحالة تفكير عميق أحاول التوصل للسؤال الانسب لأطرحه تاليا ..
ثم بعد وقت قصير ، سألت ما كان يجيب بخاطري ببساطة ..
"ماذا أكون بالنسبة لك؟ هل أنا مجرد وعاء للملك الذي تخدمه ؟ هل هذا ما تحاول فعله ؟ استعادة ملكك ذاك ؟"
بسماع ذلك السؤال ، أدار المهندس رأسه قليلا محدقا بي لثانية ، قبل أن يتجاهلني مرة أخرى .
"لن أجيب "
طريق مسدود مرة أخرى ..
شعرت ببعض الغضب يعتريني ، لكنني كنت أعلم أنني لن أستطيع جعله يبوح بأي شيء لي ما لم يرد أن يفعلها بنفسه ..
المهندس كيان خبيث لن يفعل شيئا إلا إذا عنى الأمر تحقيق مصالحه الخاصة .
ظهوره أمامي الآن و جعله اياي أسأله هذه الاسئلة هو تمهيد منه لمستقبل ما على الارجح ..
مدركا أنني لن أستطيع أن أقاوم هذه الفرصة لابعاد بعض الغموض من حولي ، كان يستغلني كعادته .
لذلك قررت إستغلاله بدوري قدر المستطاع ..
"قلت سابقا بأن إنقاذ دانزو يقبل العديد من الاجوبة ، مالذي عنيته بذلك ؟"
قررت العودة لصديقي الذي كان بين الحياة و الموت بالوقت الحالي ، كان هو سبب قدومي لهذا المكان من الأساس ..
المهندس اجاب هذه المرة .
"بذرة الشيطان الكاملة هي أشبه بغرض ملعون يندمج مع جسد المضيف ، من اجل التعامل مع شيء كهذا ستحتاج إلى مهارات تتجاوز نطاق الفهم البشري بكثير ، و هذا شيء يمكن الحصول عليه من عدة مصادر "
كنت أعلم هذا بالفعل ..
"من أجل هذه القدرات بالذات كنت أنوي مغادرة هذا الكوكب ، فالبشر غير قادرين على بلوغها ببساطة .."
محدق بظهر المهندس ، أدركت شيئا معينا بدون وعي مني ..
"أنت لن تسمح لي بالذهاب أليس كذلك ؟"
"هذا صحيح ."
اجاب بهدوء ، ما جعل تعابير وجهي تظلم تدريجيا ..
لربما لهذا السبب بالذات كان موجودا هنا ..
في تلك اللحظة ، تذكرت العائق الذي دوما ما تضعه لي نصيحة النظام المباشرة ..
لربما كان العائق هذه المرة هو المهندس بنفسه .
هذا الأخير استدار نحوي مرة أخرى .
"لا يوجد سبب يدعوك للمغادرة ، فالمعرفة التي تبتغيها موجودة بين يديك بالفعل"
كنت أعلم ما عناه بكلامه هذا بطبيعة الحال ..
مددت راحة يدي بهدوء ، ليظهر قناع مصنوع من المعدن الأسود فوقها ..
قناع النايملس الذي حدق بي بفجوات الاعين تلك التي كانت شبيهة بأعين النسر .
"أي ألاعيب تحاول لعبها الآن؟ "
لقد كنت أتجنب وضع هذا القناع ، أولا لخوفي من تلك الإرادة التي سيطرت علي ذات مرة ..
و لعجزي عن استعاب ما تواجد بداخله ثانيا ..
فلازلت أتذكر ما حدث عندما ارتديته بلوندور ، و كمية المعلومات الهائلة التي اخترقت رأسي بذلك الوقت ..
معلومات بحجم الكون نفسه ..
كنت سأموت بذلك الوقت لو لم يتدخل هو نفسه و ينزع القناع عني .
لكنه هز رأسه ببساطة .
"لن يحدث لك شيء اذا وضعته الآن فجسدك قد تأقلم معه بالفعل ، على الرغم من أن مقدار ما ستكتسبه من معلومات يعود إليك ."
"مالذي تعنيه ؟ وضح أكثر عليك اللعنة "
سألت مرة أخرى بنفاذ صبر ، غير مرتاح لأمر قناع النايملس ، المهندس واصل الإجابة هذه المرة ملبيا تطلعاتي .
"رقصة الظلال "
ذاكرا إسم قدرتي الاقوى على الأطلاق ، سلط أزرق العينين الضوء على أمر كنت نسيت السؤال عنه حتى الآن ..
أردت سؤاله عن أصل تلك القدرة الهائلة ، لكنه بدأ التكلم من تلقاء نفسه غير سامح لي بمقاطعته .
"بهذا الكون الشاسع ، هنالك العديد من القوانين الغامضة التي تقوم بتقييده ، قوانين مثل الحتمية ، السببية ، الحياة و الموت ، الفوضى .. و العديد غيرها .. لن تدرك وجود تلك القوانين إلا بعد بلوغك لمستوى معين .. لكن و على اية حال هنالك قدرات خاصة تتجاوز نطاق تلك القوانين ، و هذه هي القدرات الكاسرة لقوانين العالم "
مسترسلا بالحديث ، واصل المهندس شرح الأمر ..
"قدرات مثل رؤية المستقبل الخاصة بي ، فالمستقبل الذي أراه سيتحقق بشكل حتمي ولا ريب فيه و هذه هي الحتمية ، ثم هنالك قدرات أخرى مثل قدرة أحد أصدقائك .. الناجي الأخير "
"هذه الأخيرة ستخلق من الاسباب ما يجعل صاحبها ينجو دوما ، بوضع منعطفات حادة تغير المستقبل لضمان نجاته .. و هذه هي السببية ، القدرات من هذا العيار لا تأتي من العدم ، فهي اما تورث ، أو يتم منحها ، أو يتم صنعها ببساطة من طرف صاحبها ."
مستمعا لكل ذلك ، وجدت مداركي تتوسع بشكل تلقائي ..
لقد كنت أعرف عن وجود القوانين بطبيعة الحال ، على الرغم من أن معرفتي مبهمة بذلك العالم من القوة الذي يفوق استعابي ..
أما عن قدرة داون الممنوحة له ، فكنت أعلم عنها هي الأخرى بما أنني كتبت عنها ذات يوم ..
فهي ممنوحة له من قِبل ..
في تلك اللحظة ، و عندما أوشكت على ذكر إسمه ..
ضربت موجة حادة من الصداع الشديد عقلي، جاعلةً إياي أمسك برأسي بشدة .. بينما توسعت أعيني من الصدمة تدريجيا ..
'من الشخص الذي أعطى تلك القدرة لداون ؟’
تساءلت غير قادر على تذكر ذلك الشخص مهما حاولت..
أقسم أنني كنت أعلم هويته ..
لقد كنت أعرف قبل ثواني معدودة ، لكنني الآن أجد نفسي غير قادر على تذكره مهما حاولت بينما إشتد الصداع كلما إستمريت بالمحاولة ..
"مالذي يجري بحق الجحيم ؟!!"
صرخت دون وعي مني بعدما اشتد الصداع ... أحسست و كأنني على بعد شعرة من رؤية وجه ذلك الكيان ايا كان ، لكن بمجرد اقترابي من معرفة هويته ..
تأتي هالة غريبة من الضباب لتقوم بتغطيته مخفية ملامحه ، بينما يبتسم لي بشكل غامض ..
"تخلى عن الأمر ، فهذه أحد قدرات ذلك الشيء .. عندما تنساه ستتذكره ، و عندما تحاول تذكره ستنساه .. ياله من كيان قذر كعادته "
تحدث المهندس عن شخص ما ، و كانت الرهبة بادية عليه ..
هو لم يكن آغاروث ..
فأنا على دراية بكل قدرات ملك الشياطين الكاسرة لقوانين العالم ..
فرغم أنه أكثر من يملك تلك القدرات ، إلا أن هذه لم تكن إحداها ..
و هذا ما دفعني للسؤال ..
"من هو هذا الكيان ؟"
من اعطى قدرة الناجي الأخير لداون ؟!
ثم بتلك اللحظة ، اضاءت أعين المهندس بينما فتح فمه مرة أخرى .
"لن أجيب"
بسماع ذلك ، أدركت أن تلك الهالة الضبابية حول وجه ذلك الشخص ستستمر بالتواجد لوقت أطول بكثير ..
مدركا لجهلي ، واصل المهندس شرحه الاولي متجاهلا نقطة داون تماما ..
فلم يكن هنالك من معنى لمحاولة الخوض بالأمر لأنني لم أكن سأعلم هوية ذلك الشخص مهما حاولت ، فهذا هو قانون العدم ..
"من بين القدرات الهائلة ، هناك تلك التي اتبعت قانون الفوضى ، و هي القدرات المختصة بالتدمير و القتال القريب بشكل خاص .. مثل رقصة الظلال الخاصة بك ، أو المتلاعب المطلق الخاص بوالدك "
"والدي ؟"
متجاهلا كل ما قاله ، وجدت نفسي أسلط الضوء على آخر ما سمعت بشكل خاص بعدما تم ذكر اسم والدي من العدم ..
"هل إمتلك هو الآخر قدرة كهذه ؟!"
سألت، بينما أومأ المهندس .
"آبراهام ستارلايت كان مميزا بطريقته الخاصة ، متجاوزا توقعاتي بكثير بكل مرة .. مستعملا النظام الذي كان مسخرا له ، بالإضافة إلى قوته الخاصة .. تمكن من فتح مسار جديد من القوة التي كانت ملكا له وحده "
"مبتكرا قدرة المتلاعب المطلق ، القدرة التي دمرت كل مسارات الاورا و نواته محولا جسده بأكمله إلى بحر اورا تسبح بداخله بشكل فوضوي ، لقد جسد قانون الفوضى بشكل كامل جاعلا جسده يتجاوز حدوده سواءا من السرعة أو القوة ، بتلاعب اورا لم اشهد له مثيلا حتى بسنين حياتي الطويلة ."
المهندس كان يتحدث كثيرا ..
في الحقيقة .
كثيرا جدا لدرجة أنني شعرت و كأن الأمر غير واقعي على الإطلاق ، لكنني وجدت نفسي مندمجا معه ..
"والدي إبتكر شيئا كهذا .."
"أبراهام كان مقدرا له أن يكون عظيما ، فلا وجود لبشري كان يملك ما إمتلك من مقومات ، إنه ذروة هذا الجنس القذر بكل تأكيد ، قدرته ضاعت معه بعد موته فما فعله لا يمكن محاكاته مطلقا .. لكن قدره كان مظلما "
في تلك اللحظة ، تذكرت شيئا معينا ..
"ويسكر .."
شيطان الرتبة الاعلى الرابعة ..
لازلت اتذكر كيف كان المهندس مذعورا ذلك الوقت ، عندما ظهر ذلك الشيطان ..
"لكن هذا غير منطقي ، ألم تقل أن المستقبل الذي تراه حتمي ولا ريب فيه ؟ مالذي حدث ذلك اليوم اذا ؟!"
المهندس هز رأسه ببساطة ..
"هذا ما يحدث عندما تتصادم إثنان من القدرات الكاسرة لقوانين العالم "
في تلك اللحظة ، شعرت بموجة من الادراك تضرب عقلي من العدم..
مستوعبا أخيرا لشيء مهم جدا ..
"عين الملك .."
كانت تلك قدرة ويسكر التي منحها له اغاروث ..
قدرة ترى المصير و لا تختلف عما إمتلكه المهندس ، بل لربما تتجاوزه حتى .. كلاهما كانا يندرجان تحت مفهوم الحتمية ..
"ارى أنك فهمت الأمر "
قال أزرق العينين ..
"عندما تتصادم قدرتان كاسرتان لقوانين العالم ، تظهر تلك الحالات الشادة ، و يصبح المستقبل الذي نراه غير مضمون ، و هذه هي الطريقة الأولى للتعامل مع هذا النوع من القدرات "
مستمعا له ، وجدت دقات قلبي تتسارع دون توقف ..
لم أستطع تصديق أن المهندس قد منحني اياها ..
الطريقة للهروب من ذلك المصير .
هو يعطيني اياها الآن بنفسه ، ما جعلني محتارا تماما ..
لكنه واصل الكلام على أية حال ..
"الطريقة الأولى لمحاربة قدرة كاسرة لحدود العالم ، هي بقدرة أخرى مشابهة لها ، و هذا ما حدث بيني و بين شيطان الرتبة الرابعة ذاك ."
"أما الطريقة الثانية ، فهي أن تكون كيانا كاسرا لقوانين العالم بحد ذاتك ، بالغا من القوة ما يجعل تلك القوانين بدون فائدة امامك .. هذه الحالة نادرة جدا فقليلون هم من بلغوا من العظمة ما يجعلهم فوق تلك القوانين .."
محدقا بالسماء ، تحدث المهندس بكآبة ..
"لعل ابرز مثال لهذه الفئة ، هو ملك الشياطين البغيض نفسه .. "
معيدا إنتباهه لي .. قال المهندس كلماته التالية ..
"لهذا السبب لا أستطيع السماح لك بمغادرة هذا المكان نحو المجهول ، فأنت ضعيف جدا ، و المكان هناك بالاعلى يعج بحاملي هذا النوع من القدرات ."
سار المهندس بعيدا بمجرد قوله لذلك بينما لحقت به على الفور ..
"أنت فقط لا تريدني أن اذهب و أموت هناك أليس كذلك ايها المقاول اللعين ؟"
"هذا صحيح ، أستطيع التعامل مع الأمور هنا أو بلوندور ، لكن بقية العالم قصة أخرى "
محدقا بيده الوحيدة ، تلك اليد التي أكلتها التشققات و نال منها الوهن ..
أعين المهندس الزرقاء كانت قديمة جدا ، ما جعل الكثير من التساؤلات تُطرح داخل عقلي ، حول المهمة التي عاش من اجلها حتى الآن ..
إذا كان الماضي الذي رأيته بقناع النايملس صحيحا ، فالمهندس هو أحد الأشخاص الذين أنقذهم النايملس ذات مرة ، لكنه كان قويا جدا ما جعله يده اليمنى .
ثم بعد موت نايملس ، عاش ازرق العينين محاولا تحقيق شيء ما .
تجول لآلاف السنين بدون تعب أو ملل ، بوعاء تحطم ببطء مع الوقت ، مستمرا بأداء أيا كان ما عاش من أجله ..
لأول مرة منذ بداية علاقتي الشائكة معه ، وجدت نفسي أشعر بشيء غير الكراهية والبغض تجاه ازرق العينين ..
الفضول ..
فضول حول تلك الإرادة الحديدية التي جعلته يواصل فعل هذا حتى الآن .
لكنني كنت أعلم أن ازرق العينين لن يتحدث عن نفسه ، ما جعلني اتساءل عن شيء مختلف تماما ..
"بكلامك السابق ، عنيت أنني سأموت لو ذهبت إلى الأعلى اليس كذلك ؟ لكنني أجد هذا غير منطقي .."
بعد كل شيء ، كان هنالك كيان يستطيع بلوغي اينما كنت ..
"آغاروث سبق و بلغني مرتين حتى الآن ، لو أرادني ميتا فلا يهم ما إذا كنت فوق الأرض أو تحتها فسأموت بدون أدنى شك .. إذا ما المعنى من إبقائي هنا ؟!"
لقد قالها بنفسه .
آغاروث هو كيان كاسر لحدود العالم بنفسه ، إذا كل تلك القوانين اللعينة لا تعني شيئا امامه ، فعين الملك التي وترت المهندس لم تكن سوى واحدة من عشرات القدرات التي بحوزة ملك الشياطين ..
إذا ما المعنى من كل هذا ؟
في تلك اللحظة ، ذكر المهندس المعلومة التي جلبت الصداع لي أكثر من أي شيء آخر ..
"مالذي تتحدث عنه ؟" هو قال .
"ماذا ؟-"
"أغاروث لن يقتلك ، فهو يحتاجك حيا بقدر ما أفعل .. و لربما أكثر حتى "
"بقاءك على قيد الحياة أمر ضروري لملك الشياطين ، فكما قلت أنت ، لو أرادك ميتا لكنت قد مت بالفعل ، الم تتساءل حول الأمر حتى الآن ؟"
لقد كان محقا ..
إنه آغاروث اللعين من نتحدث عنه هنا ..
قوة جبارة تجلب الصداع لي باستمرار ، كنت ساذجا لظني أن المهندس فعل شيئا ما لمنعه ..
فأزرق العينين لن يستطيع الاقتراب منه حتى ناهيك عن التعامل معه ..
لكن ..
"لماذا ؟ ما حاجته لي ؟ ماذا أكون لكم اللعنة عليكم ؟!"
لماذا قد يظهر ملك الشياطين العظيم كل هذا الاهتمام بي ؟!
المهندس عاد لغموضه في تلك اللحظة ، جاعلا إياي ابقى بالظلام لوقت أطول .
"لن أجيب "
قال ببساطة بينما واصل السير بعيدا متجاهلا الموضوع و عائدا إلى النقطة الاولى التي بدأ منها كل شيء .
"قدرة رقصة الظلال هي أحد تلك القدرات التي تحدثنا عنها ، هي تتيح لك التكيف مع كل الظواهر و القدرات الأخرى بكل انواعها ، لقد جعلت عقلك قادرا على تحمل القناع الآن ، لذلك امضي قدما و حاول إنقاذ صديقك.."
"لكن تذكر ، المستقبل مظلم يا فراي ستارلايت ، تأكد من أن إعطائي لك هذا القدر لم يأتي من فراغ .. هذا هو تحذيري لك ."
على عكس الناس العشوائيين الذين كان يذهب لهم دوما ..
هو جاءني أنا هذه المرة .
لقد أعطاني للتو الطريقة للهرب من مصيري هذا ، لكنني لم أستطع تأكيد ما اراده مني .
فهو على الارجح سيواصل التلاعب بي كما كان يفعل حتى الآن ..
شعور العجز أمام كل تلك القوى لا يزال هو نفسه ..
كل تلك الكيانات الجبارة تظهر رغبة مبهمة غير مفهومة بي .
و لم يكن لي من خيار سوى المشي مع تيار القدر ذاك
.
لكن على الأقل ، أصبحت اعرف كيف أكسره الآن ..
عازما على إيجاد جواب لكل تلك المجاهيل ..
شعرت بالرغبة للقتال مرة أخرى ، واضعا قناع النايملس فوق وجهي ..
قررت القتال ضد تيار القدر هذا مرة أخرى ، و البداية كانت بإنقاذ دانزو الذي أصبحت حياته معلقة بين يدي .
.
بتلك اللحظة ، و بطائفة الظلال التي أصبحت أكبر بكثير و كأنها عاصمة دولة عملاقة ..
واصلت المضي قدما ، ضد أيا كان ما أخفاه لي المستقبل ..
...
...
...
عدد فصول التحدي: 47 من 50 .
بقي 3 فصول ..
للدعم المادي:
Paypal: mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي:
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم..
يمكنكم تمديد التحدي لو اردتم ، تعرفون الطريقة بالفعل ؛)
اراكم الفصل القادم.