-منظور فراي ستارلايت -
لا يمكنني وصف تلك اللحظات المعدودة التي سبقت إرتدائي للقناع مرة أخرى ..
لقد كانت تلك أحد اللحظات القليلة التي إختلطت فيها المشاعر و تراكمت فوق بعضها البعض ..
خوف من إرادة قديمة نائمة بداخل ذلك الشيء المعدني ، و قلق تنامى ببطء داخل قلبي ..
ثم شوق و أمل دفعاني للاسراع بما أنني اعلم الآن أن الحل لإنقاذ دانزو يقبع بداخله ..
ثم بتلك اللحظة ، و تحت أنظار المهندس الذي لم يستطع منع نفسه من مراقبة هذه الخطوة ، التي عولت على القيام بها ..
قمت بوضع قناع النايملس مرة أخرى أخيرا ..
محدقا بالعالم من فجوات ذلك القناع البارد ..
في البداية لم يتغير أي شيء ، لكن سرعانما تغير منظوري للعالم ..
"ما هذا ؟!"
سألت دون وعي ، متراجعا بضع خطوات للخلف الى أن لمس ظهري الحائط ..
لقد كان شعورا لا يوصف ، عندما عادت كل تلك المعلومات للظهور داخل عقلي الواحدة تلوا الأخرى ..
و كأن احدهم أمسك بإبرة عملاقة حاقنا إياها داخل مؤخرتي ، ليصب فيضانات من المعرفة داخل جسدي .
لقد كان الأمر كما قال المهندس اللعين تماما ..
بفضل رقصة الظلال ، بات عقلي قادرا الآن على تحمل القناع .
كنت أعلم أن رقصة الظلال تجعلني أتأقلم مع خصومي بحيث أنها ساعدتني بالعديد من المعارك حتى الآن ، لكنني إعتقدت بصدق أن الأمر محصور بالفنون القتالية وحدها لا أكثر و لا أقل ..
من ظن أن المدى الفعلي لقوة هذه القدرة يتخطى ساحة المعركة نفسها ، و يمتد متجاوزا اياها إلى درجة التأقلم مع كل الظواهر التي قد أواجهها بحياتي ..
"يالها من قدرة مرعبة "
قلت دون وعي ..
المهندس قال أن رقصة الظلال تنتمي لمسار قانون الفوضى ، و هي قدرة هائلة حتى بالنسبة لأولئك من تواجدوا بالاعلى .
الا يعني هذا أنها كانت الحل إذا ما أردت الهروب من مصيري المحدد سلفا ، و كسر عجلة القدر هذه التي جرفتني بتياراتها ؟
بعد كل شيء ، لا يمكن كسر المستقبل الذي يراه المهندس أو آغاروث إلا بواسطة شيء كهذا مشابه للقوة التي يملكونها ..
مدركا لكل ذلك ، زادت قيمة رقصة الظلال داخل قلبي اضعافا مضاعفة ، مستوعبا قيمتها الحقيقية أخيرا ..
أردت حقا أن ارى ما ستستطيع هذه القدرة تحقيقه عندما تبلغ المستوى السابع .
لم أستطع تخيل الأمر ، لكنني علمت بأنه سيكون شيئا هائلا بكل تأكيد .
ثم في تلك اللحظات المعدودة من التفكير المنفصل عن الواقع ، شعرت بتشبع غريب .
و كأن القناع قد انتهى من نقل المعلومات إلى داخل عقلي أخيرا ..
ثم و بشكل سحري ، تم جرف وعيي بعيدا ، لانفصل تماما عن العالم الواقعي ..
راميا إياي داخل بحر من الظلمات ..
تغير المشهد باستمرار ، إلى أن وجدت نفسي أقف داخل مكان آخر تماما مختلفا عن ذاك الذي كنت فيه قبل قليل ..
حينها شعرت بالوهن ينال مني ، ما جعلني اسقط على ركبتي أمام مشهد كذاك الذي رأته عيني ، ثم بعد لحظات معدودة ..
تملكني اليأس أخيرا ..
...
...
....
بمجرد وضعه للقناع ، فراي تجمد مكانه غير قادر على الحراك ..
و كأنه أصبح صنما بدون روح داخل جسده ..
مرتديا درعه الاسود بالإضافة لقناع النايملس ، و بشعره الأبيض ذاك .
المهندس وجد نفسه يحدق به لبعض الوقت الآن ، مظهرا بعض الضوء باعينه الزرقاء تلك ..
لطالما اخفى المهندس وجهه ، مكتفيا باظهار أعينه الباردة فحسب .
و نادرا ما اظهرت تلك الاعين أية مشاعر أيا كان الوضع الذي عايشه طوال سنين حياته الطويلة .
لكن هذه كانت احدى المواقف القليلة ، التي حركت قبل ذلك الرجل الذي أثقله الزمن .
عندما كان ينظر إليه ، شعر و كأنه يرى تتويجا لجهود و كفاح مرير أرشى جسده ، و جعله يترامى بكل مكان آخذا نصيبها العادل من المعاناة و اليأس اللذان لم يكن فراي يستطيع تصورهما مطلقا ، فمالذي تساويه سنين الكفاح تلك التي عاشها فراي أمام ما عاشه أزرق العينين حتى الآن ؟
مالقيمة التي حملتها بضع سنين عاشها بشري ، أمام نضال إستمر لآلاف السنين ؟
ذلك لم يكن عادلا لازرق العينين ، و لربما لن يوجد من هو مجنون بنفس قدره ليواصل المضي بخطة مجنونة كتلك التي رسمها ذات يوم ..
لكن و لسخرية القدر ..
فقط برؤية فراي مرتديا ذلك القناع ، شعر المهندس بالرضا ، و كأن ما فعله حتى الآن لم يضع هباءا منثورا ..
بعد كل شيء ، فراي لم يكن يعلم كم كان يبدو شبيها به الآن ..
ذلك الملك عديم الاسم الذي عاش بالازمان الغابرة ، مسطرا إسمه بين الأساطير ..
ثم بعد التحديق به لوقت أطول قليلا ، أدرك المهندس أنه إنجرف مع مشاعره أكثر من اللازم ما جعله ينسحب عائدا إلى ذلك الوجه البارد المعتاد ، بينما ظهر شخص آخر بجانبه ..
تمثال مظلم شديد الطول بوجه غاضب .
"راقبه في حال حدوث شيء ما "
قال ازرق العينين باختصار ، بينما أومأ آنغري ببساطة حاملا منجله المزدوج العظيم .
ثم بأقل من ثانية ، اختفى المهندس عائدا إلى ما كان يقوم به منذ البداية ، مستمرا ببناء الطائفة التي اصبحت ضخمة الأن بشكل مرعب جعلها بنفس حجم عاصمة الامبراطورية بلغراد ، بل كانت على وشك تجاوزها حتى ..
لا أحد يعلم ما كان المهندس على وشك بنائه بذلك المكان ، لكنه كان مظلما بكل تأكيد ..
...
...
...
بالعودة إلى فراي ستارلايت ..
وجد هذا الأخير نفسه يخوض غمار يأس جديد هذه المرة ..
"ما هذا بحق خالق الجحيم ؟!!"
لقد إنتهى قناع النايملس من نقل كل المعلومات المتواجدة بداخله إلى عقل فراي بالفعل ..
لكن إستعاب فراي لها كان امرا مستحيلا عليه ببساطة ، لذلك صور القناع تلك المعلومات له بطريقة تمكنه من بلوغها متى ما أراد .
و هذا ما قاد فراي لوضعه الحالي .
واقفا هناك داخل عالم وهمي ، وجد نفسه داخل مكتبة عملاقة هائلة ، إخترقت رفوفها السماء أعلاه ..
عندما كان فراي يهدر إلى السماء ، لم يكن يرى شيئا سوى الكتب التي احاطت به من كل مكان حاجبةً اياه سماءه ..
ثم عندما تقدم بضع خطوات ، محدقا نحو الاسفل ..
وجد نفسه ينظر نحو هاوية لا يعلم أين هو قاعها من نفس الكتب ..
كان الأمر مثل التشابه داخل ناطحة سحاب عملاقة بطوابق علوية و أخرى تحت الأرض ..
لكن الفرق هنا هو أن الطوابق كانت لا نهائية سواءا فوق أو تحت الأرض ..
هذا ما يعنيه الحصول على معرفة بحجم الكون نفسه ..
"أيفترض بي إيجاد الحل وسط هذا الكم الملعون من الكتب اللامتناهية ؟!!"
كلما كان ينظر إلى تلك المكتبة الغريبة ...
زاد اليأس داخل قلبه ، بينما اعتراه الغضب مما رآه .
لم يكن يملك أي دليل أي يجب عليه البحث بالضبط إذا ما أراد ايجاد الحل لانقاذ دانزو ..
لربما كانت المعلومة التي إحتاجها تقبع بداخل أحد تلك الكتب ..
و لكن اي واحد منها هو الصحيح ؟
هل هو قريب ؟
بعيد ؟
في الأعلى ؟
في الاسفل ؟
مهما حدق بها ، زاد إدراكه بكم كان ما يحاول القيام به امرا شبه مستحيل ..
"هذا يعتمد على الحظ بشكل كلي .."
من بين ملايين الكتب ، قد يجد الكتاب الموعود اول الرفوف ، بنفس الوقت ..
قد يجده بآخرها ..
بين هذا و ذاك ، هو لم يملك بين يديه سوى 20 يوما بالكاد الأن ..
و هي لم تكن مدة تكفي لتغطية عشر ما تواجد داخل تلك المكتبة حتى ..
فرصه كانت ضئيلة جدا ، و هذا ما زاده يأسا مع كل ثانية تمر عليه داخل تلك المكتبة .
فراي لم يبقى مكتوف اليدين ، بل هرع على الفور ممسكا بالكتاب الواحد تلوا الآخر ، قارئا محتوياتها باسرع وقت ممكن ..
لم يكن هنالك أي عناوين على اغلفة تلك الكتب المظلمة ، كما أن المعلومات لن تبدأ بالظهور بداخلها إلا بعد فتحه لها و تصفحه لصفحاتها الواحدة تلوا الأخرى .
و هذا ما جعله مضطرا للمرور من بينها جميعا ما إذا أراد إيجاد ظالته ..
لكن و بكل مرة يفتح بها تلك الكتب ، كانت تسرد عليه معلومات تعلقت جميعها بموضوع واحد لا أكثر ..
ثم بعد ساعات طويلة من البحث المستمر ، توقف فراي عن البحث بينما صرخ بغضب ..
"ما قصة التلاعب بالفضاء و النقل الآني اللعينين ؟!!"
حتى بعد إمضائه لكل ذلك الوقت ..
كان هذا هو الموضوع نفسه الذي واصل الظهور امامه بكل مرة ..
حاول فراي تغيير الطوابق من أجل تجنب ذلك ، لكنه كان يجد نفسه الشيء اينما ذهب .
بالطابق الأول..
بالطابق العاشر ..
بالطابق الخمسين ..
إستمرت المعلومات حول النقل الآني بالظهور امامه اينما حل و إرتحل بشكل سحري ، و كأن أحدهم يتعمد العبث معه .
القدرة على الانتقال آنيا هي شيء هائل بالفعل ، لكن بالنسبة لفراي الذي جاء من أجل إيجاد طريقة لانقاذ صديقه ..
كان الأمر برمته مضيعة وقت لا أكثر ..
مجبرا على تعلم و حفظ كل تلك المعلومات ..
تذكر فراي تلك الذكريات التي رآها عن نايملس ذات يوم بلوندور ..
بذلك الوقت ، هو رأى بوضوح كيف كان النقل الآني و التلاعب بالفضاء هما أول ما حاول نايملس تعلمه بحياته .
و كل ذلك من أجل مغادرة كوكبه عندما حل غزو الشياطين عليهم ..
قدرة النقل الآني تلك كانت تنتمي لقانون الفضاء الغامض ، نايملس كان قادرا على ابتكار قدرة قوية بهذا المجال المعقد بنفسه ..
فراي مرتديا لقناع ذلك الرجل الغامض ، وجد نفسه يتساءل بينما واصل تصفح تلك الكتب ..
"هل سأكون مجبرا على تلقي ما عاشه ذلك الرجل طوال حياته بالترتيب ؟!"
إذا ما صح ذلك ، فتلك كانت كارثة حقيقية لفراي ..
على هذا الحال ، مرت الساعات الواحدة تلوا الأخرى ..
لم يستطع فراي تذكر متى كانت المرة الأخيرة التب قرأ فيها ذلك الكم من المعلومات دفعة واحدة ، إلى أن أحس و كأن رأسه على وشك الانفجار ..
على الرغم من أنه حَفِظَ تلقائيا أيا كانت المعلومة التي تسقط أمام ناظريه ، إلا أنه لم يستطع سوى تغطية قطرة صغيرة ببحر المعلومات تلك ..
ما أراده فراي كان يبتعد عن متناوله شيئا فشيئا ..
مدركا مدى سذاجته ، إصطدم بالواقع المرير مرة أخرى ..
بعد كل شيء ، كيف يمكنه محاكاة معرفة ذلك الرجل بهذه السهولة ؟
ذلك كان امرا مستحيلا ببساطة ، حتى و لو أفنى حياته بأكملها يتصفح تلك الكتب .
فهي معرفة إستغرق الأمر من صاحبها زمنا طويلا جدا ليجمعها ..
نايملس كان خالدا لا يموت بالعمر ما جعل الوقت المسخر له بين يديه لا نهائيا ، على عكس فراي البشري الذي لم يملك بين يديه سوى 20 يوما بالكاد ليصل بالميعاد ..
هو لم يحتج سوى لمعلومة واحدة فقط كفيلة بجعله ينقذ صديقه ، لكن تلك المعلومة قد ضاعت داخل بحر الكتب تلك ..
و كأنه يبحث عن ابرة داخل كومة قش ..
استمر فراي بالتخبط دون معنى هناك ، متعلما عن النقل الآني الذي لم يكن مهتما به و لو قليلا ..
...
...
...
عندما تحرك فراي داخل العالم الواقعي مرة أخرى ، كانت السماء قد تخلت عن ظلامها و سوادها ، مستبدلة اياه بشمس النهار التي اطلت من بعيد ..
لكنها كانت شمس اليوم الثالث بالفعل ..
عندما فتح فراي أعينه مرة أخرى ، منتزعا القناع من على وجهه ..
ظهرت هالات سوداء مخيفة تحت عينيه ، بالإضافة إلى تعب شديد عصف بجسده ، و كأنه قاتل لايام عديدة دون توقف ..
عندما استعاد إحساسه بالواقع ..
كانت مباني الطائفة المظلمة ، و آنغري بالإضافة إلى المهندس أول ما لمحته عيناه .
و هذا ما جعل الغضب يزداد تلقائيا داخل قلبه ..
"أرى أنك إكتشفت الحقيقة" قال المهندس ببرود ..
"كنت تعلم إذا "
وقف فراي بصعوبة مقاوما الانهاك العقلي الذي تعرض له بينما اقترب من المهندس ..
"كيف يفترض بي إيجاد الإجابة التي ارغب بها وسط كل تلك القذارة ؟!"
اسوء ما في الأمر هو أنه اضطر لخوض غمار تلك المعرفة بالترتيب الذي أرادته له تلك المكتبة ، لا ما أراده هو ..
المهندس هز رأسه ببساطة ، مسلطا الضوء على جهل فراي ..
"لقد أخبرتك أن المعرفة التب تبتغي الحصول عليها موجودة هناك بالفعل ، لكن مسألة إيجادها تعود اليك بالكامل "
بسماعه لذلك ، أدرك فراي أن المهندس كان يعلم بأن هذا ما سيحدث بالفعل ..
"كان عليك قول أن هذا سيحدث منذ البداية عليك اللعنة ، كيف يفترض بي إيجاد ما أبتغيه عندما لا أحصل على أي شيء من ذلك المكان سوى معلومات عن النقل الآني ؟!"
كان الأمر عبثيا بالكامل ، على الرغم من إمضاءه عدة أيام هناك ..
إلا أن النقل الآني كان الشيء الوحيد الذي خرج به من ذلك المكان ..
"سيكون عليك التعلم كيف تصل إلى ما تريده بنفسك ، ذلك العالم الخيالي الذي رأيته سابقا لم يكن سوى شيء صنعه عقلك لك ليسهل عليك عملية البحث ، نجاحك من عدمه يعود إليك بالكامل "
كان فراي مدركا بالفعل لما قاله المهندس ..
المكتبة لم تكن سوى فضاء خيالي بداخل عقله ، اشبه بملفات حفظ تخزن المعلومات التي لم يستوعبها بعد .
لكن و حتى بمعرفته لكل ذلك ، لم يستطع ايجاد الإجابة ..
منزعجا من الامر برمته ، وقف فراي مرة أخرى ..
"كيف كان يفعلها ابن العاهرة اللعين ذاك مجددا ؟"
قال بكآبة ، قبل أن يجتاح ضوء بنفسجي جسده ، مغلفا اياه بهالة نجمية غريبة ..
ثم بلمح البصر ..
إختفى فراي تماما تحت انظار المهندس الذي توسعت أعينه من الصدمة ، غير قادر على إستعاب ما رآه ..
وجود فراي إختفى بالكامل من أمامه ..
ثم بنفس الوقت ..
شعر به موجودا خلفه ، ما دفعه للالتفاف على الفور رفقة آنغري الذي فعل المثل .
تزامنا مع ذلك ، حدث انفجار مدوي خلفهما عندما اصطدم فراي بجدار أحد المباني المظلمة ..
جالسا وشك كومة من الحطام و الغبار ، نهض فراي بصعوبة ممسكا برأسه ..
"اللعنة .. أخطأت بتحديد المكان الذي يجب أن أنتقل إليه .."
على الرغم من أنه بدا غاضبا مما حدث قبل قليل .
إلا أن ذلك لم يزل الصدمة من على وجه ازرق العينين ..
"لا شك بذلك .."
هو قال بدون وعي ..
رغم أنها كانت اضعف بكثير ، لدرجة أنه لا يجوز المقارنة من الأساس..
إلا أن ذلك كان تلاعب النايملس بالفضاء ..
' ببضعة أيام فقط ، إستطاع وضع يده على قدرة كتلك بالفعل ..'
كان سريعا جدا بشكل جنوني ، ما تجاوز توقعات المهندس بكثير ..
لكن فراي لم يأبه بأي من ذلك ..
بعد تجربته للأمر ، سرعانما فقد الاهتمام معيدا وضع القناع ..
"لا أملك الكثير من الوقت .."
كل ثانية تمر ، كانت مهمة جدا و لا يمكن تعويضها لفراي الذي امتلك هدفا حاول بلوغه مهما كلف الثمن ..
متجاهلا الانهاك الذي نال ، عاود دخول ذلك العالم الخيالي مرة أخرى..
ليجد نفسه داخل المكتبة الغامضة ..
لقد قرأ العديد من الكتب بالفعل ، ولا يزال هناك المزيد و المزيد بالانتظار ..
مدركا لكل ذلك ، واصل فراي التجول ذهابا و ايابا محاولا وضع يديه على معرفة قديمة اختفت منذ وقت طويل ..
بذلك الوقت ..
لم يدرك فراي أن كل ما فعله قد كان مرئيا لتلك الاعين .
أعين شاهدته من أحد الطوابق العليا التي تواجدت بداخل المكتبة ..
كل حركة ، كل خطوة خطاها فراي قد كانت مرئية له ..
من خلف فجوات قناعه ذاك ، هو راقبه فقط بصمت ، بينما عجز فراي عن ادراك وجوده من الأساس ..
رغم أن كلاهما رأى العالم من نفس فجوات القناع المظلم ذاك ..
إلا أن رؤيتهما قد كانت مختلفة بشدة عن بعضهما البعض ..
المستقبل كان يحمل العديد من علامات الاستفهام لفراي الذي واصل التخبط هناك بالاسفل ، محاولا الركض بنفق مظلم اضاءه خيط ضوء رفيع من الأمل ..
محاولا بلوغ الجانب الآخر كما فعل دوما .
...
...
...
عدد فصول التحدي: 48 من 50 .
للدعم المادي:
Paypal: mohamedmazino134@gmail.com
للدعم المعنوي:
التعليق و دخول الديسكورد الموجود بخانة الدعم..
بقي فصلان فقط و ينتهي تحدي ال 50 يوما ..
من توقع أن الوقت سيمر بهذه السرعة .. أظننا قدمنا عملا جيدا بفصول تجاوزت كلها ال 2500 كلمة ، كانت اياما صعبة ، لكن مرضية ..
اقتربت النهاية .
اراكم الفصل القادم.