تحدي رمضان ، يبدأ رسميا . و بهذا ندخل المجلد الثالث .

تحدي رمضان لا يملك قوانين ، قانونه الوحيد هو أنني مضطر للتنزيل قبل نهاية اليوم ، و نهاية اليوم لن تكون على ساعة 12 ، هذا رمضان .

لذلك آخر اجل للتنزيل هو وقت الفجر بتوقيت بلدي الجزائر، و هذا هو فصل اليوم الذي نفتتح به التحدي .

لدينا حتى الآن 33 فصلا ، 30 للتحدي ، و 3 اضافية بعدما دعم احد القراء ب 9 دولار غطت تلك الفصول ال 3 .

لذلك ها نحن ذا نبدأ المعاناة ، بنفس الوقت أنا اترجم على ويب نوفل .. إذا اردت دعمي ، فيمكنك فعلها عن طريق إضافة الرواية للمفضلة هناك ، و دعمها .. تلك قد تكون الفرصة الحقيقية لنجاح الرواية ، لذلك لا تبخلوا علينا من فضلكم .

اترككم مع الفصل .

مر العالم بمتغيرات عدة ، و أصغر الأشياء قد كان مقدرا لها أن تعكس أكبر الظلال ، التي إمتد سوادها ليشكل مستقبلا مظلما كان يلوح بالافق .

لقد مات دانزو .

بل قُتل ، بطريقة وحشية بينما تركت جثته لتتجمد وسط الثلوج .

من جهة ، يمكنك رؤية فراي ستارلايت الذي سحبه صديقه غوست بعيدا ..

منهارا ، لم يستطع تمالك نفسه بعدما قتله بنفسه ، بينما أصبح مجبرا الآن على العيش و تحمل عواقب ما إقترفته يداه .

يالها من روح مسكينة تلك ، روح فراي الذي لم يملك الحرية ليموت حتى .. لكنه أُجبر على قتل المقربين منه بيديه .

كان ثقل ذلك كبيرا عليه .

لكن دموع فراي لم تكن الوحيدة التي ذُرفت .

فمن جهة أخرى ، يمكنك أن ترى لما وصلت نقابة التنين الفضي إلى نفس المكان بعد ساعة واحدة فقط .

معانقا جثة ابنه الوحيد ، تحت أنظار جميع اعضاء نقابته .

بكى و إنتحب آدم سماشر و هو يشعر بتلك البرودة المنبعثة من جسد ابنه الذي هربت منه الحياة .

كان مشوها ، بيد شيطانية مرعبة انبثقت من داخل جسده مدمرة نصف وجهه .

بثقب داخل صدره ، كان ميتا .

مثل حيوان مفترس جريح ، إنتحب آدم سماشر مطلقا عويلا حزينا جعل كافة المحيطين به يلفون وجوههم تلقائيا بألم .

ذلك الرجل العضلي للتو ، قد خسر كل شيء ..

ماتت زوجته ، مات صديقه الاقرب .. إسحاق كلود .

و الأن ، مات ابنه الوحيد الذي أحبه أكثر من أي شيء آخر .

بين حزن عميق نهش قلبه ، و غضب عارم جعل الدم بداخله يغلي ..

لم يستطع آدم فعل شيء سوى الصراخ بدون توقف إلى أن ذهب صوته ، بينما توهجت اعينه بضوء أحمر ، متوعدا بصيد أيا كان المسؤول عما حدث لابنه ..

العين بالعين ، و الدم بالدم .

بنهاية المطاف ، كان هنالك شخص وجب عليه أن يدفع الثمن .

بهذه الطريقة ، أُسدل الستار على تلك الليلة الدموية ، بينما بدأ يوم آخر داخل الإمبراطورية التي عصفت بها الأحداث .

خبر وفاة دانزو قد انتشر بسرعة ، و قد تمت اقامة جنازة كاملة من اجله .

جنازة حضرها العديد من الأشخاص ذوي المناصب العليا ، و حتى اصدقاء دانزو انفسهم ، بما في ذلك سنو ليونهارت بطل الكنيسة الذي كان بعيدا بعدما أغلق على نفسه داخلا بعزلة تدريبية منذ نجاته من قارة الالتراس.

من تصور أن أول ما سيكون بانتظاره بمجرد خروجه هو خبر وفاة دانزو .

كان الأمر مؤلما له ، و قد تجمع معظم طلاب النخبة الناجين بتلك الجنازة .

لم يسمح لهم برؤية صديقهم لمرة أخيرة حتى ، فآدم لم يرد من أحد أن يرى ابنه مشوها بتلك الهيأة الشيطانية .

لذلك تم كل شيء بصمت ، بين قلوب حزينة ، و أخرى حاقدة على أيا كان المتسبب بذلك .

لكن من بينهم جميعا ، صديق دانزو الاقرب .

فراي ستارلايت ، لم يكن موجودا .

اتى الجميع لحضور تلك الجنازة ، سواءل المقربين ، أو الغرباء . حتى آدا ستارلايت بنفسها قد كانت حاضرة .

لكن الاقرب لم يكن موجودا بأي مكان يمكن رؤيته فيه .

غوست هو الآخر لم يكن حاضرا ، ما جعل عدة علامات إستفهام تطرح .

لكنهم كانوا اصدقاء دانزو الاقرب ، لذلك بطبيعة الحال اعتقد الكثيرون انهم لربما لم يستطيعوا تحمل الأمر ما جعلهم يغيبون عن الانظار .

لكن الحقيقة كانت بعيدةً كل البعد عن ذلك .

في النهاية تم دفن دانزو ، و دفنت معه تلك المهمة النهائية التي اتعبت قلب فراي جاعلة معاناته تستمر .

...

...

...

واصلت الأيام المضي قدما .

و لازالت الأحداث تتصاعد داخل الإمبراطورية.

بالجهة الغربية من الإمبراطورية ، تحديدا المنطقة التي كانت تحت قيادة عائلة مونلايت .

تجمع وفد الامبراطور بقيادة السير آلون شخصيا واقفين هناك بالانتظار بمناء وينترفيل الاكبر.

الميناء كان ضخما و محصنا بالكامل ما جعله قاعدة عسكرية بحد ذاته .

بذلك المكان هو نفسه الذي إنطلقت منه غارة مايكار فاليريون الفاشلة التي انتهت بكارثة جعلت القوة الرئيسية للامبراطورية بعداد المفقودين .

تداعيات الهزيمة بخليج شيزكلار قد كانت هائلة ، فخسارة القوة العسكرية للامبراطورية لم تكن سوى واحدة من المشاكل الكثيرة التي عصفت بالامبراطورية .

فمن جهة أخرى ، أضطر السير آلون الآن لتحمل غضب الشعب الذي خرج أخيرا عن صمته .

سابقا عندما هاجم الألتراس و قتلوا الكثير منهم و من ابنائهم ، لم يأتي الامبراطور بأي حركة .

لكن الآن و فقط لان ابناءه بالإضافة لابناء العوائل الكبرى قد تم إختطافهم ، قام مايكار على الفور بحشد كل القوات للقيام بغارة وصفها الكثيرون بالانتحارية و المعمية .

فكم من أب ترك عائلته و انطلق ملبيا نداء الامبراطور .

و كم من أباء ودعوا ابناءهم ، داعين و متأملين نجاتهم من تلك المعركة .

و كم من رجل طموح قد طمست احلامه ، و بات الآن من عداد المفقودين ..

كل ذلك قد أثر كثيرا على نفسية المواطنين ، خصوصا بعد الهجوم الواسع من الألتراس مؤخرا .

لهذا كانت مهمة قديس السيف ، ڤيندريك تحمل أهمية كبيرة ، و لم يكن هنالك مجال للخطأ .

واقفا هناك رفقة العديد من المقاتلين القدامى الذين حملوا سيوفهم من اجله مرة أخرى .

راقب السير آلون فاليريون من بعيد تلك السفينة المحطمة التي عادت ببطء ، بينما جرفتها الامواج .

و ما هي إلا دقائق معدودة لترسوا داخل المناء ، بينما نزل الجميع من على متنها الواحد تلوا الآخر.

و أولهم ، قد كانوا قديس السيف نفسه ، إضافة إلى المغتال الاعظم ميست اومبرا و اسقف الكنيسة بلاتير .

بدوا جميعا متعبين ، و مصابين .

و كأنهم قد خاضوا معركة شاقة إستمرت لوقت طويل ..

"ڤيندريك .."

تحدث السير آلون بهدوء بينما اقترب من صديقه القديم ..

لوهلة ، إعتقد السير آلون أن المهمة قد فشلت ، بما أن سفينة قديس السيف قد كانت الوحيدة التي عادت .

لكن ڤيندريك قد فاجأه عندما اخرج ذلك المكعب الأسود من داخل ثوبه الممزق .

"هاك ، فهذا ما كنت تبحث عنه "

راميا اياه نحو السير آلون ، مر ڤينريدك بجانبه مبتعدا عنه و رافضا الحديث معه ..

ممسكا بالمكعب بين يديه ، تعجب السير آلون بما رآه ، لكنه إستوعب على الفور أن إبنه بالإضافة إلى الآخرين قد كانوا جميعا هناك بالداخل .

لقد نجح قديس السيف بمهمته .

السير آلون إستدار نحو ڤيندريك محاولا إخباره بتلك الكلمات التي ظلت عالقة داخل خلقه .

لكن قديس السيف لوح له بيديه فحسب .

"أعلم .. هي ماتت أليس كذلك ؟"

متفاجئا ، وقف السير آلون هناك يحدق بڤيندريك متسائلا كيف علم بموت زوجته .. ميليسنت ..

لكنه لم يستطع فعل شيء سوى الاعتذار ..

"أنا آسف"

كانت تلك غلطته ، فهو من اعادهم لساحة المعركة بالمقام الأول .

لكن ڤيندريك لم يلمه مطلقا ، بل فقط غادر المكان بوجه خالي من التعابير ..

هو لم يقبل اعتذار السير آلون ، و لم يرفضه .. بل فقط مشى بهدوء محدقا بالسماء .

"لا يمكننا الهرب من قيود القدر "

لقد علم بأن ذلك سيحدث ، و أنه أمر محتم .

لكنه لم يستطع سوى كتم حزنه ، و مواصلة العيش .

منذ أن أراه ازرق العينين المستقبل ذات يوم ، أصبح قديس السيف مهيئا بالفعل لكل تلك الصدمات ..

عندما غادر ڤينريك المكان ، بقي كل من ميست اومبرا و جوزيف بلاتير يحدقون بظهره و رهبة بادية على وجوههم ..

"سير آلون .. فقط من يكون ذلك الرجل ؟"

سأل جونيف بلاتير ، مستذكرا ما حدث بالايام السابقة .

عندما حاولوا استعادة المكعب الذي احتجز مايكار و الآخرين ، اضطروا للقفز داخل المحيط .

هناك تواجدت احد دمى بياتريس بالانتظار ، مجهزة عددا مرعبا من التعاويذ السحرية الفتاكة .

بالإضافة إلى مخلوقات الكابوس البحرية التي تواجدت بالآلاف هناك .

كان الأمر مرعبا .

لكن أمام سيف ڤيندريك .. لم يعني كل ذلك أي شيء .

كانت مهارته بالسيافة شيئا هائلا لم يروه من قبل رغم كل السنين التي عاشوها ..

فكل ضربة أطلقها سيفه قد كانت كافية لقطع المحيط نفسه .. مدمرا كل تلك الوحوش ، و ملحقا الهزيمة بدمية بياتريس بنفسه .

لدرجة أنه لم يمنحها الوقت لتفعل سحرها حتى ..

كان هائلا جدا .

السير آلون لم يستطع سوى الايماء برأسه .

"ذاك الرجل هو سيفي الذي قطعت به اعدائي و بنيت به مجدي .. "

لم يكن من المفاجئ له نجاحه بمهمته .

فقديس السيف قد كان أقوى منه بالفعل .

لكن و رغم قتالهما معا لوقت طويل جدا ، لم يستطع السير آلون أن يفهم صديقه القديم مطلقا ..

و لا يبدو أنه سيفعل مستقبلا ..

لكن الآن ، كان المكعب بين يديه يحمل الأولوية القصوى .

"ما هذا الشيء ؟"

"إنه سجن سحري ، تعويذة عالية المستوى لم نرى مثيلا لها من قبل "

اجاب ميست اومبرا ، الذي وقف خلفه 3 سحرة كانوا جميعا اقوياء لدرجة أن أضعفهم بلغ الفئة S+ .

بعد سماع ذلك ، ظن السير آلون أن اختراقه سيكون شيئا صعبا ، لكن سرعانما نفى السحرة ذلك ..

"هذا السجن عبارة عن مجال يحتوي على مساحة شاسعة بداخله ، قد يبدو صغيرا من الخارج لكنه كبير جدا من الداخل .."

"بعد تحليله لايام ، قررنا تسميته بمكعب السجن .. إنه قوي جدا من الداخل ، لدرجة أن حتى مقاتلي الفئة SS+ الاقوى على الإطلاق لن يستطيعوا الهروب منه ."

بسماع ذلك ، رفع السير آلون حاجبا متعجبا مما كان يسمعه .

اقوى المقاتلين فوق الارض قد كانوا جميعا بالفئة SS+ ..

"إذا كان مكعب السجن قويا بما فيه الكفاية لصد هجماتهم جميعا ، الا يعني هذا بأن اختراقه أمر مستحيل ؟"

"نعم و لا "

اجاب ميست مرة أخرى بينما شرح الأمر بشكل كامل .

"إنه منيع من الداخل ، ما يجعل الهروب منه امرا مستحيلا ، لكن بالمقابل .. اكتشفنا انه ضعيف من الخارج ، و من الممكن إختراقه إذا سلطنا ما يكفي من القوة التدميرية عليه "

بمعنى آخر ..

كان الأمر بغاية السهولة مادام المكعب بحوزتهم بالفعل ..

لكن هذا لم يجعل السير آلون فاليريون مرتاحا ، بل زاده إرتباكا ..

"أنا لا أفهم ، إذا كان الأمر كما تقول ، إذا لماذا لم يكلف العدو نفسه عناء استعادة المكعب ؟"

لو كان السير آلون مكانهم ، لقام بوضع المكعب داخل أكثر مكان أمن بقارة الألتراس ما يمنع الامبراطورية من استعادته .

لكن بياتريس قد تركت المكعب بمتناول أيديهم ..

"لماذا ؟!"

لم يستطع الامبراطور الحديدي فهم طريقة تفكير عدوه مطلقا ، و كانت هذه هي المرة الأولى التي يواجه بها هذا النوع من الاعداء .

و كأنهم لا يعتبرونهم خصوصا مطلقا ، بل مجرد رفاق لعب يمضون معهم الوقت ، و يتسلون بهم ..

فقط .. مالذي كانت تفكر به تلك الساحرة المرعبة التي واجهوها داخل ساحة المعركة ؟

السير آلون لم يستطع معرفة الإجابة ..

و بالمثل ، شاركه كل من ميست اومبرا و جوزيف بلاتير جهله ..

"حسنا هذا لا يهم الآن ."

ممسكا بالمكعب ، توهج جسد السير آلون.

"ما يهم ، هو تحرير قواتنا الموجودة بالداخل "

معولين على تحريرهم ، اخلى السير آلون و من معه المناء بالكامل ، واضعين المكعب بمركزه ، نظرا لحجم القوات المحتجزة بالداخل .

في السماء .

طار كل من السير آلون و ميست اومبرا ، بالإضافة إلى بلاتير .

ثم بدون سابق انذار ، استل ثلاثتهم اسلحتهم ، مطلقين هالاتهم لاقصى حد .

بهجمة ثلاثية مشتركة حملت كما مهولا من القوة التدميرية ، قاموا بتفجير المكعب .

تحت ضغط مقاتل في الفئة SS+ و اخرين في الفئة SS .

لم يستطع مكعب السجن التحمل ، لذلك ما هي إلا ثواني معدودة ليتشقق هيكله الخارجي .

و ينفجر المكعب أخيرا ..

عندما حدث ذلك ، توسع المكعب بشكل مرعب ليغطي على المناء بأكمله .

ثم من داخله ، تساقطت السفن المدمرة و الناس من السماء بعدما تم تحريرهم ..

مصطدمين بالأرض بعنف ، تسبب الانفجار كما مرعبا من الدمار ، بينما تطايرت الجثث بكل مكان ..

ثم ما هي إلا ثواني معدودة ليتم الكشف عن أولئك المحتجزين بالداخل .

و هذا ما جعل أوجه السير آلون فاليريون و من معه تظلم تلقائيا ..

من داخل المكعب ، سقط الاسرى الواحد تلوا الآخر..

لكنهم لم يكونوا نفس المقاتلين من السابق مطلقا .

بل مجرد هياكل عظمية دون لحم ولا جلد .. سقطت هناك متناثرة بكل مكان ..

محدقين بتلك الفوضى ، لم يستطع السير آلون فاليريون سوى أن يشد قبضته بقوة إلى أن كاد ضغط هالته يدمر كل ما تواجد من حوله ..

"مالذي يجري هنا بحق الجحيم ؟!"

اينما ذهب ، و اينما بحث بين حطام السفن المدمرة ، هو لم يجد سوى الهياكل العظمية ..

كانوا موتى جميعا .

ثم بعد بحث مضني ، ظهرت مجموعة من الاحياء امامهم أخيرا ..

هناك .. جلس الامبراطور .. مايكار فاليريون ، و ظهره مرمي على أحد اسطح السفن ..

مرتديا درع الفيوم نايت المنبعج .. كان الامبراطور العظيم الذي امتلك من القوة الكثير هزيلا جدا لدرجة أن جسده المثالي قد ملأ بالكاد الدرع ..

اعينه قد كانت مظلمة تماما ، بينما جلس هناك يحدق بالفراغ خائر القوة ..

من حوله ، كان هنالك العديد من المقاتلين الاشد قوة متساقطين تماما بأجساد هزيلة شبه ميتة ..

لورد عائلة صنلايت ، ايريس و اخوه ... غال ..

ميلينيا كانت فاقدة للوعي هي الأخرى بالزاوية ، و اخوة الامبراطور ايفار و لوك فاليريون .

كلاهما كانا هناك مرميين بلا حول ولا قوة ..

واقفا امامهم ، بقي السير آلون صامتا ، كان مايكار الشخص الوحيد الذي حافظ على وعيه بينهم .

رافعا رأسه نحوه .. بدا مايكار اكبر بعدة سنوات الآن ..

بعدما لمح السير آلون ، ظهرت ابتسامة متكلفة على وجهه ..

"أبي .."

قالها بصعوبة ، لكن الغضب سيطر على السير آلون فاليريون على الفور ..

"أيها اللعين المخيب للآمال "

ممسكا بإبنه من درعه ..

رفع السير آلون نظيره مايكار عاليا بيد واحدة ..

"تجرؤ على البقاء حيا و اظهار وجهك اللعين هذا أمامي بعدما مات كل من معك بسببك ؟!"

اجتاحت قبضة السير آلون موجة من الضوء عندما اوشك على ضرب مايكار و انهاء حياته ..

هذا الأخير ظل يضحك على الرغم من موقفه ..

"مخيب للآمال ؟ .. يالها من كلمات تصدر منك ايها الرجل العجوز .. كيكيكي ..."

كان السير آلون فاليريون على وشك قتل مايكار حقا ، لكن ميست أومبرا بالإضافة إلى العديد من الجنود قد تدخلوا موقفين اياه ..

"فالتهدأ .. سير آلون ، أتعلم حقا حجم ما توشك على القيام به ؟

"إنه محارب بذروة الفئة SS+ ، و إبنك "

ذلك الرجل الهزيل ، و رغم كل شيء ..

يظل أحد أقوى الاسلحة التي إمتلكتها الإمبراطورية.

خسارته لم تكن بالشيء الجيد مطلقا ..

ملبيا لرغبات جنوده .. رمى السير آلون جسد مايكار بعيدا بعنف ، رافضا أن ينظر إليه أكثر من ذلك .

"فالترموا عديم الفائدة بمكان لا تراه فيه عيني ، فلا وقت لدي للتعامل مع ابن مخيب للآمال مثله "

إستدار السير آلون موجها انتباهه لبقية الأشخاص المرميين ارضا ، لكن مايكار لم يبقى ساكتا ..

"أيها العجوز .. ارى أن عودك لا يزال صلبا رغم كل تلك السنين التي مرت "

تحدث مايكار بصوت خافت ، يكاد يكون مسموعا .

لكنه كان واضحا جدا للسير آلون ..

"إذا كنت لا تزال تملك كل هذه القوة ، لربما كان يجب عليك البقاء كأمبراطور حتى مماتك ، بدل رمي عباءتك علي .. ايها العجوز القذر"

سخر مايكار ، لكن السير آلون لم يكلف نفسه عناء الالتفات حتى ..

بالنسبة له .. لم يعد وجود ابنه الاكبر يختلف عن الحشرة ..

و حشرة لم تكن كافية للحصول على انتباهه بعد الآن ..

بهذه الطريقة .. تم إقتياد مايكار بعيدا .

بينما بقي السير آلون يفحص الناجين الآخرين ..

كانوا جميعا بحالة مزرية .. لكنهم لا يزالون أحياء بفضل حيويتهم من الفئة SS ..

" مالذي حدث لهم ؟!"

متسائلا ، إستدار السير آلون نحو ميست اومبرا ...

"منذ متى و هم محبوسون هنا ؟!"

كإجابة .. اعطى ميست الرقم الدقيق ..

"باحتساب اليوم ، يكونون قد قضوا 58 يوما بداخل المكعب بالمجمل ."

58 يوما ..

"كانوا يمتلكون الكثير من المؤن معهم .. كما أن هذه المدة لا تكفي لجعل من هم فوق الفئة SS بهذه الحالة .. ذلك أمر مستحيل!"

ثم في تلك اللحظة ، وقعت عين السير آلون على الجدار الذي كان مايكار متكئا عليه سابقا ..

ما رآه جعله يتجمد تلقائيا ..

فالجدار قد كان مليئا بالنقوش ..

نقوش عدت الأيام الواحد تلوا الآخر.

كانت كثيرة .. كثيرة جدا لدرجة انها غطت سطح السفينة بأكمله ..

تلك لم تكن 58 يوما ..

"سنتان ، و 231 يوما "

فاتحا عينيه بصعوبة ، تحدث ايريس صنلايت ، و هو يحدق بالسير آلون ..

مستمعين لكلمات العجوز ايريس ..

استوعب الجميع الحقيقة أخيرا ..

لقد مر 58 يوما خارج المكعب ..

لكن الزمن داخل المكعب نفسه قد مضى بوتيرة مختلفة تماما ..

58 يوما ، كانت بمثابة سنتين و 231 يوما لهم ، هم الذين أحتجزوا بالداخل ..

بمرور الأيام ، و الأسابيع ..

إستنفذوا كل مؤنهم ، و تركوا ليلتهمهم الجوع و العطش .

دمرهم الأمر لدرجة انهم بمرحلة ما ، بدأوا يأكلون لحم بعضهم البعض ..

و لحم اولئك الذين ماتوا اولا ، فقط من أجل البقاء على قيد الحياة .

اكلوا لحم البشر ، و شربوا الدم ...

تحولوا لوحوش ، وحوش طالما إحتقروها .. فقط من أجل النجاة ..

هذه هي لعبة الساحرة ..

محدقا بالافق البعيد ..

بدأ السير آلون يفهم أخيرا خصمه و لو قليلا ..

كاد يقسم أنه سمع صوت ضحكاتها ..

صوت ضحك بياتريس ..

كانت تعبث معهم ..

كل شيء لها كان مجرد لعبة .

و هذا ما جعل الدم يغلي داخل جسد الامبراطور الحديدي ..

"لعبة الساحرة ؟ .. لا بأس ... لنلعب إذا .."

بجسده الذي توهج بشدة .. وقف السير آلون فاليريون بالمقدمة .. مؤججا رغبة الحرب لديه ..

"سنلعب ... لكن هذه المرة ، على طريقتي الخاصة "

أراد الألتراس الحرب .

و تلك الحرب ، هي ما سيحصلون عليه ..

لم يعد هناك أي مجال للعودة للوراء ..

"إنها حرب ابادة "

لن يرحم لا صغيرا ولا كبير ..

لا رجالا و لا نساءا ..

لقد اقسم السير آلون ..

أن يذبحهم جميعا .

على نهاية الحرب ، اما الألتراس أو الامبراطورية ..

أحدهما سيختفي من على وجه الخريطة ..

الكارثة كانت قادمة لا محالة ..

و بينما إستدار السير آلون فاليريون مغادرا رفقة من إستطاع انقاذهم ..

إنفتحت السماء أعلاه ، و أجابت على ارادته تلك بصيحات مرعبة كانت مبثابة انذار ..

إنذار بأن الجحيم هو كل ما كان ينتظر ..

بذلك اليوم ، و بتلك الساعة .

رفع العالم اجمع رؤوسهم نحو السماء ..

عندما نزلت تلك المخلوقات من العدم ، بينما صاحت دون توقف ..

و كأن نهاية العالم قد حلت ..

بدو مثل غربان عملاقة سوداء ، نشروا أجنحتهم الهائلة التي حجبت السماء ، بينما حلقوا بكل مكان يصيحون دون توقف ..

صياحهم كان مرعبا ، يحمل بطياته العديد من المشاعر ..

تارة يبدو حزينا ، و تارة يبدو سعيدا ..

تارة يبدو غاضبا ، و تارة يبدو منتشيا .

ارتعب العالم اجمع و هو ينظر اليهم .

لكنهم لم يفعلوا شيئا .. هم فقط واصلوا التحليق دون هدف بالسماء .. يصيحون دون توقف ..

طيور هائلة سوداؤ اللون ، بدت و كأنها خرجت من الجحيم ..

تباينت ردات الفعل .. من بينهم ..

حدق فراي ستارلايت بتلك الطيور بوجه اظلمت تعابيره .

من شفتيه .. هو نطق باسمهم ..

"آكلوا الفوضى .."

الكارثة كانت قادمة لا محالة ..

...

...

...

واصل العالم التغير مع كل ثانية تمر ..

بينما عصفت الأحداث الصادمة بكل شيء الواحدة تلوا الأخرى..

ثم هناك داخل إمبراطورية البشر .

تم اعادة الامبراطور مايكار فاليريون الى قلعته .. بينما ابتعد تماما عن الانظار ..

كان بحالة مزرية ، و قد أبعد كل من اقترب منه ، مطالبا اياهم بتركه لوحده..

كان جسده هزيلا ، و ضعيفا بعد كل الذي مر به ..

لذلك وجد نفسه يتأرجح بين جدران قلعته ... بينما سار بخطوات متهالكة بين الاروقة الواحدة تلوا الأخرى ..

ثم بعد التعمق اكثر و أكثر ..

بلغ مايكار فاليريون مكانه الخاص ..

المكان الذي لم يسمح لاحد يوما بالاقتراب منه ..

فاتحا باب تلك الغرفة السرية ..

دخل مايكار فاليريون إلى غرفة قد كانت متجمدة تماما ..

غرفة فارغة لم يملأها شيء سوى الجليد ..

ثم ما هي إلا ثواني لينهار مايكار ، متكئا على ثابوت عملاق من الجليد تواجد بمركز تلك الغرفة ..

بمجرد انهياره .. بدأ يضحك بجنون ، بينما ارتعش جسده ..

"اللعنة ، اللعنة ، اللعنة اللعنة ، اللعنة ، اللعنة ، اللعنة ، اللعنة ، اللعنة ، اللعنة ، اللعنة ، اللعنة اللعنة ، اللعنة ، اللعنة ، اللعنة ، اللعنة ، اللعنة !!!"

لعن بشدة ،بينما انتحب ..

كل شيء قد انقلب عليه بين ليلة و ضحاها ..

"لماذا .. لماذا آلت الأمور لهذا ؟"

تساءل ، ثم بدأ يضحك مرة أخرى بجنون بينما نظر ناحية الثابوت خلفه ..

"ياليت الزمان يعود يوما .. إلى تلك الأيام .. بذلك الوقت كان كل شيء بخير "

أوقات عاش فيها بهدوء ، بينما سار كل شيء كما يجب ..

"لماذا غادرت و تركتني ؟"

واصل مايكار النحيب بجنون و هو يعانق ذلك الثابوت ..

" كل شيء كان بخير عندما كنت بالجوار .."

بجسد مرتعش ... واصل مايكار التحديق بذلك الثابوت ..

هناك بالداخل .. إنكشف وجه ذلك الرجل .. الذي أغلق عينيه عن هذه الحياة لوقت طويل ..

...

...

...

عدد فصول التحدي: 1 من 33

للدعم المادي:

Paypal: mohamedmazino134@gmail.com

للدعم المعنوي:

دعم الرواية بويب نوفل و اضافتها للمفضلة ، ترك تعليق للرواية ، فهو محفز .

اراكم الفصل القادم! و لا تنسوا ، اجعلوا صوتكم عاليا ليسمعكم العالم اجمع !

لنحقق أكبر عدد من المشاهدات !

2025/03/02 · 515 مشاهدة · 3582 كلمة
Touch Me
نادي الروايات - 2025