أخذ الإمبراطور خطواته بثبات خارج الجناح الملكي، حاملاً ليونيل بين ذراعيه وكأنه لا شيء سوى طفل صغير.
ليونيل، بعد أن استنفد كل محاولات التملص، قرر أنه إذا لم يستطع الهروب، فعلى الأقل يمكنه جعل الموقف مزعجًا للإمبراطور.
رفع رأسه قليلًا ونظر إليه بنصف عين، ثم تمتم بصوت ساخر:
"تعاملني وكأنني أميرة مدللة… هل تخطط لإعطائي تاجًا ورديًا أيضًا؟"
ظل الإمبراطور صامتًا، لم يرد عليه ولم يبدُ عليه أي انزعاج.
لكن ليونيل لاحظ شيئًا—زوايا شفتي الإمبراطور تحركت وكأنها تكاد ترتفع في ابتسامة خفيفة.
صُدم للحظة.
"هل كدت أجعله يبتسم؟!"
اتسعت عيناه قليلًا قبل أن يضيقها مجددًا بارتباك. لم يكن يعرف أي شيء عن شخصية الإمبراطور في الرواية سوى أنه كان قاسيًا وباردًا، رجلًا نادرًا ما يُظهر مشاعره… فكيف يمكنه أن يكون بهذا الهدوء الآن؟
"أيها العجوز، هل أنت متأكد أنك إمبراطور؟ أم أنك مجرد دمية بلا مشاعر؟"
أخيرًا، تحدث الإمبراطور بصوت منخفض لكنه حازم:
"اصمت."
لم يكن في صوته أي تهديد، لكنه حمل ثقلًا جعل ليونيل يعبس وهو ينظر بعيدًا.
"تبًا لك…" تمتم في نفسه.
لكن بدلًا من أن ينزل، وجد رأسه يستقر على كتف الإمبراطور دون وعي. لم يستطع إنكار أن حرارة جسده كانت دافئة بشكل مريح…
"لا، لحظة! لا تتكيف مع الوضع! هذا عدوك!"
حاول أن يعدل جلسته قليلًا، لكنه كان متعبًا. نظر إلى الإمبراطور الذي ظل صامتًا، وسرعان ما شعر جفناه يثقلان.
"مجرد قيلولة قصيرة…"
وهكذا، دون أن يدرك، بدأ يغفو في حضن الرجل الذي كان يفترض أن يكون أكثر شخص يكرهه.
................
تنهد الإمبراطور وهو ينظر إلى الصغير النائم بين ذراعيه.
"ألم يقل قبل قليل إنه يريد الذهاب إلى الحديقة؟ بالكاد قطعنا نصف المسافة، لكنه نام بهذه السهولة."
نظر إليه للحظة، كانت أنفاسه هادئة، وملامحه المتوترة دائمًا استرخت أخيرًا. كان من الصعب تصديق أن هذا هو نفس الطفل الذي كان يشتمه ويحاول استفزازه منذ دقائق.
استدار الإمبراطور بهدوء وبدأ يسير في الاتجاه المعاكس، متوجهًا إلى جناحه الخاص بدلًا من الحديقة.
"ربما يجب أن أدعه ينام في جناحي بدلًا من غرفته، ستكون ردة فعله مثيرة للاهتمام عندما يستيقظ."
كانت فكرة رؤية تعابير الصدمة على وجه ليونيل ممتعة بشكل غريب. لم يكن الإمبراطور رجلاً يحب العبث مع الآخرين، لكنه لم يستطع إنكار أن مراقبة ردود أفعال هذا الصغير كان… مسليًا.
وصل إلى جناحه، وأمر الخدم بالمغادرة، ثم وضع ليونيل على السرير الكبير. للحظة، بدا وكأنه سيتحرك أو يستيقظ، لكنه فقط تمتم بكلمات غير مفهومة ودفن وجهه في الوسادة.
"مزعج."
تمتم الإمبراطور لكنه لم يتحرك للمغادرة، بل جلس على الأريكة القريبة وظل يراقب ليونيل بصمت.
"لماذا يبدو مختلف؟ هذا الطفل… أشعر وكأنه شخص آخر."
لكنه لم يعلق أكثر، فقط أغلق عينيه للحظة، وقرر أن يترك كل الأسئلة للغد.
.................
استيقظ ليونيل على شعور دافئ ومريح بشكل غريب… لكنه سرعان ما أدرك أن هناك شيئًا غير صحيح.
فتح عينيه ببطء، وعندما رأى ما أمامه، تجمد جسده تمامًا.
"…ماذا؟"
كان متشبثًا بملابس الإمبراطور، يده تمسك بقوة بطرف معطفه الملكي، ووجهه مدفون في صدر الرجل كما لو كان طفلًا يبحث عن الدفء.
"اللعنة…"
حاول ليونيل التراجع بحذر، لكن ما إن تحرك قليلًا حتى شعر بذراع قوية تلتف حوله، تسحبه مجددًا نحو ذلك الصدر الدافئ.
"أين تحاول الذهاب؟"
جاء صوت الإمبراطور، أجشًا ومليئًا بالنعاس، لكنه حمل معه نبرة استمتاع خفية.
شعر ليونيل بقشعريرة باردة تسري في جسده. لم يكن الأمر سيئًا فقط لأنه كان عالقًا في هذا الوضع المحرج، بل لأنه كان يعلم جيدًا أن الإمبراطور لن يفوت فرصة الانتقام منه على كل استفزازاته السابقة.
"تبا لك! أتركني أيها الطاغية!"
ضحك الإمبراطور بصوت خافت، ثم، قبل أن يتمكن ليونيل من المقاومة، انقلب فجأة وأخذ الصغير معه، ليصبح الآن هو المحاصر بين ذراعيه بقوة أكبر.
"لما العجلة؟ ألم تكن نائمًا بسلام قبل قليل؟"
"لأنني لم أكن أعلم أنني نائم على وحش!" صرخ ليونيل محاولًا التحرر، لكن الإمبراطور لم يتحرك حتى، وكأن الأمر لا يتطلب منه أي مجهود.
"هكذا إذن؟ أليس هذا عقابًا مناسبًا لمن يستفزني بلا توقف؟"
بدأ ليونيل يضرب صدر الإمبراطور بقبضته الصغيرة، لكن التأثير كان كأنه يرمي وسادة على جدار حجري.
"أيها الوغد! الأحمق! المتسلط! دعني أذهب!"
لكن الإمبراطور اكتفى بابتسامة مستمتعة، ثم أغمض عينيه وكأنه يعتزم العودة للنوم، مما جعل ليونيل يزداد غضبًا.
"سأنتقم منك أيها العجوز القاسي!"
لكن الإمبراطور تجاهله تمامًا، واستمر في إمساكه بقوة، وكأنه مجرد وسادة بشرية.
كان هذا… بلا شك، بداية يوم كارثي بالنسبة لليونيل.
...............
استمر ليونيل في التملص، يركل برجليه الصغيرتين ويحاول تحرير نفسه من قبضة الإمبراطور الحديدية، لكن لا فائدة. لم يكن مجرد إمبراطور، بل كان جبلًا متحركًا من العضلات!
"تبًا لك! اللعنة على العائلة الإمبراطورية بأكملها! أنتم مجرد حفنة من الطغاة المتسلطين!"
رفع الإمبراطور حاجبه مستمتعًا. "حسنًا، بما أنك جزء من العائلة الإمبراطورية، فهذا يعني أنك تشتم نفسك أيضًا."
تجمد ليونيل للحظة، قبل أن يصرخ بغضب أكبر. "أنا لست واحدًا منكم! لن أكون أبدًا! سأهرب من هذا الجحيم قريبًا!"
ضحك الإمبراطور، وصوته العميق زاد من إحباط ليونيل. "أوه؟ وكيف تخطط للهروب وأنت بالكاد تستطيع الوقوف على قدميك؟"
"سأجد طريقة، أيها العجوز المتعجرف! لا شيء مستحيل بالنسبة لي!"
شد الإمبراطور ذراعيه قليلًا ليحكم قبضته أكثر، مما جعل ليونيل يئن ويبدأ بالركل بلا فائدة.
"يبدو أنك ما زلت ممتلئًا بالطاقة. ربما عليك حضور جلسة علاج إضافية اليوم."
اتسعت عينا ليونيل في رعب، وتوقف عن المقاومة فجأة. "لا! لا علاج إضافي! سأكون هادئًا، أقسم بذلك!"
ابتسم الإمبراطور بنصر، ثم همس بصوت منخفض: "إذن، اعتذر للعائلة الإمبراطورية."
نظر ليونيل إليه باشمئزاز. "أفضل الموت!"
"حسنًا، إذن سأرسل طبيب إدغار فورًا."
"تبا لك!"
كانت هذه بداية الصباح الأسوأ في حياة ليونيل حتى الآن…
.............
نهض الإمبراطور من السرير، ممطًّا جسده وكأنه لم يكن محتجزًا من قبل شخص صغير الحجم يصرخ ويشتم طوال الوقت. في المقابل، ظل ليونيل ممددًا في مكانه، يحدّق بالإمبراطور بنظرات مشبعة بالكراهية والإرهاق.
"هيا، انهض." قال الإمبراطور بصوت هادئ لكنه آمِر.
ليونيل لم يتحرك. كان جسده لا يزال يؤلمه بعد كل ما حصل، ولم يكن لديه أدنى نية لإطاعة هذا الرجل. بل إنه أدار رأسه إلى الجهة الأخرى متجاهلًا تمامًا ما قاله الإمبراطور.
رفع الإمبراطور حاجبه. "لا تخبرني أنك تنتظرني لحملك مرة أخرى."
ارتجف ليونيل بشدة، ثم انتفض جالسًا بسرعة وكأنه تلقى صدمة كهربائية. "تبًا لك! لا تجرؤ حتى على التفكير بذلك!"
ضحك الإمبراطور بسخرية ومد يده نحوه، منتظرًا أن يأخذها ليونيل ليساعده على الوقوف. لكن ليونيل نظر إليها وكأنها طُعم مغطى بالسم.
"ماذا؟ هل تخشى أن تذوب إن لمستني؟"
"لا، لكنني قد أتعرض لعدوى الطغيان منك."
تنهد الإمبراطور وهو يسحب يد ليونيل بالقوة، رافعًا إياه من السرير وكأنه لا يزن شيئًا. بمجرد أن وقف ليونيل على قدميه، كاد أن يترنح، لكن الإمبراطور أمسك به بثبات، مما زاد من إحباطه.
"انظر إليك، بالكاد تستطيع الوقوف، وتخطط للهروب من القصر؟"
"سأفعلها يومًا ما، فقط انتظر." قال ليونيل بعبوس وهو يضرب يد الإمبراطور ليبعدها عنه، لكنه لم ينجح في ذلك.
أطلق الإمبراطور تنهيدة أخرى وهو يسير نحو الخزانة، بينما كان ليونيل يراقبه بشك.
"حسنًا، بما أنك استيقظت، حان وقت الإفطار."
تجمد ليونيل للحظة، قبل أن يصرخ بغضب: "لا مزيد من الطعام الصحي اللعين!"
...............
لم يكن الصباح قد بدأ بشكل جيد بالنسبة لليونيل، والآن أصبح أسوأ بمجرد أن سمع كلمة "إفطار".
"لا مزيد من الطعام الصحي اللعين!" صرخ وهو يتراجع خطوة للخلف، يحدق بالإمبراطور وكأنه هدده بالإعدام.
رفع الإمبراطور حاجبه وسأل ببرود: "وهل لديك اعتراض؟"
"بالطبع لدي اعتراض!" احتج ليونيل بغضب. "لقد كنت أعيش على الأعشاب والخضار المملة منذ أن استيقظت! أين اللحم؟ أين الحلويات؟ حتى المجرمون في الزنزانات يأكلون أفضل مني!"
نظر الإمبراطور إليه وكأنه طفل مدلل، ثم قال بهدوء: "أنت بحاجة إلى نظام غذائي صحي لاستعادة قوتك. لن أسمح لك بأكل أي شيء غير مفيد."
ليونيل عبس بشدة، ثم ضيق عينيه. "أراهن أنك فقط تستمتع بتعذيبي، أليس كذلك؟ هل هذا جزء من خطة طويلة الأمد لتحطيمي نفسيًا؟"
ضحك الإمبراطور قليلًا، ثم اقترب منه وربّت على رأسه وكأنه حيوان أليف. "إن كنت تعتقد أن منعك من أكل الحلويات هو تعذيب، فأنت لم ترَ شيئًا بعد."
ارتعش جسد ليونيل وغضب أكثر. "أيها الطاغية! الديكتاتور! مصاص الدماء!"
رفع الإمبراطور حاجبه مرة أخرى. "مصاص الدماء؟"
أدار ليونيل رأسه بغرور. "بالطبع، لا بد أنك تشرب دماء الأبرياء للحفاظ على سلطتك المطلقة."
تنهد الإمبراطور، ثم التفت إلى الباب. "أحضروا الإفطار."
بعد لحظات، دخل الخدم حاملين صينية مليئة بالأطعمة الصحية، من فواكه طازجة وخبز كامل الحبوب وحساء دافئ. لم يكن هناك أثر للحلويات أو اللحوم الدسمة.
نظر ليونيل إلى الطعام وكأنه سم قاتل. "أرفض الأكل."
سحب الإمبراطور كرسيًا وجلس، ثم أشار إلى ليونيل بالجلوس أمامه. "إما أن تأكل بنفسك، أو سأطعمك بنفسي."
تسمر ليونيل في مكانه. "أنت تمزح، أليس كذلك؟"
لكن الإمبراطور لم يكن يمزح. أمسك بملعقة وسكب القليل من الحساء، ثم مدها باتجاه ليونيل. "افتح فمك."
"تبًا لك!"
بدأ ليونيل بالهرب حول الغرفة، لكن الإمبراطور لم يبدُ عليه أي استعجال، وكأنه كان يستمتع بالمشهد.
"إما أن تأكل، أو—"
قبل أن يكمل الإمبراطور جملته، قاطعه ليونيل بغضب: "أعرف! أعرف! سترسلني للعلاج الفيزيائي! تبًا لك، هل هذا تهديدك لكل شيء؟!"
ابتسم الإمبراطور ابتسامة خفيفة. "إنه فعال، أليس كذلك؟"
أخذ ليونيل نفسًا عميقًا، ثم جلس بوجه متجهم. "سأأكل… ولكن فقط هذه المرة!"
لكن بمجرد أن تذوق الحساء، عبس أكثر. "يا إلهي، هذا طعمه سيء."
ضحك الإمبراطور بينما استمر ليونيل في الأكل على مضض، وهو يشتم حياته كلها بصمت.
...............
بعد خروج الإمبراطور أخيرًا من الجناح، استرخى ليونيل على الكرسي وأطلق تنهيدة ارتياح. لكن راحته لم تدم طويلًا، حيث ظهرت أمامه فجأة شاشة النظام المزعجة.
— [إشعار النظام] —
تم تحقيق إنجاز جديد: "التغذية السليمة!"
المكافأة: فتح متجر النظام.
ظهر أمامه شعار متحرك لمتجر مبهرج، يلمع كأنه كنز أسطوري. لم يستطع ليونيل مقاومة الفضول، فمد إصبعه وضغط عليه. ظهرت نافذة جديدة تعرض مجموعة من العناصر المتاحة للشراء.
إكسير التعافي الفوري – 50 نقطة
تعزيز مؤقت للقوة – 100 نقطة
سيف سحري نادر – 500 نقطة
وجبة فاخرة (لحوم ومأكولات شهية) – 10 نقاط
توقف ليونيل عند الخيار الأخير. عيناه لمعتا، لكن عندما نظر إلى رصيده...
[رصيدك الحالي: 0 نقطة]
تجمدت تعابير وجهه، ثم ارتعش جفنه.
"ماذا؟!"
ضغط على الشاشة بجنون، بحثًا عن أي طريقة لكسب النقاط. لكنه لم يجد أي وسيلة واضحة، وكأن النظام يسخر منه عمدًا.
"أيها النظام اللعين! تفتح لي متجرًا يحتوي على كل شيء، ثم تتركني مفلسًا؟! ما هذا التعذيب؟!"
ظهر إشعار جديد:
— [إشعار النظام] —
يمكنك كسب النقاط من خلال إكمال المهام اليومية والتحديات الخاصة.
حدق ليونيل في الشاشة بصدمة. "مهام يومية؟ هل أنا في لعبة؟!"
— [إشعار النظام] —
مهمة يومية: تناول ثلاث وجبات صحية أخرى اليوم.
المكافأة: 5 نقاط.
انقبض وجه ليونيل وكاد أن يقلب الطاولة أمامه.
"خمس نقاط فقط مقابل المعاناة؟! يا المؤلف اللعين، أنا متأكد أنك تستمتع بتعذيبي! هل أبدو كشخص يريد أن يعيش بطريقة صحية؟!"
وقف بغضب، ثم نظر إلى قائمة المتجر مجددًا. عينيه توقفتا على خيار "الوجبة الفاخرة".
"تبًا، هل هذا فخ؟ هل تحاول إجباري على اتباع الحمية مقابل طعام لائق؟!"
حطم قبضته على الطاولة، ثم صرخ: "أنا أرفض! لن أجعل النظام يسيطر على حياتي!"
لكن بعد لحظة، نظر إلى القائمة مجددًا، ثم إلى معدته التي أصدرت صوتًا احتجاجيًا.
"... لكن ربما مجرد خمس نقاط لن تضر."
................
قرر ليونيل تجاهل النظام اللعين تمامًا، متجاهلًا قائمة المهام والمكافآت السخيفة. لم يكن لديه أي نية للوقوع في فخ النظام اللعين وإجباره على "الحياة الصحية" لمجرد الحصول على نقاط.
"إذا كنت تعتقد أنني سأرقص وفقًا لإيقاعك، فأنت مخطئ أيها النظام المزعج!"
لكن بعد لحظات، شعر بالاختناق داخل الغرفة الكئيبة. احتاج للخروج، لاستنشاق بعض الهواء النقي. المشكلة الوحيدة؟
لا يستطيع المشي بشكل طبيعي بعد.
نظر إلى ساقيه، ثم إلى الباب، ثم إلى المسافة بينهما. عبس بوجهه وهو يحاول التفكير في خطة عبقرية، لكن لم يجد أي حل عملي.
"كيف سأخرج؟ لا يمكنني الطيران... ولا الزحف أيضًا! تبًا، حتى الهروب البسيط أصبح مستحيلًا؟!"
بدأ يحدق حوله باحثًا عن شيء يساعده، حتى وقع نظره على الكرسي المتحرك بالقرب من السرير. ضيق عينيه، وفكر جديًا في الأمر.
"إذا تمكنتُ من الوصول إليه، فربما أستطيع دفع نفسي حتى الباب… لكن المشكلة أنني عالق هنا."
لم يكن هناك أحد في الغرفة لمساعدته، والإمبراطور اختفى أخيرًا، مما يعني أنه لن يأتي ويحمله مرة أخرى.
شعر ليونيل بقطرات العرق الباردة على جبينه. "هل أنا حقًا في وضع يُجبرني على طلب المساعدة؟!"
حاول دفع نفسه باستخدام يديه، لكن جسده لم يتعاون كما يريد، فتعثر قليلًا وكاد يسقط من السرير.
"تباااًا! هل هذه عقوبة إضافية من النظام؟!"
وبينما كان يحاول إعادة توازنه، سمع صوت طرق على الباب، ثم دخل أحد الخدم وهو يحمل صينية الشاي. تجمد ليونيل في مكانه، ثم نظر بسرعة بين الكرسي والخادم، قبل أن يتخذ قراره الحاسم.
رفع رأسه بوقار مصطنع، ثم قال بأكثر نبرة أرستقراطية يمكنه تبنيها:
"أنت! أجل، أنت هناك! أحضر لي الكرسي المتحرك فورًا، لديّ أعمال هامة خارج هذه الغرفة!"
الخادم، الذي لم يكن يتوقع أن يجد الأمير في هذا الوضع، تجمد للحظة ثم انحنى بسرعة. "بالطبع، سموك."
لكن ما إن بدأ الخادم بتحريك الكرسي نحوه حتى ظهر إشعار جديد أمام عينيه.
— [إشعار النظام] —
مهمة فرعية جديدة: "الكرامة الإمبراطورية!"
- استخدم الكرسي المتحرك بنفسك دون طلب المساعدة.
- المكافأة: +3 نقاط قوة الإرادة.
حدق ليونيل في الشاشة للحظات، ثم ضغط على الإشعار بإصبعه بقوة كأنه يريد تحطيمه.
"اللعنة عليك وعلى مهامك التافهة!"
..................
تجاهل ليونيل الإشعار وكتم غضبه وهو يراقب الخادم يدفع الكرسي المتحرك نحوه. بمجرد أن أصبح الكرسي قريبًا بما يكفي، قام بتحريك جسده قليلًا محاولًا الجلوس عليه بنفسه.
"لن أدع النظام اللعين يعتقد أنني عاجز!"
لكن المشكلة؟ جسده الضعيف لم يتعاون معه كما يريد.
عندما حاول إنزال قدمه على الأرض، شعر بضعف واضح، وكاد يسقط وجهه أولًا لولا أن الخادم قفز بسرعة وأمسك به قبل أن يتحطم رأسه على الأرضية الرخامية الباردة.
"سموك! هل أنت بخير؟!" سأل الخادم بقلق، لكن ليونيل لم يهتم.
بل كان مشغولًا بشيء آخر.
ظهر أمامه إشعار جديد، وكأنه يسخر منه:
— [إشعار النظام] —
"فشل في المهمة الفرعية: الكرامة الإمبراطورية!"
لم تستطع الصعود إلى الكرسي المتحرك بنفسك.
لا يوجد عقوبة، فقط بعض الإحراج.
تجمد وجه ليونيل. "هل تجرأت على السخرية مني أيها النظام؟!"
"سموك…؟"
تجاهل الخادم المذهول، وصرّ على أسنانه، ثم لوّح بيده غاضبًا. "أغلق الإشعار فورًا قبل أن أحطمك!"
لكن بالطبع، لم يكن النظام كيانًا ماديًا يمكنه تحطيمه، لذا بقي الإشعار متوهجًا للحظات كما لو كان يستمتع بمشاهدته يغضب، ثم اختفى ببطء.
تنفس ليونيل بعمق، وحاول التظاهر بأن شيئًا لم يحدث، ثم نظر إلى الخادم الذي لا يزال يحمل تعبيرًا مرتبكًا.
"لماذا توقفت؟ ساعدني على الجلوس في الكرسي!"
"بالطبع، سموك."
بمساعدة الخادم، جلس أخيرًا في الكرسي المتحرك. عبس قليلًا عندما شعر بالراحة في الكرسي، وكأنه مصمم خصيصًا له، لكنه تجاهل الأمر.
"الآن، إلى الحديقة."
لكن قبل أن يتمكن من إصدار أي أمر، سُمع طرق على الباب. ثم انفتح الباب ببطء…
وقف ليونيل في مكانه وهو يرى الشخص الذي دخل.
الإمبراطور.
مرة أخرى.
مرة أخرى!!
نظر ليونيل إلى السقف، متسائلًا ما إذا كان هذا شكلًا من أشكال العقاب الإلهي. "لماذا يبدو أنه يظهر دائمًا عندما لا أريد رؤيته؟!"
................
وقف الإمبراطور عند الباب، وعيناه الذهبيتان الحادتان تتفحصان المشهد أمامه. ليونيل جالس في الكرسي المتحرك، الخادم واقف بجانبه في وضع الاستعداد، والجو مشحون بشكل واضح.
"ما الذي يحدث هنا؟" سأل الإمبراطور بنبرة هادئة، لكنها تحمل قوة مخيفة.
حاول ليونيل الاحتفاظ بهدوئه، لكنه كان متأكدًا أن الإمبراطور لاحظ كيف تجمدت يداه على ذراعي الكرسي.
ابتسم ليونيل بسرعة، ابتسامة زائفة بالكامل. "لا شيء، فقط أردت الذهاب إلى الحديقة. هل هناك مشكلة في ذلك؟"
نظر الإمبراطور إليه للحظة طويلة قبل أن يغلق الباب خلفه ويتقدم إلى داخل الغرفة. كل خطوة منه كانت تبدو وكأنها تضغط على صدر ليونيل، لكن الأخير لم يُظهر أي تراجع.
"إلى الحديقة؟" كرر الإمبراطور، ثم نظر إلى الخادم. "وأنت كنت ستأخذه؟"
انحنى الخادم فورًا. "أجل، جلالة الإمبراطور. بناءً على طلب سمو الأمير."
أومأ الإمبراطور ببطء، ثم عاد بنظره إلى ليونيل.
"ولماذا لم تطلب مني؟"
تجمد وجه ليونيل. ماذا؟!
"لأنني…" توقف للحظة وهو يحاول التفكير في كذبة مناسبة، لكنه أدرك أنه حتى لو اخترع كذبة سخيفة، فالإمبراطور لن يصدقه بسهولة.
وفي النهاية، قرر قول الحقيقة بطريقته الخاصة.
"لأنك ستجعل الأمر مزعجًا." قالها ليونيل بصراحة، وهو يعبس. "أنت تحب حملي في كل مرة وكأنني طفل، ولم أرغب في خوض هذا النقاش مجددًا."
توقّف الزمن للحظة.
نظر الإمبراطور إليه بصمت. الخادم بدوره تجمّد في مكانه وكأنه لم يكن يريد سماع هذا الحديث.
ثم… ابتسم الإمبراطور.
"إذن، المشكلة أنك لا تريد أن أحملك؟"
شعر ليونيل بقشعريرة. هذه الابتسامة لم تكن علامة جيدة أبدًا.
في لحظة خاطفة، تحرك الإمبراطور بسرعة لم يكن ليونيل مستعدًا لها.
"انتظر، لا—!"
قبل أن يكمل جملته، وجد نفسه مرفوعًا من الكرسي المتحرك، محاصرًا بين ذراعي الإمبراطور القويتين.
"ماذا تفعل؟! أنزلني فورًا!"
لكن الإمبراطور لم يفعل ذلك. بل تحرك نحو الباب بكل هدوء، كما لو كان يحمل وسادة خفيفة وليس فتى في الثالثة عشرة من عمره.
"أنت لا تريد أن أحملك؟ حسنًا، لكن بما أنك قررت التصرف بمفردك دون إذني، فستتحمل العواقب."
"عواقب؟! تبًا لك، أيها الإمبراطور المجنون! أنزلني فورًا، أنا أمرك بذلك!!"
"أنا الإمبراطور هنا، ليونيل. الأوامر لا تعمل ضدي."
صُعق ليونيل. "هذا ليس عدلًا!"
لكن الإمبراطور لم يستمع. فتح الباب، وخرج من الغرفة وهو لا يزال يحمل ليونيل، متجاهلًا تمامًا احتجاجاته وصراخه المستمر.
أما الخادم؟ فقد وقف مكانه، متجمّدًا تمامًا، قبل أن يطلق تنهيدة صغيرة وهو يهمس لنفسه:
"حسنًا… على الأقل، سموه خرج من الغرفة أخيرًا."