بعد أن أوقف الإمبراطور ليونيل عن الاستفزازات المتكررة، عادت أجواء الاجتماع إلى جديتها المعتادة، وإن كان من الواضح أن العديد من الوزراء ما زالوا متوترين بسبب تعليقاته اللاذعة.
"لننتقل إلى المواضيع الأخرى على جدول الأعمال." تحدث أحد المستشارين بنبرة رسمية، وهو يحاول تجاهل وجود ليونيل تمامًا.
الإمبراطور أومأ برأسه ببطء، مشيرًا إلى استمرار الاجتماع.
1. الوضع العسكري على الحدود الشمالية
انحنى أحد الجنرالات قليلاً قبل أن يتحدث: "جلالتك، هناك تقارير تفيد بأن قبائل الشمال قد بدأت في التوغل في أراضينا مرة أخرى. حتى الآن، لم تحدث أي اشتباكات مباشرة، لكن الاستطلاعات تشير إلى أنهم يختبرون دفاعاتنا."
ليونيل، الذي كان جالسًا بهدوء على غير العادة، فكر في هذه المعلومات. "قبائل الشمال… ألم يكن من المفترض أن يوقعوا معاهدة عدم اعتداء قبل ثلاث سنوات؟"
الجنرال واصل حديثه: "هذا صحيح، ولكن يبدو أن بعض القبائل بدأت في التمرد على الاتفاقية. نحن بحاجة إلى قرارات بشأن كيفية التعامل معهم."
الإمبراطور نظر للوزراء وسأل: "ما اقتراحاتكم؟"
أحد الوزراء المؤيدين للحل السلمي قال بحذر: "ربما يمكننا إرسال وفد دبلوماسي للتفاوض؟"
لكن وزير الحرب قاطع مباشرة: "هذا مجرد تضييع للوقت، علينا إرسال تعزيزات عسكرية لإظهار القوة قبل أن تسوء الأمور!"
ليونيل ابتسم بسخرية. "أو ربما يمكننا فقط إقامة حفلة أخرى وندعو زعماء القبائل؟ إذا كانت الحفلات تحل كل شيء كما يبدو، فلما لا؟"
لم يرد أحد عليه، لكن الإمبراطور ضغط على جبهته وكأنه يحاول تجنب الصداع.
2. أزمة الغذاء في المقاطعات الجنوبية
تكلم وزير الزراعة: "هناك نقص حاد في المحاصيل هذا العام، خاصة في المقاطعات الجنوبية، بسبب الفيضانات الأخيرة. لقد بدأ الفلاحون في الاحتجاج، ونخشى أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في المستقبل."
وزير المالية أضاف بقلق: "لقد حاولنا توفير الإمدادات من المخازن الإمبراطورية، لكن هذا ليس حلًا طويل الأمد. نحن بحاجة إلى إجراءات اقتصادية عاجلة."
ليونيل رفع حاجبه. "لماذا لا نفرض ضريبة على النبلاء الأثرياء بدلاً من فرض المزيد على الفلاحين الفقراء؟"
وزير المالية شحب وجهه فورًا، في حين أن بعض النبلاء في الاجتماع نظروا إلى ليونيل وكأنه مجنون.
الإمبراطور لم يرد على تعليقه، لكنه كان واضحًا أنه يفكر في الأمر بجدية.
3. الإصلاحات داخل الأكاديمية الإمبراطورية
أحد المستشارين تحدث بعد أن حصل على الإذن: "هناك جدل متزايد بين الأساتذة في الأكاديمية الإمبراطورية حول تغيير بعض المناهج الدراسية. البعض يقترح إدخال دروس في استراتيجيات الحرب الحديثة، بينما آخرون يريدون التركيز أكثر على الدبلوماسية والفنون السياسية."
ليونيل تمتم لنفسه: "هذا مثير للاهتمام…"
الأكاديمية الإمبراطورية كانت واحدة من أرقى المؤسسات التعليمية في البلاد، وكان يدرس فيها النبلاء وأفراد العائلة الإمبراطورية، بمن فيهم ولي العهد راين كارستين، الذي تخرج منها بمرتبة الشرف قبل ثلاث سنوات.
الأكاديمية، المعروفة باسم "أكاديمية فاليري الإمبراطورية", كانت المكان الذي يتم فيه صقل قادة المستقبل، لذلك أي تغيير في مناهجها يمكن أن يكون له تأثير بعيد المدى.
الإمبراطور فكر للحظة، ثم قال: "سنناقش هذه القضية لاحقًا. الأولوية الآن للأمور الأكثر إلحاحًا."
4. الاستعدادات لحفل استقبال ولي العهد
رغم أن الموضوع قد ذُكر سابقًا، عاد الوزراء لمناقشة التفاصيل، بما في ذلك قائمة المدعوين، الأمن، وترتيبات القاعة.
ليونيل شعر بالملل، لكنه قرر إلقاء تعليق أخير: "إذا كان هناك أي نافورة شوكولاتة هذه المرة، تأكدوا من أنها لا تنفجر على الضيوف."
هذه المرة، لم يتمكن أحد الوزراء من كتم ضحكته، بينما الإمبراطور تنهد وكأنه فقد الأمل في إبقاء الاجتماع جادًا تمامًا.
"بما أن جميع المواضيع الرئيسية قد نوقشت، يمكنكم الانصراف."
عند سماع هذا، تنفس الوزراء الصعداء، وكأنهم أخيرًا تحرروا من ضغط وجود ليونيل.
أما ليونيل، فابتسم لنفسه بارتياح. "حسنًا، لم يتم طردي… لكنني على الأقل جعلت هذا الاجتماع ممتعًا!"
..............
بعد مغادرة الجميع، لم يمنح الإمبراطور ليونيل أي فرصة للهرب.
"لقد انتهى الاجتماع، يمكنك وضعي الآن!" صرخ ليونيل وهو يحاول التملص من ذراعي الإمبراطور.
لكن الإمبراطور تجاهل احتجاجاته كليًا، وسار به مباشرة إلى الجناح الإمبراطوري.
"أنت تستمتع بهذا، أليس كذلك؟! تبًا لك ولعائلتك الإمبراطورية بالكامل!"
لم يكن هناك أي رد فعل من الإمبراطور، فقط خطوات هادئة وثابتة.
عندما وصلا إلى الجناح، أصدر الإمبراطور أمرًا باردًا للحراس: "أحضروا إدغار فورًا."
عند سماع هذا، تجمد ليونيل في مكانه. "انتظر… إدغار؟ لا، لا، لا، مستحيل! أيها الطاغية، لا يمكنك فعل هذا!"
الإمبراطور لم يرد، فقط وضع ليونيل على الأريكة الفاخرة، ثم جلس بهدوء على الكرسي المقابل له، وكأنه يستمتع بردة فعله.
بعد دقائق، فُتح الباب ودخل إدغار، الطبيب الإمبراطوري، بابتسامته الهادئة المعتادة.
"جلالتك، استدعيتني؟"
أومأ الإمبراطور ببطء، ثم أشار إلى ليونيل الذي كان ينظر إليهما بريبة. "ضاعف مدة العلاج."
لحظة صمت.
ثم…
"ماذاااا؟!" صرخ ليونيل، محاولًا النهوض من مكانه، لكن جسده لم يكن متعاونًا معه. "لقد كنتُ طفلًا مطيعًا! أكلتُ الطعام الصحي، ذهبتُ إلى الاجتماع، عانيتُ بما فيه الكفاية! لماذا التعذيب؟!"
إدغار، الذي بدا وكأنه كان يتوقع هذا النوع من رد الفعل، ابتسم بهدوء وقال: "سموك، جسدك لا يزال ضعيفًا، وسيكون من الأفضل زيادة عدد جلسات العلاج حتى تتمكن من التحرك بحرية في أقرب وقت ممكن."
"أوه، بالطبع! لأنني أحب قضاء وقتي في جلسات التعذيب السحرية! هذا رائع! عظيم! ممتاز!"
الإمبراطور استند بيده إلى وجهه، وكأنه وجد تسلية جديدة في مشاهدة احتجاجات ليونيل، قبل أن يقول ببرود: "إذا كان لديك طاقة كافية للصراخ، فهذا يعني أن حالتك تتحسن."
ليونيل شحب وجهه، ونظر إلى إدغار بتوسل: "أرجوك، لدي حل أفضل! ماذا لو نكتفي بجلسة واحدة فقط؟ لا، انتظر، ماذا عن لا شيء على الإطلاق؟! أليس هذا أفضل للجميع؟!"
لكن إدغار، كالعادة، لم يتأثر. أخرج أدواته الطبية السحرية، وابتسم ابتسامته الهادئة التي جعلت ليونيل يشعر بالخطر الحقيقي.
"حسنًا، سموك، فلنبدأ الجلسة."
"لااااااااا!"
وهكذا، رغم احتجاجاته، تم جر ليونيل إلى جلسة علاج جديدة… وسط شتائمه ولعناته المستمرة للإمبراطور، إدغار، والنظام، وحتى المؤلف الذي وضعه في هذا الموقف اللعين.
..................
كان ليونيل يحدق في إدغار وكأنه يرى أسوأ كابوس في حياته.
"لديك دقيقة واحدة للمغادرة قبل أن أريك كيف يمكن لصبي مشلول أن يسبب لك الكوابيس."
إدغار لم يتأثر، بل ابتسم كعادته، وأمسك بأداة العلاج السحرية. "سموك، هذا لمصلحتك."
لكن ليونيل لم يكن في مزاج جيد لسماع أي أعذار طبية. حاول التحرك، لكنه بالكاد استطاع تحريك ساقه، فصرخ بغضب:
"لا أحتاج إلى هذا العلاج! أنا بخير! لا، في الواقع، أنا أفضل من بخير! أستطيع الركض! القفز! تسلق الجدران!"
الإمبراطور الذي كان جالسًا يشاهد المعركة الصامتة بين ليونيل وإدغار، تنهد أخيرًا، ثم نهض من مكانه وسار نحو ليونيل بخطوات هادئة.
"إذا لم تتوقف عن هذا، فسوف أجعلك تتلقى العلاج سواء أردت ذلك أم لا."
ليونيل، الذي لم يكن غبيًا بما يكفي ليثق في تهديدات الإمبراطور، قهقه ساخرًا. "هاه؟ وماذا ست—"
قبل أن يكمل جملته، وجد نفسه مثبتًا على الأريكة بيد واحدة ضخمة تضغط على كتفه.
"تبًا لك! أتركني أيها الطاغية!"
لكن الإمبراطور لم يبدُ متأثرًا بشتائمه، بل أمسك به بإحكام كما لو كان مجرد طفل صغير.
"أنت لا تجيد سوى الصراخ والشتائم."
"لأنني أعيش في كابوس من تأليف مجنون يستمتع بتعذيبي!"
إدغار، الذي كان مستعدًا تمامًا لهذا النوع من الفوضى، استغل الفرصة، وبدأ في تمرير طاقته العلاجية إلى ساقي ليونيل.
"آااااااه!! هذا يؤلم أيها الطبيب اللعين!"
لكن لا أحد منهم اهتم لصراخه.
الإمبراطور ثبّته بيد واحدة، وإدغار أكمل العلاج بوجه هادئ كما لو كان يعالج طفلًا مدللًا، وليونيل كان يصرخ كما لو أنه يتعرض للتعذيب في زنزانة تحت الأرض.
"اللعنة عليكم جميعًا! هذا خيانة! قمع للحرية! اضطهاد للأطفال الأبرياء!"
الإمبراطور رفع حاجبه ببرود. "أبرياء؟ أنت؟"
"أنا أنقى شخص في هذه القارة! لكن لا أحد يقدّر ذلك!"
إدغار تجاهل فوضاه تمامًا، وواصل تركيزه. بعد دقائق من الألم، بدأ العلاج يؤتي ثماره، لكن ليونيل كان متأكدًا أن إدغار كان يتعمد جعله يعاني أكثر.
أخيرًا، انتهى الأمر، لكن الألم الخفيف ظل يرافقه.
جلس ليونيل يلهث، قبل أن يرفع رأسه، يحدق في الإمبراطور بنظرة مليئة بالكراهية.
"أنت شيطان متجسد."
الإمبراطور لم يرد، فقط ربت على رأسه وكأنه طفل مزعج، ثم استدار ليغادر.
"سنكرر هذا غدًا."
ليونيل تجمد.
"انتظر، ماذا؟!!"
..............
بعد مغادرة الإمبراطور وإدغار أخيرًا، سقط ليونيل على السرير وكأنه جثة هامدة.
"اللعنة… لم يكن هذا علاجًا، بل تعذيبًا ممنهجًا."
أغمض عينيه للحظة محاولًا تجاهل الألم المتبقي في ساقيه، لكنه فجأة شعر بتيار بارد يمر عبر جسده.
ثم ظهرت شاشة النظام المعتادة أمامه.
— [إشعار النظام] —
تم تحقيق إنجاز جديد: "تحمل العلاج القسري!"
المكافأة: 5 نقاط مقاومة للألم.
قبل أن يتمكن من شتم النظام اللعين، ظهرت شاشة أخرى… لكنها كانت مختلفة هذه المرة.
لم تكن مجرد نافذة زرقاء شفافة، بل ظهرت في وسطها كرة صغيرة متوهجة… أو بالأحرى، كائن صغير شفاف يشبه قطرة الماء لكنه كان يملك عينين واسعتين تتأملانه بفضول.
— [تم تفعيل ميزة جديدة: المحاكي الشخصي!] —
تم منحك كائن محاكي لمساعدتك على التكيف مع بيئتك الجديدة!
الاسم: [غير محدد]
الوظيفة: تقديم المعلومات، تحليل البيئة، وتقديم المشورة (لكن ليس دائمًا بشكل مفيد).
حدق ليونيل في الكائن الصغير للحظات… ثم رفع حاجبه بريبة.
"ما هذا… الشيء؟"
الكائن الصغير رمش بعينيه المستديرتين، ثم قفز في الهواء وبدأ يدور حوله بحماس.
"أنا محاكيك الشخصي، أيها المستخدم! يسعدني العمل معك!"
ليونيل لم يتحرك، فقط نظر إليه بنظرة باردة.
"لا."
"هاه؟ لا ماذا؟"
"لا أريدك. خذ طريقك واختفِ."
المحاكي تجمد في مكانه وكأنه تلقى صدمة كهربائية.
"لكن… لكن النظام منحني لك كمكافأة! لا يمكنك رفضي!"
"بل أستطيع."
ضغط ليونيل على الشاشة محاولًا إغلاقها أو حذف المحاكي، لكنه لم يجد أي خيار لذلك.
المحاكي بدأ بالارتجاف وكأنه سيبكي. "ل-لا يمكنك التخلص مني! أنا جزء منك الآن!"
ليونيل ضيق عينيه، ثم تنهد وهو يمسك رأسه.
"حسنًا، فليكن… على الأقل لا تزعجني."
المحاكي طار حوله بحماس. "بالطبع! أنا هنا فقط لأساعدك!"
ليونيل لم يكن واثقًا أبدًا من تلك الجملة.
"حسنًا، بما أنك هنا، فلتفعل شيئًا مفيدًا. أخبرني كيف يمكنني الهروب من القصر."
المحاكي توقف للحظة، ثم تومض عيناه.
"عذرًا، لا يمكنني مساعدتك في ذلك! أي محاولة للهروب تعتبر ضد مصلحة المستخدم!"
ليونيل حدق به ببرود. "أنت عديم الفائدة."
المحاكي بدأ بالارتجاف مجددًا. "ل-لست عديم الفائدة! يمكنني تحليل الأشخاص، مساعدتك في اتخاذ القرارات، وحتى إعطائك تحذيرات مبكرة!"
ليونيل فكر للحظة… ربما يكون مفيدًا بطريقة ما.
تنهد، ثم أشار إليه بكسل. "حسنًا، لنرى مدى فاعليتك… قم بتحليل أقوى الأشخاص في هذا القصر."
المحاكي بدأ يلمع… ثم فجأة تجمد في مكانه.
"أوه… أوه لا… هذا سيء… هذا سيء جدًا…"
ليونيل عبس. "ماذا؟ ما المشكلة؟"
المحاكي استدار نحوه ببطء، صوته ارتجف.
"لقد حاولت تحليل الإمبراطور… لكن كل المعلومات عنه… محجوبة بالكامل."
ليونيل شعر بقشعريرة تسري في جسده.
"ماذا؟!"
المحاكي ارتجف مجددًا. "إنه… إنه مثل هاوية لا قاع لها… كلما حاولت البحث أعمق، كلما شعرت أنني على وشك الاختفاء… كأنه… كأنه يعلم أنني أحاول التطفل عليه!"
ليونيل ابتلع ريقه.
"هذا الرجل… أي نوع من الوحوش هو؟!"
.................
المحاكي ظل يطفو أمام وجه ليونيل، عينيه الواسعتين تلمعان بحماس غريب.
"حسنًا! الآن بعد أن أصبحنا شركاء، عليك أن تعطيني اسمًا!"
ليونيل رفع حاجبه. "شركاء؟ من قال إننا كذلك؟"
"أنا! أنا وأنت فريق الآن!" المحاكي دار حول نفسه بحماس، ثم اقترب أكثر. "هيا، أعطني اسمًا رائعًا!"
ليونيل نظر إليه بصمت للحظات. ثم فجأة، ابتسم بسخرية.
"حسنًا، بما أنك صغير، مزعج، ولا فائدة منك تقريبًا… فسأسميك 'كارثة'."
المحاكي تجمد في مكانه، ثم بدأ يهتز وكأنه تلقى صفعة غير مرئية. "ك-كارثة؟! هل أنت جاد؟! هذا اسم مرعب!"
"مناسب لك إذن."
"لا، لا، لا! أريد اسمًا رائعًا! مثل… لومي، أو نوفا، أو حتى أسترو!"
ليونيل عبس. "أوه، إذن تريد اسمًا لطيفًا؟ حسنًا، ماذا عن 'دمار'؟"
المحاكي ارتجف. "هذا أسوأ!"
ليونيل تنهد، ثم أشار إليه بلا مبالاة. "إما كارثة، أو لا اسم على الإطلاق."
المحاكي نظر إليه بنظرة يائسة، لكنه استسلم في النهاية. "حسنًا… كارثة إذن."
فجأة، ظهرت نافذة نظام جديدة أمام ليونيل.
— [تم تسمية المحاكي الشخصي بنجاح!] —
الاسم: كارثة
الولاء: 80٪ (قلق ولكن متحمس)
المهارات: تحليل المعلومات، تقديم التوجيه، إصدار التحذيرات
كارثة نظر إلى النافذة، ثم التفت إلى ليونيل وهو يعبس (إن كان يمكن لقطرة ماء أن تعبس). "أنا متأكد أنك ستندم على هذا الاسم لاحقًا!"
ليونيل ابتسم بسخرية. "سنرى."
....................
لم تمضِ سوى لحظات بعد أن وافق المحاكي الصغير على اسمه الجديد حتى ظهرت نافذة نظام جديدة أمام ليونيل، مما جعله يشعر برغبة ملحة في تمزيق شيء ما.
— [إشعار النظام] —
تم تفعيل مهمة جديدة!
المهمة: حضور حفلة استقبال ولي العهد
الوصف: لا يمكنك تفويت هذه الحفلة. سواء أعجبك ذلك أم لا، يجب أن تحضرها.
المكافأة: مهارة جديدة غير معروفة.
العقوبة: سيتم سحبك إلى الحفلة بالقوة.
ليونيل تجمد، ثم ضاق عينيه.
"...ماذا؟"
قرأ المهمة مرة أخرى، ببطء هذه المرة، محاولًا استيعاب مدى الوقاحة التي وصل إليها هذا النظام المزعج.
"أووووه، لا! لاااااااا!"
كارثة قفز في الهواء من الصدمة بينما انفجر ليونيل غضبًا.
"أيها النظام اللعين! اللعنة عليك وعلى مهامك السخيفة! من قال إنني أريد حضور حفلة شخص لا أهتم به؟! ولماذا تكون العقوبة دائمًا سخيفة بهذا الشكل؟!"
بدأ ليونيل يسير (أو بالأحرى، يزحف قليلاً على سريره، لأنه لا يستطيع المشي جيدًا بعد) جيئة وذهابًا، يلوح بيديه بينما يشتم النظام والمؤلف والعالم بأسره.
"لماذا أنا دائمًا؟! لماذا يتم إجباري على أشياء لا أريدها؟! هل أنا بطل القصة أم دميتها؟!""
كارثة نظر إليه بعيون واسعة، وكأنه يشاهد عرضًا كوميديًا حيًا.
"أنت تصرخ كثيرًا."
ليونيل التفت إليه بحدة. "وأنت قليل الفائدة جدًا!"
كارثة تطاير للخلف، ثم اقترب بحذر. "إذن… هل ستذهب؟"
ليونيل تجمد، ثم زفر ببطء. "...أنا لا أملك خيارًا، أليس كذلك؟"
كارثة هز رأسه. "لا، ليس لديك خيار."
ليونيل تدلى رأسه في إحباط، قبل أن يرفع عينيه الباردتين إلى كارثة. "بالمناسبة، هل تعرف لماذا تم تصنيفي كشرير في الرواية؟"
كارثة توقف للحظة، ثم طاف حول نفسه. "في الواقع… هذه نقطة مثيرة للاهتمام."
ثم أكمل بصوت أكثر جدية. "هل تعتقد أنك شرير حقًا؟"
ليونيل ضحك بسخرية. "أنا لا أعرف حتى من أنا بعد، ومع ذلك العالم يقرر لي أنني الشرير. أليس هذا مضحكًا؟"
كارثة فكر للحظات، ثم قال: "حسنًا، ربما هذه فرصة لك لاكتشاف الحقيقة بنفسك."
ليونيل حدق فيه، قبل أن يميل رأسه. "...أنت تتحدث وكأنك تعرف أكثر مما تظهر."
كارثة أدار وجهه الصغير إلى الجهة الأخرى، متظاهراً بالبراءة. "أنا؟ لا شيء سوى محاكي صغير ولطيف!~"
ليونيل لم يصدقه لحظة واحدة.
......................
لم يدم الهدوء طويلًا.
الباب انفجر مفتوحًا، وصوت خطوات ثقيلة اقتحم المكان قبل أن يتمكن ليونيل حتى من استيعاب ما يحدث.
"ماذا؟!"
في لحظة، كان محمولًا بين ذراعي إليوت، وكأنه مجرد كيس بطاطس، دون أي سابق إنذار.
"إليوت! ماذا تفعل أيها الأحمق؟!"
ليونيل حاول التملص، يركل بقدميه ويتلوى بكل ما لديه من قوة، لكنه لم يكن سوى صراع غير متكافئ. إليوت لم يتأثر ولو قليلاً، بل واصل السير وكأنه لا يحمل شخصًا يصرخ في وجهه بأبشع الشتائم الممكنة.
"أين تأخذني، أيها المتخلف؟! أنزلني فورًا، وإلا سأجعل الإمبراطور يجعلك تتدرب ليومين بدون راحة!"
إليوت لم يرد، فقط ألقى عليه نظرة جانبية باردة قبل أن يواصل طريقه بلا اكتراث.
"وجهتك اليوم هي الحديقة."
"من الذي سمح لك بأخذي إلى هناك؟! هل أصبحت الآن خاطف أمراء؟!"
"الإمبراطور."
ليونيل تجمد.
"...ماذا؟"
إليوت لم يكلف نفسه حتى عناء التوضيح، بل واصل طريقه، متجاهلًا تمامًا العاصفة من السباب التي كان ليونيل يطلقها عليه.
"أيها الأب اللعين! إلى متى ستستمر في جعل حياتي جحيمًا؟!"
لكن لا إجابة.
كارثة كان يطفو بجانبهم، يراقب الوضع بعيون مليئة بالتسلية، وكأنه يشاهد مسرحية كوميدية ممتعة.
"بصراحة، أنت تُخطف كثيرًا بالنسبة لشرير مخيف."
ليونيل حدق به بعيون تحترق غضبًا. "لا تبدأ أنت أيضًا!"
لكن، رغم كل احتجاجاته، لم يكن هناك مهرب.
وفي النهاية، وجد نفسه يُحمل إلى الحديقة مثل طفل مشاكس… مجددًا.
...................
كان واضحًا أن محاولة الهروب بالقوة مستحيلة، لذا قرر ليونيل اللجوء إلى خطته الاحتياطية: الاستفزاز حتى يفقد إليوت أعصابه ويتركه!
أخذ نفسًا عميقًا، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة جانبية ماكرة.
"إليوت، هل أخبرتك من قبل أنك تملك أكتافًا عريضة لكن بلا فائدة؟"
إليوت لم يرد، فقط تابع طريقه بصمت.
"أعني، لديك جسد فارس، لكن في النهاية، لا تزال مجرد كلب مطيع لأوامر والدي العزيز."
لا رد.
"أوه، هل أزعجتك كلمة كلب؟ آسف، كنت أقصد كلب حراسة. الفرق بسيط، لكنك تفهم قصدي، أليس كذلك؟"
أخيرًا، لاحظ ليونيل أن يد إليوت اشتدت حوله للحظة قبل أن يعود إلى طبيعته.
"أوه؟ هل تأثرت أخيرًا؟"
قرر ليونيل الاستمرار، فهذه فرصته للنجاة!
"بالمناسبة، هل صحيح أنك لم تستطع هزيمة ولي العهد في المبارزة أبدًا؟ سمعت أن الفارق بينكما مثل السماء والأرض، كم هذا محرج، أليس كذلك؟"
إليوت توقف.
ليونيل كاد يبتسم بانتصار… لكن في اللحظة التالية، شعر بأن قبضته أصبحت أقوى، وكأن إليوت كان يحاول عصره بدلًا من حمله.
"أوه… انتظر، أنت غاضب حقًا، أليس كذلك؟"
إليوت ألقى عليه نظرة جانبية باردة، ثم واصل طريقه مجددًا.
"أوه، تعتقد أنك تستطيع تجاهلي؟ حسنًا، لنرى إلى متى يمكنك تحمل هذا!"
ليونيل قرر التصعيد.
"بالمناسبة، هل صحيح أنك لم تستطع العثور على خطيبة حتى الآن؟ أعني، حتى مع مكانتك كأمير ثانٍ، لا تزال عالقًا وحيدًا! ربما يجب أن أساعدك، أنا أعرف بعض الخادمات اللطيفات اللواتي قد يقبلن بك إذا—"
وفجأة، توقف إليوت مرة أخرى.
ثم، دون سابق إنذار… ألقى بليونيل على الأرض!
"تبًا لك، ليونيل!"
ليونيل، الذي وجد نفسه الآن جالسًا على العشب بعد السقوط المفاجئ، رفع رأسه لينظر إلى الأمير الثاني، الذي بدا وكأنه يحاول كبح غضبه بأقصى ما يستطيع.
"أخيرًا، حرية!"
لكن، قبل أن يحتفل، أدرك أن الوضع لم يكن في صالحه تمامًا. صحيح أنه لم يعد محمولًا، لكنه لا يزال في الحديقة، وإليوت كان لا يزال يحدق به بنظرة مرعبة.
"إذن، ماذا الآن؟ هل ستضربني؟"
إليوت تنهد، ثم أدار ظهره له.
"لستُ غبيًا لدرجة الوقوع في فخك، أيها القزم المزعج. ابقَ هنا، واستمتع بالحديقة كما طلبت."
قالها ثم رحل، تاركًا ليونيل وحده.
ليونيل، الذي كان يجلس على العشب، شعر بنسيم الهواء البارد يلفح وجهه.
"حسنًا… لم تكن هذه النتيجة المثالية، لكنني على الأقل لم أعد محمولًا مثل طفل!"
نظر حوله، ثم تنهد براحة.
"على الأقل، فزت في هذه الجولة!"