تنهّد ليونيل وهو ينظر إلى شاشة النظام التي لا تزال عالقة منذ الليلة الماضية. لم يكن قد ألقى لها بالًا بسبب الأحداث المتتالية، لكنه الآن امتلك بعض الوقت للنظر فيها.
[إشعار النظام]
تم الانتهاء من تحديث معلومات اللاعب!
ظهر إشعار آخر أسفلها مباشرة، مما جعله يرفع حاجبه بفضول.
[ملف اللاعب: ليونيل كارستين]
التصنيف: شرير ثانوي.
الدور: عقبة أمام البطل، مصيره الموت قبل بلوغ سن رشد .
التأثير على القصة: ضئيل، لكنه قد يكون عاملاً محفزًا لبعض الشخصيات.
نسبة النجاة: ١٪ (قابل للتغيير).
أظلمت ملامح ليونيل وهو يقرأ ذلك.
"شرير ثانوي؟ مصيري الموت هذا سخيف ؟"
ضغط على الشاشة بغضب، محاولًا فتح المزيد من المعلومات، لكن كل زر كان يحمل أمامه علامة قفل صغيرة بجانبه.
ظهر إشعار جديد على الفور.
[إشعار النظام]
عذرًا، المعلومات الإضافية مقفلة! الرجاء الدفع بالعملات لفتح المزيد من التفاصيل.
"تبا لك أيها النظام الوقح!" شتم ليونيل بغضب، شعر كأنه يتعامل مع لعبة تدفعه نحو عمليات الشراء القسرية.
لكنه قبل أن يكمل غضبه، ظهر إشعار غير متوقع أمامه.
[إشعار خاص]
تمت إضافة ٥٠ عملة ذهبية إلى حسابك من قبل "المدير المسؤول".
تجمّد ليونيل في مكانه.
"مدير مسؤول؟ من هذا؟"
نظر إلى شاشة النظام مجددًا، لكنه لم يجد أي تفاصيل إضافية حول هوية هذا "المدير".
شعر بقشعريرة باردة تزحف على ظهره. لم يكن يحب فكرة أن هناك شخصًا آخر قادرًا على التلاعب بنظامه غير هذا النظام اللعين نفسه.
لكنه في الوقت نفسه، لم يستطع تجاهل شيء واحد…
"مهما كان هذا المدير، فقد منحني ٥٠ عملة مجانًا… وهذا يعني أنني أستطيع استخدامها الآن!"
ابتسامة خبيثة تشكّلت على شفتي ليونيل وهو يفتح المتجر، مستعدًا لاستغلال هذه الفرصة حتى آخر عملة!
......................
فتح ليونيل المتجر وهو يشعر بحماس غريب. كان يأمل أن يجد شيئًا مفيدًا يساعده على التعامل مع وضعه البائس، خاصة مع هذه العملات التي حصل عليها مجانًا.
لكن ما إن ظهرت قائمة المنتجات أمامه، حتى شعر بتجمّد عقله للحظات.
[متجر النظام]
1. وجبة طعام فاخرة – 10عملات فضية
2. جرعة استعادة الطاقة – 20 عملات فضية
3. كتاب "أساسيات السحر للمبتدئين" – 30عملات فضية
4. سلاح مبتدئ (خنجر بسيط) – 40 عملات فضية
5. مهارة "خطوات الشبح" – 50 عملات فضية
6. معلومات عن أقوى شخصية في القصة – 10 عملات فضية
7. بطاقة "تغيير المصير" (الاستخدام لمرة واحدة) – 50 عملات ذهبية
كان كل شيء… معقولًا إلى حد ما.
لكن قبل أن يتمكن من اختيار شيء، ارتعشت الشاشة للحظة، وظهرت رسالة جديدة.
[تحديث الأسعار بناءً على أصول اللاعب]
اختفت القائمة للحظة، ثم عادت مرة أخرى… لكن بأسعار جديدة تمامًا.
[متجر النظام]
1. وجبة طعام فاخرة – 20 عملة ذهبية
2. جرعة استعادة الطاقة – 30 عملة ذهبية
3. كتاب "أساسيات السحر للمبتدئين" – 50 عملة ذهبية
4. سلاح مبتدئ (خنجر بسيط) – 75 عملة ذهبية
5. مهارة "خطوات الشبح" – 100 عملة ذهبية
6. معلومات عن أقوى شخصية في القصة – 200 عملة ذهبية
7. بطاقة "تغيير المصير" (الاستخدام لمرة واحدة) – 1000 عملة ذهبية
صمت ليونيل تمامًا، حدق في الشاشة بعينين فارغتين، وكأن روحه خرجت من جسده للحظة.
"... ماذا؟"
نظر إلى القائمة مرة أخرى، ثم إلى رصيد عملاته الذي لا يزال 50 عملة… ثم إلى القائمة مجددًا.
"... تباااًا، هل أنا أهذي؟"
بالأمس، عندما لم يكن لديه أي نقود، كانت الأسعار منخفضة! والآن بعدما حصل على 50 عملة، قفزت الأسعار بجنون وكأن النظام قرر أن يستغله!
"أيها النظام اللعين! هل تعتقد أنني غبي؟! هل تعتقد أنني لن ألاحظ أنك رفعت الأسعار بمجرد أن حصلت على بعض النقود؟!"
بدأ ليونيل يشتم النظام بأقذع العبارات، ثم التفت إلى السماء، وكأنه يخاطب المؤلف نفسه:
"وأنت أيها المؤلف! هل تستمتع بجعلي أعاني؟! لماذا أشعر وكأنك تراقبني وأنت تضحك الآن؟!"
لم يظهر أي رد من المؤلف، لكن النظام لم يبقَ صامتًا.
[إشعار النظام]
"يرجى التوقف عن نشر الطاقة السلبية، حافظ على بيئة تسوق إيجابية!"
… بيئة تسوق إيجابية؟
"سأريك البيئة الإيجابية عندما أحطم هذا النظام فوق رأسك!"
وبهذا، بدأ ليونيل يومه الجديد بشتم النظام، المؤلف، والقدر الذي أوقعه في هذا المأزق اللعين.
......................
وسط غضبه العارم، ظهر شعار مألوف أمامه، تلك الكرة السوداء الصغيرة ذات العينين اللامعتين.
كان كارثة، الكائن المحاكي الذي رافقه منذ ظهور النظام.
لكن هذه المرة، بدلاً من أن يكون هادئًا كالمعتاد، بدا وكأنه يتردد في الظهور بالكامل.
"كارثة!" نادى ليونيل وهو يحدق فيه بعينين ضيقتين. "تعال إلى هنا فورًا!"
من المسؤول هنا؟ كارثة، تكلم الآن!
ارتعش كارثة، ثم ظهر أخيرًا بالكامل، محلقًا أمام ليونيل وهو يرفرف بجناحيه الصغيرين.
"... ماذا؟"
"لا تتظاهر بالبراءة! لديّ أسئلة، وأنت ستجيب عليها!"
تنهد كارثة، لكنه لم يهرب هذه المرة. "حسنًا، اسأل."
ليونيل لم يضيع الوقت، أشار إلى شاشة المتجر التي لا تزال مفتوحة. "أولًا، من هو المدير المسؤول الذي أضاف لي هذه العملات؟"
كارثة ظل صامتًا للحظة، ثم قال: "المعلومات السرية غير متاحة لك حاليًا."
توقف ليونيل للحظة، ثم قال ببطء شديد: "... إذًا أنت تعرف، لكنك لا تستطيع إخباري؟"
كارثة أومأ برأسه الصغير.
"... تبا لك."
تجاهل كارثة الشتيمة، فتابع ليونيل: "حسنًا، إذًا أجبني عن هذا: كيف يعمل هذا النظام اللعين؟ لماذا ارتفعت الأسعار بمجرد حصولي على بعض النقود؟"
كارثة بدا مترددًا هذه المرة، لكنه تحدث أخيرًا: "النظام يعتمد على معايير خاصة لتحديد الأسعار بناءً على وضع المستخدم وأصوله. كلما زادت مواردك، زادت الأسعار."
"... ماذا؟ هل تقول إن هذا النظام يضبط الأسعار بناءً على ثروتي؟!"
كارثة أومأ برأسه.
"... هل هذا متجر أم عصابة قطاع طرق؟!"
"لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال."
ليونيل كاد ينفجر من الغضب، لكنه أخذ نفسًا عميقًا ليهدأ. "إذًا، هل يمكنني خداع النظام؟ ماذا لو أنفقت كل عملياتي وبقيت مفلسًا؟ هل ستعود الأسعار كما كانت؟"
كارثة لم يرد على الفور، لكنه قال بعد برهة: "قد يكون هناك تلاعب ممكن… لكن النظام سيتكيف مع ذلك أيضًا."
"... سيتكيف؟"
"نعم، إذا لاحظ النظام أنك تحاول خفض الأسعار عمدًا، فقد يمنعك من الشراء لبعض الوقت أو يزيد الأسعار أكثر."
ليونيل شعر برغبة في تحطيم رأسه بالحائط. "هذا ليس نظامًا! هذا فخ محكم!"
كارثة لم ينكر الأمر، بل اكتفى بالصمت.
أخذ ليونيل نفسًا عميقًا وهو يفكر، ثم تمتم: "إذن… هناك شخص ما، المدير المسؤول، الذي يمكنه تعديل هذا النظام وإضافة العملات متى شاء؟"
كارثة لم يرد، لكنه لم ينكر الأمر أيضًا.
"... حسنًا، هذا مثير للاهتمام."
ليونيل ابتسم ببطء، لكن هذه الابتسامة لم تكن سعيدة على الإطلاق. كان هناك شيء آخر في ذهنه الآن… شيء أكثر خطورة بكثير.
نظر ليونيل إلى كارثة بنظرة حادة، ثم قال بنبرة خطيرة:
"حسنًا، لقد تحدثنا عن النظام… الآن لديّ أسئلة أخرى."
كارثة لم يعجبه ذلك، وبدأ يتراجع للخلف بحذر. "أسئلة أخرى؟"
"نعم، عن الأحلام التي تراودني."
تجمد كارثة للحظة، لكنه تظاهر بعدم الفهم. "أحلام؟ أي أحلام؟"
"لا تلعب دور الغبي!" قاطع ليونيل بسرعة. "أنت تعرف بالضبط عن ماذا أتحدث. تلك الأحلام التي أرى فيها ليونيل الأصلي، الأشخاص ذوي الشعر الأبيض، القتال ضد المجهولين… والأهم من ذلك كله، لماذا أراه يهرب دائمًا؟"
كارثة لم يرد، لكنه بدا وكأنه يريد أن يختفي في أي لحظة.
ليونيل ضيّق عينيه. "أنت تعلم شيئًا، أليس كذلك؟ أخبرني، من هو ليونيل الأصلي حقًا؟ ولماذا تم تصنيفه كشرير؟"
كارثة طاف في الهواء بعيدًا عنه، متجنبًا الإجابة.
لكن ليونيل لم يتراجع. "أنا وهو نشترك في شيء واحد، صحيح؟ كلانا عاجزان، كلانا مريضان… ومع ذلك، هو مصنف كشرير وأنا مجرد 'شخص ثانوي'؟ ما السبب الحقيقي وراء ذلك؟"
كارثة ظل صامتًا، ثم قال ببطء: "هناك أشياء… لا يمكنك معرفتها الآن."
"اللعنة عليك، كارثة! إذا كنت تعرف، قلها مباشرة!"
كارثة تراجع أكثر. "أنا لست ملزمًا بإعطائك جميع الإجابات الآن."
"إذًا، أنت تعرف!" زمّ ليونيل شفتيه بغضب. "أعطني سببًا يمنعني من سحقك الآن!"
كارثة، الذي شعر بأن الوضع بدأ يصبح خطيرًا، قرر أن الوقت قد حان للهروب.
"آه، انظر إلى الوقت! يجب أن أذهب!"
وبلمح البصر، اختفى في الهواء!
ليونيل تجمد للحظة، ثم صرخ بغضب: "عد إلى هنا، أيها الجبان!"
لكن كارثة لم يظهر مجددًا.
جلس ليونيل على سريره وهو يزمجر من الغضب، ثم تمتم:
"اللعنة… هذا الشيء يعرف الكثير، لكنه يرفض الحديث."
قبض على يديه بإحكام، وهو يدرك شيئًا مهمًا:
إذا كان يريد الحصول على إجابات، فعليه البحث بنفسه.
جلس ليونيل على سريره وهو يحدق في شاشة النظام بعبوس.
تصنيف: شرير ثانوي
كان يمكنه تجاهل كل شيء آخر، لكنه لم يستطع تقبل هذا التصنيف.
"لماذا؟ لم أفعل شيئًا، لا أنوي التدخل، ولا أرغب في أن أكون بطلًا أو شريرًا، فلماذا يتم تصنيفي بهذه الطريقة؟"
أغمض عينيه محاولًا تذكر أي معلومة مفيدة من الرواية.
كان ليونيل كارستين في القصة الأصلية شخصية مأساوية… لكن لم يتم التركيز عليه كثيرًا.
الأمير الرابع، المريض، المنبوذ…
تذكر بعض التفاصيل الغامضة التي ظهرت بشكل عابر في الرواية.
— كان هنالك حديث عن أنه "خائن" في المستقبل.
— ذُكر أنه قام بشيء فظيع جعله يستحق اللعنة.
— لم يتم توضيح أي شيء عن ماضيه بشكل دقيق، وكأنه اختفى من القصة فجأة.
فتح عينيه ببطء، وقد بدأت بعض الشكوك بالتكون في عقله.
"هل يمكن أن يكون السبب في تصنيفي كشرير متعلقًا بشيء قام به ليونيل الأصلي؟ أو… بشيء كان من المفترض أن أفعله؟"
شعر بقشعريرة تسري في جسده.
هل هذا يعني أنني مقدر لي أن أصبح شريرًا بغض النظر عن قراراتي؟
قبض على يده بقوة.
"هذا غير منطقي… لا يمكن أن أكون شريرًا فقط لأن القصة قررت ذلك."
تنهد وهو يضع يده على رأسه.
يجب أن أكتشف المزيد عن ماضي ليونيل الأصلي… وإلا فقد ينتهي بي الأمر باتباع نفس المسار دون أن أدري.
لماذا؟
هل لأنه فعل شيئًا حقًا، أم لأن القصة قررت أن تجعله كبش فداء؟
إذا كان كذلك، فمتى حدث ذلك؟ بعد أن كبر؟ أم كان هنالك شيء غامض متعلق بماضيه؟
كلما فكر ليونيل أكثر، ازداد انزعاجه. لا توجد معلومات كافية في الرواية الأصلية!
"هل هذا لأن المؤلف لم يكن مهتمًا بتوضيح قصتي؟"
شعر بالغضب مجددًا.
"اللعنة عليك، أيها المؤلف الكسول! كيف أهرب من مصيري وأنا لا أعرف حتى كيف وصلت إلى هنا؟!"
نظر إلى شاشة النظام مجددًا، لكنه لم يجد أي خيار يمنحه إجابة مباشرة… طبعًا، لأن كل شيء في هذا النظام المزعج يتطلب الدفع!
ثم تذكر شيئًا مهمًا.
الأحلام.
كان يرى كوابيس غريبة… أشخاصًا بشعر أبيض… ليونيل الأصلي يركض… وأخيرًا، شعار القمر الأحمر.
"قد تكون هذه الأحلام مفتاح الإجابة."
عليه أن يعرف الحقيقة قبل أن يجد نفسه في طريق مسدود…
.
............
في الوقت الحالي، قرر ليونيل تجاهل كل شيء. التفكير الزائد يسبب له الصداع، والمعلومات الناقصة تزيد من إحباطه.
الحل؟ النوم.
لكن، بالطبع، لم يُمنح هذه الرفاهية.
دخل الإمبراطور، وخلفه أحد الخدم وهو يحمل زيًا رسميًا فاخرًا.
"استيقظ، ليونيل."
غمغم ليونيل بانزعاج ودفن وجهه في الوسادة، متجاهلًا وجود والده. لكنه سمع الجملة التالية التي جعلته يستيقظ فورًا.
"لقد وصل أخوك الأكبر، راين. حان وقت استقباله."
"... ماذا؟!"
رفع رأسه ببطء، محدقًا في الإمبراطور وكأنه لم يسمع جيدًا.
راين؟ ولي العهد؟ الابن المثالي؟ ذلك الوحش الذي تخرّج من أفضل أكاديمية في الإمبراطورية؟
"لا، شكرًا. لستُ مهتمًا."
قالها ليونيل ببرود وأدار رأسه لينام مجددًا.
لكن الإمبراطور لم يعطه خيارًا.
"ليونيل."
"... لااااا."
اقترب الإمبراطور، وجلس على طرف السرير، ثم مدّ يده وسحب الغطاء بعيدًا.
بدأ ليونيل يحاول التملص، لكن الإمبراطور لم يعطه فرصة حتى للاحتماء بالوسادة، بل رفعه بسهولة عن السرير كما لو كان يحمل طفلًا صغيرًا.
"انتظر! يمكننا التحدث عن هذا! ألا يمكنني إرسال رسالة فقط؟ أو ربما أستقبله لاحقًا؟ بعد عام مثلًا؟"
لكن الإمبراطور لم يكترث لنحيبه وبدأ في مساعدته على ارتداء الملابس الرسمية.
نظر ليونيل إلى الزي الفاخر أمامه وأدرك أنه في ورطة حقيقية.
لم تكن هناك معركة غير متكافئة أكثر من هذه.
ليونيل ضد الإمبراطور.
النتيجة؟ سحق تام لصالح الإمبراطور.
"لا أريد! قلت لا أريد!"
حاول ليونيل التملص مجددًا، لكنه لم يكن قادرًا حتى على الوقوف بمفرده، فكيف سيفلت من قبضة الإمبراطور؟
"ابقَ ثابتًا، ليونيل."
"ثابت رأسك!
قلت لا أريد الذهاب! لستُ مهتمًا بلقاء أخي العبقري الذي يحب التباهي!"
لكن الإمبراطور تجاهل احتجاجاته، وساعده في ارتداء القميص الأبيض المطرز بخيوط ذهبية.
"أرجلـي! أنت تؤذي رجليّ!"
"أنت تبالغ."
"أنا أحتج رسميًا ضد هذا الاستبداد! أين حقوقي كإنسان؟!"
رفع الإمبراطور حاجبه، ثم وضع الرداء الإمبراطوري فوق كتفيه.
" لا يوجد لديك حقوق بني ."
"... تبا لهذه العائلة اللعينة!"
أخذ الإمبراطور قفازات سوداء أنيقة، وساعده في ارتدائها، بينما كان ليونيل لا يزال يحاول المقاومة بتحريك يديه بعشوائية.
"أحمق، أحمق، أحمق! سحقًا لك، سحقًا لعائلتك، سحقًا للإمبراطورية بأكملها!"
لكن الإمبراطور لم يرد عليه، بل حمله بسهولة وكأنه قطعة أثاث ثم خرج به من الغرفة.
وهكذا، رغمًا عنه، تم جر ليونيل لمقابلة ولي العهد…
وصل الإمبراطور إلى قاعة العرش الفخمة، متربعًا على عرشه المهيب، بينما كان لا يزال يحتفظ بليونيل في حجره وكأنه طفل صغير.
إليوت كان يقف بجانب العرش، صامتًا، لكنه يراقب الموقف بتركيز، أما الوزراء والنبلاء فكانوا مصطفين، منتظرين وصول ولي العهد راين.
كان الجو رسميًا، راقيًا، وكل شيء يسير على ما يرام…
مما جعله المكان المثالي لخلق الفوضى!
"يا لها من حفلة بائسة."
قالها ليونيل ببرود وهو يمسح بصره عبر القاعة، متجاهلًا نظرات الاستياء التي وُجهت إليه.
"هذا هو الاستقبال الذي أعددتموه لأخي العزيز؟ يا للعار… توقعت على الأقل حفلة ممتعة، مع موسيقى راقصة، طعام شهي، وشيء يسليني… لكن بدلًا من ذلك، حصلنا على مجموعة من العجائز المتجهمين."
تمتم أحد الوزراء بغضب: "سموك، هذه مناسبة رسمية، وليست حفلة سيرك."
ليونيل تنهد بملل وهو يضع يده على جبهته، وكأنه يعاني من صداع بسبب غبائهم.
"إذًا، حتى الحفلات الرسمية يجب أن تكون مملة لهذه الدرجة؟ لا عجب أن هذه الإمبراطورية قد تتجه نحو الانحدار."
بعض النبلاء بدأوا يتهامسون بغضب، بينما أحدهم تجرأ وقال: "أنت تسيء احترامنا جميعًا، سمو الأمير الرابع!"
ليونيل ابتسم بسخرية. "أوه، هل هذا يعني أنكم تريدون طردي؟ حسنًا، لا بأس بذلك، سأغادر بسرور!"
حاول النهوض، لكن الإمبراطور ضغط عليه ليبقى مكانه، وكأنه لم يكن ينوي تركه يهرب.
"أوه، بالطبع، كيف نسيت؟ والدي العزيز لن يسمح لي بالرحيل بهذه السهولة، أليس كذلك؟"
التفت إلى الإمبراطور بابتسامة ساخرة. "قل لي، يا جلالة الإمبراطور، لماذا لا نستقبل راين بطريقة أفضل؟ مثلًا، نُحضر له فرقة موسيقية، نُقيم عرضًا ناريًا، أو ربما… نرسل إليه موكبًا من الراقصات؟"
أحد الوزراء كاد أن يختنق من الصدمة.
"أيها الأمير! ما الذي تقوله؟!"
"ماذا؟ فقط أقدم اقتراحات لتحسين مستوى الاحتفال، أليس هذا واجبي كأحد أفراد العائلة الإمبراطورية؟"
كانت علامات الغضب بادية على وجوه الجميع، وبدأ البعض يتساءلون بصوت منخفض عما إذا كان عقل ليونيل قد تضرر أثناء غيبوبته.
لكن للأسف، بدلًا من طرده كما كان يأمل، لم يتحرك أحد، وحتى الإمبراطور ظل محافظًا على هدوئه…
يبدو أن خطته ستحتاج إلى المزيد من التطوير!
..............
ليونيل أدرك أن استفزازاته السابقة لم تكن كافية. النبلاء والوزراء لا يزالون يحاولون التمسك بأعصابهم، والإمبراطور لم يُظهر أي نية لطرده.
حسنًا، حان وقت الخطة البديلة: الهجوم على الأشكال!
مسح ليونيل القاعة بنظره قبل أن يتوقف عند أحد الوزراء المسنين، الذي كان أصلعًا تمامًا مع لحية رمادية طويلة تغطي نصف وجهه.
"أوه، سيدي، لم ألاحظك هناك! في البداية، ظننت أنك مجرد انعكاس للإضاءة على الأرضية، لكن لا، أنت موجود بالفعل! أخبرني، كيف هو شعورك وأنت ترى انعكاس رأسك في كل مرة تنظر إلى المرآة؟"
أحد النبلاء كتم ضحكته، بينما احمر وجه الوزير المسن غضبًا.
لم يتوقف ليونيل، بل حوّل نظره إلى دوق ذو شارب كثيف للغاية، لدرجة أن فمه بالكاد كان مرئيًا تحته.
"وأنت، أيها الدوق المحترم، كم من الطيور الصغيرة تعيش داخل هذا الشارب؟ يجب أن تكون بيئة جيدة جدًا للعصافير، أليس كذلك؟"
الدوق شهق بغضب، بينما أخذ بعض الحاضرين يتهامسون ويحاولون كتم ضحكاتهم.
لكن ليونيل لم ينتهِ بعد!
التفت إلى أحد النبلاء الشباب، الذي كان يرتدي بدلة مزخرفة بشكل مبالغ فيه، مليئة بالألوان الذهبية والزخارف المبالغ فيها.
"هل خرجت من خزانة ملابس أم أنك سرقت ستائر القصر وخطأت في استخدامها؟"
النبلاء لم يستطيعوا تمالك أنفسهم، وبدأ بعضهم يقهقهون خفية، بينما الشاب الذي سخر منه ليونيل احمر وجهه تمامًا وكأنه سيصاب بسكتة قلبية.
"كفى هذا الهراء!" صرخ أحد الوزراء بغضب، وبدأ الآخرون يتذمرون، بينما بعضهم تململ في مكانه وكأنهم على وشك الانفجار.
ليونيل ابتسم بسعادة، الآن بدأت خطته تؤتي ثمارها!
لكن… قبل أن يتمكن أي شخص من اتخاذ قرار بطرده، سمع الجميع صوت الإمبراطور وهو يتنهد.
"ليونيل، لا تكن طفوليًا."
ثم، وبحركة سريعة، ضغط الإمبراطور على رأس ليونيل بقوة، مما جعله يئن بألم.
"أغلق فمك قبل أن أقرر معاقبتك بطريقة لن تعجبك."
ليونيل جمد مكانه. انتظر… ماذا؟!
"لكنني فقط كنت—"
"صمت."
شعر ليونيل بقشعريرة تسري في جسده، ورغم رغبته في التمرد، إلا أن هالة الإمبراطور كانت خانقة بما يكفي لجعله يبتلع أي كلمة أخرى.
اللعنة… يبدو أن خطته لم تنجح كما أراد.
ليونيل قرر التزام الصمت… مؤقتًا. لم يكن الأمر لأنه خاف من الإمبراطور، بل لأنه كان يدخر طاقته للجولة القادمة.
عندما يدخل أخوه راين، سيعود للعبث من جديد!
تنهد وأراح رأسه على كتف الإمبراطور وكأنه غير مبالٍ بما يجري حوله. أما الوزراء والنبلاء، فقد بدوا وكأنهم على حافة الانفجار، لكنهم لم يجرؤوا على قول شيء في وجود الإمبراطور.
مرت لحظات من الهدوء المشحون بالتوتر، إلى أن أعلن أحد الحراس بصوت عالٍ عند المدخل:
"وصول ولي العهد، الأمير الأول، راين كارستين!"
فُتحَت الأبواب الضخمة ودخل راين بخطوات واثقة، هالة من الهيبة تحيط به، بينما كان يرتدي زيّه العسكري الرسمي الذي أبرز مكانته. كان يشبه الإمبراطور إلى حد كبير، بشعره الاسود وعينيه الذهبية، لكن ملامحه بدت أكثر هدوءًا وانضباطًا.
تبعته مجموعة من الفرسان الحراس، لكن ليونيل لم يكترث لهم. كل تركيزه كان على راين.
حان وقت الجولة الثانية من الفوضى!
رفع رأسه ونظر إلى راين بعينين متوهجتين بالحماس، ثم فتح فمه ليقول شيئًا من شأنه أن يشعل الأجواء فورًا!
تقدم راين بخطوات واثقة وسط القاعة، هالة من السلطة تحيط به، وأعين الحاضرين تتابعه بإعجاب واحترام. توقّف أمام العرش وانحنى قليلًا للإمبراطور، قبل أن يرفع رأسه وينظر مباشرة إلى ليونيل.
العاصفة القادمة بدأت الآن.
ليونيل لم ينتظر طويلًا قبل أن يرفع حاجبه ويبتسم ابتسامة جانبية ساخرة. ثم أمال رأسه على كتف الإمبراطور وكأنه مستمتع بالعرض وقال بصوت مرتفع بما يكفي ليسمعه الجميع:
"حقًا؟ هذا هو الأخ الأكبر الذي كنتم تتحدثون عنه؟ توقعت شخصًا أطول... أو على الأقل أكثر إثارة للإعجاب."
خيّم الصمت على القاعة.
الوزراء تجمدوا في أماكنهم، النبلاء نظروا إلى بعضهم بقلق، أما إليوت فقد وضع يده على وجهه وكأنه غير قادر على تصديق ما يسمعه.
راين، الذي لم يكن يتوقع هذا النوع من الاستقبال، لم يغيّر تعابير وجهه، لكنه نظر إلى ليونيل نظرة باردة… نظرة لم يتمكن ليونيل من تفسيرها بسهولة.
أما الإمبراطور؟
حسنًا، تنهد وكأنه توقّع شيئًا من هذا القبيل، لكنه لم يتدخل بعد.
ليونيل، الذي رأى أن رد الفعل لم يكن بالحجم الذي يريده، قرر تصعيد الأمور أكثر.
أشار إلى راين وقال بصوت مستهزئ: "أوه، هل أخطأت؟ هل أنت مجرد فارس هنا للمرافقة؟ أين ولي العهد الحقيقي؟"
مرت لحظة أخرى من الصمت المشحون، قبل أن يرفع راين إحدى حاجبيه أخيرًا ويتحدث بنبرة هادئة لكن خطيرة:
"منذ متى أصبحتَ وقحًا لهذه الدرجة، ليونيل؟"
ليونيل ابتسم، لقد بدأ التسلية الحقيقية الآن!