رفع ليونيل حاجبه، ثم ابتسم بسخرية وهو يحدق في راين. إذا كان سيتجاهله، فهذا يعني أن عليه رفع مستوى الاستفزاز.
"أخي العزيز، ما هذا البرود؟ هل كنت تفتقدني لدرجة أنك لا تستطيع حتى الرد علي؟ آه، صحيح، ربما لا تعرف كيف تتحدث مع النكرات."
انتظر رد فعل، أي شيء… لكن راين لم يُظهر أي تعبير واضح، فقط استمر في النظر إليه، وبدا… مهتمًا؟
ليونيل أمال رأسه قليلًا، حاجباه تقرّبا بينما كان يحاول تحليل الوضع.
"غريب…" تمتم بصوت منخفض.
في الرواية، كان من المفترض أن يكون راين شخصًا متكبرًا، متعاليًا، لا يُلقي بالًا إلا للأقوياء وأصحاب السلالة النقية. فلماذا لم يُظهر أي ازدراء تجاهه؟ لماذا لم يعطه حتى نظرة استياء؟
كان هذا الرجل… مختلفًا عن الصورة التي يتذكرها من الرواية.
أراد ليونيل أن يقرأ عينيه أكثر، لكنه لم يتمكن من ذلك. راين كان مثل كتاب مغلق، غامضًا لدرجة جعلته غير قادر على توقع أي شيء منه.
هذا ليس جيدًا.
الأمور تسير خارج نطاق توقعاته.
لم يكن ليونيل من النوع الذي يستسلم بسهولة. إذا لم يكن راين مستفزًا بسهولة، فهناك مجموعة كاملة من النبلاء والوزراء في القاعة يمكنهم تقديم التسلية التي يحتاجها.
مسح القاعة بنظره، ثم ابتسم بخبث وهو يحدق في الوزراء والنبلاء المتجمعين، وبصوت عالٍ قال:
"يبدو أن الإمبراطورية أصبحت أكثر تسامحًا مما كنت أعتقد. لم أكن أعلم أن أي شخص يمكنه دخول قاعة العرش دون معايير واضحة!"
بدأ بعض النبلاء بالتململ، بينما عبس البعض الآخر بوضوح. أحدهم، دوق مسن ذو بطن ممتلئ، تقدم بغضب وقال:
"ماذا تقصد بذلك، أيها الأمير الرابع؟!"
ليونيل شبك أصابعه ووضعها تحت ذقنه، وهو يتظاهر بالتفكير العميق.
"لا شيء… فقط كنت أعتقد أن النبلاء يجب أن يتمتعوا بالهيبة، الجاذبية… القليل من الذكاء ربما؟ لكن يبدو أنني كنت مخطئًا. أخبرني، أيها الدوق، كم خنزيرًا لديك في مزرعتك؟"
"ما هذا الهراء؟! ليس لدي خنازير!"
"آه، آسف، ظننت أنك واحد منهم."
ضحكات خافتة سُمعت من بعض الحضور، بينما تحول وجه الدوق إلى اللون الأحمر القاني. أحد الوزراء سارع إلى التدخل، محاولًا الحفاظ على بعض الاحترام في القاعة.
"الأمير الرابع، من غير اللائق التحدث بهذه الطريقة أمام ولي العهد وفي مناسبة رسمية!"
ليونيل تنهد بكسل وهو يلوح بيده.
"أوه، صحيح! نحن هنا لاستقبال ولي العهد، أليس كذلك؟ إذن لماذا لا نتصرف كما يجب ونقدم له احتفالًا لائقًا؟ لنبدأ بالغناء مثل المهرجين، أليس هذا ما تفعلونه دائمًا؟"
الغضب بدأ يتصاعد بوضوح بين النبلاء، بعضهم تململ بغضب، وآخرون كانوا على وشك التفجر. ليونيل ابتسم في داخله، لقد أوشك على تحقيق هدفه…
لكن قبل أن يتطور الأمر أكثر، جاء صوت راين الهادئ، لكنه يحمل ثقلًا غريبًا.
"يكفي."
ليونيل نظر إلى أخيه الأكبر، الذي كان لا يزال محافظًا على هدوئه، لكن عيناه كانتا ثاقبتين، وكأنهما ترى أعمق مما يجب.
ليونيل شعر بقشعريرة خفيفة، لكنه سرعان ما أخفاها خلف ابتسامة ساخرة.
"أوه؟ وأخيرًا قررت أن تتحدث؟ كنت أعتقد أنك مجرد تمثال مزخرف في هذا المشهد."
راين لم يرد فورًا، لكنه نظر إلى الإمبراطور الذي بقي صامتًا تمامًا طوال الوقت، وكأنه ينتظر كيف سيتعامل ابنه البكر مع الوضع.
ليونيل استشعر أن الأمور بدأت تأخذ منحى غير متوقع مجددًا.
قبل أن يتمكن ليونيل من قول المزيد، شعر بيد ثقيلة توضع على فمه فجأة، مانعة إياه من التحدث.
"هممف؟!" حاول الاحتجاج، لكن الصوت لم يخرج.
التفت بسرعة، ليجد أن الإمبراطور نفسه هو من فعل ذلك.
ليونيل جمد للحظة، غير قادر على استيعاب الوضع. لماذا…؟
الإمبراطور لم يبدُ غاضبًا أو منزعجًا، فقط نظر إلى القاعة ببرود قبل أن يقول بنبرة هادئة ولكنها تحمل أمرًا لا يقبل النقاش:
"استمروا، لا تهتموا به."
ساد الصمت للحظة، قبل أن يبدأ بعض النبلاء بالتململ بارتباك. لم يكن الوضع كما توقعوا، فقد ظنوا أن الإمبراطور سيوبّخ الأمير الرابع أو حتى يطرده من القاعة.
لكن بدلاً من ذلك… أمرهم بتجاهله؟
حتى الوزراء بدوا غير متأكدين من كيفية التصرف، لكن راين لم يُظهر أي رد فعل، وكأنه كان يتوقع هذا مسبقًا.
ليونيل، الذي كان لا يزال في قبضة الإمبراطور، نظر إليه بعيون متسعة، قبل أن يحاول التملص من يده.
"مـمف! همممف!"
أدرك أنه إذا لم يستطع استخدام فمه، فعليه على الأقل استخدام جسده، فبدأ بالتلوي والتملص كسمكة خرجت من الماء.
لكن الإمبراطور لم يعطه الفرصة، بل سحب رأسه نحوه قليلاً وهمس في أذنه بصوت بالكاد يُسمع:
"لقد كنت مسليًا، لكن هذا يكفي."
ليونيل توقف عن الحركة، عينيه ضاقتا بحذر.
مسلي؟
كان هذا الوغد يستمتع بمشاهدته طوال هذا الوقت؟!
قبل أن يتمكن من إبداء أي رد فعل، أطلق الإمبراطور سراحه، مما جعله يترنح قليلاً قبل أن يستعيد توازنه.
حدق في الإمبراطور للحظات، لكنه لم يجد في عينيه أي شيء يمكن تفسيره.
هل هذا الرجل… يعتبره مجرد لعبة؟
قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، استمر الحفل كما لو أن شيئًا لم يحدث. الموسيقى عادت، الأحاديث تجددت، وكأن الجميع اتبعوا أوامر الإمبراطور بالحرف.
حتى راين لم يعد ينظر إليه، بل التفت إلى أحد الوزراء وبدأ بمحادثة هادئة.
لقد تم تجاهله بالكامل.
ليونيل شعر بانزعاج غريب يتسلل إليه. لقد كان مستعدًا للتسبب بمشكلة كبيرة حتى يتم طرده، لكنه الآن… مجرد "هواء" في المكان؟
ضغط على أسنانه قليلًا، ثم زفر ببطء.
حسنًا، إذا كانوا يريدون تجاهله، فسيتجاهلهم بدوره.
لكنه لم يستطع التخلص من شعور واحد كان يطارده منذ أن رأى نظرة الإمبراطور الأخيرة…
"لقد كنت مسليًا، لكن هذا يكفي."
تلك الكلمات لم تكن مجرد تحذير… بل كانت اعترافًا ضمنيًا بأنه تحت المراقبة منذ البداية.
......................
بعد أن فقد متعته في التنمر وإفساد الحفلة، استسلم ليونيل للنوم دون مقاومة. لم يهتم بالأحداث الجارية أو بالنظرات التي وُجهت إليه، فقط استرخى في حضن الإمبراطور وكأن جسده لم يعد يحتمل المزيد.
الإمبراطور، الذي لاحظ ذلك، نهض من مكانه بسلاسة، حاملاً ليونيل بين ذراعيه كما لو كان شيئًا ثمينًا. نظر إلى الحضور للحظة، ثم قال بنبرة هادئة ولكنها آمرة:
"استمروا."
لم يجرؤ أحد على الاعتراض، فاستأنف النبلاء والوزراء الحفل على مضض، في حين غادر الإمبراطور القاعة حاملاً ابنه النائم.
—
بخطوات ثابتة، وصل الإمبراطور إلى جناح ليونيل، حيث وضعه على سريره برفق. بقي للحظات يراقب ملامحه، ثم مرر أصابعه على خصلات شعره البيضاء قبل أن يغادر الغرفة بصمت.
وفي تلك الأثناء، وسط أجواء الحفل التي استعادت توازنها تدريجيًا، اقترب إليوت من راين. نظر إليه بتمعن قبل أن يهمس بصوت بالكاد يُسمع:
"أنت على حق… لقد تغير. كما كتبت في الرسالة."
أومأ إليوت برأسه، وعيناه تعكسان تفكيرًا عميقًا. "أجل."
لكن رغم هدوئه الظاهري، لم يكن راين مقتنعًا بالكامل بعد.
................
في غرفته الهادئة، حيث كان من المفترض أن يكون نائمًا بسلام، وجد ليونيل نفسه محاصرًا داخل حلم آخر… لا، كابوس.
كانت السماء مشتعلة، ألسنة اللهب تلتهم الأرض من حوله، والدخان يتصاعد مثل ستائر سوداء تخنق الهواء.
وفي وسط تلك الفوضى، رأى نفسه… لكن ليس كما هو الآن.
كان ليونيل البالغ، بجسده الطويل القوي وعباءته السوداء الممزقة، يقف وسط ساحة المعركة، محاطًا بأعداء أقوياء… لا، لم يكونوا مجرد أعداء، بل كانوا الأبطال السبعة، أولئك الذين سيظهرون في الموسم الثاني.
لكن رغم أعدادهم، لم يكن ليونيل خائفًا.
كان يقاتل بشراسة لا توصف، سيفه الأسود يلمع بوميض قاتل، وعيناه تشتعلان بجنون، وكأن الدماء المتدفقة في عروقه لم تكن سوى وقود لحقد لا ينطفئ.
الأبطال الذين يواجههم:
1. إيرا فالمور – العنقاء الحارقة
امرأة ذات شعر أحمر مشتعل وعيون ذهبية كأنها قطع من الشمس.
تمتلك أجنحة نارية عملاقة، لكنها كانت تقف أمامه بهيئة بشرية، مرتدية درعًا من اللهب المتوهج.
نظراتها حادة، مشبعة بالغضب، وصوتها كان صدى لعاصفة نارية: "ليونيل… كان يجب أن تموت منذ زمن!"
2. سايرون دريفين – التنين الأسود
رجل طويل القامة ذو شعر فضي وعينين بلون الياقوت الأحمر.
يرتدي درعًا أسود مزينًا بمقاييس التنين، وجناحاه العملاقان يمتدان خلفه بوحشية.
قبضته على رمحه القرمزي كانت محكمة، وكأنه على وشك تمزيق الهواء نفسه.
صوته كان هادئًا، لكنه يحمل قوة تهدد بسحق كل شيء: "لن أسمح لك بتدنيس هذا العالم أكثر."
3. سيلين ميريلاس – الجنية السماوية
شابة ذات شعر أزرق سماوي وعينين بلون البحر العميق، كانت تطفو في الهواء بجناحيها الشفافين.
ترتدي ثوبًا من الضوء، وهالتها تشع بهالة نقية تناقض الدمار المحيط بها.
نظرتها نحوه كانت مزيجًا من الحزن والغضب: "ليونيل… لم يكن عليك أن تسلك هذا الطريق."
4. رينزو كايزر – الثعلب ذو الذيول التسعة
شاب ذو شعر أبيض وعيون حمراء، يقف بثقة مفرطة، وتسعة ذيول بيضاء تتحرك خلفه.
يرتدي كيمونو أسود مزينًا بزخارف ذهبية، وابتسامته تحمل مكرًا خبيثًا.
"أوه، يا له من مشهد مأساوي… أمير الظلام ضد أبطال النور! كم هو درامي!"
5. فيكتور كروسفيلد – المبارز السماوي
رجل طويل القامة، شعره الأسود مربوط للخلف وعيناه الحادتان تلمعان كحد السيف.
يرتدي درعًا فضيًا، وسيفه الأبيض كان يشع بضوء مقدس.
نظر إليه ببرود قاتل: "لن أسمح لك بمواصلة هذا الجنون."
6. أريسا فالنتين – الساحرة الملكية
شابة ذات شعر بنفسجي طويل وعيون ذهبية، ترتدي عباءة من السحر النقي.
تقف وهي ترفع عصاها، طاقة سحرية تتوهج حولها كدوامة لا نهاية لها.
"هذه هي نهايتك، ليونيل."
7. جالاهارد ريكس – الفارس المقدس
رجل ضخم ذو شعر أشقر وعيون زرقاء، درعه الذهبي يلمع كأنه الشمس نفسها.
يمسك درعًا وسيفًا مقدسًا، وقسمه لا يتزعزع.
"باسم العدالة، سأسقطك هنا والآن!"
—
ليونيل لم يكن ضعيفًا… بل كان وحشًا.
كان يقاتلهم جميعًا وحده، بلا تردد، بلا خوف.
سيفه الأسود كان يشق الهواء، طاقته تتدفق بجنون، صرخات الألم تعلو، والدماء تتطاير، لكنه لم يتوقف.
إنه يبتسم…!
وسط المعركة، وجهه الملطخ بالدماء يرتسم عليه تعبير لا يليق بشخص يائس… بل بشخص يستمتع بكل لحظة!
لكن فجأة، وسط الجنون… التقت عيناه بعيني ليونيل النائم.
نعم، ليونيل الطفل، الذي كان يشاهد كل هذا.
شعره الأبيض تلطخ بالدم، عيناه المتوهجتان حملتا نظرة جنون خالص…
ثم فتح شفتيه وتحدث.
"لا تهرب، ليونيل."
—
"آه—!"
استيقظ ليونيل فجأة، يتنفس بسرعة، جسده مغطى بالعرق البارد.
نظر حوله… كان في غرفته، لا دخان، لا معركة، لا أبطال يريدون قتله.
لكن كلمات ليونيل البالغ كانت ترن في رأسه كجرس إنذار لا يتوقف.
"لا تهرب، ليونيل."
ما الذي كان يعنيه ذلك؟ ولماذا… شعر وكأن الكابوس لم يكن مجرد حلم؟
....................
جلس ليونيل على سريره، جسده ما زال يرتجف قليلًا من أثر الحلم.
"هذا… لم يكن جزءًا من الرواية."
أخذ نفسًا عميقًا، محاولًا تهدئة أفكاره المتشابكة. في الرواية الأصلية، ليونيل لم يكن سوى شخصية ثانوية بالكاد تمت الإشارة إليه، طفل مريض وسخيف لا يملك دورًا حقيقيًا سوى كونه جزءًا من الخلفية. لم يُذكر أي شيء عن كونه محاربًا، لم يُذكر أنه قاتل الأبطال السبعة، ولم يُذكر أنه كان… بهذا الجنون.
"أيها المؤلف اللعين!" صرخ ليونيل بغضب، وهو يضرب الوسادة بجانبه. "كيف تجرؤ على إخفاء هذه التفاصيل عني؟! هل كنت تكتب نصف رواية فقط؟! أم أنك كنت تستمتع بتعذيبي؟!"
لكنه يعلم أن شتم المؤلف لن يفيده الآن. عليه أن يجد إجابات… وعليه أن يجدها بسرعة.
وفورًا، خطر له شخص قد يعرف الحقيقة.
"كارثة!"
لم يضطر للانتظار طويلًا، لأن كرة الظلام الصغيرة ظهرت أمامه بعد لحظات، عائمة في الهواء، وكأنها كانت تتوقع استدعاءه.
"آه… مرحبًا، ليونيل!" قال كارثة بصوت مرح كعادته، لكن هناك لمحة توتر خفية في نبرته.
ليونيل لم يبتسم، لم يسخر، ولم يضيع الوقت.
"كارثة، أخبرني… من هو ليونيل الحقيقي؟ ولماذا رأيت ذلك الكابوس؟"
كارثة توقف للحظة، ثم أخذ يطفو ببطء بعيدًا.
"أوه… حسنًا، هذا… سؤال مثير للاهتمام، لكنه ليس سؤالًا أعتقد أنك بحاجة لإجابته الآن."
عبس ليونيل فورًا، نبرة كارثة لم تكن كسابقها، لقد كان… يراوغ.
"كارثة، لا تحاول التملص مني!" قال ليونيل، صوته ممتلئ بالتهديد. "أنت تعرف شيئًا، أليس كذلك؟!"
"أممم… ربما؟ وربما لا؟" قال كارثة بنبرة مبالغ فيها، وهو يدور في الهواء.
"كارثة…" قال ليونيل بصوت منخفض، تحذيري.
لكن كارثة لم يتوقف عن التهرب، بل بدأ في التظاهر بعدم السماع. "يا إلهي، انظر إلى الوقت! يبدو أنه وقت النوم، صحيح؟ يجب أن تحصل على الراحة، أنت مجرد طفل صغير وضعيف بعد كل شيء!"
قبضة ليونيل اشتدت وهو يحدق فيه بغضب.
"كارثة… أنا أقسم، إذا لم تتوقف عن اللف والدوران وأخبرتني بالحقيقة الآن، فسأجد طريقة لتمزيقك إلى قطع!"
كارثة توقف للحظة، ثم أطلق ضحكة متوترة.
"هاه… أنت جاد هذه المرة، أليس كذلك؟"
"ماذا تظن؟!" انفجر ليونيل بصوت عالٍ. "أنا لم أطلب الكثير! فقط أخبرني لماذا رأيت ذلك الحلم! لماذا كنت أقاتل الأبطال السبعة؟! لماذا كنت… مختلفًا تمامًا عن الرواية؟!"
كارثة استدار بعيدًا عنه، وكأنه يفكر في شيء ما، قبل أن يهمس بصوت منخفض جدًا:
"لأن هذه ليست الرواية التي تظنها…"
ليونيل تجمد.
"ماذا قلت؟!"
لكن كارثة تراجع بسرعة. "أوه، لا شيء! لا شيء على الإطلاق!"
"كارثة!"
لكن المخلوق الصغير لم يمنحه فرصة أخرى، بل اختفى في الهواء، تاركًا ليونيل يحدق في الفراغ، والغضب يشتعل في داخله.
"هذه ليست الرواية التي أظنها؟ ما الذي يعنيه بذلك؟!"
الشعور الغريب الذي كان يلاحقه منذ وصوله إلى هذا العالم بدأ يزداد قوة… شيء ما لا يتطابق مع القصة الأصلية.
وهذا يعني شيئًا واحدًا…
هناك سرٌّ لم يُكشف بعد.
وسواء أراد كارثة أم لا… ليونيل سيجده بنفسه.
ليونيل جلس على سريره، أصابعه مشدودة حول الغطاء، بينما عقله يدور في دوامة من الأفكار المتضاربة.
"هناك شيء خاطئ… منذ البداية."
لم يكن الأمر مجرد اختلافات بسيطة في القصة، بل تغييرات جذرية لم يكن لها أي تفسير منطقي.
ليونيل لم يكن سوى شخصية ثانوية بالكاد ذُكرت في الرواية الأصلية، ومع ذلك، كل شيء حوله الآن يُشير إلى أنه أكثر من ذلك بكثير.
لكن أكثر ما أثار قلقه…
"تصنيفي كشرير."
لماذا تم تصنيف ليونيل الأصلي كشرير؟ في الرواية الأصلية، لم يكن حتى شخصية مؤثرة. كان مجرد أمير ضعيف، منبوذ، لا يمتلك أي قدرة تُذكر. وبحسب ما يتذكر، فقد قُتل قبل أن يبلغ سن الرشد في الموسم السادس…
"الموسم السادس…" تمتم بصوت منخفض.
لقد قرأ الرواية حتى الموسم السادس فقط، وفي ذلك الموسم، كان هناك سطر واحد فقط عن ليونيل:
"الأمير الرابع، ليونيل كارستين، توفي قبل بلوغه سن الرشد."
لا تفاصيل… لا ذكر لطريقة وفاته… لا سبب واضح… لا شيء.
حينها، لم يهتم بالأمر، فليونيل لم يكن سوى شخصية هامشية في القصة، وموته لم يؤثر على الأحداث على الإطلاق. لكن الآن…
"ماذا لو كان هناك سبب؟"
ماذا لو كانت وفاته ليست مجرد حدث عابر؟ ماذا لو كان هناك شيء في الموسم السابع يكشف حقيقة ليونيل الأصلي؟
لكن المشكلة… أنه لم يقرأ الموسم السابع أبدًا.
ضغط على رأسه بأصابعه، محاولًا تذكر أي تلميحات أو تفاصيل قد تكون مرت عليه دون أن يدرك أهميتها. لكن لا شيء… عقله كان فارغًا عندما يتعلق الأمر بالأحداث بعد الموسم السادس.
"اللعنة… هل هذا يعني أنني لا أملك أي فكرة عمّا سيحدث؟"
شعور بارد اجتاح جسده، لكنه سرعان ما تحول إلى إحساس بالغضب.
"تبا لك، أيها المؤلف…" تمتم بغيظ. "كيف تكتب قصة ولا تنهيها بشكل واضح؟!"
لكن الغضب لن يساعده الآن. إذا لم يكن يعرف ما سيحدث في المستقبل، فهذا يعني شيئًا واحدًا فقط…
يجب أن يجد الإجابات بنفسه.
ومهما كان السر الذي يختبئ خلف الموسم السابع… فهو لن يظل مجهولًا لفترة طويلة.
استيقظ ليونيل على إحساس غير مألوف… كان جسده خفيفًا جدًا، وكأنه يطفو في الهواء.
فتح عينيه ببطء، ليجد نفسه مرفوعًا عن السرير بين ذراعي إليوت، بينما راين يسير بجانبه.
"ما الذي…"
لم يكمل جملته حتى شعر بصداع مفاجئ، عقله لا يزال عالقًا في بقايا كابوس الليلة الماضية. تلك المعركة الدموية، تلك الوجوه التي لم يرها من قبل، والأهم من ذلك كله… ليونيل البالغ، وهو يقاتل بشراسة لا تصدق.
لكن قبل أن يستطيع استيعاب الموقف، سمع صوت شقيقه الأكبر يتحدث بلا مبالاة.
"الأكاديمية فاليري تستعد لاستقبال طلابها الجدد قريبًا، سيكون هذا العام مثيرًا للاهتمام."
إليوت، الذي كان يحمل ليونيل وكأنه طفل، أومأ برأسه. "نعم، سمعت أن بعض العائلات الكبرى سترسل ورثتهم هذه المرة. الأكاديمية ستكون ساحة لصراعات كثيرة."
أكاديمية فاليري؟ ليونيل عرف الاسم جيدًا…
في الرواية الأصلية، كانت أكاديمية فاليري المكان الذي تجتمع فيه النخبة، حيث يتم تدريب أفضل السحرة والمحاربين والنبلاء. كانت أيضًا مركزًا رئيسيًا لأحداث الرواية، حيث تقاطعت مصائر الأبطال السبعة هناك.
لكن… لماذا يتم جلبه إلى هذا الحديث فجأة؟
رفع رأسه ببطء، وحدق بإليوت بنظرة باردة. "هل لي أن أسأل… لماذا أحمل مثل كيس بطاطا؟"
إليوت ابتسم بتسلية، لكنه لم يضعه على الأرض. "لأنك كنت نائمًا بعمق ولم نرغب في إزعاجك."
"لم ترغبوا في إزعاجي؟!" كاد ليونيل ينفجر غضبًا. "لقد اقتحمتم غرفتي، ثم قام أحدكم برفعي من سريري كأنني طفل، والآن تسيرون بي في أروقة القصر وكأن هذا أمر طبيعي؟!"
راين ألقى عليه نظرة جانبية، ثم قال بهدوء: "استيقظت في النهاية، هذا جيد."
ليونيل شعر برغبة في لكمه.
لكنه استنشق نفسًا عميقًا، وقرر أنه لن يبدأ يومه بقتال مع هذين المجنونين. بدلًا من ذلك، ركز على الموضوع الأهم.
"لماذا تتحدثون عن الأكاديمية فاليري أمامي؟ لا تخبرني أنكم تفكرون في إرسالي إليها."
إليوت وراين تبادلا نظرة سريعة، ثم قال إليوت بابتسامة غامضة:
"في الواقع… هذا بالضبط ما كنا نفكر فيه."
حاول ليونيل التملص من قبضة إليوت، لكنه أدرك بسرعة أن هذا كان عديم الفائدة. على الرغم من أن جسد إليوت لا يبدو ضخمًا مثل راين، إلا أن قوته كانت خادعة.
"أيها اللعين! أي نوع من الأشقاء يقتحم غرفة شخص نائم ثم يسحبه بالقوة؟! أليس لديك أي احترام للخصوصية؟!"
إليوت ضحك بصوت منخفض، غير متأثر تمامًا بصراخه. "إنها مشكلتك لأنك نمت كالميت. لا تلمني على لطفنا في عدم إيقاظك بعنف."
ليونيل ضرب كتف شقيقه بقبضته، لكن التأثير كان مثل ضرب جدار حجري. "لطف؟ لطف رأسك! أيها الوغد، أنزلني فورًا! بالكاد أستطيع المشي، وأنا بالتأكيد لن أذهب إلى أي أكاديمية سخيفة!"
لكن في اللحظة التي قال فيها ذلك، شعر فجأة بشيء غريب—لم يعد معلقًا بين ذراعي إليوت. بل تم رفعه بسهولة أكبر.
"…؟!"
رفع رأسه بسرعة، ليرى وجه راين البارد يحدق به. كان قد التقطه بسهولة، وكأنه يحمل كتابًا وليس شخصًا.
"ماذا؟!" صرخ ليونيل، محاولًا استيعاب ما حدث. "لماذا أنت؟!"
إليوت، الذي بدا وكأنه سلم الطرد إلى راين بكل سرور، ابتسم بمكر. "أنت صاخب جدًا، راين يمكنه التعامل معك بشكل أفضل."
ليونيل كاد ينفجر غضبًا. "أضعف من أن أمشي، لكن ليس ضعيفًا لدرجة أن يتم حملي وكأنني دمية لعينة! أيها الحمقى، أنزلوني فورًا وإلا سأ—!"
"كفاية." جاء صوت راين القاطع، مما جعل ليونيل يتجمد للحظة. على الرغم من أن نبرة ولي العهد لم تكن مرتفعة، إلا أن هناك شيئًا ثقيلًا فيها جعل قلب ليونيل ينبض بحذر.
راين لم يكن يمزح.
لكن ليونيل لم يكن شخصًا يستسلم بسهولة. لذا، وبكل وقاحة، شبك ذراعيه، وأدار رأسه بعيدًا كما لو أنه لم يسمع شيئًا. "لا يهمني. أنا لن أذهب إلى أي مكان، خاصة تلك الأكاديمية."
إليوت، الذي كان يسير بجانب راين، ابتسم بينما قال بنبرة مرحة: "أوه، عزيزي ليونيل، لدينا طرق لجعلك تغير رأيك."
ليونيل ضيّق عينيه. "تبا لكم جميعًا."
حسابي الواتباد @rwzi_1
رواية فيها مستمرة للفصل 41
حسابي الانستا
@rwzi_1