18 - عقوبة الإمبراطور الفريدة

"ضعني أرضًا أيها الوغد!"

ليونيل كان يتلوى بشراسة في حضن راين، لكن دون جدوى. راين جلس بهدوء على الأريكة في مكتب الإمبراطور، ممسكًا به كما لو كان مجرد وسادة مريحة.

"هل تعتقد أنك تستطيع إبقائي هنا بالقوة؟!" صرخ ليونيل، محاولًا دفع نفسه بعيدًا، لكن راين لم يتحرك حتى شبرًا واحدًا.

إليوت، الذي كان جالسًا على مقعد قريب، ضحك بمرح. "أوه، لا تتصرف وكأنك لم تحب الأمر. تبدو مرتاحًا جدًا بالنسبة لشخص يصرخ."

ليونيل أطلق نظرة مليئة بالكراهية تجاه إليوت، ثم التفت إلى راين مجددًا. "أيها المتغطرس الجليدي، أنزلني الآن، وإلا سأ—!"

"ستفعل ماذا؟" قاطعه راين، صوته هادئ لكنه يحمل نوعًا من الثقل الذي جعل ليونيل يعض شفتيه.

"سأمزق هذا الرداء السخيف الذي ترتديه." هدّد ليونيل، ممسكًا بطرف معطف ولي العهد الملكي.

إليوت أطلق صافرة إعجاب. "يا إلهي، تهديداتك تتحسن يومًا بعد يوم."

لكن راين لم يرد على الفور. بدلاً من ذلك، استرخى في جلسته، متجاهلًا صراخ ليونيل وكأن الأخير ليس أكثر من قطة مشاغبة.

"الهدوء، ليونيل." قال راين بنبرة هادئة.

ليونيل توقف للحظة، ثم زفر بغضب. "أكرهكم جميعًا."

"نحن نعلم." قال إليوت وهو يبتسم، قبل أن ينظر إلى الإمبراطور الجالس خلف مكتبه. "إذن، ما هو القرار بشأن الأكاديمية؟ هل ستجبر هذا الطفل المشاكس على الذهاب أم لا؟"

الإمبراطور، الذي كان يراقب بصمت منذ البداية، استند إلى كرسيه ونظر مباشرة إلى ليونيل. عينيه كانتا باردتين، لكن هناك لمحة من شيء آخر فيها… شيء جعل ليونيل يشعر بعدم الارتياح.

"ليونيل." قال الإمبراطور ببطء.

ليونيل، رغم انزعاجه، رفع رأسه بتحدٍّ. "ماذا؟"

الإمبراطور لم يبتسم، ولم يغضب. فقط قال بوضوح:

"أنت ذاهب إلى الأكاديمية."

"أنا أرفض."

ليونيل قالها بحزم، محاولًا عبثًا التحرر من قبضة راين. نظر إلى الإمبراطور مباشرة، عاقدًا حاجبيه. "أولًا، بالكاد أستطيع المشي. لا زلت أخضع للعلاج الفيزيائي، وأنت تريد مني الذهاب إلى أكاديمية مليئة بالمجانين الذين يتقاتلون كل يوم؟ هل فقدتم عقولكم؟"

الإمبراطور لم يبدُ متأثرًا، فقط استمع بصمت.

أكمل ليونيل بصوت أعلى، محاولًا كسب المزيد من التعاطف. "وثانيًا، أنا أعيش حياة رائعة هنا، أتناول الطعام، أنام متى أشاء، لا أحد يزعجني، لماذا تريدون تدمير راحتي؟!"

إليوت ضحك، متكئًا على ذراعه. "أوه، إذن هدف حياتك هو أن تكون كسولًا؟ مثير للإعجاب."

"بالطبع!" صاح ليونيل. "لم أطلب شيئًا من هذا! لماذا عليَّ الذهاب إلى الأكاديمية؟"

راين، الذي كان صامتًا طوال الوقت، تحدث أخيرًا. "لأنك بحاجة إليها."

ليونيل التفت إليه، مذهولًا. "بحاجة إليها؟ أي جزء من وضعي يجعلك تعتقد أنني بحاجة إليها؟ هل ترى هذا الجسد الهزيل؟ هل ترى هذه الأرجل التي بالكاد تحملني؟"

الإمبراطور قرر التدخل أخيرًا. "لهذا السبب تحديدًا يجب أن تذهب."

ليونيل حدق فيه، وكأنه لم يسمع بشكل صحيح. "ماذا؟"

الإمبراطور ألقى عليه نظرة صارمة. "أنت الأمير الرابع للإمبراطورية. سواء كنت تريده أم لا، سيكون عليك إثبات قيمتك يومًا ما. الأكاديمية هي المكان الذي يمكنك فيه فعل ذلك… أو الفشل تمامًا."

ليونيل لم يعجبه هذا الجواب. هو لم يكن بحاجة إلى إثبات أي شيء. كل ما أراده هو حياة هادئة، بعيدة عن المشاكل، بعيدة عن الأبطال، بعيدة عن القدر الذي يبدو أنه يحاصره.

"أنا لن أذهب." كرر بصلابة.

راين، دون أن يظهر أي انزعاج، قال ببساطة: "أنت ذاهب."

ليونيل صرّ على أسنانه، ثم أشار إلى إليوت. "إن كنتم تريدون شخصًا ليذهب، فخذوه! إنه يحب الأماكن الاجتماعية!"

إليوت ابتسم بخبث. "أنا بالفعل في الأكاديمية، أيها العبقري."

ليونيل تجمد للحظة، قبل أن يتمتم: "اللعنة…"

الإمبراطور تنهد، كما لو أنه فقد صبره على النقاش العقيم. "ليونيل، النقاش انتهى. جهّز نفسك."

ليونيل شعر بالغضب يغلي داخله، لكنه عرف أنه لا يستطيع الفوز في هذه الحجة… على الأقل ليس الآن.

لذا، قرر الحل الوحيد المتبقي لديه:

"سأنام."

ثم، بكل وقاحة، استرخى في حضن راين، مغلقًا عينيه، متظاهرًا بعدم الاهتمام.

كان الجو في مكتب الإمبراطور مشحونًا، لكن الشخص الوحيد الذي لم يكن مكترثًا هو ليونيل، الذي استلقى بكل وقاحة في حضن راين، مغمضًا عينيه وكأن الحديث لا يعنيه.

إليوت عبس وهو يراقبه. "هل تعتقد أن التجاهل سيغير أي شيء؟"

ليونيل لم يرد. بل أخذ نفسًا عميقًا، متظاهرًا وكأنه على وشك النوم.

الإمبراطور طرق بأصابعه على سطح المكتب. "ليونيل، تصرفك هذا لن يفيدك."

ما زال ليونيل صامتًا.

راين، الذي كان يحتضنه بلا اهتمام، نظر إليه ببرود. "أنت تسيء التصرف."

ليونيل أخيرًا فتح إحدى عينيه قليلاً. "أوه؟ وهل هناك تصرف جيد في هذه العائلة المجنونة؟"

إليوت تنهد، متكئًا على يده. "نحن نحاول أن نجعلك تتصرف كأمير حقيقي، وليس كقطعة أثاث كسولة."

ليونيل أخيرًا فتح عينيه بالكامل، ونظر إليهم بنظرة مليئة بالسخرية. "أمير حقيقي؟ تقصدون مثلكم؟ أنا آسف، لكن لا أريد أن أصبح واحدًا منكم."

الإمبراطور رفع حاجبه. "واحدًا منا؟"

ليونيل قهقه ببرود. "بالطبع! دعني أوضح لكم الأمر، عائلتنا العزيزة هي أسوأ ما يمكن تخيله! فلنبدأ بالإمبراطور، الذي بالكاد يهتم بأبنائه إلا عندما يكون ذلك مناسبًا له! ثم لدينا ولي العهد، راين، الذي لا أحد يستطيع معرفة ما يدور في رأسه اللعين! ناهيك عن إليوت، المتفاخر المتبجح الذي يعتقد أنه محبوب!"

إليوت وضع يده على صدره بمبالغة. "أنا محبوب!"

ليونيل تجاهله تمامًا، وأكمل بنبرة أكثر تهكمًا: "وأخيرًا، لدينا أنا، الأمير الرابع الضعيف عديم الفائدة، الذي بالكاد يستطيع المشي، لكنكم تصرون على جره إلى الأكاديمية كأنه بطل رواية!"

الجميع صمت للحظة، قبل أن يتحدث راين بهدوء. "انتهيت؟"

ليونيل شبك ذراعيه خلف رأسه. "لا، لم أنتهِ بعد! في الواقع، لنكن صريحين، سلالة الإمبراطورية بأكملها فاسدة. كل ما تفعلونه هو التفاخر بقوتكم، الاستمتاع بلعنة الدم الملكي، والتظاهر بأنكم أفضل من الجميع. إذا كان يجب علي أن أكون جزءًا من هذا، فأنا أفضّل أن أرمي نفسي من النافذة الآن."

الهدوء خيم على الغرفة.

إليوت تمتم، وهو يحاول كتم ضحكته. "حسنًا، هذا تصعيد غير متوقع."

الإمبراطور تنهد وهو يدلك جبهته. "أنت محبط أكثر مما كنت أعتقد."

راين لم يقل شيئًا، فقط واصل احتضان ليونيل، وكأنه طفل يعاني من نوبة غضب.

أما ليونيل، فبكل بساطة… عاد إلى النوم.

كان الجميع يراقب الموقف بصمت عندما نهض الإمبراطور من مكانه، اقترب من راين، ومد يده ليمسك بليونيل بسهولة تامة.

ليونيل، الذي كان مرتاحًا في حضن راين، فتح عينيه ببطء عندما أدرك أن الجو أصبح غريبًا. "مهلاً، ما الذي تفعله؟"

الإمبراطور لم يرد، بل حمله كما لو كان طفلًا صغيرًا، ثم، وبدون أي تحذير… رماه في الهواء!

"أوووووه، تبًا لك أيها العجوز المجنون!!!"

صرخ ليونيل بغضب وهو يحلق في الجو للحظة، قبل أن يبدأ في السقوط مجددًا. كان على وشك الاصطدام بالأرض، لكن الإمبراطور أمسك به في اللحظة الأخيرة… ثم رماه مرة أخرى!

"تبًا لك، تبًا لهذه العائلة المجنونة! اللعنة عليكم جميعًا!!!"

إليوت، الذي كان يراقب المشهد، لم يستطع كتم ضحكته أكثر. "هذه أفضل عقوبة رأيتها في حياتي!"

حتى راين، ببروده المعتاد، رفع حاجبه قليلًا وهو يشاهد الإمبراطور يرمي ليونيل في الهواء وكأنه كرة.

ليونيل، من جهته، لم يكن قادرًا على فعل شيء سوى الصراخ وشتم سلالة الإمبراطورية بالكامل مع كل مرة يُرمى فيها.

"أي نوع من التربية هذه؟! أين العدالة؟! أين الرحمة؟!"

الإمبراطور أخيرًا أمسك به جيدًا، ثم وضعه على الأرض، حيث بقي ليونيل جالسًا في مكانه، مشوشًا تمامًا مما حدث.

"هذه… إساءة معاملة للأطفال!" تمتم بغضب.

الإمبراطور ابتسم أخيرًا. "بل هو تأديب للأمراء المشاغبين."

إليوت مسح دموع الضحك من عينيه. "أوه، لقد كان هذا ممتعًا."

راين نهض بهدوء، ثم التقط ليونيل بسهولة، وأعاده إلى حضنه، وكأن شيئًا لم يحدث.

ليونيل، الذي كان لا يزال يحاول استيعاب الكارثة التي تعرض لها، تمتم بصوت منخفض:

"سأنتقم… سأجعلكم جميعًا تدفعون الثمن."

إليوت ابتسم بسخرية. "بالتأكيد، فقط تأكد من أنك لا تُرمى في الهواء مجددًا قبل ذلك."

......................

جلس الإمبراطور على كرسيه الفخم، واضعًا يده على ذقنه، بينما بدأ النقاش الجاد مع راين وإليوت حول وضع الإمبراطورية الحالي.

"الأوضاع في الحدود الشرقية لا تزال غير مستقرة." قال إليوت، وهو يقلب بعض الوثائق أمامه. "هناك تقارير عن تحركات مشبوهة من مملكة ألدروان."

راين، الذي كان يحمل ليونيل في حضنه، أومأ برأسه ببطء. "هناك شائعات عن تحالفات جديدة بينهم وبين بعض القبائل الشمالية."

الإمبراطور أطلق تنهيدة ثقيلة. "لقد توقعت شيئًا كهذا… سنحتاج إلى تعزيز الدفاعات هناك."

بينما كان الثلاثة يناقشون أمور الدولة بجدية، كان ليونيل في وضع مختلف تمامًا.

في البداية، كان يحاول أن يتجاهل حديثهم تمامًا، لكنه سرعان ما شعر بثقل جفونه… ثم، قبل أن يدرك أي شخص، كان قد نام مجددًا في حضن راين، رأسه مائل قليلًا وصدره يرتفع وينخفض بتناغم.

صمت الجميع للحظة.

إليوت حدّق بصدمة. "هل نام؟"

حتى راين، الذي بالكاد يُظهر مشاعره، ألقى نظرة سريعة على ليونيل النائم في حضنه، وكأنه لم يصدق ذلك.

الإمبراطور، على عكسهم، لم يكن متفاجئًا على الإطلاق، بل ابتسم بمكر. "همم… هامستر كسول بالفعل."

إليوت لم يستطع منع نفسه من الضحك. "هذا مستحيل! لقد استيقظ قبل أقل من ساعة فقط!"

راين نظر إلى ليونيل للحظة، ثم أعاد تركيزه على النقاش، متجاهلًا الأمر تمامًا. "على أي حال، بخصوص الأوضاع الاقتصادية…"

بينما كان الحديث عن أمور الدولة يستمر، بقي ليونيل مستغرقًا في نومه بسلام، غير مدرك تمامًا للفوضى التي كان يسببها قبل قليل.

استمر الاجتماع في مكتب الإمبراطور، حيث ناقش الثلاثة القضايا العسكرية والاقتصادية والسياسية بتفاصيل دقيقة. كان راين يضيف ملاحظاته بين الحين والآخر، بينما إليوت يقدم تقاريره حول الأوضاع الداخلية، أما الإمبراطور فقد كان يزن جميع الخيارات بعناية، محاولًا وضع خطة مناسبة للإمبراطورية.

وسط هذا الجو الجاد، كان هناك عنصر غير متوافق تمامًا مع الوضع—ليونيل، الذي كان ينام بسلام في حضن راين وكأن العالم لا يعنيه بشيء.

بعد مرور بعض الوقت، بدأ ليونيل يتقلب في نومه، حاجبيه متجهمين قليلًا، وكأنه يحاول إيجاد وضعية أكثر راحة. شعر راين بحركته، ولم يعلق بشيء، لكنه بدلًا من ذلك، وبطريقة طبيعية جدًا، قام بتعديل وضعية ليونيل ليصبح أكثر راحة، ثم، دون أن يدرك حتى، مرر يده على شعره برفق، يربت عليه ببطء وكأنه يهدئ طفلًا صغيرًا.

إليوت، الذي كان يراقب المشهد بصمت، رفع حاجبه بدهشة. ثم، بابتسامة جانبية، قال بصوت منخفض: "لم أكن أعلم أن ولي العهد يمكنه أن يكون مربي أطفال محترف."

راين لم يرد، ولم يُظهر أي تعبير خاص، فقط واصل ما كان يفعله وكأنه أمر طبيعي تمامًا.

الإمبراطور، الذي لاحظ الموقف، ابتسم بارتياح. "على الأقل، يبدو أن أحدهم يستطيع التعامل مع هذا الهامستر الكسول."

إليوت ضحك بصوت خافت. "أعتقد أننا وجدنا له جليسة أطفال مجانية."

لكن راين لم يرد عليهم، فقط تابع الاجتماع بصوت هادئ بينما واصل يده التحرك عبر خصلات شعر ليونيل الناعمة، وكأن ذلك أمر بديهي تمامًا.

وهكذا، استمر الاجتماع الجاد حول مستقبل الإمبراطورية… بينما نام ليونيل بكل وقاحة، محتضَنًا كأن لا شيء في العالم يستحق اهتمامه.

استمر الاجتماع في مكتب الإمبراطور، وكان الحديث يدور حول الأوضاع العسكرية والسياسية للإمبراطورية.

إليوت: "فيما يخص الحدود الشمالية، بدأت بعض الجماعات شبه المستقلة في التمرد مجددًا. جيش الشمال يسيطر على الوضع، لكن يبدو أنهم يحتاجون إلى دعم لوجستي إضافي قبل حلول الشتاء."

راين: "تم إرسال إمدادات إضافية بالفعل، لكن علينا التأكد من عدم استنزاف مخازن العاصمة. سأراجع الميزانية وأُجري بعض التعديلات."

الإمبراطور: "جيد. وماذا عن الأكاديمية؟ سمعت أن مجلس النبلاء يحاول التدخل في سياساتها مجددًا."

إليوت: "نعم، يحاولون تقليل عدد الطلبة من عامة الشعب. لكن وفقًا للإحصائيات، فإن غالبية الجنرالات الموهوبين في الجيل الجديد هم من العامة، وليس من سلالة النبلاء."

راين: "إذن، علينا وضع لوائح جديدة تمنع تدخل النبلاء المباشر في الأكاديمية. لا يمكننا السماح لهم بالتلاعب بمن يدخلها."

الإمبراطور: "موافق. سنتخذ قرارًا رسميًا قريبًا."

بينما كان الثلاثة يناقشون هذه القضايا الهامة، بدأ ليونيل يتململ في حضن راين، متذمرًا بصوت منخفض وهو يدفن وجهه في رداء ولي العهد. حاجباه تقطبَا قليلاً وكأنه يحلم بشيء غير مريح.

راين، دون أن يرفع عينيه عن الوثائق التي كان يراجعها، مرر يده عبر شعر ليونيل مجددًا، يربت عليه ببطء وكأنه يُهدئ طفلًا صغيرًا.

إليوت، الذي لاحظ ذلك، لم يستطع منع نفسه من التعليق بابتسامة جانبية: "هل ستواصل تدليل هذا الكائن الكسول حتى لو بدأ بعض الوزراء في الشكوى من الأمر؟"

راين لم يرد، لكنه تابع ما كان يفعله بكل هدوء، وكأن الأمر لا يحتاج إلى تفكير.

الإمبراطور، الذي كان يستمع بصمت، ضحك بصوت منخفض وقال: "على الأقل، يبدو أنه لا يزال قادرًا على النوم بسلام رغم كل شيء. لكن إذا استمر في النوم أثناء الاجتماعات، فقد أضطر إلى تعيينه كحارس شخصي للكلاب الإمبراطورية بدلاً من منحه أي منصب مهم."

إليوت ضحك، بينما ليونيل، رغم أنه لا يزال نائمًا، تمتم بشيء غير مفهوم وكأنه يعترض على الحديث عنه وهو غارق في الأحلام.

وهكذا، استمر الاجتماع بجدية، بينما بقي ليونيل في عالم آخر، غير مبالٍ بكل شيء يدور حوله.

فتح ليونيل عينيه ببطء، حاجباه مقطّبان وهو يشعر بصداع طفيف. للحظة، لم يكن متأكدًا من موقعه، لكن الإحساس الدافئ واليد التي لا تزال تلامس شعره جعلته يدرك الحقيقة المروعة—كان لا يزال في حضن راين!

ما إن أصبح واعيًا تمامًا، حتى شعر بالغضب يغلي داخله.

"توقف عن لمسي، أيها اللعين!" تململ محاولًا النهوض، لكن جسده الضعيف لم يسعفه، وما إن كاد يسقط من الكرسي حتى أمسكه راين بثبات، دون أن يظهر أي تعبير على وجهه.

نظر الإمبراطور إلى ساعته الذهبية، ثم رفع حاجبه. "لقد تجاوزنا الظهيرة بالفعل." ثم وجه نظره إلى راين وأمره بنبرة هادئة لكنها غير قابلة للنقاش: "خذه إلى إدغار لجلسة العلاج الفيزيائي، وتأكّد من أنه يتناول إفطاره."

إليوت، الذي كان يراقب بصمت، ضحك بسخرية. "تقصد غداءه؟ هذا الكائن نام طوال الصباح كأنه مخلوق ليلي."

ليونيل، الذي لم يكن مهتمًا بالمزاح، استمر في التململ في محاولة فاشلة للهرب. "أنا لا أحتاج إلى جلسات علاج سخيفة! ولن أتناول أي شيء، واللعنة على كل هذا!"

راين لم يرد عليه، لكنه شد قبضته عليه قليلاً ليمنعه من الحركة الزائدة.

الإمبراطور ألقى عليه نظرة جانبية، ثم قال بصوت بارد: "إذن، تفضّل بالصيام حتى الغد. لن تحصل على أي طعام حتى تُكمل جلستك العلاجية."

ليونيل تجمّد للحظة، ثم صرخ غاضبًا: "أوه، بالطبع! ما الذي كنت أتوقعه من هذه العائلة المجنونة؟ السلالة الإمبراطورية كلها مجموعة من الطغاة الساديين!"

إليوت وضع يده على فمه محاولًا إخفاء ضحكته، بينما راين تجاهل الشتائم تمامًا وأعاد ضبط وضعية ليونيل ليحمله بسهولة أكبر.

الإمبراطور، الذي بدا غير متأثر بشتم ليونيل المعتاد، قال ببرود: "راين، خذه قبل أن يقرر إلقاء خطاب آخر عن مدى كراهيته لعائلته."

راين لم يضيع الوقت، واتجه مباشرة للخروج وهو يحمل ليونيل كأنه مجرد حقيبة خفيفة، بينما استمر الأمير الرابع في الصراخ:

"أنا أرفض! دعني أنزل! اللعنة على هذه السلالة بأكملها!"

لكن رغم احتجاجاته، كان من الواضح أن لا أحد ينوي منحه أي فرصة للهرب هذه المرة.

وضع راين ليونيل على السرير في جناح الأطباء، لكن الأمير الرابع لم يترك له الفرصة للراحة، إذ بدأ في التململ فورًا محاولًا النهوض.

"أبعدوا أيديكم عني، أيها الأوغاد!" صرخ بغضب، لكنه لم يملك القوة الكافية لمقاومة تثبيته.

إدغار، الطبيب المسؤول عن علاجه، تجاهل صراخه وبدأ الجلسة العلاجية على الفور. أمسك بساق ليونيل، وبدأ في تحريكها وتمديد عضلاته المتشنجة.

"أرغ!! تبًا لك، إدغار!" شتم ليونيل بعنف، وحاول ركل الطبيب، لكن جسده الضعيف لم يساعده، مما جعله يزداد إحباطًا.

"هذا ضروري، صاحب السمو،" قال إدغار بهدوء، مستمرًا في عمله رغم الصراخ.

لكن مع استمرار التمارين وزيادة الضغط على العضلات المتيبسة، تحول صراخ ليونيل من احتجاج غاضب إلى أنين ألم حاد. عض شفتيه بقوة محاولًا تحمل ذلك، لكن جسده بدأ يرتجف بشكل لا إرادي.

دون أن يدرك، تحركت يده تلقائيًا، وتشبت بملابس راين بإحكام.

لم يلاحظ الأمر حتى شعر بأصابعه تتشبث بنسيج الرداء الأسود، بينما كان يدفن وجهه فيه محاولًا كتم أنينه. لكن الألم كان أقوى مما احتمل، مما جعله يطلق شهقة صغيرة وهو يرتجف.

راين، الذي بقي صامتًا طوال الوقت، شعر بالضغط الخفيف على ردائه ونظر إلى إدغار. "توقف."

إدغار، الذي كان يراقب الوضع، تنهد بصوت منخفض وتوقف عن التمارين فورًا.

ليونيل بقي لثوانٍ متجمدًا في مكانه، يلهث بينما أنفاسه غير منتظمة، وجسده لا يزال يرتجف قليلاً. استغرق الأمر لحظة قبل أن يدرك أنه قد تشبث براين… أمام الجميع.

عيناه اتسعتا ببطء، ثم رفع رأسه قليلًا وحدّق براين، الذي كان يراقبه بهدوء دون أن يُظهر أي تعبير واضح.

ثم… انفجر ليونيل بغضب مجددًا.

"لماذا توقفت؟ أكمل ما بدأته، أيها الجبان!" صرخ بينما ترك ملابس راين بسرعة وكأنه لُدغ.

إدغار رفع حاجبه بسخرية. "آه، إذن الآن تريد الاستمرار؟ هل تظنني غبيًا؟"

"أنت غبي بالفعل، أيها المتعجرف!"

راين لم يعلق، لكنه أعاد ضبط وضعية ليونيل ليكون أكثر راحة.

إدغار تنهد، ثم قال: "سنكمل الجلسة غدًا، لا داعي للإفراط في الضغط اليوم."

ليونيل حدق بهم جميعًا بعينين متسعتين، ثم أدار رأسه بغضب. "كل هذا بسببكم! لا أحتاج إلى أي من هذا!"

لكن رغم اعتراضاته، لم يعد أحد يستمع إليه.

إدغار مسح يديه ونظر إلى راين، ثم قال بهدوء: "حسنًا، لنختبر مدى تقدمه. اسنده ليقف."

أومأ راين بصمت، ثم أمسك بيد ليونيل وساعده على الوقوف. كان جسد الأمير الرابع ضعيفًا، لكن قدميه لم ترتجفا كما في السابق.

ليونيل، رغم استيائه، قرر المضي قدمًا فقط لإثبات أنه ليس بحاجة لمساعدتهم. أخذ نفسًا عميقًا، ثم رفع قدمه الأولى وتحرك للأمام.

خطوة…

ثم أخرى…

عند الخطوة الثالثة، شعر جسده يختل توازنه، وعرف أنه سيسقط. لكن قبل أن يرتطم بالأرض، أمسكه راين بسرعة وحمله بسهولة، كما لو كان مجرد طفل صغير.

"اللعنة!" صرخ ليونيل بغضب، متجاهلًا حقيقة أنه كاد يصاب.

إدغار نظر إليه بتمعن قبل أن يقول: "رغم عنادك، فقد أحرزت تقدمًا ملحوظًا. جسدك لا يزال ضعيفًا، ولهذا السبب تقدم علاجك بطيء. لكن بالنظر إلى وضعك قبل شهر، فهذا تحسن كبير."

ليونيل لم يرد، لكنه كان يضغط على أسنانه بإحباط. لم يكن يريد الاعتراف بأي شيء، لكن داخله كان يعلم أن إدغار على حق.

"إذا استمر العلاج بهذه الوتيرة، فربما تستطيع المشي دون مساعدة خلال شهرين أو ثلاثة."

ليونيل زمجر بضيق. "هذا وقت طويل!"

إدغار رفع حاجبه بسخرية. "بالنظر إلى حالتك، هذا أسرع مما توقعناه."

راين لم يقل شيئًا، لكنه ثبت ليونيل بين ذراعيه بطريقة مريحة أكثر.

ليونيل، الذي أدرك أنه لا يزال محمولًا، عبس بحدة. "ضعني أرضًا!"

لكن راين تجاهل طلبه تمامًا، مما زاد من إحباط الأمير الرابع.

2025/04/21 · 173 مشاهدة · 2758 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025