21 - ### بداية يوم دراسي كارثي

نظر الإمبراطور إلى المدير سيغفريد، الذي كان لا يزال مذهولًا من مشهد الأمير الرابع النائم بوقاحة، ثم قال بهدوء:

"أظن أن هذا يكفي لليوم. سنغادر الآن."

سيغفريد استعاد تركيزه سريعًا وانحنى باحترام: "بالطبع، جلالتك."

قبل أن يستدير الإمبراطور، أضاف بنبرة هادئة لكن حازمة: "ابتداءً من الغد، سيبدأ ليونيل دوامه في الأكاديمية. أرجو منكم مراعاته والصبر عليه… فهو مزعج قليلًا."

بدا أن المدير، جوزيف، وحتى بعض الطلاب القريبين كتموا ضحكة، لكن الإمبراطور تجاهل ذلك وأكمل:

"كما تعلمون، جسده ضعيف ولا يزال يتلقى العلاج، لذا سأرسل طبيبًا لفحصه بين الحين والآخر. اعتنوا به جيدًا."

سيغفريد أوما برأسه باحترام: "بالطبع، سنحرص على تلبية احتياجاته، جلالتك."

لكن جوزيف تمتم بصوت منخفض: "مزعج قليلًا؟ أعتقد أنكم تقللون من وصفه..."

في تلك اللحظة، تحرك ليونيل قليلًا في حضن الإمبراطور، متململًا في نومه، ثم تمتم بكلمات غير مفهومة… قبل أن يهمس:

"أريد حلوى…"

سيغفريد تنهد، جوزيف فرك جبهته، والإمبراطور ابتسم ابتسامة خفيفة قبل أن يتجه نحو العربة، حاملاً ابنه الكسول الذي لم يكن لديه أي فكرة عن الفوضى التي سيثيرها في الأكاديمية ابتداءً من الغد.

...................

غادر الإمبراطور ساحة الأكاديمية وهو لا يزال يحمل ليونيل بين ذراعيه، غير مبالٍ بنظرات المدير والفرسان والطلاب الذين تابعوا المشهد بفضول. بمجرد أن ركب العربة، استرخى في مقعده، ووضع ليونيل في حضنه، ثم بدأ يربت على شعره برفق.

كانت ملامحه هادئة، لكن أفكاره مشغولة. كم تغير هذا الطفل منذ استيقاظه؟

قبل عامين فقط، كان ليونيل أشبه بشبح، ضعيفًا، صامتًا، بالكاد يظهر أي مشاعر… والآن؟ أصبح كائنًا كسولًا، فوضويًا، مشاكسًا، لا يكف عن التذمر وإزعاج من حوله، لكنه… كان حيًا.

رفع الإمبراطور يده ليتأكد من حرارة ليونيل… فقط ليشعر بجسده يزداد دفئًا بشكل غير طبيعي.

"حمى؟"

عبس قليلًا، ثم فتح إحدى الخزائن الصغيرة في العربة، وسحب منها زجاجة صغيرة وسرنجة مملوءة بسائل شفاف. دون تردد، وضع الزجاجة على شفتي ليونيل، لكن الأخير، رغم كونه شبه نائم، عبس محاولًا دفعها بعيدًا.

"همم… لا أريد…"

الإمبراطور تجاهل مقاومته الطفولية، وبحركة سريعة، أمسك بذقنه وأجبره على شرب الدواء.

"اخرس واشرب."

"غغغ… أنت… طاغية…" تمتم ليونيل قبل أن يبتلع السائل المرير.

الإمبراطور ابتسم قليلاً وهو يعيد الزجاجة إلى مكانها، ثم استرخى مجددًا، تاركًا أصابعه تعبث بخصلات شعر ليونيل.

"غدًا سيكون يومًا طويلًا لك… لنرَ كم ستستطيع تحمل الأكاديمية قبل أن تبدأ بالمطالبة بالعودة إلى القصر."

لم يكن لديه أدنى شك بأن ليونيل سيثير الفوضى… والسؤال الحقيقي هو: كم سيستغرق قبل أن يطلب الجميع التخلص منه؟

...................

استيقظ ليونيل على أصوات طرقات ناعمة على الباب، تلاها همسات الخدم الذين حاولوا إيقاظه بلطف.

"صاحب السمو، حان وقت الاستعداد للأكاديمية."

"همم… لا."

غطى وجهه بالبطانية بإصرار، متجاهلًا الخدم تمامًا. لم يكن لديه أي نية لمغادرة السرير، ناهيك عن الذهاب إلى الأكاديمية!

لكن الخدم لم يستسلموا، بل بدأوا بمحاولة إقناعه، وحتى إحضار الملابس الرسمية له، على أمل أن يرتديها دون مشاكل.

"صاحب السمو، إن تأخرت، سيغضب جلالة الإمبرا—"

"ممتاز، دَعُوه يغضب، ربما يطردني منها!" قال بصوت كسول، بينما استدار على جانبه ليعود للنوم.

لكن قبل أن يتمكن من الانغماس في نعيم الكسل مجددًا، فُتح الباب فجأة، ودخل الإمبراطور بخطوات ثابتة.

"ليونيل."

في اللحظة التالية، شعر بجسد قوي يسحبه من السرير كما لو كان دمية قماشية.

"أرررغ! توقف!"

لم يأبه الإمبراطور بمقاومته، بل بدأ بخلع قميص نومه بمهارة، ثم أخذ الملابس الرسمية للأكاديمية ليبدأ بإلباسه إياها بنفسه.

وصف زي الأكاديمية الإمبراطورية فاليري

كان الزي الرسمي للأكاديمية أنيقًا ومميزًا، يتكون من:

قميص أبيض ذو ياقة عالية مطرز بخيوط ذهبية على الأطراف.

سترة زرقاء داكنة مزينة بشعار الأكاديمية على الجهة اليسرى من الصدر، مع أزرار فضية منحوتة بدقة.

ربطة عنق سوداء، كانت تبدو خانقة لليونيل بمجرد أن تم ربطها.

سروال أسود مستقيم يناسب مظهر النبلاء.

حذاء جلدي مصقول يعكس الضوء ببريق فخم.

لكن ليونيل لم يكن مهتمًا بالأناقة… بل كان مشغولًا بمحاولة التملص من قبضة الإمبراطور.

"لماذا تفعل هذا بنفسك؟ لديك خدم لهذه المهمة!"

الإمبراطور رفع حاجبه، ثم شد ربطة العنق بقوة طفيفة، مما جعل ليونيل يلهث.

"لأنك طفل عنيد، وتحتاج إلى شخص يجعلك تفهم أن المقاومة بلا جدوى."

"هذا تعذيب!"

"هذا تعليم."

في النهاية، بعد صراع غير متكافئ، وجد ليونيل نفسه يرتدي الزي الكامل، وشعر بالضيق الشديد. رفع يده وعبس عندما لاحظ مدى الرسمية التي يبدو بها.

"أبدو كأمير حقيقي… ياللفظاعة."

الإمبراطور لم يرد، لكنه أخذ خطوة إلى الخلف ليتفحصه، ثم أومأ برضا.

"أنت جاهز. الآن، إلى الأكاديمية."

ليونيل نظر إليه بعيون متوسعة.

"انتظر، ماذا عن الفطور؟!"

"يمكنك تناوله في العربة."

"ماذا عن العودة للنوم؟!"

"بعد المدرسة."

"… أنت دكتاتور."

ضحك الإمبراطور بصوت منخفض وهو يسحب ليونيل للخروج، بينما الأخير لا يزال يتذمر طوال الطريق إلى العربة.

.................

عندما توقفت العربة أمام بوابة الأكاديمية، انفتح الباب، ليظهر جوزيف، المرافق الشخصي لليونيل، واقفًا هناك بكل انضباط، ينتظر نزول الأمير الصغير.

لكن المشكلة؟ ليونيل لم يكن حتى مستيقظًا.

دخل جوزيف إلى العربة، وعقد حاجبيه عندما رأى ليونيل مستلقيًا بكل راحة، كأنه في غرفته الخاصة، وكأن الأكاديمية ليست سوى مزحة بالنسبة له.

"صاحب السمو، استيقظ."

لم يكن هناك أي رد.

تنهد جوزيف، ثم اقترب منه، أمسكه من تحت ذراعيه ورفعه بسهولة، رغم جسده الضعيف. ليونيل لم يتحرك حتى، فقط أطلق همهمة خفيفة، ثم استرخى أكثر في ذراعي الفارس.

"… نائم كليًا."

لم يكن هناك خيار آخر، فحمله ووضعه بلطف على الكرسي المتحرك الذي تم إعداده مسبقًا، ثم بدأ بدفعه داخل الأكاديمية.

محاولة إيقاظ الأمير الكسول

بينما كان يسير في الممرات، حاول جوزيف هز كتف ليونيل بلطف.

"صاحب السمو، لقد وصلنا. استيقظ."

لكن الرد الوحيد كان همهمة أخرى، وكأنه قطة متذمرة.

"سيدي، لا يمكنك النوم أثناء الحصص الدراسية."

لم يكن هناك رد.

جوزيف توقف، نظر إلى الأمير الصغير بوجه خالٍ من المشاعر، ثم…

"سيدي، هناك شخص يحاول سرقة الحلوى الخاصة بك."

في اللحظة التالية، فتحت عينا ليونيل على الفور، ورفع رأسه بسرعة.

"ماذا؟ من الوقح الذي يجرؤ—" توقف، ثم نظر حوله وأدرك الخدعة.

جوزيف حافظ على تعابيره الهادئة. "استيقظت أخيرًا، صاحب السمو."

ليونيل حدق به بنظرة فارغة لثوانٍ، ثم أغلق عينيه مجددًا، وأسند رأسه للخلف.

"تبا لك."

فتح باب القاعة، ودخل جوزيف وهو يدفع الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه ليونيل، بلا مبالاة تامة.

كان الصف مليئًا بالطلاب، وجميعهم التفتوا فورًا عند رؤية القادم الجديد. بعضهم همسوا فيما بينهم، بينما البعض الآخر كانوا يحدقون بفضول.

في مقدمة القاعة، وقف المعلم المسؤول عن هذا الصف، البروفيسور ديريك كراوفورد، وهو رجل في أواخر الثلاثينيات، ذو شعر بني فاتح مربوط إلى الخلف، وعينين رماديتين تعكسان ذكاءً حادًا.

بمجرد أن رأى ليونيل، ابتسم بحرارة وقال: "أهلاً وسهلاً بصاحب السمو الأمير ليونيل، يشرفنا انضمامك إلينا اليوم."

ليونيل، الذي كان يجلس في كرسيه المتحرك، لم يكلف نفسه عناء النظر إليه. فقط أطلق تنهيدة طويلة وأراح رأسه على يده.

لاحظ المعلم التجاهل، لكنه لم يفقد ابتسامته. "يبدو أنك تأخرت عن الحصة الأولى، هل لي أن أعرف السبب؟"

رفع ليونيل عينيه نصف المفتوحتين ونظر إلى إدوارد مباشرة وقال بكسل: "كنت نائمًا."

ساد الصمت للحظة.

ثم سعل أحد الطلاب محاولًا كتم ضحكته، بينما بدا المعلم وكأنه لم يكن متأكدًا إن كان هذا ردًا جادًا أم مجرد استفزاز.

"كنت نائمًا؟" كرر المعلم بنبرة غير مصدقة.

أومأ ليونيل ببطء، ثم قال بنبرة أكثر استفزازًا: "نعم، كنت في منتصف حلم ممتع، لكن فجأة جاء هذا الفارس المزعج وحملني ككيس بطاطس إلى هنا." أشار إلى جوزيف، الذي ظل صامتًا بجانب الحائط، غير متأثر بكلام الأمير.

رفع ديريك حاجبًا، لكنه لم يفقد هدوءه. "حسنًا، أتمنى ألا يكون قد أفسد حلمك كثيرًا. على أي حال، الآن وقد أصبحت هنا، لماذا لا تعرفنا على نفسك؟"

أغمض ليونيل عينيه متظاهراً بالتفكير، ثم قال: "اسمي ليونيل، وأنا هنا فقط لأن والدي أصر على ذلك. لذا، لا تتوقعوا مني المشاركة كثيرًا، في الواقع، يمكنك اعتباري مجرد قطعة ديكور أنيقة في هذا الصف."

بدأ بعض الطلاب يتهامسون، والبعض ابتسموا، بينما حاول المعلم أن يبقى محترفًا.

"حسنًا، سمو الأمير ليونيل، قد لا تهتم بالدراسة، لكن أتمنى على الأقل أن تحترم الدروس—"

قاطعه ليونيل بتمدد كسول قائلاً: "هل يمكننا إنهاء هذا الآن؟ أشعر بالنعاس."

أخذ ديريك نفسًا عميقًا، ثم قال بابتسامة مشدودة: "حسنًا، يمكنك الاسترخاء، لكن لا تزعج الآخرين، مفهوم؟"

أمال ليونيل رأسه إلى الجانب وقال بنبرة مستفزة: "بالطبع، سيدي المعلم، لن أزعج أحدًا… إلا إذا أزعجوني أولًا."

تنهّد ديريك ، وأشار إلى جوزيف ليضع ليونيل في مقعده. الفارس رفع الأمير بلطف ووضعه على الكرسي المخصص للطلاب، ثم وقف عند الحائط لمراقبته.

وهكذا بدأ يوم ليونيل الأول في الأكاديمية… بطريقة جعلت الجميع يدركون أنه سيكون مصدرًا للفوضى أكثر من كونه طالبًا.

...................

بعد أن انتهى الترحيب الرسمي، عاد المعلم ديريك إلى منصته وبدأ بشرح الدرس.

"حسنًا، لنبدأ اليوم بمراجعة نظرية تشكيل الدوائر السحرية المتقدمة…"

بينما كان الطلاب يفتحون كتبهم ويستعدون لتدوين الملاحظات، كان هناك شخص واحد فقط لم يكلف نفسه عناء حتى الاستماع—ليونيل.

بدلاً من ذلك، تظاهر بالاهتمام للحظة، ثم بكل بساطة أراح رأسه على ذراعيه فوق الطاولة وأغمض عينيه.

كان يخطط منذ البداية لجعل نفسه مصدر إزعاج للأكاديمية، وما هي أفضل طريقة للقيام بذلك من النوم في وسط الحصة الأولى؟

واصل المعلم ديريك الشرح لبعض الوقت، لكنه لاحظ سريعًا أن الأمير لم يكن ينتبه إطلاقًا.

توقّف عن الحديث للحظة، ثم نظر مباشرة إلى ليونيل. "صاحب السمو، هل يمكنك إعادة ما قلته للتو؟"

لم يكن هناك أي رد.

أخذ المعلم نفسًا عميقًا وقال بصوت أعلى قليلاً: "صاحب السمو؟"

ما زال لا يوجد رد…

بدأ بعض الطلاب يتهامسون وهم يراقبون الوضع، بينما نظر جوزيف بصمت إلى الأمير الكسول، دون أن يحرك ساكنًا.

أخيرًا، تقدم ديريك بخطوات حازمة ووقف بجوار مكتب ليونيل، ثم طرق على الطاولة بلطف وقال: " سموك، من فضلك استيقظ."

ولكن بدلاً من أن يستيقظ، أطلق ليونيل صوت شخير متعمَّد.

ساد صمت ثقيل في الصف، قبل أن يضحك أحد الطلاب بصوت مكتوم.

عقد ديريك حاجبيه وقال بنبرة أكثر جدية: "هذا تصرف غير لائق في الصف، عليك الاستماع."

أطلق ليونيل تنهيدة طويلة جدًا، ثم رفع رأسه ببطء شديد كأنها أكبر معاناة في العالم، وحدق إلى المعلم بنظرة نعسة قبل أن يقول ببرود: "إذا كنت تريد استجوابي، فافعل ذلك بعد أن أنهي قيلولتي."

اتسعت عيون بعض الطلاب بصدمة، بينما عض ديريك شفته محاولًا الحفاظ على هدوئه. "هذا ليس تصرفًا مناسبًا للأكاديمية، عليك الالتزام بالقواعد—"

ولكن قبل أن يكمل جملته، كان ليونيل قد أراح رأسه مجددًا وأغمض عينيه، متجاهلًا المعلم تمامًا.

انتشرت همسات بين الطلاب، بينما بدا ديريك وكأنه يحاول جاهدًا ألا ينفجر غضبًا.

من الواضح أن الأمير ليونيل لن يكون طالبًا عاديًا في هذه الأكاديمية…

...................

كان الصمت في القاعة ثقيلًا بعد تصرف ليونيل الوقح، وبدا أن المعلم ديريك يحاول جاهدًا الحفاظ على هدوئه.

تنفس بعمق، ثم قال بصوت أكثر حزمًا: "صاحب السمو، هذا ليس سلوكًا مقبولًا. إذا كنت متعبًا، يمكنك المغادرة، لكن النوم أثناء الحصة غير مسموح به."

رفع ليونيل رأسه قليلًا وحدّق إلى المعلم بنظرة كسولة، ثم قال ببرود: "لكنني لم أطلب إذنك للنوم."

انتشرت موجة من الهمسات بين الطلاب، بينما بدا وجه ديريك متشنجًا.

"إن كنت لا تنوي الدراسة، فلماذا أتيت إلى الأكاديمية؟" سأل ديريك، محاولًا التحكم بأعصابه.

أمال ليونيل رأسه إلى الجانب، وكأنه يفكر للحظة، ثم قال بابتسامة ساخرة: "لا أدري… والدي هو من أحضرني، ربما عليك أن تسأله؟"

ظهر شحوب خفيف على وجه ديريك عند ذكر الإمبراطور، لكنه لم يتراجع. "هذا ليس عذرًا لعدم احترام الصف، أنت طالب هنا الآن، ويجب أن تلتزم بالقواعد مثل الجميع."

ليونيل أطلق تنهيدة مبالغ فيها، ثم مدّ ذراعيه بكسل وقال بصوت متكاسل: "القواعد؟ أعتقد أنك لا تفهم… أنا الأمير، صحيح؟ هذا يعني أنني أفعل ما أريد."

بدا وكأن أحد الأوردة في جبين ديريك على وشك الانفجار.

قرر أن يتجاهل تعليقه هذه المرة وعاد للشرح، لكنه لم يكن يعلم أن ليونيل لم ينتهِ من مضايقته بعد.

بعد مرور دقائق قليلة من بدء الدرس مجددًا، رفع ليونيل يده ببطء شديد، وكأنه يقوم بمجهود عظيم.

توقف ديريك، متفاجئًا. "نعم، صاحب السمو؟"

ليونيل نظر إليه بجدية مزيفة وسأل: "هل يمكنني الذهاب إلى الحمام؟"

ديريك حدّق فيه للحظة، ثم ردّ ببرود: "يمكنك الذهاب، لكن لا تتأخر."

أومأ ليونيل ببطء… لكنه لم يتحرك من مكانه.

ديريك ضيّق عينيه. "قلت إنك تريد الذهاب إلى الحمام، أليس كذلك؟"

ليونيل أومأ مجددًا وقال: "نعم، لكنني كسول جدًا للنهوض… فهل يمكنك حملي إلى هناك؟"

ساد الصمت في القاعة. بعض الطلاب وضعوا أيديهم على أفواههم لمنع أنفسهم من الضحك، بينما بدا ديريك وكأنه على وشك فقدان عقله.

"ليونيل كارستين!"

لكن الأمير فقط ابتسم ببراءة مزيفة، ثم أراح رأسه على الطاولة مجددًا وقال: "حسنًا، إن لم تكن تريد مساعدتي، فلا بأس… سأنتظر حتى ينتهي الدرس."

هذه الأكاديمية… ستكون في حالة فوضى طالما أن ليونيل موجود فيها.

.................

ما إن غادر المعلم ديريك القاعة، حتى أطلق ليونيل تنهيدة ارتياح، وأسند رأسه على الطاولة مجددًا استعدادًا لاستكمال قيلولته.

لكن فجأة، ظهرت أمامه نافذة شفافة بنص متوهج:

[تم تحديث الحالة]

- لقد أزعجت معلمك الأول بنجاح!

- المكافأة: +1 نقطة في العناد.

رفع ليونيل حاجبه، ثم تمتم بسخرية: "نقطة في العناد؟ هذا يفترض أن يكون أمرًا جيدًا؟"

أغلق النافذة بملل، لكن في اللحظة التي أغمض فيها عينيه، ظهرت نافذة أخرى:

[تنبيه!]

- معدل الكسل لديك في ازدياد!

- تحذير: إذا استمررت بهذا المعدل، فقد يتم تصنيفك كعنصر غير منتج!"

ليونيل فتح عينيه واتسعت حدقتاه ببطء. "…ماذا بحق؟"

لم يكلف نفسه عناء إغلاق النافذة هذه المرة، بل فقط دفن وجهه في الطاولة مجددًا وتجاهلها تمامًا.

جوزيف، الذي كان واقفًا عند الباب يراقبه، تنهد بصمت. "هذا الطفل… سيجعل الأكاديمية تنفجر في أقل من أسبوع."

.................

ظل ليونيل متجاهلًا النافذة التي ما زالت متوهجة أمامه، لكن قبل أن يتمكن من العودة إلى النوم، ظهر أمامه ضوء أحمر خافت، سرعان ما تشكل على هيئة كيان مألوف له—كارثة.

كارثة، بروحه ال0سوداء المتعرجة وعينيه المتوهجتين، نظر إلى ليونيل بملل قبل أن يعقد ذراعيه. "أنت تتصرف بإهمال شديد."

"أوه، انظروا من يتحدث!" تمتم ليونيل بسخرية، واضعًا ذراعيه تحت رأسه دون حتى رفع عينيه. "السيد 'أنا أعرف كل شيء لكن لن أخبرك بأي شيء'، لماذا أتيت؟ لتحاضِرني عن الإنتاجية؟"

كارثة لم يبتسم، فقط أطلق تنهيدة منخفضة. "أنا هنا لأنك تقترب ببطء من نقطة اللاعودة."

"هاه؟" رفع ليونيل حاجبه أخيرًا ونظر إليه. "نقطة ماذا؟"

قبل أن يتمكن كارثة من الرد، كان جوزيف، الذي كان يراقب ليونيل بصمت، قد بدأ يعبس. من زاويته، كان الأمير الرابع يحدق في العدم… ويتحدث مع نفسه.

"…هل جن جنونه؟" تمتم جوزيف بصوت منخفض، لكنه لم يتحرك من مكانه، فقط بقي يراقب الوضع.

في هذه الأثناء، تجاهل ليونيل نظرات جوزيف تمامًا وهو يتابع حديثه مع كارثة: "لماذا لا تستطيع التحدث مباشرة؟ نقطة اللاعودة؟ أي هراء هذا؟"

كارثة نظر إليه بلا تعبير، ثم تحدث بصوت هادئ: "أنت تعتقد أنك تتحكم في الأمور، لكن في الواقع، أنت فقط تتبع المسار ذاته الذي أدى إلى موتك السابق."

شعر ليونيل بقشعريرة خفيفة تسري في عموده الفقري، لكنه أخفى ذلك بضحكة ساخرة. "أوه، رائع، المزيد من الألغاز. لماذا لا تخبرني مباشرة بما يجب أن أعرفه؟"

كارثة لم يرد، فقط تلاشى ببطء كما ظهر، تاركًا ليونيل محدقًا في الفراغ.

جوزيف، الذي لم يكن قادرًا على سماع أو رؤية أي شيء، قرر أنه من الأفضل عدم التدخل… على الأقل حتى الآن.

2025/04/24 · 194 مشاهدة · 2335 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025