تشبث ليونيل الصغير بقوة برداء ليونيل البالغ، وكأنه يخشى أن ينفلت من بين يديه ويختفي كما اختفى كل شيء آخر في حياته. رفع رأسه لينظر مباشرة إلى وجهه، محاولًا استيعاب هذه الحقيقة غير المنطقية.
"...أنت كم عمرك الآن؟" سأل بصوت حذر.
ليونيل البالغ لم يبدُ متفاجئًا من السؤال، بل أجاب بهدوء: "تسعة عشر عامًا."
تجمد ليونيل الصغير.
"...هذا مستحيل." تمتم وهو يحدق به بصدمة. "أنا وأنت... نموت قبل أن نبلغ سن الرشد."
عيناه الزرقاوان كانتا تحملان يقينًا لا جدال فيه. كان يعرف ذلك كما يعرف أنه يتنفس.
لكن ليونيل البالغ لم ينكر كلامه، ولم يؤكده أيضًا، بل اكتفى بالنظر إليه بهدوء.
"هذا صحيح... في كل مرة، لم نصل إلى العشرين." قال بنبرة غامضة.
أحس ليونيل الصغير بقشعريرة تسري في عموده الفقري.
"إذن كيف...؟"
"لا تسألني كيف، بل اسأل نفسك لماذا." قاطعه ليونيل البالغ، ثم انحنى قليلًا ليقترب منه أكثر. "لماذا نستمر في الموت؟ ولماذا تستمر أنت في العودة؟"
كانت كلماته كصفعة جعلت ليونيل الصغير يفتح فمه دون أن يجد ما يقوله.
لكن قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، بدأ كل شيء حوله يتلاشى ببطء، وكأن العالم نفسه ينهار من حوله.
ليونيل الصغير شعر بجسده يُسحب نحو الفراغ مرة أخرى.
"انتظر!" صرخ وهو يحاول التشبث بليونيل البالغ، لكن الأخير لم يحاول الإمساك به.
كل ما فعله هو أن ابتسم ابتسامة حزينة وهمس:
"هذه المرة، لا تخطئ كما فعلت أنا."
ثم، غرق ليونيل في الظلام.
.......................
استفاق ليونيل وهو يلهث، جسده يرتجف بوضوح بينما لا يزال عالِقًا في ظلال الكابوس. شعر ببرودة العرق تتسلل إلى عموده الفقري، ويداه كانتا مشدودتين إلى قبضتين متوترة.
"صاحب السمو؟" جاء صوت جوزيف الهادئ، لكنه يحمل قلقًا خفيًا. "هل أنت بخير؟"
ليونيل رمقه بنظرة فارغة للحظات، قبل أن يمرر يده على وجهه بتعب. "أنا بخير." قال بصوت أجش، ثم تابع: "أعدني إلى القصر."
لم يطرح جوزيف أي أسئلة إضافية، فقط انحنى قليلًا وأخذ يدفع كرسيه المتحرك نحو العربة التي كانت تنتظرهم عند مدخل الأكاديمية.
---
بعد ساعة من السفر عبر العربة، وصلوا أخيرًا إلى القصر الإمبراطوري.
ولكن ما لم يكن يتوقعه ليونيل هو أن الإمبراطور كان في انتظاره بالفعل.
بمجرد أن توقفت العربة، فُتح الباب على الفور، وقبل أن يتمكن ليونيل من استيعاب الموقف، وجد نفسه يُرفع بسهولة من كرسيه بواسطة زوج من الأذرع القوية.
"ماذا—؟! ضعني أرضًا!" تململ ليونيل في محاولة للتحرر، لكنه كان يعلم أن ذلك بلا فائدة.
كان الإمبراطور إدوارد يحمل مزيجًا من الجدية والهدوء المعتاد على ملامحه، وكأنه لم يسمع احتجاجات ليونيل على الإطلاق. "كُفَّ عن التململ." قال ببرود، وبدأ بالسير به عبر الممرات الواسعة للقصر.
ليونيل، الذي شعر بالإحراج والغضب في آنٍ واحد، حدّق في الرجل الذي يُفترض أنه والده. "أتعلم، عادةً يُسمح للأبناء بالسير بأقدامهم الخاصة؟!"
الإمبراطور لم يُبطئ خطاه حتى، فقط ألقى عليه نظرة جانبية خفيفة. "وأنت عادةً من المفترض أن تكون بصحة تسمح لك بالمشي."
ليونيل عبس بعمق، لكنه لم يستطع الرد. تبا، معه حق.
وبينما كان يُحمل كالطفل أمام حشود الخدم والحراس الذين كانوا ينحنون أثناء مرورهم، لم يكن بإمكان ليونيل سوى إخفاء وجهه في يد واحدة والتنهد.
هذه إهانة...
لكن الإمبراطور تجاهل كل محاولاته للخروج من هذا الموقف، واستمر في حمله حتى وصلا إلى غرفة الاجتماعات
بمجرد أن جلس الإمبراطور إدوارد على كرسيه، لم يمنح ليونيل فرصة لالتقاط أنفاسه قبل أن يرفعه بسهولة إلى حضنه، كما لو كان مجرد طفل صغير يحتاج إلى المراقبة المستمرة.
"ماذا تفعل؟!" تمتم ليونيل، مجاهدًا التحرر من قبضة الإمبراطور، لكن الأخير لم يُبدِ أي رد فعل، فقط أشار بيده إلى الوزراء لمتابعة الاجتماع.
"يمكنكم البدء."
نظر الوزراء بينهم بتردد للحظة، لكنهم سرعان ما عادوا إلى ترتيب أوراقهم وبدأوا في طرح القضايا المطروحة للنقاش.
ليونيل، الذي كان يشعر بإحراج لا يُحتمل، قرر أنه لن يسمح للأمور بالمرور بسلاسة.
حسنًا… طالما أنه أجبرني على الحضور، سأجعل الجميع يندمون على ذلك.
ابتسامة ماكرة ارتسمت على شفتيه، ثم اعتدل قليلًا في حضن الإمبراطور، ونظر إلى الوثائق الموضوعة على الطاولة.
[إشعار من النظام!]
الموضوع: مناقشة الميزانية السنوية للأكاديمية الإمبراطورية.
الميزانية المقترحة: 1.2 مليون عملة ذهبية.
طلب تعديل من بعض الوزراء لتقليل الإنفاق على الأقسام البحثية.
نقاش حول توزيع الموارد بين الأقسام السحرية والعسكرية.
رفع ليونيل حاجبه بسخرية وهو يقرأ المحتوى، ثم قرر التدخل بصوت مسموع:
"أوه، 1.2 مليون عملة ذهبية للأكاديمية؟ يا له من كرم مُفرط!" قال بصوت متهكم، متعمدًا أن يكون مسموعًا من الجميع.
التفتت إليه بعض العيون باندهاش، وأحد الوزراء سعل بخفة، متجاهلًا تعليقه وتابع حديثه: "نحن نعتقد أن تقليل النفقات على الأبحاث السحرية أمر ضروري، فالمجال العسكري بحاجة إلى دعم أقوى هذه السنة."
ليونيل أطلق ضحكة منخفضة. "أوه، رائع! لماذا لا نُلغي البحث السحري بالكامل ونعود إلى رمي الحجارة والرماح؟ يبدو أن بعضكم يفضل العيش في العصر الحجري!"
ساد صمت ثقيل للحظات. أحد الوزراء تجهم وجهه، بينما آخر ألقى نظرة حذرة على الإمبراطور، الذي كان لا يزال يحمله في حضنه، متجاهلًا تمامًا تصرفاته.
أحد الدوقات تحدث بحدة: "الأمير ليونيل، هذا اجتماع جاد، رجاءً—"
"أوه، عذرًا، لم أدرك ذلك!" قاطعه ليونيل بابتسامة بريئة، ثم تابع بصوت متكلف: "ظننتُ أننا هنا فقط لنقرر أي قسم سيتم حرمانه من الميزانية هذه المرة!"
بدأ التوتر ينتشر في القاعة. بعض الوزراء تململوا في أماكنهم، بينما تبادل آخرون النظرات فيما بينهم.
لكن ليونيل لم يكن ينوي التوقف هنا.
"بالمناسبة، ماذا عن تكاليف الحفلات الإمبراطورية؟ لا تقل لي أننا سنقتصد أيضًا في عدد النبيذ والكافيار هذا العام؟ يا للكارثة!"
هذه المرة، انطلقت همهمات منخفضة من بعض الحاضرين. أحدهم تمتم: "صاحب السمو… رجاءً، هذا ليس موضوعًا للنقاش."
"أوه، حسنًا، حسنًا." قال ليونيل، ملوحًا بيده وكأنه يُسكتهم. "فلنتحدث عن موضوع مهم إذن… مثل متى يمكنني مغادرة هذا الاجتماع الممل؟"
عند هذه النقطة، بدت أعصاب بعض الوزراء على وشك الانفجار. أحدهم تمتم وهو يشد على قبضته: "هذا مستفز حقًا…"
تمام! بدأوا ينزعجون، فقط القليل بعد… ثم سيطلبون من الإمبراطور إبعادي!
لكن للأسف، الشخص الوحيد الذي لم يُظهر أي رد فعل كان الإمبراطور إدوارد نفسه.
في الواقع، كان يجلس هناك بهدوء، يراقب الأوضاع بعينيه الحادتين، وكأن تصرفات ليونيل لا تعنيه أبدًا.
اللعنة، هل هذا الرجل مصنوع من الجليد؟!
وبينما كان ليونيل يستعد لجولة جديدة من السخرية، تنحنح أحد الوزراء قبل أن ينظر مباشرة نحو الإمبراطور.
"جلالة الإمبراطور… هل يمكننا التحدث بدون وجود الأمير ليونيل؟"
ليونيل كاد يبتسم بانتصار، لكنه تجمد عند سماع رد إدوارد البارد:
"تابعوا الاجتماع."
…
…
ماذا؟!!
.............
تجمدت ابتسامة ليونيل على وجهه بينما تسلل شعور بالإحباط إليه. لقد فعل كل ما بوسعه لاستفزازهم، حتى أنه رأى كيف توترت تعابيرهم، ومع ذلك، فإن الإمبراطور رفض حتى طرده!
تبًا، هل هذا الرجل لا يتأثر بأي شيء؟!
حاول أحد الوزراء الاعتراض مرة أخرى، لكن الإمبراطور ألقى عليه نظرة حادة جعلته يبتلع اعتراضه على الفور. استسلم الوزراء وواصلوا الاجتماع، بينما جلس ليونيل متصلبًا في حضن الإمبراطور، أشبه بدمية زينة لا قيمة لها.
استسلم؟ بالطبع لا.
حسنًا، يبدو أن الطريقة العادية لن تنجح، لكن لا بأس… سأجد ثغرة أخرى.
تنهد ليونيل بعمق، ثم أسند رأسه إلى صدر الإمبراطور بكسل متعمد، متظاهرًا بأنه يشعر بالملل الشديد. "حسنًا… بما أنني لا أستطيع المغادرة، سأرتاح قليلًا إذن."
فتح عينيه قليلًا ليرى ردود فعل الوزراء. بعضهم بدوا منزعجين، بينما حاول آخرون جاهدين تجاهل وجوده تمامًا.
لكن الأكثر استفزازًا كان الإمبراطور إدوارد نفسه.
ظل وجهه بلا تعبير كالمعتاد، بل حتى بدا وكأنه وجد الوضع مريحًا أكثر مما ينبغي.
هل هذا الرجل مصنوع من الحجر أم ماذا؟!
فجأة، قُطع الاجتماع بطرق سريع على الباب، قبل أن يدخل أحد الفرسان بحذر.
"جلالة الإمبراطور، هناك أمر عاجل يتطلب انتباهكم."
رفع إدوارد حاجبه، لكنه لم يتحرك. "تحدث."
"هناك وفد من مملكة أرفينوس يطلب مقابلة عاجلة، ويبدو أن المسألة تتعلق بمعاهدة التحالف."
ساد صمت في القاعة للحظات. مملكة أرفينوس لم تكن دولة يُستهان بها، والمفاوضات معهم دائمًا ما كانت معقدة.
ليونيل، الذي كان يراقب بصمت، شعر أن هذه فرصة جيدة.
تحالف، هاه؟
رفع رأسه قليلاً، ثم تحدث بصوت واضح: "أوه، هل نحن في مشكلة دبلوماسية؟ عظيم! هل هذا يعني أن الاجتماع سينتهي هنا؟"
أحد الوزراء ضغط على صدغه بإحباط. "صاحب السمو، هذه ليست مزحة."
"أنا جاد تمامًا،" قال ليونيل بابتسامة واسعة، قبل أن يميل برأسه قليلاً نحو الإمبراطور. "إذن، أبي العزيز، هل يمكنني المغادرة الآن؟"
لكن إدوارد لم ينظر إليه حتى.
"اجعلهم ينتظرون قليلًا، سأراهم بعد انتهاء الاجتماع."
ليونيل كاد يسقط من مكانه.
هذا الرجل لا ينكسر!
حاول الوزراء كبت ردود فعلهم، بينما ألقى الفارس نظرة مشوشة، لكنه انحنى على الفور وغادر، تاركًا ليونيل يغرق في إحباطه.
تبًا… لا يمكنني حتى استغلال أزمة سياسية للخروج من هنا؟!
قرر أن يلجأ للخيار الأخير—الدراما.
استند إلى صدر الإمبراطور، ثم وضع يده على جبينه بتعبير ضعيف، متحدثًا بصوت واهن: "أوه… أشعر بالإرهاق… ربما سأموت هنا في هذا الاجتماع الممل…"
أحد الوزراء تمتم بصوت منخفض: "كم هو مسرحي…"
لكن قبل أن يتمكن ليونيل من إكمال تمثيليته، وضع الإمبراطور يده الثقيلة على رأسه وربت عليها بلطف… كما لو أنه يهدئ طفلًا مشاغبًا.
صُدم ليونيل. انتظر، ماذا؟!
نظر إليه بإحباط، لكن الإمبراطور بدا هادئًا تمامًا، وكأنه لم يلاحظ محاولته اليائسة للمغادرة.
…لقد خسرت.
تنهد ليونيل، وأدرك أنه مهما فعل، فلن يستطيع الفرار اليوم. لذا، قرر الاستسلام مؤقتًا… لكنه لن ينسى هذه الإهانة أبدًا.
"حسنًا، أيها الإمبراطور المتحجر… سأجعلك تدفع الثمن لاحقًا."
..................
بينما استمر الاجتماع الممل، لم يستطع ليونيل منع نفسه من التفكير في كلمات الفارس.
"هناك وفد من مملكة أرفينوس يطلب مقابلة عاجلة، ويبدو أن المسألة تتعلق بمعاهدة التحالف."
رفع رأسه قليلًا وهو يسترجع المعلومات من الرواية.
مملكة أرفينوس… كانت واحدة من أقوى الممالك في القارة، لكنها لم تكن حليفًا يمكن الوثوق به. في الموسم الأول من الرواية، كانوا دائمًا يظهرون بمظهر الحليف الودود، لكن خلف الكواليس، كانوا يعملون على تحقيق مصالحهم فقط، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن الإمبراطورية في لحظة حرجة وغي الموسم الثاني سقطت في الحرب.
هذا سيئ…
في القصة الأصلية، كان التحالف مع أرفينوس واحدًا من الأسباب التي أدت إلى سقوط الإمبراطورية لاحقًا. لقد تلاعبوا بالبلاط الإمبراطوري، وقدموا دعمًا زائفًا، ثم خانوا الإمبراطورية في أوج ضعفها، مما أدى إلى انهيارها.
لكن هذه المرة… الأمور مختلفة، أليس كذلك؟
نظر ليونيل إلى الإمبراطور إدوارد، الذي كان لا يزال مشغولًا بالاجتماع، وكأنه لا يهتم بأرفينوس كثيرًا.
هل يدرك هذا الرجل أنهم ليسوا حلفاء حقيقيين؟ أم أنه يسير في نفس المسار الذي رأيته في الرواية؟
عبس ليونيل قليلاً.
إذا كانت أرفينوس قد جاءت فجأة بمقابلة "عاجلة"، فهناك احتمالان:
1. إما أنهم اكتشفوا شيئًا خطيرًا ويريدون استغلال الفرصة لصالحهم.
2. أو أنهم يخططون لوضع الأساس لخيانة مستقبلية.
كلا الاحتمالين سيئان.
يجب أن أجد طريقة لأعرف نواياهم.
لكن المشكلة الأكبر هي… كيف؟
لو حاول التدخل مباشرة، فلن يؤخذ على محمل الجد، وسيُعتبر مجرد "الطفل المشاغب" الذي يريد الهروب من الاجتماع.
لكن إن ترك الأمور تسير كما هي، فقد يجد الإمبراطورية تسير نحو الكارثة نفسها التي شاهدها في الرواية.
تنهد ليونيل بصمت، ثم أغلق عينيه، متظاهرًا بالاسترخاء.
لكن عقله لم يتوقف عن التفكير في طريقة للتسلل إلى الاجتماع مع أرفينوس… أو على الأقل الحصول على المعلومات الصحيحة قبل فوات الأوان.
.................
ظل ليونيل مغمض العينين، لكنه لم يكن مسترخيًا كما يبدو. تذكر كيف تأثر الإمبراطور إدوارد في الرواية عندما خانتهم أرفينوس، لكن على عكس ما حدث للممالك الأخرى التي انهارت تمامًا، تمكنت الإمبراطورية من الصمود، وإن كان بثمن باهظ.
الكثير من الأراضي فقدت، حروب داخلية اندلعت، ونفوذ الإمبراطور تراجع بشدة.
"حتى لو لم تسقط الإمبراطورية، فقد كانت تلك الضربة كفيلة بجعلها مجرد ظل لما كانت عليه."
بدأ عقل ليونيل يعمل بسرعة.
هل يجب أن يتدخل؟
إذا لم يفعل شيئًا، فسيظل الإمبراطور يعاني، وستتدهور الإمبراطورية… لكنه في نفس الوقت، لا يريد أن يصبح شخصًا مسؤولًا عن إنقاذها.
"ليس دوري أن أكون بطلاً."
بينما كان يفكر في هذا، ظهرت نافذة أمامه، مما جعله يفتح عينيه قليلاً.
🔔 [إشعار النظام] 🔔
⬜ مهمة جديدة: "تلاعب أم فرصة؟"
وصف: وفد مملكة أرفينوس يحمل نوايا غامضة. اكتشف الحقيقة خلف زيارتهم قبل فوات الأوان.
الهدف: احصل على معلومات عن خططهم الحقيقية.
المكافأة: فتح مهارة "بصيرة الدبلوماسي"، 500 نقطة نظام.
العقوبة: تقليل نقاط الثقة مع الإمبراطور إدوارد.
"بصيرة الدبلوماسي؟"
عيناه انخفضتا قليلًا وهو يقرأ التفاصيل. هذه مهارة لم تكن موجودة في القصة الأصلية.
إن كانت ستساعده على رؤية نوايا الآخرين في المحادثات السياسية، فقد تكون مفيدة جدًا… لكن المشكلة في العقوبة.
"تقليل نقاط الثقة مع الإمبراطور؟ هذا يعني أن تدخلي سيجعله يشك بي؟"
الخيارات كانت واضحة أمامه الآن.
1. التجاهل وعدم التدخل – لن يخسر ثقة الإمبراطور، لكن الوضع قد يسوء لاحقًا.
2. التدخل وكشف نوايا أرفينوس – سيكسب مهارة مفيدة، لكنه قد يجعل الإمبراطور يراه كشخص يحاول التلاعب بالسياسة.
أخذ نفسًا عميقًا، ثم نظر خلسة إلى الإمبراطور إدوارد.
"ما الذي ستفعله لو كنت مكاني، أبي؟"
.................
جلس ليونيل في حضن الإمبراطور، لكنه لم يعد منتبهًا لاجتماع الوزراء. بل كان مشغولًا بصب جام غضبه على النظام في رأسه.
"تبًا لك أيها النظام! ألم أقل لك أنني لا أريد التدخل؟! لماذا تعطيني هذه المهام السخيفة؟!"
وكأن الأمر لا يكفي، حتى العقوبات مصممة لإجباره على اتخاذ قرار.
"إذا لم أفعل شيئًا، فقد تسوء الأمور. وإذا تدخلت، فالإمبراطور سيبدأ بالشك بي؟ أي نوع من الاختيارات السخيفة هذا؟!"
ارتفعت نافذة أخرى وكأنها ترد عليه بسخرية.
🔔 [إشعار إضافي] 🔔
تذكير: النظام موجود لمساعدتك على النجاة. تجاهل المهام قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة.
تشنج وجه ليونيل وهو يقرأ الكلمات.
"أوه، نعم، بالطبع! تساعدني؟ هذا مضحك، لأن كل مرة تقول فيها ذلك، أجد نفسي أقحم أكثر في حبكة هذه الرواية اللعينة!"
ثم فكر في شيء آخر، مما زاد غضبه.
"والمؤلف؟ ذلك الشخص السادي الذي كتب هذه القصة؟ أين هو الآن؟ هل يستمتع بمشاهدتي وأنا أعاني؟!
لو كان بإمكانه الإمساك به، لكان قد رمى عليه ألف لعنة.
بلا تفكير، شتم ليونيل بصوت منخفض: "لعنة على هذا المؤلف المعتوه..."
توقفت القاعة لثانية. التفت الإمبراطور إليه ببطء، بينما نظر إليه الوزراء بصدمة.
"..."
"..."
تذكر ليونيل متأخرًا أنه كان يتحدث بصوت عالٍ وليس فقط في رأسه.
"تبًا!"
.................
بعد لحظة من الصمت المشحون، دفن ليونيل وجهه في صدر الإمبراطور إدوارد، متظاهرًا بعدم الاهتمام. لم يكن يملك أي نية للتدخل في هذه الفوضى، لكنه في نفس الوقت لم يكن يمانع حضور الاجتماع الدبلوماسي فقط لمعرفة ما سيحدث.
"لن أتدخل، لن أتدخل، لن أتدخل... لكن سأستمع."
وبما أنه كان طفلًا ضعيفًا، فلا أحد سيشتبه في نواياه لو أصر على البقاء بجانب الإمبراطور.
تحركت أنامله الصغيرة، ثم تشبث برداء الإمبراطور بإحكام، رافعًا رأسه قليلاً لينظر إليه بعيون نصف ناعسة، محاولًا رسم تعبير بريء قدر الإمكان.
"أبي..." نطق بصوت خافت، "هل يمكنني البقاء معك اليوم؟ أشعر بالتعب وأريد البقاء بجانبك."
نظر الوزراء لبعضهم البعض بدهشة، بينما رفع الإمبراطور حاجبه، ثم ألقى نظرة على وجه ليونيل، الذي بدا وكأنه قط صغير متشبث بأمه.
لم يكن من السهل خداع الإمبراطور إدوارد، لكن رؤية ابنه بهذا الشكل جعله يتنهد أخيرًا.
"...حسنًا، يمكنك البقاء."
"نجحت!"
لكن ليونيل لم يفرح كثيرًا، لأنه أدرك أن هذا يعني أنه سيضطر للاستماع بجدية إلى الاجتماع.