لم يفلت ليونيل من حضن الإمبراطور، بل ازداد تشبثًا به وكأنه طفل لا يريد ترك والده. كان الوزراء يراقبون المشهد بدهشة، غير معتادين على رؤية الإمبراطور يسمح لشخص ما بالتعلق به بهذا الشكل، حتى لو كان ابنه.
لكن إدوارد لم يُظهر أي نية لإبعاده، بل حمله بسهولة بينما نهض من كرسيه واتجه نحو قاعة الاجتماعات المخصصة لاستقبال وفد مملكة أرفينوس.
وصلوا بعد دقائق، حيث كان الوفد ينتظر بالفعل داخل القاعة المزخرفة بأعلام الإمبراطورية وشعاراتها الملكية. بمجرد أن دخل الإمبراطور ومعه ليونيل، نهض جميع الحاضرين احترامًا.
كان رئيس الوفد رجلاً في أواخر الخمسينات، يرتدي زيًا رسميًا مزخرفًا بألوان المملكة التي يمثلها. ملامحه كانت حادة ونظراته واثقة، لكنه لم يستطع إخفاء التوتر الطفيف في عينيه.
"هذا السير ريكاردو، وزير الخارجية لمملكة أرفينوس."
تذكر ليونيل معلوماته من الرواية. كان هذا الرجل معروفًا بذكائه الدبلوماسي، لكنه أيضًا شخص يعرف كيف يخفي نواياه الحقيقية وراء ابتسامة هادئة.
"في الرواية، حاول الوصول إلى اتفاق سياسي من أجل دعم إمبراطورية ، لكنه فشل بسبب بعض العوامل غير المتوقعة."
جلس الإمبراطور على مقعده الكبير في رأس الطاولة، بينما بقي ليونيل في حضنه، متظاهرًا بأنه يشعر بالنعاس.
بدأ الحديث الرسمي، حيث تحدث الوزير ريكاردو بنبرة مهذبة:
"نشكر جلالة الإمبراطور على استقباله لنا في هذا الوقت الحرج. كما تعلمون، مملكتنا تواجه بعض التحديات، ونود مناقشة مسألة التحالف مع جلالتكم."
"نعم، بالطبع، 'بعض التحديات'... تقصدون أن مملكتكم على وشك الانهيار."
ليونيل كتم ضحكته، لكنه ظل يراقب بصمت. هذا الاجتماع قد يكون مجرد بداية لسلسلة من الأحداث التي غيرت مصير القارة بأكملها في الرواية. السؤال الحقيقي الآن... هل يتدخل أم يراقب فقط؟
...................
جلس الإمبراطور إدوارد بهدوء بينما ارتفعت أعلام مملكة أرفينوس بجانب شعارات الإمبراطورية، في إشارة إلى احترام الضيوف. كان ليونيل ما زال جالسًا في حضنه، متظاهرًا بالنعاس، لكنه كان في الواقع يراقب كل شيء عن كثب.
في تلك اللحظة، ظهر إشعار النظام أمام عينيه:
[إشعار المهمة]
المهمة: حضور الاجتماع الدبلوماسي بين إمبراطورية ومملكة أرفينوس.
الأهداف:
1. تحليل الوضع السياسي دون إثارة الشكوك.
2. معرفة الأسباب الحقيقية وراء طلب التحالف.
3. تقرير ما إذا كان يجب التدخل أم لا.
المكافأة عند النجاح: معلومات سرية عن مستقبل أرفينوس + 500 نقطة نظام.
العقوبة عند الفشل: خسارة فرصة التأثير على الأحداث المستقبلية.
"تبا لهذا النظام... حتى لو قررت البقاء متفرجًا، فإنه يجبرني على التورط."
حاول تجاهل الإشعار بينما بدأ الوزير ريكاردو حديثه الرسمي:
"كما تعلمون، جلالتكم، فإن الوضع في أرفينوس يزداد سوءًا. رغم أننا حافظنا على تحالفنا لسنوات، إلا أن التوترات الإقليمية والمشاكل الاقتصادية تجعلنا بحاجة إلى دعم قوي من إمبراطوريتكم."
أجاب الإمبراطور بصوت هادئ، لكنه كان يحمل في طياته حدة واضحة:
"دعم قوي؟ مملكتكم كانت دائمًا تعتمد على استقلاليتها، فما الذي تغير الآن؟"
هنا، تردد الوزير للحظة قبل أن يتحدث بصوت أخفض:
"هناك تهديد داخلي وخارجي، جلالتكم... فصيل متمرد بدأ يكتسب نفوذًا داخل المملكة، وفي الوقت نفسه، هناك تحركات مشبوهة من مملكة فالدن المجاورة."
"آه، إذن بدأ الأمر بالفعل... في الرواية، هذا التمرد الداخلي كان بقيادة شخص سري، وفي النهاية، أدى إلى إسقاط العائلة المالكة في أرفينوس."
لكن ليونيل تذكر أن هذه المعلومات لم يتم كشفها بهذه السرعة في الرواية. كان الوزير ريكاردو يخفي شيئًا بالتأكيد.
قرر ليونيل أن يتدخل بطريقة غير مباشرة، فرفع رأسه ببطء، ونظر إلى الوزير بعينيه الحمراء النائمة، ثم تمتم بصوت منخفض لكنه مسموع:
"هل يعني هذا أن مملكتكم على وشك السقوط؟"
تجمدت القاعة للحظة. الوزير ريكاردو لم يكن يتوقع أن يتحدث الأمير الرابع، ناهيك عن قول شيء بهذا الوضوح والحدة.
حتى الإمبراطور رفع حاجبه قليلًا، لكنه لم يبدُ منزعجًا، بل مهتمًا برد فعل الوزير.
"حسنًا، لنعرف الآن ما الذي سيقوله هذا الرجل..."
...............
نظر ليونيل إلى الوزير ريكاردو بكسل، لكنه في داخله كان مستمتعًا بالموقف. كان الوزير يحاول الحفاظ على هدوئه، لكن العلامات الخفيفة للتوتر بدأت تظهر عليه.
قرر ليونيل أن يضغط أكثر، فابتسم ببراءة مصطنعة وهو يميل رأسه قليلًا، متظاهرًا بالسذاجة.
"لكن سيدي الوزير، إذا كانت مملكتكم تواجه خطر الانهيار بهذه السهولة، ألا يعني ذلك أن نظام حكمكم ضعيف؟ أو ربما... أنتم غير أكفاء؟"
بدا واضحًا أن كلمات ليونيل كانت بمثابة صفعة غير متوقعة. تجمد وجه الوزير للحظة، ثم تظاهر بالسعال ليخفي انزعاجه.
"صاحب السمو، الوضع أكثر تعقيدًا مما تظن. هذه ليست مسألة ضعف أو كفاءة، بل ظروف سياسية خارجة عن إرادتنا."
أطلق ليونيل ضحكة خفيفة، متجاهلًا نظرات التحذير من بعض الوزراء. ثم تابع بلهجة بريئة لكنها مليئة بالسخرية:
"آه، إذن أنتم تطلبون مساعدتنا لأنكم لا تستطيعون حل مشاكلكم بأنفسكم؟ أليس هذا... محرجًا نوعًا ما؟"
عند هذه النقطة، بدأ الوزير في فقدان أعصابه. قبض يديه بقوة، وحاول أن يبقى هادئًا، لكنه كان من الواضح أنه على وشك الانفجار.
الإمبراطور إدوارد، الذي كان يراقب المشهد بصمت، لم يتدخل، بل سمح لابنه باللعب كما يحلو له. ربما أراد أن يرى إلى أي مدى يمكن لليونيل دفع الوزير قبل أن ينهار.
أخذ الوزير نفسًا عميقًا، ثم قال بنبرة حازمة:
"صاحب السمو، نحن هنا لطلب دعم استراتيجي وليس لإثارة الجدل. أعتقد أن هذه الأمور تُناقش بين القادة، وليس..."
لكن قبل أن يكمل جملته، قاطعه ليونيل وهو يرفع حاجبه بسخرية:
"أوه؟ إذن أنا لست قائدًا في نظرك؟ غريب، أليس كذلك؟ ألم تقل قبل قليل إن الوضع معقد؟ ربما يجب أن أتعلم هذه الأمور منذ الآن حتى لا ينتهي بي الحال كحاكم ضعيف مثلكم؟"
انفجرت الغرفة في صمت ثقيل. أحد الوزراء كاد يختنق من شرب الماء، بينما آخر غطى فمه لمنع نفسه من الضحك.
الوزير ريكاردو كان يحاول بجهد جبار أن يحافظ على هدوئه، لكن وجهه احمر بشكل واضح. بدا وكأنه يريد الصراخ، لكن موقعه الدبلوماسي منعه من ذلك.
أخيرًا، تدخل الإمبراطور بصوت هادئ لكنه قوي:
"هذا يكفي، ليونيل."
التفت ليونيل إليه، ثم نظر إلى الوزير، قبل أن يبتسم بكسل وينظر بعيدًا، متظاهرًا بأنه غير مهتم بعد الآن.
"حسنًا، لقد أخرجته عن طوره بما فيه الكفاية. لنرَ كيف ستسير الأمور الآن."
..............
ظل ليونيل جالسًا في حضن الإمبراطور إدوارد، متكئًا عليه براحة وكأنه طفل مدلل، بينما الوزراء يحدقون فيه بوجوه متجهمة. كان يعلم أن تصرفاته تثير استياء البعض، وهذا ما جعل الأمر أكثر متعة بالنسبة له.
لكن المشكلة كانت واضحة: والده لن يسمح له بالمشاركة في الاجتماع بسهولة، وإذا استمر على هذا الحال، فسينتهي به المطاف متورطًا في شؤون الإمبراطورية أكثر مما يريد.
فكر للحظة، ثم لمعت عيناه بفكرة جريئة. رفع رأسه قليلًا ونظر إلى الإمبراطور مباشرة، قبل أن يقترب أكثر... ثم طبع قبلة سريعة على خد والده.
ساد الصمت في القاعة. الوزراء تجمدوا في أماكنهم، بعضهم كاد يختنق، والبعض الآخر بدت عليه علامات الصدمة وكأنه رأى شبحًا. الوزير ريكاردو، الذي كان يحاول الحفاظ على رباطة جأشه، شهق بصوت مسموع قبل أن يسعل بعنف.
لكن الأكثر صدمة كان الإمبراطور نفسه. لم يتوقع أبدًا أن يقوم ليونيل بمثل هذا التصرف، حتى أنه تصلب للحظة وكأنه يحاول معالجة ما حدث.
ليونيل، الذي كان يستمتع بالموقف، لم يمنح أحدًا فرصة لاستيعاب ما جرى، بل التفت إلى الوزير ريكاردو بكسل:
"إذن، أين كنا؟ آه، صحيح، كنت تتحدث عن كيف أن مملكتكم في وضع سيئ، أليس كذلك؟"
حدق الوزير فيه بذهول للحظات، ثم حاول استعادة هدوئه.
"صاحب السمو... نحن هنا لمناقشة تحالف استراتيجي، وليس لتبادل..."
"العواطف العائلية؟" قاطعه ليونيل بابتسامة ساخرة، ثم أشار إلى الإمبراطور بإيماءة غير مبالية، "أوه، لا تقلق، والدي العزيز هنا قوي بما يكفي لتحمل ذلك. لكن لا أعتقد أن مملكتكم تستطيع تحمل ضغوطها الحالية."
كان الوزير على وشك الانفجار، لكن قبل أن يتمكن من الرد، رفع ريكاردو يده بصوت هادئ لكنه حازم:
"كفى عبثًا، سمو الأمير ليونيل."
ليونيل، الذي لا يزال مسترخيًا في حضن والده، أدار رأسه نحوه وابتسم بكسل، ثم استدار نحو الوزراء وكأن شيئًا لم يحدث.
لكنه كان يعلم أن هذه اللحظة لن تُنسى بسهولة... خاصة من قبل الإمبراطور.
والآن، حان الوقت ليقرر: هل سيسمح لهذه المملكة بأن تسقط الممالك وتسقط كما كان مقدرًا لها، أم أنه سيتدخل ليغير مجرى التاريخ؟
....................
ساد الصمت المشحون في القاعة بعد كلمات الوزير ريكاردو، لكن أحد أعضاء وفد مملكة أرفينوس، رجل ذو ملامح صارمة وشعر رمادي قصير، أطلق ضحكة خفيفة قبل أن يتحدث بسخرية مبطنة:
"بصراحة، لم أكن أعتقد أن العائلة الإمبراطورية قد تسمح لأمير عاجز بالجلوس في مثل هذه الاجتماعات المهمة."
نظر نحو ليونيل، الذي كان لا يزال جالسًا في حضن الإمبراطور، قبل أن يواصل بابتسامة مستفزة:
"أمير لا يستطيع حتى الوقوف؟ كيف يمكنه فهم تعقيدات السياسة؟ ربما من الأفضل أن يعود إلى قصره ويلهو مثل الأطفال بدلًا من التدخل في أمور تفوق قدراته."
انتشرت موجة من التوتر في القاعة. الوزراء بدوا مترددين بين التدخل أو التزام الصمت، بينما أعضاء الوفد الأجنبي تبادلوا النظرات فيما بينهم، متوقعين رد فعل من العائلة الإمبراطورية.
لكن بدلًا من الغضب، صدر صوت خافت...
ضحكة خفيفة.
ولم تكن من أحد الوزراء أو الإمبراطور، بل من ليونيل نفسه.
رفع رأسه قليلًا، نظر مباشرة إلى الرجل، ثم قال بصوت هادئ لكنه مملوء بالسخرية:
"أوه؟ إذن أنتم تقيسون الذكاء والقدرة السياسية بمدى قدرة الشخص على المشي؟ لا عجب أن مملكتكم تواجه مشاكل."
تجمد وجه الدبلوماسي للحظة، محاولًا استيعاب الرد، لكن قبل أن يتمكن من قول أي شيء، انفتح باب القاعة بعنف.
"ما الذي يجري هنا؟"
دخل الأمير الثاني إليوت إلى الغرفة، عيناه زرقاون المتوهجتان تمتلئان بالغضب، وهالته القوية جعلت الجو في القاعة أكثر توترًا. كان واضحًا أنه قد سمع كل شيء.
بمجرد أن وقع نظره على الشخص الذي أهان أخاه، تلاشت كل مظاهر اللباقة، وقال بصوت بارد وقاتل:
"كرر ما قلته."
ارتبك الدبلوماسي، محاولًا تدارك الموقف: "الأمير الثاني... كان مجرد سوء فهم، لا داعي لأخذ الأمور ب-"
"قلتُ، كرر ما قلته."
كانت نبرة إليوت حادة كالسيف، مشحونة بالغضب المكبوت، لكنه لم يكن وحده من انفجر غضبًا.
الإمبراطور إدوارد، الذي كان يراقب بصمت، أخيرًا تحرك.
لم يقل أي شيء في البداية، فقط نظر إلى الدبلوماسي بعينيه الزرقاء اللامعة، التي بدت أشبه بعينَي وحش مفترس يحدق في فريسته.
ثم، بصوت هادئ لكنه مرعب، تحدث أخيرًا:
"أتساءل..." قال بصوت منخفض لكنه ثقيل، "كيف سيكون رد فعل ملككم عندما يعلم أن أحد دبلوماسييه أهان أميرًا إمبراطوريًا داخل القصر الإمبراطوري نفسه؟"
بدأ الدبلوماسي المتعجرف أخيرًا يدرك فداحة خطئه. حاول التحدث، لكن الكلمات لم تخرج من فمه، بينما شعر بقوة هائلة تضغط عليه من نظرات الإمبراطور.
أما ليونيل، فقد استرخى في حضن والده، يراقب المشهد بابتسامة راضية. ثم تمتم بخفوت:
"يبدو أنني لست بحاجة لفعل شيء هذه المرة."
.................
ساد الصمت القاتل في القاعة، لكن التوتر كان ملموسًا في الهواء. الإمبراطور إدوارد، الذي كان نادرًا ما يظهر غضبه علنًا، بدا وكأنه على وشك القضاء على الوفد بكامله.
"لقد فقدتم عقولكم."
كانت كلماته بطيئة، ثقيلة، وكأنها تحمل بين طياتها تهديدًا غير مباشر. ثم تابع بصوت منخفض، لكنه حمل من الغضب ما جعل حتى الوزراء يتجمدون في أماكنهم:
"أين تظنون أنفسكم؟ في مملكتكم؟ هذه الإمبراطورية ليست ساحة لوقاحتكم."
وقف، ممسكًا بليونيل بحزم وكأنه يذكر الجميع بمكانة ابنه.
"بهذا، يُلغى التحالف مع مملكة أرفينوس. أبلغوا ملككم أن الإمبراطورية لا تتحالف مع من لا يعرفون حدودهم."
تجمد وجوه أعضاء الوفد، وكأن الصاعقة قد ضربتهم. لم يتوقعوا أن يتحول الأمر إلى كارثة دبلوماسية بهذه السرعة.
لكن قبل أن يتمكنوا من الرد، دوى صوت آخر في القاعة.
"إذا كنتم تظنون أن الإمبراطورية ستظل مكتوفة الأيدي بينما تهينون أحد أمرائنا، فأنتم أغبياء أكثر مما توقعت."
كان إليوت. عيناه الزرقاون تتوهجان بالغضب الصريح، قبضته مشدودة وكأنها على وشك توجيه ضربة مباشرة إلى أحدهم.
"أنا لا أهتم بالتحالفات، ولا بالسياسة، لكنني أحذركم-إن تجرأتم على التفوه بكلمة واحدة أخرى عن أخي، فلن تكونوا قادرين على مغادرة القصر سالمين."
لم تكن كلماته تهديدًا فارغًا، بل وعدًا واضحًا.
التفت الإمبراطور نحو الحراس، مشيرًا إليهم:
"أخرجوهم من هنا."
لم يكن هناك مجال للنقاش. الحراس تحركوا بسرعة، محاصرين الوفد ودافعينهم نحو الخارج، رغم اعتراضاتهم الفوضوية ومحاولاتهم الفاشلة لإنقاذ الموقف.
أما ليونيل؟
كان لا يزال مسترخيًا في حضن الإمبراطور، وكأن كل هذا لا يعنيه. بينما كان الجميع في حالة صدمة أو غضب، كان هو يحدق في الفراغ حيث ظهرت أمامه نافذة النظام.
┏━━━━━━━━━━━┓
[تهانينا!]
لقد أكملت المهمة: "أزمة التحالف الدبلوماسي"
النتيجة: التحالف مع مملكة أرفينوس فشل، لكن الإمبراطورية لم تتضرر سياسيًا
المكافأة: 500 عملة + مكافأة غير متوقعة!
┗━━━━━━━━━━━┛
رفع حاجبه قليلًا.
"مكافأة غير متوقعة؟"
قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، ظهرت نافذة أخرى.
┏━━━━━━━━━━━┓
[المكافأة الخاصة: تقدير الإمبراطور وإليوت!]
- بسبب تدخلك، ازدادت علاقتك بالإمبراطور إدوارد وإليوت إيجابًا.
- الإمبراطور أكثر ميولًا لحمايتك، وإليوت أكثر استعدادًا للدفاع عنك.
┗━━━━━━━━━━━┛
نظر إلى النافذة بصمت للحظات، ثم أغلقها بتنهيدة طويلة.
"يا له من نظام مزعج... لماذا تشعر وكأنك تلعب ضدي؟"
لكن عندما رفع رأسه، التقى بنظرة الإمبراطور الذي كان ينظر إليه بصمت، ثم شعر بيد قوية تمسح رأسه بلطف، وكأنها تقول له أنه قام بعمل جيد.
أما إليوت، فقد اقترب وجلس بجواره، متجاهلًا كل شيء آخر، وقال بصوت منخفض لكنه جاد:
"ليونيل... إن أهانك أحد مجددًا، أخبرني أولًا."
ابتسم ليونيل بكسل، لكنه شعر بشيء دافئ في داخله.
ربما... لم يكن هذا التدخل سيئًا كما ظن.
شعر الإمبراطور إدوارد بنعومة الوزن الخفيف في حضنه بينما كان يسير عبر الممرات الملكية نحو جناحه. لم يتحرك ليونيل، أنفاسه كانت هادئة، وشعره الفضي متناثر على كتف والده.
نظر الإمبراطور إلى وجه ابنه النائم، وشعر بسعادة خفية تتسلل إلى قلبه. منذ سنوات، كان ليونيل مجرد ظل-طفل بلا تعابير، بلا مشاعر، وكأنه حي بالكاد. لكن اليوم... رأى فيه شيئًا مختلفًا.
"أخيرًا... بدأ يعيش."
دخل جناحه، واتجه نحو السرير الكبير حيث وضع ليونيل بحذر، ثم غطاه بالبطانية بعناية. للحظة، وقف هناك، مترددًا في المغادرة. مد يده، وأزاح خصلات الشعر عن جبين ليونيل، قبل أن يتنهد بصمت ويغادر الغرفة.
لكن بينما انطفأت الأنوار في العالم الحقيقي...
---
فتح ليونيل عينيه فجأة، ليرى نفسه في مساحة رمادية غير مألوفة، حيث لا يوجد أرض أو سماء، فقط ضباب كثيف يحيط به.
"...أوه، مجددًا؟"
قبل أن يتمكن من استيعاب ما يحدث، سمع صوت خطوات. استدار ببطء... ليجد نفسه يواجه شخصين.
الأول كان ليونيل البالغ-بملامحه الحادة، عينيه التي تحمل نظرة ناضجة مليئة بالتجارب، وندوب صغيرة على ذراعيه.
والثاني... كان ليونيل الأصلي، الطفل الذي يشبهه تمامًا، لكن تعابيره كانت مختلفة-عيناه كانتا تحملان ظلًا من الحزن، وكأنه يعرف نهاية لا يستطيع تغييرها.
وقف الاثنان ينظران إليه بصمت.
شعر ليونيل بقشعريرة تسري في جسده، لكنه ابتسم بسخرية، رافعًا حاجبه:
"حسنًا... هذا جديد. ماذا الآن؟ هل هذه جلسة استجواب؟"
اقترب ليونيل البالغ بهدوء، وعيناه الحادتان تركزان على الطفل أمامه. دون تردد، مد يديه وحمل ليونيل الصغير بسهولة، وكأنه اعتاد على ذلك.
ليونيل، رغم صدمته، لم يقاوم. كان هناك شيء مريح بشكل غريب في دفء جسد النسخة البالغة منه. ربما لأنه كان... نفسه؟
لكن قبل أن يتمكن من استيعاب الموقف، شعر بيد صغيرة تمسك بذراعه.
ليونيل الأصلي، الطفل الذي يحمل نظرة حزينة، كان يمسك بمعصم ليونيل بقوة، وكأنه يريد منعه من التحرك.
"حان الوقت." قالها بصوت هادئ، لكنه كان يحمل معنى أعمق بكثير.
قبل أن يتمكن ليونيل من السؤال، انفتح شق مظلم في الفراغ أمامهم، وكأن شخصًا مزق نسيج الواقع بيديه. كانت بوابة، لكنها لم تكن عادية-شُعلة سوداء متعرجة تحيط بها، ورياح حارقة تتدفق منها كما لو أنها قادمة من أعماق الجحيم نفسه.
"ما هذا...؟" تمتم ليونيل، جسده يرتجف رغمًا عنه.
ليونيل البالغ لم يرد، فقط شدد قبضته حول ليونيل الصغير، بينما نظر إلى البوابة بعيون باردة، كما لو كان يعرف ما ينتظره بالداخل.
أما ليونيل الأصلي، فابتسم ابتسامة خافتة، لكنها لم تكن سعيدة.
"هذا هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء."
ثم، قبل أن يتمكن ليونيل من الاعتراض، اجتاحهم سحب سوداء، وسُحبوا جميعًا إلى الداخل.
عندما عبر الثلاثة البوابة المظلمة، لم يشعر ليونيل بأي أرض تحت قدميه. فقط فراغ لا نهائي يحيط بهم، وكأنهم معلقون في العدم.
كان المكان غريبًا... لم يكن هناك سماء أو أرض، بل مجرد خيوط متشابكة من الضوء والظلام تتحرك ببطء، كما لو أنها نسيج الزمن نفسه.
ليونيل الصغير تشبث أكثر بليونيل البالغ، غريزته تحذره من هذا الفراغ اللامحدود. لم يكن يعلم ما هذا، لكنه شعر وكأنه عالق بين الماضي والمستقبل، بين الحياة والموت.
أما ليونيل الأصلي، فكان أكثر هدوءًا. يده لا تزال ممسكة بمعصم ليونيل البالغ، وكأنه يقوده إلى وجهة محددة وسط هذا الزمكان المتغير.
"ما هذا المكان؟!" تمتم ليونيل الصغير، وهو يرمش محاولًا استيعاب ما يراه.
أجاب ليونيل البالغ بصوت منخفض، دون أن ينظر إليه:
"هذا... هو الصدع."
"الصدع؟" كرر ليونيل الصغير بارتباك.
"المكان الذي تتقاطع فيه الذكريات، حيث تلتقي الأزمان المختلفة." أضاف ليونيل الأصلي بصوت هادئ، قبل أن يشد قبضته على يد ليونيل البالغ أكثر.
قبل أن يستوعب ليونيل معنى الكلمات، بدأت الصور تتشكل من العدم من حولهم-
مشاهد سريعة متتالية، وكأنهم يشاهدون ذكريات ليست لهم.
رأى ليونيل نفسه يركض في قصر محترق، ودماء تغطي يديه. ثم مشهد آخر... إمبراطورية تنهار، أجساد مكدسة، وعيون مليئة بالخوف.
ثم...
-مشهد لليونيل نفسه، أكبر سنًا، يجلس على عرش أسود، عيون دامية، وتاج مكسور فوق رأسه.
ليونيل الصغير شهق، بينما ليونيل البالغ ضيق عينيه ببرود، كما لو أنه كان يتوقع رؤية هذا.
أما ليونيل الأصلي... فقط ابتسم ابتسامة حزينة.
"أرأيت، ليونيل؟ مهما حاولت، هذا هو مصيرك."
وقبل أن يتمكن ليونيل من الرد، انفتحت بوابة أخرى أمامهم-أكثر ظلامًا، أكثر وحشية.
والآن، لم يكن لديهم خيار سوى العبور.