كان ليونيل جالسًا على الطاولة، رأسه مستند على سطحها، وكأنه قد فقد الاهتمام بكل شيء حوله. لم يكن يعلم أن هناك شخصًا قادمًا لتخريب لحظات كسله الثمينة.

فجأة، شعر بذراعين ترفعه عن مقعده. "هاه؟!"

رفع رأسه بسرعة ليجد نفسه بين ذراعي إليوت، الذي حمله وكأنه طفل صغير.

"أيها الوغد! أنزلني فورًا!" صرخ ليونيل وهو يحاول التملص، لكن إليوت كان أقوى منه بكثير، ولم يتزحزح حتى قليلاً.

نظر إليوت إلى زين، الذي كان يراقب المشهد بابتسامة خفيفة، وسأله، "كيف كان وضعه في الدرس؟ هل كان مشاغبًا كالمعتاد؟"

زين ابتسم بطريقة هادئة وقال، "في الواقع، لم يكن سيئًا جدًا. إنه ذكي، لكن انتقائي للغاية فيما يناقشه."

رفع إليوت حاجبه وهو يثبت قبضته على ليونيل الذي لا يزال يرفس في الهواء. "انتقائي؟"

"إنه لا يشارك إلا عندما يكون الموضوع يثير فضوله. أي شيء آخر، يتجاهله تمامًا."

نظر إليوت إلى ليونيل، الذي كان يحدق به بنظرة ممتلئة بالغضب، ثم ابتسم بسخرية. "يا لك من طفل مزعج."

"وأنت يا لك من شقيق متطفل!" رد ليونيل بغضب، لكنه لم يستطع الإفلات من قبضة إليوت.

أخذ إليوت نفسًا عميقًا ثم قال، "حسنًا، سأعيدك إلى غرفتك، لكن قبل ذلك…"

لم يُكمل جملته، بل بدأ في هزّ ليونيل بين ذراعيه وكأنه دمية صغيرة.

"أيها الأحمق!! توقف عن ذلك فورًا!!"

لكن إليوت فقط ضحك، مستمتعًا برؤية أخيه الصغير الغاضب وهو يحاول الهرب بلا فائدة.

"أيها الوغد! أطلق سراحي فورًا!"

كان ليونيل يرفس في الهواء بكل قوته، لكن إليوت حمله بسهولة وكأنه لا شيء. كان يحاول تحرير نفسه، لكن قبضات إليوت كانت محكمة جدًا.

"دعني أنزل! هل لديك أي فكرة عن من أنا؟!"

ضحك إليوت وهو يواصل السير في الممرات، ممسكًا بليونيل وكأنه مجرد حقيبة يحملها على كتفه. "نعم، نعم، أنت الأمير الرابع، الطفل الصغير المزعج الذي يحتاج إلى بعض التهذيب."

صرخ ليونيل بصوت عالٍ وهو يضرب ظهر إليوت بقبضتيه الصغيرة، "هذا اختطاف! هل سمعتم؟ أنا مختطف! أيها الحراس، أيها الخدم، أي شخص، أنقذوني!"

نظر بعض الخدم في الممر إليهما بارتباك، لكن بمجرد أن رأوا أن "الخاطف" لم يكن سوى إليوت، تنهدوا وتجاهلوا الأمر تمامًا.

"أوه، لا أحد يساعدك؟ هذا محزن." قال إليوت وهو يتظاهر بالتأثر، لكنه في الحقيقة كان يستمتع كثيرًا بإغاظة شقيقه الصغير.

"أنت طاغية! ظالم! كيف يمكنك فعل هذا بأخيك الصغير؟!"

"لأن أخي الصغير مشاكس ويحتاج إلى السيطرة عليه."

"أنا لست مشاكسًا! أنت فقط متطفل!"

"أها، إذن لا بأس إن رميتك من الشرفة؟"

"جرب ذلك وسأعضك حتى الموت!"

ضحك إليوت بينما استمر في حمل ليونيل، متجاهلًا تمامًا صراخه ومحاولاته البائسة للهروب.

وضع إليوت ليونيل على الكرسي بجانب طاولة الطعام، ثم جلس مقابله وهو يبتسم بثقة.

لكن ليونيل لم يكن هادئًا على الإطلاق.

"أنا لا أريد هذا!" ضرب الطاولة بقبضته الصغيرة، وعيناه تومضان بالغضب. "سئمت من هذا الحساء اللعين! هل تبدو لي كائنًا مريضًا؟ أعطني طعام البشر!"

رفع إليوت حاجبه، ثم نظر إلى الطبق الموضوع أمام ليونيل. حساء دافئ مليء بالأعشاب المغذية، بجانبه بعض الخبز الطري والفواكه الطازجة. "طعام البشر؟ وما هذا إذن؟ طعام الأشباح؟"

"أنت تفهم ما أعنيه، أيها المتخلف!" هتف ليونيل بغضب. "أريد لحمًا مشويًا! أريد دجاجًا مقليًا! أريد—"

"ما ستأكله هو الحساء." قاطعه إليوت ببرود، ثم لوّح بملعقته. "هذه أوامر والدي. قال إنه يجب أن أطعمك شخصيًا، لذلك تصرف جيدًا وتناول طعامك."

أصبح وجه ليونيل قاتمًا، وكأن السماء فوقه امتلأت بالغيوم السوداء.

ثم، ببطء، ابتسم بسخرية. "أها… والدي، صحيح؟ ذلك الطاغية؟ ذلك الإمبراطور الذي يتظاهر بأنه أبٌ مثالي بينما هو مجرد—"

قبل أن يكمل، تحرك إليوت بسرعة.

"أنت تلعب بالنار، أيها الصغير." حدّق في ليونيل بعيون باردة، صوته انخفض بشكل خطير.

لكن ليونيل لم يكن خائفًا، بل ضحك ببراءة مصطنعة. "أوه؟ هل جرحت مشاعر العائلة الإمبراطورية؟ آسف جدًا، لم أقصد ذلك، أيها الأخ العزيز."

ضغط إليوت على صدغه بأصابعه، محاولًا كبح غضبه. ثم أخذ الملعقة، وملأها بالحساء، وقربها من فم ليونيل.

"افتح فمك."

نظر ليونيل إليه وكأنه مجنون. "أنت تحلم!"

لم يعطه إليوت أي فرصة. أمسك برقبة ليونيل من الخلف، ومنعه من التراجع، ثم دفع الملعقة نحو فمه.

"أيها اللعين! اتركني!"

لكن إليوت لم يستمع. أجبر الملعقة على الدخول، مما جعل ليونيل يختنق للحظة قبل أن يبتلع الحساء بوجه متجهم.

"انظر؟ ليس سيئًا، صحيح؟" ابتسم إليوت بينما تركه أخيرًا.

ليونيل مسح فمه بغضب. "سأتذكر هذا، إليوت. عندما أكبر، سأجعلك تدفع الثمن!"

ضحك إليوت، وأخذ ملعقة أخرى من الحساء. "إذن من الأفضل أن تأكل بسرعة، لأنك بحاجة إلى الطاقة لتنفيذ تهديداتك المستقبلية."

"توقف! قلت لك لا أريد هذا!" صرخ ليونيل وهو يحاول الابتعاد عن الملعقة التي يلوّح بها إليوت أمامه وكأنها سلاح خطير.

لكن إليوت لم يكن ينوي التراجع. أمسك بكتفي ليونيل بإحكام، وأعاد تقريب الملعقة من فمه. "كن طفلًا جيدًا وافتح فمك. لن تموت من القليل من الحساء."

ليونيل تلوّى في مكانه كسمكة عالقة في شبكة، محاولًا الإفلات بأي وسيلة ممكنة. دفع الطاولة برجليه محاولًا الانزلاق تحتها، لكن إليوت كان أسرع منه، وأمسك به من الخلف ليمنعه من الهروب.

"أوه، هكذا إذن؟ قررتَ أن تتصرف كطفل مدلل؟ حسنًا، لا مشكلة، سأتعامل معك بأسلوبي الخاص!"

أخذ إليوت الملعقة مجددًا، واندفع نحو ليونيل الذي أدار رأسه بسرعة.

"هل جننت؟!" هتف ليونيل بغضب. "أنا الأمير الرابع! كيف تجرؤ—؟!"

"أوامر والدي، تذكر؟" قاطع إليوت ببرود، محاولًا إدخال الملعقة بالقوة.

لكن ليونيل لم يكن ليسمح بذلك. حرك رأسه يمنة ويسرة، أغلق شفتيه بإحكام، بل حتى غطى فمه بيديه ليمنع الحساء من الاقتراب.

إليوت تنهد، ثم نظر إليه بنظرة جانبية. "حسنًا… لا تلومنني على هذا."

وفجأة، حرّك يده بسرعة، ودغدغ خصر ليونيل بقوة!

"آااه! تبًّا لك!" انفجر ليونيل ضاحكًا رغماً عنه، وارتخت قبضته للحظة—وهنا، استغل إليوت الفرصة.

دفع الملعقة إلى فم ليونيل دفعة واحدة.

"غمف!!" تجمد ليونيل في مكانه، وعيناه تلمعان بالخيانة الصافية. ابتلع الحساء غصبًا، ثم سعل بغضب.

"سأقتلك! سأجعلك تدفع ثمن هذا، إليوت!"

لكن إليوت لم يكن مهتمًا بتهديداته. فقط ابتسم ابتسامة خبيثة، وحمل الملعقة مجددًا. "أوه، لا زال هناك المزيد. لدينا وعاء كامل لإنهائه!"

"لاااااااااااا!!!"

وهكذا استمرت "حرب الحساء"، حيث كان ليونيل يقاتل بضراوة من أجل كرامته، بينما كان إليوت مصممًا على تنفيذ مهمته حتى النهاية.

...................

في البداية، لم يلاحظ إليوت الأمر. كان يركز على إجبار ليونيل على تناول الحساء، مستمتعًا بإزعاجه المعتاد. لكن مع مرور الوقت، لاحظ أن شقيقه لم يعد يقاوم كما كان في البداية.

"هاه؟"

توقفت صراعات ليونيل، وارتخى جسده فجأة. كان رأسه مائلًا قليلاً، وعيناه نصف مغلقتين، وكأن وعيه يتلاشى ببطء.

ثم، بدون سابق إنذار—

"دوووم"

ارتطم رأس ليونيل بالطاولة.

"ليونيل؟" نادى إليوت، مشدوهًا. مدّ يده بسرعة، وربّت على كتف أخيه، لكنه لم يتلقَّ أي استجابة. عندما لم يتحرك ليونيل، شعر إليوت بشيء من القلق يزحف إلى قلبه.

مدّ يده إلى جبين أخيه… ثم اتسعت عيناه.

"إنه ساخن جدًا!"

دون تردد، نهض من مكانه بسرعة وحمل ليونيل بين ذراعيه. لم يكن الصبي ثقيلًا، جسده الضعيف بالكاد يحمل أي وزن. أحكم إليوت قبضته عليه، ثم انطلق خارج غرفة الطعام بسرعة.

كان يعلم إلى أين يذهب—

"غرفته!"

بخطوات واسعة، شق طريقه عبر الممرات، متجاهلاً نظرات الخدم والفرسان الذين صُدموا لرؤية الأمير الثاني يركض حاملاً الأمير الرابع بين ذراعيه.

بمجرد وصوله إلى غرفة ليونيل، فتح الباب بقدمه، ثم توجه مباشرة إلى السرير. أنزل ليونيل برفق، ثم غطاه بالأغطية.

لكن حرارته لم تنخفض.

ضغط إليوت شفتيه، ثم التفت إلى الحارس الواقف عند الباب. "أحضروا الطبيب ليستر فورًا!"

"أمرك، سموّ الأمير!"

خرج الحارس مسرعًا، بينما بقي إليوت بجانب السرير، يراقب ليونيل الذي كان يتنفس بصعوبة. كان صدره يرتفع وينخفض، ووجهه شاحبًا، لكن الحرارة لا تزال تزداد.

"ما الذي يحدث لك، أيها المزعج؟" همس إليوت، وهو يشعر بانقباض غريب في صدره. لم يكن معتادًا على رؤية أخيه بهذه الحالة، وكان ذلك… مزعجًا بطريقة لم يستطع شرحها.

وبعد لحظات قليلة، دخل الطبيب ليستر مسرعًا، حقيبته في يده، وعيناه مليئتان بالجدية.

"ماذا حدث له؟" سأل ليستر وهو يقترب من السرير.

أجابه إليوت بسرعة: "لا أعلم. كنا نتناول الطعام، ثم فجأة توقف عن المقاومة وانهار هكذا."

رفع الطبيب رأسه، وعيناه مليئتان بالقلق.

"الأمر ليس مجرد حمى عادية… هناك شيء آخر يحدث داخل جسده."

نظر إليه إليوت بحدة. "ماذا تعني؟"

لكن قبل أن يتمكن ليستر من الإجابة، اهتز جسد ليونيل فجأة، وخرجت من فمه أنفاس ساخنة… أكثر سخونة من المعتاد.

وكأن جسده يحترق من الداخل.

................

عندما ظهرت الزهور الحمراء على جسده، شعر ليونيل بحرارة تخترق أعماقه، كما لو أن دماءه نفسها كانت تغلي! الألم كان مختلفًا هذه المرة، ليس مجرد احتراق داخلي، بل شعور وكأن شيئًا ما يريد أن يتمزق من داخله ويخرج إلى العالم.

وفجأة، ظهرت نافذة النظام أمامه—

[تحذير! تم الكشف عن عدم استقرار الطاقة في جسد المضيف.]

[تحذير! الجسد غير قادر على استيعاب التحولات المتزايدة!]

ثم، قبل أن يتمكن حتى من قراءة المزيد، بدأت النافذة تومض بجنون، ثم—

[خطأ! خطأ! خطأ!]

[النظام تحت ضغط زائد—يتم الإغلاق الإجباري…]

[تعذر إيقاف العملية… تعذر إيقاف العملية…]

بدأت الشاشة تتشوه، الكلمات تتداخل، قبل أن تختفي فجأة، تاركة وراءها ظلامًا مطلقًا في وعي ليونيل.

وفي العالم الحقيقي، توقف جسد ليونيل عن التشنج، وهدأ للحظة… لكنه لم يكن طبيعيًا.

ليستر، الذي كان يراقبه بقلق، لاحظ فجأة أن تنفس الصبي أصبح غير منتظم، وكأن جسده لم يعد يعرف كيف يعمل. قلبه تخطى إيقاعه الطبيعي للحظة، ثم عاد لينبض بقوة، قبل أن يبطئ بشكل خطير.

"هذا ليس جيدًا!" تمتم ليستر، وبدأ يفحص نبضه، لكن قبل أن يتمكن من قول شيء آخر—

انفجرت موجة من الحرارة من جسد ليونيل!

تراجع إليوت بسرعة، عينيه متسعتان بصدمة، بينما رأى رماد الزهور الحمراء يتطاير في الهواء، وكأنه يتحرك بإرادة خاصة.

"أبي يجب أن يكون هنا!" صاح إليوت، ثم التفت إلى ليستر. "افعل شيئًا!"

لكن الطبيب كان يحدق بليونيل بصدمة حقيقية.

"لا… هذا خارج نطاق الطب تمامًا."

كان الأمر كما لو أن جسد ليونيل يخضع لتحول قسري… ونظامه، الذي كان من المفترض أن ينظم كل شيء، انهار تمامًا تحت الضغط.

..................

بعد الانفجار المفاجئ للحرارة من جسد ليونيل، عاد الهدوء تدريجيًا. تراجع إليوت بسرعة، عينيه مليئتين بالدهشة، بينما كان الرماد المتطاير من الزهور الحمراء يتناثر في الهواء حولهم، وكأنه يتراقص في الرياح.

لقد كانت لحظة مرعبة، وكل شيء بدا غير واقعي. جسد ليونيل، الذي كان يتحول تحت الضغط المتزايد، استقر فجأة. الحرارة التي كانت تشتعل في جسده بدأت تنخفض تدريجيًا، مثل نار تلاشت مع مرور الوقت.

في الوقت نفسه، عاد تنفس ليونيل إلى طبيعته، وأصبح قلبه ينبض بشكل منتظم. كانت هناك فترة من السكون، حيث بدا كأنه عائداً إلى حالة من السكون العميق، كما لو أن كل شيء حوله قد توقف للحظة.

ليستر، الطبيب الذي كان يراقب عن كثب، تنهد بارتياح بعد أن تأكد أن الوضع قد استقر. "الحرارة انخفضت، والضغط على جسده اختفى. يبدو أن الأمر قد مر بأمان، لكننا بحاجة إلى متابعة حالته عن كثب."

إليوت نظر إلى ليونيل بحذر، ثم جلس بجانبه، عاقدًا حاجبيه بقلق. "ماذا لو عاد هذا مرة أخرى؟"

"علينا أن نكون مستعدين، لكن الآن هو في حالة أفضل." رد ليستر وهو يتحقق من مستوى الحرارة في جسد ليونيل.

وفي تلك اللحظة، عاد ليونيل إلى النوم العميق. كان وجهه هادئًا، كما لو أنه غارق في نومه، بعيدًا عن كل الآلام التي كانت قد مر بها.

---

في صباح اليوم التالي، استيقظ ليونيل على صوت طرقات مزعجة على باب غرفته. كان الضوء يتسلل عبر الستائر الثقيلة، لكنه لم يكن مهتمًا بذلك.

"ليونيل، استيقظ. ستتأخر عن الأكاديمية." جاء صوت إليوت الهادئ من خلف الباب، لكنه لم يكن هادئًا بما يكفي ليُعتبر غير مزعج.

دفن ليونيل رأسه في الوسادة، متجاهلًا الصوت تمامًا. كان يعرف أن إليوت لن يستسلم بسهولة، لكن ذلك لم يمنعه من التمسك ببعض الأمل في أن يُترك وشأنه.

بعد لحظات، فتح الباب دون استئذان، ودخل إليوت بثقة، يقترب من السرير بخطوات رتيبة.

"استيقظ."

لم يرد ليونيل، بل تمتم بصوت خافت، "تبًا للعائلة الإمبراطورية بأكملها..."

رفع إليوت حاجبه لكنه لم يعلّق، بل أمسك بالغطاء وسحبه فجأة، كاشفًا عن ليونيل المتكور تحته.

"أيها الوغد—!" قبل أن يتمكن من إنهاء جملته، كان إليوت قد بدأ في تغيير ملابسه دون أي اهتمام بمعارضته.

"لماذا تزعج نفسك؟ لا فائدة من إجباري على الذهاب." تمتم ليونيل وهو يحدق في إليوت بعيون نصف مفتوحة.

"أوامر أبي."

"إذن قل له أن يذهب بنفسه إلى الجحيم."

تجاهل إليوت تعليقه تمامًا، وببراعة غير مبالية، أكمل تلبيسه، ثم حمله بسهولة بين ذراعيه، متجهًا إلى خارج الغرفة.

"ضعني أرضًا، أيها اللعين!"

"ستشكرني لاحقًا."

"سأشكرك حين—" وقبل أن ينهي جملته، وجد نفسه قد أُلقِي به داخل العربة الملكية.

"تبًا لك، إليوت!"

"أراك لاحقًا، أيها نيل الصغير." أغلق الباب خلفه، تاركًا ليونيل يحدق بغضب في السقف.

---

بعد ساعة، توقفت العربة عند بوابة الأكاديمية الكبرى. كان الجو هادئًا بشكل غريب، لكن ذلك لم يدم طويلًا.

فتح الباب، وكان جوزيف واقفًا هناك، يحدق إليه بلا تعبير، قبل أن يقترب ويحمله بسهولة ليضعه على كرسيه المتحرك.

"صباح الخير، سمو الامير ليونيل."

"ليس صباحًا جيدًا أبدًا." تمتم ببرود.

بدأ جوزيف في دفع الكرسي عبر الممرات، بينما كان الطلاب يهمسون وينظرون إليه بين الحين والآخر. لم يكن يهتم بذلك على الإطلاق.

وفجأة، ظهر إشعار جديد من النظام أمامه.

┏━━━━━━━━━━━┓

[تحذير!]

تم اكتشاف خطر محتمل في محيطك

الاسم: سيرافينا نوايت

التصنيف: شريرة رئيسية

الخطر: مرتفع

┗━━━━━━━━━━━┛

رفع ليونيل رأسه قليلًا، نظرًا إلى الأمام حيث كانت فتاة ذات شعر أبيض وعيون زرقاء تقترب، ترتدي تعبيرًا هادئًا ونقيًا كما لو كانت بالفعل قديسة مقدسة.

"هاه… هذا سريع." تمتم لنفسه، مستعدًا لما قد يأتي بعد ذلك.

................

بينما كان جوزيف يدفع كرسيه المتحرك عبر الممرات، شعر ليونيل بوجودها قبل أن تصل إليه. لم يكن ذلك بفضل إدراكه الحاد، بل بسبب إشعارات النظام التي واصلت الظهور بشكل متكرر أمامه.

┏━━━━━━━━━━━┓

[تحذير!]

تم اكتشاف خطر مرتفع يقترب منك

الاسم: سيرافينا نوايت

التصنيف: شريرة رئيسية

الحالة: هادئة ظاهريًا – مشاعر خفية غير معروفة

┗━━━━━━━━━━━┛

رفع ليونيل بصره قليلًا، وبالفعل، كانت هناك.

شعرها الأبيض كان يتلألأ تحت ضوء الشمس، وعيناها الزرقاوان تلمعان ببرود ساحر. كانت تتحرك برشاقة، وكأنها تسبح في الهواء بدلاً من المشي على الأرض. ابتسامتها اللطيفة لم تتغير حتى عندما توقفت أمامه مباشرة.

"صباح الخير، الأمير ليونيل."

نبرة صوتها كانت رقيقة، تحمل في طياتها دفئًا مصطنعًا.

رمش ليونيل ببطء، ثم أمال رأسه قليلًا. "أوه، صباح الخير، يا قديسة الكنيسة المقدسة."

راقب رد فعلها بعناية. لم يتغير تعبيرها، لكنها أمالت رأسها قليلاً كما لو أنها تفكر في شيء ما.

"سمعتُ أنك انضممت حديثًا إلى الأكاديمية،" قالت بصوت هادئ. "أتمنى أن تكون تجربتك ممتعة حتى الآن."

"أوه، بالتأكيد." وضع كوعه على مسند الكرسي، مسندًا ذقنه بيده. "أنا مستمتع جدًا، خاصة الآن."

ظهر إشعار آخر أمامه.

┏━━━━━━━━━━━┓

[تحذير!]

الاسم: سيرافينا نوايت

المشاعر الحالية:

◉ فضول – 40%

◉ ريبة – 30%

◉ عدائية مكبوتة – 20%

┗━━━━━━━━━━━┛

رفع حاجبه قليلًا، مستمتعًا بما يراه.

"هل هناك شيء يثير اهتمامك، الأمير ليونيل؟"

"في الواقع، نعم." ابتسم ببطء، عاقدًا يديه أمامه. "أتعلمين؟ عندما سمعت لأول مرة عنك، كنت متحمسًا جدًا لرؤية شخص بهذه القدسية والطهارة."

راقب كيف ازداد بريق عينيها قليلاً، كما لو أنها استمتعت بالإطراء.

ثم أضاف ببطء، "لكن بعد رؤيتك شخصيًا… أشعر بخيبة أمل."

ساد صمت لثوانٍ، ثم—

┏━━━━━━━━━━━┓

[تحذير! خطر متزايد!]

الاسم: سيرافينا نوايت

المشاعر الحالية:

◉ غضب مكبوت – 50%

◉ عدائية – 35%

┗━━━━━━━━━━━┛

"يا للأسف،" أكملت ببرود، عينيه تضيقان بخبث. "كنت أتوقع أن أرى شخصًا أقرب للملاك، لا مجرد فتاة أخرى ترتدي ثوبًا أبيضًا وتتظاهر بالقداسة."

تجمهر الطلاب حولهما، الهمسات بدأت تتصاعد في كل مكان.

"هل سمعتم ما قاله؟"

" الامير ليونيل يهاجم القديسة؟ هل فقد عقله؟"

سيرافينا لم تتزحزح، لكن عينيها الزرقاوين أصبحتا أكثر برودة.

"هذا كلام جريء منك، الأمير ليونيل."

"أنا معروف بجرأتي." أمال رأسه، وعيناه تلمعان بسخرية واضحة.

ظهر إشعار آخر.

┏━━━━━━━━━━━┓

[تحذير! خطر قاتل!]

الاسم: سيرافينا نوايت

المشاعر الحالية:

◉ تفكير في القتل – 70%

◉ ضبط النفس – 25%

┗━━━━━━━━━━━┛

أوه، يا لها من متعة.

"يبدو أنك لا تؤمن بقداستي،" قالت بصوت ناعم، لكنه كان مشحونًا بشيء مظلم.

"بالطبع لا. ولكن لا تقلقي، قد أؤمن بها إذا رأيت معجزة حقيقية منك."

بدا أن الجو حولها انخفض بضع درجات.

"أمير ليونيل…"

"نعم؟"

"أتمنى أن تكون مستعدًا لما سيأتي لاحقًا."

ظهرت ابتسامة ناعمة على وجهها، لكنها لم تصل إلى عينيها.

أما ليونيل، فكان يحاول كبح ضحكته.

النظام ظل يحذره باستمرار، لكن بصراحة؟ لم يكن هناك شيء أكثر متعة من اللعب بالنار.

---

كان ينتظر بفارغ الصبر أن يتم طرده بعد هذا الحادث.

بينما كانت عينا سيرافينا تزدادان برودة، والنظام يواصل إصدار تحذيراته المتكررة، كان ليونيل مستمتعًا بالكامل. لم يكن هناك شيء يضاهي رؤية شخص يرتدي قناع القداسة وهو يحاول جاهدًا كبح غضبه الداخلي.

كان ليونيل مستمتعًا بردود أفعال سيرافينا، حتى مع تحذيرات النظام المتكررة التي ظهرت أمامه—

┏━━━━━━━━━━━┓

[تحذير!]

درجة غضب الهدف: 75%

درجة العداء: 90%

حالة الهدف: تفكر جديًا في القضاء عليك.

┗━━━━━━━━━━━┛

أوه، هذا أصبح ممتعًا أكثر مما توقع.

لكن قبل أن يتمكن من إضافة تعليق أكثر استفزازًا، انبثق إشعار آخر أكثر أهمية—

┏━━━━━━━━━━━┓

[تنبيه!]

الكائن المحاكي يتدخل.

┗━━━━━━━━━━━┛

في اللحظة التالية، تمزقت المساحة بجانب ليونيل كما لو أن العالم نفسه قد خضع لقوة غامضة. دوامة سوداء بدأت تتشكل، ومنها خرج كائن كان مألوفًا للغاية بالنسبة لليونيل—

[ملاحظه هذا شكل كارثة الحقيقي ]

رجل طويل القامة، برداء أسود فخم، ملامحه مشوهة كما لو كانت تتغير باستمرار، وقناع نصف شفاف يغطي وجهه، عاكسًا لمحات من أشكال متعددة في لحظات خاطفة.

"أوه، يا له من توقيت سيئ..." تمتم ليونيل، وهو يغمض عينيه للحظة.

الكائن المحاكي، أو كما يعرفه ليونيل كارثة، وقف بجانبه دون أن يلتفت إليه، قبل أن ينظر مباشرة إلى سيرافينا، التي جمدت في مكانها للحظات.

"أيها الأحمق..." جاء صوت كارثة منخفضًا لكنه كان مشحونًا بسخط واضح.

ليونيل تمطط في مكانه بكسل، متجاهلًا التوتر المحيط به. "أي جزء بالضبط؟ لأنني أعتقد أنني قمت بالكثير من الأفعال الحمقاء اليوم."

كارثة لم يضحك. بل التفت إليه ببطء، وكانت تلك إشارة سيئة.

"لقد تجاهلت تحذيرات النظام، واستفززت من لا يجب عليك استفزازه، وعبثت في منطقة لا يجب أن تقترب منها. هل أنت غبي؟"

"حسنًا، هذا يعتمد على تعريفك للغباء." ابتسم ليونيل ببراءة.

نظر كارثة إليه للحظة طويلة، قبل أن يرفع يده، وفي تلك اللحظة، تجمد المكان تمامًا. بدا وكأن الزمن نفسه توقف للحظات، والضغط الغريب الذي اجتاح الممر أصبح لا يُحتمل.

الطلاب المذعورون لم يتمكنوا حتى من التنفس بحرية، وسيرافينا، التي كانت تبدو مسيطرة قبل لحظات، شعرت أخيرًا بأنها أمام شيء لا تستطيع فهمه تمامًا.

لكن ليونيل؟

ليونيل فقط ضحك.

"هل ستلقي عليّ محاضرة الآن؟ لأنني حقًا لست في مزاج لسماعها."

كارثة أطلق زفرة بطيئة.

"أحيانًا، أشك أنك هو فعلاً."

ليونيل رفع حاجبه. "آه؟ ماذا تعني بذلك؟"

كارثة لم يجب، لكنه حرك يده، وعاد كل شيء فجأة إلى طبيعته. كأن الزمن استأنف مجراه بعد لحظة من العبث.

لكن ليونيل لاحظ شيئًا مثيرًا للاهتمام—

لم يكن هناك المزيد من التحذيرات من النظام.

والأهم من ذلك، أن نظرة سيرافينا تغيرت. لم تعد نظرة استياء أو غضب، بل أصبحت نظرة شك عميق. وكأنها أدركت للتو أن ليونيل ليس مجرد أمير ضعيف كما كانت تظن.

وهذا… جعله يبتسم بارتياح.

لأنه إذا كانت تشك به، فهذا يعني أنها ستتصرف بحذر أكبر.

وهذا يعني… أنه ما زال في اللعبة.

2025/06/16 · 51 مشاهدة · 2952 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025