ظللت أحدق في السقف، أفكر في الكلمات التي ألقاها الإمبراطور قبل أن يغادر.

"سيبدأ العلاج غدًا، سواءً برغبتك... أو بدونها."

يا لها من كلمات مألوفة.

في حياتي السابقة، كنت أسمع شيئًا مشابهاً في كل مرة كنت أرفض الخضوع لجولة جديدة من العلاجات. الأطباء، الممرضات، وحتى عائلتي… الجميع كان يظن أنه يعرف ما هو "الأفضل" لي. وكأنني لم أكن أنا من يعاني. وكأنني لم أكن أنا من سيموت في النهاية.

والآن، هنا، في هذا العالم الجديد، القصة تتكرر؟

ضحكت بصوت خافت.

ظننت أنني سأعيش حياة جديدة، لكني وجدت نفسي في نفس القيد مجددًا. الفرق الوحيد؟ هذه المرة، لن أكون الضحية الهادئة التي تتقبل مصيرها بصمت.

أدرت رأسي بصعوبة نحو النافذة. حتى هذا الجهد البسيط كلفني طاقة لم أملكها. جسدي كان ضعيفًا، بالكاد أستطيع تحريك أصابعي دون أن أشعر بالتعب.

الخروج من السرير؟ مستحيل.

لكنني لم أكن بحاجة إلى النهوض لأفهم وضعي. في حياتي السابقة، كنت مريضًا ميؤوسًا منه، والآن أنا أمير منبوذ، محبوس في جسد لا يقوى على الحركة.

لكنني تعلمت أمرًا واحدًا خلال سنوات المرض الطويلة:

الحرية ليست دائمًا في الجسد. أحيانًا، يكفي أن تملك القدرة على قول "لا".

سمعت صوت خطوات تقترب من الباب. لم يكن الأمر مفاجئًا. بعد كل شيء، الإمبراطور لم يترك مجالًا للرفض.

انفتح الباب، ودخل مجموعة من الخدم ومعهم طبيب بدا أصغر سنًا من العجوز السابق، لكنه كان أكثر حزمًا. كانت نظراته حادة، وسلوكه يوحي بأنه لم يكن مجرد طبيب عادي.

"صباح الخير، صاحب السمو." انحنى الطبيب قليلاً، لكنه لم ينتظر مني الرد. "أنا الدكتور إدغار هوفمان، الطبيب الملكي المسؤول عن علاجك الفيزيائي."

رفعت حاجبي ببطء. "العلاج؟"

"بالطبع،" قال إدغار بنبرة خالية من المشاعر. "جلالته أمر ببدء الجرعة الأولى من الأدوية اليوم، بالإضافة إلى العلاج الفيزيائي لإعادة تدريب عضلاتك الضعيفة على الحركة."

راقبتهم بهدوء. الخدم كانوا يحملون صوانٍ مليئة بالقوارير الطبية، والأدوات التي لم تبدُ لي مألوفة. لم يكن هذا اقتراحًا، بل كان أمرًا مفروضًا.

ضحكت بهدوء، متجاهلًا النظرات القلقة التي تبادلها بعض الخدم. لم أكن بحاجة إلى الوقوف لمواجهتهم. كانت الكلمات كافية.

"وأنا أرفض."

ساد الصمت. إدغار لم يظهر أي تعبير، لكنه ألقى نظرة خاطفة على الخدم، ثم تنهد كما لو كان يتوقع هذا الرد.

"أفهم ترددك، صاحب السمو،" قال بصوت هادئ لكنه قاطع. "لكن العلاج ليس خيارًا. إنه أمر مباشر من جلالته."

"إذن، المشكلة ليست في مرضي، بل في عصيان الأوامر؟" سألت بابتسامة ساخرة.

لم يرد الطبيب، لكنه لم يحتج إلى ذلك. نظرته قالت كل شيء.

هذا ليس عني.

إنه عن سلطة الإمبراطور.

الضغط بدأ يتزايد في الغرفة. الخدم بدوا متوترين، والبعض تجنب النظر إليّ مباشرة. كان بإمكاني رؤية كيف أن أيديهم ترتجف وهم يحملون الأدوات.

هؤلاء الناس لا يريدون أن يكونوا هنا.

إنهم فقط... خائفون.

وهذا يعني أن هناك طريقة للخروج من هذا المأزق.

أخذت نفسًا عميقًا، ثم أملت رأسي قليلًا ونظرت إلى إدغار مباشرة.

ثم، بابتسامة هادئة، قلت:

"إذا أجبرتموني على تناول أي شيء ضد إرادتي، فسأقتل نفسي في اللحظة التي تتركونني فيها وحدي."

ساد صمت ثقيل.

حدّق إدغار بي، وفي عينيه أخيرًا… لمحة من التردد.

واصلت الحديث بصوت بارد:

"ربما تظنون أنني أمزح، لكنني لست كذلك. لا أحد في هذا القصر يهتم بي حقًا، أليس كذلك؟ لذا، إذا كنت عبئًا كما تقولون… فلماذا لا أريحكم جميعًا؟"

نظرت إلى الطاولة بجواري، حيث وُضعت بعض الأدوات الطبية، ورأيت مقصًا فضيًا صغيرًا بين الأدوات.

ببطء، مددت يدي المرتعشة، ولمست المقص بأطراف أصابعي، ثم نظرت إلى إدغار مجددًا.

"لا يمكنك علاجي إن كنتُ ميتًا، أليس كذلك؟"

شعرت بأنفاس الطبيب تخرج أثقل قليلاً. حتى الخدم كانوا متجمدين، بعضهم ابتلع ريقه بصعوبة.

أخيرًا، بعد لحظات من التوتر، زفر إدغار، ثم استدار للخدم وقال:

"غادروا."

حدّق به أحدهم بصدمة. "لكن…"

"قلت غادروا!"

تراجع الخدم بسرعة، وخرجوا من الغرفة واحدًا تلو الآخر. عندما اختفى آخرهم، عاد إدغار لينظر إليّ.

"أنت تلعب لعبة خطيرة، صاحب السمو."

ابتسمت، واستندت إلى الوسادة براحة. "أنا فقط أتأكد من أنهم لا يعبثون معي."

ظل إدغار صامتًا للحظة، ثم قال:

"سأبلغ جلالته أنك رفضت العلاج."

ثم استدار وغادر، مغلقًا الباب خلفه.

بقيت جالسًا هناك، أستمع إلى صوت خطواته وهي تتلاشى.

لم يكن هذا انتصارًا بعد، لكنني على الأقل كسرت القاعدة الأولى.

لم أعد مجرد دمية ضعيفة يقودونها حيث يريدون.

لقد وضعتُ أول حجر في طريقي نحو الحرية.

.............

بقيتُ جالسًا في السرير، أراقب الباب المغلق وأفكر في الأمر. لا يهمني العلاج. لا يهمني القتال من أجل حياة لا أريدها. كل ما أريده… هو أن أعيش حياة هادئة، حتى لو كانت قصيرة.

قبل أن أتمكن من التفكير أكثر، انفتح الباب مجددًا، ودخل الإمبراطور إدوارد كارستين. خلفه، كان إدغار هوفمان يسير بخطوات هادئة، عينيه القاتمتين تدرسان حالتي بصمت.

التواصل البصري بيني وبين الإمبراطور كان مباشرًا، باردًا.

"رفضتَ العلاج."

لم يكن سؤالًا.

"أجل."

"ولماذا؟"

ابتسمتُ ببطء. "لأنني لا أريد أن أعيش حياة مليئة بالعذاب."

بدا إدغار وكأنه يريد التحدث، لكن نظرة من الإمبراطور جعلته يلتزم الصمت.

"وهل تعتقد أن الموت سيكون أفضل؟"

هززتُ رأسي ببطء. "لا. لا أريد الموت."

ارتفع حاجب الإمبراطور قليلًا، إشارة على اهتمامه. "إذن، ماذا تريد؟"

أخذت نفسًا عميقًا، ثم نظرت إليه مباشرة.

"أريد العيش… لكن بشروطي. لا أريد علاجًا بلا فائدة. لا أريد حياةً مليئة بالاختبارات والتجارب الطبية. فقط… أرسلني إلى الريف."

ساد الصمت في الغرفة.

"الريف؟" نطق الإمبراطور الكلمة كأنها شيء غريب عليه.

"أجل، الريف." أغمضتُ عيني للحظة، ثم تابعتُ بصوت هادئ: "مكان هادئ، بعيد عن القصر، بعيد عن العائلة، بعيد عن السياسة. سأعيش هناك حتى يحين وقتي."

عندما فتحتُ عيني، كان الإمبراطور لا يزال يحدق بي. نظراته لم تكن باردة كما كانت في البداية… بل كان فيها شيء آخر.

شيء لم أفهمه تمامًا.

اهتمام؟

لا، هذا مستحيل.

"إذن، تريد أن تقضي ما تبقى من حياتك كعاجز كسول في الريف؟"

"نعم."

استمر الصمت للحظات. نظرات الإمبراطور أصبحت أكثر حدة، لكنه لم يُظهر غضبًا.

ثم، فجأة، ضحك بصوت منخفض.

لم تكن ضحكة ساخرة تمامًا، لكنها لم تكن دافئة أيضًا.

"طلب جريء."

التفت إلى إدغار وقال ببرود: "جهّز العلاج."

شعرتُ بالبرودة تجتاح جسدي.

"انتظر، ألم تسمع ما قلت؟"

الإمبراطور التفت إليّ، نظراته تحمل شيئًا جديدًا هذه المرة—اهتمامًا خفيًا.

"سمعتك جيدًا."

ثم أضاف ببرود:

"لكنني أرفض."

كان بإمكاني الشعور بثقل كلماته، بحقيقة أنني لن أتمكن من الفرار بسهولة.

الإمبراطور لم يكن ينظر إليّ كعبء… بل كشيء آخر. شيء لا أفهمه بعد.

وبطريقة ما، كان هذا أكثر إخافة من أي تهديد آخر.

.............

حدّقتُ في الإمبراطور بذهول. "ماذا؟ ترفض؟"

ارتسمت على شفتيه ابتسامة بالكاد تُلاحظ، وكأنه وجد متعة خفية في الموقف.

"ألم أقل ذلك بالفعل؟"

شعرتُ بشيء ينفجر داخلي—ليس الخوف، بل الغضب.

"أيها اللعين المتحجر!" صرختُ بغضب، "من أنت لتقرر حياتي؟ هل تعتقد أن لك الحق في التحكم في حياتي لأنك تجلس على العرش؟ أيها الطاغية، يا ابن الطاغية، يا حفيد الطاغية! منذ جدك الأول وأنتم مجرد مجموعة من المستبدين عديمي الرحمة!"

التفتُ نحو إدغار، الذي كان يراقبني بوجه فارغ التعبير، وصرخت: "وهذا الطبيب عديم الروح، أراهن أنه سيشعر بالنشوة وهو يعذبني بطرق طبية مبتكرة!"

عاد نظري إلى الإمبراطور، ولم أستطع منع لساني من الاستمرار: "أنت مجرد رجل كبير يجلس على كرسي كبير ويعتقد أن العالم يدور حوله! لو كنتَ رجلاً بحق، لكنتَ من ذهب للقتال بدلًا من الجلوس هنا والتحكم في حياة الآخرين!"

شعرتُ بأنفاسي تتسارع، بصدري يرتفع وينخفض بصعوبة. لكن ما جعلني أشعر بالجنون أكثر… هو أن الإمبراطور لم يغضب.

على العكس، كان ينظر إليّ بعينين تضيقان تدريجيًا… وكأنه مستمتع.

"أوه؟" قال بصوت منخفض، يميل رأسه قليلاً كما لو كان يدرس كائنًا نادرًا. "هل أنت متأكد أنك ليونيل كارستين؟ لأنني لا أذكر أن الأمير الرابع امتلك هذا اللسان الحاد."

شعرتُ بالغضب يزداد أكثر. "تبا لك ، وتبا اسم كارستين بأكمله! لو كان بإمكاني تغيير اسمي، لفعلت ذلك الآن!"

ثم فجأة، تحرك الإمبراطور.

لم أدرك حتى ما حدث إلا حين وجدت نفسي مثبتًا على السرير، ذراعي عالقتان تحت قبضته الحديدية. كانت يده تمسك بمعصمي بسهولة، وكأنني مجرد دمية قماشية.

"ما زلتَ ضعيفًا،" تمتم بصوت منخفض، وكأن كلامي السابق لم يكن سوى نباح جرو صغير بالنسبة له.

حاولتُ التحرر، لكنني بالكاد استطعتُ التحرك. اللعنة… هذا الجسد ضعيف جدًا!

"إدغار،" قال الإمبراطور دون أن يبعد نظره عني، "ابدأ بفحصه."

أومأ الطبيب بهدوء، اقترب من السرير، ولم ينتظر أي إذن مني.

"ماذا تفعل؟!" صرختُ، أحاول التحرر بينما بدأ إدغار بتحريك أطرافي، يفحص استجابتي العضلية، يضغط على مفاصلي ليختبر مرونتها.

"تمدّد عضلاتك بعد غيبوبة دامت عامين ضروري،" قال إدغار بنبرة باردة، "إن لم نتحرك بسرعة، ستتصلب عضلاتك أكثر."

حاولتُ دفعه بعيدًا، لكن الإمبراطور شدّ قبضته قليلًا، مما جعلني أتوقف.

"اهدأ،" قال بصوت هادئ جدًا، لكنه حمل تهديدًا خفيًا.

نظرتُ إلى عينيه… ورأيتُ شيئًا جعلني أرتجف.

لم يكن الغضب. لم يكن القسوة.

بل شيء يشبه… الفضول؟

كأنني أثرتُ اهتمامه بطريقة غير متوقعة.

هذا… ليس جيدًا.

.............

"تبًا لكم جميعًا! اتركني أيها الطبيب اللعين!"

صرختُ بألم عندما ضغط إدغار على عضلات ساقي المتصلبة. شعرتُ وكأنني أتعرض للتعذيب البطيء، وكأن عضلاتي تحولت إلى قطع من الخشب تتحطم تحت يديه.

"اهدأ، سموّك، هذا ضروري،" قال إدغار بصوت بارد كعادته، غير متأثر أبدًا بصراخي أو شتائمي التي لم تتوقف منذ بدأ الفحص.

"ضروري رأسك! هل تستمتع بهذا، أيها الجزار؟! أعترف، أنت تتلذذ برؤيتي أتألم، أليس كذلك؟ لا بد أنك أحد هؤلاء الأطباء المجانين الذين يعشقون التجارب البشرية!"

لم يرد إدغار، فقط واصل تمديد أطرافي كما لو أنني قطعة لحم بلا مشاعر.

أما الإمبراطور…

ذلك الرجل اللعين كان لا يزال ممسكًا بمعصمي بيد واحدة، يراقبني كما لو كنتَ فأر تجارب مثيرًا للاهتمام.

"هذا مؤلم!" صرخت، محاولًا ركل إدغار، لكن ساقي بالكاد تحركت.

"بالطبع مؤلم،" قال إدغار بهدوء، "كنتَ في غيبوبة لمدة عامين. عضلاتك ضمرت، وعظامك أضعف مما تتخيل. لو لم نبدأ العلاج فورًا، ستبقى طريح الفراش بقية حياتك."

"وهذا ما أريده!" صرخت بغضب. "اتركوني أموت بسلام! لا أريد علاجكم ولا أريد التحرك! سأبقى هنا حتى يأخذني الموت!"

نظرة خاطفة تبادلها إدغار مع الإمبراطور قبل أن يتابع، غير مكترث بنوبات غضبي.

"حالة جسدك سيئة للغاية، سموّك، لكن مع العلاج الفيزيائي المكثف، يمكنك استعادة القدرة على الحركة خلال ستة أشهر."

تجمدت للحظة. ستة أشهر؟ هذا وقت طويل…

لكن إدغار لم ينتهِ بعد.

"لكن بشرط أن تكون الجلسات يومية ومكثفة،" أكمل بصوت عملي. "وسموّك يجب أن يتعاون معنا."

قهقهتُ بسخرية. "التعاون؟ انسَ ذلك! لن أساعدكم أبدًا!"

تابع إدغار وكأنه لم يسمعني حتى. "كما أن تعرّض سموّك لأشعة الشمس ضروري لتحفيز جسده على التعافي. لذا، ستخرج إلى الحديقة يوميًا عبر الكرسي المتحرك."

"ماذا؟!"

"وجباتك ستتغير أيضًا، جسدك غير قادر على تحمّل الطعام الدسم بعد غيبوبة طويلة، لذا سنبدأ بوجبات خفيفة، ثم نزيد الكمية تدريجيًا."

كنتُ على وشك الانفجار.

"لا أريد الخروج إلى الحديقة! لا أريد تناول طعامكم! لا أريد العلاج، أيها الأوغاد القساة! ألم تفهموا بعد؟ لا أريد العيش بهذه الطريقة!"

صرختُ بأعلى صوتي، متوقعًا أخيرًا أن يظهر الإمبراطور القليل من الغضب.

لكن بدلًا من ذلك…

كان ينظر إليّ بنظرة هادئة، فيها أثر تسلية خفي.

"انتهيت، إدغار؟" سأل الإمبراطور.

أومأ إدغار برأسه، ثم قال: "نعم، جلالتك. سنبدأ العلاج غدًا."

شعرتُ بدمائي تغلي.

"هل تتجاهلني عمداً؟! قلتُ لن أقبل العلاج!"

الإمبراطور انحنى قليلًا، يقترب مني حتى أصبحتُ مضطرًا لمواجهته.

ثم قال بصوت هادئ جدًا، لكنه مليء بالسلطة:

"وإن كنتُ أنا من يقرر؟"

شعرتُ ببرودة تجتاحني.

…هذا الرجل.

هذا الرجل لن يسمح لي بالهرب.

.............

"أحضروا الطعام."

بمجرد أن قال إدغار ذلك، تحرك الخدم بسرعة، وعادوا بعد لحظات وهم يحملون صينية فضية عليها وعاء حساء ساخن، يخرج منه البخار برائحة خفيفة.

حدّقتُ في الوعاء أمامي، ثم نظرتُ إلى إدغار ببطء.

"...ما هذا؟"

"وجبتك،" قال الطبيب دون أي تعبير، "حساء خفيف مناسب لجسدك الذي لم يتناول الطعام منذ عامين."

شعرتُ بالغضب يتصاعد في داخلي.

"أرفض."

رفع إدغار حاجبًا، وكأنه كان يتوقع ذلك تمامًا.

"سموك يحتاج إلى تناول الطعام ليستعيد قوته تدريجيًا. لا يمكنك البدء بلحم مشوي مباشرة، وإلا ستدمر جهازك الهضمي."

تجاهلتُ كلامه تمامًا وقلت بصوت عالٍ: "أريد لحمًا مشويًا، دجاجًا، سمكًا! أحضروا لي شيئًا يستحق الأكل، وليس هذا الماء الدافئ!"

ساد صمت قصير، ثم قال الإمبراطور بصوت منخفض لكنه يحمل أمراً لا يقبل الجدل:

"كل طعامك."

نظرتُ إليه بغضب. "قلتُ لك، لا أريد!"

كانت لحظة قصيرة… لحظة شعرتُ فيها بخطر غريب. قبل أن أدرك ما يحدث، وجدتُ نفسي مرفوعًا عن السرير بسهولة تامة، ثم…

جلستُ في حضن الإمبراطور.

"ماذا—؟!" حاولتُ التملص، لكن ذراعيه كانتا قويتين، تثبتانني دون جهد.

"أنت طفل عنيد،" تمتم بلا مبالاة وهو يلتقط الملعقة ويغمسها في الحساء.

تجمدتُ. "انتظر... لا تجرؤ—"

لكنّه فعل.

دفع الملعقة نحو فمي. حاولتُ إدارة رأسي، لكن يده أمسكت بذقني بثبات، وأجبرتني على تلقي الطعام.

"أيها اللعين! تبًا لك، اتركني!" صرختُ، لكنّه لم يتوقف، فقط استمر في إطعامي وكأنني مجرد طفل مزعج.

حاولتُ بصق الطعام، لكنه دفع الملعقة التالية قبل أن أتمكن من فعل شيء.

الخدم في الغرفة كانوا متجمدين في أماكنهم، بعضهم بدوا وكأنهم لا يصدقون ما يرونه، بينما إدغار بقي هادئًا، كما لو أن هذا أمر طبيعي تمامًا.

"هل تحاول خنقي؟!" صرختُ عندما وجدتُ فرصة لألتقط أنفاسي.

"لو كنتُ أريد ذلك، لفعلتُه منذ زمن،" قال الإمبراطور ببرود، ثم التفت إلى إدغار وكأنني لم أكن أصرخ على صدره. "كم من الوقت سيحتاج ليستعيد قوته الكاملة؟"

إدغار لم يبدُ متفاجئًا من المشهد أمامه، فقط أجاب بصوت عملي: "إذا خضع لجلسات العلاج اليومية بانتظام وتناول وجباته كما يجب، فسيستطيع المشي خلال ستة أشهر او اقل اذا تعاون ."

حاولتُ التملص مجددًا، لكن الإمبراطور أحكم قبضته أكثر وأجبرني على ابتلاع المزيد من الحساء.

"تبًا لك! تبًا لعائلتك بأكملها! أي نوع من الطغاة أنت؟!"

لم يلتفت إليّ، فقط قال بصوت هادئ وكأنه يناقش الطقس: "وإذا رفض التعاون؟"

"سيبقى على كرسي متحرك لبقية حياته."

ساد صمت قصير، شعرتُ خلاله بقبضة الإمبراطور تشدد عليّ قليلاً.

ثم…

"إذن، علينا التأكد من أنه يتعاون."

وضعتُ خطة فورية.

سأعضّ يده.

2025/04/18 · 219 مشاهدة · 2128 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025