في القصر الإمبراطوري، كان الجو مشحونًا بالتوتر.
الإمبراطور جلس في قاعة الاجتماعات، محاطًا بعدد من المسؤولين والقادة العسكريين، يناقشون خطط تعزيز الأمن حول العائلة الملكية.
لكن فجأة—
تمزقت المساحة في منتصف القاعة، وخرج منها جسدان!
أدريان… يحمل ليونيل بين ذراعيه، والدماء تغطي كليهما!
في لحظة، سقط الصمت التام.
ثم—
"ليونيل!!"
كان راين أول من تحرك، ركض نحوهم بسرعة، بينما الإمبراطور نهض فورًا، ووجهه تحوّل إلى كتلة من الجليد البارد.
إليوت، الذي دخل القاعة بعد سماع الضجة، حدّق بالمشهد أمامه، قبل أن يندفع هو الآخر.
"ما الذي حدث؟!" سأل إليوت، وعيناه مسمرة على الجروح الظاهرة على جسد أدريان، والخنجر المغروس في كتف ليونيل.
لكن أدريان لم يرد.
كان يحدق مباشرة في الإمبراطور، وعيناه الذهبيتان تتوهجان بنار خطيرة.
ثم، بصوت منخفض لكنه مملوء بالغضب، قال:
"هوجمنا."
ارتعش الجو داخل القاعة للحظة.
ثم جاء صوت الإمبراطور، هادئًا… لكنه كان مثل العاصفة التي تسبق الدمار.
" من؟"
أدريان رمى جسد ليونيل نحو راين بلطف، قبل أن يمسح الدم عن جبينه بيده.
"مجموعة تحمل وشم النصف هلال. كانوا مستعدين جيدًا… بل حتى استخدموا تقنية لحجب السحر."
عيون الإمبراطور أظلمت أكثر فأكثر مع كل كلمة.
أما راين، فقد أمسك بليونيل بعناية، متفحصًا حالته. عندما رأى الخنجر المغروس في كتفه، عقد حاجبيه بقلق.
"لماذا… طعن نفسه؟"
لكن قبل أن يسأل أكثر، همس ليونيل بصوت خافت وهو بالكاد واعٍ:
"لا… تدعه… يقترب مني…"
أصيب راين بالذهول للحظة، ثم التفت إلى أدريان، الذي كان ينظر إلى ليونيل بصمت.
عينا أدريان… كانتا خاويتين تمامًا.
لكن، في داخله، كان هناك شيء آخر يغلي.
لم يقل شيئًا، لم يدافع عن نفسه، لم يسأل حتى لماذا…
فقط استدار بصمت، وتراجع خطوة إلى الخلف.
لكن الإمبراطور لم يكن صامتًا.
عندما رفع رأسه مجددًا، كان صوته مزلزلًا، قاتمًا كعاصفة سوداء.
"اجلبوا لي قائد الحرس. اجلبوا جميع السحرة الملكيين. اجلبوا جميع الأطباء فورًا."
ثم، بعد لحظة صمت، أضاف بصوت أكثر خطورة:
" واجلبوا لي جميع قادة الاستخبارات… أريد أسماء كل من له علاقة بهذه المنظمة في خلال ساعة، أو سأحرق العاصمة بأكملها."
الجميع شعروا بقشعريرة تمر عبر أجسادهم.
لقد رأوا الإمبراطور غاضبًا من قبل…
لكن هذه المرة، الأمر مختلف تمامًا.
...........
داخل الجناح الطبي للقصر، كان الجو مشحونًا بالتوتر.
"هل ستتحدث؟"
صوت الإمبراطور كان منخفضًا، لكنه مشبع بالسلطة التي لا تقبل الجدل.
ليونيل، على السرير الطبي، ظل صامتًا.
حتى مع الألم النابض من كتفه، حتى مع جرحه الذي لا يزال ينزف ببطء، لم ينطق بكلمة واحدة.
لقد قرر.
"أنا لن أتكلم."
الإمبراطور، الذي كان يقف عند قدميه، نظر إليه نظرة طويلة، ثم قال بهدوء:
" إما تتحدث… أو سأرسلك إلى جلسة علاج مضاعفة."
ارتجف الطاقم الطبي بأكمله.
العلاج الفيزيائي لم يكن مجرد تمارين بسيطة لليونيل.
لقد كان كابوسًا.
كان يتألف من ساعات من التدريب القاسي، ومحاولات لا تنتهي لجعله يقوي جسده الضعيف الذي بالكاد يستطيع تحمل الجهد البدني العادي.
لكن، رغم ذلك…
لم ينطق بكلمة واحدة.
الإمبراطور ضاق عينيه .
ثم، وبدون كلمة أخرى، انحنى، رفع ليونيل بسهولة بين ذراعيه، واتجه مباشرة إلى الطبيب إدغار.
ليونيل، الذي أدرك فجأة ما يحدث، بدأ يصرخ وهو يضرب صدر الإمبراطور بقبضتيه.
"أيها العجوز! ضعني أرضًا! لا تلمسني!"
لكن الإمبراطور لم يهتم.
"توقف عن الثرثرة."
"أحمق! طاغية! مستبد عديم الرحمة!"
"استمر، لن يغير ذلك شيئًا."
"تبا لك!"
ومع ذلك، تم سحبه بالقوة إلى الجناح الطبي، حيث كان إدغار ينتظر بالفعل، ينظر إليهم وكأنه يرى دراما مألوفة تتكرر أمامه.
"أوه، لقد أتيتم."
الإمبراطور ألقى بجسده على السرير الطبي دون أي اهتمام بصراخه المستمر، ثم استدار إلى إدغار وقال ببرود:
"عالجه، ثم ضاعف الجلسة."
ليونيل شهق وكأنه تعرض للخيانة.
"ما هذا الظلم؟ أين العدالة؟"
لكن الإمبراطور تجاهله، ثم ألقى نظرة أخيرة عليه قبل أن يقول:
"لدي عمل أقوم به… سنكمل هذا لاحقًا."
ثم غادر، تاركًا ليونيل يصرخ خلفه بكلمات مليئة بالغضب والشتائم.
إدغار، الذي كان يراقب المشهد كله، تنهد بتعب.
ثم، وهو ينظر إلى ليونيل الذي كان يحاول الزحف خارج السرير، قال بهدوء:
"لن تهرب من هذا، أيها الأمير الصغير."
...............
"توقفوا! أيها السفلة، هذا تعذيب، وليس علاجًا!"
لكن لم يكن هناك أي رحمة.
في الغرفة المخصصة للعلاج الفيزيائي، كان ليونيل ممددًا على الأرض، يلهث، ووجهه شاحب من الألم.
إدغار، الذي وقف فوقه مع ذراعيه المتشابكتين، لم يكن متأثرًا على الإطلاق.
"قف."
"اذهب إلى الجحيم!"
"قف."
"عجوز منحرف! أنت تستمتع بهذا، أليس كذلك؟!"
إدغار رفع حاجبه، ثم أشار بيده، وعلى الفور تحرك أحد المساعدين، وأمسك بيد ليونيل ليساعده على الوقوف.
ليونيل كاد يعضه!
لكنه كان ضعيفًا جدًا حتى لفعل ذلك.
"مرة أخرى."
"تبا لك!"
لكن، رغم كل الشتائم، لم يكن هناك مهرب.
اضطر ليونيل إلى المحاولة مجددًا—رفع جسده، دفع نفسه إلى الأعلى… فقط ليشعر بألم حارق في كتفه المصاب.
"آااااااه!"
سقط على الأرض مجددًا، يلهث، يحدق بالسقف بنظرات مليئة بالكراهية.
لكن إدغار لم يمنحه حتى ثانية واحدة من الراحة.
"قم مرة أخرى."
ليونيل أغلق عينيه بقوة.
"أنا أكره هذا. أنا أكره هذا. أنا أكره هذا!!!"
لكنه كان يعرف…
أنه لن يتمكن من الهرب إلا عندما ينهي الجلسة بالكامل .
وهكذا، استمر العلاج القاسي، مصحوبًا بصراخ ليونيل… وشتمه الذي لم يتوقف حتى عندما لم يعد يملك طاقة لفتح فمه!
بعد انتهاء الجلسة، أمر إدغار مساعديه بسند ليونيل حتى يتمكن من الوقوف.
لكن ليونيل، رغم أنه كان يتعرق بغزارة، ورجلاه بالكاد تحملانه، رفض الاعتماد عليهم.
"لا تلمسوني!"
حاول الوقوف بمفرده، ونجح… بالكاد.
لكن عندما بدأ بالسير، لم يكن قد خطا سوى عشر خطوات فقط—
قبل أن ينهار تمامًا!
"تباااااااا!"
قبل أن يصطدم بالأرض، قبضت يد قوية على معصمه، ثم شعر بذراع ترفعه بالكامل عن الأرض.
—إدغار حمله كما لو كان مجرد كيس بطاطا!
"ضعني حالًا، أيها العجوز القذر!"
إدغار لم يرد.
"هل تستمتع بحملي هكذا؟ تبًا لك! أنت وغباء علاجك هذا!"
إدغار لم يتوقف.
"أنا أقسم، سأحرق عيادتك هذه يومًا ما! هل تسمعني؟! سأحرقها بالكامل!"
إدغار واصل السير بهدوء.
ليونيل لم يستسلم، وواصل الشتائم بلا توقف، حتى بدأ رأسه يدور وشعر بالغثيان.
لكن، رغم كل اعتراضاته—
لم يكن يملك أي قوة للمقاومة.
قبل أن يتمكن ليونيل من إطلاق المزيد من الشتائم، ظهر راين فجأة بجانب إدغار.
"حسنًا، سأخذه من هنا."
بلا مقدمات، انتزع ليونيل من إدغار، الذي لم يُظهر أي اعتراض، بل اكتفى بهز كتفيه وكأنه يقول “ افعل ما تشاء”.
ليونيل، رغم ضعفه، لم يضيع ثانية قبل أن يبدأ بالاحتجاج.
"ضعني حالًا، يا راين اللعين! لست طفلًا لت—"
لكن راين لم يعطه أدنى اهتمام.
بخطوات ثابتة، حمله خارج العيادة متوجهًا إلى غرفة خاصة حيث كان إليوت وأدريان ينتظران.
وهناك، بدأت الأمور تسوء أكثر بالنسبة لليونيل.
عندما وصلوا، جلس راين على الأريكة—ثم، بلا إنذار، وضع ليونيل في حضنه!
"…؟!"
احتاج ليونيل إلى لحظة ليستوعب ما حدث، لكنه انفجر فورًا بعد ذلك.
"ماذا تفعل، أيها المعتوه؟! أتركني! راين، أقسم إن لم تتركني الآن فسأ—"
"اهدأ."
"اهدأ رأسك! من تظن نفسك لتحملني بهذه الطريقة؟ هل فقدت عقلك؟!"
لكن راين لم يكن حتى ينظر إليه، بل نظر إلى إليوت وأدريان اللذين كانا يراقبان المشهد بصمت.
"حسنًا، بما أنكما هنا، لنبدأ الاجتماع."
ليونيل تجمد.
"اجتماع؟"
التفت بسرعة إلى الغرفة، وعندما رأى أدريان ينظر إليه مباشرة، اشتعل غضبه أكثر.
"أنت! لماذا أنت هنا؟! هل تخطط ل—"
لكن قبل أن يكمل، شدّد راين قبضته حوله، مما جعل ليونيل يتشنج.
"اجتماع مصالحة عائلية." قال راين بابتسامة غير مبالية.
"لاااااااا!!!"
لكن سواء رضي أم لا، لم يكن هناك مفر الآن.
............
🚨 نهاية الموسم الأول من "شرير الذي لا يريد نجاه" 🚨
لقد وصلنا إلى نهاية الموسم الأول، وما أصعب ما مر به ليونيل ! بعد كل الأحداث والقرارات الصعبة.
الآن أود أن اعرف رأيكم!
ما تقييمكم للموسم الأول؟
ماذا تعتقدون بشأن خلاف ليونيل وأدريان؟ هل كانت هناك أسباب مقنعة أم كان مجرد سوء تفاهم؟
هل تعتقدون أن علاقتهما ستتحسن في المستقبل أم أن الصراع سيستمر؟
شاركونا أفكاركم في التعليقات، ولا تنسوا أن الموسم الثاني قادم قريبًا! 🌟