37 - مهمه ملعونه ومساعد مستفز

السلام عليكم جميعًا،

عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير! ✨❤️ أتمنى أن يكون عيدكم مليئًا بالفرح والسعادة.

أعتذر عن تأخير نزول الفصل، لكن أخيرًا أصبح جاهزًا!

شكرًا لكم على صبركم ودعمكم المستمر، تفاعلكم وتعليقاتكم دائمًا تمنحني الحافز للاستمرار. أتمنى أن تستمتعوا بالفصل، وأحب أن أسمع آراءكم عنه!

بالنسبة للفصل القادم، فبإذن الله سيكون يوم الجمعة، لأنني لم أكتب غير هذا الفصل حتى الآن. شكرًا لتفهمكم، وأعدكم بالمزيد قريبًا!

استمتعوا بالقراءة، وأخبروني برأيكم! ❤️

............

عندما توقفت العربة الفاخرة أمام بوابة الأكاديمية الضخمة، كان هناك حشد من النبلاء والمعلمين والطلاب المنتظرين في ساحة الاستقبال الرئيسية. الأعلام الملكية ترفرف بفخر، والموسيقى الرسمية تعزف لحنًا مهيبًا، بينما وقف مدير الأكاديمية، في مقدمة الحشود، مرتديًا عباءة رسمية بلون أزرق داكن.

البوابات فتحت ببطء، وسرعان ما انصبّت كل العيون على العربة الإمبراطورية.

إدوارد خرج أولًا—وما أثار صدمة الجميع لم يكن حضوره المهيب، بل الشيء الذي كان يحمله.

ليونيل، الأمير الرابع ، لم يكن يسير بجانب والده كأي أمير نبيل... بل كان محمولًا فوق ذراعي الإمبراطور كما لو أنه طفل صغير!

الصمت خيم للحظة. حتى الفرقة الموسيقية توقفت عن العزف للحظة وجيزة من الدهشة.

عيون النبلاء والمعلمين توسعت، بينما بعض الطلاب تبادلوا النظرات المرتبكة. الأمير الرابع… كان يتم حمله هكذا أمام الجميع؟!

ليونيل، الذي كان مستلقيًا بطريقة غير رسمية على ذراع الإمبراطور، أدرك الوضع أخيرًا، واتسعت عيناه.

"انتظر لحظة... أيها العجوز اللعين، ضعني أرضًا الآن!!"

بدأ في التململ بعنف، محاولًا تحرير نفسه، لكنه لم يكن يضاهي قوة إدوارد.

مدير الأكاديمية استعاد رباطة جأشه أخيرًا وسارع إلى الانحناء. "جلالة الإمبراطور، إنه لشرف عظيم أن نستقبلكم في الأكاديمية اليوم. نحن—"

لكن كلماته توقفت عندما صرخ ليونيل، الذي كان لا يزال محمولًا، "أي شرف؟! لا تصدقه! إنه ديكتاتور يجبرني على الحضور!!!"

إليوت، الذي كان قد نزل بعدهم، غطى وجهه براحة يده في محاولة لكبح ضحكته. راين اكتفى بالتنهد، بينما أدريان وقف بوجه متجمد، متظاهرًا بعدم معرفة أي شخص هنا.

إدوارد لم يتأثر، بل استمر في التقدم للأمام، غير مبالٍ بنظرات الجميع. لكن ليونيل لم يكن ليسمح بذلك!

"إذا لم تتركني الآن، فسوف—سوف أصرخ بصوت أعلى!"

وبالفعل، أخذ نفسًا عميقًا، مستعدًا لخلق فضيحة ملكية لا تُنسى.

إدوارد، بنظرة باردة، قال بصوت منخفض لم يسمعه سوى ليونيل، "جرب ذلك، وسأجعلك تجلس في حضني طوال الاحتفال."

ليونيل تجمد فورًا. عيناه ارتجفتا، وصوته تلاشى ببطء. "أنت… أنت لا تستطيع أن تفعل ذلك أمام الجميع، أليس كذلك؟"

الإمبراطور لم يرد، فقط نظر إليه بنفس البرود القاتل.

ليونيل بلع ريقه. فجأة، أصبح الهدوء خيارًا منطقيًا جدًا.

..............

بينما كان ليونيل جالسًا في حضن الإمبراطور—رغمًا عنه—حاول استيعاب مدى الكارثة التي وقع فيها. لكن الأمور لم تترك له حتى لحظة لالتقاط أنفاسه، لأن صوتًا مألوفًا رن في رأسه فجأة.

دينغ!

ظهر الإشعار أمام ليونيل فجأة، مما جعله يشعر بغصة غريبة في حلقه. كان في منتصف التفكير في كيفية التهرب من الاحتفال الأكاديمي، لكن الآن؟ الآن، ظهر أمامه شيء أسوأ بكثير—

[تم إصدار المهمة الثالثة: "إيقاف الكارثة الأولى!"]

[الهدف: إيقاف الكارثة الأولى قبل وقوعها.]

[المكافأة: نقاط بقاء ×500 / مهارة جديدة.]

[العقوبة: الموت.]

—موت؟

ليونيل شعر بأن دمه قد تجمد.

"أيها المؤلف اللعين!!!"

صرخة الغضب خرجت منه بلا وعي، مما جعل الجميع ينظرون إليه في حيرة. الإمبراطور رفع حاجبه، لكن ليونيل كان مشغولًا جدًا بإحراق النظام بلعناته.

لكن ليونيل لم يكن لديه وقت ليهتم بهم، لأن النظام لم ينتهِ بعد.

ظهر أمامه ضوء صغير، وتكوّن منه جسد مألوف—

المساعد الشخصي، كارثة.

كارثة، الذي كان يطفو أمامه بملامح باردة كعادته، تحدث بصوت هادئ. "قبل أن تلوم المؤلف، ربما عليك التفكير في السبب الحقيقي وراء تقديم موعد الكارثة."

ليونيل حدّق فيه. "…ماذا تعني؟"

كارثة ابتسم قليلاً. "أنت السبب، بالطبع."

ليونيل تجمد في مكانه. "…ماذا؟"

"لقد أغضبتِ سيرافينا نوايت، أليس كذلك؟ بسبب ذلك، تغيرت بعض الأمور الصغيرة… والتي أدت إلى تسارع الكارثة الأولى."

ليونيل لم يتحرك لثانية، ثم—

مد يده، وأمسك كارثة من خديه.

"أنت تعرف هذا منذ البداية، صحيح؟"

كارثة لم يتغير تعبيره وهو يجيب، "نعم."

شدّ ليونيل خديه بقوة. "ولماذا لم تخبرني؟!"

كارثة لم يبدُ عليه أي ألم وهو يجيب، "لأنك لم تسأل."

ليونيل كان على وشك أن يصرخ مرة أخرى، لكنه تذكر شيئًا مهمًا—

… لقد قرر بالفعل أنه لن يتدخل.

أخذ نفسًا عميقًا، وأفلت خدود كارثة. ثم تراجع للخلف متكئًا على الإمبراطور كما لو أنه مجرد وسادة.

"لا يهم. لن أتدخل."

كارثة رمش ببطء. "ولكن—"

"لا. لن أتدخل."

… ولسبب ما، شعَر ليونيل بقشعريرة تسري في جسده.

..............

بدأ الاحتفال رسميًا، وامتلأت ساحة الأكاديمية بأصوات الموسيقى والخطب الرسمية. الطلاب النبلاء كانوا مصطفين، والمعلمون يقفون في أماكنهم، بينما النبلاء والمبعوثون الأجانب يجلسون في المقاعد المخصصة لهم.

لكن وسط هذا المشهد الرسمي، كان هناك مشهد شاذ تمامًا—

الأمير الرابع ليونيل كارستين، يجلس في حضن الإمبراطور نفسه.

لم يكن الأمر خيارًا من ليونيل، بل كان إجبارًا مطلقًا.

"أنزلني." تمتم ليونيل بصوت منخفض، وجهه متجهم، وجسده يتلوى محاولًا التخلص من قبضته.

الإمبراطور، الذي لم يكن حتى ينظر إليه، أجابه بهدوء بارد: "ابقَ مكانك."

"أنا لست طفلًا!"

"أتصرف كطفل، وستعامل كواحد."

زمجر ليونيل، لكنه لم يجد مفرًا. يد والده كانت ممسكة به وكأنه قطعة أثاث لن يسمح لها بالتحرك.

بجانبهم، كان راين يجلس بهدوء وكأنه لم يلاحظ شيئًا، بينما إليوت كان يكتم ضحكته.

أما أدريان، فكان جالسًا على الطرف الآخر، صامتًا كعادته.

وسط هذا، التقت أعين ليونيل بعيني سيرافينا نوايت.

كانت واقفة بين طلاب الصفوف المتقدمة، ظهرها مستقيم، وعينيها الزرقاوين تتألقان تحت ضوء الشمس.

لكن تعبيرها كان متصلبًا، وشعور عداء واضح ينبعث منها.

ليونيل، الذي كان يشعر بالملل الشديد، قرر أن يزيد

الطين بلة.

رفع يده ولوّح لها ببطء، بابتسامة ساخرة.

وكأنه يقول: "مرحبًا، هل اشتقتِ لي؟"

تصلبت ملامح سيرافينا للحظة، قبل أن تعود لتعابيرها الهادئة، لكن ليونيل لم يفوّت كيف ارتعشت زاوية فمها، وكيف قبضت على يديها بقوة.

هاه… إذا، لا تزال غاضبة.

لكن بينما كان مستمتعًا باستفزازها، شعر فجأة بنظرات ثقيلة أخرى موجهة إليه.

أدار رأسه قليلًا، وعينيه اصطدمتا بشخص آخر—

أدريان.

كان يجلس في الطرف الآخر، ملامحه هادئة كعادته، لكن عينيه…

كان هناك شيء غريب في نظراته.

لم يكن غضبًا، لم يكن انزعاجًا… بل شيء آخر.

حدّق فيه ليونيل للحظة، محاولًا تحليل تعبيره، لكنه—

تجاهله.

أدار أدريان رأسه إلى الجهة الأخرى، وكأن ليونيل لم يكن موجودًا من الأساس.

ليونيل عبس قليلًا. ما به؟

كان هناك شيء غير مألوف في تصرفه.

لكن قبل أن يتمكن من التفكير أكثر—

بدأ مدير الأكاديمية بالحديث، وأعلن رسميًا افتتاح الحفل.

وفي مكان ما، خلف جدران الأكاديمية المزخرفة، كانت الكارثة الأولى تقترب.

................

مع إعلان مدير الأكاديمية عن افتتاح الحفل، علت أصوات التصفيق في الساحة الكبرى. الموسيقى بدأت تعزف، والنبلاء تبادلوا المجاملات، بينما الطلاب وقفوا بانضباط في أماكنهم.

لكن وسط هذا الجو الاحتفالي، كان ليونيل غارقًا في شعور غير مريح.

تجاهل أدريان له…

نظرات سيرافينا المليئة بالغضب…

والأهم—

إشعار النظام اللعين الذي لا يزال معلقًا في زاوية رؤيته.

【 المهمة الثالثة: إيقاف الكارثة الأولى. 】

【 الوقت حتى وصول الكارثة: 00:42:17 】

كان ليونيل يحدق في الإشعار ببرود، حاجبه يرتعش مع كل ثانية تمر.

"أيها المؤلف اللعين… تقدم موعد الكارثة؟!"

لقد كان يعلم أن الكارثة الأولى كانت قادمة، لكنه توقع أن يكون لديه أيام، إن لم يكن أسابيع، للتحضير.

لكنه الآن يملك… أقل من ساعة.

هذا ليس عدلًا! ما الذي غيّر الجدول الزمني؟!

وفي اللحظة التي فكر فيها بذلك—

ظهر أمامه صندوق إشعار جديد.

【 السبب: أفعال اللاعب أثرت على مجرى القصة. 】

【 تفاصيل: تصرفاتك أثارت غضب سيرافينا نوايت، مما سرّع من تقدم الأحداث. 】

"…"

ظل ليونيل صامتًا للحظات.

ثم، ببساطة، لف رأسه ببطء شديد إلى جهة معينة.

في الهواء، جالسًا على كتفه كالمعتاد، كان "كارثة"، مساعده الشخصي الصغير.

كارثة كان يرفرف بجناحيه السوداوين، تعابيره محايدة، لكنه عندما لاحظ نظرات ليونيل، ابتسم فجأة.

"يا إلهي، انظر إلى هذا الوجه الغاضب! هيا، لا تلومني، إنه خطؤك، كما ترى~"

ليونيل رفع يده وأمسك بخد كارثة وسحبه بقوة.

"أووووووووووه! أيها الوغد القاسي!"

"إذن، كل هذا… لأنني أغضبت سيرافينا؟"

"بالتأكيد! لقد عبثت بمزاجها، مما أدى إلى تغيير طفيف في شخصيتها وأفعالها، والنتيجة؟ ها نحن ذا! كارثة قادمة أبكر مما توقعت~!"

كارثة كان يتحدث بمرح كما لو أنه يروي طرفة مضحكة، لكن ليونيل كان يغلي من الداخل.

"هذا… هذا بالضبط ما كنت أحاول تجنبه!"

لقد قرر بوضوح عدم التدخل، تجنب الوقوع في طريق الأبطال والشر، عيش حياته بسلام…

لكنه بطريقة ما لا يزال يجد نفسه يُسحب إلى وسط الفوضى.

كارثة، الذي كان لا يزال يتعرض للعقاب بسحب خدوده، رفرف بجناحيه وقال بمرح، "أوه، بالمناسبة، لديك أقل من أربعين دقيقة الآن~"

ليونيل تشنج، ثم أطلق سراحه فجأة، وأغمض عينيه متجاهلًا كل شيء.

"أنا. لا. أهتم."

لقد قرر بالفعل.

"دع الأكاديمية تحترق. دع الكارثة تفعل ما تشاء. هذه ليست مشكلتي."

لكن بينما كان ليونيل يحاول إقناع نفسه بهذا—

في مكان آخر، في أحد الأزقة القريبة من الأكاديمية، كان ظل أسود كثيف يتشكل…

وكانت العاصفة الحقيقية على وشك أن تبدأ.

...............

وسط الاحتفال الذي كان لا يزال في ذروته، أعلن أحد الفرسان الملكيين بصوت جهوري:

"وصول وفد مملكة إيفيرنون للقاء جلالتكم!"

عمّ صمت نسبي بين الحاضرين، خاصة بين النبلاء والأكاديميين، فمملكة إيفيرنون لم تكن مجرد دولة عادية— بل كانت واحدة من أقوى الممالك التجارية والعسكرية، ومعروفة بمواقفها الصارمة تجاه الإمبراطورية.

ظهر الوفد بخطوات واثقة، يتقدّمهم رجل طويل القامة، ذو شعر أبيض ناعم وعينين فضيتين باردتين. كان يرتدي معطفًا أنيقًا بألوان الأزرق الداكن والذهبي، دلالة على مكانته العالية.

بجانبه، كانت تقف امرأة ذات شعر كستنائي مجعد، تحمل ملامح حادة ونظرة تحليلية، بينما تبعهم عدد من الفرسان والحراس.

"إنه الدوق إيثان فون إيفيرنون."

"والسيدة كاميلا ريندال، مستشارته السياسية."

كانا من أهم الشخصيات السياسية في مملكة إيفيرنون، ومعروفين بمهاراتهم التفاوضية الحادة.

لكن بينما كان الجميع يترقب النقاش السياسي الذي سيجري، كان هناك شخص واحد لم يكن مهتمًا على الإطلاق—

ليونيل.

الذي كان لا يزال عالقًا في حضن الإمبراطور.

"تبًا، متى سيسمح لي هذا العجوز بالمغادرة؟!"

كان يتلوّى قليلًا محاولًا الانزلاق من حضن الإمبراطور دون لفت الانتباه، لكن في كل مرة كان يحرّك نفسه—

كانت يد الإمبراطور تشد قبضته عليه بثبات.

ليونيل حاول مرة أخرى. هذه المرة حرّك ساقه ببطء شديد، محاولًا التسلل من القبضة الحديدية—

لكن فجأة، شعر بنَفَس دافئ قريب جدًا من أذنه.

ثم جاء صوت منخفض، لكنه بارد كالثلج:

"إن استمررت في هذه الأفعال، سأرسلك إلى جلسة علاج فيزيائي مكثف لمدة خمس ساعات."

ليونيل تجمد.

عيناه اتسعتا قليلًا، لكنه لم يجرؤ على الالتفاف لينظر إلى الإمبراطور.

خمـ…ـس ساعات؟!

هل كان يمزح؟ لا، هذا الإمبراطور، إدوارد كارستين لا يمزح أبدًا.

ليونيل ابتلع ريقه ببطء.

ثم عاد ليجلس بهدوء كما لو أن شيئًا لم يحدث.

راين، الذي كان جالسًا بجانب الإمبراطور، لاحظ هذا التغير السريع وسأل بصوت منخفض، "استسلمت بهذه السرعة؟"

ليونيل لم يجبه، فقط نظر للأمام بملامح فارغة، وكأن روحه قد غادرت جسده.

إليوت، الذي كان يراقب من بعيد، تمتم وهو يكتم ضحكته، "إنه أشبه بقط صغير تم تهديده بحمام بارد."

أما في المقدمة، فقد بدأ الدوق إيثان يتحدث بصوت هادئ، لكن كل كلمة كانت تحمل معنى أعمق بكثير:

"جلالتكم، الإمبراطور إدوارد… نحن هنا اليوم ليس فقط للاحتفال بهذا الحدث، ولكن أيضًا لمناقشة مستقبل العلاقات بين مملكتينا."

الإمبراطور لم يظهر أي رد فعل، فقط أمال رأسه قليلًا، مشيرًا له بمتابعة حديثه.

إيثان ابتسم ببرود قبل أن يتابع، "لقد سمعنا مؤخرًا… أن هناك اضطرابات تحدث في الأراضي الحدودية المشتركة بيننا. ومن مصلحة مملكتينا معالجة هذا الوضع قبل أن يتفاقم إلى شيء غير مرغوب فيه."

"اضطرابات؟"

كان هذا صوت أحد النبلاء القريبين، الذي لم يتمكن من إخفاء قلقه.

الإمبراطور لم يتأثر، فقط نظر إلى إيثان نظرة مستقرة، وكأنه كان يحلل كل كلمة يقولها.

أما ليونيل، الذي كان يتظاهر بالاستماع، فقد شعر بإشعار النظام يظهر مجددًا في زاوية رؤيته.

【 الوقت حتى وصول الكارثة: 00:35:48 】

"أوه، تبًا."

...............

ظهر الإشعار بوضوح في زاوية رؤية ليونيل، لكنه سرعان ما تجاهله، محاولًا التركيز على الوضع أمامه. لكن الحقيقة أنه لم يكن بحاجة إلى قراءة الإشعار ليدرك أن الأوضاع توترت فجأة.

الدوق إيثان لا يزال يتحدث، والإمبراطور لا يزال يستمع بصمت، لكن الهواء أصبح أثقل.

ليونيل لم يكن الوحيد الذي لاحظ ذلك.

راين بجانبه، شد قبضته قليلًا، بينما كانت نظرات أدريان أكثر تيقظًا مما بدت عليه طوال اليوم. حتى سيرافينا، التي كان ليونيل يستمتع باستفزازها منذ قليل، لم تعد تنظر إليه— بل كانت تراقب المحادثة بتركيز غريب.

شيء ما كان خاطئًا.

"إذن، أنتم تقترحون نشر قوات مشتركة على الحدود؟"

صوت الإمبراطور كان هادئًا، لكنه لم يكن سؤالًا بسيطًا.

إيثان ابتسم بخفة، "بالطبع، هذا لمصلحة الجميع، أليس كذلك؟ لن نسمح لأي تهديد بأن يزعزع استقرار المنطقة."

كاميلا، المستشارة السياسية التي كانت تقف بجانبه، أضافت بصوت ناعم لكنه يحمل حدة واضحة، "خاصة مع التقارير التي تشير إلى وجود تحركات غريبة في الأراضي الشرقية."

الأراضي الشرقية.

حيث من المفترض أن تبدأ الكارثة الأولى.

عين ليونيل اتسعت قليلًا.

"… لا، لا، لا. هل هذا يعني أن الكارثة لن تحدث فقط، بل ستتداخل مع محادثات سياسية؟!"

لو لم يكن لا يزال جالسًا في حضن الإمبراطور، لكان قد قفز فورًا من مكانه وركض بعيدًا. لكنه كان عالقًا.

【 الوقت حتى وصول الكارثة: 00:30:12 】

ثلاثون دقيقة.

تبًا.

في هذه اللحظة، سمع ليونيل صوتًا مألوفًا في رأسه.

【 "لماذا تبدو متفاجئًا؟ ألم تكن تتوقع هذا بعد أن عبثت مع سيرافينا؟" 】

"كارثة…"

المساعد الشخصي (كارثة)، الذي لم يكن سوى تمثيل النظام نفسه، ظهر بجانبه داخل ذهنه، جالسًا بشكل مريح على أريكة وهمية، يشرب كوبًا من الشاي وكأنه يستمتع بالأمر.

【 "هذا كله بسببك، ليونيل. لو لم تعبث معها، ربما لم تكن لتقرر التصرف بهذه السرعة." 】

【 "لكن لا بأس، لا داعي للقلق. لن يحدث شيء كبير… ربما." 】

ليونيل كاد ينفجر من الغضب.

"ماذا تعني بـ'ربما'؟! وكيف يكون هذا خطئي؟! لم أفعل شيئًا!"

【 "آه، نعم، لم تفعل شيئًا أبدًا. مجرد نظرات ساخرة هنا، تعليقات لاذعة هناك… حقًا، كنت مثالًا للبراءة." 】

ليونيل أمسك بكارثة من خده وبدأ يشده بعنف.

"أيها النظام عديم الفائدة! قررت بالفعل أنني لن أتدخل! لذا حلّ مشاكلك بنفسك!!"

【 "أوه، ولكن هل تستطيع حقًا تجاهل ما سيحدث؟" 】

ليونيل توقف عن شد خد كارثة للحظة.

【 "خاصة عندما يبدأ الناس بالموت أمامك؟" 】

【 الوقت حتى وصول الكارثة: 00:27:45 】

عيناه تضيقتا ببطء.

ثم تمتم، "تبًا."

في هذه اللحظة، لم يكن يعلم أن نظرات أدريان كانت لا تزال مركزة عليه، تراقب كل حركة يقوم بها بصمت.

................

【 الوقت حتى وصول الكارثة: 00:00:00 】

بوووم!!!

اهتزت الأرض بعنف.

قبل أن يتمكن أحد من استيعاب ما يحدث، تشققت الساحة الرئيسية للأكاديمية بانفجار هائل، لتتصاعد منها سحب كثيفة من الغبار والصخور المتناثرة.

ثم—

"غــــــــررررررررررررررررررررررر!!!"

خرج مخلوق ضخم من أعماق الأرض.

كان المخلوق أشبه بتنين، لكنه لم يكن مثل أي تنين عادي. جسده المغطى بحراشف سوداء داكنة بدا وكأنه يبتلع الضوء، مما جعله يبدو وكأنه ظل متحرك.

رأسه كان مليئًا بالقرون الملتوية، وعيناه الحمراوان تتوهجان بوحشية غير طبيعية. أسنانه الطويلة الحادة بدت كأنها مصنوعة من معدن مسموم، وأجنحته العملاقة لم تكن جلدية مثل أجنحة التنانين المعتادة، بل كانت عبارة عن أطراف عظمية ملتوية تحيط بها طاقة سحرية سوداء، وكأنها أرواح معذبة تحاول التحرر.

مخالبه الطويلة انغرست في الأرض، محطمًا بلاط الساحة كما لو كان مصنوعًا من الورق.

ثم رفع رأسه نحو السماء وأطلق زئيرًا مدويًا، مما تسبب في موجة صادمة اجتاحت الأكاديمية، محطمة النوافذ والجدران، ودافعة العشرات من الأشخاص إلى الخلف.

"تبًا…!"

ليونيل لم يكن بحاجة إلى النظر إلى الإشعار ليعرف ما الذي يحدث.

الكارثة الأولى قد بدأت.

قبل أن يتمكن من الحركة، شعر فجأة بشيء يسحبه من الخلف—

ثم، في ثانية واحدة، وجد نفسه في الهواء، محمولًا بين ذراعي الإمبراطور.

إدوارد قفز بعيدًا عن مركز الساحة، مستخدمًا سحر التعزيز الجسدي ليهبط برشاقة على سطح أحد المباني القريبة.

لكن ليونيل لم يكن الوحيد الذي تحرك—

الفرسان الإمبراطوريون انتشروا فورًا.

"احموا العائلة الإمبراطورية!" صرخ أحد القادة، قبل أن يندفع العشرات من الفرسان نحو الوحش، يشهرون سيوفهم المسحورة ويستعدون للقتال.

إليوت، الذي كان يقف مع الوفد الأجنبي، رسم دائرة سحرية بسرعة، وبدأ في تفعيل تعاويذ دفاعية.

راين، الذي كان يقف بجانب الإمبراطور قبل لحظات، لم يتردد قبل أن يسحب سيفه ويقفز نحو الوحش مباشرة.

أما أدريان، فكان لا يزال في مكانه، لكنه لم يكن خائفًا— بل كان يراقب الوحش بعناية، وعيناه تشعان بتوهج خافت.

سيرافينا نوايت… كانت تبتسم.

ليونيل، الذي كان لا يزال في حضن الإمبراطور، نظر إليها مباشرة.

وعلى عكس الجميع، لم تكن خائفة. لم تكن متوترة. لم تكن حتى غاضبة.

بل كانت… مبتهجة.

وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة منذ وقت طويل.

"غــــــــررررررررررررررررررررررر!!!"

الوحش زأر مرة أخرى، ثم رفع مخالبه—

وفي لحظة واحدة، حطم أحد الأبراج الرئيسية للأكاديمية، مما تسبب في انهياره بالكامل وسط صرخات الحضور.

ليونيل، الذي كان يشاهد كل هذا من فوق، تنفس بعمق.

"أنا لن أتدخل."

هذا ما قرره.

"هذه ليست مشكلتي."

لكنه كان يعلم…

كان يعلم أن الأمور لن تكون بهذه البساطة.

....................

بوووم!!!

انفجرت موجة من الطاقة السوداء من جسد الوحش، مما تسبب في تطاير الحطام في كل اتجاه.

"هجوم!!" صرخ قائد الفرسان، وانطلق العشرات من الفرسان الإمبراطوريين إلى الأمام، أسلحتهم تتوهج بطاقة سحرية.

وحش الكارثة الأولى: "هايبر"

ليونيل نظر إلى المخلوق الضخم بعينين متسعتين.

"هذا ليس مجرد وحش عادي…"

لقد رآه من قبل.

بل، لقد قرأ عنه.

【 هايبر - المخلوق الأسطوري المدمر 】

الرتبة: S+

القدرات: امتصاص السحر، موجات الدمار، تجديد ذاتي سريع

نقطة الضعف: غير معروفة

في الرواية الأصلية، كان هايبر أحد أقوى وحوش الكوارث. جيش كامل من الفرسان كان مطلوبًا فقط لإبقائه مشغولًا، بينما اضطر الأبطال السبعة للقتال بأقصى قوتهم لإيقافه.

"اللعنة…!"

ليونيل ضغط على أسنانه.

في الرواية، لم يكن من المفترض أن يظهر الآن—

لكن بفضل سيرافينا نوايت… تقدم كل شيء.

"انقضوا!!"

صوت القائد دوى، قبل أن يتقدم الفرسان الإمبراطوريون، مشكلين تشكيلًا محكمًا.

كانت ضرباتهم منظمة، تستخدم سحر التعزيز الجسدي والهجمات المسحورة، وكلها موجهة نحو نقاط ضعف المفاصل بين حراشف الوحش.

لكن—

"غــــرررررررررررر!!!"

هايبر رفع مخالبه، وقبل أن يتمكن أحد من تجنبه—

بوووم!!!

بضربة واحدة، تم تحطيم عشرة فرسان دفعة واحدة، أجسادهم طارت في الهواء قبل أن تصطدم بالأرض بقوة، غير قادرين على النهوض.

"القوة البدنية وحدها غير مجدية ضد هايبر…"

كما لو أنه استشعر الطاقة السحرية المحيطة، فتح فكيه فجأة—

وتجمعت كرة ضخمة من الطاقة السوداء أمامه.

"احتموا!!!"

بووووووووووم!!!

انطلقت موجة مدمرة من الطاقة، اجتاحت نصف الساحة، محطمة كل شيء في طريقها.

السحر الدفاعي الذي ألقاه إليوت بالكاد استطاع صد جزء من الهجوم، ومع ذلك، دفع إلى الخلف، أنفاسه متقطعة من شدة القوة.

الوحش لم يتوقف.

بمخالبه الهائلة، حطم الجدران، والأبراج، وكل ما كان يقف في طريقه.

ليونيل، الذي كان لا يزال في حضن الإمبراطور، نظر إلى الفوضى أمامه، عينيه تومضان بتوتر.

لكن إدوارد…

كان هادئًا تمامًا.

"سيتم التعامل معه قريبًا." قال بصوت بارد.

في تلك اللحظة—

راين، الذي كان مختفيًا منذ بداية الهجوم، ظهر خلف الوحش بسرعة البرق، سيفه يتوهج بطاقة قاتلة، ثم—

بوووم!!!

وجه ضربة مباشرة إلى رقبة الوحش!

"غغغغغغراااااااااه!!!"

دوى زئير الوحش، عاليًا بما يكفي ليجعل الهواء يرتجف، وأمواجه الصوتية تسببت في تحطم النوافذ القريبة!

لكن راين لم يتراجع.

كانت ضربته التي استهدفت رقبة الوحش سريعة ودقيقة—

إلا أن حراشف "هايبر" كانت أكثر صلابة مما توقع!

"تشااانغ!!!"

اصطدم سيفه بالحراشف الكثيفة، محدثًا شرارات هائلة، لكن الضرر كان ضئيلًا!

عيني الوحش الحمراوين تألقتا بالغضب، ورفع ذراعه الهائلة قبل أن يهوي بها على راين بكل قوته!

بووووووم!!!

التربة تحطمت، الغبار ملأ المكان، وحفرة عميقة تشكلت حيث كان راين يقف قبل لحظات!

"اركضوا!!!"

صرخ أحد الأساتذة بينما انتشر الفوضى في أنحاء الأكاديمية.

الطلاب، الذين كانوا يراقبون الاحتفال بفضول في البداية، تحولوا الآن إلى مجموعة من الأشخاص المذعورين، يركضون في كل اتجاه باحثين عن مخرج!

كان بعضهم يصرخ، بينما سقط آخرون أرضًا وهم يحاولون الهرب.

لكن الوحش لم يكن يهتم بهم.

كان تركيزه الوحيد منصبًا على راين، الذي قفز للخلف وهو يلهث.

"إنه أقوى مما توقعت…!"

في هذه الأثناء، كان ليونيل لا يزال جالسًا في حضن الإمبراطور، الذي كان يراقب القتال بعينين باردتين.

لكن ليونيل لم يكن هادئًا مثله—

【 إشعار من النظام! 】

❖ المهمة الثالثة: إيقاف الكارثة الأولى!

◆ تحذير! إن لم تتدخل، ستكون العواقب وخيمة!

◆ العد التنازلي حتى نقطة اللاعودة: 20 دقيقة

"تبًا لك أيها النظام!!!"

لقد قرر ألا يتدخل هذه المرة!

هذه ليست مشكلته!

إنهم يملكون فرسانًا، وسحرة، وحتى الإمبراطور نفسه!

لكنه—

【 إشعار جديد! 】

❖ بسبب رفضك التدخل، ستزداد قوة الوحش بنسبة 20%!

ليونيل تجمد.

"ماذا؟!"

التفت بسرعة لينظر إلى الوحش—

وفجأة، بدأ جسد "هايبر" يشع بطاقة سوداء، عضلاته تنتفخ، وعينيه تلمعان أكثر شراسة!

حتى راين، الذي كان على وشك الهجوم مجددًا، شعر بالتغير وتراجع على الفور.

"ما هذا…؟!"

"اللعنة، اللعنة، اللعنة!!"

كان بإمكانه تجاهل الوحش عندما كان في حالته الطبيعية…

لكن الآن، بفضل هذا النظام اللعين، أصبح أقوى!

في هذه اللحظة، كان كارثة يجلس بجانب ليونيل، متكئًا براحته على خده، ويحدق إليه بابتسامة مستمتعة.

"أتعلم، أنت السبب في كل هذا."

ليونيل التفت إليه ببطء، وجهه مليء بالغضب.

"ماذا قلت؟!"

كارثة ابتسم أكثر.

"لو لم تغضب سيرافينا نوايت في ذاك اليوم، لما استعجلت الكارثة بالظهور."

لحظة صمت.

ثم—

"أيها الوغد الصغير…!"

أمسك ليونيل خدي كارثة وبدأ بشدهما بعنف!

"لا تلومني على هذا!!!"

كارثة ضحك بينما خدوده يتم شدها، لكن قبل أن يستمر ليونيل في تعذيبه—

"غراااااااه!!!"

انفجار آخر من الطاقة السوداء اندلع، وصرخات الفرسان ترددت في المكان بينما الوحش بدأ يتحرك باتجاه الجناح الرئيسي للأكاديمية—

حيث كان الطلاب لا يزالون يحاولون الفرار.

عيون ليونيل اتسعت قليلاً.

حتى لو لم يكن يريد التدخل…

لكن إن استمر الوضع هكذا—

"اللعنة… هل حقًا لا يوجد خيار آخر؟!"

2025/07/12 · 8 مشاهدة · 3386 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025