38 - ظهور أبطال واشرار رواية

"تشااااااانغ!!!"

اصطدم سيف راين مجددًا بحراشف "هايبر"، لكن الوحش لم يتزحزح. على العكس، رد الهجوم بموجة طاقة مظلمة جعلت راين يقفز للخلف بسرعة، بينما الأرض خلفه تحطمت تمامًا!

"هذا لن ينتهي بسرعة..." تمتم راين وهو يضغط على مقبض سيفه.

لكن فجأة-

"يبدو أنك بحاجة إلى يد إضافية، راين."

صوت هادئ لكنه يحمل نبرة ثقة شديدة تردد في الهواء.

راين التفت بسرعة-

ليجد شابًا طويل القامة يقف خلفه، يحمل سيفًا فضيًا يشع بطاقة زرقاء.

شعره الأسود كان ينساب مع الرياح، وعيناه الرماديتان كانتا تلمعان بحدة.

ليونيل، الذي كان لا يزال في حضن الإمبراطور، تجمد للحظة.

"ألكسندر...؟!"

كان هذا أحد أبطال الرواية!

-

ألكسندر دريك، أحد أقوى المبارزين الشباب في المملكة، والشخص الذي كان مقدرًا له أن يكون قائد فرسان المستقبل!

لقد كان بارعًا، شجاعًا، وأيضًا... كان أحد الذين سيقفون في وجه الكوارث!

لكن ليونيل لم يكن سعيدًا برؤيته...

لأن هذا يعني أن الأمور ستصبح أكثر تعقيدًا.

-

"سأتولى الجهة اليمنى." قال ألكسندر وهو يتقدم، عينيه لم تفارقا "هايبر" للحظة.

راين لم يعترض.

"لا تتأخر."

-

بوووووم!!!

قفز الاثنان في نفس الوقت، وانطلقا لمهاجمة الوحش من جهتين مختلفتين!

"هيييي... الأمور أصبحت مثيرة أكثر مما توقعت."

-

ليونيل التفت مجددًا عندما سمع هذا الصوت الجديد، ليجد شابًا آخر يقف بالقرب من ساحة القتال، يراقب كل شيء بعينين الحمراون مليئتين بالاهتمام.

شعره الفضي كان فوضويًا قليلًا، ومعطفه الأسود الطويل يرفرف مع الرياح.

كان يمسك بخنجر صغير، يديره بأصابعه وكأنه لا يهتم بالكارثة التي تدور حوله.

لكن ليونيل تعرف عليه على الفور.

"أوليفر بلاكستون...؟!"

-

أوليفر بلاكستون... كان أحد الأشرار في الرواية الأصلية.

أو بالأحرى، سيصبح شريرًا في المستقبل.

حاليًا، كان مجرد شخص مشبوه يتسكع حول راين وأصدقائه، لكنه في النهاية-

سيصبح أحد خصوم البطل الرئيسيين!

-

"لماذا هو هنا؟!" تمتم ليونيل لنفسه، لكنه لم يجد إجابة.

في هذه الأثناء، كان أدريان وإليوت قد تحركا بالفعل.

"نحن سنهتم بإخلاء الطلاب!" صرخ إليوت وهو يسحب سيفه، بينما أدريان كان يلقي تعاويذ واقية حول الممرات.

-

لكن "هايبر" لم يكن يخطط للسماح لهم بذلك بسهولة.

"غراااااااه!!!"

مخالبه انطلقت فجأة باتجاه مجموعة من الطلاب الهاربين!

-

"تبًا!!"

ليونيل شعر بجسده يتوتر...

إن لم يتدخل أحد الآن، سيكون هناك قتلى-

...........

أغمض ليونيل عينيه بقوة، وبدأ جسده الصغير يرتجف لا إراديًا.

كان الوحش أقرب مما يجب... أقرب من أن يكون مجرد مشهد في رواية.

لكنه شعر فجأة بيد قوية تضغط عليه بلطف.

كان الإمبراطور.

ذراعيه القويتين أحاطتاه، مانعة جسده من الارتجاف أكثر.

"اهدأ."

كان صوته عميقًا وثابتًا، كأن لا شيء في هذا العالم قادر على زعزعته.

لكن ليونيل لم يستطع التوقف عن الارتجاف.

"هايبر" لم يكن مجرد وحش قوي... بل كان "كارثة".

وكان يعرف تمامًا كيف تنتهي هذه المعارك.

-

بوووووم!!!

هبت موجة طاقة قوية فجأة، مما جعل الغبار يتطاير في كل مكان.

وعندما انقشع الدخان-

كان إليوت وأدريان قد تصدّيا للهجوم!

-

"لن تلمسهم." قال إليوت بصوت بارد، وهو يسحب سيفه للخلف بعد أن صد أحد المخالب العملاقة.

في تلك اللحظة، تحرك أدريان أيضًا.

"لا تستهين بنا."

رفع يده، وسرعان ما بدأت تعويذة معقدة تتشكل حوله.

-

"بيرجلاس فورتي!"

فجأة، انطلقت أعمدة جليدية ضخمة من الأرض، تحاصر أطراف "هايبر"، وتمنع حركته للحظات!

-

لكن الوحش لم يكن سهلًا-

"غرااااااه!!!"

بصوت هادر، أطلق موجة طاقة سوداء، محطّمًا الجليد بسهولة!

-

"تبا..." تمتم أدريان، لكن إليوت لم يضيّع الوقت.

قفز مباشرة باتجاه رأس الوحش، وسيفه يتوهج بطاقة سحرية قوية!

-

في نفس اللحظة، كان ألكسندر وراين يقاتلان معًا، يوجهان الضربات من جهات مختلفة، بينما أوليفر بقي في الخلف، يراقب بعينين لامعتين.

ثم فجأة-

"هييي... لا يمكنني مشاهدة هذا بدون فعل شيء."

-

ابتسم أوليفر بخبث، ثم اختفى من مكانه في لحظة!

-

"تَبا له..." تمتم ليونيل عندما أدرك ما سيحدث.

لقد قرر أوليفر أخيرًا الانضمام للمعركة-

بوووم!!!

صوت انفجار مدوٍّ هزّ أرجاء الأكاديمية، مما تسبب في انهيار المزيد من المباني!

وسط الدخان والحطام، استمرت المعركة بعنف.

-

"هجومك كان ضعيفًا جدًا، ألكسندر!" صرخ راين بينما تفادى مخلب "هايبر" العملاق، ثم استدار ليضرب الوحش بسيفه المغلف بالطاقة السحرية.

ألكسندر ابتسم بسخرية، "هل تتوقع مني أن أُظهر كل أوراقي في البداية؟"

"لا وقت للغرور الآن!!" صاح إليوت وهو يوجه ضربة خاطفة، تسببت في قطع جزء من قرن الوحش.

لكن "هايبر" لم يتأثر كثيرًا.

على العكس، بدا أكثر غضبًا.

-

في الخلف، كانت سيرافينا نوايت تراقب المشهد بعيون متوهجة بالمتعة.

بينما الجميع يقاتل من أجل النجاة، كانت هي... مستمتعة!

"هاها... كم هذا ممتع!" تمتمت لنفسها، وهي تتكئ للخلف وكأنها تشاهد عرضًا ترفيهيًا.

-

أما ليونيل...

كان جسده لا يزال يرتجف.

كوابيسه... كانت تتحقق أمامه.

-

كل شيء كان مطابقًا لما قرأه في الرواية-

لكن الآن... لم يكن مجرد كلمات مكتوبة.

لم يكن مجرد أحداث بعيدة عنه.

كان أمامه مباشرة.

"ليونيل."

شعر بيد دافئة تضغط على ظهره بلطف.

كان الإمبراطور.

"أنا هنا."

-

لكن ليونيل لم يستطع إيقاف جسده عن الارتجاف.

حتى مع احتضان الإمبراطور له، حتى مع صوته الهادئ...

الخوف لم يختفِ.

لأنه يعلم...

هذه ليست النهاية.

في اللحظة التي التقت فيها عينا "هايبر" بعيني ليونيل، تجمدت أنفاسه في حلقه.

-

شعور بالرعب المطلق اجتاح جسده.

لم يكن الأمر مجرد خوف...

كان كأن الموت نفسه قد نظر إليه.

-

ثم، في غمضة عين-

اختفى "هايبر" من مكانه!

-

قبل أن يدرك ما يحدث، وجد ليونيل نفسه يحدق في فم الوحش الضخم المفتوح على مصراعيه، أنيابه الحادة تلمع وهي تتجه نحوه بسرعة جنونية!

كل شيء حدث في ثانية واحدة.

-

لكن في تلك الثانية-

"تجرؤ على الاقتراب منه؟"

صوت الإمبراطور إدوارد كان منخفضًا... لكنه حمل معه تهديدًا قاتلًا.

في لحظة واحدة، أطلق ضغطًا هائلًا جعل الهواء نفسه يرتجف.

ثم-

شوووووووت!!!

وميض فضي انطلق عبر الهواء.

-

"كرااااه!!!"

صرخة مؤلمة ملأت الساحة، تبعها ارتجاج عنيف في الأرض.

"هايبر" سقط على الأرض، مخالب ضخمة تحفر في التربة بينما الدم الأسود ينفجر من عينه اليسرى التي تمزقت تمامًا!

-

ليونيل، الذي كان لا يزال بين ذراعي الإمبراطور، حدق في المشهد بذهول.

قبل لحظات فقط، كان على وشك الموت.

لكن الإمبراطور...

أمسك بسيفه بيد واحدة، وهاجم دون أن يضع ليونيل جانبًا حتى.

كأن حمله لطفل لا يزن شيئًا بالنسبة له.

-

في النظام، ظهرت إشعارات تحذيرية حمراء متتالية:

【⚠️ تحذير! مستوى الخطر ارتفع بشكل حاد!】

【⚠️ احتمالية الوفاة: 89%!】

【⚠️ الوضع الحالي غير مستقر! يُنصح بالتدخل الفوري!】

لكن ليونيل لم يهتم.

كان لا يزال يحاول استيعاب ما حدث.

-

وفي الوقت نفسه، بعد سقوط "هايبر"، عاد راين وألكسندر وأوليفر بسرعة ليكملوا المعركة!

"لقد فتح لنا أبي فرصة! الآن!!" صرخ راين، وقفز بسيفه ليهاجم الوحش المصاب.

"هيا، قبل أن يستعيد توازنه!" ألكسندر تبعه على الفور، بينما أوليفر أطلق سحرًا قويًا لتثبيت الوحش أكثر.

-

لكن ليونيل لم يتحرك.

جسده كان لا يزال متصلبًا بين ذراعي الإمبراطور.

كل ما استطاع التفكير فيه هو...

"كاد يقتلني... كاد يقتلني... كاد يقتلني..."

-

لكن الإمبراطور شد قبضته حوله أكثر، كأنما يريد أن يؤكد له شيئًا واحدًا فقط-

"لن أدع أحدًا يؤذيك."

"كرااااااه!!!!"

هدير "هايبر" هز الأرض، وصدى صوته اخترق السماء مثل نذير دمار.

كان الألم في عينه المصابة قد أشعل غضبه إلى أقصى حد.

"كيف يجرؤ هذا البشر على إيذائي؟!"

-

ارتجفت الأرض بعنف بينما دفع الوحش نفسه للوقوف مجددًا.

ثم-

بووووووووووووم!!!

بضربة واحدة من مخالبه الضخمة، حطم نصف مبنى الأكاديمية!

الجدران انفجرت، والنوافذ تناثرت إلى شظايا، والطلاب صرخوا وهم يركضون للهرب!

-

"إخلاء الطلاب فورًا!!"

أمر أدريان وإليوت بصوت عالٍ، بينما هرع الفرسان لحماية النبلاء والأساتذة.

أحد النبلاء صرخ وهو يركض مذعورًا: "الوحش دمر الحاجز السحري!! لم يعد هناك ما يمنعه من التدمير الكامل!!"

لكن لم يكن هناك وقت للذعر.

-

"لا تدعوه يقترب أكثر!" صرخ ألكسندر، بينما انطلق للأمام ليهاجم الوحش مجددًا.

"راين! أوليفر! غطوني!"

"فهمت!"

-

لكن الوحش لم يكن مستعدًا للبقاء في موقع الدفاع.

"كراااااه!!!"

بضربة خاطفة، استخدم ذيله ليحطم الأرض أمامه، مما أرسل الجميع إلى الخلف بقوة هائلة!

راين، الذي حاول الهجوم، طار في الهواء واصطدم بجدار محطم، سعل دمًا وهو يحاول النهوض مجددًا.

أوليفر، رغم قوته، اضطر للتركيز على حماية المصابين بدلًا من القتال مباشرة.

-

في هذه الأثناء، ليونيل كان لا يزال في حضن الإمبراطور، لكن عقله كان يعمل بسرعة.

"هذا خطأ... لا يجب أن يحدث هذا الآن!"

في القصة الأصلية، هايبر لم يكن من المفترض أن يظهر بهذه القوة إلا بعد سنوات!!

لكن بسبب أفعاله...

لقد تغير كل شيء.

-

النظام لم يتوقف عن إرسال التحذيرات:

【⚠️ مستوى الخطر: 95%!】

【⚠️ احتمالية انهيار الأكاديمية بالكامل خلال 5 دقائق!】

【⚠️ يُنصح باتخاذ إجراء فوري!】

-

لكن ليونيل لم يكن قادرًا على الحركة.

كل ما استطاع فعله هو التحديق في المشهد... في الوحش الذي كان يدمر كل شيء حوله، وفي الفرسان الذين يحاولون إيقافه بصعوبة.

وفي النهاية... التفت بنظره إلى الإمبراطور.

-

إدوارد لم يكن يتحرك.

كان لا يزال يحمل ليونيل بين ذراعيه، لكن عينيه الزرقاوين كانتا تراقبان ساحة المعركة ببرود.

ثم، بهدوء...

"حان الوقت لإنهاء هذا."

الإمبراطور رفع سيفه... واستعد لقتل الوحش بنفسه.

هدوء، وضع الإمبراطور ليونيل على سطح إحدى العربات المحطمة، يده الثقيلة ربتت على رأسه بلطف غير متوقع.

"ابقَ هنا. كن طفلًا جيدًا وانتظرني."

-

ثم-

قفز الإمبراطور إلى الساحة، معطفه الأسود يرفرف، وسيفه يشع بطاقة قاتمة وهو يتوجه مباشرة نحو "هايبر".

-

"كراااااه!!!"

هدير الوحش اخترق الأجواء، لكن الإمبراطور لم يتوقف.

بل في غمضة عين-

بوووم!!!

ضرب "هايبر" بقوة لم يكن أحد يتوقعها.

-

"يا إلهي..." همس أحد الفرسان بدهشة.

الإمبراطور... كان يتلاعب بالوحش كما لو أنه ليس أكثر من مجرد حشرة.

كل هجوم من "هايبر" كان يُصد بسهولة، وكل حركة من الإمبراطور كانت سريعة ودقيقة بما يكفي لقطع أجزاء من جسد الوحش.

-

في تلك اللحظة، بينما كان الجميع يراقبون القتال...

ليونيل كان يفكر بشيء آخر تمامًا.

-

"لقد رأيت هذا المشهد من قبل."

كوابيسه... أو بالأحرى، ذكريات ليونيل الأصلي.

في أحد أحلامه المتكررة، رأى هذا الوحش، لكن ما كان تحته... كان هو الأهم.

"ثروة ضخمة مدفونة أسفله."

-

عينا ليونيل تلألأتا بالطمع.

"إذا كان كل شيء يسير نحو الهاوية بالفعل، فلماذا لا أستفيد؟"

لم يكن يستطيع المشي بشكل جيد بعد، لكن...

تحامل على نفسه، وبدأ يتحرك بحذر، مستغلًا الفوضى.

وجهته؟

أسفل أنقاض الساحة... حيث دفنت الكنوز تحت أقدام الوحش الغاضب.

وسط الدمار المستعر، وبينما انشغل الجميع بقتال الوحش، جلس ليونيل على ركبتيه في زاوية آمنة نسبيًا، عينيه تضيقان بتركيز بينما يفتح متجر النظام أمامه.

-

[ متجر النظام ]

• [معزز جسدي مؤقت - الدرجة E] → 50 عملة ذهبية

• [معزز جسدي متقدم - الدرجة C] → 200 عملة ذهبية

• [معزز جسدي فائق - الدرجة A] → 500 عملة ذهبية

• [محفظة فضائية صغيرة (تخزين حتى 500 كغ)] → 100 عملة ذهبية

• [محفظة فضائية متوسطة (تخزين حتى 2 طن)] → 500 عملة ذهبية

-

ليونيل حدق في رصيده المتبقي: 550 عملة ذهبية.

إنفاق كل شيء على معزز جسدي فائق؟ مستحيل، سيكون ذلك غباءً.

لكنه يحتاج إلى التحرك بسرعة، ومحفظة فضائية ضرورية إن كان ينوي حمل الكنز...

-

"سآخذ معزز الدرجة C، ومحفظة فضائية صغيرة."

-

[تم الشراء: -200 + -100 = 250 عملة ذهبية]

[الرصيد المتبقي: 300 عملة ذهبية]

-

ما إن أتم عملية الشراء حتى شعر بحرارة خفيفة تجتاح جسده، وبدأت ساقاه تستجيبان له بشكل أفضل.

"أوه... هذا رائع!"

-

لكن قبل أن يفرح أكثر-

[تحذير! تم رصد محاولة تلاعب في المتجر.]

[تحذير! المستخدم لديه سجل سابق من الاحتيال على النظام.]

[تحذير! سيتم تجميد الحساب قريبًا إذا استمرت المخالفات.]

-

"هاه؟!"

-

ظهر أمامه مساعده الشخصي، "كارثة"، وهو يعقد ذراعيه بعبوس شديد.

"ألم أقل لك ألا تحاول الاحتيال على النظام؟! ماذا فعلت هذه المرة؟!"

-

ليونيل، متجاهلًا تمامًا التحذيرات، أدار عينيه بتململ.

"أنا لم أخالف القوانين! فقط... استخدمت النظام لصالحِي."

كارثة زفر. "هكذا يبدأ الاحتيال."

-

لكن ليونيل لم يكن يكترث. الآن وقد تمكن من المشي، فقد حان الوقت للتحرك نحو الكنز قبل أن يدمر الإمبراطور أو راين المنطقة بأكملها.

وسط الدمار الذي عمَّ الأكاديمية، كان ليونيل يجري بخفة، مستغلًا فوضى المعركة الدائرة بين الإمبراطور والوحش الأسطوري هايبر. كان يتجنب أنظار الجميع، متسللًا بين الأنقاض والحطام، بينما في الخلفية كان دوي الاشتباكات يهز المكان.

!!!-

انفجار قوي اهتزت له الأرض، مما جعل ليونيل يتوقف للحظة، يلتفت ليرى الإمبراطور يسدد ضربة قوية بسيفه، تاركًا أثرًا مشعًا على جسد الوحش. كان راين، ألكسندر، وأوليفر لا يزالون يقاتلون، لكن الإمبراطور صاح عليهم بصوت صارم:

"انسحبوا فورًا! اهتموا بإخلاء الطلاب!"

راين عضَّ شفتيه، يبدو غير راغب في ترك المعركة، لكن ألكسندر وضع يده على كتفه، نظرة جادة في عينيه. "الإمبراطور قادر على التعامل معه، علينا تنفيذ الأوامر."

أوليفر لم يبدُ سعيدًا بذلك، لكنه أدار ظهره وانطلق بسرعة.

في الوقت ذاته، كان إليوت وأدريان يوجهان الطلاب نحو ممرات الإخلاء، مستخدمين سحرهم لحماية من تبقى.

ليونيل، الذي كان يراقب كل شيء من بعيد، لم يهتم كثيرًا بانسحابهم-بل كان منشغلًا بالبحث عن المدخل الذي قاد إلى الكنز في ذكرياته من الرواية.

"يجب أن يكون هنا في مكانٍ ما..." تمتم، وهو يركض بين الحطام، مستعينًا بخريطة النظام التي كانت تظهر أمام عينيه. كانت هناك نقطة مضيئة تشير إلى أسفل الأكاديمية، حيث تقع الغرفة المخفية.

لكن بينما كان يقترب-

-!!!-

انفجار آخر جعل الغبار يتصاعد في الهواء، ومعه سقطت بعض الأنقاض الكبيرة، كادت تسحقه لو لم يتراجع في اللحظة الأخيرة.

نظر إلى الأعلى، حيث كان الإمبراطور يقاتل هايبر بضراوة، والسيف في يده يتوهج بوميض أزرق قاتم. كان واضحًا أن المعركة أصبحت أكثر شراسة، وأن الوحش بدأ يزداد غضبًا، هجماته تصبح أعنف وأسرع.

ليونيل شد قبضته، لكنه لم يتراجع عن خطته.

"أنا لن أتدخل."

قالها بحزم، وهو يعاود الركض، متجاهلًا كل شيء آخر. ما يريده الآن... هو الكنز!

وسط الفوضى العارمة التي اجتاحت الأكاديمية، كانت السماء تمطر شظايا الحجر المحطم، وأصوات القتال تتردد في الأرجاء كهدير عاصفة هوجاء.

وقف الإمبراطور إدوارد بثبات، سيفه يشع بطاقة هائلة، كل ضربة منه كانت تزلزل الأرض، تجبر الوحش الأسطوري "هايبر" على التراجع للحظات قبل أن يهاجم مجددًا بغضب أعمى.

أما ليونيل، الذي كان قد شق طريقه بعيدًا عن الأنظار، فقد واصل الجري رغم ضعفه، متجهًا نحو المكان الذي رأى فيه الكنز في كابوسه. كان يتجنب الأنظار بحذر، متأكدًا من أن الإمبراطور أو راين لن يتركاه إذا اكتشفا أنه يتحرك.

لكنه لم يكن مستعدًا لما حدث بعد ذلك-

أثناء ركضه، انشقت الأرض تحته فجأة! لم يكن لديه وقت للصراخ حتى، كل ما شعر به كان الهواء يندفع من حوله بينما جسده يسقط بسرعة في الظلام الدامس.

سقط بشدة على سطح حجري، جسده الصغير يتألم بالكامل. تأوه وهو يرفع رأسه ببطء، يحدق في الظلام من حوله.

هنا، أسفل الأكاديمية المدمرة، وجد نفسه داخل عرين هايبر-

حين سقط ليونيل عبر الشقوق المتصدعة في أرض الأكاديمية، لم يكن يعلم أنه سيهبط مباشرة داخل عرين الوحش الأسطوري "هايبر". كانت الأرض تهتز فوقه بصوت المعركة الدائرة بين الإمبراطور والمخلوق الهائج، لكن كل ذلك أصبح ضوضاء بعيدة عندما رفع رأسه ليرى ما حوله-

كنز.

المكان كان أشبه ببحر من الذهب والمجوهرات، جواهر تتلألأ في كل زاوية، تيجان مرصعة بالماس، وأكوام من العملات الذهبية التي تعكس وهج الشعلات السحرية الخافتة.

ليونيل، الذي بالكاد استطاع الوقوف بعد سقوطه، لم يستطع منع نفسه من الابتسام. لقد كان حلمًا يتحقق.

لكنه سرعان ما أدرك المشكلة- المحفظة الفضائية التي اشتراها من المتجر كانت صغيرة للغاية. بالكاد استوعبت كيسًا صغيرًا من العملات قبل أن تصل إلى حدها الأقصى.

"... اللعنة."

في تلك اللحظة، لمعت في ذهنه فكرة. نظر إلى كمية الكنوز التي أمامه، ثم إلى مقدار السحر الذي يمتلكه.

"إذا لم يكن لدي مساحة كافية... فلماذا لا أصنع بعدًا خاصًا بي؟"

لقد كان يعلم أنه بالكاد يستطيع استخدام السحر، وأن جسده الضعيف قد ينهار إذا حاول شيئًا كهذا. لكن الإغراء كان أكبر من أن يُقاوم.

أخذ نفسًا عميقًا، ثم بدأ في تلاوة تعويذة قد قرأ عنها من قبل-

وهج أزرق مظلم أحاط به، والذهب بدأ يختفي أمام عينيه، يُسحب إلى الفراغ الذي أنشأه.

شيئًا فشيئًا، بدأ العرين يفقد كنوزه، وكل شيء اختفى داخل البعد السحري الذي صنعه.

لكن مع انتهاء العملية-

شعر بشيء ينكسر بداخله.

فجأة، سيلٌ من الدماء اندفع من فمه، جسده انهار على الأرض، ورأسه بدأ يدور كما لو أن العالم كله قد انقلب رأسًا على عقب.

ظهر إشعار أمام عينيه، ووميض أحمر مقلق-

[تحذير: لقد تجاوزت حدود قدراتك الجسدية والسحرية! حالتك الصحية في خطر!]

ليونيل شهق، ممسكًا بصدره وهو يحاول التقاط أنفاسه.

لكن قبل أن يستوعب تمامًا ما حدث-

شعر بشيء خلفه.

تجمد جسده.

ببطء، استدار ليرى-

سيرافينا نوايت.

وقفت على بعد خطوات منه، شعرها الفضي يتمايل تحت الضوء الخافت، وعيناها المليئتان بالجنون تحدقان به وكأنهما خنجران مستعدان للغرس في قلبه.

في نفس اللحظة، ظهر إشعار آخر من النظام-

[تحذير: نية قتل مؤكدة!]

لقد جاءت لقتله.

أدار ليونيل رأسه ببطء، ليجد سيرافينا نوايت واقفة هناك، تتأمله بابتسامة هادئة ولكن عينيها تومضان بشيء مظلم.

"لقد كنت تتصرف بحماقة كبيرة، يا صاحب السمو," همست بصوت ناعم، لكنها لم تخفِ النية الواضحة في عينيها-القتل.

لكن ليونيل، على الرغم من ضعفه، لم يُظهر أي خوف. بل، ابتسم ابتسامة متكلفة ومال برأسه قليلًا، كما لو أنه لم يكن في وضعية حياة أو موت.

"آه، القديسة المزيفة بنفسها."

قال بصوت خافت، رغم الألم.

"ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟ هل تريدين مني الركوع وتقبيل قدميكِ كما يفعل الحمقى الآخرون؟"

ظهر تحذير آخر من النظام:

⚠ تحذير! استفزاز الشخص الخطأ قد يؤدي إلى الموت المبكر!

لكن ليونيل تجاهله تمامًا.

في الأعلى، كان قتال الإمبراطور مع هايبر في ذروته. أصوات الانفجارات والصراخ تردد في أنحاء الأكاديمية المدمرة، لكن في هذا العرين المظلم، كانت هناك معركة أخرى على وشك البدء-

معركة بين الأمير المحتال والقديسة المزيفة.

[⚠ تحذير: نية القتل المكتشفة!]

لكن ليونيل لم يتحرك.

"إذًا، هذا هو قدري؟" تمتم داخليًا، وأغمض عينيه، مستعدًا للموت.

لكن قبل أن تصل ضربة سيرافينا-

"هاه؟!"

في لحظة خاطفة، ظهر ظل سريع، وذراع قوية انتشلته من الأرض كما لو أنه لا يزن شيئًا.

اصطدم ليونيل بجسد دافئ، وبينما كان يستوعب ما حدث، سمع صوتًا مألوفًا، نبرة مرحة تحمل بعض التوبيخ.

"أوه، يا صغيري، أنت حقًا لا تستطيع التوقف عن التورط في المشاكل، أليس كذلك؟"

رفع ليونيل رأسه ببطء، ليجد نفسه في أحضان كايل، الذي كان يحمل ابتسامة متسلية.

سيرافينا لم تتراجع، عيناها تحدقان في كايل ببرود. "أنت تعيقني."

لكن كايل لم يعرها أي اهتمام. بدلًا من ذلك، نظر إلى ليونيل وأمسك خده، بدأ بشده وكأنه يعاقبه على شيء ما.

"أوه؟ لماذا تبدو مستاءً؟ هل كنت تفضل أن تموت؟"

ليونيل، رغم ضعفه، تمكن من شتمه بصوت مبحوح، "تبًا لك، كايل... دعني وشأني!"

لكن كايل فقط ضحك، وكأن كلمات ليونيل لم تكن أكثر من همهمة لطيفة.

أما سيرافينا، فقد قبضت على سيفها بقوة، استعدادًا للهجوم مجددًا.

لكن هذه المرة، كايل نظر إليها مباشرة، وتغيرت نبرته قليلاً-

"لا أنصحك بذلك، نوايت."

عيناه الداكنتان كانتا تلمعان بتحذير خفي.

التوتر في الهواء تصاعد، بينما ليونيل ظل معلقًا في أحضانه، لا يدري إن كان يجب أن يشعر بالأمان... أم القلق أكثر.

2025/07/12 · 3 مشاهدة · 2931 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025