كايل لم يضيع الوقت. استل سيفه بيد واحدة بينما كان لا يزال يحمل ليونيل باليد الأخرى، نصله يعكس الضوء الخافت داخل العرين.

"سيرافينا، إن كنتِ تريدين اللعب، فلن يكون ذلك مع هذا الطفل."

"أوه؟" ابتسمت بخبث، عيناها تمتلئان بالترقب. "وهل ستمنعني؟"

في اللحظة التالية، اختفت من مكانها—

كايل لم يتردد. رفع سيفه ليصد الضربة القادمة، شفرات الخنجر تصطدم بنصله، الشرارات تتطاير حولهما.

أما ليونيل، فقد كان يصرخ بغضب:

"أيها الأحمق، ضعني أرضًا! لا أريد أن أموت بين ذراعيك!!"

لكن كايل لم يكن يستمع، كان مشغولًا جدًا بصد هجمات سيرافينا، التي لم تكن تأخذ القتال بجدية بعد، لكنها كانت تستمتع برؤية معاناة ليونيل.

"ههه، تبدو كالأم تحمل طفلها في وسط معركة." سخرت وهي تهاجم مجددًا.

ليونيل، الذي لم يعد قادرًا على تحمل هذا الوضع، صاح بأعلى صوته:

"إن لم تتركني حالًا، أقسم أنني سأسرق سيفك وأبيعه في السوق السوداء!!!"

كايل، للحظة، بدا وكأنه يفكر في الأمر بجدية. ثم، دون سابق إنذار، ألقاه بعيدًا—

"أوووووه!!"

ليونيل تدحرج على الأرض بين أكوام القش، لكن على الأقل لم يعد عالقًا بين ذراعي ذلك المجنون!

نهض بسرعة، لكنه تجمد عندما التقت عيناه بعيني سيرافينا، التي كانت تبتسم بطريقة جعلت معدته تنقبض.

اللعنة… الأمور تزداد سوءًا.

لم يكن الوضع يحتمل مزيدًا من العبث.

سيرافينا اندفعت نحو ليونيل بسرعة لم يستطع حتى تتبعها، عيناها المتوهجتان بالخطر مركزة عليه كما لو أنه فريسة سهلة.

"لقد كان يجب أن تموت من قبل، ليونيل."

لكن—

صفعة!

كايل ظهر أمامها في اللحظة الأخيرة، قبضته ارتطمت بمعدتها بقوة جعلتها تتراجع عدة خطوات إلى الخلف، العدمية التي في عينيها تحولت إلى دهشة عابرة، لكنها سرعان ما عادت إلى الابتسام وكأن شيئًا لم يحدث.

"يا له من تدخل مزعج." تمتمت وهي تزيل الغبار عن ردائها الأسود.

في هذه الأثناء، ليونيل لم يستطع حتى استيعاب ما حدث قبل أن يجد نفسه مرفوعًا في الهواء مرة أخرى—

"توقف عن حملـــي أيها الــ—!!"

لكن كايل لم يكن ينوي مناقشته. شدّ قبضته قليلًا وقال بصوت هادئ لكنه مهدد:

"استمع إليّ جيدًا، أيها الطفل. إن تجرأت على إيذاء نفسك ولو بخدش، فإن الإمبراطور سيمزقني إلى أشلاء، وإليوت سيحرقني حيًا. لذا، كن هادئًا."

ليونيل فتح فمه ليعترض، لكنه أغلقه فورًا عندما رأى جدية كايل.

حسنًا، هذا الرجل كان يتحدث بواقعية مرعبة…

لكن لحظة، من يهتم بسلامة هذا الأحمق؟ ليونيل هو الذي يواجه خطر القتل هنا!

قبل أن يتمكن من الشكوى، استدار كايل عائدًا لمواجهة سيرافينا، هذه المرة كانت عينيه أكثر برودًا.

"أنتِ تجاوزتِ حدودك، سيرافينا."

الفتاة لم ترد على الفور، بل مالت برأسها قليلًا، ثم ابتسمت مجددًا.

"تجاوزتُ حدودي؟ ربما… لكن، ألا يبدو ممتعًا أن نرى كم يمكننا تجاوزه أكثر؟"

في اللحظة التالية، اختفت مجددًا—

وبدأ القتال الحقيقي.

لم يكن هناك وقت للتفكير.

اختفت سيرافينا كما لو أنها تلاشت في الظلام نفسه، ولم يدرك ليونيل أنها قد هاجمت مجددًا إلا عندما شعر بجو بارد يمر بجانبه—

كايل تحرك بسرعة، تفادي الضربة بسلاسة، لكنه لم يستطع تفادي التأثير الكامل للهجوم. موجة طاقة سوداء حادة شقت الأرضية، محدثة شرخًا عميقًا في العرين، جعل الصخور الضخمة تتهاوى من السقف.

ليونيل، رغم ضعفه، فهم الأمر على الفور—

العرين ينهار!

"تبا، هذه المجنونة!" شتم ليونيل وهو يحاول التشبث بكايل أكثر، متجاهلًا إحساس الدوار الذي غمره بسبب إجهاد جسده.

كايل لم يضيع وقتًا. كان يعلم أنه لا يمكنه هزيمة سيرافينا الآن، ليس مع طفل نصف ميت بين ذراعيه وانهيار العرين فوق رؤوسهم.

"سنكمل هذا لاحقًا." قال بصوت بارد، قبل أن يركل الأرض بقوة، قافزًا بسرعة نحو الأعلى، متجنبًا الصخور الساقطة والانفجارات الصغيرة التي بدأت تنتشر في المكان.

سيرافينا لم تحاول ملاحقته. بدت مستمتعة بالفوضى أكثر من القتال نفسه. وقبل أن يختفي كايل عن الأنظار، سمعت ضحكتها الخافتة تتردد بين أصداء الانهيار—

"نلتقي قريبًا، ليونيل."

ليونيل ارتجف رغمًا عنه.

عندما اخترق كايل السقف أخيرًا ووصل إلى السطح، كان المشهد أمامه أشبه بجحيم مفتوح.

دماء، جثث، وحطام منتشر في كل مكان.

وفي منتصف كل ذلك—

وقف الإمبراطور إدوارد، فوق جثة الوحش الأسطوري هايبر، جسده مغطى بالغبار والدماء، لكنه لم يكن يبدو متأثرًا أبدًا.

عيناه الزرقاوان القاتلتان تحركتا فورًا نحو القادم الجديد—

توقف كايل للحظة، ثم رفع ليونيل عاليًا.

"...وجدتُ ابنك، جلالة الإمبراطور."

ليونيل، الذي بالكاد كان يقاوم النعاس، رفع يده المرتجفة قليلًا وقال بصوت ضعيف:

"...لستُ هنا... كنتَ تحلم فحسب..."

إدوارد حدّق إليه بصمت.

ثم، بعد لحظة—

"سنتحدث لاحقًا." قال بصوت منخفض، قبل أن يمد يده نحو ابنه.

ليونيل لم يحاول المقاومة هذه المرة، ربما لأنه كان يعرف أن لا فائدة من ذلك، أو ربما لأنه بالكاد يستطيع إبقاء عينيه مفتوحتين.

بمجرد أن سقط في حضن الإمبراطور، لم يستطع منع نفسه من فقدان وعيه تمامًا.

["نظام: تحذير! الضرر الجسدي تجاوز الحد المسموح به!"]

["نظام: تفعيل بروتوكول الطوارئ..."]

وكانت تلك آخر كلمات سمعها قبل أن يغرق في الظلام.

وقف ليونيل في الفراغ المظلم، الصمت يحيط به كما لو أن العالم نفسه قد توقف عن الحركة. أمامه، كان يقف ليونيل البالغ، مظهره كان أكثر نضجًا ورزانة، لكن عينيه كانتا تحملان مزيجًا من التحذير والاستياء.

"لقد غيرت الأحداث."

كان صوته منخفضًا، لكنه حمل ثقلًا جعل قلب ليونيل الصغير يغرق.

عبس ليونيل، عبثًا يحاول أن يتجاهل الإحساس البارد الذي زحف إلى داخله. "ماذا يعني ذلك؟ لا يهم، أليس كذلك؟ الكارثة أُوقفت، الجميع بخير، وأنا... حصلت على الذهب."

ليونيل البالغ تنهد، وكأن صبره قد نفد. "سمعتها، ليونيل. صوت الهاوية نفسه. هذا ليس جيدًا."

قبل أن يتمكن ليونيل من الرد، بدأ الفراغ يتشقق حوله، وسقط في الظلام مرة أخرى.

فتح عينيه ليجد نفسه في مكان آخر—فراغ أكثر إشراقًا هذه المرة، لكن الإحساس كان مألوفًا جدًا. عندما رفع رأسه، التقت عيناه بعينين زرقاوين ، نسخة أخرى منه، لكن هذه المرة، كان هو ليونيل الأصلي.

وقف ليونيل الأصلي أمامه بصمت، ملامحه هادئة لكن باردة، كما لو أنه كان ينتظر ليونيل ليتحدث أولًا.

لكن ليونيل لم يكن في مزاج للأسئلة هذه المرة. لقد رأى كوابيسه تتحقق، سقط في عرين وحش أسطوري، وكاد يُقتل على يد سيرافينا، والآن يجد نفسه مجددًا في هذا المكان الملعون.

"لماذا أنت هنا مجددًا؟" سأل ليونيل، نبرته حادة.

ليونيل الأصلي لم يرد، فقط حدّق به لثوانٍ طويلة قبل أن يدير ظهره ويبدأ بالمشي.

"لا تتجاهلني!" صرخ ليونيل، لكن الآخر لم يتوقف.

زمجر ليونيل وأسرع للحاق به. "أنت تعرف ما الذي يحدث، صحيح؟ ما الذي يعنيه تغيير الأحداث؟ لماذا الرواية تتفاعل؟ ولماذا كنت في الكابوس معي؟"

توقف ليونيل الأصلي للحظة، قبل أن ينظر إليه عبر كتفه.

"كل شيء يعود إلى البداية، ليونيل."

وقبل أن يتمكن ليونيل من الفهم، بدأ الفراغ ينهار مجددًا، وسقط في الظلام للمرة الثالثة—

عودة إلى الواقع

استفاق ليونيل وهو يلهث، جسده غارق في العرق، بينما كان ممددًا على سرير ناعم.

الروائح الطبية ملأت أنفه، وعندما حرك رأسه، وجد الأطباء حوله، وأمامه كان الإمبراطور يجلس على كرسي، ذراعيه متقاطعتان، وملامحه لا تعبر عن أي شيء.

"استيقظت أخيرًا." جاء صوت إدوارد منخفضًا.

ليونيل لم يرد، فقط استلقى هناك، وعبوسه يزداد عمقًا. قلبه كان ينبض بجنون، لكن ليس بسبب الكوابيس أو الألم—

بل بسبب تلك الكلمات التي سمعها:

"كل شيء يعود إلى البداية، ليونيل."

وقف الإمبراطور إدوارد أمام السرير، عيناه الزرقاوان الثاقبتان مثبتتان على ليونيل بنظرة باردة. كانت الأجواء في الغرفة ثقيلة، كأن الهواء نفسه قد تجمد بسبب حضور الإمبراطور القوي.

"هل لديك أي شيء لتقوله، ليونيل؟" جاء صوته هادئًا، لكنه كان يحمل نبرة تحذير خفية.

ليونيل، الذي كان لا يزال في حالة صدمة جزئية من الكوابيس والرؤية، فتح فمه ليقول شيئًا، لكنه توقف عندما شعر بشيء ثقيل على قدمه اليسرى. حاول تحريكها، لكنه شعر بألم حاد يجتاحه.

عبس ونظر إلى قدمه، ليجدها ملفوفة بضمادات طبية، مثبّتة بألواح خشبية لمنع حركتها.

"ما هذا؟" سأل، صوته مليء بالارتباك.

الإمبراطور رفع حاجبه قليلًا، كما لو أنه فوجئ بجهل ليونيل. "لقد كسرت قدمك أثناء سقوطك. لا تتوقع أن تتجول قريبًا."

ليونيل تجمد للحظة، ثم فتح فمه مجددًا ليحتج، لكنه أغلقه بسرعة عندما التقت عيناه بعيني والده، اللتين كانتا تحملان نظرة جعلت الكلمات تموت في حلقه.

إدوارد تنهد ببطء. "أخبرني، يا ليونيل، كيف انتهى بك الأمر في عرين هايبر؟"

ليونيل فتح فمه، ثم أغلقه. لم يكن بإمكانه قول الحقيقة، لذا قرر—كما هو معتاد—اختراع كذبة حمقاء.

"أمم... سقطت."

صمت قاتل عمّ الغرفة.

إليوت، الذي كان جالسًا على مقعد بجانب الجدار، غطى فمه بيده كما لو أنه كان يحاول كتم ضحكته، بينما أدريان، الذي كان مستندًا إلى الجدار بذراعيه المتشابكتين، رفع حاجبه بطريقة تدل على أنه بالكاد يصدق ما سمعه.

أما الإمبراطور، فقد ظل صامتًا لعدة ثوانٍ، ثم تمتم ببطء، وكأنه يحاول استيعاب ما قيل للتو. "سقطت؟"

ليونيل أومأ بسرعة. "نعم! كنت، آه، أحاول الابتعاد عن القتال، لكن قدمي انزلقت... وسقطت."

إدوارد لم يبدُ مقتنعًا على الإطلاق. على العكس، عيناه أصبحتا أكثر برودًا، وكأنه كان يقيّم ابنه كما لو كان نوعًا من المخلوقات الغريبة.

"إذن، تريدني أن أصدق أنك، بالمصادفة المطلقة، سقطت مباشرة في عرين هايبر، حيث لا يفترض أن يكون هناك أي مدخل طبيعي؟"

ليونيل ابتلع ريقه بصعوبة. "أمم... نعم؟"

إدوارد لم يقل شيئًا للحظات، ثم مرر يده على وجهه بتعب. "أحيانًا أتساءل كيف أنت ابني."

ليونيل عبس. "مهلًا، هذا قاسٍ!"

إدوارد تجاهل احتجاجه ببساطة وقال بصوت حاسم: "ستبقى هنا حتى تتعافى. لا حركة، لا هروب، لا هراء آخر. هل هذا مفهوم؟"

ليونيل تمتم بشيء غير مفهوم، لكنه سرعان ما التزم الصمت عندما ألقى عليه الإمبراطور نظرة تهديدية.

بينما كانت الأجواء متوترة، لم يستطع ليونيل تجاهل الكلمات التي لا تزال تتردد في ذهنه—

"كل شيء يعود إلى البداية."

لقد كان متأكدًا الآن. الأمور لم تعد تسير كما ينبغي.

ظل ليونيل صامتًا، متظاهرًا بالإرهاق حتى بدأ الجميع بمغادرة الغرفة واحدًا تلو الآخر. الإمبراطور كان آخر من غادر، لكنه لم يفعل ذلك قبل أن يلقي نظرة أخيرة على ابنه الجريح، كأنه يحذّره من أي تصرف أحمق آخر.

بمجرد أن أُغلِق الباب، فتح ليونيل عينيه ببطء وأطلق تنهيدة طويلة.

"هذا كان قريبًا جدًا..." تمتم لنفسه.

لكنه لم يحصل حتى على لحظة راحة قبل أن يظهر إشعار النظام أمامه، يتوهج بضوء مزعج كعادته.

[تحذير! نظراً لعدم تدخلك في منع الكارثة الأولى، تم تطبيق العقوبات التالية:]

خصم 30 نقطة من الصحة.

تمديد فترة العلاج الفيزيائي لمدة شهرين إضافيين.

توقف عقل ليونيل للحظة وهو يحدق في الكلمات أمامه، غير مصدق لما يراه. ثم—

"ماذا؟!"

صوته كان مرتفعًا بما يكفي ليهز الغرفة، لكنه لم يهتم.

"خصم صحة؟! شهران إضافيان من العلاج الفيزيائي؟! هل تمزح معي أيها النظام اللعين؟!"

لكن النظام، كعادته، لم يُظهر أي رحمة.

[الاحتيال على النظام وعدم اتباع المهام سيؤدي إلى عواقب وخيمة. نرجو منك الالتزام بدورك.]

قبضة ليونيل اهتزت من الغضب، لكنه لم يستطع فعل أي شيء حيال ذلك. لقد كره العلاج الفيزيائي بالفعل، والآن عليه أن يتحمله لشهرين إضافيين؟!

"أيها المؤلف الوغد! هذا بسببك، أليس كذلك؟!"

صرخ بغضب، لكن بالطبع، لم يكن هناك أحد ليسمع شتائمه سوى الجدران الباردة ونظامه الذي لم يكلف نفسه عناء الرد.

استلقى على سريره وهو يشعر بالإحباط المطلق.

"كان عليّ أن أعرف أن نظام لن يسمح لي بالخروج بسهولة..." تمتم، قبل أن يسحب الغطاء فوق رأسه، محاولًا تجاهل إحساس الفشل الذي غمره.

في صباح اليوم التالي، فتح ليونيل عينيه ببطء وهو يشعر بألم مزعج في قدمه. كان الجو هادئًا، لكنه شعر بشيء غير مريح يلوح في الأفق. حدسه لم يكن مخطئًا، لأنه بعد لحظات قليلة، فُتح الباب بقوة، ودخل الإمبراطور بخطوات ثابتة، وخلفه ساحر يرتدي رداءً أزرق مزخرفًا برموز غريبة.

ليونيل، الذي شعر بالغريزة بالخطر، حاول الجلوس، لكنه وجد أن قدمه ما زالت مقيدة بسبب الإصابة. نظر إلى الإمبراطور بحذر، ثم إلى الساحر، الذي بدا هادئًا بطريقة جعلت معدته تنقبض.

"ماذا… ماذا يحدث هنا؟" سأل ليونيل بصوت مرتاب.

إدوارد لم يكلف نفسه عناء الإجابة، فقط أشار بيده نحو ليونيل. عندها، اقترب الساحر ووقف بجانب السرير، متمتمًا بعض التعاويذ، قبل أن تشتعل يديه بضوء أزرق متوهج.

ليونيل، الذي أدرك ما سيحدث، حاول التراجع. "لا، لا، لا، لحظة! لا نحتاج إلى هذا، أنا بخير! انظر، يمكنني تحريك أصابعي قليلاً—"

لكن الإمبراطور لم يكن مهتمًا بسماع تبريراته السخيفة. بدون أي تحذير، مدّ يده وأمسك بكتفي ليونيل، مثبتًا إياه في مكانه بقوة مرعبة.

"ابقَ ساكنًا." قال بصوت بارد.

ليونيل تجمد للحظة، ثم بدأ يتلوى كالأفعى، محاولًا الإفلات. "لا! لا! أيها الوغد! ابتعد عني!"

لكن لا فائدة. قبضة الإمبراطور كانت كالفولاذ، ولم يكن لدى ليونيل فرصة للهروب.

الساحر، غير مبالٍ بكل هذه الفوضى، بدأ العلاج. وضع يده فوق قدم ليونيل، وبدأ السحر بالتدفق—

وفي اللحظة التالية، اجتاح الألم جسد ليونيل كما لو أن نيران الجحيم قد اشتعلت في عظامه.

"آآآاااااه! اللعنة! توقف! توقف أيها المجنون!!"

بدأ يصرخ بجنون، يقاوم بجميع قوته، لكن الإمبراطور لم يبدُ متأثرًا.

"تحمل." قال بصوت هادئ لكنه حاسم.

"تحمل؟! تبًا لك! هذا مؤلم أكثر من التعذيب!!"

لم يكن ليونيل يكذب. ضغط السحر على جسده كان أشبه بسحق أعضائه من الداخل. كان جسده ضعيفًا بشكل طبيعي، ولم يكن معتادًا على استقبال طاقة سحرية بهذا الشكل. كل خلية في جسده كانت تصرخ احتجاجًا.

بدأت عيناه تدمعان، لكنه لم يكن يبكي من الألم فقط، بل من الغضب أيضًا.

"هذا انتقام، أليس كذلك؟! لأنني تسببت في الفوضى! أيها الطاغية اللعين، أُقسم أنني سأه——آآااااه!!"

الساحر، الذي لم يكن مهتمًا على الإطلاق بانهيار ليونيل، استمر في صب السحر في قدمه حتى تلاشى التورم وعاد العظم إلى وضعه الطبيعي.

بعد دقائق بدت وكأنها دهر، سحب الساحر يده أخيرًا، واختفى الضوء الأزرق تدريجيًا.

ليونيل كان يلهث، جسده بالكامل يتصبب عرقًا. كان يشعر وكأنه خاض معركة حياة أو موت.

إدوارد أخيرًا أرخى قبضته، ونهض من مكانه. نظر إلى ليونيل بنظرة محايدة قبل أن يقول ببساطة: "انتهى الأمر."

ليونيل، الذي بالكاد يستطيع التنفس، رفع رأسه ببطء، وعيناه مشتعلة بالغضب.

"...سأنتقم منك يومًا ما." تمتم بصوت ضعيف.

الإمبراطور لم يُظهر أي رد فعل، فقط استدار وغادر الغرفة مع الساحر، تاركًا ليونيل وحده مع إحساس الاحتراق في جسده—

وكرهه المتزايد للمؤلف .

ظل ليونيل يحدق في السقف بأنفاس مضطربة، جسده لا يزال يشعر بآثار الألم وكأن النيران تحترق تحت جلده. كان جسده نظيفًا من الجروح، لكن روحه كانت تغلي بالغضب.

لكن قبل أن يتمكن حتى من الاسترخاء، ظهر أمامه إشعار متوهج من النظام:

[تحذير! تم تحديث الجدول الزمني للكارثة القادمة!]

[الكارثة الثانية: "انبعاث ملك الأشواك" ستبدأ خلال شهرين و 72 ساعة!]

ليونيل، الذي كان بالكاد قد استعاد أنفاسه، تجمد في مكانه.

"...ماذا؟"

ثم ظهر إشعار آخر، وكأنه يسكب الزيت على النار.

[ملاحظة: تسارع الحدث بسبب أفعالك الأخيرة.]

في تلك اللحظة، شعر ليونيل برغبة عارمة في تحطيم النظام بيديه العاريتين.

"تسارع الحدث؟! كيف يكون هذا خطأي مرة أخرى؟! هل لأنني كنت أتنفس؟!"

لكن النظام لم يرد، كما لو كان يستمتع بمعاناته.

شعر ليونيل بأن ضغط الدم لديه يرتفع، ثم زفر بقوة وهو يرفع يده ويستدعي "كارثة"، مساعده الشخصي الذي بالكاد كان ذا فائدة.

وفي لحظة، ظهر كارثة أمامه، مرتديًا تعبيره المعتاد المتعجرف.

"أوه، يبدو أنك مستاء مجددًا، كم هذا متوق——"

لكن قبل أن يكمل جملته، أمسك ليونيل وجهه وشد خديه بقوة.

"توقف عن التحدث وكأنك تتوقع هذا دائمًا، وقل لي لماذا اللعنة تتسارع الكوارث في كل مرة أفعل فيها شيئًا؟!"

كارثة، الذي كان يحاول إبعاد يد ليونيل، تمتم بصوت متألم: "ربما لأنك لست مجرد متفرج؟! أفعالك تغير مجرى الأحداث أكثر مما تعتقد!"

ليونيل تراجع ببطء، يحدق في كارثة بنظرة خطيرة.

"...ألا يفترض أنني أكون متفرجًا فقط؟ لا تنسَ أنني قررت بالفعل أنني لن أتدخل!"

كارثة تنهد وهو يعدل ملابسه بعد أن تحرر من قبضة ليونيل.

"ولكنك بالفعل غيرت الأحداث. منذ أن أغضبت سيرافينا، ومنذ أن أخذت كنز هايبر، أنت لم تعد مجرد شخص يراقب من بعيد، بل أصبحت جزءًا من القصة بشكل مباشر."

ليونيل شعر بقشعريرة تسري في جسده. لم يحب هذا الشعور أبدًا.

لكنه، بالرغم من كل شيء، لم يستطع تجاهل حقيقة أن "ملك الأشواك" كان أحد أخطر الكوارث في الرواية. وكان أمامه شهرين فقط قبل أن يبدأ الجحيم من جديد.

.............

كان ليونيل لا يزال يحدق في الإشعار، يشعر أن رأسه سينفجر من الغضب، لكن قبل أن يتمكن من الغرق أكثر في يأسه—

طرق طفيف على الباب، ثم فتح دون انتظار إذن.

ظهر أدريان، وجهه الهادئ المعتاد لا يعكس أي مشاعر، لكنه أغلق الباب خلفه بعناية، وكأنه لا يريد إزعاج أحد.

ليونيل، الذي كان لا يزال مستلقيًا، عبس فورًا.

"أنت مجددًا؟ ألم أطلب منك أن تذهب بعيدًا؟"

أدريان لم يرد، فقط جلس بهدوء على الكرسي القريب، متجاهلًا تمامًا احتجاج ليونيل.

شعر ليونيل بضيق غريب، لكنه تجاهل ذلك وحاول الجلوس، غير راغب في أن يبدو ضعيفًا أمام هذا الرجل.

"أدريان، أنا جاد. اخرج."

لكن بدلًا من الرد، أدريان أخرج شيئًا صغيرًا من جيبه—

قطعة حلوى مغلفة بورقة ذهبية لامعة.

في اللحظة التي رآها ليونيل، شعر جسده يتصلب.

ثم، قبل أن يتمكن حتى من التفكير—

امتدت يده تلقائيًا، وأخذ الحلوى دون تردد.

"...!"

صُدم ليونيل من نفسه. لماذا فعل ذلك؟ لماذا تصرف بهذه العفوية؟!

لكن بينما كان ينظر إلى الحلوى في يده، شعر بشيء غريب في داخله—

مشاعر ليست له.

اضطراب، ارتباك، وحتى… شعور غريب بالراحة.

إنها ليست مشاعره.

بل مشاعر ليونيل الأصلي.

حدق في قطعة الحلوى، ثم نظر إلى أدريان، الذي كان يراقبه بهدوء كما لو أنه كان يتوقع هذا بالضبط.

"أنت..."

لم يكمل جملته، فقط شد قبضته حول الحلوى، غير قادر على فهم ما يشعر به الآن.

لكنه كان متأكدًا من شيء واحد—

أدريان لم يكن هنا بلا سبب.

بمجرد أن وضع ليونيل قطعة الحلوى في فمه، شعر بطعم مألوف يذوب على لسانه—حلاوة خفيفة بنكهة الفراولة، تليها مرارة طفيفة في النهاية.

لم يكن هذا مجرد طعم عادي، بل كان يحمل معه إحساسًا دافئًا، وكأنه يعيد إحياء ذكرى منسية من الماضي.

ولكن بدلاً من الانغماس في تلك المشاعر، أدار ظهره لأدريان واستلقى على السرير، متجاهلًا وجوده تمامًا.

كان هذا أفضل حل بالنسبة له—الاستسلام للنوم، متجاهلًا كل شيء.

لكن قبل أن يتمكن من فعل ذلك—

فتح الباب مجددًا، وهذه المرة، لم يكن الطارق هادئًا مثل أدريان.

"حان وقت العلاج."

كان ذلك صوت الإمبراطور، وإلى جانبه وقف إدغار، المعالج الفيزيائي ذو الوجه الصارم.

تجمد ليونيل للحظة، ثم استدار بسرعة ليحدق بهما بعينين متسعتين.

"ماذا؟ لا! لن أذهب!"

لكن الإمبراطور لم يكن مهتمًا بسماع اعتراضاته.

"النقاش غير مجدٍ، ليونيل. قم فورًا."

"اذهبوا إلى الجحيم! لن أخضع لتعذيبكم الوحشي!"

لكن قبل أن يتمكنوا من الاقتراب، حدث شيء غير متوقع—

بغريزة غامضة، تحرك جسد ليونيل تلقائيًا—

وتشبث بأدريان.

كانت يداه الصغيرتان تمسكان بكم قميص أدريان بشدة، كما لو كان طفلاً يبحث عن حماية.

تسمرت الغرفة في لحظة صمت غريب.

حتى ليونيل نفسه بدا مذهولًا مما فعل.

أما أدريان، فقد نظر إليه بهدوء، قبل أن يرفع رأسه وينظر إلى الإمبراطور.

"... والدي، أعتقد أن من الأفضل تأجيل الجلسة ليوم آخر."

كان صوته هادئًا، لكنه يحمل لمحة من الحزم.

الإمبراطور حدق في ابنه الأصغر للحظات، قبل أن ينقل نظره إلى ليونيل المتمسك به، ثم إلى إدغار.

"... سنتحدث عن ذلك لاحقًا."

ثم استدار وغادر الغرفة، وإدغار خلفه، لكن تعبيره لم يكن مبشرًا أبدًا.

أما ليونيل، فقد كان لا يزال متشبثًا بأدريان، غير مدرك أنه قد تسبب للتو في مفاجأة غير متوقعة للجميع—بمن فيهم نفسه.

..........

وفي شي صراحة لفت انتباهي، تعليق يقول إن تصرفات الإمبراطور مشبوهة مهما كانت نيته... وش رأيكم؟ تحسون فعلاً إن تعامله مع ليونيل غريب؟

2025/07/19 · 59 مشاهدة · 2967 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025