[تنبيه النظام: تم التحديث!]
[رسالة من كارثة ]
[تهانينا! لقد أصبحت هدف سيرافينا نوايت! آمل أن تستمتع بوقتك القصير هنا قبل أن تموت مجددًا.]
قررتُ أن أتجاهل الشاشة.
ليس وكأنني مضطر للعب هذه اللعبة، أليس كذلك؟
أنا هنا فقط لأعيش حياة كسولة حتى يحين وقتي. لن أجري خلف أي مهام، ولن أتبع أي نظام سخيف. هذا ليس عالمًا لي لأحاول "الفوز" فيه.
بالتأكيد، لن أفعل ذلك.
وبعد أن أقنعتُ نفسي بهذه الفكرة، اتخذتُ قرارًا مهمًا جدًا:
"أريد طعامًا."
كان الخدم يقفون على بُعد بضعة أمتار، يراقبونني بصمت كما لو كنتُ وحشًا غريبًا. عند سماع طلبي، تحرّك أحدهم فورًا وغادر الغرفة.
مرت بضع دقائق، ثم عاد الخادم ومعه طبق فضي أنيق، وضعه أمامي بلطف، ثم انحنى وقال بصوت خافت:
"حساء الدجاج، سموّ الأمير."
…
…
"ماذا؟"
حدّقتُ في الطبق أمامي بصدمة. لم يكن هناك لحم مشوي، أو خبز طازج، أو حتى قطعة جبن صغيرة. فقط… حساء دافئ شاحب اللون مع قطع دجاج مهروسه وخضار .
"أهذا نوع من المزاح؟"
سألتُ ببطء، وأنا أحدّق في الخادم كأنه فقد عقله.
"لا، سموّ الأمير. هذا هو طعامك المحدد وفقًا لتعليمات الطبيب."
…
أنا لا أصدق هذا.
(لقد مرت أربعة أشهر وما زلت أتناول هذا النوع من الطعام.)
"خذ هذا بعيدًا." قلتُ ببرود.
"ولكن—"
"قلتُ خذه بعيدًا!"
الخادم تجمّد للحظة، ثم انحنى بسرعة وسحب الطبق بعيدًا. بقيتُ جالسًا في سريري، أشعر بالغضب يغلي في داخلي.
أنا أمير، أليس كذلك؟ أين الطعام الفاخر؟ أين الولائم الإمبراطورية؟ اللعنة، حتى في حياتي السابقة، كان المستشفى يقدم شيئًا أفضل من هذا!
"لن أتناول الطعام حتى يحضروا لي وجبة حقيقية."
(لأنني شعرت بالملل من تناولها المستمر.)
لكن بالطبع، لم أكن لأحصل على سلامي بسهولة.
لأن الباب فُتح فجأة… ودخل الإمبراطور إدوارد
"لماذا لم تأكل؟"
نظر إليّ بعينيه زرقاوان الباردة. كان يقف هناك بكل هيبته المعتادة، كما لو كان مجرّد وجوده كافيًا لجعل الجميع يركعون.
لكنني لم أكن "الجميع".
"لأنني لا أريد أن آكل حساءً سخيفًا." قلتُ، متجاهلًا النظرة القاتلة التي أرسلها نحوي.
الإمبراطور بقي صامتًا لثوانٍ، وكأنه يدرسني. ثم تحرك فجأة… وتوقف أمام سريري.
"كل."
"لا."
لم يتغير تعبيره. لم يرفع صوته. فقط نظر إليّ لثانية أخرى—ثم فجأة، وبحركة سريعة جدًا، أمسكني ورفعني بين ذراعيه.
"ماذا—؟! تبًا لك! أنزلني!"
تلوّيتُ، ضربته، وحتى حاولتُ العض، لكن قبضته كانت قوية كالفولاذ.
"هل تظن أن بإمكانك التحكم في طعامك أيضًا؟" قال بصوت هادئ، لكنه حمل ثقلًا هائلًا من السلطة.
"نعم! وأرفض أكل هذا الهراء!"
"إذن، ستأكله هنا."
ثم—جلس على الكرسي القريب… ووضعني في حضنه.
…
"أيها اللعين! أيها الطاغية الحقير !"
حاولتُ الركل، لكن قدمي لم تتحرك كما أردت. حاولتُ الدفع بيدي، لكن قوته كانت ساحقة.
"تبًا لك! تبًا لعائلتك! تبًا لسلالتك الإمبراطورية بالكامل!"
لكنه لم يهتزّ. لم يُظهر أي انزعاج. فقط أشار للخادم بإحضار الحساء مجددًا.
وبينما كان الخادم يحضر الطبق… كنتُ عالقًا هنا، في حضن الإمبراطور، أقاوم بكل طاقتي، لكن بلا فائدة.
"هذا ليس عدلًا! أليس لديك ممالك لتديرها بدلًا من خطف ابنك وإجباره على الأكل؟!"
الإمبراطور لم يجب، فقط أمسك بالملعقة… ثم نظر إليّ ببرود.
"افتح فمك."
"أُفَضّل الموت."
وهكذا، بدأت معركة الإرادة الحقيقية.
"افتح فمك."
"أُفضّل الموت."
لم يكن هذا مجرّد رفض بسيط. هذه كانت حرب.
حرب بين إرادتي التي قررت ألا تأكل هذا الحساء، وإرادة الإمبراطور التي قررت… أنها ستطعمني رغمًا عني.
لكن لا. ليس بهذه السهولة.
"إن كنتَ تعتقد أنني سأستسلم، فأنت لا تعرفني!"
حاولتُ إبعاد الملعقة بيدي الضعيفة، لكنه ببساطة تفاداها كما لو كنتُ ذبابة مزعجة. حاولتُ إمالة رأسي بعيدًا، لكنه أمسكني من ذقني بلطف، ولكن بحزم، يمنعني من الحركة.
"توقف عن العناد." قال بصوته الهادئ المخيف.
"تبًا لك! وتبًا لحساءك! أي نوع من الطغاة يجبر أبناءه على الأكل؟!"
"النوع الذي لا يتحمل رؤية طفل عنيد يتضور جوعًا حتى الموت."
لم أكن أتضور جوعًا! أنا فقط أردتُ وجبة حقيقية، وليس هذا السائل عديم الطعم!
"أنا لستُ طفلًا!"
"عمرك ثلاث عشرة سنة. أنت طفل."
"أنا روح رجل بالغ عالقة في جسد طفل! ألا يُحتسب ذلك؟!"
الإمبراطور تجاهلني ببساطة. بل، والأسوأ، بدأ يقرب الملعقة من فمي.
"حاول فقط، وسأبصقها على وجهك."
رفع حاجبه، وكأن كلامي لم يؤثر فيه. بل، وكأن التهديد كان مضحكًا.
"جرب ذلك."
تحدٍ؟ حسنًا، أنا أقبل التحدي!
انتظرتُ حتى لامست الملعقة شفتيّ، ثم فعلتُ ما هددتُ به بالضبط—بصقتها فورًا.
…
أوه.
لثانية، حلّ الصمت. الخدم الذين كانوا يراقبون من بعيد تجمّدوا وكأنهم شهدوا كارثة عظيمة. نظرتُ إلى الإمبراطور… ورأيتُ نقطة من الحساء الدافئ على كمّه الملكي الفاخر.
شعرتُ بقليل من الرضا. ها! أرِني ما ستفعله الآن، أيها الإمبراطور العظيم!
ثم، رأيته يرفع حاجبًا آخر.
"حسنًا."
… لحظة، ماذا يعني "حسنًا"؟
قبل أن أتمكن من التفكير في الأمر أكثر، تحرك بسرعة، وفي غمضة عين—ضغط بأصابعه على خديّ، مجبرًا فمي على الانفتاح.
"م—ماذا تفعل—؟!"
ولم يمنحني وقتًا للاعتراض.
"إذا كنت ستتصرف كطفل، فسأعاملك كطفل." قالها ببرود، ثم ببساطة… دفع الملعقة إلى فمي.
…
…
"غغغغ—!!!"
ابتلعتُ الحساء دون إرادة مني، فقط لأنني لم أستطع التنفس بشكل صحيح بسبب الطريقة التي كان يمسك بها فكيّ.
طعمه لم يكن سيئًا… لكن هذه ليست النقطة هنا!
"تبًا لك! هل تدرك ماذا فعلت؟!"
"نعم. جعلتك تأكل."
تقلّصت عينيّ بصدمة وغضب. هل هذا الرجل جاد؟!
حاولتُ سحب نفسي بعيدًا، لكن قبضته كانت قوية. الأسوأ؟ لم يكتفِ بملعقة واحدة.
"افتح فمك."
"ل—لا!"
"افتح."
"اذهب إلى الجحيم!"
لكن، تمامًا كما في المرة الأولى، لم يكن لديّ خيار. لقد أجبرني على تناول كل ملعقة حتى انتهى الطبق بالكامل.
وبحلول النهاية، كنتُ ألهث وأرتجف في حضنه، أشعر وكأنني قد خرجتُ من معركة حياة أو موت.
الإمبراطور، في المقابل، بدا مرتاحًا تمامًا. وكأنه لم يجبر ابنه على تناول الطعام بالقوة للتو.
"انظر؟ لم يكن ذلك صعبًا."
"اذهب إلى الجحيم، أيها الطاغية!"
...........
كان الصمت يملأ الغرفة بعد المعركة المريعة… أقصد، بعد “وجبة الغداء القسرية”. كنتُ ألهث وكأنني خرجت لتوي من حلبة مصارعة ضد وحش أسطوري، بينما كان الإمبراطور يجلس بهدوء، يربّت بخفة على بطني المنتفخ وكأنني طفل رضع للتو.
"توقف عن ذلك." تمتمتُ بضعف، أحاول دفع يده بعيدا.
لكنه تجاهلني كليًا، واستمر في التربيت بلطف مستفز، وكأنني حيوان أليف صغير.
"على الأقل، لم تمُت من الحساء." قال بصوت منخفض، يحمل في طياته نبرة سخرية هادئة.
"أتمنى لو فعلت." تمتمتُ بغيظ، متكومًا في حجره ككتلة من الكرامة المهزومة.
لكن… لم يدم ذلك الهدوء طويلًا.
فجأة، تجمّدت يده فوق بطني، ثم زفر ببطء وقال بصوت منخفض:
"ليونيل…"
رفعتُ عينيّ ببطء نحوه. نظراته لم تكن قاسية، بل كانت… غاضبة، ولكن بطريقة هادئة ومخيفة جدًا.
"ألم أخبرك ألا تتحرك؟" قال بصوت هادئ، لكنه حمل تحذيرًا خطيرًا.
تجمد ليونيل.
أخفضتُ بصري بسرعة. لا، لا، لا. ليس هذا الحديث.
"ولكنك لم تستمع."
ليونيل، الذي كان لا يزال مستاءً من طريقة إجباره على الأكل، عبس ونظر بعيدًا. "أنا لا أعرف عن ماذا تتحدث."
"لا تتصرف وكأنك أحمق، ليونيل." قبضته شدّت على خصر الفتى للحظة قبل أن يرخيها. "لقد اختفيت أثناء قتال الوحش هايبر، رغم أنك بالكاد تستطيع السير."
ليونيل تجمد قليلاً، لكنه استعاد هدوءه بسرعة. "كان عليّ فعل شيء! لم أستطع الجلوس هناك بلا حراك اردت المساعدة !"
رفع حاجبه، وعيناه اشتعلتا بالغضب المكبوت. "لقد اختفيت أثناء معركة ضد وحش من رتبة S، ليونيل!"
"كنت أختبئ في مكان آمن!" كذبتُ بكل وقاحة.
"وجدك كايل مرميًا تحت الأنقاض، نصف واعٍ، بينما سيرافينا نوايت تحاول قتلك ! هل هذا يبدو كـ‘اختباء’ بالنسبة لك؟"
أوه… اللعنة. نسيت أن كايل يحب الوشاية.
ثم فكر
مهلا
كايل
أيها لعين
أنه يكذب لم لكن نصف واعِ
كنت على وشك الموت
ثم، دون تحذير، مدّ يده—وفرك رأسي بعنف.
"آخ! توقف! هذا مؤلم!"
"هذا عقاب على تصرفك الأحمق."
"أي نوع من الآباء يُعاقب أبناءه عن محاولة المساعدة؟!"
"النوع الذي لا يريد أن يدفنهم في عمر الثالثة عشرة!" صرخ، ثم شدّ شعري بطريقة مزعجة جدًا.
"آخ!! توقف أيها الكائن السلطوي المتسلّط عديم الرحمة!"
"أحمق صغير! تعتقد أن جسدك المتهالك قادر على مجاراة وحش هايبر؟!"
"على الأقل أنا حاولت! على عكس جيوشك الكسولة!"
"جيوشي كانت تحمي المؤخرة! لكن لا، الأمير الصغير قرر أن يلعب دور البطل!"
"أنا روح رجل بالغ، أيها الإمبراطور المتهور!"
"بل روح رجل غبي، تتخذ قرارات أسوأ من طفل في الخامسة!"
"تبًا لك! وتبًا لسلالتك الإمبراطورية بأكملها! أنتم مجموعة من المتغطرسين ذوي العقول الحجرية! حتى خيولكم تتصرف بعقل أكثر منكم!"
توقف التربيت والفرك لثانية. شعرتُ بصمت ثقيل يحيط بنا.
ثم، رأيته يبتسم—تلك الابتسامة الهادئة… المخيفة.
"أوه… إذًا تكره سلالتي، هاه؟"
أدركتُ متأخرًا ما قلته. "أوه لا… لا لا لا، لم أقصد سلالتك شخصيًا، فقط بشكل عام؟ يعني، كفكرة؟"
"فكرة الإمبراطورية؟ أم فكرة وجودي أنا؟"
"كلهم سواسية!—أقصد، لا! لا، لحظة، أعني—آخ!!"
عاد إلى فرك رأسي، لكن هذه المرة مزجها بنغزات بأصابعه وقرص خديّ، كما لو كان يعاقب طفلًا مشاغبًا.
"توقف!! هذا تعذيب!!"
"هذا يسمى 'تأديب إمبراطوري'."
"سأقلب المملكة رأسًا على عقب! سأكتب كتابًا بعنوان ‘كيف تربي طاغية!’ وسأجعلك بطل الفصل الأول!"
"أظنني سأضعك في برج المراقبة حيث لا يمكنك الهرب مجددًا."
"تبًا لك! وتبًا لكل أب لديه عضلات ويستخدمها ضد أبنائه الصغار الضعفاء!"
"ضعيف؟ لم تكن كذلك عندما حاولت القفز في الهاوية ."
"ذلك لأنني كنت تحت تأثير الأدرينالين، وليس لأنه قرار ذكي!"
…
بعد دقائق من الشجار والشتائم، والركلات الضعيفة التي لم تُؤثر فيه إطلاقًا، توقف أخيرًا عن فرك رأسي. تنفستُ بارتياح… ثم شعرت ببطني يتلوى من الألم.
"اللعنة… الحساء بدأ يفعل مفعوله."
الإمبراطور ضحك بهدوء. ضحك حقيقي.
"هل تضحك الآن؟ أيها الطاغية المجنون؟"
"على الأقل… أنت حي."
…
نظرتُ إليه للحظة، ثم أدرْتُ وجهي بتذمر.
"لا تستخدم نبرة دافئة فجأة، هذا يخرب الجو."
ابتسم بخفة، ومرر يده على رأسي بلطف هذه المرة.
"احمق صغير."
"طاغية كبير."
وساد الصمت.
لكنه لم يكن صمتًا ثقيلًا هذه المرة.
بل… دافئ، بطريقة مزعجة.
ليونيل، رغم أنه كان يشتعل غضبًا، لم يكن لديه خيار سوى أن يتقبل مصيره. لكنه أقسم داخليًا...
سيأخذ بثأره يومًا ما.
كنتُ قد بدأت أرتاح… أو بالأصح، بدأت أستسلم لهذا الشعور الزائف بالأمان، بينما يربّت الإمبراطور على رأسي بلطف، وكأنني لم أُجبر على التهام حساء سخيف للتو.
لكن، كما هو متوقع… لم يكن ذلك سوى فخ.
"بالمناسبة، ليونيل..." قال فجأة بنبرة هادئة جدًا. هادئة جدًا لدرجة خطيرة.
رفعت رأسي ببطء، نبرة الشك تتسلل إلى صوتي:
"…ماذا الآن؟"
"العقاب لم ينتهِ بعد."
…
"ماذا؟"
نهض من على الكرسي، ممسكًا بي من تحت ذراعيّ ورافعًا إياي بسهولة كما لو كنت وسادة صغيرة.
"انتظر! إلى أين تأخذني؟!"
"جلسة العلاج الفيزيائي."
تجمدت.
"لا، لا، لا! كنتُ طفلًا جيدًا! أكلتُ الحساء! صرختُ فقط عشر مرات! هذا كافٍ لليوم!"
"بل هو الحد الأدنى."
"هذا تعذيب وليس علاج!"
لكنني لم أستطع المقاومة، فمع كل ضعفي البدني، لم يكن أمامي سوى التمسك به كقطة مبللة تحاول النجاة من الغرق.
"أقسم، إن جعلتني أذهب إلى إدغار، سألعن كل أسلافك حتى الإمبراطور الأول!"
"يمكنك لعنه وأنت تُحرّك ساقيك."
"أيها الطاغية! أيها الوحش ذو البزات الرسمية!"
لكن لم يكن هناك مفر. بضع دقائق لاحقًا، وكنتُ مسمّرًا على سرير العلاج، وجسدي يرتجف من الرعب بينما إدغار يقف فوقي بابتسامته الهادئة والباردة كالموت.
"أوه، صباح الخير يا صاحب السمو." قال إدغار، وهو يشد القفازات الجلدية على يديه.
"اذهب إلى الجحيم، إدغار." تمتمتُ وأنا أحدق في سقف الغرفة، كأنني أبحث عن مخرج سري.
"لديّ تعليمات من جلالة الإمبراطور."
نظرتُ فورًا إلى والدي، الذي وقف عند الباب متقاطع الذراعين.
"لا تفعل."
"خمس أضعاف الجلسة المعتادة." قالها بكل برود.
"ماذااااااا؟! ثلاث ساعات؟! هل تريد قتلي؟!"
"بل إعادة تأهيلك."
"هذا انتقام لأنني بصقت الحساء، أليس كذلك؟!"
"ربما."
ثم اختفى من الغرفة… تاركًا إيّاي وحيدًا مع إدغار.
"هل تريد أن نبدأ بتدليك العضلات المتصلبة؟" قالها إدغار بصوت يبدو وكأنه ينتمي إلى جلّاد محترف.
"أريد أن أبدأ بالصراخ، هل هذا يناسبك؟!"
"كالمعتاد إذن."
وهكذا… بدأت الجلسة.
أول عشر دقائق؟ ألم بسيط. يمكنني تحمّله.
خمس عشرة دقيقة؟ بدأت ألعن كل سلالة الإمبراطورية، من الإمبراطور المؤسس حتى الإمبراطور الحالي:
"تبًا لأول إمبراطور ودرعه اللعين! تبًا لمن بعده وقراراتهم الغبية! وتبًا لك أنت، إدغار، أنت مجرد جلاد يرتدي الأبيض!"
إدغار ابتسم.
"شكرًا على التحفيز. هذا يحسّن من جودة عملي."
ثم ضغط على عضلة فخذي بطريقة جعلتني أصرخ كأن روحي خرجت للحظة.
"آاااااااه!!! أنا أكرهكم! أكرهكم جميعًا!"
"استرخِ، هذا طبيعي."
"طبيعي؟! طبيعي أنك تسحب رجليّ للخلف كأنك تشوي ديكًا على الفحم؟!"
"تحتاج إلى المرونة، صاحب السمو."
"أحتاج إلى محامٍ!"
---
مرت ساعة… ثم ساعتان…
وفي الساعة الثالثة، كنتُ ممددًا كجثة هامدة على السرير، عيوني تحدق في اللاشيء، والدموع تتجمع في زواياها.
إدغار سحب البطانية بلطف فوقي وقال بصوت منخفض:
"أداء جيد اليوم. سأبلغ الإمبراطور أنك شتمتَ أسلافه، كما طلبت."
همستُ بصوت بالكاد يُسمع:
"أرجوك… لا تدعه يجعل الجلسة القادمة أطول…"
"لا أعدك بشيء."
ثم خرج بهدوء، وأنا بقيت هناك، بلا طاقة، بلا كرامة، وبطن ممتلئ بالحساء السخيف.
…
"سأنتقم منكم جميعًا… عاجلًا أم آجلًا…"
لكن صوتي كان ضعيفًا جدًا…
حتى أني لم أصدق نفسي.
وبينما كنتُ على وشك الانزلاق في غيبوبة نصف عاطفية نصف جسدية… ظهرت تلك الشاشة اللعينة أمام وجهي.
[تنبيه النظام: تهانينا! لقد أنهيت جلسة العلاج الفيزيائي المكثفة (180 دقيقة)!]
[تم منحك: +1 نقطة قوة، +1 مرونة، -3 كرامة شخصية.]
[تمت إضافة "مثابر عنيد" إلى سجل صفاتك.]
…
"هل تمزحون معي؟" تمتمتُ، وأنا أحدق في الشاشة كأنني سأحرقها بعيني.
قبل أن أتمكن حتى من الصراخ، ظهرت شاشة أخرى، بتصميم مميز ومعروف…
شاشة كارثة.
المساعد الافتراضي… السخيف.
[رسالة من: كارثة.]
[أووووه، ليونيل! حقًا؟! هل كنتَ لتلعب مع سيرافينا نوايت؟! هل فقدت عقلك؟! هذا NPC عالي الخطورة! أنت لا تعرف حتى ما هي نهاية المسار الخاص بها!]
"أعرف بالضبط ما هي نهايتي إن لم تخرس الآن." زمجرتُ وأنا أمد يدي تجاه الشاشة.
[أنت في عمر حساس، صحيح، لكن التورط معها الآن يمكن أن—]
لم أكترث.
رفعت يدي… وأمسكت بحافة الشاشة الافتراضية لكارثة كما لو كانت شيء مادي، بطريقة لا يفترض أن تكون ممكنة… ثم بدأتُ أعجنها بين يديّ كعجينة صراخ.
"تبًا لك، تبًا للنظام، وتبًا لكل من ظن أن هذه الحياة ستكون لعبة! أنا لم أطلب هذا! لم أطلب الحسناء القاتلة! لم أطلب العلاج القسري! لم أطلب أن أولد من رحم الإمبراطورية المجنونة!"
[آه—آآآي! توقف! الشاشات لا يُفترض أن تُمسك هكذا! هذا خرق للبرمجة!]
"والمؤلف… ذاك المعتوه الذي قرر أن يكتبني كشخصية تراجيدية بعقل بالغ وجسد طفل؟ أتمنى أن يعلق في مشهد حذاء مبتل إلى الأبد!"
"وللنظام الذي يوزع المكافآت على شكل (مرونة +1)؟! أريده أن يأتي بنفسه ويجرب مرونتي وهو يُجرّ من شعره!"
استمريت أعجن الشاشة في يدي، ووجه كارثة يتشوه أكثر فأكثر، حتى بدت عيناه كدوائر صغيرة تتلوى وسط كومة من الأكواد المتفجرة.
[آااااااه! حسناً! حسناً! سنراجع نظام المكافآت! فقط اتركني!]
"لن أتركك حتى أستعيد كرامتي! أعطني -1 كرامة إضافية فقط لأُكمل انهياري بشكل رسمي!"
وفجأة، اختفت الشاشة من تلقاء نفسها… كأن كارثة أغلق التطبيق هربًا.
…
جلست ، أتأمل الفراغ… وأنا أتنفس ببطء، وجسدي لا يزال يرتعش من الجلسة، والدراما، والانهيار الوجودي الذي لا يليق بطفل في الثالثة عشرة.
"أقسم… إن عدت للحياة مجددًا في رواية أخرى، سأبدأ مباشرةً بقتل المؤلف."
ولأول مرة، شعرت أنني فعلًا… أستحق استراحة.
وبينما كنتُ على وشك الانهيار في فراشي، وقد هيأتُ نفسي أخيرًا لأحصل على قسطٍ من الراحة المستحقة بعد حرب العلاج الفيزيائي ومجزرة كارثة الرقمية…
حدث ما لم يكن في الحسبان.
الباب فُتح بهدوء—ذلك الهدوء الخادع الذي يسبق العواصف—ودخل راين.
"ليونيل." قال بصوته العميق الهادئ.
رفعت رأسي ببطء، وضيقت عينيّ بإنهاك. "لا… لا اليوم، أرجوك. ليس أنت أيضاً."
لكنه تجاهل توسلي تمامًا، وتقدم نحوي بخطواتٍ واثقة.
"أنت متعب، لذا سأساعدك."
"أنا بخير! لا أحتاج—"
لكن قبل أن أكمل، كان قد حملني كطفل في الخامسة، بذراعيه القويتين كأنني لم أكن سوى وسادة إضافية. راين كان قويًا… وهادئًا… ومزعجًا بدرجة غير إنسانية.
"أيها المغرور المتوهّج، أنزلني!"
"توقف عن المقاومة، قد تسقط."
"أتمنى أن أسقط! وأكسر كل عظمة في جسدي!
سيكون ذلك أرحم منكم!"
"أنت درامي جدًا في هذا العمر."
وبينما كان يحملني نحو الشرفة الداخلية، قال بنبرة مريحة أكثر مما أحتمل:
"بالمناسبة، أوليفر وكايل في طريقهم. قالوا إنهم اشتاقوا للعب معك."
تجمّدت.
"لا. لا. لا. لا. لا. لااااااا!"
راين تجاهلني كالعادة.
"قالوا إنهم سيحملونك عاليًا ويرمونك مجددًا. يبدو أنكم قضيتم وقتًا ممتعًا آخر مرة."
"أولئك الوحوش لم يكونوا يلعبون! لقد كنتُ الكرة!"
"لكنك ضحكت كثيرًا."
"ضحكت؟! كنت أصرخ! هذا يُسمى صراخ يا أحمق!"
بدأت أركله—أو على الأقل أحاول، لأنني بالكاد استطعت رفع قدمي.
"تبًا لك! تبًا لأوليفر! تبًا لكايل! وتبًا لسلالة الإمبراطورية التي تعتبر رمي طفل في الهواء لعبًا بريئًا!"
لكن في داخلي، كنتُ أفكر بأمر آخر…
أوليفر. الفتى المثالي، البشوش، ذو الابتسامة التي يمكن أن تذيب الصخر… لكني أعرف من يكون.
الشرير الرئيسي في الرواية الأصلية. الذي سيخون الإمبراطورية.
وهو الآن، يتقرب من راين أكثر فأكثر. كل يوم.
"لكن… ليس من شأني." تمتمتُ لنفسي.
أنا هنا للراحة، للنجاة، لا للتدخل في مسار الحبكة الكارثية. لن أغيّر الرواية. لن أكون البطل.
…ربما فقط، إن تحولت الأمور لسيرك كامل.
"هل قلت شيئًا؟" سأل راين وهو يتوجه بي نحو الحديقة الخلفية، حيث كان أوليفر وكايل يلوحان بحماس كأنني كنز مفقود.
"نعم. قلت إنني سأهرب. وسأحفر نفقًا في الليل، وأهرب من هذه الإمبراطورية المجنونة."
راين ابتسم بلُطف، ثم شدّ قبضته عليّ أكثر.
"أنت تقول أشياءً طريفة أحيانًا."
"أنا لا أمزح! سأنهش كتفك الآن!"
لكنه ببساطة تجاهلني، وأنا—بعينين مذعورتين—أُحمَلُ نحو الساحة… حيث مصيري ينتظرني، على شكل طفلين بابتسامتين شريرتين، وذكريات رميّ مؤلمة تقترب من التكرار.
"لا بد من طريقة للهروب… فكر، يا ليونيل… فكّر!"
لكن بينما كنت أفكر، كانت يد أوليفر ترتفع، وكايل يقترب من قدميّ.
وبدأت العد التنازلي للانفجار الثاني في يومٍ لا يعرف الرحمة.
"وااااه! توقفوا! أنا لست كرة مطاطية!"
صرختُ، بينما كنتُ أُرمى مجددًا في الهواء، يد كايل تدفعني للأعلى، وأوليفر ينتظرني في الأسفل ليمسك بي… أو على الأرجح، ليلقي بي مجددًا.
"واااااااه—!"
بوف! سقطت في ذراعي أوليفر، الذي ضحك وقال: "أنت خفيف جدًا، مثل ريشة!"
"أنا لست ريشة! أنا كائن حي!"
"دورك يا كايل!"
"حاضر!"
ثم زُجِجت مجددًا للسماء.
في مكان ما، صفق راين بكل هدوء، وكأنه في عرض سيرك رائع:
"جميل! أرميه أعلى هذه المرة!"
"يا خائن! قلت إنك أخي!"
"أنا أشجعكم!"
"أيها الوغد! سأُحوّلك إلى وسادة مبللة إذا نجوت من هذا!"
لكن فجأة، جاءني الإلهام.
سحق ما تبقّى من كبريائي الذي كان هشًا من البداية، وقررت… أن أصرخ بكل ما أوتيتُ من قوة:
"أبببببببببببببببببببيييييييييي!!"
"أنقذني! إنهم يعذبونني! أكرهكم جميعًا! أرييييد أبييييييي!!"
ثم بدأتُ بالبكاء. دموعٌ ساخنة، صراخ حاد، تمثيل درامي لن يخجل منه أعظم ممثلي المسرح.
صمتٌ عمّ المكان… لحظات فقط.
ثم، سُمِعَ صوت خطواتٍ ثقيلة. قوية. حادة.
وبعينين دامعتين، رأيته يظهر.
الإمبراطور إدوارد.
وجهه بارد كالعادة. هيبته كالسيف. وهالته تسبق خطواته.
"أوه لا…" تمتم أوليفر.
الإمبراطور لم يتكلم. فقط مدّ يده—وأخذني من ذراعي، ورفَعنِي من بين يدي أوليفر.
"أبــــــي!!!" تشبثت به مثل قطّة وجدت مأواها.
ثم…
صفعة.
ضرب أوليفر على مؤخرة رأسه صفعة رنانة.
صفعة ثانية.
لكايل، بنفس القوة، لدرجة أنه ترنّح قليلًا.
"أيها الأحمقان." قال الإمبراطور بهدوء، لكن نبرته كانت تحمل ألف تهديد.
"هل من الممتع أن ترموا طفلًا مريضًا في الهواء وكأنه أداة لعب؟"
"ن—نحن كنا فقط—"
"إذا أردتما شيئًا لتلعَبَا به، سأرسل كليكما لتنظيف اسطبلات التنانين شخصيًا."
ثم استدار إلى راين، الذي بدأ يتراجع خطوة.
"وأنت."
"أنا؟"
"صفّق مجددًا، وسأعيد ترتيب أولوياتك كولي للعهد."
"مفهوم، يا أبي."
"ممتاز."
توقفتُ عن البكاء تدريجيًا، رأسي لا يزال مستندًا إلى كتف الإمبراطور، لكنه نظر إليّ وقال بنعومة غريبة:
"أأنت بخير؟"
نظرتُ إلى أوليفر، كايل، وراين… الوجوه الثلاثة التي كانت تضحك عليّ قبل لحظات.
ثم رفعت رأسي، وابتسمت ابتسامة شيطانية صغيرة…
"الآن بخير."
وكان ذلك كافياً ليعرف الجميع…
أن الحرب قد بدأت.