41 - أجازة لا هذا فخ مغطى بالقمح

مرحبـــــاااااا يا أبطال روايتي الجميلين >///<

اشتقت لكم كتييير، والله ما تعرفون قد إيش حضوركم يفرّح قلبي!

وأعرف إن بعضكم لاحظ إنّي تأخرت بتنزيل الأحداث بالفترة الأخيرة…

فخلّوني أقولها بصراحة:

أنا آسفة على التحديث البطيء، بس كنت محتارة شوي ببعض القرارات،

ومثل ما نصحني البعض منكم، قررت إني أحذف بعض الفصول بعد الأوفا

حتى أضبط التسلسل وأخلي الرواية أقوى وأوضح وأكثر حماااس!!

لأن اللي جاي؟

أكشن، قتال، وخطط كبيرة بتتفجر من أول مشهد

يعني استعدوا تشوفون وجهاً جديداً للرواية ما صار من قبل!

وأعرف إن عشاق "و فانز فيليب" ممكن يزعلون علي شوي >_<

خاصة إني وعدتكم بفصول جديدة،

بس بوعدكم إني اليوم أبدأ بتعديل الرواية وتنزيل الفصول

وإذا ما قدرت أنزل فصل بكرا... بعوضكم بـ فصلين دفعة وحدة!

(تفقنا؟ >///<)

وإذا شفت تفاعل قوي على الفصل هذا، راح أحمّس حالي وأحاول أنزّل أسرع من قبل!

أنتم المحفز الحقيقي، وجودكم هو اللي يخليني أستمر وأبدع أكثر وأكثر.

أحبكم من قلبي، وشكرًا لصبركم ودعمكم اللي ما أستحقه قد ما هو كبير (っ´▽`)っ♡

جهزوا نفسكم... لأن القادم بيكون نار!

— روزي.

الفصول بعد الاوفا انحذفت + انسو تلك الفصول

الي قراء هذه جزئية ينزل للاسفل تحت الأحداث

---

في صباح اليوم التالي، ومع أول خيوط الشمس التي لامست نوافذ القصر، كانت الغرفة لا تزال تغرق في سكونٍ هادئ... حتى حُطّم ذلك السكون على يد الباب الذي فُتح بعنف، كما لو أنّ عاصفة اقتحمت المكان.

ليونيل (مذعورًا، بعينين نصف مغمضتين):

"مستحيل... لا... مجددًا؟!"

لكن لم يكن هناك مفرّ. الإمبراطور إدوارد دخل بخطواتٍ واثقة، وفي يده زيّ الأكاديمية الرسمي، مكويّ بعناية، يتدلى منه وشاح الشرف الإمبراطوري.

ليونيل (وهو يتراجع إلى نهاية السرير):

"أعترض رسميًّا! هذه إساءة معاملة ملكية! أمتلك الحق في رفض التعليم القسري!"

إدوارد (ببرود وهو يمدّ الزي إليه):

"انهض. اليوم يوم دراسي."

ليونيل (يصرخ وهو يغوص تحت البطانية):

"لن أذهب! أنا مريض! أحتاج إلى شفاء روحي، إلى هدوء وتأمل... إلى منفى طوعي!"

لكن الإمبراطور لم يبدِ اهتمامًا. أمسك بطرف الغطاء وسحبه دفعة واحدة، كاشفًا ليونيل الذي كان لا يزال يرتدي بيجامته المُزيّنة برسوم قطط مشاغبة.

إدوارد:

"أمامك عشر ثوانٍ لترتدي هذا الزي، وإلا فسأقوم بإلباسك إيّاه بنفسي."

ليونيل (مذهولًا):

"تلبسه أنت لي؟! ما هذا التهديد؟! لا أظنّك تتقن استخدام الأزرار!"

لكن الإمبراطور بدأ فعلًا يُلبسه بنفسه، ببرود مخيف، في حين كان ليونيل يقفز ويحاول المقاومة وسط صراخه المستمر.

خارج الغرفة، المشهد بدا أشبه بعرضٍ مسرحي:

راين يقف عند الباب، ذراعاه معقودتان، يراقب المشهد بصمت وابتسامة خفية.

ادريان يجلس على أريكة قريبة، يحتسي الشاي بهدوء، وابتسامة تعلو وجهه.

إليوت بجواره، ممسك بكريستالة تسجيل سحرية، يوثق اللحظة بكل دقة.

إدريان (وهو يرفع كوبه):

"يُقال إن بعض المعارك لا تُكسب إلا بالخضوع المؤقت."

إليوت (ضاحكًا):

"يبدو أنّ ليو سيتخصص في فنون التراجع التكتيكي قريبًا."

راين (متنهّدًا):

"هذا يتكرر مع كل يوم اثنين واربعاء . لا جديد."

ليونيل (يصرخ من الداخل):

"سأدوّن أسماءكم جميعًا في سجل انتقامي! وسأبدأ باليوت، أيها الخائن المتخفي خلف الكريستالة!"

اليوت (يضحك وهو يلوّح له):

"ابتسم للذكريات، أخي الصغير."

في النهاية، خرج الإمبراطور من الغرفة، وهو يحمل ليونيل مرتديًا زيّ الأكاديمية الكامل، شعره مصفف بعناية، ووشاحه يلمع تحت الضوء.

وجهه عبوس، يقطر تهديدًا صامتًا.

ليونيل (يهمس وهو يمرّ بجوارهم):

"أقسم... سأُفني من سخر اليوم مني... ولو بعد عشرين عامًا."

راين (يربت على كتفه):

"نراك في العطلة، أيها البطل."

ليونيل (بصوت مكتوم):

"بل ستسمعون بي في النشرات... بصفتي المطلوب الأول، المتهم بإحراق الأكاديمية."

اليوت (بمرح):

"صورة رائعة لك وأنت تصرخ، سأجعلها خلفية لتعاويذي."

إدوارد (من خلفهم، بصوت حازم):

"المدير في انتظارك. والعربة الذهبية بالخارج كما طلبت... أمّا السحر الذي يجعلُك غير مرئي، فلم يُوافق عليه."

ليونيل (يتمتم بيأس):

"إذًا سأذهب مكشوف الوجه... كضحية تمشي نحو مصيرها."

وانطلق موكب الأمير المُدلّل المتمرّد... عائدًا إلى ما يُعرف رسميًّا بـ"الأكاديمية"، وما يسميه هو بـ"الجحيم المؤسسي".

............

داخل العربة، جلس ليونيل وهو يعقد ذراعيه بغضب، يحدّق من النافذة وكأنّه يبحث عن طريقة للهروب. كان وجهه متجهمًا، ونظراته مليئة بالاستياء.

أمامه، جلس أدريان بهدوء، مغمضًا عينيه وكأنه غير مهتم بوجوده. الأجواء كانت ثقيلة ومتوترة، كما هو الحال دائمًا بينهما.

"لماذا عليّ أن أكون معك بالذات؟" تمتم ليونيل، يرمقه بنظرة حادة. "كان بإمكانه وضع أي شخص آخر معي، حتى خادم بسيط، لكن لا، يجب أن يكون أدريان كارستين!"

لم يرد أدريان، ولم يُظهر أي رد فعل، وكأنّه لم يسمع شيئًا.

هذا زاد من انزعاج ليونيل. كان يعلم أن أدريان يتجاهله عن قصد، وهذا جعله أكثر غضبًا.

"يا إلهي، هل أنت أصم؟ أم أن وجودي لا يستحق حتى اهتمامك؟"

لا رد.

"أنا أتحدث إليك، أيها الجليد المتحرك!"

لا يزال لا شيء.

تنهد ليونيل بعمق، وكأنّه يستسلم. ثم، فجأة، تحولت ملامحه إلى مزيج من الفضول والارتباك.

حدّق في أدريان لعدة لحظات، ثم تحرك نحوه ببطء، اقترب حتى أصبح على بعد إنشات قليلة فقط.

أدريان، الذي شعر بالحركة، فتح عينيه أخيرًا، والتقت نظراتهما.

لكن قبل أن يتمكن من قول أي شيء، رفع ليونيل يده فجأة... ولمس وجهه!

مرر أصابعه بلطف على خد أدريان، وكأنه يتأكد من شيء ما.

أدريان تجمد مكانه، وعيونه اتسعت قليلاً.

حتى ليونيل نفسه بدا مذهولًا مما فعله، لكنه لم يسحب يده. بدلاً من ذلك، تمتم بصوت منخفض:

"أنت... حقيقي؟"

بدت كلماته وكأنها خرجت دون تفكير. وكأنّه، للحظة، لم يكن متأكدًا مما إذا كان أدريان موجودًا بالفعل أمامه أم أنه مجرد وهم.

أدريان حدّق إليه ببرود، ثم أمسك معصمه وأبعد يده عنه بلطف لكنه بحزم.

"ما الذي تفعله؟" قال بصوت هادئ لكنه يحمل تحذيرًا.

ليونيل طرف بعينيه، ثم سحب يده بسرعة وكأنه شعر بالإحراج، واستدار إلى النافذة مجددًا، محاولًا التظاهر بأن شيئًا لم يحدث.

"لا شيء... فقط كنت أتأكد."

"تتأكد من ماذا؟"

"لا شيء يخصك!"

عاد الصمت إلى العربة، لكن هذه المرة كان مختلفًا. كان هناك شيء غير مرئي في الهواء، شعور غريب لم يكن موجودًا من قبل.

أدريان بقي يراقب ليونيل للحظات، قبل أن يتنهد ويعيد إغلاق عينيه، وكأنّه يحاول نسيان ما حدث.

أما ليونيل، فقد ظل يحدّق إلى النافذة، لكن أفكاره كانت في مكان آخر تمامًا.

"لماذا... شعرت بذلك الشعور الغريب؟"

.............

عند وصول العربة إلى بوابة الأكاديمية، توقف كل شيء لوهلة. حفيف الأشجار، صخب الطلاب في الباحة، حتى صوت دواليب العربة على الأرض المرصوفة بدا وكأنه خفت فجأة.

فتح أدريان باب العربة أولًا، نزل بخفة ودقة كالمعتاد، ثم التفت إلى الداخل.

ليونيل حدّق به بتوجس.

"لا تلمسني." قالها مباشرة، بصوت شبه همسة، متوقعًا أن يتم تجاهله كما العادة.

وبالفعل، لم ينطق أدريان بكلمة، فقط مدّ يده إلى الداخل... وحمل ليونيل بين ذراعيه.

في تلك اللحظة، خرج جوزيف من الخلف، وتجمّد مكانه فور أن رأى المشهد.

" سمو الامير أدريان؟!" قال جوزيف بصدمة، وهو ينظر إليه يحمل ليونيل وكأن الأمر طبيعي.

"أنا... كنت سأحمله!"

لكن أدريان لم يلتفت إليه حتى، فقط تابع سيره نحو مدخل الأكاديمية، وليونيل لا يزال بين ذراعيه.

ليونيل لم يقاوم هذه المرة. كان مندهشًا، مرتبكًا... وحتى منزعجًا من نفسه أنه لم يحاول الصراخ أو الركل كما يفعل دائمًا.

"لماذا... لا أتحرك؟" فكر.

ثم شعر بشيء...

كانت رائحة غريبة، خافتة، لكنها واضحة له وحده. لم تكن رائحة عطر أو رائحة بشر.

كانت... رائحة سحر.

"ما هذا؟!"

بدأ جسده يتنبه، وكأن شيئًا بداخله استُفز. شعر بدوار خفيف، بقشعريرة في أطراف أصابعه، ثم بخفقان في صدره.

"سحر أدريان؟ لا... ليس فقط سحر عادي. هذا..."

بدأ رأسه يمتلئ بتساؤلات، بشعور غير مريح، وكأنّ جزءًا منه يتذكر شيئًا مهمًا... لكنه لا يستطيع الوصول إليه.

عينيه بقيتا تحدّقان في ملامح أدريان عن قرب، بينما ظل هو الآخر صامتًا، يحمل أخاه بصبر، بخطوات ثابتة نحو قاعات الدراسة.

"ذلك السحر... أعرفه." تمتم ليونيل في داخله، وظهر في عينيه بريق حذر.

"لكنه لا يجب أن يكون هناك... لا يجب أن يكون في أدريان."

وكأن جسده بدأ يرفض الأمر.

"مستحيل... هل من الممكن؟!"

لكنه كتم أفكاره. لم يكن الآن وقت المواجهة. هناك ما هو أهم: فهم ما يعنيه هذا السحر... ولماذا يشعر وكأنّ ذكرياته بدأت تخرج من الظلال.

.........

في قاعة الصف

كما كان الحال دائمًا، جلس ليونيل في مؤخرة الصف، مائلًا برأسه إلى الجانب، متظاهرًا بأنه مهتم بالنظر إلى النافذة أكثر من الدرس.

لم يكن هناك شيء جديد. المعلم يتحدث، الطلاب يصغون، وليونيل... يتجاهل كل شيء.

لكن، هذه المرة، حدث شيء غير متوقع.

الباب انفتح، ودخل طالب جديد.

كان طويل القامة، شعره الأسود فوضوي قليلًا، وعيناه الحادتان تمسحان الغرفة بثقة.

وقف أمام الجميع، ابتسامة واثقة ترتسم على شفتيه قبل أن يقول بصوت واضح:

"أنا ديمتري كراون."

في اللحظة التي سمع فيها ليونيل ذلك الاسم، تجمد جسده.

ديمتري كراون... "مطرقة الغضب".

بطل الرواية، المحارب الذي كان سلاحه أشبه بكابوس متحرك.

كان ليونيل يتذكره جيدًا، ليس فقط بسبب الرواية، بل بسبب شيء آخر...

كوابيسه.

كوابيس كانت تتكرر بشكل مزعج، يظهر فيها هذا الرجل، يلوح بمطرقته العملاقة، يحطم الأرض بضرباته الجبارة، يقتلع كل ما في طريقه، و-

"ليونيل."

اهتز عندما سمع صوته يُنطق، وعندما رفع عينيه، التقت نظراتهما.

عيناه الرماديتان كانتا تراقبانه باهتمام، وكأنهما تحاولان سبر أغواره.

لم يتحرك ديمتري أو يتكلم، فقط نظر إليه... طويلاً.

لحظة واحدة... لحظة طويلة بما يكفي لجعل قلب ليونيل ينبض بقلق.

لكن، وكما هو متوقع منه، اختار التجاهل.

حول نظره بعيدًا وكأن شيئًا لم يحدث، متجاهلًا حقيقة أن أحد أخطر الشخصيات في الرواية يجلس الآن في نفس الغرفة التي هو فيها.

وفي داخله، لم يستطع منع فكرة واحدة من التسلل إلى ذهنه...

"لماذا هو هنا... بهذه السرعة؟"

جلس ديمتري بجانب ليونيل دون أن يطلب إذنًا، وكأنه لم يرَ أي مشكلة في ذلك.

ليونيل، الذي كان ينوي تجاهل كل شيء، بالكاد أظهر أي رد فعل.

لقد قرر مسبقًا أنه لن يتدخل في أحداث ، لن يحاول تغيير أي شيء، ولن يقترب من الأبطال، سواء كانوا أصدقاءً أو أعداءً.

ولكن يبدو أن ديمتري لم يكن يخطط لتركه وشأنه.

"إذن، الأمير الرابع." جاء صوته العميق، مسترخٍ لكنه يحمل شيئًا خفيًا. "أنت لا تتحدث كثيرًا، أليس كذلك؟"

لم يرد ليونيل. لم ينظر إليه حتى.

ديمتري انتظر لحظة، وكأنه يعطيه فرصة للرد، ثم قال بابتسامة باهتة:

"أسمع أنك لا تحضر الصفوف عادةً، لكنك هنا اليوم. هل هذا يوم خاص؟"

ظل ليونيل صامتًا.

رفع ديمتري حاجبه، وكأن الأمر بدأ يثير اهتمامه أكثر. "أتعلم؟ التجاهل بهذه الطريقة ليس لطيفًا."

ليس لطيفًا؟

لو كان ليونيل شخصًا آخر، ربما كان سيضحك بسخرية. منذ متى كان يهتم "مطرقة الغضب" بالأدب؟

لكنه أبقى على تعابيره جامدة، نظره مثبت على السبورة وكأنه لم يسمع شيئًا.

لكن ديمتري لم يكن شخصًا يستسلم بسهولة.

اقترب قليلًا، مائلًا رأسه باتجاهه، وهمس بصوت منخفض حتى لا يسمعه أحد:

"أتعلم، عادةً عندما يتجاهلني شخص ما... أبدأ في التساؤل عما يخفيه."

كان تهديدًا، أو ربما مجرد فضول.

لكن ليونيل؟

لم يهتم.

ظل يحدق إلى الأمام ببرود، كما لو أن ديمتري لم يكن موجودًا أصلًا.

وهكذا، وسط هذا الصمت المشحون، مرّت الدقائق ببطء، بينما ديمتري يدرس ليونيل، وليونيل يرفض منحه حتى مجرد اعتراف بوجوده.

بعد انتهاء الدرس، دخل جوزيف إلى القاعة، كما يفعل دائمًا. دون أن ينطق بكلمة، رفع ليونيل من مقعده بخفة، ثم وضعه في كرسيه المتحرك وبدأ بدفعه نحو المخرج.

ليونيل لم يعترض، لم يتحدث، ولم يبدُ عليه أي اهتمام بما حوله. كان يفكر في شيء واحد فقط: "يوم آخر انتهى."

لكنه لم يكن يعلم أن هناك شخصًا لم ينتهِ يومه بعد.

"أوه، إلى أين أنتما ذاهبان؟"

ديمتري.

لم يكن هناك داعٍ للنظر خلفه. عرف فورًا من صوته أنه لا يزال مصممًا على مضايقته.

تبًا لك، ديمتري.

واصل ليونيل تجاهله، فيما استمر جوزيف في دفعه إلى الأمام بثبات. لكن ذلك لم يمنع ديمتري من اللحاق بهما، بخطوات واثقة وهو يسير بجانبهما.

"إذن، الأمير الرابع، هل لديك مكان مفضل تتناول فيه الغداء؟"

صمت.

"لا؟ حسنًا، ربما لا تأكل في الأكاديمية؟ أم أن نظامك الغذائي لا يسمح بذلك؟"

صمت.

"أوه، أوه، لا تخبرني أنك تفضل الأكل بمفردك؟ كم هذا محزن."

لم يتوقف ديمتري عن الحديث، رغم أن ليونيل لم يُظهر أي رد فعل. بل حتى جوزيف، الذي نادرًا ما يتدخل، ألقى نظرة جانبية إلى ديمتري وكأنه يتساءل متى سيتوقف هذا الرجل عن الكلام.

لكن ديمتري لم يكن يريد التوقف.

"حسنًا، إن لم تكن تريد التحدث، فلا بأس. يمكنني التحدث بدلًا عنك."

ثم، بابتسامة جانبية، أضاف:

"لكنني أتساءل... إلى متى ستستمر في تجاهيلي؟"

توقفت عجلات الكرسي المتحرك للحظة، لكن ليونيل لم يقل شيئًا.

بدا أن ديمتري كراون لم يكن من النوع الذي يقبل التجاهل بسهولة.

في منتصف الطريق، وبينما كان ديمتري لا يزال يتحدث دون توقف، أخرج فجأة قطعة شوكولاتة مغلفة بورق ذهبي ومدّها نحو ليونيل بابتسامة.

"عربون صداقة؟" قال بنبرة مرحة.

ليونيل نظر إلى الشوكولاتة للحظة، ثم إلى ديمتري، ثم مرة أخرى إلى الشوكولاتة. لم يكن بحاجة إلى التفكير كثيرًا.

بسرعة، التقطها من يده وفتح الغلاف، ثم وضعها في فمه.

كان الطعم... ملكياً.

حلاوة متوازنة، قوام ناعم يذوب بسلاسة... لم يتذوق شيئًا كهذا منذ زمن طويل.

"لذيذة." تمتم، وعيناه تلمعان قليلًا. ثم، رفع رأسه لينظر إلى ديمتري بجدية مصطنعة. "إن كنت تريد الحديث معي، عليك إحضار المزيد من هذه."

ضحك ديمتري، وكأن هذا كان أفضل رد قد حصل عليه طوال اليوم. "صفقة عادلة!"

لكن الفرحة لم تدم طويلًا.

"سأخبر جلالة الإمبراطور."

تجمدت ملامح ليونيل فور سماعه صوت جوزيف البارد خلفه. استدار ببطء، ونظر إليه بتعب، وكأن روحه قد خرجت من جسده.

"ماذا؟"

جوزيف لم يبدُ متأثرًا، وواصل دفع الكرسي المتحرك بثبات. "سأخبر الإمبراطور أنك تتناول الحلوى وتخالف أوامر الطبيب."

"لماذا أنت هكذا؟!" انفجر ليونيل بتذمر. "هل تحاول أن تدمر حياتي؟ إنها مجرد قطعة شوكولاتة!"

"الأوامر أوامر." ردّ جوزيف بلا مبالاة.

"توقف عن التصرف وكأنك آلة!" صرخ ليونيل وهو يتلوى في مقعده، محاولًا ضرب ذراع جوزيف لكنه كان أضعف من أن يحدث أي تأثير.

أما ديمتري، فكان يشاهد المشهد بكل سعادة، وكأنه قد عثر على مصدر ترفيهه الجديد.

"يبدو أنكما مثل العائلة تمامًا." علق وهو يقاوم ضحكته.

"نحن لسنا كذلك!" صاح ليونيل وجوزيف في نفس الوقت، لكن بردود فعل متعاكسة تمامًا.

ديمتري فقط ابتسم. يبدو أنه قد قرر أن هذه ليست المرة الأخيرة التي سيقدم فيها الحلوى للأمير الرابع.

---

عاد ليونيل من الأكاديمية... زحفًا.

نعم، زحفًا.

إنه لا يمشي. لا يقف. لا يتحرك إلا بمساعدة ثلاث بطانيات، وسريره الحبيب، والكثير من الشتمات التي يطلقها بعشوائية كل دقيقتين.

استلقى على فراشه كجثة تعاني من حسرة الوجود، يحدّق في السقف كمن رأى خيانة صديق، وقال بصوت غليظ مشبع بالخذلان:

"الكاتب الحقير... أهذا جزائي؟! أنهي اليوم بنجاح فأكافأ بكارثة؟! منطق مانهوا من الدرجة العاشرة!"

ظهر إشعار أمامه...

بكل براءة.

بكل وقاحة.

كأنه لا يسمع شتائمه.

---

[دينغ!]

[مهمة جديدة متاحة: "نزهة ريفية مع أدريان"]

المدة: أسبوعان

المرافق: الأمير أدريان (نعم، ذلك الأدريان)

الموقع: الريف الملكي، تلة الأرانب السبعة، ومزرعة الأبقار المجنونة

الجوائز: إكسير تقوية العظام (للذين لا يستطيعون السير... مثلك)، كريستالة مانا نقية، وطبق فطائر التوت المجاني!

---

"أدريان؟!" صرخ ليونيل وهو ينهض نصف سنتمتر من فراشه، قبل أن يسقط مجددًا ككيس بطاطس قديم.

"من بين كل الكائنات الحية... أدريان؟! هل النظام يحاول قتلي نفسيًا هذه المرة؟"

الغريب أن النظام لم يرد، بل عرض له صورة الإكسير اللامع وهو يدور في حلقة ذهبية على أنغام موسيقى تشويقية.

"تبًّا... إنه يلمع... ولمعة الإكسير دائمًا تعني جودة ممتازة..." همس ليونيل، قبل أن يضغط على زر "رفض المهمة" بكل عنفوان... ثم يتوقف.

"لكن انتظر... فطائر التوت؟!"

أمسك رأسه بقهر، وكأنه يمر بأصعب معضلة أخلاقية في حياته.

"اذهب مع أدريان... وتحصل على إكسير وفطائر؟ أم تبقى في السرير وتبكي على عظامك؟"

ظلّ متجمّدًا لثلاث دقائق.

ثم ضغط على زر "قبول المهمة" وهو يهمس:

"سأتجاهله تمامًا. لن أبادله كلمة. سأتحدث مع الأبقار فقط. الأبقار أوفى من البشر."

في زاوية الغرفة، كان ليونيل يتظاهر بالنوم.

نعم، تظاهر.

عيونه نصف مغلقة، فمه مفتوح كأنه في سبات شتوي، والوسادة فوق رأسه كمخبأ نووي.

لكن كل ذلك لم ينقذه.

دخل الإمبراطور إدوارد، أطول مما يلزم، وأهدأ مما يُحتمل، يحمل بين يديه شيئًا يلمع.

لا، ليس إكسيرًا… بل نقمة.

نعني: ليونيل.

"أترك قدمي! أنا عاجز لكنني لست غبيًا!"

"توقف عن الحمل كأنني كيس بطاطا نبيلة!"

"أيها الإمبراطور عديم الرحمة، هل تعرف معنى الخصوصية؟!"

إدوارد لم يرد.

إدوارد لا يرد أبدًا.

إدوارد فقط حمله كأن الحياة لا تحتوي على شيء أغلى من جلسة علاج فيزيائي… مؤلمة.

دخل الغرفة التي تشعّ برائحة الأعشاب والنفط الساخن، حيث ينتظر الطبيب إدغار بابتسامته الشريرة المعتادة.

"أهلاً بالعزيز الأمير ليونيل!"

"اذهب إلى الجحيم يا جلّاد الأرواح!"

"هل هذه شمعة أم أداة تعذيب؟!"

وضعه إدوارد بلطف شيطاني على سرير العلاج، ربت على كتفه بحنان مريب، وقال بنبرة الإمبراطور الباردة:

"ستذهب مع أدريان إلى الريف لمدة أسبوعين."

ليونيل، الذي كان يستعد لصراخ "لاااااااااااااا!"

قال بدلًا من ذلك:

"... موافق."

سكت إدغار.

سكت إدوارد.

سكتت حتى العصافير.

"ماذا؟" قال إدوارد.

"قلت موافق!" قال ليونيل وهو يرفس الهواء بينما يدغدغ إدغار قدميه بكرة مسننة.

"هل فقدت عقلك؟!"

" أدريان؟"

"نعم، طالما أنني لا أراك ولا أرى هذا المعالج المجنون لأسبوعين، فأنا مستعد للذهاب إلى الجحيم نفسه!"

"لكن..." بدأ إدوارد محاولة الفهم.

"اصمت أيها الجبان عديم العظام!" صرخ ليونيل وهو يركل إدغار الذي ضحك وقال:

"أوه، الركلة جيدة! يبدو أن علاجنا يؤتي ثماره."

"ثماره في رقبتك أنت!"

"منذ بدأت جلساتك وأنا أسمع صوت عظامي تشكو !"

"هل هذه طريقة مهنية؟! هل انتزاع الروح جزء من البروتوكول؟!"

بينما استمر إدغار في الضغط على نقطة "العصب الشرير"، رفع إدوارد حاجبه وقال:

"حسنًا... أظن أنك بحاجة لإجازة ريفية فعلًا."

"بل إلى حضن فراشي!"

"أو على الأقل حضن لا يتضمن ألمًا في الظهر ومرافقة أدريان!"

---

[في صباح]

كان الصباح ساكنًا، جميلًا، والجو مشبعًا بنسيم لطيف.

إلا أن كل هذا لم يكن كافيًا لإخفاء الحقيقة: ليونيل لا يزال نائمًا.

ممدّد على سريره، شعره منكوش، فمه مفتوح كأنه ينتظر هبوط ذبابة من السماء، وغطاؤه ملفوف عليه كما يُلفّ السوشي.

دخل أدريان.

لا صوت. لا طرق. فقط فتح الباب كأمير الظلال، وتقدّم بخطى هادئة نحو أخيه الصغير النائم.

توقف بجانب السرير. نظر إليه بهدوء.

ثم حمله.

"همممم… أصبح وزنه خفيفًا."

هكذا تمتم الأمير الجليدي، بينما يرفعه بسهولة وكأنه يحمل حزمة من الأعشاب الطبية... أو من النكد.

من خلفه، وقف الإمبراطور إدوارد يعقد ذراعيه، ونظر إلى ولديه بنبرة من يعطي وصية حرب:

"أدريان، اعتنِ به جيدًا. لا تدعه يأكل ما يسقط من الحلوى على الأرض، ولا تتركه يختبئ في الحقول."

أدريان أومأ برأسه بجدية وقال:

"بالطبع، أبي."

ثم التفت راين، ولي العهد، الذي جاء مودّعًا، وهو يشير بإصبعه نحو أدريان:

"إذا عاد وفيه كدمات، سأفترض أنها من الحصاد وليس منك."

أما اليوت... آه، اليوت.

وقف متكئًا على حافة السلالم، يضحك بخبث وهو ينظر إلى ليونيل النائم على كتف أدريان:

"هاها، يبدو كالأطفال الذين خسروا معركة مع بطانية."

ثم صفّر:

"هيه، أدريان، لا تنسَ أن أخاك يعاني من حساسية تجاه الريف... خاصة حين يرى فزّاعة أطول منه."

أدريان تجاهل الجميع، ومشى بهدوء نحو العربة الفاخرة.

فتح الباب، وضع ليونيل بلطف على المقعد الجانبي، سحب الغطاء عليه وكأنه يهيئه للنوم الطويل في رحلة إلى العالم الآخر... أو إلى مهرجان القمح، وهو العالم الآخر فعلًا.

جلس بجانبه، أغمض عينيه للحظة، وبدأ يفكر:

(كنت أنا من اقترح هذه الرحلة. أردت من والدي إرسال أحدنا لتمثيل العائلة في مهرجان القمح الريفي... وقلت، "دعني أرافق ليونيل، فقد يتحسّن".)

فتح عينيه.

نظر إلى ليونيل.

ليونيل حرك أنفه فجأة وقال بكلام غير مفهوم:

"...لا... لا أريد أعشاب... ابتعد، أيها المعالج الشرير..."

ابتسم أدريان، ابتسامة صغيرة جدًا لا يراها إلا من يعرفه، ثم تمتم داخله:

(ربما... سيتحسّن.)

ثم صدح صوت السائق:

"ننطلق الآن!"

بدأت العربة تتحرّك.

وفي داخلها… كان ليونيل يفتح عينًا واحدة بتعب، يحدق إلى السقف ثم يتمتم:

"...هل... هذه... الجنة؟"

أدريان أجابه بهدوء:

"لا، هذه الريف."

ليونيل أغلق عينيه مجددًا.

"...آه... إذًا الجحيم."

---

[ على الطريق الريفي المؤدي إلى بلدة "غرينفلور" – داخل العربة الإمبراطورية]

---

كانت العربة تمضي بهدوء على الطريق المرصوف بالحصى، تعانقها أصوات الطيور، ونسمات الحقول الهادئة، ورياح السلام…

أو هكذا كان يفترض.

في داخل العربة، كان ليونيل ممددًا على المقعد، مغطى حتى أذنيه، لا ينوي الاستيقاظ حتى يصله فطوره إلى فمه.

لكن النظام لم يكن من هذا الرأي.

[دينغ!]

[تحذير: هجوم وشيك من كائنات صنف "بيغو-أنياب" في غضون دقيقتين.]

[النظام يقترح: الهرب، أو الموت.]

ليونيل فتح عينًا واحدة، وبدا وجهه كمن شرب حليبًا منتهي الصلاحية.

(ماذااا؟!)

جلس فجأة وهو يتمتم داخليًا:

(الآن؟ الآن وأنا ملفوف كدجاجة محشوة؟!)

حاول تجاهل الإشعار، لكن النظام أصر:

[الموقع المستهدف: عربة الخاصة بكم .]

[التوصية: لا تكن عبئًا.]

(آه، عظيم. شكراً لك أيها النظام. هل تريدني أن أقدم لهم الأعشاب أيضًا؟!)

نظر أدريان إليه باستغراب، إذ رأى ليونيل يحدّق في الهواء بوجه مذعور.

"هل تشعر بشيء؟" سأل أدريان بنبرة هادئة.

ليونيل... جَمُد.

(هل أقول له؟ لا أستطيع! سيتساءل كيف عرفت... وسيظن أنني أتناول نباتات غريبة...)

"أنا فقط... أظن أن الجو... خانق قليلاً؟" قال وهو يتظاهر بالسعال.

أدريان لم يجب، لكنه نظر من النافذة.

وقبل أن يكمل تفكيره…

"سيدي!"

صوت الفارس الخارجي يصرخ.

"هجوم! على بعد خمسين مترًا… وحوش ذات أنياب!"

العربة توقفت فجأة. اهتز الداخل، وليونيل كاد يسقط وجهه أولًا على الأرض.

أدريان نهض بهدوء، فتح باب العربة، وألقى نظرة سريعة على الأفق.

ثم التفت إلى أخيه الأصغر:

"ابقَ هنا."

ليونيل فتح فمه ليعترض… ثم أغلقه.

(لن يصدقني حتى لو قلت له أن الوحوش نفسها أرسلت لي إشعاراً.)

أومأ بصمت.

"افتح النوافذ إن أردت التنفس. وسأعود بعد أن أنهيهم."

ثم قفز خارج العربة.

ليونيل جلس، غطى نصف وجهه بالبطانية، وبدأ يتمتم:

(تبًا… تبًا… لماذا الآن؟ لماذا دائمًا أثناء نومي؟ أنا كنت ذاهبًا لاحتفال بالقمح، لا لتجربة صوت أنيابي وهي تُكسر.)

في الخارج، وقف أدريان وسط الطريق، رداء الأمير الإمبراطوري يتطاير خلفه، وهو يرفع يده اليمنى.

أصابعه تلمع بلون سحري فريد، مزيج بين الأزرق الفاتح والرمادي.

"تشكيل: مجال التجميد الثالث."

قالها بهدوء، فامتدت دائرة مانا زرقاء تحت قدميه، وتوسعت كزهرة جليدية.

من بعيد، ظهرت الوحوش.

مخلوقات ضخمة، سوداء الفراء، أنيابها كأنها سيوف ملتوية، وعيونها تلمع كالفحم المشتعل.

لكن أدريان؟ لم يتحرك.

أخرج كتابًا سحريًا صغيرًا من جيبه.

"القيود القطبية – المستوى الرابع."

السحب تجمعت.

الريح تغيّرت.

ليونيل، من داخل العربة، سمع صوت زمجرة الوحوش… ثم صوت شيء ينكسر.

ثم صمت.

ثم…

[دينغ!]

[المعركة انتهت. تم تدمير الوحوش بواسطة "أدريان كراون – سليل الدم الملكي".]

[ملاحظة: النظام فخور بك لعدم التدخل.]

(هل تستهزئ بي الآن؟!) زمجر ليونيل داخليًا.

أدريان عاد بعد دقيقة.

فتح الباب، جلس مكانه وكأن شيئًا لم يحدث.

"الوضع آمن."

ليونيل نظر إليه، ثم تمتم:

"...هل قتلتهم جميعًا؟"

"لا، أنا دعتهم لحفل شاي ثم ذبحنا بعضنا."

قالها أدريان بجفاف.

ليونيل سعل مجددًا.

"أنا فقط أسأل… لأني لا أريد مفاجآت على الفطور."

العربة عادت إلى التحرك.

والمهرجان؟ ما زال بعيدًا.

لكن في ذهن ليونيل… فكرة واحدة:

(أريد فقط أن أصل… وأشتري كعكة. هل هذا كثير؟)

أدريان جلس في مقعده مجددًا، ممسكًا بكوب شايٍ أصبح الآن باردًا.

أما ليونيل، فقد غط نفسه بالكامل، حتى أن وجهه بالكاد يُرى… ولم يستغرق وقتًا طويلًا حتى غلبه النعاس.

أنفاسه المنتظمة، وجبهته المرهقة، وطريقة احتضانه للبطانية وكأنها درعه الوحيد… جعلته يبدو كطفلٍ صغير، لا كوريث لعائلة نبيلة.

أدريان لم يقل شيئًا. فقط… حدّق.

ظل ينظر إليه طويلاً، قبل أن يهمس:

"أنت لم تكن هكذا..."

صوته كان خافتًا، بالكاد يسمعه الهواء.

"منذ أن استيقظت من الغيبوبة… تغيرت."

"أصبحت أكثر… حيوية."

"أحيانًا تصرخ وأنت نائم… وأحيانًا تضحك وكأنك نسيت كل شيء."

"لكنني أعلم… أنك لا تزال تقاوم المرض."

خفض نظره إلى يديه.

"قبلك… لم يكن أحد يصرخ في وجهي لأنني سرقت قطعة حلوى."

ضحكة قصيرة خرجت منه، بلا بهجة.

ثم، كأن شيئًا داخله انكسر، همس:

"في السابق… كنتَ كجثة."

أغلق عينيه، والذكريات غزته كعاصفة.

---

[ذاكرة – سنوات الطفولة]

في حديقة القصر الخلفية، كان أدريان بعمر سبع سنوات يركض خلف أخيه الأصغر.

ليونيل، ذو الشعر الفضي والعينين اللامعتين، كان يضحك من قلبه وهو يركض خلف فراشة.

"أمسكتها! أمسكتها!"

صرخ ليونيل وهو يرفع يده، رغم أن الفراشة كانت قد طارت منذ لحظات.

أدريان ضحك.

"أنت لا تمسك شيئًا سوى الهواء!"

"لكن الهواء ممتع!" رد ليونيل.

جلسا على العشب، تنفسا بعمق، وبدآ يخططان لغزو مملكة النمل خلف شجرة التفاح.

وقتها، لم يكن هناك لقب "ساحر "، ولا "عبء المسؤولية".

كان هناك فقط أخوان… وعالم صغير من الخيال.

---

[العودة إلى الحاضر]

أدريان أغمض عينيه لحظة طويلة.

"أنت دفعتني بعيدًا، ليونيل."

"كلما حاولتُ الاقتراب… بنيتَ جدارًا جديدًا."

"ولم أعد أعرف إن كنت تكرهنى… أو فقط تكره نفسك."

ألقى نظرة أخيرة عليه.

"لكنك الآن… تتنفس، تتحرك، حتى تشتم العائلة الإمبراطورية بصوت مرتفع."

ابتسم بخفة، ثم تمتم:

"ربما هذا يكفي الآن…"

غطى أخاه بالبطانية بشكل أفضل، ووجهه هدأ للحظة، كمن وجد راحة قصيرة في قلب عاصفة.

صمتٌ ثقيل عمّ العربة.

لكن في صدر أدريان…

نبضٌ صغير من أمل بدأ ينمو.

[قرية "رينويل" – فندق صغير دافئ]

---

كان الليل قد أرخى ستاره حين وصل الركب إلى القرية.

النجوم توهجت فوق سقف العالم، والريح الباردة تحمل عبير القمح المحصود حديثًا.

أدريان نزل أولاً من العربة، وقبل أن يسمح للخدم بالتدخل، حمل ليونيل بذراعيه.

كان لا يزال نائمًا، أو يتظاهر بذلك – لا أحد يعرف.

غطّاه جيدًا ببطانيته، كما لو كان يحمل كنزًا هشًا، ثم دخل به الفندق، خطواته صامتة لكن حازمة.

أخذ جناحًا في الطابق العلوي، وطلب ألا يُزعَج أحد.

وضع ليونيل على السرير، ثم جلس قربه للحظة، ينظر إليه بعمق، قبل أن يغادر بهدوء ليهيئ الغرفة ويُصدر التعليمات.

---

دينغ!

[تم تغيير الجدول الزمني للأحداث الرئيسية]

[الحدث: ظهور ملك الأشواك]

[الموقع: مهرجان حصد القمح – قرية رينويل]

[المدة حتى وقوع الحدث: 6 أيام و 14 ساعة و 52 دقيقة]

[تحذير: مستوى التهديد – كارثة من الدرجة السوداء]

"..."

ليونيل فتح عينيه ببطء.

"... تبًا لك."

دينغ!

[تم تسجيل الإهانة – غير فعالة ضد النظام]

"... تبًا لك مجددًا."

جلس ببطء على السرير، عبوسه العميق يمكنه أن يفسد حقل زهور.

"مهرجان القمح؟ جادّون؟ من كل الأماكن... مهرجان القرية السعيد؟"

"كان من المفترض أن يظهر بعد شهرين في العاصمة! تبا للـ... تبا لك أنت ونظامك!"

بدأ يهمهم، يفرك جبينه، ثم يضغط على صدغيه، وكأنه يحاول عصر ذاكرة الرواية القديمة من عقله.

"ملك الأشواك... ملك الأشواك... أوه، صحيح! كان أحد ملوك الشياطين الأربعة، يتحكم في النبات القاتل... تسلل خلال مهرجان الخريف، وأطلق الزواحف الشائكة في كل مكان، والبطلة الثانوية... ما اسمها؟ تلك الشقراء الغبية... كانت أول من اكتشفه، ثم—"

صمت.

عبس أكثر.

"... تبًا، لا أتذكر التفاصيل."

رمى نفسه على الوسادة وصرخ في الفراغ:

"لماذا أُجبر على تذكر رواية كنت أقرأها فقط للهروب من علاجي اليومي؟!"

ثم تمتم بصوتٍ أخفض:

"أنا قررت ألا أتدخل... أنا لست البطل... ولا البطلة... ولا أي شخص يريد المجد أو الدماء."

"أنا فقط أريد النوم."

غطى رأسه بالوسادة.

ثم أخرج ذراعه من تحت الغطاء ولوّح بإصبع واحد في الهواء.

"افعلوا ما تريدون... أنا نائم. ملك، وحوش، مهرجان، قمح؟ لا يهم."

وأخيرًا... أغمض عينيه.

---

[فندق "رينويل" – منتصف الليل]

تقلب ليونيل على الفراش مرارًا.

الوسادة دافئة، الغطاء ناعم، والسرير مثالي للكسالى... لكن عقله لم يصمت.

"... تبًا، لا أستطيع النوم."

تنهد، ثم غطى وجهه بذراعه.

لم تكن مشكلة الكارثة القادمة وحدها ما يمنعه من النوم...

بل شيء آخر… لامع… ثقيل… وقانونيًا مشبوه.

"ذهب هايبر."

---

[فلاش باك – قبل شهر – أكاديمية ]

في ذلك اليوم، السماء كانت سوداء، تصرخ بالرعد.

وحش هايبر – تنين ظِلٍّ مرعب وعيون تتوهج بالبغض – اخترق جدران الأكاديمية كريح موت.

الطلاب صرخوا، الأساتذة تحصنوا، والسحر تفجر في السماء.

وفي حين كان الجميع يُقاتل…

كان ليونيل يزحف بهدوء، متجهًا إلى الحفرة التي تركها الوحش خلفه.

"...أنتم قاتلوا، أنا سأقوم بدور الدعم النفسي... للذهب."

بفضل سحر "الفراغ"، صمم ليونيل مساحة صغيرة مظلمة، لا يمكن تعقبها.

أدخل فيها محفظته السحرية، وبدأ... النهب.

"عظام؟ لا…

مخالب؟ مقزز…

أوه، سلاسل ذهبية ضخمة؟ ملكي.

صندوق جواهر؟ مرحبًا بك.

كيس عملات أسود؟... لا تسأل، سأخذه أيضًا."

خلال دقائق، كان قد نقل تقريبًا نصف كنز الوحش إلى محفظته.

---

[الآن – ليونيل على سريره]

"حسنًا… أنا أمتلك ذهبًا يكفي لشراء مملكة صغيرة."

"السؤال هو… ماذا أفعل به؟"

فكر للحظات:

"أشتري قصرا؟ لا… يتطلب تنظيفًا."

"أهرب إلى جزيرة وعيش بقية حياتي مع قطط تتكلم؟... أوه، هذا احتمال."

ثم جلس فجأة.

"...ماذا لو استخدمته لرشوة النظام كي يصمت؟"

دينغ!

[النظام لا يقبل الرشوة، لكن تم تقدير المحاولة. +1 ذكاء ساخر.]

"همف."

تمدد مجددًا، عينيه نصف مفتوحتين، وأصابعه تلعب بخيط من الغطاء.

"...حسنًا، ربما أحتفظ به فقط… لأي يوم مطير… أو يوم فيه تنين آخر."

أدار وجهه إلى الوسادة، وتمتم:

"الكسل نعمة… والغنى بلا تعب؟ هذا هو الحلم."

ثم ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يغفو أخيرًا…

---

[ فندق "رينويل" – صباح اليوم التالي]

صوت طرق خفيف على الباب، ثم انفتح بهدوء.

"ليونيل… استيقظ، وقت الفطور."

لم يكن هناك رد… سوى صوت شخير ناعم متقطع.

تنهد أدريان، ثم اقترب وسحب الغطاء بهدوء.

"لا تحاول التظاهر بالموت، رأيتك تتقلب طوال الليل."

همهمة خافتة خرجت من فم ليونيل:

"غادِر... الكسل نعمة ."

لم يعلق أدريان، بل انحنى ورفع أخاه بحذر، مسندًا إياه إلى جسده.

ليونيل، رغم تذمره، تشبث بيده دون وعي، كطفل يكره الصباح.

"كفى... سأنام وأنا آكل."

"ستختنق." قال أدريان بابتسامة مرهقة.

حين اقتربا من مائدة الطعام، أجلسه أدريان على الكرسي بلطف، فتأوه ليونيل:

"آه… الرفاهية الحقيقية أن لا تمشي على قدميك."

أشاح وجهه بعيدًا، ما يزال مصرًّا على عدم إظهار أي مشاعر تجاه أخيه.

لكن حين اقترب منه صحن الطعام… تغير كل شيء.

"هذا…"

قطعة لحم مشوي، خبز مقرمش، بيض على البخار، زبدة عطرة، وعصير التوت الأحمر.

"...هذه ليست الحمية اللعينة." تمتم بدهشة.

قال أدريان وهو يصب لنفسه القهوة:

"أمرت بتعديلها، تحتاج طاقة للرحلة… وللشفاء."

بدأ ليونيل بالأكل، لقمة تلو الأخرى، ووجهه يتوهج بالرضا.

"...أوه نعم... هذا هو العلاج الحقيقي… الطعام الدهني."

لم يعلق أدريان، لكنه راقبه بصمت، تلك الابتسامة الصغيرة التي ظهرت على وجه أخيه النحيل كانت نادرة… وثمينة.

بعد أن انتهيا من الإفطار، وضع أدريان الكوب جانبًا وقال:

"سننتقل ظهر اليوم إلى قصر البارون دالبرين أرينوالد. سيكون مكان إقامتنا إلى حين انتهاء المهرجان."

توقف ليونيل عن لعق إصبعه من الزبدة، ورفع حاجبه.

"دالبرين أرينوالد؟"

اسمٌ مألوف… شيء ما في داخله دق جرس إنذار.

بدأ يبحث بين صفحات ذاكرته…

أين سمع هذا الاسم؟ في الرواية؟

في تقارير الأكاديمية؟

في إشعارات النظام المزعجة؟

"دالبرين أرينوالد… البارون الذي…"

ثم صمت، وعينيه اتسعتا قليلًا.

2025/07/28 · 51 مشاهدة · 4659 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025