44 - تحفيز روح البطل؟! هل هناك خصم على النُطق الدرامي أيضاً؟!

كان ليونيل لا يزال على الأرض، جسده يؤلمه من كل زاوية، وكأن عفريتًا نسي قدمه في صدره. كل نفس كان معركة، كل حركة كانت أشبه بمحاولة تحريك جبلٍ باستخدام شوكة بلاستيكية.

أدريان، المغطى بتراب وأشلاء أشواك وشيء غامض يشبه حساء الخفافيش، اقترب منه مجددًا، عينيه تضج بالقلق.

ليونيل تمتم وهو يلف رأسه بصعوبة:

(ألم أقل له… ألا يقترب؟ هل فقد ذاكرته في المعركة؟ أم أنه فقط… أحمق؟)

"ليونيل… هل أنت بخير؟" سأل أدريان، وجلس بجانبه بلطف.

"أنت تفوح منك رائحة احتراق مانا ورجولة مفرطة… ابتعد."

"كنت على وشك الموت!"

"وما زلت… دعني أتقيأ بكرامتي."

وفعلاً… سعل ليونيل، وخرج من فمه خليط دموي لامع، جعله يهمس:

"آه، ها هي الكرامة… لقد غادرت رسميًا."

أدريان قفز لمساعدته، لكن ليونيل دفعه بيده المرتجفة:

"قلت لك… لا تلمسني. نحن لسنا من تلك العائلات الملكية الحنونة."

"كنت سأحملك إلى الخارج، الأرض تنهار يا عبقري!"

"أحملني إن استطعت… لكن إن بكيت، سأنكر كل شيء."

"صفقة."

---

[بعد لحظات – أثناء الخروج من القبو]

أدريان يحمل ليونيل بين ذراعيه كدمية خفيفة الوزن (والأخيرة تصرخ داخليًا)، يركض فوق الأرض المهتزة.

الانفجار خلفهم بدأ يتسارع… القبو ينهار، الحجارة تسقط، والهواء محمّل برائحة الغبار والتهديد.

ليونيل دفن وجهه في عنق أخيه، ثم تمتم:

(هذه… وضعية غير لائقة… لماذا قلبي يضرب بسرعة؟ هل هذه مشاعر ليونيل الأصلي؟ هل كان… يكره أدريان؟ أم كان فقط لا يفهمه؟)

(لماذا الآن… أشعر بالامتنان؟ أنا أكرهه! أكرهه!… أليس كذلك؟)

"هل تمضغ أفكارك أم تتألم؟" سأل أدريان.

"نصف نصف. والآن لا تهز كثيرًا وإلا أتقيأت على كتفك."

"ذلك الكتف قد نجا من الأشواك، لكنه لن ينجو من معدتك."

---

[عند مخرج القبو – بعد دقائق من الركض]

خارج القبو، الهواء بارد والمنظر… أسوأ.

كانت البارونة تنتظر، مرتدية درعًا خفيفًا وفوق كتفها عباءة ترفرف كأنها في فيلم دعائي.

خلفها صف من الفرسان الملكيين، وكل واحد منهم يحدّق في أدريان وهو يحمل أخاه كدمية محشوة.

أحدهم همس:

> "هل… هل هذا وضع طبيعي بين الأمراء؟"

آخر تمتم:

> "ربما هذه عادة ملكية… أو طقس إنقاذ…؟"

ليونيل رفع وجهه من عنق أدريان وصرخ:

"أنزلني! لا أريد أن أبدو كقط مبلل بين النبلاء!"

"متأخر جدًا. لقد رأوك… وكتب أحدهم قصيدة."

أدريان أنزله بلطف، فوصل ليونيل إلى الأرض كعجينة سائلة، ثم تمتم وهو يحاول الوقوف:

"ساقاي… تتصرفان كأنهما موظفان قررا الاستقالة."

فجأة… اهتزت الأرض.

وفي الجهة المقابلة، وقف البارون دالبرين، يضع يده على جرحه، بجانبه ملك الأشواك الذي اختفى قبل قليل – وعاد الآن، ممتلئًا غضبًا وجرحًا على فكه.

وراءهم… كانت البوابة السوداء تُفعل مجددًا في قرية مهجورة قريبة.

---

[إشعار النظام – أمام أعين ليونيل فقط]

ظهر أمامه وميض ذهبي…

> [إشعار من النظام] "حدث طارئ: بوابة الظلال – سيتم تفعيلها خلال 10 دقائق" ملاحظة: عدم التدخل سيؤدي إلى تدمير قريتين وموت 1200 شخص [هل ترغب بالتدخل؟] [نعم] – [لا] – [ابكِ وقل لأخيك يتصرف]

> "تحذير! تهديد من الفئة B+ يقترب."

[نعم – تدخل] [لا – تموت وأنت وسيم]

ليونيل رفع حاجبه.

(الخيار الثاني مغرٍ بصراحة… لكن لا.)

ثم نظر لجسده… اليد ترتجف، الساق نصف ميتة، والداخلية النفسية مدمرة.

(سأتدخل… بسؤال بسيط: كيف؟! جسدي بالكاد يستطيع حمل نفسه، ناهيك عن هجمة سحرية.)

ثم نظر إلى أدريان، الذي كان يستعد للهجوم.

(ربما… لا أحتاج أن أكون البطل، بل فقط أضع إصبعي في الوقت المناسب… وأدع الأغبياء العضليين يفعلون الباقي.)

"إذًا، ليبدأ العرض…"

---

رأى أدريان يضغط على جرح في ذراعه، يتألم، لكنه لا يتوقف عن التحقق من حاله.

(وأنا… إن كنت لا أستطيع أن أكون "المنقذ المثالي"، فلا بأس… سأكون "العائق الوقح" في طريقهم.)

فكر، ثم تمتم:

"النظام… اعطني طريقة لأتدخل دون أن أتحول إلى بودينغ بشري."

الشاشة أضاءت مجددًا:

> "عرض خاص لمرة واحدة – تفعيل قدرة [تحفيز روح البطل – مؤقت]" ملاحظة: قد يؤدي لاستخدام طاقتك الحيوية بالكامل لمدة 3 أيام… وأيضًا احتمالية التصرف كأنك شخصية شوجو بطولية.

ليونيل حدّق، ثم ضغط:

"هاتِ العرض… وسأضيف موسيقى بطولية من عندي."

📍[أطراف الغابة – طريق إلى القرية]

كان أدريان يضغط على جرح في ذراعه، الدم ينزف بغزارة، لكنه لم يتوقف عن إلقاء نظرات خاطفة على ليونيل الذي لا يزال بين الوعي واللاوعي.

يتنفس بصعوبة… لكنه حي.

(الحمد لله…)

أدريان رفع عينيه إلى السماء للحظة، ثم تمتم:

"يا ربي… لو كنت تسمعني، لا تأخذ هذا الأحمق الآن."

لكن بينما أدريان يتمتم بإيمان، كان ليونيل – في عالمه الداخلي – في مكان مختلف تمامًا.

---

[داخل عقل ليونيل – بؤرة المتجسد المتذمر]

(أنا... لا أستطيع التنفس. أضلعي تشعر وكأنها قررت الطلاق النهائي من جسدي.)

(وذلك الساذج، أدريان، لا يتوقف عن الإمساك بي وكأني وسادة أمنية.)

(تبًا… هذه ليست الطريقة التي أتخيل بها نهاية حياتي الثانية.)

ثم رأى إشعارًا يضيء في زاوية رؤيته:

---

> النظام يلاحظ ترددًا في إشاراتك الحيوية. هل ترغب بتفعيل قدرة: [تحفيز روح البطل – مؤقت]؟ الملاحظات: – ستستخدم طاقتك الحيوية بالكامل لمدة 3 أيام. – احتمال 87% أن تتصرف مثل فتاة شوجو من أنمي مراهقات. – لا يُنصح باستخدامها في الأماكن العامة… أو أمام إخوتك.

---

ليونيل رمش بعينه.

"... هل هذه... نكتة؟"

(شخصية شوجو؟ هل سأبدأ أصرخ "كفاح!" وأركض عبر الأزهار؟!)

(…لكن، البديل؟ أن أظل هنا، عديم الفائدة، بينما هذا الأبله ينزف فوق رأسي؟)

(أوه، يا لي من أحمق…)

تنهد.

---

[الخارج – في أحضان الواقع المزعج]

توهّج خافت مرّ عبر جسد ليونيل، مثل شرارة أمل بطارية شبه ميتة.

فتح عينيه، بصعوبة.

ثم تمتم:

"ادفعني للأسفل مجددًا، وسأستخدم عظامك كوسادة."

أدريان تجمّد.

"…ماذا؟"

"قلت ابتعد… أنت دافئ… ومزعج."

"هل أنت بخير؟!"

ليونيل حدّق فيه بعين نصف مفتوحة:

"لا، لكنّي… لسببٍ ما… أشعر أنني قد أركل شيئًا."

وبينما أدريان يفتح فمه ليسأل، رفع ليونيل يده… وسحب شاشة النظام.

(حسنًا… لنرى إن كان هذا الحثالة يخبئ شيئًا مفيدًا.)

فتح متجر النظام.

---

> مرحبًا بك في متجر المتجسد الفقير! لدينا اليوم عرض خاص:

"إكسير الدجاجة الشجاعة" – يمنحك القدرة على السير مؤقتًا + تسريع القوة الجسدية ×1.5 لمدة 15 دقيقة.

---

"اسم مشجّع جدًا…"

لكن ليونيل فتح قائمة التبديل، غيّر العُملة إلى: [نقاط القدر الاحتياطية + محاولات الحظ].

(هذه كانت مخصصة لشراء السرير الفاخر لاحقًا… لكن لا بأس، سأنام على الأرض إذا نجوت.)

"شراء… وتفعيل فورًا."

أخذ نفسًا عميقًا، ثم شرب الإكسير.

المذاق كان مزيجًا من النعناع، البطاطا، وقرارٍ سيء في الثالثة فجرًا.

---

[اللحظة البطولية التي لا تشبهه إطلاقًا]

ليونيل جلس.

ثم وقف.

ثم… سار.

ببطء… لكن بثبات.

أدريان شهق.

"هل تمشي؟! أنت تمشي؟!"

ليونيل نفض شعره – أو ما تبقى منه.

"أوه نعم… ها أنا ذا. الأمير المعاق سابقًا، يمشي وكأنه في عرض أزياء للزومبي."

"كيف؟!"

"لا تسأل، فقط اعتبر أنني… عبقري."

"هل شربت شيئًا؟"

"أجل، كيمياء الإحباط واليأس."

"هل أنت متأكد أنك بخير؟"

ليونيل رمقه بنظرة باردة:

"سأتقيأ على حذائك إن سألت مجددًا."

---

[أمام القرية – في الأفق القريب]

ظهر وميض أزرق بعيد، البوابة السحرية التي بدأ البارون دالبرين وملك الأشواك بتفعيلها أخذت تتفتح كالجرح السماوي، وفرسان الظلال بدأوا يخرجون واحدًا تلو الآخر.

"أوه، هذا ليس جيدًا."

قال أدريان وهو يقبض يده.

ليونيل وقف بجانبه، ينظر إلى الجنود المتجسدين من العدم.

ثم ظهرت شاشة أمامه:

---

> تنبيه من النظام: "تدخل غير مخطط قد يؤدي إلى تغيير تسلسل أحداث الرواية الأصلية!" هل ترغب في المتابعة؟ ملاحظة: قد تخسر القدرة على توقع الأحداث المستقبلية!

---

ليونيل جَمَد.

(…ذلك صحيح. منذ البداية، وعدت نفسي ألا أتدخل… فقط أعيش في الظل، أستفيد من معرفتي وأبقى حيًا.)

(لكن…)

نظر إلى أدريان، المصاب، المُصرّ على المواجهة رغم كل شيء.

ثم نظر إلى البوابة، الشر، الفوضى، والخراب.

(إن تورطت الآن، ربما أفقد كل خيوط الرواية… أفقد أفضليتي… وربما… أفقد نفسي.)

(لكن إن لم أتدخل؟… قد أفقد كل شيء.)

تنهد ببطء، وأغلق الشاشة.

ثم قال بهدوء، بينما يفتح مجددًا قائمة المهارات:

"حسنًا… إن خربت الرواية، سأطلب من المؤلف إعادة كتابتي من الصفر."

"ماذا قلت؟"

"لا شيء… فقط… هيا نرسم نهاية درامية لهذه المهزلة."

---

[آخر لقطة – البطولات المريبة]

أدريان استعد للهجوم، ماناه تتصاعد.

ليونيل تراجع خطوتين، ثم أطلق صرخة متحمسة:

"آآآه، ركبتي!!!"

"…حقًا؟"

"اصمت، هكذا أجذب انتباههم… إنها إستراتيجية تضليلية!"

---

[أمام البوابة السحرية – لحظات ما قبل الفوضى]

وقف ليونيل على قدميه الهشة، مُحاطًا بأدريان المصاب، وبضع فرسان يتنفسون بخوف وتعب. كان الهواء مشبعًا بطاقة غريبة قادمة من البوابة، وموجات مانا سوداء تتسرب كدخان منبعث من فم وحش نائم.

ومن بين هذا الضباب، تقدّم ملك الأشواك.

هيئته مثل الشجرة التي قررت أن تصبح محاربًا شريرًا بعد أن سُرقت منها غابة الأحلام.

درع من أغصان داكنة، تاج من أشواك حيّة تتحرك ببطء فوق رأسه، وعينان بلون الشتاء القاتم.

---

ليونيل بلع ريقه.

(تمام. كل شيء تمام.)

(أنا أواجه كائناً مصنّف ضمن "الكوارث الروائية الكبرى"، ماناي صفر، جسدي مُستعار من عكّة طبية، و أخي حالياً أقرب للسلطة الحمراء منه للمحارب.)

(خطتي؟ …تشتيت هذا الغبي والركض حتى أجبره على الخطأ.)

(أجل… هذه خطة شخص يعاني من عقدة حب الحياة المفرطة.)

---

"ما هذا؟ هل حضرت حفلة تنكرية؟ أم أن وجهك دائمًا هكذا؟"

قالها ليونيل، واضعًا يديه على خاصرته، بانحناءة سخرية طفيفة.

ملك الأشواك توقف.

"...ماذا؟"

"لا، فقط أتساءل، هل التمثال الذي صهرته لتصنع منه وجهك… موافق؟"

الهواء سكن، الفرسان شهقوا.

أدريان، الذي بالكاد يقف، همس: "هل هو... يستفز ملك الأشواك؟"

ملك الأشواك رفع يده… والأشواك من حوله تأهبت.

"لقد أعطيتك فرصة لتتراجع، بشري… ولكن يبدو أنني سأجعلك سمادًا بيدي."

ليونيل ضحك.

"سماد؟ آسف، لدي حساسية من الكائنات التي تُخصب الأرض بالكلام فقط."

ثم استدار… وركض.

---

[مطاردة الهراء البطولي]

ركض ليونيل وسط الفرسان، يصرخ:

"تشتيت! تشتيت! خطة رقم سبعة عشر!!"

"ما هي؟!"

"أن أركض وأصرخ حتى يتبعني!!!"

"ليست خطة!!!"

لكن ملك الأشواك، وبشكل غريب، تبعه.

"تعال!! لنرى إن كانت قدماك أسرع من لسانك!!!"

ليونيل ركض، قلبه يدق بعنف، يتعرق، لكنه يبتسم.

(الآن… لو لم تخني ذاكرتي، نقطة ضعف ملك الأشواك هي…)

(…هي… آه، تبًا، كانت في الفصل 207 أو 407؟)

(هل هي جذوره؟ أم ماضيه المكسور؟ أم عقدة النقص لأنه أقصر من أشقائه؟!)

"أرغ، المؤلف، يا لك من كسول!! أين التوضيح!!"

---

[فجأة… نوبة]

توقف ليونيل.

جسده ارتجف.

ثم... صرخ.

"آآآآآآآآه!!!"

سقط على ركبتيه، يداه ترتعشان، وصدره يرتفع ويهبط بجنون.

ثم… بدأت فراشات سوداء تظهر.

من جسده.

تخرج من جلده، من عينيه، من أطراف أصابعه.

تحوم حوله، وكأنها دخان حيّ.

وكل فراشة كانت… تمتص المانا في الجو.

السحر من حوله بدأ بالاختفاء.

حتى الفرسان، شعروا بضعف غير مبرر.

---

أدريان حاول أن يقترب.

"ليونيل؟! ما الذي يحدث؟! أنت بخير؟!"

لكن ليونيل رفع يده المرتجفة.

"ابتعد!!"

"لكن—"

"قلت لك!!!… لا تقترب!!"

صوته كان مزيجًا من الألم… والخوف.

أدريان تجمّد. يده ترتعش.

(حتى وهو في أسوأ حالاته… لا يزال يدفعني بعيدًا؟)

(أهو لا يثق بي؟ أم أنه يخشى عليّ؟)

لكن ليونيل الآن لم يكن يرى أدريان… بل فقط الفوضى تتكاثر داخله.

---

ظهرت شاشة أمام ليونيل:

---

> نوع مانا مكتشفة:

"كيوس مانا" – Chaos Mana

> طاقة غير مستقرة، ضد النظام والأركانا.

تُستخدم لإحداث دمار غير متوقع، أو تحولات عشوائية.

> ملاحظة: تجذب الكائنات المجنونة أو الملعونة.

تأثير إضافي: تُضعف أي نظام قريب…

وقد تجعل المؤلف نفسه يعيد كتابة الفصل.

---

ليونيل… ابتسم.

ابتسامة من النوع الذي يجعل الأديرة تشتعل، ويستقيل الأبطال.

"إذن… هكذا يكون شعور أن تكون شريرًا ثانويًا؟"

"…أحببته."

---

[ملك الأشواك يقترب]

"ما هذه القوة…؟ أنت… لست بشريًا."

ليونيل رفع رأسه ببطء، عيناه نصف مغمضتين، وحول رأسه تحوم الفراشات التي بدأت تلامس أشواك الملك… فتذوبها.

"أنا مجرد… خلل في السيناريو."

"ما الذي تفعله بي؟!"

"أمزق حبكتك… ببطء."

فراشة سوداء اقتربت من صدر ملك الأشواك، ولمسته…

…فاشتعلت أشواكه فجأة كأنها تحترق من الداخل.

"آآآه!! ما هذا؟! هذه الفراشات… تمتص سحري؟!"

ليونيل وقف، بالكاد، وبصوت غريب :

"أنا... القاعدة عندما تنهار القواعد."

أدريان يراقب من بعيد، قلبه ينبض بالخوف والرهبة.

(ما هذه الطاقة… إنها تمحو السحر نفسه؟)

(ليونيل… ماذا أصبحت؟)

لكن ليونيل لم يرد.

فقط ابتسم… وفتح ذراعيه كما لو أنه يرحب بالنهاية.

"مرحبًا بك في فوضاي."

كان الهواء مليئًا برائحة الرماد والمانا المتحللة. الغابة، التي لطالما كانت تنبض بالحياة، بدأت تفقد لونها تدريجيًا. أوراق الأشجار تذبل دون أن تلمسها يد، والطبيعة نفسها بدت وكأنها تحاول أن تبتعد من تلقاء نفسها عن المركز… عن ليونيل.

أدريان وقف يراقب المشهد، قلبه يضرب صدره كما لو أنه يحاول الهرب من قفصه.

نظر إلى أخيه الذي بالكاد يقف، جسده يهتز، عيونه لا تزال تُشع بنور تلك الفراشات السوداء التي كانت تحوم حوله مثل هالة من الكوابيس.

(ليونيل... ليس لديه مانا... كيف؟)

(كل نوبة مر بها منذ طفولته كانت مأساوية. لم يكن يتحكم بها أبدًا. كان يسقط فاقدًا للوعي، وفي أفضل الأحوال، يهذي بكلمات لا نفهمها.)

(لكن الآن... هو واقف. يتحدث مع الفراشات وكأنها جنود... هل بدأ بالسيطرة؟)

---

"ليونيل!" نادى أدريان بحذر.

اقترب، لكن إحدى الفراشات انطلقت نحوه. كانت خفيفة… لكنها حملت شيئًا جعل أطرافه ترتجف.

شعر بطاقة غريبة، وكأن شيئًا ما يحاول اقتلاع طاقته من الجذر.

لكن فجأة… أوقفها ليونيل.

رفع يده، وأمرها بصوت منخفض، لكنه قاطع.

"ليس هو. اذهبي إلى من يستحق. التهامي الأشواك."

الفراشة توقفت في منتصف الطريق، ثم استدارت… وعادت للدوّار حول ملك الأشواك، الذي بدأ يترنح.

---

ملك الأشواك تراجع خطوة. أشواكه أصبحت رمادًا ينهار. جذوره تنزف مادة سوداء لزجة.

"ما هذا... ما هذه الطاقة... إنها تلتهمني؟!"

ليونيل نظر إليه، صوته مزيج من الإعياء والسخرية:

"مرحبًا بك في حفلة التوازن المنهار."

---

بينما كانت الفراشات السوداء تهاجم ملك الأشواك، وتجعله يصرخ بكلمات قديمة بلغة غير مفهومة، بدأ المشهد من حولهم يتحول.

الغابة... تشحب.

كل شجرة قريبة فقدت لونها. العشب تلاشى. حتى الضوء بدا وكأنه يهرب من المنطقة.

الفرسان تراجعوا، بعضهم سقط أرضًا من الرهبة.

ثم…

صرخة عالية.

لكنها لم تكن من ملك الأشواك.

بل من قصر البارون المجاور، حيث كان البارون دبلرين يراقب كل هذا من بعيد عبر تعويذة تجسس.

---

[قصر دبلرين – الصدمة تسقط من العيون]

"ك-كيااااه!! هذا لا يمكن... هذا ضـ..."

انقطع صوته.

البعض ظن أنه صرخ من الرعب.

لكن لا، الحقيقة كانت أبسط وأكثر دموية.

البارون دبلرين… سحب خنجرًا من خصره، وتمتم:

"إن كانت هذه نهاية القصة... فأنا أرفض أن أكون فيها."

وغرس الخنجر في قلبه.

سقط دون صوت.

---

[العودة للميدان – دائرة الموت]

أدريان كان يراقب كل شيء… لكن الآن، لم يكن لديه وقت للاندهاش.

البوابة السحرية التي خلف ملك الأشواك بدأت تتوهج مجددًا.

دائرة ضخمة من الرموز ارتفعت من الأرض، أشعتها تشق التراب، والمانا ترتفع معها.

"تبا… إن لم نوقف هذه الدائرة الآن، فسيفتح الباب تمامًا، وستعبر الكارثة التالية…"

أدريان التفت إلى ليونيل، الذي بالكاد يستطيع الوقوف.

"أنت... كف عن التدمير مؤقتًا. سأوقف البوابة."

ليونيل، بوجه شاحب وفراشاته تحوم من حوله، ابتسم ابتسامة خفيفة.

"بسرعة، قبل أن تبدأ الأرض نفسها في الصراخ."

---

[داخل الدائرة – سباق ضد الانهيار]

أدريان قفز وسط الرموز. كل خطوة كان يشعر وكأنها على صفيح يغلي.

المانا تتزايد، والهواء يكاد ينفجر.

"الرموز… إنها تكرار مزدوج. إن استطعت فك الحاجز الأول، أستطيع تعطيلها مؤقتًا."

لكن الدائرة لم تكن ستتخلى عن حياتها بسهولة.

شُعلة مانا ضربت كتفه، أطاحت به أرضًا.

أدريان تألم، لكنه زحف نحو مركز النقش.

"تبًا… إن مت هنا، سأصفع نفسي في الحياة التالية."

وبكل قوته، مد يده إلى الرمز المركزي…

في لحظة… توقف كل شيء.

الدائرة خفتت، الرموز انطفأت.

والبوابة… تجمدت.

ملك الأشواك؟… كان جاثيًا، نصف جسده متآكل، يئن.

ليونيل؟… سقط أرضًا، يتنفس بثقل، والفراشات السوداء تعود إلى جلده ببطء.

أدريان؟… راكع في وسط الرماد، ويده لا تزال على الرمز المركزي.

هدوء… هدوء مخيف.

لكن الجميع في أعماقهم، شعروا بشيء واحد.

هذه كانت البداية فقط.

2025/07/31 · 39 مشاهدة · 2397 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025