47 - انا لا تبنى كرات الفرو انها تلتصق بي

[عرين نيرفاند – الغابة الجليدية المخفية – الفجر الباهت]

كان الجو محمّلًا بالصقيع… ونظرة.

نظرة حادة، غير مصدقة، متلبدة بالذهول… من مخلوقٍ أسطوريٍ يُفترض أنه لا يُقهَر.

نيرفاند، الذئب المجلّد ذو الألف سن، جثم فوق تلال كنوزه بينما أمامه:

ليونيل… يواصل السرقة.

دون أدنى حياء.

يُقلب عقدًا زمرديًا بين يديه، يتفحصه بعين ناقدة ثم يرميه بازدراء داخل الخزانة السحرية.

"ممم… لا بأس، لكن الجودة أقل من متجر الزاوية في السوق الملكي."

(بصراحة، توقعت مستوى أفضل من وحشٍ بهذا الاسم. ألف سن ولا ألف قطعة ذوق؟)

---

نيرفاند حدّق به أكثر، ظلال الغضب تتجمع في عينيه الجليديتين.

"أنت… هل تجرؤ؟"

ليونيل نظر نحوه للحظة، ثم استدار مجددًا إلى مجموعة خواتم:

"نعم. أجرؤ. أعيش مرة واحدة، وسأسرق مرتين."

(خصوصًا إن كانت الحكاية نفسها تخطط لموتي.)

---

الذئب أطلق زفيرًا هادئًا، مملوءًا بغضبٍ دفين.

"أيها البشري… هل تعرف من أنا؟"

ليونيل، دون أن يرفع رأسه، قال:

"هل يُحدث فارقًا؟" ثم أضاف بنبرة أكثر مللًا:

"أنت ذئب كبير، مزعج، بشعر فوضوي، وربما تملك سجلًا حافلًا من قتل البشر. رائع. الآن، هلّا تبتعد عن طريقي، يا كرت الفرو؟"

---

لم يُصدم نيرفاند… بل تجمد في مكانه.

كانت هذه أول مرة… يصفه أحد بـ"كرت فرو".

"كرت… فرو؟"

(هل هذه إهانة؟… أجل. هذه إهانة من عيار ملكي.)

---

نيرفاند قفز بخفة، وهبط مجددًا فوق جسد ليونيل.

جثا عليه بكامل وزنه، والمجمدات ترتعش حولهما.

ليونيل تحته، تمدد، لم يظهر أي مقاومة.

فقط زفر بملل:

"حقًا… لو كنت أستطيع السير، لركلتك على مؤخرتك."

(هل أنا مذنب إن حلمت بحياة بسيطة… وانتهى بي المطاف بوجبة إفطار تحت ذئب ثلجي؟)

---

اقترب نيرفاند بأنفه نحو وجهه، يشتمه بعمق.

ثم تجمد مجددًا.

"... هذه الرائحة."

(مانا؟ لا… ليست مانا بشرية.)

(سحر قديم. ممزوج بشيء… لم يُر منذ آلاف السنين.)

لكنه لم يقل شيئًا.

---

وفجأة… طافت فراشات الشفق حولهما من جديد.

دارت حول رؤوسهم بهدوء غريب، ثم اصطفت فوق كومة من البلورات الزرقاء خلف ليونيل.

نيرفاند نظر إليها، ثم إلى الفتى تحته.

"... فَهِمتُ الآن."

ثم تراجع ببطء.

جلس أمام ليونيل، رأسه مائل قليلاً، وصوته أشبه برياح ثلجية تتحدث.

"أنت لست عاديًا. وهذا واضح."

ثم، بنبرة ثابتة:

"أريدك… أن تصبح سيدي."

---

"…"

ليونيل رمش ببطء، يحدق فيه كأنه تلقّى لكمة روحية.

"... ماذا؟"

"سيدي."

"أي نوع من الفجأة هذه؟!"

---

"من الآن فصاعدًا، أقدّم لك ولائي. كُن سيدي، لأني أرى فيك… شيئًا."

ليونيل حدق فيه أكثر، ثم قال ببرود:

"أرفض."

---

لو كان للذئب فك سفلي قابل للسقوط… لسقط.

"ماذا؟ ترفض؟!"

ليونيل أومأ برأسه:

"قطعًا. آخر شيء أحتاجه في حياتي… هو ذئب عملاق يرافقني كأنه مخلوق أليف."

(ناقصني مشاكل إضافية؟ لا شكرًا.)

---

نيرفاند نظر نحوه بذهول.

"لكن… فراشات الشفق اختارتك."

"وهي أيضًا رمتني من جبل. لا أثق بقراراتها."

"لكنك تنزف سحرًا نادرًا! تشعر به الكائنات القديمة!"

"أنا أنزف… لأنني زحفت على الثلج!"

---

تبع ذلك صمت طويل.

نيرفاند ظلّ يحدّق… ثم قال بنبرة مكسورة:

"لكن… لا أحد رفضني من قبل."

ليونيل رفع حاجبه.

"أوه… أول مرة؟ حسنًا، تعلّم الرفض. جزء مهم من النمو الروحي."

---

[في هذه اللحظة – بعيدًا في المخيم الإمبراطوري]

كان الإمبراطور واليوت وسط العاصفة، يحاولان استخدام السحر لتعقب مانا ليونيل.

لكن كل محاولة تفشل.

ايريك يصرخ فوق صوت الريح:

"المانا تتشوش! هناك تداخل… شيء يخفيه!"

الإمبراطور شدّ رداءه حوله أكثر، وعيناه متوهجتان:

(ليونيل… ما الذي تورّطت فيه هذه المرة؟)

---

[عودة إلى العرين – بعد جدال الرفض]

ليونيل جلس فوق حجر بلوري، يرتجف قليلًا.

نيرفاند أمامه، يراقبه بصمت… بصمت الذئاب المجروحة الكبرياء.

قال أخيرًا:

"لا مشكلة. سأظلّ هنا… حتى تغيّر رأيك."

ليونيل زفر، وأسند رأسه على كفه:

(رائع… حتى الوحوش الأسطورية صارت تلزق بي.)

(أنا مجرد شرير ثانوي سابق… أحتاج بطانية، لا تابِع!)

---

لكن داخله، رغم السخرية، بدأ شيءٌ قديم يتحرّك.

إحساسٌ باهت… بأن هذا كله ليس صدفة.

وأن الذئب، والفراشات، والمانا التي تحترق في صدره…

ليست سوى البداية.

---

[عرين نيرفاند – الغابة الجليدية المخفية – بعد دقائق من الرفض الصريح]

كان الذئب الجليدي العظيم، نيرفاند، يقف بثبات أمام ليونيل… لكن وجهه، الذي لطالما بعث الرعب في قلوب فرسان الأساطير، بدا الآن… مكسورًا.

عيناه المتجمدتان تلمعان بشيء يشبه الندم… لا، ليس الندم.

كان يبكي.

نعم.

ذئب ضخم، صاحب ألف سن، أسقط أممًا كاملة في العصر المظلم، يبكي بصمت.

---

ليونيل حدق فيه طويلاً، فمه نصف مفتوح، ثم رفع حاجبه باستغراب.

"... هل… تبكي؟"

(ما الذي يحدث بحق ؟ من سرق النص الأصلي واستبدله بمسرحية عبثية؟)

"كرت الفرو… يبكي؟! لا أصدّق."

---

نظر إليه الذئب بنظرات كلبٍ تخلى عنه صاحبه في مطر الشتاء.

"... لم يسبق لي أن رُفضت."

رد ليونيل بسرعة، ساخرًا:

"واضح. هذا أول فشل لك كذئب… وكم هو مدوٍّ."

(هل هذه… دموع حقيقية؟ هل أبكيه؟ هل أنا سبب صدمة وجودية لوحش؟)

ثم أضاف وهو يتنهد، يحتكّ بجبهته بإصبعه:

"انظر، لا يمكنني أخذك… أنت كبير الحجم جدًا. مجرد تحركك سيثير الزلازل."

"وأبي، الإمبراطور؟ سيقود لجنة تحقيق كاملة فقط ليسألني لماذا ذئبٌ أسطوري يرافقني!"

---

(ناقصني صداع… جلسات استجواب… وعلاج فيزيائي مع إدغار المتحمّس.)

"لا. ببساطة لا. أنا أحتاج تدفئة، لا ذيلاً بطول ثلاثة أمتار."

---

نيرفاند ظلّ صامتًا.

ثم… حدث ما لم يكن بالحسبان.

توهّج جسده بضوء أزرق ناعم… واختفى فجأة، وحلّ مكانه ذئب صغير.

أصغر بكثير.

بحجم قطة… بالكاد كرة فرو نابضة.

بفراء ناعم، أذنان مفلطحتان، وعينان واسعتان بلون الجليد الذائب.

"الآن… أبدو صغيرًا."

---

"..."

ليونيل فتح فمه، ثم أغلقه.

"... هذا غير قانوني."

(ما هذا… قوة إقناع بيولوجية؟)

"... كنت أرفضك بلباقة! أنت لم تترك لي خيارًا!"

زفر بقوة، ثم تمتم:

"كرهت أن أُعجب… لكن هذا فعليًا… لطيف."

"أكره لطافتك، كرت فرو الصغير."

---

[في هذه الأثناء – الحدود الشمالية – بعد انقشاع العاصفة]

بدأ الثلج ينحسر، وظهر طريق المشاة في الغابة المجاورة.

الإمبراطور إدوارد، يغرس عصاه المرصعة في الثلج وهو يتقدم.

اليوت بجانبه، يلف معطفه حول جسده، يحدق بالأثر الذي خلفته العاصفة.

"هل حقًا تعتقد أن ليونيل ما زال حيًا هنا؟"

الإمبراطور نظر أمامه، عينيه تضيقان بشدة:

"أعرفه. إنه كالإبرة التي ترفض أن تختبئ."

(ورغم كل النحافة… يتسبب في فوضى كالعاصفة.)

---

ثم أضاف بصوت مشبع بالتصميم:

"حين أراه… سأجعله يندم."

"كيف تجرأ أن يخرج في هذه الحالة؟!"

"جلسات علاج فيزيائي ثلاثية المراحل تنتظره. لن أرحمه."

---

اليوت تمتم:

"سيتمنى لو أن العاصفة جرفته."

ضحك بصوت منخفض.

لكن داخل الإمبراطور، كان القلق يتخمر خلف كل تهديداته:

(أرجوك، يا ليونيل… ابقَ حيًا. فقط ابقَ حيًا.)

---

[عودة إلى العرين – صباح مبكر]

كان ليونيل قد لفّ نفسه ببقايا عباءة جليدية.

والذئب الصغير ملتفّ فوق قدميه، ينفخ برفق كما لو كان وسادة مدفأة سحرية.

ليونيل تنهد وهو يحدّق بالسماء.

(كان يجب أن أعيش بهدوء… أن أتجاهل المهام، أن أنام طويلاً.)

(لكن لا. الآن أصبح لدي تابع فروي. وكأنني نقصت مسؤوليات.)

نظر إلى الذئب وقال:

"إذا بدأت تنبح… أو تحاول لعق وجهي، أقسم سأرميك في النهر الجليدي."

الذئب الصغير رفع أذنه، ثم قال بنبرة ناعمة وباردة:

"مفهوم… سيدي."

---

ليونيل دق جبهته بجذع الشجرة خلفه.

"... لماذا حياتي هكذا؟"

---

[الغابة الجليدية – حافة عرين نيرفاند – صباحٌ بارد ومملوء بالندم]

ليونيل كان مستلقيًا على ظهره فوق صخرة مغطاة بطبقة ناعمة من الثلج.

الذئب الصغير – الذي كان قبل ساعات وحشًا أسطوريًا – مستلقٍ فوق صدره، نائم بنعومة.

عيون ليونيل كانت تحدّق إلى السماء الرمادية.

(لو عاد بي الزمن… كنت سأنام في العربة. كنت سأشرب الإكسير وأتمارض.)

(لكن لا… فراشات. جبال. ذئاب. والآن صداع.)

---

حرك رأسه قليلًا، وحدق في الذئب الصغير الذي بدأ يحرك أذنيه في نومه.

"أنت."

فتح الذئب عينه الواحدة ببطء.

"... نعم، سيدي؟"

"هل تعرف مخلوقًا يُدعى نوكس؟"

---

توقف الذئب… تمامًا.

ثم، ببطء، نهض من فوق صدر ليونيل.

"... نوكس؟ أنت… رأيته؟"

ليونيل أومأ برأسه بتكاسل، وكأنه يتحدث عن شخص غريب أزعجه في محل بقالة:

"آه، نعم. ظهر لي في بُعد مظلم، تكلم بكلمات درامية، حاول أن يبدو غامضًا."

"قال إنه ظلّي الأبدي أو شيء سخيف من هذا القبيل."

"عرض عليّ أن أصبح سيده."

ثم تمتم وهو يرفع يده ويشير بلا مبالاة:

"رفضته طبعًا. وسأرفضه مجددًا لو عاد. لديه ذوق رديء في الملابس."

---

الذئب تجمّد.

حدق فيه كأن ليونيل قال للتو إنه بصق على القمر.

"... أنت رفضت نوكس؟"

"... نعم."

"نوكس؟ آه، فقط عرض عليّ وظيفة شيطان."

"ببساطة؟!"

"أجل. هل هناك طريقة معقدة لرفضه؟"

---

(منظر الذئب الآن يشبه تمثالًا جليديًا نُحت عليه الصدمة الأبديّة.)

(نوكس؟ قوة من قِبل العصور الأولى… ظل الفوضى؟ ذلك الذي لا يرفضه أحد… تم طرده بواسطة فتى شاحب يزحف في الثلج؟!)

(ما هذا الكائن؟ هل هو أحمق؟ أم…؟)

---

لكن قبل أن يتاح للذئب الصغير طرح المزيد من الأسئلة، حدث أمرٌ مفاجئ.

بوابة سحرية انفتحت فوق الثلج.

هالة ذهبية ضخمة انشقّت في الهواء، ومعها هبّت موجة مانا ملكية… كثيفة، خانقة.

ليونيل التفت ببطء، وبدا وجهه يذبل.

"... لا. لا. ليس الآن. ليس هو."

---

ومن البوابة… خرج الإمبراطور إدوارد، كالعاصفة الهادئة.

عباءته السوداء المذهبة تتطاير خلفه، ومانا ملكية تهدر من خطواته.

خلفه الأمير اليوت، يحمل سيفًا قصيرًا وينظر بحذر.

إدوارد حدق في ليونيل مباشرة.

"..."

ليونيل – وبسرعة مذهلة – تظاهر بالموت.

سقط على ظهره، أغمض عينيه، ووضع يده على صدره كأنه تمثال شرفي لنبيلٍ راحل.

"آه… لقد… مت."

(إن لم أتنفس… ربما يمرّ بجانبي.)

---

إدوارد لم يتباطأ.

وصل إلى ليونيل، وانحنى دون تردد… ورفعه كما يُرفع قط غاضب.

"استيقظ."

"... ميت."

"استيقظ، ليونيل."

"... أشعر بالبرودة… والسلام… الوداع."

"ليونيل، أقسم إن لم تفتح عينيك الآن—"

فتح ليونيل عينًا واحدة ببطء:

"على الأقل احملني بشكل لائق. هذا الوضع لا يُناسب كرامتي."

---

إدوارد تنهد، ثم أعاد ضبط حمله، فرفع ليونيل ووضعه على ذراعيه كطفل رضيع.

لكن ليونيل لم يتركها تمر.

"... أنت تحملني كعروسة."

"هل تفضل أن أجرّك من الكاحل؟"

"... حسنًا. العروسة فكرة ممتازة."

---

قرصه الإمبراطور فجأة من خده، بشدة خفيفة لكنها مهينة.

"آه! هذا اعتداء ملكي!"

"وهذا عقاب على جعلي أقلق ليومين في جليد الشمال."

"أردتُ حياة بسيطة!"

"أردتَ أن تهرب من عربة مريحة إلى فوهة جبل؟"

"كنتُ أبحث عن… الفراشات."

---

اليوت اقترب، وحدق في المشهد كما لو أنه يرى لوحة عبثية من عصر الانحطاط العقلي:

"أبي… هل هذا هو ليونيل الذي كنتَ تخشى عليه؟"

"نعم."

"الذي كاد يموت سابقًا؟"

"نعم."

"الذي الآن يدّعي الموت بينما يتم حمله كقطة مدللة؟"

"نعم."

"... أظنه بخير."

---

لاحظ اليوت شيئًا صغيرًا فوق معطف ليونيل.

"مهلًا… ما هذه الكرة من الفرو؟"

نيرفاند الصغير نظر إلى اليوت بعينين باردتين، ثم اختبأ خلف عنق ليونيل.

ليونيل تمتم:

"لا أحد. فقط… صداع إضافي."

---

إدوارد قال فجأة:

"حين نعود، سيكون لك جدول علاج فيزيائي جديد. ثلاث جلسات في اليوم."

"هذا انتهاك لحقوق المريض!"

"هذا انتقام أبوي."

"أيّ نوع من الآباء يعاقب أبناءه بالعلاج؟"

"أنا."

---

تنهد ليونيل وهو يدفن وجهه في معطف والده.

(نوكس، نيرفاند، العرش، حتى الثلج… كلهم شيء بسيط مقارنةً بأبي.)

(آه… فقط دعني أنام حتى نصل.)

[داخل الجبل الجليدي – على مقربة من البوابة السحرية]

كان الإمبراطور إدوارد يسير بخطى ثابتة، حاملاً ليونيل وكأن الأمر عادي جدًا… بينما هذا الأخير يحاول أن يبدو متعبًا، حزينًا، مأساويًا، ومهملاً… في آنٍ واحد.

أما الذئب الصغير – نيرفاند سابقًا، جلّاد الأساطير – فكان قد استقر بهدوء فوق صدر ليونيل، يراقب المكان بعينين نصف مغمضتين.

حتى… حصل ما لا يُغتفر.

إدوارد، وهو يلاحظ وجود شيء غير بشري فوق ابنه، توقف فجأة.

حدّق بالذئب لثانيتين.

ثم رفع حاجبه.

ثم، ببساطة، أمسك الذئب الصغير… ورماه.

---

"آه—!"

"أبي! لا! كرت الفرو!!"

الذئب سقط بكرامة مزيفة، واستدار وهو يحدق في الإمبراطور بنظرة تقول: "هل فعلت هذا حقًا؟"

ليونيل أطلق تنهيدة طويلة، تلك التنهيدة التي تصحبها دائمًا نظرة "أنا أعيش في ملحمة من البلاهة".

(كنا في لحظة دافئة، لماذا حولها إلى ركلة سياسية؟)

---

إدوارد عبس، وقال بصرامة:

"لا أريد مخلوقات غير معروفة تلتصق بك. خصوصًا إن كانت من النوع الذي ينظر إليّ بتلك الطريقة."

الذئب الصغير أطلق همهمة خافتة وهو يتراجع قليلاً، متموضعًا خلف حجر جليدي.

---

اليوت، الذي كان يراقب الموقف منذ البداية، بدأ يضحك بسخرية واضحة.

"أوه، رائع… ليونيل يتبنى جروًا؟ هل نُعدّ له سريرًا في غرفة الأمير؟ هل نطلي الجدران بلون مانا وردي؟"

---

ليونيل تجاهل سخرية أخيه، وأخذ نفسًا عميقًا.

ثم، فجأة، استدار وهو لا يزال في حضن والده، وطبع قبلة مفاجئة على خد إدوارد.

الإمبراطور تجمّد.

"..."

ثم، وكأنه لم يكتفِ، دفن وجهه في عنق والده، وتكلم بصوت منخفض، متدلل، ومليء بالتكاسل:

"أريده… يا أبي… أريده~~."

---

الصمت عمّ المكان.

الثلج توقّف مؤقتًا من الحيرة.

حتى نيرفاند، خلف الحجر، رمش ببطء.

إدوارد حدق في الفراغ للحظة.

"..."

"..."

ثم تنحنح بصوت خافت، وبدأ وجهه يتغيّر ببطء من الجمود الملكي إلى ابتسامة لا إرادية.

"... أنت… لم تفعل هذا منذ أن كنت في السابعة."

ليونيل، بصوت مكتوم داخل عنقه:

"أنا متعب."

(ومتجمد، ومريض، ومهدد من نوكس، وأمتلك نظامًا مجنونًا، ودُفنت في جبل. على الأقل دعني أحتفظ بكرة الفرو هذه.)

---

الإمبراطور تنهد، رفع رأسه نحو اليوت وقال:

"الْتقط هذا الجرو، يا إليوت."

"... ماذا؟"

"قلت، الْتقط كرت الفرو ذاك. ابني المدلل يريده."

---

اليوت، وهو لا يزال يضحك، توجه نحو الذئب الصغير.

"تعالَ، أيتها المأساة المصغرة. لا تتحول لوحش أثناء الطريق."

الذئب الصغير قفز ببطء إلى يديه، وهو لا يزال يحدق في إدوارد بشيء بين الحذر والخوف الصامت.

---

عاد الثلاثة إلى البوابة السحرية.

ليونيل لا يزال نائمًا في حضن والده، بينما الذئب في حضن أخيه.

الصورة… لم تكن ملكية إطلاقًا.

بل بدت كعائلة غريبة، خرجت من إحدى روايات المانغا التي تنتهي بالفصل العشرين بسبب التقييمات المنخفضة.

---

لكن ليونيل، وهو يغمض عينيه داخل معطف والده، فكّر بشيء بسيط:

(ربما… هذه المرة لن أُرمى وحدي في الجحيم.)

(لديّ أبٌ مجنون… ذئب بحجم قبضة… وأخ يُصوّرني في نومي.)

(لكنني… لست وحدي.)

---

[المعسكر المؤقت على الحدود الشمالية – بعد ساعات من عاصفة الجليد]

كانت الخيام الملكية قد نُصبت أخيرًا، والهالات السحرية تحيط بالمكان لتمنع الرياح والبرد القارس.

الإمبراطور إدوارد كان يقف بهدوء على تلّ صغير، يحدّق نحو الشمال بعينين متصلبتين، متوترتين.

اليوت كان في الجوار، يراجع بعض الخرائط مع أحد الفرسان.

ثم، بعد لحظات، ظهرت عربة ملكية مزينة برموز إمبراطورية أورنث، وسُمح لهم بالتحرّك نحو وجهتهم التالية: إمبراطورية أوبيليسك.

---

[داخل العربة الملكية – بعد ساعة من الانطلاق]

الجو في الداخل كان دافئًا نسبيًا، بفضل التعويذات الحرارية التي ألقاها السحرة، لكن رغم ذلك، بدا ليونيل أشبه بجمرٍ خامد.

نائم على جانب الأريكة المخملية، وجهه شاحب، جبينه يتصبب عرقًا باردًا، وشفتيه تتحركان ببطء كأنه يهمس بأشياء غير مفهومة.

الذئب الصغير – نيرفاند – كان جالسًا على الأرض، يراقب سيده بنظرات قلقة.

إدوارد، الذي جلس بجانب ابنه، وضع يده على جبين ليونيل… ثم تنهد بعمق.

"الحرارة مرتفعة."

اليوت، من المقعد المقابل، رفع رأسه من كتاب تقارير:

"هل نوقف العربة؟"

"لا. لدينا تعاويذ حماية… لكن يجب أن يتلقى دواءه الآن."

---

فتح الإمبراطور صندوقًا صغيرًا محكم الإغلاق، وأخرج زجاجة بلورية زرقاء، ثم تبعها بسرنجة سحرية من فضة نقية.

ملأها بنصف السائل، ثم حرّك ليونيل قليلًا.

"ليونيل… استيقظ. عليك أن تشرب هذا."

لكن ليونيل، كالعادة، لم يتعاون.

أصدر صوتًا غريبًا من بين شفتيه:

"ممممم… لا… الطعام سيذوب… لا تأكل الملعقة يا نوكس…"

ثم أدار وجهه للجانب الآخر.

---

إدوارد ضيّق عينيه:

"... ما الذي تهذي به؟"

ثم وضع فوهة السرنجة في فم ابنه، وضغطها بحذر حتى بدأ السائل يتدفق.

في البداية بدا أن ليونيل سيبتلع الدواء… لكنه فجأة بصقه بقوة!

"أُففف!! مر!!"

"آه، أيها الفتى العنيد!"

الإمبراطور أمسك فكه، وأعاد وضع السرنجة في فمه مجددًا.

"ابتلع. هكذا. جيد."

وبينما كان يرفع رأس ليونيل قليلاً ليعدل وضع نومه بعد أن تناول الدواء عنوة، بدا وكأنه يهمس بكلمات لاواعية:

"… لا أريد… جلسة علاج… إدغار شبح… خائن…"

---

الذئب الصغير اقترب بخفة، قلقًا على سيده.

قفز على حافة المقعد، ومد أنفه الصغير نحو خد ليونيل، محاولًا التحقق من حالته.

لكن يد إدوارد أوقفه.

"أنت. كفّ عن الالتصاق به. سيصبح أكثر مرضًا إن لعبت فوقه بهذا البرد."

---

نيرفاند لم يفهم… أو لم يُرِد أن يفهم.

حاول الاقتراب مجددًا، فدفعه الإمبراطور بلطف جانبًا.

ثم حدث ما لم يكن في الحسبان.

الذئب الصغير رفع رأسه…

ثم عضّ إصبع الإمبراطور.

---

"…"

لحظة صمت خيمت على العربة.

اليوت رفع حاجبيه.

"... عضّك؟"

إدوارد نظر نحو إصبعه، ثم نحو الذئب… الذي الآن تعلّق به بأسنانه مثل مخلوق مصمم على الاحتجاج.

"لقد عضّني فعلاً."

---

الذئب الصغير، رغم صِغر حجمه، كان يُصدر صوت تذمر خافت وهو لا يزال ممسكًا بإصبع الإمبراطور.

"هل تعتقد أنك بتهديدي ستكسب؟" قالها إدوارد ببرود.

(أنا قاتل آلاف، مهندس حملات عسكرية، وحامل لقب الإمبراطور الأعلى… وها أنا أُعضّ من كرة فرو.)

---

ليونيل، الذي بدأ يفيق بسبب الضوضاء، فتح عينه نصف فتحة، وهو لا يزال محمومًا.

"... لماذا تصرخون؟"

"حيوانك الأليف عضّني."

"... كنتَ تستفزه."

"هو من قفز فوق ابني النائم."

"إنه يقلق لأجلي… على عكسك، أنت تقلق على الكرسي الإمبراطوري أكثر مما تقلق على رأسي."

---

اليوت قهقه وهو يضع يده على جبينه:

"هذه العربة رسميًا أصبحت سيركًا."

---

إدوارد، بعد لحظة صمت، أخرج منشفة من جيبه، وبدأ يلف إصبعه.

الذئب قفز إلى صدر ليونيل مرة أخرى، ودفن أنفه في معطفه وكأنه يقول: "لقد دافعت عنك. أنا جدير بك."

ليونيل، رغم الحمى، رفع يده ومسح برفق فوق رأس الذئب:

"أحسنت… كرت الفرو."

---

العربة تابعت سيرها.

الثلوج تواصل التساقط بالخارج… لكن الدفء داخل العربة لم يكن فقط من السحر.

بل من مشاعر غريبة… متشابكة.

بين ابن عنيد، وأبٍ يكافح لإخفاء قلقه، وأخٍ ساخر، وذئبٍ صغير يرفض الهزيمة.

[داخل العربة الملكية – اليوم الثاني من الرحلة]

كانت العربة تهتز بهدوء فوق الطريق المثلج، محاطة بحاجزٍ سحريّ شفاف يعزلها عن برد الشمال.

جلس الإمبراطور إدوارد في مقعده الفخم، متقاطع الساقين، وقد فتح أمامه خريطة ساحرة متوهجة فوق الطاولة الصغيرة.

اليوت، وقد سحب غطاءً دافئًا على كتفيه، كان يراجع النقاط المحددة في الطريق:

"إذن… نحن ذاهبون إلى إمبراطورية أوبيليسك، لكنك قررت المرور أولًا بإمبراطورية أورنث؟"

"صحيح." قالها إدوارد وهو يُحدق في الخريطة.

"سنمكث أسبوعًا هناك، ثم نواصل الطريق جنوبًا إلى أوبيليسك."

---

اليوت حرّك إصبعه على أطراف الخريطة.

"لكن... من الناحية المنطقية، كان بإمكاننا تجاوز أورنث تمامًا لو مررنا عبر الحدود الغربية الشمالية… المسافة كانت ستُختصر بأيام."

أغلق إدوارد الخريطة، ونظر إلى ابنه بنظرة تحمل شيئًا من الجدية:

"أعلم. لكن هناك شخص… أرغب برؤيته في أورنث."

---

سكت اليوت للحظة، يلاحظ نبرة والده.

"شخص؟"

"ليس من شأنك الآن، لكن يمكن اعتبارها زيارة مجاملة قديمة."

"أوه… زيارة لأحد الحلفاء؟"

"أو الأعداء السابقين." تمتم الإمبراطور وهو ينظر عبر النافذة.

---

اليوت لم يعلّق. فقط تراجع إلى الخلف وفتح كتابه من جديد، لكنه بقي يراقب والده بطرف عينه.

(غريب... نادرًا ما يخرج والدي عن نصّ الخطة. من هذا الشخص الذي يستحق أن نُغيّر طريق البعثة الإمبراطورية لأجله؟)

---

[في الجانب الآخر من العربة – على الأريكة المخملية]

ليونيل لا يزال نائمًا، ولكن ليس في راحة.

وجهه متصبب بالعرق، تنفسه متقطع، جفنه يرتعش وكأنه يشاهد شيئًا... أو يُطارده شيء.

الإمبراطور لاحظ الأمر.

"الحرارة ما زالت مرتفعة."

سحب من صندوقٍ صغير زجاجةً كريستالية دقيقة، تحوي سائلًا مائلًا للزرقة، ثم أخرج منها حقنة سحرية مُبردة.

"وقت الجرعة الثانية، للأسف."

---

[في عقل ليونيل – داخل الكابوس]

[الفراغ مجددًا.]

لكنه هذه المرة لم يكن هادئًا.

كان يضجّ بأصوات بعيدة، همساتٍ حاقدة، خطواتٍ تتردد بصدى أبدي.

وسط هذا الفراغ، رأى ليونيل نفسه... لكن أكبر سنًا.

ثم… من أمامه، ظهر "الراهب الأحمر".

كان طوله غير طبيعي، عباءته ملتصقة بلحمه كأنها من الدم المجمد، وعيناه تلمعان بوميض أحمر مريض.

صوته خرج كصفير خافت:

"إن العالم يحتاج إلى التطهير… وأنا لن أرحم أحدًا… خصوصًا أمثالك."

---

حاول ليونيل التراجع، لكن خلف الراهب انفتحت صورة لسوق عبيد مظلم…

في داخله، فتى مقيد، يتنفس بخوف.

اقترب ليونيل منه، لكن قبل أن يرى ملامحه… الفراغ انغلق.

---

[داخل العربة – الآن]

"آآآه!!"

استيقظ ليونيل فجأة، يلهث كأن أحدًا كان يُغرقه.

ذراعاه تحركتا بشكل لا إرادي، لكنه كان مثبتًا بقوة بين ذراعي والده الإمبراطور.

"اهدأ، اهدأ. لقد كان كابوسًا."

"... م-ما… ما الذي تفعل…؟!"

إدوارد ثبت جسد ابنه بيد، وباليد الأخرى جهّز الحقنة.

"خفض حرارة. لا تجادل."

"لا! لااااااا! لا تستخدم—"

"وخز!"

"أاااه! خيانة أبوية!!"

---

اليوت رفع رأسه من الكتاب مجددًا:

"يبدو أن العلاج جارٍ بسلاسة."

---

ليونيل كان يحاول جاهدًا أن يتراجع داخل المقعد، يدفن نفسه في الوسائد.

"لقد حلمت بكائنات مريبة، وأنت أول وجه رأيته عند استيقاظي... هل هذه لعنة؟"

"إنها العناية الأبوية. اعتد عليها."

---

أطلق ليونيل تنهيدة طويلة وهو يسند رأسه على صدر والده رغمًا عنه، محاولًا العودة للنوم:

"... تذكر فقط أني سأقاضيك أمام المجلس الطبي الملكي."

"ليكن. سأُحضّر مرافعة مسبقة."

---

أما الذئب الصغير، فقد صعد فوق الوسادة المجاورة، وبدأ يلعق يد ليونيل بهدوء.

كان الجميع في العربة صامتين للحظة.

الخريطة، السماء الرمادية، الكابوس… كل شيء اختفى مؤقتًا.

---

وفي أعماق الفراغ حيث كان ليونيل قبل قليل… راقب الراهب الأحمر صورة ليونيل من بعيد.

ابتسم وهو يتمتم:

"أنت… مفتاح الفوضى القادم."

(للتذكير راهب الأحمر ذكر بالفصل رابع)

---

[بوابة الجنوب الشرقية – حدود إمبراطورية أورنث]

غطّى الضباب البنفسجي المميز سماء أورنث، يعكس نورًا باهتًا فوق القمم الرخامية لأسوارها.

فور دخول الموكب الملكي من إمبراطورية أورنث، بدأت الطبول تُقرع على إيقاع بطيء وثقيل، لا يوحي بالفرح… بل بالفخامة الخانقة.

---

كان هناك وفد انتظارٍ رسمي بانتظارهم: مجموعة من الفرسان ذوي الدروع البنفسجية المزيّنة برموز العناكب، تليهم صفوف من الخدم يحملون ورودًا داكنة وأقمشة ثقيلة لتعطير الطريق.

وفي قلب هذا الاستقبال... وقف إمبراطور أورنث ذاته.

---

إمبراطور أورنث، رجل طويل نحيل، يرتدي عباءة سوداء ذات ياقة عالية تخفي جزءًا من وجهه، وعيناه نصف مغمضتين وكأن كل شيء أمامه… أقل من أن يثير اهتمامه.

"أهلاً بكم في أرض الضباب يا جلالة إدوارد، إمبراطور أورنث يحيي ضيوفه بشرف."

إدوارد ترجّل من عربته، يحمل ليونيل الذي لا يزال ملفوفًا بمعطفه، نائمًا بشفاه جافة وجبهة مشتعلة بالحمى.

الذئب الصغير كان يخرج رأسه من ياقة المعطف كعنصر إضافي لا يليق بالهيبة.

---

رد إدوارد بهدوء:

"جئنا بسلام، ونشكركم على استقبالكم… كما أرجو أن تُنقل رغبتي برؤية أحد رعاياكم، يُدعى… البارون

لوكروفت."

---

همس وقع كالضربة انتشر في صفوف المرافقين.

الإمبراطور الأورنثي ضيّق عينيه قليلاً، ثم قال:

"بارون لوكروفت... لم يُطلب للقاء إمبراطوري منذ ما يقارب الخمسة عشر عامًا. يعيش في دير مهجور خارج العاصمة، قرب جبال فالس. بعيد عن كل شيء… وعن كل أحد."

"ها قد طُلب."

"فليُخبروه أنني... أنا من يطلبه. هذا كافٍ."

"... فهمت. سأرسل من يُحضره، لكنّه لا يحب الضوء. ولا الزوار."

إدوارد تجاهل النبرة المترددة:

"كلنا لا نحب الضوء، ومع ذلك نحكم."

---

[بعد دقائق – الموكب يتحرّك نحو الجناح الملكي المخصص للضيوف]

تمّ توجيه العربة إلى أحد القصور الجانبية المتاخمة للقصر الإمبراطوري، جناح فاخر مُصمم لضيوف الممالك العليا.

المكان كان مزيجًا بين الجمال المخملي والرعب غير المفسر؛ الألوان البنفسجية، السجاد الصامت، والنوافذ الطويلة التي لا تُفتح.

ليونيل ما زال نائمًا، لكن جسده المتعرق بدأ يرتجف بين لحظة وأخرى.

---

دخلوا الجناح. إدوارد حمله إلى السرير المخصّص له، وبدأ بتغيير ملابسه بثياب قطنية مريحة، ثم غطّاه ببطانيات دافئة.

الذئب الصغير قفز بجانبه، استلقى قرب قدمه، وأغمض عينيه بتعب وكأنه اجتاز الجبال معه.

---

اليوت دخل بعد دقائق وهو يتفقد المكان.

"مرحبًا بك في أكثر مكان يبدو وكأن الأشباح تديره."

"هدوء أورنث دائمًا يخدع. خلف كل نافذة… سياسة أو سم."

قالها إدوارد وهو يسكب ماءً في كوب.

"من هو هذا… البارون؟"

سؤال اليوت جعل الهواء في الغرفة يثقل.

الإمبراطور التفت إليه.

"... احد معارفي."

---

"هل له علاقة بجراحة ليونيل؟"

"ربما. سنرى حالما يصل. لا تطرح أسئلة الآن، فالقلوب في أورنث تُسمع."

اليوت صمت، لكن نظراته على وجه والده لم تكن بريئة.

---

[في الخارج – داخل أحد الأبراج البعيدة من القصر الإمبراطوري]

أُرسلت رسالة سحرية قصيرة ومختومة بالشمع الأسود.

أحد الخدم أخذها راكضًا، ثم اختفى في بوابة صغيرة قُرب سور خارجي.

---

وفي غابة نائية – حيث لا يسكن أحد سوى الطيور الصامتة – كانت هناك أطلال دير قديم.

داخله… رجل يغطّي وجهه بقناع حجري. يقرأ كتابًا لا عنوان له، على ضوء شمعة خضراء.

حين وصلت الرسالة، توقّف.

فتحها… وابتسم بخفوت.

"إدوارد… بعد كل هذه السنين… عدتَ لتطلبني؟"

---

[عودة إلى الجناح]

الليل حلّ فوق أورنث، وضوء شموع أرجوانيّ بعث ظلالًا ملتوية على جدران الجناح الملكي.

ليونيل بدأ يتمتم وهو نائم:

"لا… لا تحرقوه… ليس الطفل…"

إدوارد جلس بجانبه، وضع يده على جبهته، وتمتم:

"اهداء طفلي ."

2025/08/04 · 42 مشاهدة · 3775 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025