ظللتُ أحدق في السماء، محاولًا تجاهل وجود الشخصين الجالسين بجانبي، لكن طبعًا، كما هو متوقع، لم يتركوني وشأني.
"بالمناسبة، هل سمعت عن آخر الشائعات، إليوت؟" سأل كايل بنبرة ترفيهية واضحة.
إليوت فتح عيناه قليلًا، ثم تنهد. "أي واحدة بالضبط؟ هناك الكثير هذه الأيام."
كايل ابتسم بخبث. "حسنًا، آخر الأخبار تدور حول عائلة ماركيز روثفورد. يُقال إن الابن الأكبر حاول التمرد على والده، لكنه اختفى فجأة دون أي أثر."
"هذا ليس مفاجئًا." قال إليوت بلا مبالاة. "لطالما كان ذلك الابن متهورًا، ومن الواضح أن والده لن يسمح له بإثارة المتاعب."
"سمعتُ أن الدوق كارلايل قد اشترى جزءًا كبيرًا من الأراضي الشمالية." تابع كايل، عاقدًا ذراعيه. "إنها خطوة مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى أن تلك المنطقة كانت تحت سيطرة الكونت ريفرز لسنوات."
"هذا قد يشير إلى تحركات سياسية قادمة." علق إليوت.
كايل أومأ برأسه، ثم نظر إليّ. "ليونيل، ألم تفتقد هذا النوع من الحديث؟ لقد كنتَ دائمًا بعيدًا عن الدوائر الاجتماعية."
"ولن أقترب منها الآن أيضًا." قلتُ بلا مبالاة.
"أوه، لكن اسمك بدأ يعود للظهور." قال كايل بنبرة مستمتعة. "بعد استيقاظك، بدأ النبلاء يتساءلون عمّا سيحدث لك. هناك من يعتقد أنك ستكون الورقة المفقودة في لعبة السلطة."
قهقهتُ بسخرية. "لعبة السلطة؟ لا تضعني في هذه الأمور، لا أريد أي علاقة بها."
"للأسف، لا يمكنك دائمًا اختيار ذلك." قال إليوت بهدوء، ناظرًا إليّ بنظرة غامضة.
شعرتُ بقشعريرة طفيفة. ما الذي يقصدونه؟
تنهدتُ وأغمضتُ عينيّ، محاولًا عدم التفكير في الأمر.
لكن لدي شعور بأن حياتي الهادئة لن تدوم طويلًا.
............
استمر كايل في الحديث بحماس عن آخر المستجدات في المجتمع الأرستقراطي، بينما اكتفى إليوت بالرد بين الحين والآخر، إما بتعليق هادئ أو بإيماءة بسيطة.
"بالمناسبة، هل سمعت عن حفلة الدوقة فيرونيكا الأخيرة؟" قال كايل بابتسامة ماكرة. "يُقال إن أحد أبناء الكونت برادلي قد شرب كثيرًا وبدأ في التفاخر بعلاقاته السرية، الأمر الذي أدى إلى فضيحة كبرى."
إليوت أطلق تنهيدة صغيرة. "هذا متوقع منه. ذلك الرجل لا يعرف كيف يغلق فمه."
كايل ضحك. "على الأقل قدم لنا عرضًا ممتعًا. كما أن الدوقة اضطرت إلى إنهاء الحفلة مبكرًا بسبب ذلك."
بينما كانا يتحدثان، وجدتُ نفسي أستمع إليهما دون أن أشارك. لم يكن لدي اهتمام بهذه الأحاديث، لكن أصواتهما كانت هادئة بما يكفي لجعل رأسي يثقل تدريجيًا. الجو كان لطيفًا، والنسيم البارد جعلني أشعر برغبة في إغلاق عينيّ للحظة واحدة فقط…
لم أدرِ متى حدث ذلك، لكن دون أن ألاحظ، كنت قد أسندت رأسي على كتف إليوت.
كان من المفترض أن أبتعد فورًا، لكن النعاس جعلني غير قادر على التفكير بشكل صحيح. لم يكن إليوت قد تحرك أو أبدى أي اعتراض، مما جعلني أسترخي أكثر.
كايل، الذي لاحظ ذلك بسرعة، رفع حاجبه بابتسامة ساخرة. "إليوت، يبدو أن شقيقك الصغير قد بدأ يعتاد عليك."
إليوت لم يرد فورًا، لكنه ألقى نظرة سريعة عليّ قبل أن يعود إلى وضعه الهادئ.
"دعه ينام." قال ببساطة.
كايل ضحك بخفة. "حسنًا، لم أتوقع منك أن تكون بهذا الصبر."
لكنني لم أسمع أي شيء آخر بعد ذلك.
لأنني، دون أن أدرك، كنت قد غرقت في النوم.
..............
شعر إليوت بأن ليونيل أصبح أكثر ثقلًا قليلاً بينما كان يحمله عائدًا إلى غرفته، لكنه لم يعلق على الأمر. كان شقيقه قد نام بعمق، ربما بسبب الإرهاق أو ببساطة لأنه لم يعد يمتلك طاقة كافية للمقاومة.
"لم أكن أعتقد أنك ستعامله بلطف كهذا." علق كايل وهو يسير بجانبه، يراقب المشهد بابتسامة مسلية.
إليوت لم يرد فورًا، لكنه ألقى نظرة خاطفة على ليونيل النائم بين ذراعيه. "إنه أخي."
كايل ابتسم ابتسامة غامضة لكنه لم يضف شيئًا آخر.
عند وصولهم إلى الغرفة، فتح أحد الخدم الباب بهدوء، مما سمح لإليوت بالدخول ووضع ليونيل على السرير برفق. تأمل ملامحه للحظة قبل أن ينسحب بصمت، تاركًا الغرفة مع كايل.
وبمجرد مغادرتهما، غرق ليونيل في نوم أعمق، لكن الراحة لم تدم طويلًا.
في عالم الأحلام…
كان واقفًا هناك، مجرد متفرج محاصر في كابوس مألوف.
أمام عينيه، رأى ليونيل البالغ، الرجل الذي يفترض أنه سيصبح عليه. كانت عيناه الزرقاوان أكثر برودة، وجسده النحيل بدا أكثر إنهاكًا. كان يقف وحده وسط أنقاض ساحة معركة، الدماء تلطخ ملابسه بينما وقف ثلاثة أشخاص أمامه—الأشرار الحقيقيون في الرواية.
كان جسده مشلولًا، غير قادر على التحرك أو التدخل.
"اهرب، أيها الأحمق!" أراد أن يصرخ، لكنه لم يستطع.
ليونيل البالغ لم يكن يستطيع رؤيته، بل كان يتحدث مع الأشرار الثلاثة ببرود، وكأنه يعلم أن مصيره قد حُسم بالفعل.
"إذا كنتم ترغبون بقتلي، فلماذا لا تنهوا الأمر الآن؟"
لكن أحد الأشرار ابتسم بخبث. "أوه، لا تقلق، ستكون نهايتك ممتعة."
ثم، قبل أن يتمكن من رؤية المزيد، انجرف كل شيء إلى الظلام.
ليونيل استيقظ فجأة، جسده يرتجف، والعرق البارد يتسلل إلى جلده.
لقد كان مجرد حلم، لكنه كان يعرف الحقيقة—
لم يكن مجرد كابوس.
كان ذلك… المستقبل.
...........
جلس ليونيل على سريره، يلهث بينما لا يزال أثر الكابوس يسيطر عليه. قلبه كان ينبض بعنف، وكأنه قد عاش المشهد بالفعل وليس مجرد حلم عابر.
لكن هذا مستحيل… هذا الحدث لم يكن مذكورًا في الرواية.
حاول إعادة ترتيب أفكاره، البحث في ذاكرته عن أي شيء مشابه، لكنه لم يستطع تذكر أي شيء عن مواجهة مباشرة بين ليونيل البالغ والأشرار الثلاثة. في القصة الأصلية، لم يُذكر كيف مات الأمير الرابع، فقط أنه توفي قبل بلوغه سن الرشد، ومعظم القراء—بمن فيهم هو قبل تجسده هنا—افترضوا أن السبب كان المرض.
لكن إن كان الأمر كذلك… فلماذا يرى شيئًا مختلفًا الآن؟
وأكثر ما أزعجه هو أنه كان في مواجهة مباشرة مع الأشرار الثلاثة.
"اللعنة!"
ضرب الفراش بقبضته، الغضب يتصاعد بداخله. إذا كان هذا المستقبل هو ما ينتظره، فهل هذا يعني أنه سيكون عليه مواجهتهم رغمًا عنه؟
"ما هذا العبث؟! ألم أكن مجرد شخصية جانبية في الرواية الأصلية؟ لماذا يتم جري نحو الأحداث الرئيسية؟!"
ثم كان هناك أمر آخر… تصنيفه كشرير.
كان ذلك أكثر ما يثير استياءه، ليس فقط لأنه لم يكن يعرف السبب، بل لأنه لم يكن هناك حتى أي دليل واضح في القصة على كونه شريرًا حقيقيًا. الأشرار الثلاثة الحقيقيون كانوا معروفين، وكانوا أذكى وأقوى منه بمراحل… فكيف انتهى به الأمر في قائمتهم؟
"أيها المؤلف اللعين!" صرخ بغضب، يركل الغطاء بعيدًا.
لو كان بإمكانه الإمساك بذلك الكاتب المجهول، لكان سيهزه حتى يعترف بما كان يفكر فيه عندما كتب هذا الهراء!
..............
جلس ليونيل على سريره، يحدق في السقف بعينين مليئتين بالشك والقلق. حاول استرجاع تفاصيل الرواية… لكنه وجد نفسه أمام فراغات كثيرة. كان يعلم أن الأحداث الكبرى ستبدأ بعد سنتين، لكن هناك شيء لم يكن متأكدًا منه—الكارثة الأولى.
في الرواية الأصلية، كانت الكارثة الأولى كارثة طبيعية مدمرة، زلزال هائل يضرب القارة ويكشف عن زنزانة قديمة تحتوي على وحش أسطوري. لكن الآن، ومع شعوره بأن الأمور ليست كما يتذكرها تمامًا، بدأ يشك في صحة هذه المعلومة.
ثم، فجأة، ضربه إدراك مرعب—ماذا لو لم تكن الكارثة الأولى كما وصفها المؤلف؟ ماذا لو كانت أقوى؟
صور مشوشة من كابوسه الأخير بدأت تتشكل في ذهنه. لم يكن زلزالًا… بل كان شيء آخر. شيء غريب… شيء لم يكن من المفترض أن يوجد في هذا العالم. كائن أشبه بالكابوس، جسده غير ثابت، كأنه مزيج بين الظلال والضوء المشع، بأعين لا تعد ولا تحصى تحدق في الفراغ، تلتهم كل شيء في طريقها.
"هذا… ليس زلزالًا." تمتم ليونيل، جسده يقشعر من الفكرة.
في الرواية، كان هنالك سبعة أبطال يقفون ضد الكوارث، لكن ماذا لو كانت هذه الكارثة تتجاوز حتى قدرتهم؟ والأسوأ من ذلك، لماذا كان ليونيل جزءًا من هذه الفوضى؟
ضغط على صدغه بأصابعه، ثم زفر بقوة، ليجد نفسه يصرخ بغضب:
"أيها المؤلف اللعين! أي نوع من القصة العبثية كتبتها؟!"
.............
ظل ليونيل يحدق في الفراغ، أنفاسه غير مستقرة. كان قلبه ينبض بقوة، ليس بسبب الخوف فقط، بل بسبب الغضب أيضًا. لقد قرأ "ملحمة الأبطال السبعة" مرات لا تحصى، وكان يعتقد أنه يعرف كل شيء عن هذا العالم… لكن الآن؟ الآن أدرك أنه لم يكن سوى أحمق.
المشكلة لم تكن فقط أن الكارثة الأولى مختلفة، بل إنها لم تكن منطقية حتى في سياق الرواية الأصلية.
كائن غير ثابت… أعين لا تعد ولا تحصى… شيء يتغذى على كل شيء في طريقه…
هذا لا يشبه أي شيء مما وصفه المؤلف. الوحوش في الرواية الأصلية كانت خطيرة، نعم، لكنها كانت قابلة للهزيمة، حتى الكوارث نفسها كانت مجرد تحديات ضخمة يمكن للأبطال السبع التغلب عليها… لكن هذا؟ هذا أشبه بكابوس خرج من أعماق الجنون.
بلع ريقه بصعوبة.
"لا، لا، لا… هذا غير صحيح."
بدأ يحاول استرجاع الرواية مجددًا. هل يمكن أنه نسي شيئًا؟ هل كانت هناك إشارة مخفية لم ينتبه لها؟
لكنه تذكر شيئًا واحدًا فقط—الأشرارالحقيقيون.
في الرواية، كان العالم كله يعتقد أن ليونيل هو الشرير، لكن في الحقيقة، كان هناك ثلاثة أشرار رئيسيين:
1. "الوصي الأبدي" – كائن يدّعي أنه حامي الإمبراطورية لكنه في الواقع كان يسحب الخيوط من الظلال، محركًا الأحداث كما يشاء.
2. "الراهب الأحمر" – ساحر مجنون، يسعى إلى تحويل القارة إلى "عالم نقي" من خلال طقوس دموية مرعبة.
3. "اليد السوداء" – منظمة سرية تقف خلف الكثير من الفوضى، لم يكن واضحًا من يقودها، لكن تأثيرها كان يمتد إلى كل مكان.
في القصة الأصلية، لم يظهر هؤلاء الأشرار إلا بعد بدء الكوارث، مما يعني أنهم لم يكونوا السبب المباشر لها… لكن إذا كانت الكارثة الأولى قد تغيرت، فماذا عن دورهم؟
شعر بعرق بارد ينزلق على جبينه.
"لا، لا، لا… هل يمكن أن يكون أحدهم وراء هذا؟"
بدأت الأسئلة تتزاحم في رأسه، ولم يجد أي إجابة ترضيه.
وفي لحظة إحباط، صرخ مجددًا:
"تبًا لك أيها المؤلف المعتوه! هل كنتَ مخدرًا وأنت تكتب هذه الفوضى؟!"
لكن هذه المرة… شعر بقشعريرة تسري في جسده.
وكأن… شيئًا ما قد استجاب له.
............
ظل ليونيل يلهث، أنفاسه غير مستقرة، وصدى صرخته الأخيرة لا يزال يتردد في ذهنه. لكن بعد لحظات، أدرك أن هناك شيئًا خاطئًا.
كان الهواء في الغرفة باردًا بشكل غريب. ليس برودة الليل العادية، بل برودة غير طبيعية، برودة تجمد الدم في العروق.
وفجأة—
[دينغ]
ظهرت أمامه نافذة شفافة تتوهج بضوء أزرق باهت.
[تنبيه: حالة غير متوقعة!]
[تم تفعيل النظام ]
[ جاري العمل ]
[جاري تنزيل ]
[تم التحديث]
تجمد ليونيل في مكانه، حدق في النافذة التي لم يكن من المفترض أن تكون هنا.
"ماذا…؟"
كانت الرواية الأصلية لا تحتوي على أي نظام حالة! لم تكن هناك نوافذ أو إشعارات أو أي شيء من هذا القبيل. هذا ليس عالمًا قائمًا على الأنظمة، بل عالم خيالي كلاسيكي!
لكن النافذة أمامه لم تهتم بارتباكه، فقد بدأت السطور تظهر تلقائيًا.
—---------------------------------------
[شاشة اللاعب]
[الاسم: ليونيل كارستين]
[العمر: 13 عامًا]
[التصنيف: شرير]
[المستوى: غير محدد]
[السلطة: مقيدة]
[المصير: مشوه]
—---------------------------------------
[الإحصائيات]
[القوة: F-]
[السرعة: F]
[القدرة الجسدية: F-]
[الذكاء: A+]
[السحر: F]
[القدرة الخاصة: غير مفعلة]
—---------------------------------------
المصير… مشوه؟
ما هذا الهراء؟! لم يكن هذا في الرواية أبدًا!
ثم، كما لو أن النافذة سمعت أفكاره، تغير النص أمامه بسرعة.
—---------------------------------------
[الكارثة الأولى]
[الاسم: الهاوي السرمدي]
[الحالة: مستيقظ]
[العد التنازلي: 1 سنة، 11 شهرًا، 29 يومًا]
—---------------------------------------
اتسعت عيناه، وارتفع نبضه بجنون.
الهاوي السرمدي؟!
لم يكن هذا الاسم موجودًا في الرواية الأصلية. لم يكن هناك شيء بهذا الاسم على الإطلاق!
لكن الأسوأ من ذلك…
العد التنازلي قد بدأ.
"تبًا… هذا ليس جيدًا."
لم يعد الوضع مجرد تغييرات طفيفة في الأحداث، بل كانت القصة بأكملها تنهار أمام عينيه.
ومع ذلك، لم يكن هذا هو أسوأ ما في الأمر.
لأن النافذة لم تختفِ بعد.
وبدأت تظهر رسالة جديدة… واحدة جعلت دماءه تبرد بالكامل.
—---------------------------------------
[تحذير: الكيان (؟ ؟ ؟) قد لاحظ وجودك.]
—---------------------------------------
حبس ليونيل أنفاسه.
… من هذا؟!
كان قلب ليونيل يدق بعنف، وقطرات عرق بارد تسيل على جبينه.
(الكيان ؟ ؟ ؟ قد لاحظ وجودك؟!)
لم يكن هذا مجرد تغيير طفيف في القصة… بل كان شيئًا مرعبًا لم يكن من المفترض أن يحدث!
حاول أن يهدئ نفسه، لكن أصابعه كانت ترتجف وهو يقرأ الكلمات أمامه مرارًا وتكرارًا.
ماذا يعني ذلك؟!
هل كان كائنًا من خارج هذا العالم؟ هل هو مرتبط بالكوارث؟ أم أنه شيء أسوأ من كل ذلك؟
بينما كان عقله يعمل بأقصى سرعته لاستيعاب ما يحدث، تغيرت النافذة مرة أخرى، وأصبحت أكثر قتامة، كما لو أن شيئًا ما كان يحاول التدخل فيها.
ثم ظهرت رسالة أخرى—
—---------------------------------------
[تحليل الكيان (؟ ؟ ؟) مستحيل.]
[يُنصح اللاعب بالاختباء.]
[يُنصح اللاعب بالصمت.]
[يُنصح اللاعب… بالهروب.]
—---------------------------------------
توقف نَفَسه للحظة.
الهروب؟ من ماذا؟!
كما لو كان الكون يسخر منه، بدأ الجو في غرفته يتغير. ارتفعت درجة الحرارة فجأة، ثم انخفضت في لمح البصر، كما لو كان المكان ينهار بين حالتين متضادتين.
شعر بضغط هائل يحيط به، وكأن هناك شيئًا ما يحاول اختراق هذا العالم.
"اللعنة…"
غريزته صرخت، جسده تحرك من تلقاء نفسه—اندفع بسرعة تحت الغطاء، أغلق عينيه بقوة، وحاول السيطرة على تنفسه.
لم يكن يعرف كيف، لكنه شعر أن هذا الشيء يبحث عنه.
مرّت لحظات من الصمت الثقيل، ثم—
—---------------------------------------
[تم إنهاء الاتصال.]
[الكيان (؟ ؟ ؟) فقد اهتمامه بك… مؤقتًا.]
—---------------------------------------
أخذ ليونيل شهيقًا حادًا، وكأنه خرج من تحت الماء بعد أن كاد يغرق.
لقد رحل؟!
تحسّس جسده، نظر حوله، لكن كل شيء كان طبيعيًا. لا زلازل، لا أصوات مرعبة، لا ظلال تزحف نحوه…
لكن ذلك لم يمنحه أي شعور بالراحة.
لأن هذا يعني شيئًا واحدًا—
لقد لاحظه شيء لا يجب أن يلاحظه.
وهذا الكيان… قد يعود مجددًا.
...........
أخذ ليونيل نفسًا عميقًا، محاولًا تهدئة دقات قلبه، لكن الغضب بدأ يتصاعد بداخله بسرعة.
"ماذا كان ذلك بحق الجحيم؟!"
ضرب السرير بقبضته وهو يضغط على أسنانه. كان يحاول التأقلم مع كونه جزءًا من هذه القصة السخيفة، لكنه لم يكن مستعدًا لمواجهة كيانات غامضة تتسلل إلى غرفته في منتصف الليل!
رفع رأسه وحدّق في نافذة الحالة التي ما زالت عالقة في الهواء، وكأنها تسخر منه.
"اللعنة عليك! اللعنة على المؤلف! اللعنة على هذا النظام التافه!"
كان من المفترض أن يكون شريرًا نبيلًا، محتالًا عبقريًا يعبث بالقصة كما يشاء، لا أن يكون فأر تجارب لهذه المهزلة الكونية!
لكن النظام لم يكترث لانهياره العقلي، بل أظهر إشعارًا جديدًا ببرود مثير للأعصاب—
—---------------------------------------
[ظهرت مهمة جديدة!]
المهمة الأولى: إعادة التأهيل
الهدف: حضور عشر جلسات علاج فيزيائي.
المكافأة: إكسير يزيد الصحة.
الرفض: مرفوض.
—---------------------------------------
تجمد ليونيل.
… ماذا؟
حدّق في النافذة بذهول، غير مصدق لما يراه.
"انتظر… أنت تمزح، صحيح؟"
لكن النظام لم يرد عليه، وكأن سخريته لم تكن تستحق إجابة.
"أنا لا أحتاج علاجًا فيزيائيًا! لا أريد إعادة تأهيل! أعطني مهام شريرة، مؤامرات، جرائم، لا هذا الهراء الصحي!"
لكنه لم يستطع رفض المهمة. النظام ببساطة لم يسمح بذلك.
ضغط على صدغه بإصبعيه، وأخذ نفسًا عميقًا.
"حسنًا… لنفكر بعقلانية."
تجاهل المهمة لن يؤدي إلى أي شيء سوى المزيد من العقوبات المحتملة. وأي عقوبة من هذا النظام الغامض قد تكون أسوأ مما يتخيله.
… لذا لم يكن لديه خيار سوى التنفيذ.
لكن هذا لا يعني أنه سيقبل الأمر بهدوء.
نظر إلى النافذة مرة أخرى، وحدّق بها بغضب.
"تبًا لك."
ثم أغلقها بعنف.
.................
ظل ليونيل يحدق في الفراغ، يلهث من شدة الغضب. أصابعه كانت ترتجف، ليس من الخوف، بل من الإحباط الخالص.
"ماذا بحق …؟" تمتم بصوت منخفض، ثم صرخ فجأة: "ما هذا العبث؟!"
حاول النظام إجباره على تنفيذ مهمة العلاج الفيزيائي، تصنيفه كان كـ"شرير"، والأحداث كانت تتغير بطريقة غير طبيعية.
لكن الشيء الأكثر استفزازًا؟
إنه حتى ليس شريرًا!
"ما هذا الهراء؟!" صاح وهو ينهض من سريره بغضب، متجاهلًا الضعف في جسده. "أنا بالكاد جزء من القصة، مجرد عابر طريق كان مقدرًا له أن يموت مبكرًا، فكيف تحاول أيها النظام اللعين إجباري على اتباع قواعدك؟!"
كان يفهم لو كان دوره كشرير رئيسي… لو كان مثل الوصي الأبدي، أو الراهب الأحمر، أو حتى اليد السوداء، لكن… لا!
ليونيل كان مجرد كبش فداء!
"بماذا كان يفكر الكاتب اللعين عندما قرر تصنيفي كشرير؟!"
هل كان هناك خطأ ما؟ هل تغير تصنيفه بسبب تأثير مجهول؟ أم أن المؤلف كان فقط يستمتع بتعذيبه؟
لا، لا يهم.
لم يكن ينوي اتباع هذه القصة السخيفة بعد الآن.
"لن أتدخل في الأحداث، لن أستمع لهذا النظام الغبي، ولا أهتم بما سيحدث للأبطال السبعة أو للقارة بأكملها!"
كان قد مات مرة بالفعل، ولن يسمح لنفسه بالسير على الطريق نفسه مرة أخرى.
هذه القصة؟ هذه الملحمة؟
لم تعد مشكلته.