دخل أحد الفرسان إلى الغرفة وهو يدفع كرسيًا متحركًا بتصميم فاخر، مبطنًا بمخمل أسود يليق بأمير من العائلة الإمبراطورية.

دون كلمة واحدة، انحنى الفارس بإشارة احترام، بينما اقترب الإمبراطور من السرير وحمل ليونيل بسهولة، كما لو كان خفيفًا كريشة.

"ضعني." تمتم ليونيل بصوت منخفض، لكنه لم يحاول المقاومة هذه المرة.

الإمبراطور لم يرد، بل تقدم بخطوات هادئة ووضعه على الكرسي المتحرك برفق. للحظة، تشبث ليونيل بثياب والده دون وعي، قبل أن يدرك ما يفعله ويتركه فورًا.

لكن الإمبراطور لاحظ ذلك.

في خطوة غير متوقعة، رفعه مجددًا من الكرسي بين ذراعيه وسار به خارج الغرفة، متجاهلًا الكرسي المتحرك تمامًا.

"ماذا تفعل؟!" صرخ ليونيل، محاولًا التملص، لكن الإمبراطور لم يُظهر أي نية لإنزاله.

"أنت متشبث بي، إذن سأحملك." أجاب بصوت هادئ وكأنه يتحدث عن الطقس.

ليونيل شعر بوجهه يحترق من الإحراج. "كنت أحاول فقط تثبيت نفسي، أيها الأب المجنون!"

لكن الإمبراطور لم يعره اهتمامًا، واستمر في المشي بهدوء في الممرات الملكية الطويلة، كأن حمله بهذا الشكل أمر طبيعي تمامًا.

نظر ليونيل إلى الجنود والخدم الذين كانوا ينحنون عند مرورهم، وبدأ الإحراج يتحول إلى إحباط.

"هل تستمتع بهذا؟" تمتم بصوت منخفض، لكن الإمبراطور لم يرد.

رفع ليونيل حاجبه. "حسنًا، لنرى كم يمكنك أن تتجاهلني."

اتخذ نبرة مسرحية وهو يقول: "جلالة الإمبراطور، أنت تحملني كما لو أنني طفل صغير. ألا ترى كم هذا غير لائق؟ ربما عليّ الصراخ لجذب الانتباه؟"

لم يتلقَ أي رد.

"ماذا عن هذا؟ هل تعرف أنني أفكر جديًا في الهروب من القصر؟ ربما أنضم إلى فرقة لصوص وأصبح مجرمًا سيئ السمعة، ما رأيك؟"

لا شيء.

ليونيل ضيّق عينيه. "هل تعرف أنني أكرهك؟"

الإمبراطور ظل صامتًا تمامًا، وجهه لا يُظهر أي تعبير، وكأن ليونيل لم يكن أكثر من حقيبة يحملها.

شعر ليونيل بالغضب، ليس فقط لأنه تم تجاهله، بل لأنه كان متأكدًا أن الإمبراطور كان يفعل ذلك عن قصد.

"أوه، فهمت الآن." قال ليونيل بابتسامة مستفزة. "أنت لا تتجاهلني، أنت فقط لا تعرف كيف تتعامل معي، أليس كذلك؟"

الإمبراطور توقف للحظة، ثم استأنف المشي، مما جعل ليونيل يشعر بنشوة النصر.

"هاه، إذن كنت على حق! الإمبراطور العظيم لا يعرف كيف يتعامل مع ابنه الشرير، أليس كذلك؟ لا تقلق، يمكنني تعليمك كيف تكون أبًا، لكن ستكون تجربة صعبة عليك."

الإمبراطور ظل صامتًا، لكنه شد قبضته حول ليونيل قليلًا، وكأنه يحذره ضمنيًا.

ليونيل ابتسم لنفسه. على الأقل، لست الوحيد الذي يعاني هنا.

.................

كانت القاعة الملكية مضاءة بمئات الشموع المتلألئة، والثريات الكريستالية تعكس أضواء ذهبية على الجدران المزخرفة، بينما تعزف الفرقة الموسيقية لحنًا ناعمًا يليق بجمعية النبلاء. النبلاء المتأنقون كانوا يتحدثون فيما بينهم بأصوات هادئة، يتبادلون المجاملات المصطنعة والابتسامات المزيفة.

لكن كل شيء تغير لحظة إعلان الحارس بصوت عالٍ:

"جلالة الإمبراطور، وصاحب السمو، الأمير الثاني إليوت، وصاحب السمو، الأمير الرابع ليونيل !"

انقطعت الموسيقى للحظة، وساد الصمت المشحون في القاعة. جميع العيون تحولت نحو المدخل، حيث دخل الإمبراطور بخطوات ثابتة ومهيبة، لكنه لم يكن يسير بمفرده.

كان يحمل ليونيل بين ذراعيه.

صدمة فورية اجتاحت النبلاء، واتسعت عيون البعض بينما سقطت كؤوس النبيذ من أيدي آخرين. الهمس انتشر كالنار في الهشيم.

"ماذا؟! هل يحمل الإمبراطور الأمير الرابع؟"

"هذا... هذا غير مسبوق! لم يُعرف عن جلالته إظهار مثل هذه المعاملة لأي من أبنائه!"

"هل يمكن أن يكون الأمير الرابع قد فعل شيئًا مميزًا ليستحق هذا؟"

"لا بد أن هناك أمرًا أكثر من مجرد إصابته!"

كانت النظرات تتراوح بين الدهشة وعدم التصديق، وبعضها محمّل بالريبة. لم يكن الأمير الرابع، ليونيل كارستين، أكثر من ظل بعيد عن الأنظار طوال حياته، يُنظر إليه على أنه عديم القيمة.

ومع ذلك، كان الآن في أحضان الإمبراطور نفسه.

إليوت، الذي كان يسير خلف والده، ألقى نظرة جانبية إلى ليونيل، الذي بدا هادئًا ظاهريًا، لكنه في الحقيقة كان مستمتعًا بالفوضى التي أحدثها هذا المشهد.

ليونيل نظر حوله، ثم ابتسم بسخرية وهمس بصوت منخفض يكفي أن يسمعه الإمبراطور وحده:

"أوه، هل ترى هذا؟ لقد أثرتُ ضجة كبيرة بدون حتى أن أفتح فمي."

الإمبراطور لم يرد، لكنه تابع سيره بهدوء نحو مقدمة القاعة، بينما بقيت الهمسات تملأ المكان.

ليونيل، الذي قرر الاستمتاع بالوضع، أراح رأسه على كتف الإمبراطور وكأنه طفل مدلل، مما جعل الصدمة تتضاعف بين النبلاء.

"هل... هل الأمير الرابع يتصرف بدلال؟"

"منذ متى أصبح قريبًا من الإمبراطور؟"

كان من الواضح أن هذه الليلة ستكون طويلة... ومثيرة جدًا بالنسبة لليونيل.

..................

بمجرد أن وصل الإمبراطور إلى مقدمة القاعة، جلس على عرشه الذهبي الفخم، مزينًا بنقوش التنين الإمبراطوري، تعبيره لا يزال هادئًا كجبل لا تهزه العواصف. لكن الأمر الأكثر إثارة للجدل لم يكن مجرد جلوسه... بل أنه وضع ليونيل في حضنه كما لو كان طفلًا صغيرًا.

الهمسات تصاعدت بين النبلاء.

"إنه يجلس في حضن الإمبراطور؟!"

"هل الأمير الرابع لا يزال طفلاً أم ماذا؟"

"لا، هذا مستحيل، لا يمكن أن يكون مجرد عاطفة أبوية، هناك شيء آخر يحدث هنا..."

ليونيل، الذي حاول التملص عدة مرات ولكن دون فائدة، توقف أخيرًا، قبل أن تظهر على وجهه ابتسامة صغيرة ماكرة. إن لم يستطع تحرير نفسه، فسيجعل هذه الليلة جحيمًا للجميع!

"أوه، كم هو ممل..." تمتم بصوت مسموع بما يكفي لجعل القريبين منه يسمعون. ثم رفع رأسه ونظر إلى الإمبراطور. "والدي العزيز، هل يجب علينا حقًا حضور مثل هذه التجمعات الفارغة؟ أعني، لا أحد هنا يثير الاهتمام حقًا."

ساد الصمت للحظة، ثم تسرب التوتر إلى الأجواء.

النبلاء بدأوا بإلقاء التحية على الإمبراطور وأبنائه الواحد تلو الآخر.

"تحية لعظمتك، جلالة الإمبراطور، وشرف لنا أن نرى الأمير الثاني إليوت، والأمير الرابع ليونيل." انحنى دوق مسن باحترام.

ليونيل ابتسم ابتسامة متكلفة، ونظر إليه نظرة ازدراء متعمدة. "أوه، يا له من شرف، دوق... ماذا كان اسمك مجددًا؟ آه، صحيح، من يهتم؟"

تصلب الدوق، بينما أخذ بعض النبلاء يهمسون فيما بينهم بذهول.

شخص آخر تقدم، الماركيز فالنتينو، رجل في منتصف العمر ذو لحية مهذبة وابتسامة متزلفة. "سموك، من الجيد رؤيتك بصحة جيدة. لقد كنا جميعًا قلقين بشأنك."

ليونيل أمال رأسه، وضحك بخفة. "حقًا؟ أنت قلق عليّ؟ عجيب، ظننت أنكم كنتم تنتظرون موتي فقط."

تجمدت الابتسامة على وجه الماركيز، وبدا أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان ذلك مجرد مزحة أو إهانة مباشرة.

إليوت، الذي كان يقف بجوار العرش، وضع يده على فمه لإخفاء ابتسامة، بينما كايل في الجانب الآخر لم يكلف نفسه عناء إخفاء استمتاعه.

الإمبراطور لم يظهر أي رد فعل، فقط جلس هناك بصمت، كما لو أن تصرفات ليونيل لم تكن تعنيه.

لكن ليونيل لم ينتهِ بعد.

نظر إلى مجموعة من النبلاء الواقفين معًا، بعضهم كان يتظاهر بالابتسام بينما كان واضحًا أنهم يشعرون بالاستياء.

"أنظروا إليكم، يا لها من مجموعة رائعة من التماسيح بوجوه ملائكية." قال بصوت مرتفع كفاية ليسمعه الجميع. "تبتسمون وكأنكم لم تقضوا حياتكم في التآمر خلف ظهور بعضكم البعض. كيف تشعرون الآن ؟"

البعض انخفض رأسه لتجنب المواجهة، بينما البعض الآخر بدوا مصدومين من جرأته.

كان واضحًا أن الأمير الرابع، الذي كان يعتبر في الماضي مجرد ظل منبوذ، لم يعد يلتزم بأي قواعد.

وهذا وحده كان كافيًا لقلب الحفل رأسًا على عقب.

................

وضع الإمبراطور يده الكبيرة على فم ليونيل، قاطعًا سيل استفزازاته للنبلاء. اقترب منه وهمس بصوت منخفض، لكن كلماته حملت تهديدًا واضحًا:

"إن لم تصمت الآن، فسأرسلك إلى جلسة علاج فيزيائي إضافية بعد الحفلة."

اتسعت عينا ليونيل في صدمة، وشعر بقشعريرة تسري في جسده عند تذكر آخر جلسة علاج مؤلمة. كان يفضل مواجهة جيش كامل على أن يمر بذلك مجددًا. فكر بالرد، لكنه أدرك أن الإمبراطور جاد. وهكذا، ابتلع كلماته وأدار وجهه بعيدًا، مشيحًا بنظره بامتعاض.

راقب الجميع الصمت المفاجئ للأمير الرابع بدهشة. هل نجح الإمبراطور في ترويضه؟ لم يكن أحد يجرؤ على قول ذلك بصوت عالٍ، لكن النظرات المتبادلة بين النبلاء كانت واضحة.

بعد دقائق، أشار الإمبراطور إلى أحد الخدم، الذي انحنى بسرعة وغادر القاعة، ليعود بعد لحظات حاملاً طبقًا فاخرًا مليئًا بالمكسرات الفاخرة المحمصة بالعسل.

بهدوء، أخذ الإمبراطور واحدة، ووضعها في فم ليونيل مباشرة.

ليونيل، الذي لم يكن يتوقع ذلك، تفاجأ، لكنه مضغها في النهاية، وحين انتشرت النكهة اللذيذة في فمه، لم يستطع إخفاء رضاه. منذ أن استيقظ في هذا الجسد، لم يأكل سوى الطعام الصحي الذي يقدمه الطبيب إدغار، وهذا... كان تغييرًا مرحبًا به.

ابتسامة خفيفة ظهرت على وجه الإمبراطور بينما كرر العملية، يطعم ليونيل واحدة تلو الأخرى. ثم، بنبرة مستمتعة، قال بصوت مسموع:

"أنت تشبه الهامستر عندما تأكل بهذه الطريقة."

تجمد ليونيل في منتصف المضغ، قبل أن ينظر إلى الإمبراطور بعبوس قاتم.

"أنا لا أشبه الهامستر!" قال بصوت منخفض، لكن امتعاضه كان واضحًا.

الإمبراطور تجاهل اعتراضه، وأخذ حبة مكسرات أخرى ووضعها في فمه مباشرة، مما زاد من إحراج ليونيل، خاصة عندما لاحظ بعض النبلاء الذين حاولوا كبت ضحكاتهم.

كايل، الذي كان يراقب الموقف منذ البداية، لم يضيع الفرصة ليستمتع بالموقف أكثر. مال نحو ليونيل وقال بابتسامة خبيثة:

"أوه، لم أكن أعلم أن الأمير الرابع لديه موهبة سرية... أن يكون حيوانًا أليفًا للإمبراطور."

شهق ليونيل غاضبًا، محاولًا الرد، لكن الإمبراطور استغل الفرصة ليضع حبة أخرى في فمه، مما منعه من الحديث مجددًا.

إليوت، الذي كان يقف بجانب العرش، وضع يده على فمه لإخفاء ابتسامته، بينما ضحك كايل بصوت خافت، مستمتعًا بمعاناة ليونيل.

عبس ليونيل أكثر، لكنه لم يستطع إنكار شيء واحد...

هذه المكسرات كانت لذيذة جدًا.

..................

عندما اقترب البارون ريتشارد مونتغمري، ظهر إشعار النظام مرة أخرى، مما جعل ليونيل يشعر بالضيق أكثر.

---

[إشعار النظام]

تم تفعيل مهمة جديدة.

المهمة: تأثير الظل الخفي

المكافأة: مهارة جديدة غير معروفة.

العقوبة: خطر غير محدد.

---

"تأثير الظل الخفي؟ هل هذا مزاح؟"

كان ليونيل يعرف هذا الرجل جيدًا من الرواية. ريتشارد مونتغمري، شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره، وسيم بشكل مزعج، بعينين رماديتين وابتسامة هادئة توحي بالثقة. كان بارعًا في السياسة والمكائد، ويملك تأثيرًا كبيرًا بين النبلاء، لكنه كان أكثر من مجرد نبيل طموح.

في الإصدار السادس من الرواية، كان من بين الشخصيات التي حاولت خيانة الإمبراطور، لكنه فشل في ذلك، وتم إعدامه بطريقة وحشية. لكن المشكلة الحقيقية كانت أن الرواية لم تذكر السبب الحقيقي وراء خيانته، ولا الجهة التي دعمته في الخفاء.

"إذا كان من المفترض أن يُعدم في النهاية، فلماذا أشعر بأن وجوده هنا أكثر خطورة مما يجب؟"

رفع ليونيل رأسه لينظر إلى الرجل الذي اقترب ببطء.

انحنى البارون أمام الإمبراطور باحترام، لكن ليونيل لاحظ كيف تحركت عيناه نحوه للحظة، قبل أن يعود إلى وضعيته الطبيعية.

"تحياتي لجلالتكم."

لم يرد الإمبراطور فورًا، بل اكتفى بتقييم الرجل بنظرة باردة قبل أن يقول بصوت هادئ، لكنه يحمل قوة واضحة: "انهض، ريتشارد."

رفع البارون رأسه ببطء، ثم ألقى نظرة أخرى خاطفة على ليونيل.

"يبدو أن جلالتك قررت إحضار الأمير الرابع إلى الحفل هذه الليلة."

لم تعجبه نبرة صوته. لم تكن مهينة، لكنها حملت نوعًا من الفضول المزعج، وكأن الرجل كان يحاول تحليل السبب الحقيقي لهذا القرار.

"ماذا؟ هل لديك مشكلة في ذلك؟" سأل إليوت بابتسامة مستفزة، وهو يميل برأسه قليلًا.

"بالطبع لا، يا صاحب السمو." قال البارون بلطف، لكنه لم يبدُ متفاجئًا من استفزاز كايل.

أخذ ليونيل نفسًا عميقًا، وهو يقرر التحرك بحذر.

"لقد كنت أتساءل فقط... كيف حالك، صاحب السمو الأمير ليونيل؟"

أدار ليونيل عينيه ببطء، محدقًا في الرجل الذي خاطبه مباشرة.

"أوه، لا. لا أريد أي حديث مع هذا الرجل."

لكنه لم يستطع تجاهله تمامًا.

"كما ترى، على قيد الحياة." قال ليونيل ببرود، بينما كان يلتقط مكسرات أخرى من يد الإمبراطور ويضعها في فمه وكأنه غير مكترث.

ضحك البارون بهدوء. "هذا جيد. صحتك تهمنا جميعًا، بعد كل شيء."

شعر ليونيل بقشعريرة خفيفة، لكنه أخفى ذلك بابتسامة جانبية.

"هذا الرجل... هل بدأ بخطته بالفعل؟"

كان عليه أن يكتشف ذلك قبل انتهاء الحفلة.

................

كان ليونيل يجلس في حضن الإمبراطور، يعبس بانزعاج بينما يتجاهل كل تحذيرات النظام. لم يكن مهتمًا بأي من هذا، كان قد قرر بالفعل أن يظل متفرجًا. لكن رغم ذلك، لم يستطع منع نفسه من التفكير:

"نحن ما زلنا في الإصدار الأول من الرواية، فلماذا النظام يحذرني من ريتشارد مونتغمري؟"

بناءً على ما يعرفه، لم تكن خيانة ريتشارد تُذكر إلا في الإصدار السادس. حتى ذلك الحين، كان مجرد نبيل ثانوي بلا أهمية تُذكر.

لكن عندما التقت عيناه بعيني البارون، ارتجف جسده لا إراديًا.

كان ذلك شعورًا غير مألوف.

لقد عانى من هذه اللحظات من قبل—حين تسيطر مشاعر ليونيل الأصلي عليه—لكن هذه المرة كان الأمر مختلفًا. كان هناك خوف حقيقي، خوف راسخ في أعماق هذا الجسد، خوف لم يكن له أي تفسير منطقي في ذاكرته الحالية.

"ماذا كان يفعل لك هذا الرجل، لك ليونيل الأصلي؟"

قبض على ثيابه بإحكام، لكنه حاول ضبط ملامحه قبل أن يلاحظ أحد ارتجافه. لم يكن يريد أن يثير أي شكوك.

لكن النظام لم يمنحه فرصة للتجاهل.

[تم تفعيل قدرة خاصة!]

شعر بتنميل خفيف في رأسه، ثم ظهرت أمامه شاشة شفافة تضم تفاصيل لم يكن من المفترض أن يعرفها.

---

[تحليل الشخصية – تفعيل تلقائي]

الاسم: ريتشارد مونتغمري

العمر: 32 عامًا

اللقب: البارون مونتغمري

الولاء: غير محدد

الحالة النفسية: هادئ، متحفظ، مخادع

النية الحالية: حضر الحفلة بهدف تسميم أحد الحاضرين

---

تسارعت ضربات قلب ليونيل، لكنه أبقى وجهه جامدًا.

"تسميم أحد الحاضرين؟"

جال بنظره في القاعة، محاولًا تحديد من قد يكون الهدف.

كانت القاعة مليئة بالنبلاء، وجميع الأمراء كانوا هنا أيضًا، حتى الإمبراطور نفسه كان يجلس على العرش الذهبي في مقدمة القاعة.

"من الذي يريد قتله؟"

لكن قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، سمع صوتًا مرحًا بجانبه.

"ماذا هناك، أخي الصغير؟ تبدو شاحبًا فجأة."

كان إليوت، يتحدث بصوت خفيض، بينما ينظر إليه بعينين متسليتين.

حاول ليونيل استعادة رباطة جأشه، وأجبر نفسه على التظاهر بالاسترخاء.

"مجرد ملل." قال، ثم أدار رأسه بعيدًا.

لكن إليوت لم يبتلع هذا بسهولة. ابتسم وهو يهمس، "هل أنت متأكد؟ لأنك كنت تنظر إلى البارون وكأنك رأيت شبحًا."

ارتجف ليونيل للحظة، لكنه سرعان ما أخفى الأمر.

"إنه مجرد نبيل تافه، لا يستحق حتى اهتمامي."

لكن كلمات إليوت التالية كادت تجعله يلعن بصوت عالٍ.

"غريب، لأنني أذكر أنك كنت ترتجف."

لعنة.

أخذ ليونيل نفسًا عميقًا. لم يكن لديه طاقة للعب مع إليوت الآن، خاصة عندما كان هناك احتمال أن يكون هناك جريمة قتل وشيكة في القاعة.

"لا، هذا ليس من شأني، لا يهمني."

لكن مهما حاول أن يقنع نفسه، لم يستطع تجاهل الفكرة التي كانت تزداد وضوحًا في رأسه.

إذا لم يكن هذا جزءًا من القصة الأصلية، فهذا يعني أن هناك شيئًا قد تغيّر. وإذا كان هناك شيء قد تغيّر، فهذا يعني أن معرفته السابقة قد لا تكون كافية لحمايته.

والأهم من ذلك...

إذا كان الهدف أحد أفراد العائلة الإمبراطورية، فإن الأمور قد تخرج عن السيطرة تمامًا.

2025/04/19 · 245 مشاهدة · 2228 كلمة
روزي
نادي الروايات - 2025