سلام عليكم ورحمة الله وبركاته انقطعت بسبب مشاكل وايضا تحطم البيسي إلى كنت انشر منه لكن الأن عدت لنشر وإنشاء الله بدون انقطاع

_______________________________

بعد أن أنهى فنغ شيو قتلهم، وقف للحظات يتنفس بصعوبة.

عيناه مثبتتان على الجثث الملقاة حوله. للحظة، بدا وكأنه يفكر، لكن تعبيرات وجهه تغيرت تدريجيًا.

راحت عيناه تتوهجان بشعار أحمر مملوء بتعطش دموي، وابتسامة شيطانية ترتسم على وجهه.

بدأ يجر الجثث واحدة تلو الأخرى نحو زاوية مظلمة. وقفت يده للحظة على أول جثة، ثم انحنى فوقها.

لكنه، بمجرد أن اقترب منها أكثر، تقيأ بشدة بسبب الرائحة والمنظر. رغم ذلك، ظل شيئًا داخله يدفعه للاستمرار.

بتردد، مد يده وسحب قطعة لحم صغيرة من الجثة.

رفعها إلى فمه ببطء، وعندما أخذ أول قضمة، تجمد للحظة. كان طعمها مريعًا، لكن مع كل قضمة أخرى، بدأ الطعم يتلاشى. أصبح الأمر أسهل.

سرعان ما أكمل أكل الجثة الأولى بالكامل، ولم يعد يشعر بأي اشمئزاز.

مع كل لقمة من الجثث الأخرى، ازداد تعطشه وشعوره بالقوة.

عيناه الحمراء المتوهجة زادت من شدة لمعانها، وابتسامته الشيطانية اتسعت أكثر.

أصبح يأكل الأعضاء الداخلية بعنف، ينهشها وكأنه يلتهم وجبة لذيذة، متجاهلًا الدماء التي تغطي فمه ويديه.

في النهاية، وقف فوق أكوام العظام التي خلفها، يتنفس بهدوء. لم يعد فنغ شيو كما كان.

"هيهيهي يبدو انني تحررت اخيرا من القيود البشرية تلك " ضل يضحك بهستيرية و نشوة لاتوصف تضهر في عينيه.

بعد أن انتهى فنغ شيو من فعلته، رفع يده بهدوء، لتظهر مياه نقية تنبثق منها.

استخدمها لغسل الدماء عن يديه ووجهه دون أي تردد، وكأن الأمر مجرد روتين عادي.

استقام ببطء بعد أن انتهى، متجاهلًا أكوام العظام وبقايا الجثث من حوله، ثم بدأ يمشي بخطوات هادئة ومتزنة عائدًا نحو المخيم.

كان الليل ساكنًا، والقمر يرسل ضوءًا خافتًا، فيما كانت خطواته تكاد لا تصدر صوتًا على الأرض الرطبة.

عند وصوله إلى المخيم، لم يتوقف ولم يلتفت لأحد. توجه مباشرة إلى خيمته، رفع الستار بهدوء، ثم دخل.

ألقى بجسده على الفراش دون أي تردد، وكأن كل ما حدث لم يكن أكثر من حلم عابر.

غطى نفسه بالغطاء المهترئ، وأغمض عينيه. تنفسه كان هادئًا ونبضه ثابتًا، وكأن ما مر به لم يؤثر عليه إطلاقًا.

لم تمض سوى لحظات حتى استسلم لنوم عميق، تاركًا خلفه كل شيء دون أن يرف له جفن.

مع إشراقة الصباح، خرجت إحدى النساء من المخيم، تتوجه نحو الغابة القريبة لجمع الحطب اللازم لإشعال النار وتجهيز الطعام.

كانت تسير بهدوء بينما تحمل سلة صغيرة، تنظر حولها بحثًا عن أغصان يابسة متناثرة.

لكن ما أن تقدمت قليلاً بين الأشجار حتى توقفت فجأة، وتجمدت مكانها، ثم أطلقت صرخة مدوية اخترقت هدوء الصباح.

سمع الرجال الصرخة في المخيم، وقفزوا من أماكنهم، بعضهم هرع إلى السلاح، والبعض الآخر جرى باتجاه الصوت.

فنغ شيو كان من بين من تحركوا، لكنه مشى بخطوات هادئة وثابتة دون أن يُظهر أي اهتمام زائد.

وصل الجميع إلى الموقع الذي كانت المرأة تشير إليه بيد مرتجفة وصوت مختنق: "أنظروا... ما هذا؟!"

كانت هناك أكوام من العظام الملطخة ببقايا اللحم، متناثرة بشكل فوضوي على الأرض.

آثار واضحة لما بدا وكأنه ولائم وحشية. توقف الرجال للحظة، يحدقون في المشهد بذهول، ثم بدأوا يهمسون فيما بينهم.

قال أحدهم بصوت مرتعش: "لابد أن وحشًا ضخمًا هو من فعل هذا. انظروا إلى هذه البقايا... هذا ليس عمل إنسان."

آخر أضاف: "إذا كان وحشًا كهذا يتجول بالقرب منا، فإننا في خطر كبير. علينا التحرك الآن!"

فنغ شيو وقف بينهم، ينظر إلى العظام دون أن يُظهر أي رد فعل. بدا وكأنه يرى شيئًا مألوفًا، لكنه لم ينبس بكلمة.

حين عاد الجميع إلى المخيم بعد رؤية المشهد المرعب، ساد صمت ثقيل بينهم.

لم يكن هناك حاجة لتفسير؛ ما رأوه كان كافيًا لدفعهم لاتخاذ قرار سريع.

بدأ الرجال في جمع أغراضهم على عجل، يلقون الأوامر لبعضهم البعض بصوت منخفض، بينما النساء حاولن تهدئة الطفل صغير الذي شعر بالتوتر من أجواء الخوف.

"علينا الخروج من هنا الآن!" قال أحدهم وهو يحمل حقيبته. "لا يمكننا البقاء في هذه الغابة مع وجود وحش كهذا."

وافق الجميع دون جدال، وبدأوا التحرك بسرعة نحو طريقهم الرئيسي المؤدي إلى المدينة التي كانوا ينوون الذهاب إليها:

مدينة "لينغشوان"، المعروفة بسوقها المزدهر وأحيائها الآمنة.

فنغ شيو انضم إليهم بهدوء كعادته، يسير خلف المجموعة وهو يراقبهم بصمت.

لم يتحدث كثيرًا أثناء الرحلة، مكتفيًا بمراقبة التحركات والوجوه القلقة حوله.

بعد ساعات من السير المتواصل، خرجوا من حدود الغابة المظلمة، وبدأت ملامح المدينة تظهر أمامهم. جدرانها العالية وأسواقها الصاخبة كانت تبدو كملاذ آمن، ما جعل بعضهم يتنفس الصعداء.

شعرو بالأمان لينطق برودك" هووف اخيرا خرجنا بسلام سيكون اسوء شيئ لو قابلنا ذلك الوحش"

دخلوا المدينة وهم يحملون بداخلهم خوفًا خافتًا مما تركوه خلفهم في الغابة، دون أن يعلموا أن الوحش الذي يخشونه كان يسير بينهم.

2025/01/05 · 4 مشاهدة · 730 كلمة
نادي الروايات - 2025