بعد أن دخلوا مدينة "لينغشوان"، كان الجو مليئًا بالحيوية والنشاط.

الشوارع تعج بالتجار الذين ينادون على بضائعهم، والناس يتنقلون بين المحلات والأكشاك.

المجموعة التي رافقت فنغ شيو سرعان ما قررت التفرق، كل منهم يسعى إلى مسار جديد.

فنغ شيو، من جهته، لم يكن في عجلة من أمره، بل قرر التجول في المدينة واكتشاف معالمها.

بدأ بالسير في السوق الكبير، حيث لفتت انتباهه الأكشاك المزدحمة بالأطعمة، الحرف اليدوية، والأقمشة الزاهية.

توقف عند أحد الباعة الذي كان يبيع الفاكهة، واراد ان يشترى منه تفاحة بعد حديث بسيط حول جودة المحصول هذه السنة.

"من أين أنت؟" سأله البائع وهو ينظر إلى ملابسه المغبرة.

"مجرد مسافر," رد فنغ شيو بابتسامة خفيفة.

استمر في جولته حتى وجد نفسه أمام متجر يبيع أسلحة وأدوات قتالية.

دخل المتجر وتفحص البضائع، حيث أثارت سيوف قصيرة وأقواس دقيقة اهتمامه.

دار حديث قصير مع صاحب المتجر، الذي بدا شغوفًا بالأسلحة التي يصنعها بنفسه.

"إذا كنت تبحث عن عمل أو مكان للإقامة، يمكنك زيارة الحانة الصغيرة في الزقاق الغربي. هناك الكثير من الناس الذين قد يوجهونك," نصحه الرجل.

" حسنا ليس لدي أي نقود الأن...أما عن المبيت فليس مهم لااحتاج لنوم على اي حال"

حل اليل وبينما وقف فنغ شيو يراقب من بعيد، رأى مجموعة من الأطفال، جميعهم لا يتجاوزون الثانية عشرة من العمر.

يحيطون بطفل آخر يبدو أنه في الحادية عشرة من عمره. كان الطفل المستهدف أعمى، يتلمس طريقه بصعوبة، وملابسه البالية تروي قصة بؤسه.

كان الأطفال الآخرون يحملون خشبة مشتعلة للإضاءة، ويضحكون بسخرية بينما يوجهون إليه إهانات قاسية.

"يا من لا أم له ولا أب، ماذا تفعل هنا؟" صاح أحدهم، وهو يدفع الخشبة المشتعلة بالقرب من وجه الطفل الأعمى، مما جعله يتراجع خطوة إلى الوراء بتردد وخوف واضحين.

"أخبرناك أن هذا المكان ليس لك، فلماذا تعود؟" قال آخر بنبرة حادة، بينما أطلق بقية الأطفال ضحكاتهم.

فنغ شيو ظل يراقب من مكانه، دون أن يتدخل. عيناه الخاليتان من الحياة تابعتا المشهد بصمت، بينما كانت نيران الخشبة تضيء عيني الطفل الأعمى المرتعب، تعكس الألم والتحدي في الوقت نفسه.

فجأة، هبّت رياح باردة جعلت النار المشتعلة على الخشبة تنطفئ، مما أغرق المكان في ظلام حالك. عمّ الصمت للحظة، قبل أن يبدأ الخوف بالتسلل إلى قلوب الأطفال. هم في النهاية مجرد أطفال، ولم يعتادوا على الظلام الذي أصبح الآن يحيط بهم من كل جانب.

في ارتباكهم، حاولوا الهروب، لكنهم تعثروا ببعضهم البعض، وكانت خطواتهم خائفة ومضطربة. أحدهم تعثر وسقط أرضًا، ليجد نفسه أمام الطفل الأعمى الذي كان مستلقيًا هناك.

شعر الطفل الأعمى بحركة قريبة منه، فتأهّب غريزيًا. عندما حاول الطفل الآخر النهوض، اندفع بغضب ليضربه، فقد كانت حواسه الحادة تعمل بكفاءة في الظلام، على عكس خصومه.

كان الظلام حليفًا له، يعرفه جيدًا، بينما كان بالنسبة لهم عدوًا مخيفًا.

بدأ الطفل الأعمى بالتحرك بثقة داخل الظلام، مستغلًا ارتباكهم وخوفهم.

توالت ضرباته السريعة، بينما تعثر الآخرون بلا جدوى، غير قادرين على تحديد مكانه أو كيفية مواجهته. بالنسبة لهم، كان هذا الظلام سجنًا، لكن بالنسبة له، كان وطنًا يعرف كل تفاصيله.

"هل هؤلاء هم الضعفاء الذين كنت أخاف منهم؟" تمتم الطفل الأعمى بدهشة، وهو ينظر من حوله رغم عماه. لم يستطع تصديق أن الأشخاص الذين كانوا يعذبونه هم مجرد أطفال يخشون انقطاع الضوء.

كان الأطفال ملقون على الأرض، يبكون بخوف ويتوسلون إليه للرحمة. مشهدهم البائس أثار شيئًا في قلب الطفل الأعمى.

على الرغم من الألم الذي عاناه على أيديهم، إلا أن قلبه الرقيق لم يستطع تحمل رؤيتهم بهذا الضعف.

بتنهيدة عميقة، خطا خطوة للخلف وتركهم يذهبون.

"عودوا إلى بيوتكم"، قال بصوت هادئ ومطمئن.

واحدًا تلو الآخر، نهض الأطفال وركضوا بعيدًا في الظلام، متعثرين بخطواتهم الخائفة.

حينها، بقي الطفل الأعمى وحده في الظلام، محاطًا بالصمت.

لكنه، على عكسهم، لم يكن يخشى هذا الظلام. كان يعرفه جيدًا، فقد أصبح جزءًا من حياته، ملاذًا له في عالم قاسٍ.

وقف فنغ شيو للحظة، موجهًا نظراته الباردة إلى الفراغ أمامه وكأنه يتحدث مع أحد. ألفت مغادرة المكان.

{توقف عندك} قال النظام بحدة مقاطعًا أفكار فنغ شيو.

تنهد فنغ شيو بملل واضح، ثم قال ببرود:

"وماذا الآن؟ ما الذي تريد أن أقوم به هذه المرة؟"

رد النظام بحزم{يجب أن تأخذ هذا الطفل. هو مفتاح لشيء أكبر بكثير مما تدرك}

التفت فنغ شيو ببطء نحو الطفل الأعمى الذي ما زال جالسًا في الظلام بهدوء، وقال بصوت ميت:

"أخذ هذا المذلل؟ لماذا بحق الجحيم عليّ أن أهتم؟ يبدو عديم الفائدة تمامًا."

قال النظام بصوت جدي:

{ فقط ثق بي وخذ هذا تلميذا لديك}

"ثقة؟؟هيهيييي ياله من كلمة وجدت بدون معنى"

{أوه تبا حسنا يبدو أنه لافائدة إن لم أخبرك لمذا، هذا طفل يمتلك جسد الفوضى المقدس...على الأقل هذا ماكتشفته}

رفع فنغ شيو حاجبيه بشك، وقال بلهجة حادة:

"جسد الفوضى المقدس؟ سمعت الكثير من أكاذيبك بالفعل. لماذا عليّ أن أصدق هذا الهراء الآن؟"

أجاب النظام بسرعة، وكأنه توقع هذا الرد:

{كنت أعلم أنك ستقول هذا اذا دعنى نقم قسم الملوك، وهكذا لن يمكن أن يكذب اي احد منا عن الأخر}

"قسم الملوك؟ تريد أن أقيم هذا القسم معك مناجل طفل أعمى؟ يبدو أنك يائس جدًا لإقناعي."

أضاف قائلا :

"لكنني لا أهتم، ولا أرى أي سبب يدفعني لتصديق كلامك أو إضاعة وقتي على طفل لا يستطيع حتى رؤية العالم حوله."

قال النظام بإصرار:

{القسم سيثبت كل شيء. إذا وافقت على القسم، ستعرف أنني أقول الحقيقة. وإذا كنت مخطئًا، لاتسمع لي مجددا }

توقف فنغ شيو للحظة، يفكر فيما سمعه. ثم نظر إلى الطفل مرة أخرى، وقال ببرود:

"حسنًا، دعنا نقيم هذا القسم. لكن إذا كنت تكذب، فأعدك أن هذا سيكون آخر شيء ستقوله لي."

{حسنا مد يدك وجعل قليلا من طاقتك تتسرب}

مد فنغ شيو يده وبدأ تتسرب طاقة سوداء من يديه ليطلق نظام كذلك طاقة ذهبية وبداتا بالإندماج شيئا فشيئا لتبدا دائرة في تشكل

كانت ذات نقوش معقدة....

بعد ثوانٍ قال نظام:

{ حسنا لقد أنهينا القسم يمكنك تجربته ولكي تتثق بي ساقوم بسؤالك و حاول الكذب..ما إسمك}

تحدث فنغ بصوته المنعدم مرة اخرى " حسنا اسمي هو بار...." فجأة انقطع صوته لم يقدر على إكمال كذبته "

{حسناارايت انه لايمكن الكذب اذا اقمت قسم الملوك}

2025/01/25 · 6 مشاهدة · 942 كلمة
نادي الروايات - 2025