سلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني قررت أن ارجع اكتب هذه رواية واعرف اني دائما اتوقف لكنني اسف ساحاول هذه المرة💖

💖💖

"واحد..."

اتسعت عينا زاراثوس وبدأ قلبه ينبض بقوة

"اثنان..."

حاول تحريك ذراعيه لكنهما كانتا مشللتين تمامًا

"ثلاثة..."

شعر برعشة تجتاح جسده وكأن عقله يرفض الاستسلام رغم ألم جسده

"أربــ..."

قبل أن يكمل فنغ العد صرخ زاراثوس في داخله وحشد كل قوته المتبقية ثم رفع جسده بصعوبة

"لن أسمح لك بإعادته من البداية...!"

ضل فنغ ينظر لزاراثوس ثم قال ببرود "تابع"

استمر زاراثوس متجاوزًا العد 11 12 13 14 15... ثم سقط مجددًا عند 20

"واحد..."

شعر زاراثوس بالخطر مجددًا فرفع جسده بسرعة قبل أن يصل فنغ إلى الرقم 5 وواصل

21 22 23...

وهكذا استمر الأمر يسقط مرارًا وفنغ يعيد العد لكنه كان ينهض في كل مرة قبل أن يصل العد إلى 5

عندما وصل إلى 70 كان جسده يرتجف بالكامل سقط هذه المرة ولم يستطع النهوض بسرعة كما اعتاد

"واحد..."

حاول التحرك لكن جسده كان أثقل من أي وقت مضى

"اثنان..."

بدأت الرؤية أمامه تتشوش والعرق يغطي وجهه بالكامل

"ثلاثة..."

أراد الصراخ أراد أن يتحرك لكنه لم يعد يشعر بأي شيء

"أربعة..."

فتح فمه ليقول شيئًا لكن صوته لم يخرج

"خمسة..."

صمت تام...

نظر فنغ إليه للحظة ثم بصوت خالٍ من أي مشاعر قال "إلى الصفر"

تصلبت عينا زاراثوس بصدمة لكنه لم يملك الوقت للتفكير لأن فنغ ركله بقوة جعلته يتدحرج على الأرض

"ابدأ من جديد"

كان الألم لا يطاق لكن زاراثوس لم يملك خيارًا سوى النهوض والبدء من الصفر

وهكذا استمر الأمر حتى أتم أخيرًا 100 ضغطة كاملة منهارًا على الأرض بلا أي طاقة

نظر فنغ إليه ببرود ثم قال "هذه مجرد البداية خيا انهض"

قام فنغ من عليه ونظر باتجاه يديه، تحديدًا عند راحة يديه التي بدأت تتشقق، كانت الدماء تغطيها وآثار الكسور ظاهرة عليها. كان ذلك بسبب ضغط الجاذبية الذي مارسه فنغ، مما جعل وزنه أثقل بكثير.

[حسنًا، ماذا سنفعل بعدها أيها النظام؟]

{دعه يركض لمدة ساعتين بدون توقف، وإن توقف لأكثر من خمس ثوانٍ أعد العد من جديد}

[حسنًا، لا مشكلة عندي في هذا، لكن لماذا تقوم بهذا بالضبط؟ أو دعني أقولها بصيغة أخرى، لماذا تحديدًا تركز على هذا النوع من التدريب على عكس غيره؟]

سكت النظام قليلًا ثم تحدث {هذا لتحفيز جسد الفوضى المقدس، لأنه في حالة سكون تام ولن يستيقظ إلا عندما يصل ذلك الشخص إلى حدود حياته مع الألم}

أمر فنغ زاراثوس أن يركض ساعتين كما أخبره النظام، وأنه إن توقف لأكثر من خمس ثوانٍ، فسيبدأ العد من الصفر.

كان زاراثوس لا يزال متعبًا، وظن أن ما سمعه مجرد وهم، فرفع رأسه كالميت لينظر إلى فنغ.

رفع فنغ قدمه باتجاه زاراثوس، من الواضح أنه كان على وشك ركله إن لم ينهض.

نظر زاراثوس إلى قدم فنغ المرفوعة، ورغم الإرهاق الذي سيطر على جسده، دفع نفسه للنهوض بسرعة، متجاهلًا الألم الذي يمزق عضلاته. كان يلهث بشدة، لكنه أدرك أن التخاذل ليس خيارًا، وإلا فسيعيد فنغ العد من الصفر مرة أخرى.

بدأ بالركض، كانت خطواته ثقيلة وكأن جسده كله يصرخ من الألم، لكنه لم يتوقف. مرّت الدقائق الأولى كأنها ساعات، وبدأ يشعر أن ساقيه قد تنفصلان عن جسده في أي لحظة.

على الجانب الآخر، وقف فنغ يراقبه ببرود، بينما تحدث مع النظام بصوت داخلي.

[كم سيستغرق الأمر حتى تظهر نتائج هذا التدريب؟]

{ذلك يعتمد على قدرة تحمّله، لكن إن واصل على هذا المنوال، فسيتكيّف جسده قريبًا مع الضغط المتزايد. جسد الفوضى المقدس يتميز بقدرة على التأقلم مع الألم، وكلما زاد الضغط عليه، كلما أصبح أقوى.}

[همم... إذًا علينا دفعه إلى أقصى حدوده.]

استمر زاراثوس في الركض، أنفاسه تتسارع، وعضلاته تحترق من الإرهاق. مرت نصف ساعة، ثم ساعة كاملة، ثم بدأ جسده يتباطأ رغمًا عنه.

وفي لحظة ضعف، تعثر وسقط على الأرض، وجهه مغبر ويداه ترتعشان.

"واحد..."

ارتجف جسده عند سماعه صوت فنغ، لكنه لم يتحرك.

"اثنان..."

حاول النهوض، لكنه لم يستطع، جسده لم يعد يطيعه.

"ثلاثة..."

بدأ العرق يقطر من جبينه بغزارة، ورؤيته أصبحت ضبابية.

"أربعة..."

صرّ على أسنانه، أراد أن ينهض، لكنه لم يستطع حتى رفع رأسه.

"خمسة..."

ساد الصمت للحظة، ثم جاء صوت فنغ الحاد:

"إلى الصفر."

اتسعت عينا زاراثوس بصدمة، لكنه لم يملك الوقت للتفكير، لأن فنغ رفعه من ملابسه ثم ألقاه بقوة في الهواء، ليسقط بعدها بقوة على الأرض، الألم اجتاح جسده بالكامل.

"ابدأ من جديد."

حاول زاراثوس سحب أنفاسه بصعوبة، لم يكن أمامه خيار سوى النهوض مجددًا والبدء من الصفر، رغم أن جسده كان يصرخ من الإرهاق.

وهكذا استمر الأمر، يسقط، يُجبر على النهوض، ثم يسقط من جديد، حتى بدأ جسده يتأقلم شيئًا فشيئًا.

بعد ساعتين، كان زاراثوس مستلقيًا على الأرض، جسده يرتجف بالكامل، لكنه رغم ذلك، لم يفقد وعيه.

نظر فنغ إليه بلا مبالاة، ثم قال:

"هذه مجرد البداية، استعد للمرحلة التالية."

أدار فنغ رأسه، ممسكًا ذقنه بتفكير وهو يتفحص الأشجار المحيطة، حتى وقعت عيناه على شجرة عملاقة ذات جذع سميك. عاد بنظره إلى زاراثوس، ثم قال ببرود:

"انهض الآن. ستذهب إلى تلك الشجرة، وتواصل لكمها حتى تسقطها أرضًا."

حدّق زاراثوس في فنغ بذهول، جسده يرتجف من الإرهاق، وعيناه ممتلئتان باليأس. لم يستطع تصديق ما يسمعه—أي نوع من التعذيب هذا؟ لقد ظن أنه سيحظى بحياة مريحة، لكن الواقع كان أبعد ما يكون عن أحلامه.

رغم الألم الذي ينهش عضلاته، أجبر نفسه على النهوض، ساقاه تترنحان تحت وطأة التعب. بدأ يمشي ببطء نحو الشجرة، وكل خطوة كانت أشبه بمعركة خاسرة ضد جسده المنهك. تعثر أكثر من مرة، ساقطًا على ركبتيه، لكنه كان يضغط على نفسه للنهوض مجددًا.

أخيرًا، بعد معاناة، وقف أمام الشجرة العملاقة. رفع يده المرتعشة محاولًا توجيه لكمة، لكن جسده كان خاليًا تمامًا من القوة، وكأن كل طاقته قد استُنزفت بالكامل.

أصابعه بالكاد تتحرك. حاول رفع يده، لكنه شعر وكأن وزنه تضاعف مئات المرات، والألم كان لا يُطاق.

وقف فنغ خلفه، يراقبه بعينين باردتين، ثم قال بصوت هادئ يحمل تهديدًا خفيًا:

"إن لم تبدأ الآن، فسأجعل تدريبك مضاعفًا."

ارتجف جسد زاراثوس عند سماعه ذلك، لم يكن يملك أي خيار، لذا صرّ على أسنانه ورفع قبضته المرتعشة بصعوبة. أخذ نفسًا عميقًا، ثم وجّه أول لكمة للشجرة.

"كرااك!"

تردد صدى العظام وهي تصطدم باللحاء الصلب، تبعه ألم فوري اجتاح ذراعه بالكامل. شهق زاراثوس من الألم، لكنه لم يتوقف، لأنه كان يعلم جيدًا ما الذي سيحدث إن تراجع الآن.

رفع يده مجددًا، ووجّه لكمة أخرى، ثم أخرى... الألم أصبح لا يُحتمل، كل ضربة كانت كأنها طعنة تخترق عظامه، وبدأت الدماء تتناثر في كل مكان من يديه.

لكن فنغ لم يقل شيئًا، فقط راقبه بصمت، بينما تحدث النظام داخله:

{استمر في دفعه، جسد الفوضى المقدس سيستفيق عندما يصل إلى أقصى حدوده بذاته الفانية الآن.}

نظر فنغ إلى زاراثوس، الذي كان يلهث بشدة ويداه تنزفان، لكنه رغم ذلك، لم يتوقف.

"استمر."

كانت هذه الكلمة الوحيدة التي قالها فنغ، لكنها كانت كافية لدفع زاراثوس إلى توجيه المزيد من اللكمات، رغم أنه بالكاد يستطيع الوقوف.

مرت دقائق، ثم ساعات... يده تحولت إلى كتلة من الجروح والكدمات، لكنه كان قد فقد الإحساس بالألم تقريبًا. لم يعد يشعر بشيء سوى الغريزة... غريزة البقاء، غريزة أن يستمر حتى يسقط كل شيء أمامه.

وأخيرًا...

"كراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك!"

تردد صوت الخشب وهو يتكسر، ملأ أرجاء المكان. أخيرًا، بدأت الشجرة العملاقة تُظهر تصدعاتها، معلنةً عن قرب سقوطها.

ظل زاراثوس يلكم الشجرة بجنون، الدماء تتناثر بغزارة من يديه، أصابعه انكسرت مرارًا، لكن ذلك لم يوقفه. استمر في الهجوم، وكأن شيئًا آخر غير إرادته هو الذي يدفعه نحو الأمام.

حل غروب الشمس، وأخيرًا، بدأت الشجرة تتشقق بالكامل، مائلةً إلى أحد الجوانب. لم يتبقَّ سوى القليل...

باندفاع يائس، وجه زاراثوس آخر لكماته، واحدة تلو الأخرى، حتى بدأت الشجرة تميل ببطء... ثم تسقط.

"كراااااااغ!"

اهتزت الأرض تحت وقع ارتطام الشجرة العملاقة، والغبار تفرق في الهواء.

زاراثوس، بالكاد واقفًا، حدق في الشجرة الساقطة أمامه، أنفاسه متقطعة، جسده كله يرتجف، لكنه لم يسقط.

2025/04/16 · 10 مشاهدة · 1217 كلمة
نادي الروايات - 2025