واصل الشاب تقدمه بخطوات حذرة عبر الغابة الكثيفة، مستمرًا في سعيه لاكتشاف مكان يمكنه أن يجد فيه ملاذًا من هذا العالم الغامض. بعد فترة من التجوال، لاحظ أمامه فتحة صغيرة في الجدار الطبيعي للغابة، كشفت عن مدخل كهف مظلم. تأمل الشاب المدخل للحظة، ثم قرر أن يتخذ هذا الكهف ملاذًا له من العزلة التي يشعر بها.دخل الشاب إلى الكهف، وتجاوز العتبة بتردد، وكانت خطواته تصطدم بالصخور الباردة والصلبة تحت قدميه. كان الكهف مظلمًا، ولكن الأشعة الخافتة التي تنفذ عبر فتحات السقف تضيف لمسة من الضوء الباهت، مما ساعده على التوجه نحو الداخل. بعد مسافة قصيرة، عثر على زاوية مريحة، حيث يمكنه الجلوس بسلام، وبدأ يستنشق الهواء الرطب المنعش.

بعد فترة من السكون المطبق، حين غابت أصوات العالم، وكأن الكون كله قد أسدل ستاره على لحظات عابرة من الهدوء، تنفَّس الشاب بعمقٍ، وأطلق تنهيدة بدت كأنها زفرة من صميم الروح، تحمل في طياتها ثقل أيام مضت وحملت معها كل الهموم والآلام. في ذلك الكهف المشؤوم، حيث لا شيء سوى السكون يغمر المكان، كان صوت أنفاسه يتردد كصدى خافت، يملأ هذا اللامكان، كأن الهواء نفسه يشارك في تلك اللحظة الهادئة.كل شهيقٍ كان أشبه بنسيم عليل يتسلل بين أغصان شجرة عتيقة في ليلة صافية، وكل زفير كان كريح خفيفة تنفث في وجه السكون، تطرد ما تبقى من أثقال قلبه. كأنما كان يفرغ روحه من تلك الأحمال الثقيلة، حتى بدت أنفاسه كأنها نغمات متسلسلة تعزف على أوتار الزمن الهادئ.في تلك اللحظات، وبين كل شهيق وزفير، كان ذهنه يتأرجح بين الحقيقة والضياع، يبحث عن شيء ثابت في هذا الفضاء اللامحدود، دون أن يجد مأوى لعقله المتعب. ثم همس لنفسه، وكأن صوته يأتي من بعيد، يخترق جدار هذا الصمت المهيب: "هااا... عليّ أن أتذكر... أين كنت قبل أن يفيق جسدي؟"غاص في ذاكرته كغواص في بحر عميق، يبحث بين أمواج الأفكار المتلاطمة، لكن ما وجد سوى شظايا مبعثرة، أشبه بأصداء بعيدة. ثم، وكأن الضباب بدأ ينقشع عن عقله، استعاد ذكرى عابرة: "أوه... نعم، لقد عدت من العمل، مرهقًا كأوراق خريفية ذبلت من هجير النهار... وبعد أن استحممت، ألقيت بجسدي المنهك على السرير، وغلبني النوم كما يغلب الليل نوره."كانت تلك الذكرى كالضوء الخافت في وسط الظلام، لكن برغم ذلك، لم يتغير شيء من حوله؛ لا غرفة ولا سرير ولا حتى إحساس بالمكان. كان أشبه بالفراغ الذي يمتد بلا نهاية، كأنه واقعٌ قد نُسج من أحلامٍ لا يعيها، وكل ما تبقى هو أنفاسه التي تسير على نفس النمط الهادئ، شهيق وزفير، وكأنهما الحبل الرفيع الذي يربطه بما تبقى من وعيه في هذا العالم الغريب.

فجأة، ومن عمق السكون الصموت، انبثق ضوء ساطع كأنه شقَّ حجاب الظلام، ليغمر الكهف بأسره بنوره الفضيّ، وكأن الكون بأسره قد استفاق من سباته. في قلب هذا اللمعان المتفجر، ظهرت شاشة سوداء كالنجم في ظلام الدجى، مكتوبٌ في وسطها بحروف متألقة: "نظام الترفيه الشخصي".في تلك اللحظة، اهتزت أعماق الشاب، وكأنما ضربته صاعقة مفاجئة، فتسمَّر في مكانه، وملأ قلبه الرعب والخوف. هرع إلى الوراء، كأنما يسعى للهرب من طيفٍ مرعب، لكن الجدار البارد تصدى له كحاجزٍ من حجر، مما جعله يرتطم به بقوة، وكأنما حطم أفقه، فوقع في براثن صدمة عميقة.بعد لحظات من الجمود كالصخر، زحف الشاب نحو الشاشة بخطوات بطيئة مترددة، وعيناه تراقبان النص المضيء بشغف وخوف. اقترب بحذر كمن يسير على حافة الهاوية، وتبدل تعبير وجهه من الصدمة إلى الذهول حينما قرأ: "ك..ي...ف؟ هل هذا واقعٌ حقيقي؟ ما الذي يحدث هنا؟"بينما كان عقله يختلط بين الأحلام واليقظة، جاء الصوت الغامض كهمسٍ من الأثير، يتسلل عبر الأفق كأنما ينطق من عوالم أخرى: "أنت الآن في عالم سماء الأولى، وليس في عالمك الأصلي."تلفت الشاب يمنة ويسرة، محاولاً الإمساك بمصدر الصوت المجهول، ولكن كل ما استطاع أن يراه هو اللمعان المتواصل الذي يغمره والظلام الذي يحيط به. تزايد رعبه حتى كاد ينفجر من شدة الفزع، وتراجع بخطوات غير ثابتة، حتى سقط على صخرة زلقة وكأنما اختل توازنه في منتصف الفوضى.تدحرجت جسده على الأرض، ورأسه ارتطم بالصخرة كقذيفة تسقط على هدفها، واهتزت الأرض تحت وقع الاصطدام. ففقد الوعي في لحظة كحلم يتلاشى في الفجر، حيث ارتفعت أصوات الفضاء إلى سكون تام، وكأن كل شيء حوله قد غاب في غياهب اللاوجود.

بعد ثلاث ساعات، فتح الشاب عينيه ببطء، كأنهما تتعودان على نور العالم من جديد. في البداية، كانت رؤيته ضبابية، لكن ما إن اتضحت حتى انتفض بقوة كمن أفاق من كابوس جاثم. "الم... يَكنْ... هذا حلمًا؟!" تمتم بصوت متقطع، غير مصدق لما يراه. في تلك اللحظة، سمع صوتًا داخليًا غامضًا، كأنما يتحدث من العدم، {هاا... مابال هذا الأحمق؟ جميع أبطال القصص يهللون فرحًا حين ينتقلون إلى عالم جديد ويحصلون على نظام، لكن هذا الشاب عكس الكل، خائف من ظله!}.فجأة، أطلقت الشاشة التي ظهرت من العدم شعاعًا أزرق مخلوطًا بالبياض، توجه مباشرة نحو الشاب الذي ارتجف في مكانه. وما إن اندمج هذا الشعاع معه حتى شعر بفيض من السكينة يغمره كالموجة التي تحتضن الشاطئ. [ما هذا؟ أشعر براحة عميقة، وكأن كل توتراتي قد ذابت في الهواء... لكن، ما هو هذا الشعور؟ وما كان هذا الصوت الغريب يتفوه به؟] {أخيرًا، لقد هدأت! سأختصر عليك الأمر: أنت الآن في عالم ليس بالعالم الذي كنت تعرفه، وأنا نظام مخصص... يشبه ما كنت تشاهده في قصص الكرتون}.في تلك اللحظة، تحولت ملامح الشاب من الفزع إلى الحيرة، ليتوقف فجأة عند كلمة واحدة أثارت فضوله: "كرتون؟ ماذا تعني بالكرتون؟ اسمها مانهوا!" شعر النظام بحيرة وسخرية، { ( ̄- ̄) }...بعد ساعة من الترقب والتفكير، استسلم الشاب أخيرًا لحقيقة أنه قد انتقل إلى عالم آخر. بدأ يضحك بشكل جنوني، بين كل ضحكة وأخرى تتردد في أرجاء الكهف وكأنها تحدي للعالم الجديد: "هاهاها! الآن لدي نظام! وسأصبح الأقوى في هذا العالم! هاهاها! استعد يا عالم السماء!".لكن النظام، ببرودة وجمود لا مثيل له، رد على الشاب، {لا ترفع سقف توقعاتك كثيرًا، فأنا لن أساعدك في أن تصبح أقوى}.توقفت ضحكات الشاب فجأة، كأن أحدهم قد أوقف الزمن. "ماذا قلت؟ إذا لم تكن ستساعدني في أن أصبح الأقوى، فما فائدتك إذن؟!" سأل بنبرة مختلطة بين الغضب والخيبة. رد النظام بصوت هادئ لكنه متهكم، {أنا هنا فقط لأعرض لك الأعمال الخيالية التي كانت في عالمك... سواءً كانت كوميكس، روايات، مانغا، مانهوا، أنمي، أفلام، أو مسلسلات. أي شيء تريده من تلك الأعمال، سأوفره لك}.بمجرد أن سمع الشاب هذا الكلام، تلاشت كل أوهامه وكأنها زجاج يتحطم في لحظة واحدة. لم يعد يعرف إن كان ينبغي أن يبكي أم يضحك.بينما كانت عيناه تفقدان بريقهما، تحدث بتكهم مرير: "حسنًا... أين تقع أقرب قرية؟ إذا بقيت هنا، سأموت من الجوع فقط."

{حسناً، اتبع فقط تعليمات للوصول إلى أقرب قرية.}تملكت الدهشة فنغ شيو، مما جعله يتساءل في عقله بقلقٍ ظاهر: [هل يجب أن أثق به؟ هل هو فعلاً في صفي أم ضدي؟] فرد النظام ببرود ووضوح:{( ・-・) لو كنت ضدك، فلماذا أقدم لك أي مساعدة؟}ثم أضاف النظام، وقد بدا صوته وكأنه ينساب من أعماق الفراغ:{أو نسيت، لم أخبرك أنه يمكنك التحدث فقط في ذهنك وسأسمعك.}أخذ فنغ شيو يتبع تعليمات النظام، وعلى الرغم من التحفظ الذي شعر به، فقد استمر في مسيرته. كان الطريق الذي يسلكه مليئاً بالأشواك التي تقطع الأقدام، وعوائق طبيعية تجعل التقدم أمراً صعباً. الأشجار الشاهقة، التي كانت تغطي ضوء الشمس بنباتاتها المتشابكة، زادت من تحدياته.لكن قبل أن يخرج من هذه الغابة التي تبدو بلا حدود، هبت رياح شديدة القوة، كعاصفة غاضبة غير متوقعة. كانت الرياح تصرخ في أذنه، وتحمل معها رائحة الأرض المبللة والنسيم البارد. تمسك فنغ شيو بشجرة ضخمة، يحاول الثبات ضد قوة العاصفة الهوجاء التي تزلزل كل شيء في طريقها. فجأة، سمع صوتاً مدوياً، كأن الأرض قد انشقّت، ثم جاءت موجة هائلة من الرياح تطيح بكل ما في طريقها. الأشجار التي بدت كأنها عملاقة، لم تستطع الصمود، فاقتلعَت من جذورها وارتفعت في الهواء كما لو كانت قطعاً من الورق.[ما هذه الرياح القوية؟] صرخ فنغ شيو في ذهنه، غير قادر على تصديق ما يحدث حوله. في لحظة قفزت الشجرة التي تمسك بها بعيداً، وتم دفعه في الهواء بقوة هائلة، ليرتفع مئات الأمتار بفعل العاصفة العاتية. كانت الرياح تعصف به، وتجعله يدوّر في الهواء وكأنما هو ريشة خفيفة.مع هدوء العاصفة، نهض فنغ شيو ببطء، مغموراً بالتراب ومليئاً بالإرهاق. حاول أن يفتح عينيه ويتفحص المشهد من حوله. كان المشهد أمامه غير عادي: معركة عنيفة ومذهلة بين اثنين. أحدهما كان يرتدي كيمونو أسود داكن، والآخر كان يرتدي كيمونو أبيض ناصع. كان كل تصادم بين سيوفهم ينتج عنه موجات من الرياح العاتية، وكأنهم يتحكمون في عناصر الطبيعة نفسها.قال صاحب الكيمونو الأسود بصوت هادئ، ولكنه مليء بالقسوة:"يو بينغ، لن تستطيع الصمود طويلاً. اقبل مصيرك بسلام، وسأعدك بأنني سأضع حداً لحياتك دون ألم."

قال يوان لونغ بصوتٍ يجسد الجفاء القاسي، كأنما يوجه حكمًا من السماء. نبرته كالسيف البارد، تقطع الهواء بعزم لا يتزعزع، لامباليًا بمصير خصمه.رد يو بينغ بصوتٍ مشحون بالتحدي، “لا حاجة للميت أن ينثر الوعود الوهمية، فإنما اليوم سيسقط على يدي يوان لونغ.” كلماتُه كانت كطعناتِ الخنجر، تشق صمت الليل بوضوحٍ لا لبس فيه، تجسد إصرارًا لا يعرف الاستسلام.فجأة، انفجر يوان لونغ في ضحكٍ هادر، كصوت عاصفةً تعصف بالعالم، “ههههههههههههه! حسنًا، يبدو أنك لم تدرك مقدار ما تواجه. دعني أخبرك، لقد ارتقيت إلى درجة تجلي نيرفانا، وأصبحت قادرًا على استخدام القوة الأولية، وهي مجال نيرفانا.”تجمدت ملامح يو بينغ تحت وطأة الصدمة، وارتسم على وجهه تجاعيد الدهشة، “ك...كيف استطعت بلوغ هذا المستوى؟ ألا يفترض أن تحقق هذا المستوى في وقتٍ لاحق؟”بينما الكلمات تتردد في الفضاء، كان يوان لونغ يتجسد في عظمةٍ غير متناهية، كأنما هو نجمٌ متألق في سماء المعركة،

بنفس واحد عميق، أغمض عينيه وقال "مجال نيرفانا" بدأت الأرض تحت قدميه تهتز ببطء. الهواء حولهما أصبح كثيفًا. في تلك اللحظة، انفتح المجال أمامه، وكأنه مزق الحجاب الفاصل بين العوالم.ظهرت فجأة، من قلب الفراغ، قوة هائلة؛ كيان عملاق تجسد من العدم. الأرض اهتزت تحت ثقله. جسده الضخم كان يغطي الأفق، أذرعه المتعرجة امتدت كأنها تبحث عن أي شيء لتمسكه. وسط جسده كانت هناك دوامة سوداء عميقة، مظلمة كأنها تمتص الضوء والهواء معها، بينما هالة نصف قمرية غريبة ارتفعت فوق رأسه، تتلألأ برموز غامضة قديمة.وجهه البارد الخالي من أي تعبير ظهر وسط الهالة، يراقب بهدوء، وكأن وجوده ذاته يتحدى كل القوانين. كل شيء حوله خضع له، والجو امتلأ بصمت مخيف، وكأن الكيان قد سرق الأنفاس من الهواء ذاته.

" شظايا الفوضى القمريه" بمجرد قول هذه الجمله ضهرت شظايا حادة على شكل هلال من القمر يتدفق منها طاقه نقيه كل من يراها سيسحر بجمالها..انطلقت الشظايا بسرعه هائله...ماإن لمست الأرض حدث انفجار هائل قسم الجبال و دمر الأرض وجلب معه فوضى ..بينما الأرض و الجبال تبعثرت كان فنغ شيو يحاول تجنب الصخور التي تأتي بسرعه هائله [اللعنة ماهذا الذي يحدث؟! ...في أول يوم لي في هذا العالم الملعون يحدث هعي كل هذا ] في محاولاته لتجنب الصخور نجح حيث توقف كل هذا الدمار وأتى سكون ...."اووف واخيرا .." قبل أن ينهي كلامه وعلى يمينه هناك صخره ليس صغيره و الكبيره حيث كان طولها مايقارب 1.72 ....بوم استصدمت الصخره بفنغ شيو يسمع صوت عظام يديه و صدره يشققان والإنكشار حلق بعيدا أثر صدمه تم استضدم ضهره مرة أخرى بشجره انكسر ضهره حيث أصبح كالورقه المطويه

....فقد.الوعيه اثر لذالك إلى اجل غير مسمى....يسمع صوت انفاس غير منتضمه"هااااا العنه لقد استنزفت طاقتي "

شعر یوان لونغ بألم يتسلل إلى أعماق بطنه كأنما هو نار تستعر في قسوة الطبيعة. وعندما حرك وجهه برعب أبصر جرحًا عميقًا، لكنه لم يكن ليحظى بالاهتمام البالغ فما جذب انتباهه هو السائل الأخضر المتدفق من الجرح، يفيض بدخان أخضر يتصاعد من حرارة سميته البشعة.

"ك... يف؟! هذا من سموم الإثني عشر... يو بينغ، أيها العاهر، تبا لك!" نطق بكلمات تنبض بالغضب، بينما بدأت الدماء تتفجر من كل شريان في جسده. عيونه ملأتها الدماءساخنة، كأنهما شلالان من جحيم، صارت كأنها نوافذ إلى الجحيم. سقط يوان لونغ على الأرض، وكانت سقوطه كالسقوط من عرش النعيم إلى درك الشقاء، حيث انثنى الجسد كالورقة المتجعدة.

ظهرت مجموعة من الرجال، يرتدون ملابس سوداء كالظلام، ملثمين حتى لا يظهر منهم سوى عيونهم التي تلتمع كالنيران تقدم القائد بخطى واثقة نحو جسد يوان لونغ الملقى، وصرخ: اسرعوا علينا نقل جلالته إلى القصر في أسرع وقت حمل القائد جسد يوان لونغ على ظهره، وانطلق بسرعة تعادل سرعة الرياح العاتية، مختفياً مع أتباعه في الظلام، تاركاً خلفه ميدان المعركة الصامت، الذي يملؤه هدوء

__________ ______________________

شكل مجال نيرفانا الخاص ب يوان لونغ

2024/09/07 · 41 مشاهدة · 1900 كلمة
نادي الروايات - 2024