خرج ليو من غرفته بخطى ثابتة، وكأنه كان مستعدًا منذ زمن لهذه اللحظة. الهواء البارد لامس وجهه، ونسيم الليل حمل معه رائحة الأرض الرطبة والأشجار المترامية الأطراف. كان الجو هادئًا، لكن عقله لم يكن كذلك. كانت أفكاره تتدافع كتيار جارف، كل فكرة تقود إلى أخرى في سلسلة لا تنتهي من الاحتمالات. تحسس غمد سيفه المعلق على جانبه، وكأنه يتأكد من جاهزية كل شيء. رغم أنه لم يكن يتوقع استخدامه، إلا أن الاحتياط كان واجبًا.

في داخله، كان هناك شيء أشبه بالخوف. ليس خوفًا من المواجهة أو القتال، بل خوفًا من المجهول. ماذا لو خانته الثقة؟ ماذا لو كانت هذه المقابلة هي فخ؟ كل تلك التساؤلات تسللت إلى عقله وهو يسير بخطواته نحو الغابة.

تمتم لنفسه بصوت خافت: "الآن ليس وقت الشك. إما أن أقدم على هذه الخطوة وأكمل الطريق، أو أعود إلى حيث بدأت، دون أي تقدم." كان يعلم أنه لا مجال للتراجع الآن. خططه قد وضعت، والأرض قد زُرعت بالبذور، ولم يتبق سوى حصاد ما زرع.

حينما اقترب من الغابة، استشعر رائحة الأشجار والورق المبتل. صوت حفيف الأوراق تحت قدميه كان الموسيقى الوحيدة التي تكسر الصمت الذي يلف المكان. اختار السير عبر ممر ضيق وسط الأشجار العالية، عارفًا تمامًا أن هذا هو الطريق الذي اتفق عليه مع صديق والده. لم يكن مكان اللقاء عشوائيًا، بل كان مكانًا عرفه منذ طفولته، حيث كان والده يأتي هنا ليلتقي بأصدقائه.

داخل أعماقه، استعاد ليو ذكريات قديمة. تلك الأيام التي كان فيها مجرد طفل صغير يتبع والده عبر هذه المسارات نفسها. كان والده دائمًا يخبره بأهمية الحذر والثقة فقط في الأصدقاء الحقيقيين. اليوم، وجد ليو نفسه يختبر تلك النصائح التي تعلمها صغيرًا. لكن السؤال الذي يراوده الآن: هل هؤلاء الأصدقاء ما زالوا أوفياء؟

حين وصل إلى البقعة المتفق عليها، وقف لوهلة، وأخذ شهيقًا عميقًا، وكأنه يحاول التخلص من كل شكوكه. الحقل أمامه كان مفتوحًا، وفي وسطه شجرة ضخمة قديمة، ربما هي الأقدم في هذه الغابة. تذكر كيف كان والده يجلس تحت تلك الشجرة، يتحدث مع أصدقائه، وكيف كانوا يتبادلون الضحكات والكلمات الجادة في آن واحد.

بينما كان ينظر إلى الشجرة، جاءت تلك اللحظة التي كان ينتظرها. ظهر رجل طويل القامة، يرتدي ملابس ثقيلة، تبدو عليه ملامح الخبرة والتعب من سنوات طويلة من الحياة القاسية. اقترب الرجل ببطء، وعيناه تتفحصان ليو كما لو أنه يحاول قراءة ما خلف مظهره الهادئ.

"ليو..." قال الرجل بصوت عميق، يكاد يكون مغلفًا بالثقل الذي حملته السنوات. كان هذا الرجل يُدعى "هو جينغ"، صديق والده القديم وأحد أخلص رجاله.

ابتسم ليو قليلًا، ورغم توتره حاول أن يبقي صوته مستقرًا. "مرحبًا، هو جينغ. لم أرك منذ مدة طويلة."

هو جينغ نظر إليه بتمعن، وكأن الزمن قد توقف للحظات. "لقد كبرت، وصرت شبيهًا بوالدك أكثر مما كنت أعتقد."

تحسس ليو وجهه بحركة خفيفة دون أن يدري، وكأنه يحاول أن يتحسس التشابه الذي أشار إليه هو جينغ. "لقد مضت سنوات طويلة. لكنني اليوم هنا لسبب مختلف. لدي طلب، وأحتاج مساعدتك."

صمت هو جينغ لوهلة، ثم قال بنبرة مليئة بالتفكير: "أعرف ما تريد. والدك كان يتحدث عنك كثيرًا قبل رحيله. لكن عليك أن تعرف أن ما تطلبه ليس بالأمر السهل."

هز ليو رأسه ببطء، عيناه تتجهان إلى الأرض لبضع ثوانٍ، ثم عادتا لتلتقيا بعيني هو جينغ. "أعلم أن الأمر ليس سهلًا. لكنني لم آتِ إلى هنا طالبًا المساعدة دون أن أفكر مليًا. عمي خاننا... خان والدي وأخذ كل شيء بالقوة. لن أترك الأمر يمضي هكذا. أريد استعادة ما هو لي."

نظر هو جينغ حوله وكأنه يحاول أن يتأكد من عدم وجود أحد يسترق السمع. كانت الغابة هادئة، لكن تلك اللحظات كانت مشحونة بالتوتر. قال بصوت خافت: "الخيانة أمر متوقع في عالم السياسة والحكم، لكن هذا العالم ليس مكانًا للضعفاء. إذا أردت استعادة الحكم، عليك أن تكون أقوى من الجميع. لا يمكنك الاعتماد على الأصدقاء فقط."

وقف ليو للحظات وهو ينظر إلى هو جينغ، ثم تمتم لنفسه بهدوء: "أعلم... لهذا السبب أنا هنا. لأطلب دعمك ودعم من وثقوا بوالدي."

ابتسم هو جينغ، لكن ابتسامته كانت مليئة بالتحدي. "إذا كنت مستعدًا لكل شيء، فأنت تعرف أن الطريق طويل ومليء بالأشواك. سأساعدك بما أستطيع، لكن عليك أن تثبت أنك قادر على حمل هذا العبء."

تردد ليو للحظة قبل أن يقول بحزم: "سأثبت لك وللجميع أنني قادر. لم يعد هناك مكان للتراجع."

الرياح الباردة حملت معها كلمات ليو، وكأنها تأخذها إلى أعماق الغابة. هو جينغ نظر إليه مرة أخرى بنظرة عميقة، ثم قال بهدوء: "إذن، فلنبدأ..."

افترقا الإثنان...

وبينما كان ليو في طريقه نحو المنزل، سمع صوت ضجيجٍ عالٍ من أحد الأزقة القريبة. شعر بشيءٍ غير طبيعي يجذب انتباهه. توقف للحظة، ثم بدأ يتسلل بخفة نحو مصدر الصوت. الزقاق كان مظلمًا ومُتسخًا، وأصوات السلاسل المعدنية تُقرع بصوتٍ مكتوم. ما إن اقترب حتى رأى المشهد الذي لم يكن يتوقعه.

في قلب الزقاق، أطفالٌ صغار يجرّون بالسلاسل الحديدية، الجروح تملأ أجسادهم الهزيلة، ووجوههم كانت تعكس اليأس الكامل. أرجلهم مثخنة بالجراح، وملامحهم الشاحبة كانت تصرخ بالألم حتى في صمتهم.

ليو توقّف، تردد قلبه للحظات. كانت رغبته الأولى هي التدخل، إنهاء هذا الظلم بيديه، لكنه لم يستطع تحريك جسده. شيءٌ ما بداخله كان يربطه بالأرض، ترددٌ عميق ملأ صدره.

"اللعنة... ماذا أفعل؟!" قالها في نفسه بصوت مكتوم، ارتفع نبضه مع ازدياد حدة الصراع في داخله. كيف يمكنه أن ينقذهم دون المخاطرة بكل شيء؟ تلك الأفكار تسللت إلى عقله كعواصف متضاربة. إن تدخله الآن قد يعرّض خطته الكبرى للخطر، قد يكون خطوة واحدة نحو تدمير كل ما عمل عليه.

"هل أستطيع أن أضحّي بأحلامي من أجل هؤلاء الأطفال؟" تساءل في نفسه، وعيناه ما زالتا ثابتتين على المشهد المروع أمامه. الأسئلة لم تتوقف عن ضرب عقله بقوة: هل يستحقون التضحية؟ ماذا لو اكتشف أحدهم تدخلي؟ ماذا لو فشلت بسبب هذا الموقف؟

كان عقله يدور في حلقات لا تنتهي، تتصارع فيها الأخلاق والطموحات. كان هدفه أن يصبح إمبراطورًا، وكان يعلم أن كل خطوة خاطئة قد تدمّر هذا الحلم.

بعد لحظات من التردد، أخذ ليو نفساً عميقاً وحاول أن يستجمع شجاعته. "أليس هدفي أن أصبح إمبراطورًا وهل هناك إمبراطور يسمح لشعبه ان يتعذب ؟" سأل نفسه بصوتٍ خافت، وكأن عقله يحاول إقناع قلبه بأن تجاهل هذا الظلم هو السبيل الوحيد لتحقيق طموحه.

لكن تلك الفكرة لم تدم طويلًا، فقد بدأ عقله يسترجع ذكريات والده، الرجل الذي كان دائمًا ما يضع الشعب في قلب اهتماماته. "ماذا كان سيفعل والدي لو كان في مكاني؟" تمتم ليو بهدوء، وعيناه بدأت تتأمل الفضاء أمامه، وكأنه يبحث عن إجابة في الماضي.

ابتسم ابتسامةً ساخرة، تمتم بصوتٍ منخفض: "بالطبع، لم يكن سيتغاضى عن الأمر." كان يعلم أن والده لم يكن ليتردد، أن الشهامة كانت دائمًا ما تحركه لاتخاذ القرارات الصحيحة، حتى لو كان الثمن باهظًا.

لكن ليو... كان مختلفًا. هو لم يكن والده. كان أمامه خيارين واضحين: التدخل وإنقاذ هؤلاء الأطفال، أو الصمت والمضي قدمًا في طريقه نحو الحكم.

الحقيقة المؤلمة التي كان يحاول تجنبها هي أن كل قرار يتخذه الآن سيشكل مستقبله. أي فعل سيتخذه، سواء كان التدخل أو الانسحاب، سيكون له عواقب لا مفر منها. تردد ليو للحظة أخرى، وجسده ما زال مجمداً في مكانه، ينظر إلى الأطفال بأعينٍ مليئة بالأسئلة.

بعده ثواني من التفكير العميق التي كانت كالسنين " هووف حسنا يبدو أن الجشع سيطر علي سأموت من أجل تحقيق هدفي لكن لن اخالف مبادئي مهما كان الأمر " تنهد ليو بهدوء "رقصة الشبح" انطلق بسرعه هائله وكان يخطو على الهواء نفسه تسمح له هذه التقنيه في جعل الهواء و الفضاء نفسه ملموس بنسبت له...بعد أن أصبح عاليا ضغط قوته في قدمه ليضع سيف على غمده...يختفي ويظهر وراء الأشخاص الذين يجرون الأطفال...مرت ثانية لترى دماء في كل مكان...اختفت اجسام ؤولائك لم يكن لهم أي وجود مهما حاولت النظر" همم لقد تراجع مستواي يجب علي العوده لتدريب" سبب اختفاء اجسادهم كان بسبب ان ليو وصل لمرحله متقدمه في سيف وقوه ساحقه رغم صغر سنه فلقد كان يستطيع حتى قطع ذره التي لاترى لملايين الأجزاء

مرت أربع سنوات منذ أن بدأ ليو في تكوين جيشه، واستطاع أن يستقطب العديد من المخلصين من جنود والده، مما ساعده على إنشاء مقر سري في أعماق الغابة. كان المكان محصناً، محاطاً بالأشجار الكثيفة التي تخفيه عن أنظار العدو. بعد أن أعد كل شيء بعناية، حانت اللحظة التي طالما انتظرها. انطلق ليو مع جنوده، عازماً على اقتحام قصر عمه الذي لطالما أراد الانتقام منه.

تحركت قوات ليو بجرأة، محاطة بصيحات الحرب وعزم لا يلين. بينما كانت المعركة تدور رحاها، لم يكن ليو يعلم أن عمه قد أعد خطته بحذر، وكان لديه زُنادٍ مختبئة في كل زاوية من زوايا القصر، بانتظار إشارة البدء. ومع اندلاع الاشتباكات، انكشف مخبأ ليو، ووجد نفسه محاطًا بقوات عمه التي كانت أكثر عددًا وتنظيماً.

عندما حانت اللحظة، انطلقت أصوات الصرخات من حناجر الجنود، مختلطة مع صرخات العدو. تحركت الأقدام بسرعة نحو القصر، بينما تصاعد الدخان في الهواء، وارتفعت نيران المعركة.

“التحرك! لا تدعوا عدوّنا يستعيد السيطرة!” صرخ ليو، بينما بدأ الجنود بالتقدم نحو القصر. مع كل خطوة، كانت الأقدام تخطو على الأرض، بينما كانت الرياح تعصف بأوراق الأشجار حولهم.

لكن الأمور لم تكن سهلة كما كان يأمل. كانت قوات العدو متمرسة، وتستخدم تقنيات قتال متميزة. انطلقت صرخات الجنود وتداخلت مع صوت السيوف التي تلتقي، والرماح التي تتصادم.

بينما كان ليو يقاتل، استدعى العدو قوته الخارقة. كانت الأرض تحت أقدامه تترنح، ثم انطلقت صخور ضخمة من الأرض. “انظروا!” صرخ أحد الجنود، بينما كانت الصخور تتجه نحوهم كالأمواج العاتية.

“احذروا!” صرخ ليو، بينما كانت الصخور تحطم أي شيء في طريقها، مما جعل الجنود يتراجعون في ذعر.

“استخدموا التشكيلات، يجب أن نحاصرهم!” قال أحد القادة، محاولاً استعادة السيطرة على الموقف.

لكن العدو كان قد أعد فخاخًا أخرى. كانت قوى العدو تسيطر على المعركة، حيث كانت الصخور تتساقط كالأمطار، مما جعل جنود ليو يفقدون توازنهم.

“هذا هو! سيستخدم قوته الكاملة!” صرخ أحد الجنود، بينما كانوا يراقبون العدو.

بينما رفع العدو يديه إلى السماء، بدأت السحب الداكنة تتجمع فوقه. كانت الرياح تعصف، وكأن الطبيعة ترد على دعوته. ارتجف كل شيء حولهم، وأصبح الجو مشحونًا بالطاقة. وبدأ برق ذهبي يفتك بالكل كان هذا البرق قادر على تفكيك المفاهيم و القوانين ليبيد مفهوم الحياة في أرض المعركه لكن هذا كان له تأثير على جنوده ايضا...

“تحركوا! تراجعوا!” صرخ ليو، بينما كان يحاول إبعاد جنوده عن مسار الصخور. تراجع الجنود بالفعل. اتجهو نحو الغابه ليتفككو ويشتتون العدو

تبقى ليو وعمه باو الساحه وحدهما تحدث باو بتغطرس وجبروت" ايها الصعلوك احقا كنت تضن انه لن اكتشف مخططاتك؟! " لم يجبه ليو وأصبح المكان صامت كالموت "يا ليو، كطفل في عالم الظلام،

أنت لا تزال ضائعًا في كل ما تعتقد أنه سليم.

خططك كسراب، تنخدع به،

وأنا هنا، أرى كل ما وراء ذلك بلا كذب ولا زيف."...رد.ليو بكل تقه"ربما أبدو كطفل في عينيك،لكن في عالم تعتقد أنك تراه بوضوح، تظل عالقًا في ظلام جهلٍ."بمجرد.قوله لهذه الكلمات تحركه بسرعه هاربا من المكان" احقا تضن انك قادر على الهرب.هاهاها" رفع يديه ببطء ووسع أصابعه لتبطأ طاقة زرقاء تتسرب من يديه بدأت هذه طاقه تتشكل على شكل رمح ليتحول هذا رمح لرمح حقيقي...وبتلوحيه من أصبعه انطلق رمح بسرعه هائله مخترقتا قدم ليو...كانت هذه طاقة سايما ف السايما هي طاقة ذهنية ناتجة عن استغلال الإمكانيات القصوى للعقل من خلال التأمل العميق والتفكير المركز. إنها طاقة تتحول وتتفاعل مع الأفكار والمشاعر الداخلية للمستخدم، وتتخذ أشكالًا متعددة وألوان بناءً على قوة العقل والتركيز. وطبيعة الشخص ومن خلاله يمكن لشخص أن يحول أفكاره إلى حقيقه ويمكن أن يخلق بها حتى كائنات من العدم و لزيادة سايما يحتاج شخص لتأمل العميق او تضحيه بقوة تحمله ولديها العديد من الخصائص الأخرى

2024/10/05 · 19 مشاهدة · 1791 كلمة
نادي الروايات - 2024